ما بال عينك لا تنام كأنما |
|
كحلت مآقيها بكحل الأرمد |
جزعاً على المهدي أصبح ثاوياً |
|
يا خير من وطىء الحصى لا تبعد |
وجهي يقيك الترب لهفي ليتني |
|
غيبت قبلك في بقيع الغرقد |
بأبي وأمي من شهدت وفاته |
|
في يوم الإثنين النبي المهتدي (١) |
الحميري
وقال الحميري رحمهالله :
فقال له قوم إن عيسى بن مريم |
|
بزعمك يحيي كلّ ميت ومقبر |
فما ذا الذي أعطيت قال محمّد |
|
لمثل الذي أعطيه إن شئت فانظر |
إلى مثل ما أعطي فقالوا لكفرهم |
|
ألا أرنا ما قلت غير معذر |
فقال رسول الله قم لوصيه |
|
فقام وقِدْماً كان غير مقصر |
ورداه بالمستجاب والله خصّه |
|
وقال اتبعوه بالدعاء المبرّر |
فلمّا أتى ظهر البقيع دعا به |
|
فرجت قبور بالورى لم تبعثر |
فقالوا له يا وارث العلم اعفنا |
|
ومُنَّ علينا بالرضى منك واغفر (٢) |
الجوهري
وقال أبو الحسن علي بن أحمد الجرجاني المعروف بالجوهري ، المتوفى حدود سنة ٣٨٠ ه في رثاء الإمام السبط الشهيد :
وجدي بكوفان ماوجدي بكوفان |
|
تهمي عليه ضلوعي قبل أجفاني |
أرض إذا نفختْ ريح العراق بها |
|
أتت بشاشتها أقصى خراسان |
__________________
(١) السيرة النبوية (لابن هشام) ٤ / ١٠٨٢ ؛ سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٢٨١.
(٢) نهج الإيمان / ٦٤٧.
ومن قتيل بأعلى كربلاء على |
|
جهد الصدى فتراه غير صديان |
وذي صفائح يستسقي البقيع به |
|
ريّ الجوانح من رَوْحٍ ورضوان |
هذا قسيم رسول الله من آدم |
|
قُدّا معاً مثل ما قدّ الشراكان |
وذاك سبطا رسول الله جدهما |
|
وجه الهدى وهما في الوجه عينان (١) |
الصاحب بن عبّاد
وقال الصاحب بن عباد (٣٢٦ ـ ٣٨٥) في ارجوزة له :
يا زائراً قد قصد المشاهدا |
|
وقطع الجبال والفدافِدا |
فأبلغ النبي من سلامى |
|
ما لا يبيد مدّة الأيام |
حتّى إذا عدتَ لأرض الكوفة |
|
البلدة الطاهرة المعروفة |
وصرت في الغريّ في خير وطن |
|
سلّم على خير الورى أبي الحسن |
ثمة سِرْ نحو بقيع الغرقد |
|
مسلّماً على أبي محمد |
وعد إلى الطّف بكربلاء |
|
اهد سلامى أحسن الإهداء |
لخير من قد ضمّه الصعيد |
|
ذاك الحسين السيد الشهيد |
واجنب إلى الصحراء بالبقيع |
|
فثمّ أرض الشّرف الرفيع |
هناك زين العابدين الأزهر |
|
وباقر العلم وثمّ جعفر |
ابلغهم عنّي السلام راهنا |
|
قد ملأ البلاد والمواطنا .. (٢) |
وله أيضاً :
يا زائرين اجتمعوا جموعا |
|
وكلّهم قد أجمعوا الرجوعا |
__________________
(١) الغدير ٤ / ٨٤ ؛ انظر : بحار الأنوار ٤٥ / ٢٧٨ ؛ العوالم ١٧ / ٥٧٤ ؛ أعيان الشيعة ٨ / ١٥٥.
(٢) الغدير ٤ / ٦٧ ـ ٦٨ ؛ انظر : مناقب آل أبي طالب ١ / ٢٧٧ ؛ أعيان الشيعة ٣ / ٣٥٨.
إذا حللتم تربة المدينة |
|
بخير أرض وبخير طينة |
فأبلغوا محمدا الزكيا |
|
عنّي السلام طيباً زكيا |
حتى إذا عدتم إلى الغريّ |
|
فسلّموا منّي على الوصيّ |
وبعد بالبقيع في خير وطن |
|
اهدوا سلامي نحو مولاي الحسن |
وأبلغوا القتلى بأرض الطفّ |
|
تحيّتي ألفان بعد ألف |
ثمّة عودوا ببقيع الغرقد |
|
نحو علي بن الحسين سيّدي |
وباقر العلم أخا الذخائر |
|
ومعدن العلياء والمفاخر |
وكنز علم الله في الخلائق |
|
جعفر الصادق أتقى صادق |
فبلّغوهم من سلامي النامي |
|
ما لا يزول مدّة الأيام |
حتّى إذا عدتم إلى بغدان |
|
بمشهد الزكاء والرضوان |
فبلغوا منّي سلاماً زايبا |
|
سلام من يرى الولاء واجبا |
وواصلوا السرور وارؤا طوسا |
|
نحو علي ذي العلى بن موسى |
حيّوه عنّي ما أضاء كوكب |
|
وما أقام يذبل وكبكب |
وسلموا بعد على محمّد |
|
بأرض بغدان زكي المشهد |
واعتمروا عسكر سامراء |
|
اهدوا سلامي أحسن الإهداء |
نحو على الطاهر المطهر |
|
والحسن المحسن نسل حيدر (١) |
ابن الحجاج
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج الكاتب المحتسب النيلي البغدادي ، شاعر العراق ، المشهور بابن الحجاج ، توفي سنة ٣٩١ ه
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ١ / ٢٧٧.
بالنيل ، وحمل تابوته إلى بغداد ، فدفن عند رجلي الإمامين الكاظمين ، وكتب على قبره بوصية منه : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) (١)(٢).
له :
سقى البقيع وطوساً والطفوف وسامراء |
|
وبغداد والمدفون في النجف |
من مهرق مغدق صب غدا سجما |
|
مغدوق هاطل مستهطف وكف (٣) |
الغساني العوني
وقال أبو محمد طلحة بن عبيدالله بن أبي عون الغساني العوني ـ من اعلام القرن الرابع ـ في شأن الإمام الصادق صلوات الله عليه :
عُجْ بالمطي على بقيع الغرقد |
|
واقرا التحية جعفر بن محمد |
وقل ابن بنت محمد ووصيّه |
|
يا نور كلّ هداية لم تجحد |
يا صادقاً شهد الإله بصدقه |
|
فكفى شهادة ذي الجلال الأمجد |
يا بن الهدى وأباالهدى أنت الهدى |
|
يا نور حاضر سرّ كلّ موحّد |
يا ابن النبيّ محمّد أنت الذي |
|
أوضحت قصد ولاء آل محمد |
يا سادس الأنوار يا علم الهدى |
|
ضلّ امرؤٌ بولائكم لم يهتد (٤) |
ابن حماد العبدي
وقال ابن حماد العبدي من أعلام القرن الرابع :
__________________
(١) سورة الكهف : ١٨.
(٢) أعيان الشيعة ٥ / ٤٢٧.
(٣) أعيان الشيعة ٥ / ٤٣٣.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٩٨ ؛ الغدير ٤ / ١٣٨.
إليك أمين الله نظم قصيدة |
|
إمامية تزهو بحسن صفات |
على بن حماد دعاها فأقبلت |
|
وهمّته من أعظم الهممات |
شبيه لما قال الخزاعي دعبل |
|
تضمنّه الرحمن بالعرفات |
مدارسُ آياتٍ خلتْ من تلاوة |
|
ومهبط وحي مقفر العرصات |
بقاع في البقيع مقدسات |
|
وأكناف بطيبة طيّبات |
وفي كوفان آيات عظام |
|
تضمنها عرى المتوثقات |
وفي غربي بغداد وطوس |
|
وسامرا نجوم زاهرات |
مشاهد تشهد البركات فيها |
|
وفيها الباقيات الصالحات (١) |
وله أيضاً :
صلى الإله على علي ذي العلى |
|
ما نال طيراً وعلا أغصانا |
وسقى المدينة والبقيع ومشهدا |
|
حل الغري الطهر من كوفانا |
وسقى قبوراً بالطفوف منيرة |
|
وسقى قبوراً ضمّنت بغدانا |
وسقى مقابر سرّ من رأى والذي |
|
من طوس أصبح ثاوياً نوقانا (٢) |
الشريف الرضي
وقال الشريف الرضي (٣٥٩ ـ ٤٠٦) :
ألا لله بادرة الطلاب |
|
وعزم لايروّع بالعتاب |
إلى ان قال :
سقى الله المدينة من محلّ |
|
لباب الماء والنطف العذاب |
__________________
(١) الغدير ٤ / ١٧٠ ؛ الكنى والألقاب ١ / ٢٦٥ ؛ أعيان الشيعة ٨ / ٢٢٩.
(٢) المناقب ١ / ٣١٨.
وجاد على البقيع وساكنيه |
|
رخيّ الذيل ملآن الوطاب |
وأعلام الغري وما استباحت |
|
معالمها من الحسن اللباب |
وقبر بالطفوف يضمّ شلوا |
|
قضى ضمأ إلى برد الشراب |
وبغداد وسامرّا وطوس |
|
هطول الودق منخرق العباب |
قبور تنطف العبرات فيها |
|
كما نطف الصبير على الروابي |
فلو بخل السحاب على ثراها |
|
لذابت فوقها قطع السراب |
سقاك فكم ظمئت اليك شوقا |
|
على عدواء داري واقترابي (١) |
مهيار الديلمي
وقال مهيار الديلمي المتوفى سنة ٤٢٨ يرثي بها أهل البيت ويذكر البركة بولادتهم في ما صار إليه :
في الظباء الغادين أمس غزال |
|
قال عنه ما يقول الخيال |
إلى ان قال :
يالقوم اذ يقتلون عليا |
|
وهو للمحلِ فيهم قتّال |
ويسرّون بغضة وهو لا |
|
تقبل إلا بحبّه الأعمال |
وتحال الأخبار والله يدري |
|
كيف كانت يوم الغدير الحال |
ولسبطين تابعيه فمسموم |
|
عليه ثرى البقيع يهال |
درسوا قبره ليخفى عن الزوّار |
|
هيهات كيف يخفى الهلال |
وشهيد بالطف أبكى السموات |
|
وكادت له تزول الجبال .. (٢) |
__________________
(١) الغدير ٤ / ٢١٢ ـ ٢١٣ ؛ انظر : المناقب ١ / ٣١٣ ؛ بحار الأنوار ٤٥ / ٢٧٧ ؛ العوالم ١٧ / ٥٧٣.
(٢) ديوان مهيار الديلمى ٣ / ١٥ ؛ على ما في الغدير ٤ / ٢٣٥ ؛ الكنى والألقاب ٢ / ٢٧٦.
عبيد الله الحسيني
وأنشد عبيد الله الحسيني :
يا طيب نفح النسيم في سحر |
|
عرّج على طيبة بتغليس |
وزر بقيعاً بما تجدّ به |
|
رسماً من الدين جد مطموس (١) |
ابن التعاويذي
ورثا أبوالفتح محمد بن عبدالله البغدادي يعرف بابن التعاويذي وبسبط ابن التعاويذي (٤٩٦ ـ ٥٥٣) :
سأهدي للأئمة من سلامي |
|
وغرّ مدائحي أزكى هدي |
سلاماً أتبع الوسمى منه |
|
على تلك المشاهد بالولي |
إلى أن قال :
لطيبة والبقيع وكربلاء |
|
وسامراء تغدو والغري |
وزوراء العراق وأرض طوس |
|
سقاها الغيث من بلد قصي (٢) |
العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس
قال علي بن محمد العلوي : وولد العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس الشهيد عليهالسلام ، وكان سيداً جليلاً قريب المجلس من الرشيد شاعراً خطيباً ، أنشدني أبو الغنائم الحسني عن أبي القاسم ابن خداع النسابة رحمهماالله تعالى للعباس بن الحسن ، يرثي أخاه محمداً
__________________
(١) المناقب ١ / ٣٢٠.
(٢) الغدير ٥ / ٣٩٤ ـ ٣٩٥ ؛ انظر : أعيان الشيعة ٩ / ٣٩٧.
وأرى البقيع محمدا |
|
لله ما وارى البقيع |
من نائل ويد ومعرو |
|
فإذا ضن المنوع |
وحَيَاً لأيتام وأرملة |
|
إذا جف الربيع |
ولّى فولّى الجود والمعر |
|
وف والحسب الرفيع (١) |
غالب بن عثمان الهمداني
وقال غالب بن عثمان الهمداني في رثاء لإبراهيم بن عبد الله :
وقتيل باخمرى الذي |
|
نادى فاسمع كلّ شاهد |
قاد الجنود إلى الجنود |
|
تزّحف الأسد الحوارد |
إلى ان قال :
فسويقتان فينبع |
|
فبقيع يثرب ذى اللحائد |
امست بلاقع من بني ال |
|
ـ حسن بن فاطمة الأراشد (٢) |
أبو الحجاج الجهني
وقال أبو الحجاج الجهني :
بكر النعيّ بخير من وطىء الحصى |
|
ذي المكرمات وذي الندى والسؤود |
بالخاشع البرّ الذي من هاشم |
|
أمسى ثقيلاً في بقيع الغرقد |
ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه |
|
أن قام مجتهداً بدين محمّد (٣) |
_________________
(١) المجدي في أنساب الطالبيين / ٢٣٦.
(٢) مقاتل الطالبيين / ٣٨٥.
(٣) مقاتل الطالبيين / ٢٠٤.
حسان الدولة أبو الشوك
وقال حسان الدولة أبو الشوك فارس بن محمد :
بلّغ أمير المؤمنين تحيّتي |
|
واذكر له حبّي وصدق تودّدي |
وزر الحسين بكربلاء وقل له |
|
يا ابن رسول الله ويا سلالة أحمد |
منّي السلام عليك يا ابن محمد |
|
أبدا يروح مع الزمان ويغتدي |
وعلى أبيك وجدّك المختار |
|
والثاوين منكم في بقيع الغرقد |
وبأرض بغداد على موسى وفي |
|
طوس على ذاك الرضاء المفرد |
وبسرّ من رأى السلام على |
|
النقيّ نجل التقى والسؤدد |
بالعسكريين اعتصامي من لظى |
|
وبقائم من آل أحمد في غد (١) |
يحيى بن سلامة
قال ابن كثير : يحيى بن سلامة بن الحسين أبو الفضل الشافعي الحصكفي نسبة إلى حصن كيفا ، كان إماماً في علوم كثيرة من الفقه والآداب ، ناظماً ناثراً (٢).
وقال في مدح أهل البيت والأئمة الإثني عشر عليهمالسلام :
وسائلي عن حبّ أهل البيت |
|
هل أقرّ إعلاناً به أم أجحد؟ |
هيهات ممزوج بلحمي ودمي |
|
حبّهم وهو الهدى والرشد |
حيدرة والحسنان بعده |
|
ثمّ علىّ وابنه محمّد |
وجعفر الصادق وابن جعفر |
|
موسى ويتلوه علي السيّد |
أعني الرضا ثمّ ابنه محمد |
|
ثمّ عليّ وابنه المسدّد |
والحسن الثاني ويتلو تلوه |
|
محمّد بن الحسن المفتقد |
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ١ / ٢٧٠.
(٢) البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٧.
فإنهم أئمتي وسادتي |
|
وإن لحاني معشر وفندوا |
أئمة أكرم بهم أئمة |
|
أسماؤهم مسرودة تطرد |
هم حجج الله على عباده |
|
وهم إليه منهج ومقصد |
قوم لهم فضل وجد باذخ |
|
يعرفه المشرك والموحد |
قوم لهم في كلّ أرض مشهد |
|
لا بل لهم في كلّ قلب مشهد |
قوم منى والمشعران لهم |
|
والمروتان لهم والمسجد |
قوم لهم مكة والأبطح والخ |
|
يف وجمع والبقيع الغرقد (١) |
مغامس بن داغر الحلي
وقال الشيخ مغامس بن داغر الحلي من أعلام القرن التاسع :
يا راكب الهوجل المحبوك تحمله |
|
إلى زيارة خير العجم والعرب |
إذا قضيت فروض الحج مكتملاً |
|
ونلت إدراك ما في النفس من إرب |
وزرت قبر رسول الله سيدنا |
|
وسيد الخلق من ناء ومقترب |
قف موقفي ثم سلّم لي عليه معاً |
|
حتى كأنّي ذاك اليوم لم أغب |
واثن السلام إلى أهل البقيع فلي |
|
بها أحبّةُ صبٍّ دائم الوصب |
وبثهم صبوتي طول الزمان لهم |
|
وقل بدمع على الخدين منسكب |
يا قدوة الخلق في علم وفي عمل |
|
وأطهر الخلق في أصل وفي نسب |
وصلتُ حبل رجائي في حبائلكم |
|
كما تعلّق في أسبابكم سببي |
دنوتُ في الدين منكم والوداد فلو |
|
لا دان لم يدنُ من أحسابكم حسبي |
مديحكم مكسبي والدين مكتسبي |
|
ما عشتُ والظنُّ في معروفكم نشبي |
__________________
(١) البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٨ ؛ وانظر : جواهر المطالب ٢ / ٣٠٨ ؛ ينابيع المودة ٣ / ٣٥٢ ؛ الكنى والألقاب ٢ / ١٨٢ ؛ أعيان الشيعة ١٠ / ٢٩٧.
فإن عدَتني الليالي عن زيارتكم |
|
فإنّ قلبي عنكم غير منقلب |
قد سيط لحمي وعظمي في محبّتكم |
|
وحبّكم قد جرى في المخّ والعصب |
هجري وبغضي لمن عاداكم ولكم |
|
صدقي وحبّي وفي مدحي لكم طربي (١) |
عبد الله بن الزبير الأسدي
قال عبد الله بن الزبير الأسدي في مصاب أهل الحرة ، يرثي يعقوب بن طلحة ابن عبيد الله ومن قتل معه بالحرة :
لعمري لقد جاء الكروس كاظما |
|
على خبر للمسلمين وجيع |
حديث أتاني عن لؤي بن غالب |
|
فما رقأت ليل التمام دموعي |
يخبر أن لم يبق إلا أرامل |
|
وإلا دم قد سال كلّ مريع |
قروم تلافت من قريش فأنهلت |
|
بأصهب من ماء السماء نقيع |
فكم حول سلع من عجوز مصابة |
|
وأبيض فياض اليدين صريع |
طلوع ثنايا المجد سام بطرفه |
|
قبيل تلاقيهم أشم منيع |
وذي سنة لم يبق للشمس قبلها |
|
وذي صغوة غض العظام رضيع |
شباب كيعقوب بن طلحة أقفرت |
|
منازله من رومة فبقيع |
فوالله ما هذا بعيش فيشتهي |
|
هنىء ولا موت يريح سريع (٢) |
ابن طوطي الواسطي
هو أبو نصر بن طوطي ، له في رثاء الحسن عليهالسلام :
بنفسي نفس بالبقيع تغيّبت |
|
ونور هدى في قبره ظلّ يقبر |
__________________
(١) انظر : الغدير ٧ / ٣٢.
(٢) الطبقات الكبرى ٥ / ١٦٥ ؛ وانظر : معجم البلدان ١ / ٣٠٠ ؛ الأعلام ٨ / ١٩٩.
إمام الهدى عف الخلائق ماجد |
|
تقي نقي ذو عفاف مطهر |
أشدّ عباد الله بأساً لدى الوغى |
|
وأجلى لكشف الأمر والأمر معسر |
وأزهد في الدنيا وأطيب محتداً |
|
وأطعن دون المحصنات وأغير (١) |
زوجة عثمان بن مظعون
قال ابن الأثير : وقالت امرأته ترثيه :
يا عين جودي بدمع غير ممنون |
|
على رزية عثمان بن مظعون |
على امريء بات في رضوان خالقه |
|
طوبى له من فقيدالشخص مدفون |
طاب البقيع له سكنى وغرقده |
|
وأشرقت أرضه من بعد تعيين |
وأورث القلب حزناً لا انقطاع له |
|
حتى الممات فما ترقى له شوني (٢) |
الهاتف الغيبي
روى ابن أبي الدنيا عن بعض آل الزبير ، قال : لما قتل أهل الحرة هتف هاتف بمكة على أبي قبيس مساء تلك الليلة ، وابن الزبير جالس في الحجر يسمع ذلك :
قتل الخيار بنو الخيا |
|
ر ذوو المهابة والسماح |
الصائمون القائمون |
|
القانتون أولو الصلاح |
المهتدون المتقو |
|
ن السابقون إلى الفلاح |
ماذا بواقمَ والبقيع |
|
من الجحاجحة الصباح |
وبقاع يثرب تجهر |
|
من النوائح والصياح |
__________________
(١) اعيان الشيعة ٢/٦٨.
(٢) اسد الغالة ٣/٣٨٧.
فقال ابن الزبير لأصحابه : يا هؤلاء ، لقد قتل أصحابكم ، فإنّا لله وإنّا إلَيْهِ راجِعُونْ (٣).
السيد صالح القزويني
قال السيد صالح القزوينى المتوفى سنة ١٣٠١ ه في قصيدته البائية :
ولله أفلاك البقيع فكم بها |
|
كواكب من آل النبي غوارب |
حوت منهم ما ليس تحويه بقعة |
|
ونالت بهم ما لم تنله الكواكب |
فبوركت أرضاً كلّ يوم وليلة |
|
تطوف من الأملاك فيك كتائب |
وفيك الجبال الشم حِلماً هوامدٌ |
|
وفيك البحور الفعم جوداً نواضب |
مناقبهم مثل النجوم كأنها |
|
مصائبهم لم يحصها الدهرَ حاسب (٤) |
الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي الجبيلي الجبعي
كان حياً سنة ١٠٤١ ، وكان عالماً فاضلاً فقيهاً محدثاً شاعراً أديباً .. له : رحلة منظومة لطيفة نحو ٢٥٠٠ بيت .. (٥) ، جاء فيها :
وقد وصلنا وقضينا فرضنا |
|
عدنا مع الحجاج نحو أرضنا |
بقصدنا زيارة الشفيع |
|
وولده أئمة البقيع |
وصحبه المتبعين أمره |
|
ونهيه المقتفين أثره (٦) |
__________________
(١) كتاب الهواتف / ٦٤.
(٢) الأنوار البهية / ١٧٥.
(١) كتاب الهواتف / ٦٤.
(٢) الأنوار البهية / ١٧٥.
(٣) أعيان الشيعة ٨ / ٣٣٣ عن أمل الآمل.
(٤) أعيان الشيعة ٨ / ٣٣٨.
السيد مهدي بحر العلوم
هو السيد مهدي ويقال محمد مهدي بن مرتضى بن محمد الحسني البروجردي المعروف ببحر العلوم الطباطبائي ، الفقيه الأصولي الكلامي ، المفسر المحدث الرجالي ، الأديب الشاعر الجامع لجميع الفنون ، ولد بكربلاء ليلة الجمعة في شوال سنة ١١٥٥ ه ، وتوفي بالنجف سنة ١٢١٢ ه ، ودفن قريباً من قبر الشيخ الطوسي ، وقبره مشهور (١) ، ومن أشعاره :
وزائر في طيبة طيبا |
|
طاب به الطائف والعاكف |
وفي البقيع سادة علمهم |
|
لكلّ سر غامض كاشف (٢) |
الشيخ باقر المنتفقي
قال السيد الأمين : الشيخ باقر بن علي بن حيدر المنتفقي ، ولد في النجف ، وفيها نشأ ، كما في بعض المجاميع .. وتوفي في الشعيبة أثناء الحرب العامة في المحرم سنة ١٣٣٣ ، وحمل إلى النجف فدفن فيها ، .. وكان من أفاضل تلامذه الشيخ ملا كاظم الخراساني في الأصول .. وقد استنفر في الحرب التركية الإنكليزية جماعة من العرب ، خرج بهم إلى الشعيبة ، واستنهض العلماء ، ومرض في أثناء ذلك فمات.
ومن شعره قوله من قصيدة :
يا رسولي إلى الرسول مفدّا |
|
فوق كوماء مثل قصر مشيد |
قف بها في البقيع لوث إزار |
|
مستفزاً بني نزار الرقود |
يا أسود العرين شم العرانين |
|
وعز الذليل غيظ الحسود |
__________________
(١) انظر : أعيان الشيعة ١٠ / ١٥٨.
(٢) أعيان الشيعة ١٠ / ١٦٣.
إنّ حرباً شنت عليكم حروباً |
|
شاب منها أوكاد رأس الوليد (١) |
الشيخ محمد جواد البلاغي
وقصيدته في ثامن شوال سنة ١٣٤٤ ه الذي هدمت فيه قبور الأئمة عليهمالسلام بالبقيع ، مطلعها :
دهاك ثامن شوال بما دهما |
|
فحق للعين إهمال الدموع دما |
منها :
يوم البقيع لقد جلت مصيبته |
|
وشاركت في شجاها كربلاء عظما (٢) |
السيد مهدي الأعرجي
وقال السيد مهدي الأعرجي الخطيب ، المتوفى سنة ١٣٥٨ ه :
دهياء رجت في الدنا أقطارها |
|
هيهات أن السيف يدرك ثارها |
ومصيبة طرقت فأضرمت الأسى |
|
في كلّ جانحة واورت نارها |
الله أكبر أي جلىّ في الورى |
|
عفت قبور بني الهدى ومزارها |
إلى أن قال :
حتى تعفّت بالبقيع مقابر |
|
كانت ملائكة السما زوارها (٣) |
وقال في قصيدة أخرى :
أتهدم بالبقيع لنا قبور |
|
ولم تخضب ضباناً بالنجيع |
أتهدم بالبقيع لنا قبور |
|
ولم تجل الكريهة عن صريع |
__________________
(١) أعيان الشيعة ٣ / ٥٣٦.
(٢) أعيان الشيعة ٤ / ٢٥٧.
(٣) البقيع / ١٩٥.
أتهدم بالبقيع لنا قبور |
|
وما بقناة قومي من صدوع |
أتهدم بالبقيع وليس يلفي |
|
كهام في شبا السيف الصنيع (١) |
السيد محمد رضا الهندي
أنشد السيد محمد رضا الهندي المتوفى سنة ١٣٦٢ ه :
أعزّ اصطباري وأجرى دموعي |
|
وقوفي ضحىً في بقاع البقيع |
على عترة المصطفى الأقربين |
|
وأمّهم ابنة طه الشفيع |
هم آمنوا الناس من كلّ خوف |
|
وهم أطعموا الناس من كلّ جوع |
وهم روّعوا الكفر في بأسهم |
|
على أنّ فيهم أمان المروع (٢) |
الشيخ موسى الهر
الشيخ موسى الهر بن جعفر ، توفى سنة ١٣٦٩ ه في كربلاء ، قال من قصيدة عنوانها : «في البقيع» :
مصاب دهى الاسلام والشرعة الغرا |
|
فأمست برغم الدين أعينها عبرى |
مصاب له شمس العلوم تكورت |
|
وأنجم سعد الدين قد نثرت نثرا |
مصاب له عين النبي بكت دما |
|
وحيدرة والطهر فاطمة الزهرا |
وقامت أصول الدين تنعى فروعه |
|
بحادثة فقماء زلزلت الغبرا |
فأضحت عيون الرشد تهمل بالدما |
|
وأصبح وجه الغي مبتسماً ثغرا |
فهل نابها من فادح الدهر فادح |
|
اسأل عقيق الدمع من مضر الحمرا |
وعادت لنا الأيام يوم مذلة |
|
به أصبح الاسلام منقصماً ظهرا |
__________________
(١) البقيع / ١٩٦.
(٢) أعيان الشيعة ٧ / ٢٤.
أجل جل رزء الدهر هدم قبورهم |
|
له انبجست عين الورى أدمعاً حمرا |
أثامن شوال غدوت محرماً |
|
وقد نصبت فيك المآتم في الشعرى (١) |
السيد محسن الأمين
أنشد السيد محسن الأمين العاملي المتوفى سنة ١٣٧١ ه قصيدة تربو على خمسمائة بيت ، باسم : «العقود الدريّة في شبهات الوهابية» ، اقتطفنا منها هذه الأبيات :
قم وابك منتحباً لما قد حلّ |
|
بالإسلام من وهن وفرط تبدد |
ابناؤه متشاكسون عراهم |
|
محلولة ما بينهم لم تعقد |
لم يبق غير قبور آل محمد |
|
شيدت ضلالاً في البقيع الغرقد (٢) |
وقبور آباء النبي وصحبه |
|
بوجودها الاسلام لم يتمهد |
فإذا محت ما شيد من بنيانها |
|
لم يبق في الإسلام غير مشيد |
أمسى بها التوحيد مفقودا فمذ |
|
هدمت فما للكون غير موحّد |
فغدت عليها كالوحوش ضاوياً |
|
وغداً ستتبعها بقبر محمد |
إلى أن قال :
يا قبة بثرى البقيع منيعة |
|
شأت الفراقد والسهى في مصعد |
ولقبة الأفلاك دون منالها |
|
شأو الضليع غدا وسير المجهد |
شعت بها أنوار آل محمد |
|
بسنا على طول الزمان مخلد |
كم كلّ فذ في البرية مغتذ |
|
دار النبوة بالامامة مرتدي |
__________________
(١) مستدركات أعيان الشيعة ٣ / ٢٦٣.
(٢) الذي يفهم من سياق الأبيات أنّ البيت استفهام انكاري موجه للوهابيين ، والتقدير : ألم يبق غير قبور آل محمد تزعمون أنها شيدت ضلالاً في البقيع ، فتقومون بهدمها؟!
في بقعة ودّت نجوم سمائها |
|
في الأرض من حصبائها لو تغتذي (١) |
وله : قد حاولت والله مكمّل نوره |
|
إطفاء نور ساطع لم يخمد |
جرت على الإسلام أعظم ذلة |
|
بفعالها وأتت بكلّ تمرّد |
ساءت جميع المسلمين بفعلها |
|
ورمت قلوبهم بجمرٍ موقد |
لم يكف ما صنعت بهم أعداؤهم |
|
بحياتهم من كلّ فعل أنكد |
حتى غدت بعد الممات خوارج |
|
في الظلم بالماضين منهم تقتدي |
لم تحفظ المختار في أولاده |
|
وسواهم من أحمد لم يولد |
هدمت قباباً فوقهم قد شيدت |
|
معقودة من فوق أشرف مرقد |
فوق الإمام السيد الحسن الزكي |
|
ابن النبي ابن الإمام السيد |
والعابد السجاد زين العابدين |
|
ابن الحسين الراكع المتهجد |
والباقر العلم ابنه والصادق |
|
القول المفضل جعفر بن محمد .. (٢) |
السيد صدر الدين الصدر
كان فقيهاً إمامياً أصولياً محدثاً أديباً عميق النظر ، رفيع القدر ، من مراجع التقليد ، ولد في الكاظمية سنة ١٢٨٩ ه ، وتربى في كنف والده في سامراء ، ثم انتقل إلى كربلاء المقدسة ، ثمّ توجه إلى النجف الأشرف ، توفي بقم سنة ١٣٧٣ ه.
ومن شعره قوله في حادثة هدم قبور أئمة البقيع عليهمالسلام :
لعمري إنّ فاجعة البقيع |
|
يشيب لهولها فود الرضيع |
وسوف تكون فاتحة الرزايا |
|
إذا لم نصحُ من هذا الهجوع |
__________________
(١) انظر : أعيان الشيعة ١١ / ١٦٥ ـ ١٧٤ ؛ البقيع / ١٨٣.
(٢) التاريخ الأمين / ٣٦٧ عن كشف الإرتياب / ٥.
فهل من مسلم لله يرعى |
|
حقوق نبيّه الهادي الشفيع (١) |
الشيخ محمد حسين المظفر
وأنشد الشيخ المظفر :
لم أبقيت وكاف الدموع |
|
أما تبكيك فاجعة البقيع (٢) |
الشيخ عبد الكريم الممتن
كان من الشعراء ، ولد في منطقة الجبيل ـ إحدى قرى الاحساء ـ سنة ١٣٠٤ ه ، ووافاه الأجل في الاحساء سنة ١٣٧٥ ه ، وقال في هدم قبور أئمة البقيع عليهمالسلام :
لعمرك ما شاقني ربرب |
|
طفقت لتذكاره أنحب |
ولاسح من مقلتي العقيق |
|
على جيرة فيه قد طنبوا |
ولكن شجاني وفت الحشا |
|
أعاجيب دهر بنا يلعب |
وحسبك من ذاك هدم القباب |
|
فذلك عن جوره يعرب (٣) |
السيد هاشم الأمين
السيد هاشم بن السيد محسن الأمين ، ولد سنة ١٣٣٠ في شقرا (جبل عامل) ، وتوفي سنة ١٤١٣ ، ودفن في شقرا ، كان شاعراً أديباً ، ومن شعره ـ لما زار مقام الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام في خراسان ـ :
__________________
(١) موسوعة طبقات الفقهاء ١٤ / ق ٢ / ٧٥٧.
(٢) التاريخ الأمين / ٣٦٢ عن تاريخ الشيعة ، المظفر / ١١٨.
(٣) مستدركات أعيان الشيعة ٢ / ١٦٢.
أمحمّد ولك العزا |
|
بالبيت والشمل الجميع |
ما كان عهدك من خراسا |
|
ن كعهدك في البقيع (١) |
الشيخ حسن سبتي
له :
سل طيبة عنهم لا طاب عيشهم |
|
فكم بها هدموا قبراً لكلّ أبي |
من عالم أو صحابيّ وذي شرف |
|
وهاشميّ منافيّ ومطلبي |
فيا له حادثاً قد عمّ فادحه |
|
كلّ البرية من عجم ومن عرب (٢) |
السيد مدين الموسوي
زار البقيع سنة ١٤١٣ ، وأنشد قصيدة جاء فيها :
وفي كربلاء لم تبق منك بقية |
|
ليفني عليها شيخها ورضيعها |
وأخرى وقد لاحت لآلك قبة |
|
يلامس أبراج السماء سطوعها |
عفتها لتعفى نورها وسموّها |
|
وقد خاب الا أن تطول صنيعها |
عزاءً أبا الزهراء في كلّ بقعة |
|
تساوى عليها طفلها وبقيعها (٣) |
الدكتور جودت القزويني
له :
ويا بقعة من بقيع الهوان |
|
جرداء محفوفةً بالخراب |
__________________
(١) مستدركات أعيان الشيعة ٧ / ٣٣٦ و ٣٤٣ ؛ دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ٨ / ٢٧٧.
(٢) دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ٨ / ٢٦٨.
(٣) دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ٨ / ٢٦٩.