بقيع الغرقد

الشيخ محمّد أمين الأميني

بقيع الغرقد

المؤلف:

الشيخ محمّد أمين الأميني


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٠

على ثلاثة أميال من المدينة ، ودفن بالبقيع ، وأوصى إلى ابنه عمرو الأشدق ، وأمره أن يدفنه بالبقيع .. وأمر ابنه عمرا إذا دفنه أن يركب إلى معاوية فينعاه ، يبيعه منزله بالعرصة ، وكان منزلاً قد اتخذه سعيد ، وغرس فيه النخل وزرع فيه ، وبنى فيه قصراً معجباً ، .. وقال : انّ منزلي هذا ليس من العقد ، إنّما هو منزل نزهة ، فبعه من معاوية ، واقض عني ديني ومواعيدي ، ولا تقبل من معاوية قضاء ديني ، فتزودنيه إلى ربي .. (١).

وعن الزبير بن بكار : توفي سعيد بن العاص بقصره بالعرصة على ثلاثة أميال من المدينة ، وحمل إلى البقيع في سنة تسع وخمسين (٢) ، وفي نقل آخر مات سنة ٥٨ (٣).

أقول : كان من الظلمة ، وأعوانهم.

٦٢ ـ سكينة بنت الحسين عليه‌السلام

قال النمازي : أمها رباب بنت امرىء القيس ، وكان يحبها الحسين حبّاً شديداً .. وكانت عقيلة قريش ، ولها السيرة الجميلة ، وهي ذات الفضل والفضيلة والكرم الوافر والعقل الكامل والمكارم الزاخرة والمناقب الفاخرة .. ولها في وقعة الطف خمس عشرة سنة أو اثنتان وعشرون سنة ، وكانت في كربلاء مزوجة بابن عمه عبد الله بن الحسن المجتبى عليه‌السلام الشهيد بالطف ، ثم تزوجت بمصعب بن الزبير .. توفيت في يوم الخميس الخامس من شهر ربيع الأول سنة ١١٧ ، ولها ثمانون سنة

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ٢١ / ١٤٠ ـ ١٤١ ؛ وانظر : تهذيب الكمال ١٠ / ٥٠٩ ؛ سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٤٨ ؛ تهذيب التهذيب ٤ / ٤٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٩٤.

(٢) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٤٨.

(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ٤٣.

٢٤١

أو أقل (١).

وقالوا : توفيت سكينة بنت الحسين بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة ، ووضعت جنازتها بالبقيع قبل الظهر .. فلما صلى الناس العشاء الآخرة أتى خالد فأمر شيبة بن نصاح المقريء أن يصلي عليها ، ففعل ، ثمّ دفنت (٢).

٦٣ ـ السمهودي

وصفه الشيخ عبد الحق الدهلوي ب : السيد العالم الكامل أوحد العلماء الأعلام ، عالم المدينة ، خير الأنام ، نور الدين .. ، مات ضحى يوم لليلة بقيت من ذي القعدة عام إحدى عشر وتسع مائة ، ودفن في البقيع عند قبر الإمام مالك (٣).

٦٤ ـ شماس بن عثمان

روي عن الواقدي : أنه لما قتل بأحد عاش يوماً ، فحمل إلى المدينة ، فمات عند أم سلمة ، ودفن بالبقيع ، قال : ولم يدفن به ممن شهد أحداً غيره ، وقال غيره : ردوه إلى أحد ، فدفن به (٤).

٦٥ ـ شرف الموسوي

قال السيد حسن الأمين : السيد شرف الموسوي بن عبد الله ، كان خطيباً

__________________

(١) مستدركات علم الرجال ٨ / ٥٨٠ رقم ١٨٠٩١.

(٢) انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ٤٧٥ ؛ أنساب الأشراف ، البلاذري / ١٩٧ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٦٩ / ٢١٧ ؛ معجم البلدان ٢ / ٤٦٨.

(٣) خلاصة عبقات الأنوار ٨ / ٣٥٩.

(٤) الإصابة ٣ / ٢٨٩.

٢٤٢

شاعراً أديباً ، ولد في قرية التويثير بالأحساء سنة ١٣١٢ ه‍ ، وبها نشأ وترعرع ، وتوفي سنة ١٤٠٩ في قرية القارة بالأحساء ، ونقل جثمانه إلى المدينة ، حيث دفن في البقيع (١)

٦٦ ـ صفية بنت حُيي زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

قال المباركفوري : صفية بنت حيي ، بضمّ الحاء المهملة وفتح التحتية الأولى وتشديد الأخرى ، ابن أخطب ، من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران عليه‌السلام ، كانت تحت كنانة بن أبي الحقيق ، قتل يوم خيبر في محرم سنة سبع ، ووقعت في السبي ، فاصطفاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : وقعت في سهم دحية بن خليفة الكلبي ، فاشتراها منه بسبعة أرؤس ، فأسلمت ، فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها ، ماتت سنة خمسين ، ودفنت بالبقيع (٢).

روى الحاكم عن آمنة بنت أبي قيس الغفارية قالت : أنا إحدى النساء اللاتي زففن صفية رضي‌الله‌عنها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسمعتها تقول : ما بلغت سبعة عشراً ، وجهدي أن بلغت سبعة عشر سنة ليلة إذ دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : توفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في زمن معاوية ، وقبرت بالبقيع (٣).

٦٧ ـ صفية بنت عبد المطلب

صفية بنت عبد المطلب القرشية الهاشمية ، عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخت حمزة

__________________

(١) مستدركات أعيان الشيعة ٦ / ١٧٩.

(٢) تحفة الأحوذي ١٠ / ٢٦٧ ؛ انظر : مسند اسحاق ابن راهويه ٤ / ٣٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٦.

(٣) المستدرك على الصحيحين ٤ / ٢٩ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١٢٩ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ١٠٢ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٢٣ ؛ سير أعلام النبلاء ٢ / ٢٣٧ ؛ عيون الأثر ٢ / ٣٩١ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢١٧.

٢٤٣

سيد الشهداء ، أمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف (١) ، أم الزبير بن العوام ، لم يختلف أحد في إسلامها (٢) ، وكانت أديبة عاقلة شاعرة فصيحة ، وكان لعبد المطلب ست بنات كلهنّ من أهل الأدب والشعر والفصاحة (٣).

روى الحاكم عن سعيد بن كثير قال : توفيت صفية بنت عبد المطلب أم الزبير ابن العوام سنة عشرين ، وهي يوم توفيت بنت ثلاث وسبعين ، وصلى عليها عمر ابن الخطاب ، ودفنها بالبقيع (٤).

وقال أحمد بن عبد الله الطبري : صفية بنت عبد المطلب ، أسلمت باتفاق ، وشهدت الخندق ، وقتلت رجلاً من اليهود (٥) ، وضرب لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بسهم ، وروت حديثاً واحداً رواه عنها ابنها الزبير بن العوام ، ذكر ذلك الدارقطني ، أمها هالة بنت وهيب .. وكانت في الجاهلية تحت الحرث بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، ثمّ هلك عنها فخلف عليها العوام بن خويلد أخو خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة ، وتوفيت بالمدينة في خلافة عمر سنة عشرين ولها ثلاث وسبعون ، ودفنت بالبقيع بفناء دار المغيرة بن شعبة (٦).

وجاء في نقل ابن عساكر : وكان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ست عمات ، لم يسلم منهنّ

__________________

(١) مستدرك سفينة البحار ٦ / ٣٠٤.

(٢) مكاتيب الرسول ٣ / ٦٤٢.

(٣) أعيان الشيعة ٧ / ٣٩٠.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٥ / ٥٠ ؛ انظر : أسد الغابة ٥ / ٤٩٢ ؛ سير أعلام النبلاء ٢ / ٢٧١ ؛ عيون الأثر ٢ / ٣٧٦ ؛ البداية والنهاية ٧ / ١١٩ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٨٦ ؛ بحار الأنوار ٤٨ / ٢٩٨ ؛ الغدير ٥ / ١٥٩ ؛ مستدرك سفينة البحار ٦ / ٣٠٤.

(٥) انظر : سير أعلام النبلاء ٢ / ٢٧١.

(٦) ذخائر العقبى / ٢٥١ ؛ انظر : كتاب الثقات ٣ / ١٩٧ ؛ الطبقات الكبرى ٨ / ٤٢ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ٩٢ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ١٢١ و ١٢٢.

٢٤٤

غير صفية (١).

أقول : هذا غير صحيح ، إذ روى ابن سعد : أنه أسلمت عاتكة بنت عبد المطلب بمكة ، وهاجرت إلى المدينة (٢).

وروى أيضاً : أسلمت أروى بنت عبد المطلب بمكة ، وهاجرت إلى المدينة (٣).

٦٨ ـ صفية بنت شيبة

قيل : إنهاماتت سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية ، وقبرت بالبقيع (٤).

٦٩ ـ صهيب بن سنان

قال ابن حبان : صهيب بن سنان بن مالك مولى عبد الله بن جدعان التيمي ، وقد قيل حليفه ، وهو مولى عمر بن الخطاب (٥) ، مات في شوال سنة ثمان وثلاثين في خلافة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ودفن بالبقيع (٦).

روى الحاكم عن عبد الله بن نمير قال : صهيب يكنى أبا يحيى ، وهو صهيب بن سنان النمري ، من النمر بن قاسط ، وكان أصابه سبي فوقع بأرض الروم ، فقيل صهيب الروم ، بلغ سبعين سنة ، وكان يخضب بالحناء ، مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين ، ودفن بالبقيع (٧).

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ٣ / ١٢٢.

(٢) الطبقات الكبرى ٨ / ٤٣ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ١٢٢ ؛ ينابيع المودة ١ / ٤٦٨.

(٣) الطبقات الكبرى ٨ / ٤٢ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ١٢١.

(٤) تهذيب الكمال ٣٥ / ٢١١.

(٥) مشاهير علماء الأمصار / ٤١.

(٦) كتاب الثقات ٣ / ١٩٣ ؛ مشاهير علماء الأمصار / ٤١ ؛ انظر : اختيار معرفة الرجال ١ / ١٩٠.

(٧) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٩٨ ؛ انظر : الآحاد والمثاني ١ / ٢١٧.

٢٤٥

وروى ابن سعد وابن قتيبة : توفي صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين ، وهو ابن سبعين سنة بالمدينة ، ودفن بالبقيع (١).

وقال الضحاك : وكان أحمر ، ليس بالطويل ، يخضب بالحناء ، مهاجري أولي بدري (٢).

٧٠ ـ ظهير الدين الوزير ، أبو شجاع محمد الروذراوري

قال الذهبي : ظهير الدين الوزير العادل ، ظهير الدين ، أبو شجاع ، محمد بن الحسين بن محمد الروذراوري ، مولده بقلعة كنكور ، من أعمال همذان ، سنة سبع وثلاثين وأربعمائة .. وزر سبع سنين وسبعة أشهر ، ثمّ عزل بأمر السلطان ملكشاه للخليفة لموجدة .. ثمّ حجّ بعد موت النظام والسلطان والخليفة ، ونزل المدينة وتزهّد ، فمات خادم ، فأعطى الخدام ذهباً ، حتى جعل موضع الخادم ، فكان يكنس ويوقد ، ولبس الخام ، وحفظ القرآن هناك .. قال أبو الحسن الهمذاني : دفن بالبقيع في نصف جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربع مائة عن إحدى وخمسين سنة (٣).

وقال الزركلي : أبو شجاع (٤٣٧ ـ ٤٨٨ ه‍) محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله ، أبو شجاع الروذراوري ، الملقب بظهير الدين ، وزير ، من العلماء ، ولد بالأهواز ، أو بقلعة كنكور (من أعمال همذان) ، وولي الوزارة للمقتدى العباسي سنة ٤٧٦ ه‍. ، فعمرت العراق في عهده ـ كما يقول الذهبي ـ ، وعزل سنة ٤٨٤ ،

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٢٣٠ ؛ المعارف / ٢٦٥ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٩٧ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٢٤ / ٢٤٤.

(٢) الآحاد والمثاني ١ / ٢١٧.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٠.

٢٤٦

وحجّ سنة ٤٨٧ ، فجاور بالمدينة إلى أن توفي ، ودفن بالبقيع ، حسنت سيرته في الوزارة ، وكان وافر العقل ، عالماً بالأدب ، له شعر رقيق (١).

٧١ ـ عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

هي بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر .. أمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر ، ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة ، وتزوجها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد وفاة زوجته الأولى خديجة .. وقبض النبي وهي في الثامنة عشرة من عمرها ، وقد أقامت مع النبي ثمانية أعوام وخمسة أشهر ، ومكثت بعده في خلافة أبي بكر وعمر وصدر من خلافة عثمان من المؤيدين للحكم القائم ، ثمّ انحرفت عن عثمان ، وترأست المعارضين ، حتى إذا قتل قادت مناوئي ابن أبي طالب وخصومه إلى حربه حرب الجمل (٢) في البصرة ، وبعد أن غلبت في الحرب أعادها الإمام علي بن أبي طالب مكرمة إلى المدينة ، حيث بقيت هناك حتى إذا قتل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وتربع معاوية على دست الحكم ، وأخذ يروج نشر فضائل! آل أمية خاصة ، وحزب عائشة ومعارضي ابن أبي طالب عامة ، أصبح لها في هذا الدور شأن خطير .. كنيتها أم عبد الله ، تكنت باسم ابن اختها عبد الله بن الزبير (٣)

وجاء في الخبر : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لها : «وما ضرّك لو متّ قبل فقمت عليك وكفّنتك وصليت عليك ودفنتك» .. (٤).

__________________

(١) الأعلام ٦ / ١٠٠ ؛ وانظر : البداية والنهاية ١٢ / ١٨٥.

(٢) سميت تلك الحرب بحرب الجمل ، لأنّ عائشة قادت الجيش في تلك الحرب وهي راكبة على الجمل.

(٣) أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ٥٥.

(٤) البداية والنهاية ٥ / ٢٤٤.

٢٤٧

روى اسحاق بن راهويه : وقف علي على خباء عائشة يلومها على مسيرها ، فقالت : يا ابن أبي طالب ، ملكت فاسجح ، فجهزها إلى المدينة ، وأعطاها اثني عشر ألفاً (١).

ماتت ليلة الثلاثاء بعد صلاة الوتر ، ودفنت من ليلتها بالبقيع لخمس عشرة ليلة خلت أو ليلة السابع عشر (٢) من رمضان ، سنة ثمان وخمسين (٣) ، أو سبع وخمسين للهجرة (٤) ، وعمرها أربع وستون سنة (٥) ، وصلى عليها أبو هريرة ، وكان مروان غائباً ، وكان أبو هريرة يخلفه (٦) ودفنت بالبقيع (٧).

روى الحاكم النيسابوري باسناده عن قيس بن أبي حازم ، قال : قالت عائشة وكان تحدث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي بكر ، فقالت : إني أحدثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حدثاً ، ادفنوني مع أزواجه ، فدفنت بالبقيع. ثمّ قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه (٨).

وقالت لابن عباس : دعني بك يا ابن عباس .. فوالله لوددت اني كنت

__________________

(١) مسند اسحاق ابن راهويه ٢ / ٣٣.

(٢) المعجم الكبير ٢٣ / ٢٩ ؛ النتخب من ذيل المذيل / ٩٤ ؛ المستدرك على الصحيحين ٤ / ٦.

(٣) المعجم الكبير ٢٣ / ٢٩ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٢٢٨.

(٤) شرح نهج البلاغة ٩ / ١٩١.

(٥) شرح نهج البلاغة ٩ / ١٩١.

(٦) المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤ وانظر : فيه ٤ / ٦ ؛ شرح نهج البلاغة ٩ / ١٩١.

(٧) انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ٧٦ ؛ كتاب الثقات ٢ / ١٣٨ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ٩٤ ؛ الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة ٢ / ٥١٣ ، رقم ٧٠٣٨ ؛ أسد الغابة ٥ / ٥٠٤ ؛ الإصابة ٨ / ٢٣٥ ؛ عيون الأثر ٢ / ٣٨٣ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٠٢ ؛ تهذيب الكمال ٣٥ / ٢٣٥ ؛ سير أعلام النبلاء ٢ / ١٩٢ و ١٩٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ١٠١ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٨٢ ؛ مستدرك سفينة البحار ٨ / ٣٨٢.

(٨) المستدرك على الصحيحين ٤ / ٦ ؛ وانظر : مسند ابن راهوية ٢ / ٣٣ و ٤٢.

٢٤٨

نسياً منسياً (١).

أقول : تشير إلى تأثيرها في حرب الجمل (٢) ، كما صرح بذلك الذهبي عند قولها : «فإني أحدثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، قال : قلت : تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل (٣). كما أنه لا يخفى موقفها في قضية دفن الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ، كما لابد من التنبيه بأن البيت كان راجعاً إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن بعده إلى جميع الورثة ، لا إلى زوجة واحدة.

وقالت لابن الزبير : إذا أنا متّ فادفنى موضع أخي بالبقيع ، قال : وكان في بيتها موضع قبر ، فقالت : لا أزكا به أبداً (٤).

وروى البخاري والطبراني عنها : أنها أوصت عبد الله بن الزبير فقالت : لا تدفني معهم ، وادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكي به أبداً (٥).

وقال ابن قتيبة : وبقيت إلى خلافة معاوية ، وتوفيت سنة ثمان وخمسين ، وقد قاربت السبعين ، وقيل لها : ندفنك مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ ، فقالت : إني قد أحدثتُ بعده ، فادفنوني مع أخواتي ، فدفنت بالبقيع ، وأوصت إلى عبد الله بن الزبير (٦).

__________________

(١) مسند اسحاق ابن راهويه ٢ / ٤٢.

(٢) جاء في مسند اسحاق ابن راهويه ٢ / ٣٤ أنها كانت إذا قرأت الآية : «وقرن في بيوتكنّ» بكت حتى تبل دموعها خمارها ، وجاء عن عائشة أنها قالت : إذا مرّ ابن عمر فأرونيه ، فلما مرّ بها قيل لها : هذا ابن عمر ، فقالت : يا أبا عبد الرحمن ، ما منعك أن تنهاني عن مسيري ، قال : رأيت رجلاً قد غلب عليك ، يعني : ابن الزبير.

(٣) سير أعلام النبلاء ٢ / ١٩٣.

(٤) مسند عائشة / ٩٠.

(٥) صحيح البخاري ٢ / ١٠٧ ؛ المعجم الكبير ٢٣ / ١٧ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٨٢ ؛ السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٥٤٢.

(٦) المعارف / ١٣٤.

٢٤٩

وروى الباعوني أنه قيل لها : تدفنين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قالت : لا ، إني أحدثت بعده حدثاً ، أدفنوني مع أخواتي بالبقيع ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لها : «يا حميراء ، كأنّي بك تنبحك كلاب الحوأب ، ثمّ تقاتلين عليّاً وأنت ظالمة» (١).

قال الحموي : .. كنيسة مريم بدمشق ، وبالجامع قبة بيت المال الغربية ، يقال : إنّ فيها قبر عائشة ، والصحيح : أنّ قبرها بالبقيع (٢).

وقال الذهبي : وقد قيل : إنها مدفونة بغربي جامع دمشق ، وهذا غلط فاحش ، لم تقدم إلى دمشق أصلاً ، وإنّما هي مدفونة بالبقيع (٣).

٧٢ ـ عباس بن عبد المطلب عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

توفي العباس يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من رجب ، سنة اثنتين وثلاثين ، في خلافة عثمان بن عفان ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة ، ودفن بالبقيع ، في مقبرة بني هاشم (٤).

وفي ذخائر العقبى : توفي في خلافة عثمان ، قبل مقتله بسنتين بالمدينة ، يوم الجمعة لاثنتي عشرة وقيل : لأربع عشرة ، ولم يذكر صاحب الصفوة غيره ، خلت من رجب ، وقيل : من رمضان ، سنة اثنتين ، وقيل : ثلاث وثلاثين ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة ، وقيل : سبع وثمانين ، أدرك منهما في الاسلام اثنتين وثلاثين سنة ،

__________________

(١) جواهر المطالب ٢ / ٢٩.

(٢) معجم البلدان ٢ / ٤٦٩.

(٣) سير أعلام النبلاء ٢ / ١٩٣.

(٤) الطبقات الكبرى ٤ / ٣١ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٢١ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٢٦ / ٣٧٩ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ١٢ ؛ أخبار الدولة العباسية / ٢٤.

٢٥٠

وصلى عليه عثمان ، ودفن في البقيع (١).

قال الذهبي : وعلى قبره اليوم قبة عظيمة من بناء خلفاء آل العباس (٢) ، وقال في موضع آخر : وله قبة عظيمة شاهقة على قبره بالبقيع (٣).

٧٣ ـ عبد الجليل برادة

قال الزركلي : عبد الجليل برادة (١٢٤٣ ـ ١٣٢٦ ه‍) شاعر من أهل المدينة المنورة ، مغربي الأصل ، توفي راجعاً من مكة إلى المدينة ، ونقل إلى المدينة ، فدفن في البقيع (٤).

٧٤ ـ عبد الرحمن بن جبر

هو أبو عبس ، عبد الرحمن بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج الأنصاري ، مات سنة أربع وثلاثين ، ودفن بالبقيع ، كذا روي عن أبي حاتم (٥).

روى ابن حبان : أنه شهد بدراً ، مات وله سبعون سنة ، ودفن بالبقيع ، وصلى عليه عثمان بن عفان ، ودخل حفرته أبو بردة بن نيار وسلمة بن سلامة (٦).

روى ابن سعد : مات أبو عبس في سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان بن

__________________

(١) ذخائر العقبى / ٢٠٦ ؛ انظر : أسد الغابة ٣ / ١١٢ ؛ تهذيب الكمال ١٤ / ٢٢٩ ؛ سير أعلام النبلاء ٢ / ٩٧ و ١٠٠ ؛ البداية والنهاية ٧ / ١٨٢ ؛ الدرجات الرفيعة / ٩٩ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٠٤ ؛ مستدرك سفينة البحار ٥ / ٢١١ ؛ مكاتيب الرسول ٣ / ٦١٩.

(٢) سير أعلام النبلاء ٢ / ٩٧.

(٣) سير أعلام النبلاء ٢ / ١٠٠.

(٤) الأعلام ٣ / ٢٧٥.

(٥) صحيح ابن حبان ١٠ / ٤٦٥ ؛ وانظر : المعارف / ٣٢٦.

(٦) كتاب الثقات ٣ / ٢٥٤.

٢٥١

عفان ، وهو ابن سبعين سنة ، وصلى عليه عثمان ، ودفن بالبقيع ، ونزل في قبره أبوبردة بن نيار وقتادة بن النعمان ومحمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة بن وقش ، وكلهم قد شهد بدراً ، وكان أبو عبس يخضب بالحناء (١).

وقال المزي في شأنه : وهو معدود في كبار الصحابة من الأنصار (٢).

٧٥ ـ عبد الرحمن بن عوف

روى الحاكم عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة قال : ولد عبد الرحمن بن عوف بعد الفيل بعشر سنين ، ومات سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وكانت كنيته : أبو محمد ، ودفن بالبقيع ، وصلى عليه عثمان (٣) ، ويقال : الزبير بن العوام (٤) ، وقيل : إنه أسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دار الأرقم ، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعاً ، وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها ، وثبت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم أحد (٥).

قال ابن كثير : إنه ترك مالاً جزيلاً ، من ذلك ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال ، وترك ألف بعير ومائة فرس ، وثلاثة آلاف شاة ترعى بالبقيع ،

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٥٠ ؛ وانظر : أسد الغابة ٣ / ٢٨٣ ؛ و ٥ / ٢٤٨ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ١٨٩.

(٢) تهذيب الكمال ٣٤ / ٤٦.

(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٠٨ ؛ البداية والنهاية ٧ / ١٨٤ ؛ تحفة الأحوذي ١٠ / ١٧٠ ؛ انظر : الإصابة ٤ / ٢٩٣ ؛ مشاهير علماء الأمصار / ٢٦ ؛ كتاب الثقات ٢ / ٣٤٢ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣٥ / ٢٤٣ ، ٢٥٠ ، ٣٠٠ ، ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، ٣٠٨ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٩٢ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٣٢١ ؛ عبد الله بن سبأ ١ / ١٠٧ ؛ أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ٨٩.

(٤) الإصابة ٤ / ٢٩٣.

(٥) تحفة الأحوذي ١٠ / ١٧٠ ؛ انظر : تاريخ مدينة دمشق ٣٥ / ٢٤٧.

٢٥٢

وكان نساءه أربعاً ، فصولحت إحداهنّ من ربع الثمن بثمانين ألفاً! (١).

قال ابن حجر : عاش اثنتين وسبعين سنة ، وقيل ثمانياً وسبعين ، والأول أثبت ، ودفن بالبقيع (٢).

٧٦ ـ عبد الرسول المرزباني التبريزي

قال الشيخ الرازي : الشيخ ميرزا عبد الرسول المرزباني التبريزي ، كان من خواص تلامذة السيد النجفي المرعشي ، توفي في المدينة المنورة عام ١٣٩١ ه‍ ، ودفن في البقيع قرب مقبرة آل البيت عليهم‌السلام (٣).

٧٧ ـ عبد الغني الدهلوي

قال عمر رضا كحالة : عبد الغني الدهلوي (١٢٣٥ ـ ١٢٩٦ ه‍) ابن أبي سعيد العمري ، المجددي الدهلوي الهندي ، ثمّ المدني ، الحنفي ، محدّث ، ولد ببلدة دهلي ، ونشأ بها ، وقرأ على جماعة من العلماء ، ثم هاجر إلى الحرمين الشريفين ، وتوطن المدينة ، وتوفي بها ، ودفن بالبقيع ، من تصانيفه : حاشية على سنن ابن ماجة سماها انجاح الحاجة .. (٤)

٧٨ ـ عبد القادر الحسني

عبد القادر بن عبد اللطيف بن محمد بن أحمد الحسني ، محيي الدين ، أبو صالح

__________________

(١) البداية والنهاية ٧ / ١٨٤.

(٢) الاصابة ٤ / ٢٩٣.

(٣) گنجينه دانشمندان ، محمد شريف الرازي ٧ / ٦٦.

(٤) معجم المؤلفين ٥ / ٢٧٤.

٢٥٣

الفاسي الأصل ، المكي ، ولد بمكة سنة ٨٤٢ ه‍ ، وولي قضاء الحنابلة بها سنة ٨٣٦ ه‍ ، ثمّ أضيف إليه قضاء المدينة سنة ٨٦٥ ه‍ ، ودرّس الفقه وأفتى ، وتوجه إلى المدينة الشريفة للزيارة على عادته ، فأدركته المنية بها في شعبان سنة ٨٩٨ ه‍ ، ودفن بالبقيع (١).

٧٩ ـ عبد القادر الشلبي

قال الزركلي : عبد القادر الشلبي (١٢٩٥ ـ ١٣٦٩ ه‍) عبد القادر بن توفيق الشلبي : فاضل ، انتهت إليه رياسة الأحناف بالمدينة المنورة ، ولد ونشأ في طرابلس ٤ شام ، ٢ الشام ، وانتقل إلى المدينة سنة ١٢١٧ ه‍ ، فاشتغل بالتدريس ، ثمّ عين بها رئيساً لجماعة التنقيب عن الآثار في أواخر زمن الترك ، فمعتمداً للمعارف بعدهم ، له : نظم حسن في «ديوان» ، وثبت سماه «الإجازات الفاخرة» ، و «قصائد في المديح النبوي» ، و «رسالة في حكم استعمال الأدوية الافرنجية على قواعد المذاهب الأربعة» ، توفي بالمدينة ، ودفن بالبقيع (٢).

٨٠ ـ عبد القادر النقيب

قال الزركلي : عبد القادر بن يوسف النقيب الحلبي ، ويقال له : نقيب زاده ، فقيه حنفي ، ولد ونشأ بحلب ، وسكن المدينة سنة ١٠٦٠ ه‍ وتوفي فيها ، ودفن بالبقيع (٣).

٨١ ـ عبد الله بن الأمير أبي عبد الله محمد الأخيضر الصغير

قال أبو الفرج الاصفهاني : وعبد الله بن محمد بن يوسف بن إبراهيم بن موسى

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ٩ / ١٣١.

(٢) الأعلام ٤ / ٣٨ ؛ انظر : معجم المؤلفين ٥ / ٢٨٥.

(٣) الأعلام ٤ / ٤٨.

٢٥٤

ابن عبد الله بن الحسن ، وأمه فاطمة بنت اسماعيل بن إبراهيم بن موسى ، حبسه أبو الساج بالمدينة ، فبقي بالحبس إلى ولاية محمد بن أحمد بن المنصور ، ثمّ توفي في حبسه ، فدفعه إلى أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن داود بن الحسن ، فدفنه بالبقيع (١).

وقال علي بن محمد العلوي : وأما عبد الله فلم يعقب ، قتله ابن أبي الساج ، ومات في الحبس ، ودفن بالبقيع (٢).

٨٢ ـ عبد الله بن جعفر الصادق

روى الكليني باسناده عن زرارة ، قال : رأيت ابناً لأبي عبد الله عليه‌السلام في حياة أبي جعفر عليه‌السلام يقال له : عبد الله ، فطيم قد درج (٣) ، فقلت له : يا غلام ، من ذا الذي إلى جنبك؟ ـ لمولى لهم ـ ، فقال : هذا مولاي ، فقال له المولى ـ يمازحه ـ : لست لك بمولى ، فقال : ذلك شرّ لك ، فطعن في جنازة الغلام فمات ، فأخرج في سفط إلى البقيع ، فخرج أبو جعفر عليه‌السلام وعليه جبة خزّ صفراء وعمامة خزّ صفراء ومطرف خزّ أصفر ، فانطلق يمشى إلى البقيع وهو معتمد عليّ ، والناس يعزّونه على ابن ابنه .. ، ثمّ أمر به فدفن (٤).

٨٣ ـ عبد الله بن جعفر الطيار

قال النمازي : عبد الله بن جعفر بن أبي طالب جليل القدر ، عظيم الشأن ، كان

__________________

(١) مقاتل الطالبيين / ٤٣٩.

(٢) المجدي في أنساب الطالبيين / ٤٧.

(٣) الفطيم : الطفل الذي انتهى مدة رضاعه ، ودرج : أي مشى. كذا عن مجمع البحرين.

(٤) الكافي ٣ / ٢٠٦ ؛ تهذيب الأحكام ٣ / ١٩٨ ؛ الاستبصار ١ / ٤٧٩ ؛ بحار الأنوار ٤٧ / ٢٦٤ ؛ انظر : منتقى الجمان ١ / ٢٨١ ؛ ذخيرة المعاد ٢ / ٣٢٨.

٢٥٥

آية في الحلم والجود والكرم ، وهو من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين ، وقد شهد يوم صفين مع عمه أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأمه أسماء بنت عميس ، ولد بأرض الحبشة ، .. وتوفى سنة ٨٠ أو ٨٤ ، وكان عمره تسعين سنة أو أزيد بقليل .. ودفن بالبقيع (١).

تزوج زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأولاده عون ومحمد من شهداء الطف يوم عاشوراء ، وزاد المامقاني والمجلسي ثالثاً عبد الله أو عبيد الله (٢).

روى الطبري عنه أنه قال : «والله لو شهدته (٣) لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه ، والله إنّما لمما يسخى بنفسي عنهما ويهون عليّ المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه» (٤).

ثمّ أقبل على جلسائه فقال : «الحمد لله ، عزّ عليّ مصرع الحسين إن لا أكن آسيت حسيناً بيدي فقد آساه ولدي» (٥).

قال ابن الأثير : وأخباره في جوده وحلمه وكرمه كثيرة لا تحصى (٦).

قالوا : مات عبد الله بالمدينة سنة ثمانين ، وازدحم الناس على سريره (٧) ، وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان ، ودفن بالبقيع (٨).

وقد أوصى العلماء بزيارة قبره ، قال الشهيد الأول : ويزور قبر إبراهيم ابن

__________________

(١) مستدركات علم الرجال ٤ / ٥٠٠ رقم ٨١٥١.

(٢) مستدركات علم الرجال ٤ / ٥٠١.

(٣) يعني : الامام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

(٤) تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٤ / ٣٥٧.

(٥) الارشاد ٢ / ١٢٤.

(٦) أسد الغابة ٣ / ١٣٥.

(٧) انظر : تاريخ مدينة دمشق ٢٧ / ٢٩٥ ؛ أسد الغابة ٣ / ١٣٥.

(٨) انظر : تاريخ مدينة دمشق ٢٧ / ٢٩٥ ؛ أسد الغابة ٣ / ١٣٥ ؛ الدرجات الرفيعة / ١٨٢.

٢٥٦

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعبد الله بن جعفر .. (١).

٨٤ ـ عبد الله بن مسعود

قال ابن حبان : عبد الله بن مسعود .. كنيته أبو عبد الرحمن ، ممن شهد بدراً وسائرالمشاهد ، وكان من فقهاء الصحابةسكن الكوفة مرة ، كان يلي بيت المال بها (٢).

وفي الكنى والألقاب عن الخطيب : كان ـ عبد الله بن مسعود ـ أحد حفاظ القرآن ، وكان أيضاً من فقهاء الصحابة ، ذكره عمر بن الخطاب فقال : كنيف مليء علماً ، وبعثه إلى أهل الكوفة ، ليقريهم القرآن ويعلمهم الشرائع والأحكام ، فبثّ عبد الله فيهم علماً كثيراً ، وفقّه منهم جمّاً غفيراً ، ورد المدائن ، ثمّ عاد إلى مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأقام بها إلى حين وفاته ، فمات بها سنة ٣٢ ، ودفن بالبقيع (٣).

قال الحاكم النيسابوري : أسلم عبد الله بن مسعود قبل دخول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دار الأرقم ، وشهد عند جميع أهل السير بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهاجر الهجرتين ، وكان صاحب سر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسواكه وسواده ونعله وطهوره ، وكان رجلاً نحيفاً قصيراً شديد الأدمة ، ومات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ، فدفن بالبقيع ، وكان يوم توفي في ما قيل ابن بضع وستين سنة (٤).

__________________

(١) الدروس الشرعية ٢ / ٢٠.

(٢) مشاهير علماء الأمصار / ٢٩.

(٣) الكنى والألقاب ٣ / ١٧٢.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣١٢ ؛ انظر : اختيار معرفة الرجال ١ / ١٧٨ ؛ كتاب الثقات ٣ / ٢٠٨ ؛ تاريخ بغداد ١ / ١٦٠ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣٣ / ٥٨ ، ٥٩ ، ٦١ ، ٦٤ ، ١٩٠ ، ١٩١ ، ١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٤ ؛ التعديل والتجريح ٢ / ٨٩٤ ؛ سيرأعلام النبلاء ١ / ٤٩٩ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٠٤ ؛ الكنى والألقاب ١ / ٢١٧.

٢٥٧

وتولى أمر القضاء بالكوفة لعمر ، وصدراً من خلافة عثمان ، ثمّ صار في المدينة ، فمات بها ، ودفن بالبقيع (١).

قيل : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بينه وبين الزبير بن العوام (٢).

وروى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود ، قال : ادفنوني في قبر عثمان بن مظعون (٣).

وعن أبي نعيم : مات ابن مسعود بعد ثماني عشرة منذ مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

وقال الضحاك في شأنه : عبد الله بن مسعود .. مهاجر هجرتين ، بدري ، وهو من النقباء النجباء ، توفي بالمدينة سنة ثنتين وثلاثين ، وصلى عليه عثمان ، ودفن بالبقيع ، وهو ابن بضع وستين سنة .. (٥).

ولكن روى الحاكم عن عبد الله بن نمير قال : مات عبد الله بن مسعود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ، حين قتل عثمان ، وكان أوصى الزبير بن العوام (٦) ، فصلى عليه (٧) ، وقد قيل : إنّ عمار بن ياسر (٨) صلى عليه ، ودفن بالبقيع ليلاً ، وهو ابن

__________________

(١) انظر : اختيار معرفة الرجال ١ / ١٧٨ ؛ شرح مسند أبي حنيفة / ٤٥٦ ؛ الأنساب ٥ / ٦٣٢.

(٢) تاريخ مدينة دمشق ٣٣ / ٦٤.

(٣) المصنف ٣ / ٢٢٩ ؛ انظر : مشاهير علماء الأمصار / ٢٩ ؛ كتاب الثقات ٣ / ٢٠٨.

(٤) التعديل والتجريح ٢ / ٨٩٤.

(٥) الآحاد والمثاني ١ / ١٨٦ ؛ انظر : المعارف / ٢٤٩ ؛ كتاب الثقات ٢ / ٢٥٣ ؛ أسد الغابة ٣ / ٢٦٠.

(٦) المعجم الكبير ٩ / ٦٥ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣٣ / ١٩١ ؛ (وقال ابن عساكر في تاريخه ٣٣ / ٦١ أنّ الزبيرصلى عليه للمؤاخاة التي بينهما) ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٢٩١ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٠٤.

(٧) انظر : مشاهير علماء الأمصار / ٢٩ ؛ أسد الغابة ٣ / ٢٦٠ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣٣ / ٦١ و ١٩١ ؛ الأنساب (للسمعاني) ٥ / ٦٣٢ ؛ البداية والنهاية ٧ / ١٨٣ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٢٩١ ؛ الكنى والألقاب ١ / ٢١٧ ؛ الغدير ٩ / ٥.

(٨) دفن رضوان الله عليه بالرّقة في صفين ، الواقع بسوريا حالياً ، وقد زرنا قبره الشريف وقبر أويس القرني سنة ١٤٢٧ ه‍.

٢٥٨

بضع وستين سنة (١).

أقول : نقل أرباب السير : أنّ عثمان قتل سنة ٣٥ (٢) ، بينما مات ابن مسعود في سنة ٣٢ (٣) كما مرّ ، وبذلك يظهر التأمل في ما رواه الحاكم عن ابن نمير ، ولكن لا ينافي ذلك أن يوصي ابن مسعود أن يصلى عليه مثل عمار بن ياسر (٤) أو الزبير بن العوام (٥) ، بل بأن يوصي أن لا يصلي عليه عثمان ، لعلمنا بما وقع بينه وبين عثمان ، فعدم صلاة عثمان عليه ليس لموته حينئذ ، بل لوصية ابن مسعود.

روى البلاذري : لما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه ، أتاه عثمان عائداً ، فقال : ما تشتكي؟ قال : ذنوبي ، قال : فما تشتهي؟ قال : رحمة ربي ، قال : ألا أدعو لك طبيباً؟ قال : الطبيب أمرضني ، قال : أفلا آمر لك بعطائك؟ قال : منعتنيه وأنا محتاج إليه ، وتعطينيه وأنا مستغن عنه؟! قال : يكون لولدك ، قال : رزقهم على الله ، قال : استغفر لي يا أبا عبد الرحمن ، قال : أسأل الله أن يأخذ لي منك بحقي ، وأوصى أن لا يصلي عليه عثمان ، فدفن بالبقيع وعثمان لا يعلم ، فلما علم غضب وقال : سبقتموني به؟ فقال له عمار بن ياسر : إنه أوصى أن لا تصلي عليه (٦).

وروى ابن الأثير : وقيل : صلى عليه عمار بن ياسر ، وقيل : صلى عليه الزبير ، ودفنه ليلاً أوصى بذلك ، وقيل لم يعلم عثمان بدفنه ، فعاتب الزبير .. (٧).

فظهر : أنه لا مجال لما نقله الطبري بقوله : فقال قائل صلى عليه عمار ، وقال

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣١٣.

(٢) انظر : سبل السلام ١ / ٤٨.

(٣) انظر : الطبقات الكبرى ٣ / ١٥٩ و ٦ / ١٣.

(٤) كما رواه الطبراني في المعجم الكبير ٩ / ٦٥.

(٥) كما رواه الطبراني في المعجم الكبير ٩ / ٦٥.

(٦) أنساب الأشراف ٦ / ١٤٨ ؛ الغدير ٩ / ٤ ؛ وانظر شرح نهج البلاغة ٣ / ٤٣.

(٧) أسد الغابة ٣ / ٢٦٠.

٢٥٩

قائل : صلى عليه عثمان (١).

٨٥ ـ عبد الوهاب بن هبة الله القاضي

ذكر ابن النجار : مات القاضي أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي مؤدب ولد الخليفة في يوم السبت ثالث المحرم سنة أربع وخمسمائة ، عند عوده من الحج ، قبل وصوله إلى المدينة بيوم واحد ، وحمل إلى المدينة ، ودفن بها بالبقيع (٢).

٨٦ ـ عبد الهادي الصقلي

قال الزركلي : عبد الهادي بن أحمد ، أبو التقي الحسيني الصقلي ، قاض من أهل فاس ، تولى القضاء بها ، وصنف كتاباً في أشياخه وبعض المشاهير ، وتوفي سنة ١٣١١ ه‍ بالمدينة المنورة عائداً من الحج ، ودفن في البقيع (٣).

٨٧ ـ عثمان بن عفان

قال ابن سعد : بويع عثمان بن عفان بالخلافة أول يوم من المحرم سنة أربع وعشرين ، وقتل يوم الجمعة لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين بعد العصر (٤).

ودفن عثمان بحش كوكب ، وهو بستان بقرب البقيع (٥) ، وذلك ليلة السبت بين

__________________

(١) تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٣ / ٣٥٣.

(٢) ذيل تاريخ بغداد ١ / ٢٤٢.

(٣) الأعلام ٤ / ١٧٢.

(٤) الطبقات الكبرى ٣ / ٧٧.

(٥) التعجب / ١٣ ؛ البداية والنهاية ٦ / ٢٢٩ (وفيه : بستان بطريق البقيع).

٢٦٠