بقيع الغرقد

الشيخ محمّد أمين الأميني

بقيع الغرقد

المؤلف:

الشيخ محمّد أمين الأميني


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٠

ولما هاجر الناس آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين زيد بن أبي حارثة (١) ، مات في شعبان (٢) في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين ، وصلى عليه عمر بن الخطاب ، ودفن بالبقيع (٣) ، قالوا : وحمله عمر بين أعواد السرير حتى وضعه بالبقيع ، وصلى عليه (٤).

٢٤ ـ أم سلمة زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

قال المباركفوري : أم سلمة بفتح السين وكسر اللام ، واسمها هند بنت أبي أمية ، واسم أبي أمية سهيل ، ويقال له : زاد الراكب ، كانت عند أبي سلمة بن عبد الأسد ، فهاجر بها إلى أرض الحبشة الهجرتين ، فولدت له هناك زينب ، وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة ، ومات أبو سلمة في جمادي الأخرى سنة ٤ أربع من الهجرة ، فتزوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أم سلمة في ليال بقين من شوال سنة أربع ، وتوفيت سنة ٥٩ تسع وخمسين .. قال أبو نعيم : وصلى عليها سعيد بن زيد (٥) ، وهو غلط (٦) ، والصحيح أبو هريرة ، وقبرت بالبقيع ، وهي ابنة أربع وثمانين سنة ، كذا في

__________________

(١) البداية والنهاية ٧ / ١١٦.

(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٦٠٦ ؛ كتاب الثقات ٢ / ٢٢٣.

(٣) مشاهير علماء الأمصار / ٣٣ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٣ / ٦٠٦ ؛ المعجم الكبير ١ / ٢٠٣ ؛ كتاب الثقات ٢ / ٢٢٣ و ٣ / ٦ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٩ / ٨٢ ، ٩٥ ، ٩٦ ، ٩٧ ؛ أسد الغابة ١ / ٩٣ ؛ معرفة الثقات ١ / ١٦ ؛ الأنساب ١ / ١٧٢ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ / ٢٨٧ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٣١٠ ؛ البداية والنهاية ٧ / ١١٦ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٣٤٣ ؛ نصب الراية ٢ / ٣٤٠ ؛ تحفة الأحوذي ١٠ / ٢٠١.

(٤) المعجم الكبير ١ / ٢٠٣ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٣١٠ ؛ نصب الراية ٢ / ٣٤٠ ؛ أعيان الشيعة ٣ / ٤٤٥ ؛ موسوعة طبقات الفقهاء ١ / ٤٩.

(٥) انظر : الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٥ ، وهو المختار.

(٦) بل هو الصحيح.

٢٢١

تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير للحافظ ابن الجوزي (١).

روت رضوان الله عليها ٣٢٨ حديثاً ، وعاشت ٨٤ سنة ، ودفنت بالبقيع (٢).

قال محمد بن حبيب البغدادي : ماتت رضي‌الله‌عنها في سنة إحدى وستين ، وصلى عليها أبو هريرة ، وكان الوالي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ودفنها بالبقيع (٣).

أقول : وهو المعول في تاريخ وفاتها ، وذلك لتضافر الأخبار الواردة في قضايا مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام ، حيث إنها وقفت مواقف مشهودة ومؤثرة بعد استشهاد الإمام الحسين عليه‌السلام سنة ٦١ من الهجرة (٤) ، وقالوا : إنها توفيت سنة ٦٢ (٥) ، وما قيل من صلاة أبي هريرة عليها فغير صحيح ، لانه مات سنة ٥٩ (٦) ، أي قبل وفاتها بسنتين ، كما مرّ.

٢٥ ـ أم عثمان بن عفان

روى محمد بن سعد عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب ، قال : شهدنا أم عثمان ابن عفان يوم ماتت ، فدفناها بالبقيع ، فرجع وقد صلى الناس في المسجد ، فصلى عثمان وحده في المسجد ، وصليت إلى جانبه ، قال : فسمعته وهو ساجد يقول : اللهمّ ارحم أمي ، أو اللهمّ اغفر لأمي ، وذلك في خلافته (٧).

__________________

(١) تحفة الأحوذي ١ / ٣٠٠ ؛ وانظر : الطبقات الكبرى ٨ / ٩٦ ؛ المحبّر / ٨٥ ؛ شرح مسند أبي حنيفة / ٢٠٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٥ ؛ مستدرك سفينة البحار ٥ / ١٣٩.

(٢) مستدرك سفينة البحار ٥ / ١٣٩ ؛ انظر : أسد الغابة ٥ / ٥٦٠ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٢٠٩.

(٣) المحبّر / ٨٥.

(٤) راجع كتابنا : الأيام الشامية من عمر النهضة الحسينية / ٤٠١ ـ ٤١٤.

(٥) الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٥.

(٦) انظر : سبل السلام ١ / ١٤.

(٧) الطبقات الكبرى ٨ / ٢٢٩ ؛ الإصابة ٨ / ٩.

٢٢٢

٢٦ ـ أم كلثوم بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

قال السيد محمد بن علوي المالكي :

ثمّ تزوج (١) بعدها (٢) أختها وهي أم كلثوم ، وماتت عنده أيضاً ، وقبرها في البقيع معلوم (٣).

أقول : وفيه :

١. وقع الخلاف في أن زواجه من رقية هل كان بعد وفاة أم كلثوم (٤) ، أم قبلها (٥) ، والمروي : أنّ عثمان بن عفان تزوج أم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت ، وزوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكانها رقية (٦) ، وتحقيقه في محله.

٢. الذي يراه بعض أهل السير والتحقيق أنها وأختها رقية وكذلك زينب كُنّ ربائب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمّهن هالة أخت خديجة ، أصبحن يتامى قبل زواج خديجة ، وكنّ في بيتها ، ثمّ نقلن إلى بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد زواجها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) ، وذكرنا تفصيل ذلك في بحث : «مشاهد مشاهير البقيع» (٨) ، فراجع.

__________________

(١) أي عثمان بن عفان.

(٢) أي رقية.

(٣) البشرى في مناقب خديجة الكبرى / ٣٤.

(٤) انظر : قرب الاسناد / ٩ ح ٢٩ ؛ الخصال / ٤٠٤.

(٥) انظر : المعجم الكبير ٢٢ / ٤٣٦ ؛ الطبقات الكبرى ٨ / ٢١٦ ؛ المحبّر / ٨٥ ؛ اسد الغابة ٥ / ٤٥٦ ؛ تاج المواليد / ٩ ؛ اعلام الورى ١ / ٢٧٦.

(٦) قرب الاسناد / ٩ ؛ الخصال / ٤٠٤ ح ١١٥.

(٧) انظر : الاستغاثة / ٦٨ ؛ التعجب / ٣٦ ؛ المناقب ١ / ١٣٨ ؛ بحار الانوار ٢٢ / ١٩١ ؛ كشف الغطاء ١ / ٥ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٢ / ١٢٥.

(٨) انظر : صفحة ١٣٤.

٢٢٣

٢٧ ـ أم كلثوم بنت علي

قال ابن عساكر بموتها في المدينة ودفنها في البقيع (١).

أقول : ذكرها عند ذكر زيد بن عمر ، والتحقيق : أنّ أصل تزويج أم كلثوم بنت علي من عمر هو موضع خلاف ، قال الشيخ المفيد : إنّ الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين عليه‌السلام ابنته من عمر غير ثابت ، وطريقه من الزبير بن بكّار ، ولم يكن موثوقاً به في النقل ، وكان متّهماً في ما يذكره من بغضه لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، وغير مأمون في ما يدّعيه على بني هاشم (٢).

٢٨ ـ أيمن أمين الدين

قال ابن كثير : الشيخ الصالح العابد الناسك أيمن أمين الدين أيمن بن محمد ، وكان يذكر أنّ اسمه محمد بن محمد إلى سبعة عشر نفساً كلهم اسمه محمد ، وقد جاور بالمدينة مدة سنين ، إلى أن توفى ليلة الخميس ثامن ربيع الأول ، ودفن بالبقيع ، وصلّي عليه بدمشق صلاة الغائب (٣).

٢٩ ـ بعض شهداء أحد

روي عن الواقدي ـ في قضية غزوة أحد ـ : ثمّ إن الناس أو عامتهم حملوا قتلاهم إلى المدينة ، فدفن بالبقيع منهم عدة ، عند دار زيد بن ثابت ، ودفن بعضهم ببني سلمة .. (٤).

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣٠٩ ؛ انظر : أعيان الشيعة ١ / ٣٢٧.

(٢) تزويج علي بنته من عمر ، الشيخ المفيد / ١٣.

(٣) البداية والنهاية ١٤ / ١٩٥.

(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥ / ٣٩.

٢٢٤

وأراد بعض المسلمين أن يدفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالبقيع عند شهداء أحد (١).

وروى ابن عساكر عن اسحاق بن إبراهيم م ، ٢ ، قال : بلغني أنّ الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع ، فطاف بها .. (٢).

أقول : لعل المراد من البقيع هو بقيع الخيل لا بقيع الغرقد ، لأنّ عامة شهداء أحد دفنوا هناك ، ذكر الحموي عن النصر : بقيع الخيل موضع بالمدينة عند دار زيد ابن ثابت ، دفن به عامة قتلى أحد ، قال نصر : وأظنه بقيع الغرقد (٣).

ومن المحتمل أن يقال : إن المقصود من مقابر الشهداء بالبقيع هو قبور بعض شهداء أحد المدفونين ببقيع الغرقد.

٣٠ ـ الحسن بن الحسن بن علي بن أبي الطالب (الحسن المثنى)

كان جليلاً رئيساً فاضلاً ورعاً ، يلي صدقات أمير المؤمنين عليه‌السلام في وقته ، وحضر مع عمه الحسين صلوات الله عليه يوم الطف ونصره ، ووقع عليه جراحات ، فانتزعه أسماء بن خارجة وبه رمق .. ويقال : انه أسر وكان به جراح قد شفي منه ، .. قبض الحسن المثنى وله خمس وثلاثون سنة (٤) ، وتوفي سنة تسع وتسعين ، وقيل سبع وتسعين (٥) ، ودفن بالبقيع (٦).

وروى ابن عساكر قال : لما مات الحسن بن الحسن بن علي اعتكفت فاطمة

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ١٠ / ١٨٤.

(٢) تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٨٦ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٢٢٨ ؛ جواهر المطالب ٢ / ٣١.

(٣) معجم البلدان ٢ / ٤١٣ ؛ انظر : القاموس المحيط ٣ / ٦ ، مجمع الزوائد ٤ / ١٥٨ و ٩ / ٢٦٨ ، مراصد الاطلاع ١ / ١٢٣ ؛ معجم معالم الحجاز ١ / ٢٤٣ ؛ الدرالثمين في معالم دار الرسول الأمين / ٢٢٩.

(٤) مستدركات علم الرجال ٢ / ٣٦٥ ، رقم ٣٤٣٩.

(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٠١.

(٦) منتخب التواريخ / ١٠٣.

٢٢٥

بنت حسين بن علي على قبره سنة ، وكانت امرأته ، ضربت على قبره فسطاطاً ، فكانت فيه ، فلما مضت السنة قلعوا الفسطاط ودخلت المدينة ، فسمعوا صوتاً من جانب البقيع : هل وجدوا ما فقدوا؟ فسمعوا صوتاً من الجانب الآخر : بل يئسوا فانقلبوا (١).

أقول : فيه تأمل ، رواه ابن عساكر بسنده عن ابن خالد بن سلمة القرشي ، وهو مجهول.

٣١ ـ حسن السبزواري

السيد ميرزا حسن بن اسماعيل بن عبد الغفور السبزواري ، ولد في سبزوار سنة ١٢٥٥ ، وقتل بيد عرب حرب بين مكة والمدينة ، وهو متوجه لزيارة المدينة المنورة ، ليلة ٤ من المحرم سنة ١٣٣٢ ، ونقل إلى البقيع ، فدفن هناك (٢) ، ذكره صاحب شهداء الفضيلة واصفاً له بأنه علم من أعلام الدين ، وعبقري من عباقرة الأمة ، حاز علماً جما ، وورعاً موصوفاً ، وزهادة مأثورة عن سلفه الأطهار ، (٣) .. ، له صدقات جارية ينتفع بها أهل سبزوار ، هاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلم ، وأقام فيها عشرين عاماً ، وقرأ فيها مدة قليلة على الشيخ مرتضى الأنصاري ، وأكثر قراءته على السيد حسين الكوه كمري المعروف بالترك وغيره (٤).

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ٧٠ / ١٩ ؛ ونحوه في كتاب الهواتف / ٩٢ ، وفيه : الحسين بن الحسين بن علي ، وهو تصحيف.

(٢) أعيان الشيعة ٥ / ٢٢.

(٣) شهداء الفضيلة ، الشيخ عبد الحسين الأميني / ٣٧٢.

(٤) انظر : أعيان الشيعة ٥ / ٢٢.

٢٢٦

٣٢ ـ حسن الصالحي البرغاني

الشيخ حسن بن ملا محمد صالح البرغاني ، توفي سنة ١٢٨١ ، ودفن قرب قبور آل البيت عليهم‌السلام بالبقيع (١).

٣٣ ـ الحسين بن علي بن الحسين

قال الشيخ الطوسي : الحسين بن علي بن الحسين ، عمّ أبي عبد الله عليه‌السلام ، تابعي مدني ، مات سنة سبع وخمسين ومائة ، دفن بالبقيع ، يكنى أبا عبد الله ، وله أربع وسبعون سنة (٢).

قال الشيخ المفيد : انه كان فاضلاً ورعاً ، روى حديثاً كثيراً عن أبيه علي بن الحسين ، وعمته فاطمة بنت الحسين ، وأخيه أبي جعفر عليه‌السلام (٣).

وقال أبو نصر البخاري : وأبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، أمه أم ولد تدعى سعادة (٤) .. توفي الحسين الأصغر سنة سبع وخمسين ومائة ، وله سبع وخمسون سنة ، ودفن بالبقيع ، وإنّما قيل له : الحسين الأصغر ؛ لأنّ له أخاً أكبر منه ، يسمى الحسين بن علي ، لم يعقب (٥).

وعن عمدة الطالب : توفي سنة سبغ وخمسين ومائة ، وله سبع وخمسون سنة ، ودفن بالبقيع ، وعقبه عالم كثير بالحجاز والعراق والشام وبلاد العجم والمغرب (٦).

__________________

(١) دائرة معارف تشيع ٣ / ٣٨٥.

(٢) رجال الطوسي / ١٨٢ ؛ انظر : نقد الرجال ٢ / ١٠٦ ؛ جامع الرواة ، الأردبيلي ١ / ٢٤٨ ؛ طرائف المقال ، السيد علي أصغر الجابلقي البروجردي ٢ / ١٥ ؛ معجم رجال الحديث ٧ / ٤٦ ؛ تهذيب المقال ٢ / ٤٢٦.

(٣) جامع الرواة ١ / ٢٤٨ ؛ طرائف المقال ٢ / ١٥.

(٤) ساعدة / خ ل.

(٥) سر السلسلة العلوية / ٦٩.

(٦) تهذيب المقال ٢ / ٤٢٦.

٢٢٧

وقال السيد الأمين : أبو عبد الله الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، توفي سنة ١٥٧ ، وقيل ١٥٩ ، وقيل ١٥٨ ، وله ٥٧ سنة ، أو ٧٦ ، ودفن بالبقيع ، أمه أم ولد اسمها ساعدة أو سعادة ، ولقب بالأصغر تمييزاً له عن أخيه الحسين الأكبر الذي مات عقيماً (١).

وقال السيد الخوئي : ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب السجاد عليه‌السلام ، وقال : ابنه روى عن أبيه ، وعده في أصحاب الباقر عليه‌السلام قائلاً : تابعي أخوه ، وفي أصحاب الصادق عليه‌السلام قائلاً : تابعي أخوه ، وفي أصحاب الصادق عليه‌السلام قائلاً : عمّ أبي عبد الله عليه‌السلام ، تابعي مدني ، مات سنة ١٥٧ ، ودفن بالبقيع .. (٢).

٣٤ ـ ٣٥ حسين بن علي الحسيني المدني ، ابن شدقم وزوجته

قال الحرّ العاملي : السيد حسين بن علي بن الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني ، فاضل عالم جليل محدث شاعر أديب ، له كتاب الجواهر النظامية من حديث خير البرية ، ألّفه لأجل نظام شاه سلطان حيدر آباد ، يروي عن الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي ، وعن الشيخ العلامة نعمة الله بن أحمد ابن خاتون العاملي ، جميعاً عن الشهيد الثاني (٣).

ولد بالمدينة المنورة سنة ٩٤٢ ، وبها نشأ ، ورحل إلى الهند ، وتوفي بالدكن من بلادها في ١٤ صفر سنة ٩٩٩ عن ٥٧ سنة ، ودفن هناك ، ثمّ نقله ولده الأصغر حسين بوصية منه إلى المدينة المنورة ، فدفنه بالبقيع (٤).

__________________

(١) أعيان الشيعة ٦ / ١١١.

(٢) معجم رجال الحديث ٧ / ٤٦.

(٣) أمل الآمل ، الحر العاملي ٢ / ٧٠.

(٤) انظر : أعيان الشيعة ٥ / ١٧٥ ؛ معجم المؤلفين ٣ / ٢٥١.

٢٢٨

ونقل أنه قبر مع زوجته في البقيع (١).

٣٦ ـ حسين البهبهاني

قال السيد الأمين : السيد حسين بن إبراهيم بن حسين المعروف بسياه پوش الحسيني الموسوي البهبهاني نزيل كربلاء ، ولد في بهبهان سنة ١٣٠٠ ، وقتل سنة ١٣٠٠ آئباً من الحج ، في موضع يسمى بئر الدرويش ، على مرحلة من المدينة المنورة ، .. ضربه بعض اللصوص من الأعراب على رأسه ، فقضى عليه ، ونقل إلى المدينة المنورة ، ودفن بجوار أئمة البقيع (٢).

وقال عمر رضا كحالة : حسين البهبهاني (١٢١٥ ـ ١٣٠٠ ه‍) ، حسين بن إبراهيم بن حسين بن زين العابدين .. الحسيني الموسوي البهبهاني ، نزيل كربلاء ، فقيه ، أصولي ، ولد ببهبهان ونشأ بها ، ونزل كربلاء ، فدرس وأخذ عنه جماعة من الفضلاء ، وقتل ببئر درويش على مرحلة من المدينة ، فنقل إليها ودفن بالبقيع ، له تصانيف في الفقه والأصول ، تلفت في واقعة حمزة بك ، في آخر العهد التركي (٣).

ونقل عن كتاب شهداء الفضيلة : أنه كان أحد أئمة كربلاء الموثوق بهم ، ومبرزي علمائها .. حضر درس الشيخ الأنصاري (٤).

٣٧ ـ حفصة بنت عمر زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

قال العسكري : حفصة ابنة الخليفة عمر بن الخطاب ، وأمها زينب بنت

__________________

(١) أعيان الشيعة ٥ / ١٧٦.

(٢) أعيان الشيعة ٥ / ٤١٣.

(٣) معجم المؤلفين ٣ / ٣٠٦.

(٤) أعيان الشيعة ٥ / ٤١٣.

٢٢٩

مظعون ، ولدت قبل مبعث النبي بخمس سنوات ، وتزوجها خنيس بن حذافة ، وهاجرت معه إلى المدينة ، فمات عنها بعد رجوع النبي من غزوة بدر ، ثمّ تزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتوفيت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية ، وصلى عليها مروان ، ودفنت بالبقيع (١).

وروى ابن سعد عن مولاة لآل عمر قالت : رأيت نعشاً على سرير حفصة ، وصلى عليها مروان في موضع الجنائز ، وتبعها مروان إلى البقيع ، وجلس حتى فرغ من دفنها (٢).

٣٨ ـ جعفر بن الحسن البرزنجي

قال المحدث القمي : جعفر بن الحسن بن عبد الكريم الشافعي ، مفتي السادة الشافعية بالمدينة المنورة ، كان إماماً وخطيباً ومدرساً بالمسجد النبوي ، له مؤلفات ، أحدها مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المعروف بمولد البرزنجي ، وجالية الكدر بأسماء أصحاب سيد الملائك والبشر ، وهي منظومة جمع فيها أسماء أهل بدر وأحد ، توفي سنة ١١٧٧ ، ودفن بالبقيع (٣).

٣٩ ـ جواد الإصفهاني

كان من الأجواد المبالغين في الإنفاق ، أبقى آثاراً منها : أنه أجرى الماء إلى عرفات من مكان بعيد ، وبنى سور المدينة .. ، قبض عليه قطب الدين مودود بن أتابك سنة ٥٥٨ ه‍ ، بعد أن ولي الأمر ، وسجنه في قلعة الموصل ، إلى أن توفي

__________________

(١) أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ٦١.

(٢) الطبقات الكبرى ٨ / ٨٦.

(٣) الكنى والألقاب ٢ / ٧٧ ؛ وانظر : الذريعة ٥ / ٢١ و ٢٢.

٢٣٠

سجيناً ، ونقل إلى المدينة ، فدفن في رباط كان قد بناه لنفسه في البقيع (١).

٤٠ ـ ٤١ جوبان وولده

قال ابن كثير : يوم الجمعة آخر شهر ربيع الآخر ، أنزل الأمير جوبان وولده من قلعة المدينة النبوية وهما ميتان مصبران في توابيتهما ، فصلى عليهما بالمسجد النبوي ، ثمّ دفنا بالبقيع عن مرسوم السلطان ، وكان مراد جوبان أن يدفن في مدرسته ، فلم يمكن من ذلك (٢).

وذكر السيد الأمين عن بعض التواريخ الفارسية المخطوطة أن جوبان كان متصفاً بمحامد الأخلاق ومحاسن الأوصاف ، وعمّر عمارات في طريق مصر والشام وبادية مكة المعظمة ، وعمل خيرات كثيرة ، وأجرى الماء في مكة المعظمة ، وعمل من الخيرات ما لم يعمله غيره ، وكان قتله في هراة سنة ٧٣٨ ، ودفن في البقيع (٣).

٤٢ ـ خنيس بن حذافة

روى ابن سعد عن عبد الله بن أبي بكر قال : لما هاجر خنيس بن حذافة من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر ، قالوا : وآخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين خنيس بن حذافة وأبي عبس بن جبر ، وشهد خنيس بدراً ، ومات على رأس خمسة وعشرين شهراً من مهاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة ، وصلى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودفنه بالبقيع إلى جانب قبر عثمان بن مظعون (٤).

__________________

(١) انظر : الأعلام ٦ / ٢٧٨.

(٢) البداية والنهاية ١٤ / ١٦٤ ؛ انظر : تاريخ ابن خلدون ٥ / ٤٣٥.

(٣) أعيان الشيعة ٢ / ٣٥٦.

(٤) الطبقات الكبرى ٣ / ٣٩٢.

٢٣١

٤٣ ـ داود بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن

قال علي بن محمد العلوي : ولد عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن عليه‌السلام ، قال ابن أخي طاهر الحسيني والسماكي النسابة العمري وغيرهما : كان عبد الله يكنى أبا محمد ، ويعرف بالبصري ، وأمه طليحة ، وله شعر ، وروى الحديث ، خرج على وجهه إلى البادية ومات بها ، له من البنات : فاطمة وعاتكة وأم سلمة ، ومن الرجال : داود بن عبد الله ، مات في الحبس ، ودفن بالبقيع (١).

٤٤ ـ رافع بن خديج

روى عبد الرزاق بسنده عن سالم : أنّ ابن عمر قال يوم وضعت جنازة رافع ابن خديج ببقيع الغرقد ، يريدون أن يصلوا عليها بعد الصبح ، قبل أن تطلع الشمس ، فصاح بالناس ابن عمر ألا تتقون الله! .. (٢).

٤٥ ـ رقية بنت رسول الله

وقع الكلام في كونها بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أم ربيبته ، والظاهر الثاني كما مرّ ، هي أحدى زوجات عثمان بن عفان.

روى ابن سعد (٣) وابن عساكر (٤) وابن أبي الحديد (٥) وابن كثير (٦) دفنها بالبقيع.

__________________

(١) المجدي في أنساب الطالبيين / ٤٩.

(٢) المصنف ٣ / ٥٢٣.

(٣) الطبقات الكبرى ٢ / ١٩.

(٤) تاريخ مدينة دمشق ٣٩ / ٢٥٨.

(٥) شرح نهج البلاغة ١٤ / ١٨٥.

(٦) السيرة النبوية ٢ / ٤٧١.

٢٣٢

٤٦ ـ رقية بنت عمر

روى ابن عساكر عن الزبير : لما ماتت رقية بنت عمر بن الخطاب عند إبراهيم ابن نعيم بن عبد الله ، فدفنت بالبقيع .. (١).

٤٧ ـ ريحانة بنت زيد زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

قال القرطبي : ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة من بني النضير ، سباها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأعتقها ، وتزوجها في سنة ست ، وماتت مرجعه من حجة الوداع ، فدفنها بالبقيع (٢).

٤٨ ـ زمرد خاتون

قال الزركلي : زمرد خاتون ، صفوة الملوك ، بنت الأمير جاولي ، حازمة عالمة دمشقية ، هي أخت الملك دقاق صاحب دمشق ، لأمه ، وزوجة تاج الملوك بوري وأم ولديه إسماعيل (شمس الملوك) ومحمود ، روت الحديث ، واستنسخت الكتب ، وحفظت القرآن ، وبنت بدمشق المدرسة الخاتونية البرانية ، وهي الآن من الدوارس ، ورأت ولدها شمس الملوك إسماعيل قد تمادى في غيه وكثر فساده وتواطأ مع الفرنج على بلاد المسلمين ، فأمرت غلمانها أن يقتلوه ، فقتلوه سنة ٥٢٩ ه‍ ، وأجلست أخاه شهاب الدين أبا القاسم محمود بن بوري مكانه ، ثمّ قتل هذا سنة ٥٣٣ ه‍ وتقلبت بها الأحوال ، فتوجهت إلى بغداد ، ثمّ إلى مكة ،

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ٧٠ / ٢٥١.

(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٦ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١٣٠ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ٨٩ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٤٠ ؛ الإصابة ٨ / ١٤٦ ؛ السيرة النبوية ٤ / ٦٠٥ و ٦٠٦ ؛ البداية والنهاية ٥ / ٣٢٧ و ٣٢٨ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ١١ / ٢٢٠.

٢٣٣

وجاورت بالمدينة ، وقل ما بيدها ، فكانت تغربل القمح والشعير ، وتطحن ، وتتقوت بأجرة ذلك ، إلى أن توفيت سنة ٥٥٧ ه‍ ، ودفنت بالبقيع (١).

٤٩ ـ زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب

توفي زيد بالبطحاء ، على ستة أميال من المدينة ، سنة ١٢٠ ه‍ ، وحمل إلى البقيع ، وكان قد ولي الصدقات في زمن الوليد بن عبد الملك (٢).

روى ابن سعد عن عبد الله بن أبي عبيدة ، قال : ردفت أبي يوم مات زيد بن حسن ، ومات ببطحاء ابن أزهر على أميال من المدينة ، فحمل إلى المدينة ، فلما أوفينا على رأس الثنية بين المنارتين طلع بزيد بن حسن في قبة على بعير ميتاً ، وعبد الله بن حسن بن حسن يمشي أمامه ، قد حزم وسطه بردائه ، ليس على ظهره شيء ، فقال لي أبي : يا بني! أنزل ، فأمسك بالركاب ، فوالله لئن ركبت وعبد الله يمشي لا تبلني عنده بالة أبداً ، فركبت الحمار ، ونزل أبي يمشي ، فما زال يمشي حتى أدخل بزيد داره ببني حديلة ، فغسل ، ثمّ أخرج به على السرير إلى البقيع (٣).

٥٠ ـ زيد بن عمر

ذكر ابن عساكر موته بالمدينة ودفنه بالبقيع (٤).

٥١ ـ زينب بنت أبي سلمة

روى ابن سعد والبيهقي وابن عساكر عن محمد بن أبي حرملة : ان زينب بنت

__________________

(١) الأعلام ٣ / ٤٩ ؛ انظر : البداية والنهاية ١٢ / ٣٠٦.

(٢) سر السلسلة العلوية / ٢١.

(٣) الطبقات الكبرى ٥ / ٣١٨ ؛ تاريخ مدينة دمشق ١٩ / ٣٨١.

(٤) تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣٠٩.

٢٣٤

أم سلمة توفيت وطارق أمير المدينة ، فأتى بجنازتها بعد صلاة الصبح ، فوضعت بالبقيع .. (١).

٥٢ ـ زينب بنت جحش زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

جاء في حديث مسلم عن عائشة : أنّ بعض أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قلن له : أيّنا أسرع بك لحوقاً؟ قال : أسرعكنّ لحوقاً بي أطولكنّ يداً ، فكان أسرعهنّ لحوقاً به زينب بنت جحش .. توفيت سنة عشرين ، وفيها فتحت مصر ، وقيل : إحدى وعشرين ، وقد بلغت ثلاثاً وخمسين سنة ، ودفنت بالبقيع (٢).

روى ابن سعد عن ابن كعب : أنّ زينب أوصت أن لا تتبع بنار ، وحفر لها بالبقيع عند دار عقيل ، في ما بين دار عقيل ودار ابن الحنفية ، ونقل اللبن من السمينة ، فوضع عند القبر ، وكان يوماً صائفاً (٣).

وروى أن عمر أمر بفسطاط ، فضرب بالبقيع على قبرها ، لشدة الحرّ يومئذ ، فكان أول فسطاط ضرب على قبر بالبقيع (٤).

وروي أنها قالت : اللهم لا يدركني عطاء لعمر بن الخطاب بعد هذا ، فماتت ، وصلى عليها عمر بن الخطاب ، ودخل قبرها أسامة بن زيد ، ومحمد بن عبد الله بن جحش ، وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش ، قيل : هي أول امرأة صنع لها النعش ،

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٨ / ٤٦١ ؛ السنن الكبرى ٢ / ٤٦٠ و ٤ / ٣٢ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٢٤ / ٤٣٣.

(٢) حاشية إعانة الطالبين ٣ / ٣١٣ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١٠٩ و ١١٣ ؛ المستدرك على الصحيحين ٤ / ٢٤ ؛ أسد الغابة ٥ / ٤٦٥ ؛ عون المعبود ٨ / ٣٣٨ ؛ البداية والنهاية ٤ / ١٦٩ و ٧ / ١١٩ ؛ السيرة النبوية ٣ / ٢٨٤.

(٣) الطبقات الكبرى ٨ / ١٠٩.

(٤) الطبقات الكبرى ٨ / ١١٣ ؛ انظر : المستدرك على الصحيحين ٤ / ٢٤.

٢٣٥

ودفنت بالبقيع (١).

٥٣ ـ زينب بنت خزيمة زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

جاء في عيون الأثر : زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال .. كانت تدعى أم المساكين ، لرأفتها بهم ، كانت عند الطفيل بن الحارث ، فطلقها فتزوجها أخوه عبيدة ، فقتل يوم بدر شهيداً .. فخلف عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في شهر رمضان على رأس أحد وثلاثين شهراً من الهجرة ، ومكثت عنده ثمانية أشهر ، وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر على رأس تسعة وثلاثين شهراً من الهجرة ، وصلى عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودفنها بالبقيع ، وقد بلغت ثلاثين سنة أو نحوها (٢).

وفي الطبقات عن محمد بن قدامة عن أبيه قالا : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين ، فجعلت أمرها إليه ، فتزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأشهد وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشّاً (٣) .. (٤).

وعن البلاذري : أقامت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمانية أشهر ، تزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث ، وماتت في آخر ربيع الأول سنة أربع ، ودفنها في البقيع (٥).

__________________

(١) أسد الغابة ٥ / ٤٦٥ ؛ البداية والنهاية ٧ / ١١٩ ؛ السيرة النبوية ٣ / ٢٨٤ ؛ عون المعبود ٨ / ٣٣٨.

(٢) عيون الأثر ٢ / ٣٨٥ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١١٥ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ٨٩ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٠٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٦ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٠٦ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٧ / ٦١.

(٣) نصف الأوقية ، قيل : يطلق على النصف من كلّ شيء ، كذا في النهاية لابن الأثير ، مادة (نشش).

(٤) الطبقات الكبرى ٨ / ١١٥ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٠٦.

(٥) الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٧ / ٦١.

٢٣٦

٥٤ ـ زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

قال السيد محمد بن علوي المالكي الحسني : هي أكبر بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد ولدت قبل بعثته ، وتزوجها أبو العاص بن الربيع ، وكان اسلامها وهجرتها قبل اسلامه وهجرته ، وتوفيت في أول عام ثمانية من هجرة المصطفى ، ودفنت في جنة البقيع ، وقبرها هناك لا يخفى (١).

٥٥ ـ سالم بن عبد الله بن عمر

روى الطبري عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال : مات سالم بن عبدالله سنة ١٠٥ ، في عقب ذي الحجة ، فصلى عليه هشام بن عبد الملك بالبقيع (٢).

٥٦ ـ سعد بن أبي وقاص

هو سعد بن مالك بن وهيب ، قيل : إنه أسلم قديماً وهو ابن سبع عشرة سنة ، كان سابع سبعة سبقوا إلى الإسلام (٣) ، شهد المشاهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو أول من رمى بسهم في الإسلام (٤) ، وهو الذي افتتح القادسية ونزل الكوفة وخطها خططاً لقبائل العرب ، وابتنى بها داراً ، ووليها لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ، ثمّ عزل عنها ووليها بعده الوليد بن عقبة (٥) ، عينه عمر في الستة أصحاب الشورى ، مات في

__________________

(١) البشرى في مناقب خديجة الكبرى / ٣٣.

(٢) تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٥ / ٣٧٩ ؛ انظر : تاريخ مدينة دمشق ٢٠ / ٧٢ (وفيه أنه مات سنة ١٠٨ أو ١٠٦).

(٣) أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ١٠٢.

(٤) أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ١٠٢.

(٥) الطبقات الكبرى ٦ / ١٢.

٢٣٧

قصره بالعقيق قريباً من المدينة ، فحمل على رقاب الرجال إلى المدينة ، وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة (١) ، ودفن بالبقيع سنة خمس وخمسين أيام معاوية (٢) ، وله سبع وسبعون سنة (٣) ، قال ابن كثير : وقد جاوز الثمانين على الصحيح (٤).

أقول : هو والد اللعين عمر بن سعد ، قاتل سبط رسول الله ، سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليه‌السلام.

٥٧ ـ سعد بن زرارة

قالوا : إنه كان من المنافقين ، روى البيهقي ما يدل على عذاب قبره ، فانه ذكر عن عن عبد الله بن حنطب : أنه بلغه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرّ يسير على بغلة له بيضاء في المقابر ببقيع الغرقد ، فحادت به بغلته حيدة ، فوثب إليها الرجال من المسلمين ليأخذوا بلجامها ، فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعوها ، فإنها سمعت عذاب سعد بن زرارة يعذب في قبره ، وكان رجلاً منافقاً (٥).

٥٨ ـ سعد بن معاذ

روى ابن سعد : كان سعد بن معاذ رجلاً أبيض طوالاً جميلاً حسن الوجه

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٦ / ١٢ ؛ تهذيب الكمال ١٠ / ٣١٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٨٤ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٣١٦.

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٧.

(٣) تحفة الأحوذي ٦ / ٣٥ ؛ شرح مسند أبي حنيفة / ٨١ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٦ / ١٢ ؛ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٧ ؛ تهذيب التهذيب ٣ / ٤٢٠ ؛ تهذيب الكمال ١٠ / ٣١٣ ؛ تذكرة الحفاظ ١ / ٢٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٨٤ ؛ اسعاف المبطأ برجال الموطأ ، جلال الدين السيوطي / ٤٠ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٣١٦ ؛ أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ١٠٢.

(٤) البداية والنهاية ٨ / ٨٤.

(٥) اثبات عذاب القبر / ٥٧.

٢٣٨

أعين حسن اللحية ، فرمي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة ، فمات من رميته تلك ، وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة ، فصلى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودفن بالبقيع (١).

وروى عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال : لما انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر : الحارث بن أوس بن معاذ ، وأسيد بن الحضير ، وأبو نائلة سلكان بن سلامة ، وسلمة بن سلامة بن وقش ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واقف على قدميه ، فلما وضع في قبره تغيّر وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسبّح ثلاثاً فسبّح المسلمون ثلاثاً ، حتّى ارتجّ البقيع ، ثمّ كبّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثاً وكبّر أصحابه ثلاثاً حتّى حتى ارتج البقيع بتكبيره ، فسئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك ، فقيل : يا رسول الله ، رأينا بوجهك تغيراً ، وسبحت ثلاثاً؟ قال : تضايق على صاحبكم قبره ، وضمّ ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها ، ثمّ فرّج الله عنه (٢).

روي أنّ سبب ذلك كان سوء خلقه مع أهله في بيته (٣) ، رحمنا الله من ضغطة القبر.

وروى ابن سعد عن أبي سعيد قال : كنت أنا ممن حفر لسعد قبره بالبقيع ، فكان يفوح علينا من المسك كلما حفرنا قترة من تراب ، حتى انتهينا إلى اللحد (٤).

وروى عن محمد بن شرحبيل بن حسنة : انّ رجلاً أخذ قبضة من تراب قبر سعد يوم دفن ، ففتحها بعد فإذا هي مسك (٥).

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣٣ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٢٩٠.

(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣٢ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٢٩٠ ؛ انظر : شرح كتاب السير الكبير ١ / ٩ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ١١ / ٢٦٦.

(٣) انظر : مستدرك سفينة البحار ٣ / ١٩٠ و ٦ / ٤٧١ ؛ ميزان الحكمة ١ / ٨٠٧.

(٤) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣١ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٢٨٩ و ٢٩٥ ؛ سبل الهدى والرشاد ١٠ / ٣٧٩.

(٥) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣١.

٢٣٩

وعن أبي سعيد الخدري قال : فطلع علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد فرغنا من حفرته ، ووضعنا اللبن والماء عند القبر ، وحفرنا له عند دار عقيل اليوم ، وطلع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علينا ، فوضعه عند قبره ، ثمّ صلى عليه .. (١).

وفي نص : دفن إلى أس دار عقيل بن أبي طالب (٢).

٥٩ ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري

قال الذهبي : أبو سعد سعيد بن أبي سعيد كيسان الليثي مولاهم المدني .. حديثه في الكتب الستة ، ويقال له المقبري لأنه كان يسكن بجوار مقبرة البقيع ، توفي سنة ١٢ ه‍ (٣).

٦٠ ـ سعيد بن زيد

قيل انه شهد المشاهد كلها مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله غير بدر ، فانه كان مع طلحة يطلبان خبر عير قريش ، وضرب له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بسهم ، وكانت فاطمة أخت عمر تحته ، وبسببها كان إسلام عمر ، مات بالعقيق ، فحمل إلى المدينة ، ودفن بالبقيع سنة إحدى وخمسين ، وله بضع وسبعون سنة (٤).

٦١ ـ سعيد بن العاص

جاء في تاريخ مدينة دمشق : مات سعيد بن العاص بن أمية في قصره بالعرصة

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣١.

(٢) الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ١١ / ٢٦٥.

(٣) سير أعلام النبلاء ٥ / ٢١٦ ؛ انظر : سؤالات أبي بكر البرقاني / ٧٧.

(٤) شرح مسند أبي حنيفة / ٢٤٧.

٢٤٠