بقيع الغرقد

الشيخ محمّد أمين الأميني

بقيع الغرقد

المؤلف:

الشيخ محمّد أمين الأميني


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٠

الطريق ، وأخاف السبيل ، فسر إليه حتى تأخذه ، وتقدم طريفة ، فسار إليه ، فقتل قوماً من أصحابه ، ثمّ لقيه فقال : اني مسلم ، وأنه مكذوب عليّ ، فقال طريفة : فإن كنت صادقاً فاستأسر حتى تأتي أبا بكر فتخبره! فاستأسر ، فلما قدم به على أبي بكر أخرجه إلى البقيع فحرقه بالنار ، وحرق أيضاً رجلاً من بني أسد يقال له شجاع بن ورقاء .. (١).

أقول : إذا كان جزاؤه القتل فلا داعي للحرق ، فكان بإمكانه أن يقتله من دون أن يحرقه ، فكم حصلت المآسي وبرزت مظاهر العنف مما شوّه سمعة الاسلام والمسلمين ، قيل : ان أبا بكر ندم على فعله وقال في مرض موته : أما إني لا آسي على شيء إلا على ثلاث فعلتهنّ ، وددت أني لم أفعلهنّ .. فوددت إني لم أكن كشفت بيت فاطمة ، وتركته وإن أغلق عليّ الحرب ، .. وددت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي لم أكن أحرقه ، وقتلته سريحاً أو أطلقته نجيحاً .. (٢).

٣. عمر بن الخطاب والبقيع

من أولى الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

روى اليعقوبي عن ابن عباس : طرقني عمر بن الخطاب بعد هدأة من الليل ، فقال : اخرج بنا نحرس نواحي المدينة! فخرج وعلى عنقه درّته حافياً ، حتى أتى بقيع الغرقد ، فاستلقى على ظهره ، وجعل يضرب أخمص قدميه بيده ، وتأوه صعداً ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ، ما أخرجك إلى هذا الأمر؟ قال : أمر الله يا ابن عباس ،

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ، أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي ٢ / ١٣٤.

(٢) المعجم الكبير ١ / ٦٣ ؛ انظر : الخصال ، الشيخ الصدوق ١٧٢ / ؛ تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٢ / ٦١٩ ؛ ميزان الاعتدال ٣ / ١٠٩ ؛ لسان الميزان ٤ / ١٨٩ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٤١٩ و ٣٠ / ٤٢١ و ٤٢٢ ؛ السقيفة وفدك ، الجوهري / ٤٣ ؛ شرح نهج البلاغة ٢ / ٤٦ ؛ كنز العمال ٥ / ٦٣١.

١٢١

قلت : إن شئت أخبرتك بما في نفسك ، قال : غص يا غواص ، إن كنت لتقول فتحسن.

قال : ذكرت هذا الأمر بعينه وإلى من تصيّره.

قال : صدقت!

قال : قلت له : أين أنت عن عبد الرحمن بن عوف؟

فقال : ذاك رجل ممسك ، وهذا الأمر لا يصلح إلا لمعط في غير سرف ومانع في غير إقتار.

قال : فقلت : سعد بن أبي وقاص؟

قال : مؤمن ضعيف.

قال : فقلت : طلحة بن عبد الله؟

قال : ذاك رجل يناول للشرف والمديح ، يعطي ماله حتى يصل إلى مال غيره ، وفيه بأو وكبر.

قال : فقلت : فالزبير بن العوام ، فهو فارس الإسلام؟

قال : ذاك يوم إنسان ويوم شيطان ، وعفة نفس ، إن كان ليكادح على المكيلة من بكرة إلى الظهر حتى يفوته الصلاة.

قال : فقلت : عثمان بن عفان؟

قال : إن ولي حمل ابن أبي معيط وبني أمية على رقاب الناس ، وأعطاهم مال الله ، ولئن ولي ليفعلنّ والله ، ولئن فعل لتسيرنّ العرب إليه حتى تقتله في بيته.

ثمّ سكت. قال : فقال : امضها يا ابن عباس! أترى صاحبكم (١) لها موضعاً؟

قال : فقلت : وأين يتبعّد من ذلك ، مع فضله وسابقته وقرابته وعلمه؟

__________________

(١) أي الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

١٢٢

قال : هو والله كما ذكرت ، ولو وليهم تحملهم على منهج الطريق ، فأخذ المحجة الواضحة ، إلا أنّ فيه خصالاً : الدعابة في المجلس ، واستبداد الرأي ، والتبكيت للناس ، مع حداثة السن!

قال : قلت : يا أمير المؤمنين! هلا استحدثتم سنّه يوم الخندق إذ خرج عمرو ابن عبد ود ، وقد كعم عنه الأبطال ، وتأخرت عنه الأشياخ ، ويوم بدر إذ كان يقطّ الأقران قطّاً ، ولا سبقتموه بالإسلام ، إذ كان جعلته السعب (١) وقريش يستوفيكم؟

فقال : إليك يا ابن عباس! أتريد أن تفعل بي كما فعل أبوك وعليّ بأبي بكر يوم دخلا عليه؟!

قال : فكرهت أن أغضبه فسكتّ.

فقال : والله يا ابن عباس إنّ علياً ابن عمك لأحقّ الناس بها ، ولكنّ قريشاً لا تحتمله ، ولئن وليهم ليأخذنّهم بمرّ الحق لا يجدون عنده رخصة ، ولئن فعل لينكثنّ بيعته ، ثمّ ليتحاربنّ (٢).

وروى ابن أبي الحديد عن ابن عباس ، قال : مرّ عمر بعليّ وأنا معه بفناء داره ، فسلّم عليه ، فقال له علي : أين تريد؟

قال : البقيع.

قال : أفلا تصل صاحبك ويقوم معك؟

قال : بلى.

فقال لي عليّ : قم معه.

فقمت فمشيت إلى جانبه ، فشبك أصابعه في أصابعي ، ومشينا قليلاً ، حتى إذا

__________________

(١) هكذا دون نقط في الأصل ، كذا في هامش الكتاب.

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٨ ؛ مواقف الشيعة ٢ / ٣٢٨ ؛ من حياة الخليفة عمر بن الخطاب ، عبد الرحمن أحمد البكري / ٣٠٣ ؛ انظر : شرح نهج البلاغة ٦ / ٣٢٦.

١٢٣

خلفنا البقيع قال لي : يا ابن عباس! أما والله انّ صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلا أنا خفناه على اثنين.

قال ابن عباس : فجاء بكلام لم أجد بدّاً من مسألته عنه ، فقلت : ما هما يا أمير المؤمنين؟

قال : خفناه على حداثة سنه ، وحبّه بني عبد المطلب (١)!.

أقول : يلزمه اقراره بأنّ علياً كان أولى الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأما اعتذاره فمردود بما جاء في كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعتاب بن أسيد : «ليس الأكبر هو الأفضل ، بل الأفضل هو الأكبر» (٢) ، وقول علي عليه‌السلام : «ولقد كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نقتل آبائنا وأبنائنا وإخواننا وأعمانا ، ما يزيد ذلك إلا إيماناً وتسليماً ومضيّاً على اللقم ، وصبراً على مضض الألم ، وجدّاً في جهاد العدو» (٣).

رجفة قبور البقيع في عهد عمر (٤)

ذكرناها في بحث الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام والبقيع ، فلا نعيد.

وددت أنّ لي رجلاً مثل عمير بن سعد

روى ابن أبي الحديد : خرج عمر مع رهط من أصحابه ماشين إلى بقيع الغرقد ، فقال لأصحابه : ليتمنّينّ كلّ واحد منّا أمنيته ، فكل واحد تمنى شيئاً ،

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ٦ / ٥٠ وانظر : ٢ / ٥٧ ؛ مواقف الشيعة ١ / ١٤٨.

(٢) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام / ٥٥٧ ؛ بحار الأنوار ٢١ / ١٢٣ ؛ مكاتيب الرسول ٢ / ٦٦٢.

(٣) نهج البلاغة ١ / ١٠٤ ، كلام ٥٦ ؛ وقعة صفين / ٥٢٠ ؛ شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٤٠ و ٤ / ٣٣ ؛ بحار الانوار ٣٠ / ٥٤٦.

(٤) مستدرك سفينة البحار ١ / ٣٨٦.

١٢٤

وانتهت الأمنية إلى عمر ، فقال : وددت أنّ لي رجلاً مثل عمير بن سعد ، أستعين به على أمور المسلمين (١).

أقول : كان عمير بن سعد والي عمر بن الخطاب على حمص ، وقتل يوم القادسية سنة عشرة ، وهو إبن أربع وستين سنة (٢) ، وقالوا : إنه كان من محبي معاوية بن أبي سفيان (٣).

أخبار ما عندنا

روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن جبير أنّ عمر بن الخطاب مرّ ببقيع الغرقد ، فقال : السلام عليكم يا أهل القبور ، أخبار ما عندنا أنّ نساءكم قد تزوّجن ، ودوركم قد سكنت ، وأموالكم قد فارقت .. (٤).

أقول : ولكن المتقي الهندي روى عن أبي محمد الحسن بن محمد الخلال في كتاب النادمين ، عن علي قال : دخلت مع علي الجبان ، فسمعته يقول : «السلام عليكم يا ندامى! أما الدور فقد سكنت ، وأما الأموال فقد اقتسمت ، وأما النساء فقد نكحت ، هذا خبر ما عندنا ، هاتوا خبر ما عندكم. ثمّ التفت فقال : لو أذن لهم في الكلام لتكلموا فقالوا : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى)(٥)(٦).

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ١٢ / ١١٦ ؛ وانظر : المعجم الكبير ١٧ / ٥٣ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٤٦ / ٤٩١ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٣٨٤.

(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٥٨ و ٤ / ٣٧٤ و ٧ / ٤٠٢ ؛ تهذيب التهذيب ٨ / ١٢٨.

(٣) انظر : سير أعلام النبلاء ٣ / ١٢٥.

(٤) كتاب الهواتف / ٧٦ ؛ كنز العمال ١٥ / ٧٥١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ٢ / ٧٣.

(٥) سورة البقرة : ١٩٧.

(٦) كنز العمال ١٥ / ٧٥٦ ، ح ٤٢٩٨٣.

١٢٥

ورواه غيره مثل ابن حبان (١) وابن عساكر (٢) وابن أبي الحديد (٣) وصاحب الجوهرة (٤) ، وسائر علماء الامامية (٥) عن علي عليه‌السلام بتفاوت يسير.

مع الثوم والبصل

روى ابن ماجة عن عمر بن الخطاب : أنه قام يوم الجمعة خطيباً أو خطب يوم الجمعة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : يا أيها الناس! إنكم تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين ، هذا الثوم وهذا البصل ، ولقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوجد ريحه منه ، فيؤخذ بيده حتى يخرج إلى البقيع (٦).

أقول : لا ريب أن للبصل والثوم آثاراً وخواصَ كثيرة مذكورة في الكتب

__________________

(١) كتاب الثقات ٩ / ٢٣٤.

(٢) تاريخ مدينة دمشق ٥٨ / ٧٩.

(٣) شرح نهج البلاغة ١٨ / ٣٢٢.

(٤) الجوهرة في نسب الامام علي وآله ، التلمساني البري / ٨٦.

(٥) انظر : الهداية ، الشيخ الصدوق / ١٢٣ ؛ من لايحضره الفقيه ١ / ١٨٠ ؛ أمالي الصدوق / ١٦٩ ؛ أمالي الطوسي / ٥٥ و ٥٩٥ ؛ تحف العقول ، ابن شعبة الحراني / ١٨٨ ؛ نهج البلاغة ٤ / ٣١ ؛ خصائص الأئمة ، الشريف الرضي / ١٠٢ ؛ روضة الواعظين / ٤٣٩ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ١ / ١٤٨ ؛ بحار الأنوار ٣٢ / ٦١٩ و ٧٠ / ١٠١ و ٧٥ / ٣٤ و ٧١ و ٧٩ / ١٦٩ و ١٨٠ ؛ مستدرك الوسائل ٧ / ١٦٠ ، نهج السعادة ١ / ٣٥٧ و ٣ / ١٦٤.

(٦) سنن ابن ماجة ١ / ٣٢٤ ؛ و ٢ / ١١٦ ؛ وانظر : صحيح مسلم ٢ / ٨١ ؛ سنن النسائي ٢ / ٤٣ ؛ مسند أحمد ١ / ١٥ و ٢٨ و ٤٨ ؛ الطبقات الكبرى ٣ / ٣٣٦ ؛ مسند أبي داود الطيالسي ١١ ؛ مسند الحميدي ١ / ٧ ؛ مصنف ابن أبي شيبة ٢ / ٣٩٣ و ٥ / ٥٦١ ٨ / ٥٧٨ ؛ سنن النسائي ١ / ٢٦٠ ، و ٤ / ١٥٨ ؛ مسند أبي يعلى ١ / ١٦٦ و ٢٢٠ ؛ صحيح ابن خزيمة ٣ / ٨٤ ؛ شرح معاني الآثار ٤ / ٢٣٨ ؛ صحيح ابن حبان ٥ / ٤٤٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ١٢ / ٢٦٧ ؛ السنن الكبرى ٣ / ٧٨ ؛ و ٨ / ١٥٠ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٤٤ / ٤٠٧ ؛ شرح مسلم ٥ / ٥٣ ؛ رياض الصالحين ٦٦٣ ؛ العهود المحمدية ٦٨٤ ؛ كنز العمال ٥ / ٧١٥.

١٢٦

الروائية والطبية ، فاطلاق كلمة الخبيث عليهما ليس في محله ، نعم لابدّ من مراعاة أحوال المجتمع واجتناب ايذاء الناس ، إلا أن الخليفة كان شديداً في تعامله ، غليظاً في تعاطيه ، ومما يؤيد ذلك ما رواه الطبراني عن الأسود بن سريع قال : كنت أنشده ـ يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ولا أعرف أصحابه ، حتى جاء رجل بعيد ما بين المناكب أصلع ، فقيل لي : أسكت أسكت ، فقلت : واثكلاه! من هذا الذي أسكت له عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقيل : إنه عمر بن الخطاب! فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيسحبني إلى البقيع (١).

اللهم كبرت سني!

روى عبد الرزاق عن سعيد بن أبي العاص قال : رصدت عمر ليلة ، فخرج إلى البقيع ، فصلى ثمّ رفع يديه ، فقال : اللهمّ كبرت سنّي ، وضعفت قوّتي ، وخشيت الإنتشار من رعيتي ، فاقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم ، فما يزال يقولها حتى أصبح (٢).

مع المطلب بن حنطب

روي عن عبد الأعلى بن عبد الله أنه قال : كنت بالبقيع وعمر ، فجاء المطلب ابن حنطب ، فذهبت أوسع له ، فجلس حجرة. (٣)

سياسة الخليفة

روى ابن سعد : أن عمر دعا ابنه فقال : يا بني ، إني قد أرسلت إلى عائشة

__________________

(١) المعجم الكبير ١ / ٢٨٢.

(٢) مصنف عبد الرزاق ١١ / ٣١٥.

(٣) غريب الحديث ١ / ٢٢٩.

١٢٧

أستأذنها أن أدفن مع أخوي فأذنت لي ، وأنا أخشى أن يكون ذلك لمكان السلطان ، فإذا أنا متّ فاغسلني وكفّنّي ثمّ احملني حتى تقف على باب عائشة ، فتقول : هذا عمر يستأذن يقول الخ (١) ، فإن أذنت لي فادفني معهما ، وإلا فادفني بالبقيع ، قال ابن عمر : فلما مات أبي حملناه حتى وقفنا به على باب عائشة ، فاستأذنها في الدخول ، فقالت : ادخل بسلام! (٢).

وروى الحاكم النيسابوري : أنّ عمر بن الخطاب لما طعن قال لعبد الله : اذهب إلى عائشة ، فاقرأ عليها منّي السلام وقل : إنّ عمر يقول لك : إن كان لا يضرك ولا يضيق عليك ، فإنّي أحبّ أن أدفن مع صاحبي ، وإن كان ذلك يضرك ويضيق عليك فلعمري لقد دفن في هذا البقيع من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمهات المؤمنين من هو خير من عمر ، فجاءها الرسول فقالت : إنّ ذلك لا يضرّني ولا يضيق عليّ (٣) ، قال : فادفنوني معهما (٤).

ملاحظتان :

١. لقد ضاق عليها الأمر بعدئذ ، اذ روي أنها اتخذت الجلباب بعد دفن الخليفة في بيتها! روى أبو يعلى والهيثمي أنها قالت : فلما دفن عمر أخذت الجلباب فتجلببت به ، قال : فقيل لها : ما لك وللجلباب؟ قالت : كان هذا زوجي ، وهذا أبي ، فلما دفن عمر تجلببت! ، أضف على ذلك أن الموجود في صدر الخبر أن عمر قال : إذا أنا متّ فاحملوني إلى باب بيت عائشة ، فقولوا لها : هذا عمر بن الخطاب! يقرئك

__________________

(١) كذا في المصدر ، وجاء في تاريخ مدينة دمشق ٤٤ / ٤٤٦ : أألج.

(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٣٦٣ ؛ كتاب الثقات ٢ / ٢٤٠ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٤٤ / ٤٤٦.

(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٩٣.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٩٣ ؛ انظر : مصنف ابن أبي شيبة ٨ / ٥٨٢ ؛ كنز العمال ١٢ / ٦٨٩ و ٦٩٥.

١٢٨

السلام ، ويقول : أدخل أو أخرج ، قال : فسكتت ساعة! ثمّ قالت : أدخلوه (١).

٢. البيت راجع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعد وفاته ينتقل المال إلى الورثة ، فبطبيعة الحال الزوجة ترث من المال بقدر الُّثمن ، هذا إذا كانت واحدة ، وإلا يقسم بين الزوجات ، ومع العلم بأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مات وله تسع أزواج ، فسهم عائشة من البيت لا يكون إلا سهماً من اثنين وسبعين حصة! وفي ذلك قال الصحابي الجليل ابن عباس لعائشة ـ في قضية منعها لدفن سبط الرسول وثمرة البتول الإمام الحسن بن علي عليه‌السلام بالحجرة النبوية ـ : «واسوأتاه! يوماً على بغل ، ويوماً على جمل ، تريدين أن تطفئي نور الله ، وتقاتلين أولياء الله ..» (٢)(٣).

٤. عبيد الله بن عمر والبقيع

عبيد الله بن عمر يقتل ثلاثاً بالبقيع

روى ابن حبان في قضية مقتل عمر : وخرج أبو لؤلؤة على وجه يريد البقيع ، وطعن في طريقه اثني عشر رجلاً ، فخرج خلفه عبيد الله بن عمر ، فرأى أبا لؤلؤة والهرمزان وجفينة وكان نصرانياً وهم يتناجون بالبقيع ، فسقط منهم خنجر له رأسان ونصابه في وسطه ، فقتل عبيد الله أبا لؤلؤة (٤) والهرمزان وجفينة ثلاثتهم ،

__________________

(١) انظر : مسند أبي يعلى ٨ / ٣٧٢ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٣٣.

(٢) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ، الشيخ المفيد ٢ / ١٨.

(٣) وأخذه ابن الحجاج البغدادي ، فقال :

يا بنت أبي بكر لا كان ولا كنت

لك تسع من الثمن وبالكلّ تملّكت

تجمّلت تبغّلت وإن عشت تفيّلت

انظر : الخرائج والجرائح ١ / ٢٤٣ ؛ بحار الأنوار ٤٤ / ١٥٤ ؛ مواقف الشيعة ١ / ٣٧٧.

(٤) قال الزيلعي في نصب الراية ٦ / ٣٣٤ : انطلق عبيد الله إلى ابنة أبي لؤلؤة صغيرة تدعي الاسلام فقتلها ، وأراد أن لا يترك من السبي يومئذ أحداً إلا قتله!.

١٢٩

فجرى بين سعد بن أبي وقاص وبين عبيد الله في شأن جفينة ملاحاة ، وكذلك بين علي بن أبي طالب وبينه في شأن الهرمزان (١) ، حتى قال علي بن أبي طالب : «إن وليت هذا الأمر شيئاً قتلت عبيد الله (٢) بالهرمزان» (٣).

٥. عثمان والبقيع

عثمان يحوّل القبور التي كانت عند المسجد إلى البقيع

روي عن عمدة القاري : أمر عثمان بقبور كانت عند المسجد ، أن تحوّل إلى البقيع ، وقال : توسّعوا في مسجدكم (٤).

٦. ابن الزبير والبقيع

ابن الزبير يقتل سارقاً بالبقيع

روى الذهبي وابن عساكر وغيرهما في قضية لص سارق ، إلى أن قال : فقال ابن الزبير : أمروني عليكم ، فأمرناه ، فانطلقنا به إلى البقيع فقتلناه (٥).

__________________

(١) جاء في نصب الراية ٦ / ٣٣٤ : فلما استخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار وقال لهم : أشيروا عليّ في هذا الرجل الذي فتق في الدين ما فتق ، فأشار عليه علي وبعض الصحابة بقتل عبيد الله ..

(٢) جاء في نصب الراية ٦ / ٣٣٤ : فلما استخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار وقال لهم : أشيروا عليّ في هذا الرجل الذي فتق في الدين ما فتق ، فأشار عليه علي وبعض الصحابة بقتل عبيد الله ..

(٣) كتاب الثقات ٢ / ٢٣٩ ؛ انظر : نصب الراية ٦ / ٣٣٤.

(٤) الغدير ٥ / ٧٧.

(٥) سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٦٦ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٣٦٦ ؛ وانظر : مسند أبي يعلى ١ / ٣٥ ؛ الآحاد والمثاني ٢ / ٨٨ ؛ مجمع الزوائد ٦ / ٢٧٧.

١٣٠

٧. أبو هريرة والبقيع

ما رواه بالبقيع

وروى أحمد عن ابن دارة مولى عثمان ، قال : أنا لبالبقيع مع أبي هريرة ، إذ سمعناه يقول : أنا أعلم الناس بشفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة ، قال : فتداك الناس عليه فقالوا : ايه يرحمك الله ، قال : يقول : اللهمّ اغفر لكلّ عبدمسلم لقيك ، يؤمن بي ولايشرك بك (١).

٨. عبد الله بن جعفر والبقيع

ما قاله بالبقيع

روى الحاكم النيسابوري بسنده إلى ابن أبي الزناد عن أبيه ، قال : كنت جالساً مع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالبقيع ، فاطلع علينا بجنازة ، فأقبل علينا ابن جعفر ، فتعجب من ابطاء مشيهم بها ، فقال : عجباً لما تغير من حال الناس ، والله ان كان الا الجمز ، وإن كان الرجل ليلاحي الرجل فيقول : يا عبد الله ، اتق الله لكأنّه قد جمز بك ، متعجباً لإبطاء مشيهم (٢).

__________________

(١) مسند أحمد ٢ / ٤٥٤ و ٤٩٩.

(٢) المستدرك على الصحيحين ١ / ٣٥٥ ، ح ١٣٤٣ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٢٨ / ٤٦ ؛ شرح معاني الآثار ١ / ٤٧٧ ؛ كنز العمال ١٥ / ٧٢٤.

١٣١

مشاهد مشاهير البقيع

حينما يبادر الزائر بزيارة البقيع ، يجد قبوراً لا تزال ظاهرة ، لقد اهتم المسلمون بزيارتها اهتماماً بالغاً ، وهي عبارة عن قبور :

أئمة المسلمين من آل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

وهم :

١ ـ الإمام الحسن بن علي عليه‌السلام.

٢ ـ الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام.

٣ ـ الإمام محمد بن علي الباقر عليه‌السلام.

٤ ـ الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام.

ونوافيك بالبحث عنهم موجزاً ، في الفصل الآتي ، في مبحث «أئمة البقيع» (١).

__________________

(١) انظر : صفحة ١٤٥ من هذا الكتاب.

١٣٢

عباس عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

قال العلامة الحلي : ثمّ تزور العباس وتودعه بالمنقول (١).

فاطمة بنت أسد الهاشمية

هي أم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ذكر العلامة المجلسي زيارة لها (٢) ، وعن السمهودي : أنّ قبرها حفر في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة (٣)

قال العلامة السيد جعفر مرتضى : دفنت رحمها الله تعالى في البقيع ، ودفن الحسن عليه‌السلام عندها ، كما نصّ عليه المفيد وغيره ، ولكن أبا الفرج يقول : إنها دفنت في الروحاء مقابل حمام أبي قطيفة ، ولم نفهم المبرر لدفنها هناك لو صحّ ذلك ، والحسنان عليهما‌السلام أعرف بقبر جدتهم من غيرهم (٤).

بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

وهنّ عبارة عن :

١ ـ زينب (٥)

٢ ـ رقية (٦)

__________________

(١) منتهى المطلب ٢ / ٨٩٣.

(٢) بحار الأنوار ٩٧ / ٢١٨ ؛ وانظر : كلمة التقوى ٣ / ٥١٦.

(٣) الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٧ / ٦٦.

(٤) الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٧ / ٦٧.

(٥) البشرى في مناقب خديجة الكبرى ، السيد محمد بن علوي المالكي / ٣٣.

(٦) الطبقات الكبرى ٢ / ١٩ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣٩ / ٢٥٨ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ / ١٨٥ ؛ السيرة النبوية ٢ / ٤٧١.

١٣٣

٣ ـ أم كلثوم (١).

أقول : وقع الخلاف في أنه هل كانت رقية وأم كلثوم وكذا زينب (٢) بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أم هنّ ربائبه؟ الذي عليه بعض أهل التحقيق ـ تبعاً لبعض القدماء ـ هو الثاني (٣).

قال أبوالقاسم الكوفي (المتوفى سنة ٣٥٢) : إن رقية وزينب زوجتي عثمان لم تكونا ابنتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا ولد خديجة زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنّما دخلت الشبهة على العوام فيهما لقلة معرفتهم بالأنساب وفهمم بالأسباب (٤).

وقال : صحّ لنا فيهما ما روى مشايخنا من أهل العلم عن الأئمة من أهل البيت عليهم‌السلام ، وذلك ان الرواية صحت عندنا عنهم انه كانت لخديجة بنت خويلد من أمها أخت يقال لها هالة ، قد تزوجها رجل من بني مخزوم ، فولدت بنتاً اسمها هالة ، ثم خلف عليها بعد أبي هالة رجل من بني تميم يقال له أبو هند ، فأولدها إبناً كان يسمى هنداً بن أبي هند وابنتين ، فكانتا هاتان الإبنتان منسوبتين إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زينب ورقية من إمرأة أخرى قد ماتت ، ومات أبو هند وقد بلغ ابنه مبالغ الرجال ، والإبنتان طفلتان ، وكان في حدثان تزويج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخديجة بنت خويلد ، وكانت هالة أخت خديجة فقيرة ، وكانت خديجة من الأغنياء الموصوفين بكثرة المال ، فأما هند بن أبي هند فإنه لحق بقومه وعشيرته بالبادية ، وبقيت الطفلتين عند أمهما هالة أخت خديجة ، فضمت خديجة أختها هالة مع

__________________

(١) البشرى في مناقب خديجة الكبرى / ٣٤.

(٢) انظر : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٢ / ١٢٩.

(٣) انظر : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٢ / ١٢٧ ، و ٥ / ٢٧٣ ؛ بنات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أم ربائبه؟ للعلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله.

(٤) كتاب الاستغاثة ، أبوالقاسم الكوفي / ٧٦.

١٣٤

الطفلتين إليها وكفلت جميعهم ، وكانت هالة أخت خديجة هي الرسول بين خديجة وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حالة التزويج ، فلما تزوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخديجة ماتت هالة بعد ذلك بمدة يسيرة ، وخلفت الطفلتين زينب ورقية في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحجر خديجة ، فربّياهما ، وكان من سنة العرب في الجاهلية من يربّي يتيماً ينسب ذلك اليتيم إليه .. فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في نسب ابنتي أبي هند على ما وصفناه من سنة العرب في الجاهلية ، فدرج نسبهما عند العامة كذلك (١).

وقال الكراجكي (المتوفى ٤٤٩) : وقد اختلف الأقوال فيهما (٢) ، فمن قائل إنهما ربيبتاه ، وانهما ابنتا خديجة من سواه (٣) ، ومن قائل انهما ابنتا أخت خديجة من أمها ، وان خديجة ربّتهما لما ماتت أختها في حياتها ، وقد قال : انّ اسم ابيهما هالة ، ومن قائل انهما ابنتا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

وقال ابن شهراشوب : ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة (٥).

ونقل عن الشيخ آل ياسين قوله : وأما زينب ورقية وأم كلثوم وقد اشتهر بكونهن بنات محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهن بنات خديجة رضي‌الله‌عنها من زوجتها الأولين ، ولم يؤيد التحقيق التاريخي المتعمق بنوتهنّ لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٦).

ولكن السيد جعفر مرتضى لم يقبل ذلك ، وقال : إن التحقيق يدل على انهن

__________________

(١) كتاب الاستغاثة / ٨٠ ـ ٨٢.

(٢) أي في زوجتي عثمان بن عفان.

(٣) أي من سوى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٤) كتاب التعجب ، أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي / ٣٦ (المطبوع مع كنز الفوائد).

(٥) المناقب ١ / ١٥٩ ؛ بحار الأنوار ٢٢ / ١٩١ ؛ وانظر : كشف الغطاء ١ / ٥.

(٦) الامام علي بن أبي طالب سيرة وتاريخ / ٢٧ ، على ما في الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٥ / ٢٧٣.

١٣٥

ربيبات للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولخديجة ، ولسن بناته ولا بناتها (١).

ثمّ إن الظاهر أنّ زوجتي عثمان كانتا رقية وام كلثوم ، لا زينب ـ التي كانت زوجة أبي العاص (٢) ـ ، كما روي عن الصادق عليه‌السلام : «وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ، فماتت ولم يدخل بها ، فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رقية» (٣) ، وقريب منه ما في خبر قرب الاسناد (٤) ، وهو المصرح في كلام ابن سعد (٥) وابن حجر (٦) وغيرهما.

فيظهر من ذلك وجه التأمل في ما نقل من تزوّج عثمان بزينب ، كما ذكرناه عن أبي القاسم الكوفي (٧) ، وكذا ما ذكره الشيخ المفيد (٨) ، كمانبه على ذلك المحقق التستري (٩).

زوجات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

وهنّ :

ـ أم سلمة (١٠)

ـ حفصة (١١)

__________________

(١) الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٥ / ٢٧٣.

(٢) انظر : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٢ / ١٢٩.

(٣) الخصال / ٤٠٤ ؛ عنه : قاموس الرجال ١٢ / ٧٧.

(٤) قرب الاسناد ، الحميري / ٩ ، خ ٢٩.

(٥) الطبقات الكبرى ٨ / ٢١٧.

(٦) الاصابة ٨ / ١٢٨.

(٧) الاستغاثة / ٧٦.

(٨) انظر : المسائل السروية (مصنفات الشيخ المفيد) ٧ / ٩٢.

(٩) رسالة في تاريخ النبي والآل ، محمد تقي التستري ٧٦ / ، المطبوع مع قاموس الرجال ١٢ / ٧٧.

(١٠) تحفة الأحوذي ١ / ٣٠٠ ؛ شرح مسند أبي حنيفة / ٢٠٣.

(١١) أحاديث أم المؤمنين عائشة ، السيد مرتضى العسكري ١ / ٦١.

١٣٦

ـ ريحانة بنت زيد (١)

ـ زينب بنت جحش (٢)

ـ زينب بنت خزيمة (٣)

ـ صفية بنت حيي (٤)

ـ عائشة بنت أبي بكر (٥)

ـ مارية القبطية (٦)

عمات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

ذكر أرباب السير والتفسير أن صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دفنت بالبقيع (٧).

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٨ / ١٣٠ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ٨٩ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٤٠ ؛ الإصابة ٨ / ١٤٦ ؛ السيرة النبوية ٤ / ٦٠٥ و ٦٠٦ ؛ البداية والنهاية ٥ / ٣٢٧ و ٣٢٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٦ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ١١ / ٢٢٠.

(٢) الطبقات الكبرى ٨ / ١٠٩ و ١١٣ ؛ المستدرك على الصحيحين ٤ / ٢٤ ؛ أسد الغابة ٥ / ٤٦٥ ؛ عون المعبود ٨ / ٣٣٨ ؛ البداية والنهاية ٤ / ١٦٩ و ٧ / ١١٩ ؛ السيرة النبوية ٣ / ٢٨٤ ؛ حاشية إعانة الطالبين ٣ / ٣١٣.

(٣) عيون الأثر ٢ / ٣٨٥ ؛ الطبقات الكبرى ٨ / ١١٥ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ٨٩ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٠٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٦ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٠٦ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ٧ / ٦١.

(٤) الطبقات الكبرى ٨ / ١٢٩ ؛ مسند ابن راهوية ٤ / ٣٣ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ١٠٢ ؛ المستدرك على الصحيحين ٤ / ٢٩ و ٥٠ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٢٣ ؛ تحفة الأحوذي ١٠ / ٢٦٧ ؛ سيرأعلام النبلاء ٢ / ٢٣٧.

(٥) المعجم الكبير ٢٣ / ١٧ و ٢٩ ؛ المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤ و ٦ ؛ مسند اسحاق ابن راهويه ٢ / ٣٣ و ٤٢ ؛ مسند عائشة ، السجستاني / ٩٠ ؛ شرح نهج البلاغة ٩ / ١٩١.

(٦) المستدرك على الصحيحين ٤ / ٣٩ و ٤٠ ؛ البداية والنهاية ٧ / ٨٥ ؛ السيرة النبوية ٤ / ٦٠٣.

(٧) الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٦ ؛ أعيان الشيعة ٧ / ٣٩٠.

١٣٧

عقيل بن أبي طالب

وهو أخ الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، كان أكبر منه بعشرين سنة ، وكان عالماً بأنساب العرب.

عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

هو ابن الشهيد جعفر بن أبي طالب المعروف بجعفر الطيار ، وكان زوجاً لزينب الكبرى سلام الله عليها بنت الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه.

قال الشهيدالأول : ويزور قبر إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعبد الله بن جعفر .. (١).

أم البنين

هي فاطمة الكلابية ، زوجة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأم قمر بني هاشم أبي الفضل العباس بن علي عليه‌السلام.

مالك

وهو مالك بن أنس ، الفقيه المدني ، أحد رؤساء المذاهب الأربعة ، صاحب كتاب «الموطأ».

نافع

وقع الخلاف في هويته ، فهو إما نافع القاريء الشهير ، أو غيره ، قال السخاوي : إما نافع القاري ، أو نافع مولى لابن عمر (٢).

__________________

(١) الدروس الشرعية ٢ / ٢٠.

(٢) مواهب الجليل ١ / ٣٩ ؛ انظر : الغدير ٥ / ١٦٠.

١٣٨

إبراهيم ابن رسول الله

امه مارية القبطية ، مات صغيراً ، وحزن عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كثيراً.

بعض شهداء أحد

وهم الذين استشهدوا في غزوة أحد ، ونقلوا إلى المدينة ، فدفنوا في البقيع.

شهداء وقعة الحرة

وهم الذين استشهدوا في زمن سلطة يزيد بن معاوية ، عليه اللعنة ، في سنة ٦٢ من الهجرة النبوية.

يقول الشيخ الأعظم الأنصاري قدس‌سره : لا شيء أوضح وأشهر من كفر يزيد ، لعنه الله (١).

حليمة السعدية

هي مرضعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووالدته بالرضاعة.

أبو سعيد الخدري

من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

تحديد موضع القبور

رغم دفن عشرات الآلاف من الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين والشهداء والمؤمنين وسائر المسلمين في بقيع الغرقد ، إلا أنّ المعروف منها قليل

__________________

(١) كتاب الطهارة ٢ / ٣٥٨.

١٣٩

جداً ، وهذا مما يوجب الأسف الشديد ، مع العلم بأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وضع حجراً على قبر عثمان بن مظعون مما يرشدنا إلى الاهتمام بحفظ قبور الصلحاء والأولياء ، ومما يزيد الأسف هو هدم الآثار في ظل إستيلاء التيار الوهابي.

ومع ذلك ، فإنّ الزائر يجد في البقيع قبوراً معلومة لأهل المدينة جيلاً بعد جيل وللمحققين بالتواتر ، مثل قبور أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، وقبور بنات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وزوجاته ، وعمه ، وعماته ، وابنه ، وغيرهم ، نذكر تحديدها.

وفي ما يلي نذكر القبور على الترتيب على أساس الدخول إلى البقيع من الباب الغربي المقابل للمسجد النبوي الشريف في الوقت الحاضر :

١. قبور أئمة أهل البيت عليهم‌السلام

أمام المدخل الرئيسي باتجاه الجنوب ، على يمين الواقف قبوربنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه القبور الآتية :

الف) الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ب) الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام.

ج) الإمام محمد بن علي الباقر عليه‌السلام.

د) الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام.

ه) فاطمة بنت أسد الهاشمية ، أم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

و) العباس بن عبد المطلب (١) عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢. قبور بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

أمام المدخل الرئيسي للبقيع وعلى بعد منه بحوالي ٣٠ متراً ، ولا يفصلها عن

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٤ / ٣١.

١٤٠