تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

غرماءه ثبتوا عندك ، وقد قسطت لهم من ماله ، فاجعلنا كأحدهم ، فقال أبو خازم : قل لأمير المؤمنين ـ أطال الله بقاءه ـ ذاكر لما قال لي وقت قلّدني : أنه قد أخرج الأمر من عنقه وجعله في عنقي ، ولا يجوز لي أن أحكم في مال رجل لمدّع إلّا ببيّنة ، فرجع إليه طريف فأخبره فقال : قل له : فلان وفلان يشهدان ـ يعني لرجلين جليلين كانا في ذلك الوقت ـ فقال : يشهدان عندي وأسأل عنهما ، فإن زكّيا قبلت شهادتهما وإلّا أمضيت ما قد ثبت عندي ، فامتنع أولئك من الشهادة فزعا ، ولم يدفع إلى المعتضد شيئا.

قال (١) : وثنا التنوخي ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو الحسين علي بن هشام بن عبد الله الكاتب البغدادي ـ المعروف أبوه بأبي قيراط ـ حدّثني أبي ، حدّثني وكيع القاضي قال : كنت أتقلد لأبي خازم وقوفا في أيام المعتضد منها وقوف الحسن بن سهل فلما استكثر المعتضد من عمّارة القصر المعروف بالحسني (٢) أدخل إليه بعض وقوف الحسن بن سهل التي كانت في يدي ومجاورة القصر ، وبلغت السنة آخرها ، وقد جنيت (٣) مالها إلّا ما أخذه المعتضد فجئت إلى أبي حازم فعرفته اجتماع مال السنة واستأذنته في قسمته في سبيله وعلى أهل الوقف ، فقال لي : فهل جبيت ما على أمير المؤمنين؟ فقلت له : ومن يجسر على مطالبة الخليفة ، فقال : والله لأقسمت الارتفاع (٤) أو تأخذ ما عليه ، وو الله إن لم يزح العلة لا وليت له عملا ، ثم قال : امض إليه الساعة وطالبه ، فقلت : من يوصلني؟ فقال لي : امض (٥) إلى صافي الحرمي وقل : إنك رسول أنفذك في مهم ، فإذا وصلت فعرّفه ما قلت لك : فجئت فقلت لصافي ذلك : فأوصلني وكان آخر النهار ، فلما مثلت بين يدي الخليفة ظنّ أن أمرا عظيما قد حدث ، وقال : هي قل كأنه متشوف ، فقلت له : إنّي ألي لعبد الحميد قاضي أمير المؤمنين وقوف الحسن بن سهل وفيها ما قد أدخله أمير المؤمنين إلى قصره ، ولما جئت بمال هذه السنة امتنع من تفرقته إلى أن أجبي ما على أمير المؤمنين ، وقد أنفذني الساعة قاصدا بهذا السبب ، وأمرني أن أقول إنّي حضرت في مهم لأصل قال : فسكت ساعة تفكرا ثم قال : أصاب عبد الحميد ، يا صافي هات الصندوق ، قال : فأحضره صندوقا لطيفا ، فقال : كم يجب لك؟ فقلت : الذي جبيت عام أوّل من ارتفاع هذا العقار (٦) أربعمائة دينار ، قال : كيف حذقك بالنقد والوزن ، قلت : أعرفهما ،

__________________

(١) القائل : أبو بكر الخطيب انظر تاريخ بغداد ١١ / ٦٤.

(٢) عن م وتاريخ بغداد وبالأصل : الحسيني.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : جبيت.

(٤) عن م وتاريخ بغداد ، وبالأصل : الإرقاع.

(٥) بالأصل : امضي ، والمثبت عن م وتاريخ بغداد.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : هذه العقارات.

٨١

قال : هاتوا ميزانا ، فجاءوا بميزان حرّاني عليه حلية ذهب ، وأخرج من الصندوق دنانير عينا فوزن لي منها أربع مائة دينار ، فوزنتها بالميزان وقبضتها وانصرفت إلى أبي خازم بالخبر ، فقال : أضفها إلى ما اجتمع للوقف (١) عندك وفرّقه في غد في سبيله ، ولا تؤخر ذلك ، ففعلت ، فكثر شكر الناس لأبي خازم بهذا السبب وإقدامه على الخليفة بمثل ذلك ، وشكرهم المعتضد في إنصافه.

أنبأنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، وحدّثنا أبو البركات الخضر بن أبي طاهر ، أنا أبو عبد الله محمّد بن موسى بن عبد الله التركي القاضي ، قالا : أنبأ قاضي القضاة أبو (٢) عبد الله محمّد بن علي بن محمّد الدامغاني ، قال : سمعت القاضي أبا عبد الله الصيمري ، قال :

حكي أن عبيد الله (٣) بن سليمان الوزير ، وجه بأبي إسحاق الزّجّاج إلى أبي خازم القاضي ، وأبي عمر محمّد بن يوسف يسألهما في رجل محبوس بدين ثابت عندهما فبدأ أبو (٤) إسحاق بأبي خازم ، فجاء إليه ، وقد علا النهار ، ودخل داره فقال أبو إسحاق للبواب : استأذن لإبراهيم الزّجّاج ، فقال : إن القاضي الآن دخل الدار وليس العادة بعد أن يقوم من مجلسه ويدخل الدار أن يستأذن عليه حتى يصلّي العصر فقال له أبو إسحاق : تعلمه أن الزّجّاج بالباب ، فأبى عليه ذلك ، فقال : تعلمه أن رسول الوزير عبيد الله بن سليمان بالباب ، فقال : لو جاء الوزير الساعة لم يستأذن عليه ، فانصرف أبو إسحاق وقعد في المسجد مغتاظا مما جرى ، غير أنه لا يشتهي الانصراف إلى الوزير إلّا بعد قضاء الحاجة ، وقعد إلى وقت العصر ، فخرج البواب وكنس الباب ورشّ ، وقال للزجاج : القاضي قد جلس فإن كان لك رأي في الدخول إليه فقم ، فقام أبو إسحاق فدخل على أبي خازم ، فسلّم عليه ، وتعرّف كل واحد منهما خبر صاحبه ، غير أنه لم يكن منه من الإقبال ما كان أبو إسحاق يعتقد منه ، فأدى أبو إسحاق الرسالة ، فقال أبو خازم : تقرأ على الوزير أعزه الله السلام ، وتقول له : إنّ هذا الرجل محبوس لخصمه في دينه ، وليس بمحبوس لي ، فإن أراد الوزير إطلاقه فإما أن يسأل (٥) خصمه إطلاقه (٦) ، أو يقضي دينه ، فإن الوزير لا يعجزه ذلك. قال أبو إسحاق : جئت إلى هاهنا قبل

__________________

(١) تاريخ بغداد : من الوقف.

(٢) بالأصل : «أبي عبد الله» و «أبو عبد الله» ليس في م.

(٣) عن م وبالأصل : عبد الله.

(٤) عن م وبالأصل : أبي.

(٥) عن م وبالأصل : يسأله.

(٦) بالأصل : «أطلقه» واللفظة ليست في م ، والمثبت عن المطبوعة.

٨٢

الظهر فامتنع البواب من الاستئذان على القاضي فجلست إلى الآن للدخول عليه وهو يقصد بهذا أن ينكر القاضي على البواب ، فقال له : نعم هكذا عادتي إذا قمت من مجلسي ودخلت إلى داري اشتغلت ببعض الحوائج التي تخصّني ، فإن القاضي لا بد له من خلوة وتودّع (١). فاغتاظ أبو إسحاق من ذلك أكثر وقال له مبكتا له : كنت بحضرة الوزير في بعض هذه الليالي فأنشد بين يديه :

أذلّ فيا حبّذا من مذل

ومن سافك لدمي مستحل

اذا ما تعذّر قاتله (٢)

بذلّ وذلك جهد المقل

فسأل عن ذلك فقيل إنّها للقاضي أعزّه الله ، فقال أبو خازم : نعم ، هذه أبيات قلتها في والدة هذا الصبي ـ لغلام قاعد بين يديه في يده كتاب من الفقه يقرأ عليه وهو ابنه ـ فإنّي كنت ضعيف الحال أول ما عرّفتها وكنت مائلا إليها ، ولم يمكن إرضاؤها بالمال ، فكنت أطيّب قلبها بالبيت والبيتين ، فقام (٣) أبو إسحاق وودعه ومضى إلى أبي عمر ، فاستقبله حجابه من باب الدار ، وأدخلوه إلى الدار ، فاستقبله القاضي من مجلسه خطوات وأجلسه في موضعه وأكرمه كما يكرم من يكون خصيصا بوزير إذا جاء إلى ناظر من قبله ، فقال له : في أيّ شيء تفتي؟ وأي شيء ترسم؟ فأدّى إليه رسالة الوزير في شأن (٤) الرجل المحبوس ، فقال أبو عمر : السمع والطاعة لأمر الوزير ، أنا أسأل صاحب الحق حتى يفرج عنه ، فإن فعل وإلّا وزنت (٥) الدّين من مالي إجابة لمسألة الوزير ، فقام أبو إسحاق فودّعه وانصرف إلى الوزير ضيّق الصدر من أبي خازم مسرورا بصنيع أبي (٦) عمر ، فاستبطأه الوزير ، فحكى له ما جرى من كلّ واحد منهما ، فقال له الوزير : فأيّ الرجلين أفضل عندك يا أبا إسحاق؟ فقال : أبو عمر في عقله وسداده وحسن عشرته ، ومعرفته بحقوق الوزير ـ يغري بأبي خازم ـ فقال الوزير : دع (٧) هذا عنك ، أبو خازم دين كله ، وأبو عمر عقلك كله.

قال : وسمعت القاضي أبا عبد الله الصيمري قال : وكتب عبيد الله بن سليمان رقعة إلى أبي خازم القاضي يسأله في ضيعة ليتيم يبيعها بثمنها أو أكثر من بعض الدهاقين الكبار له ملك يجاور هذه الضيعة ، فوقف أبو خازم على الرقعة وكتب إليه.

__________________

(١) تودّع ، من الدعة والسكون (انظر اللسان : ودع).

(٢) كذا صدره بالأصل ، وفي م : إذا تعزز قابلته.

(٣) عن م وبالأصل : فقال.

(٤) في م : باب.

(٥) الأصل وم ، وفي المطبوعة : أدّيت.

(٦) عن م وبالأصل : أبو.

(٧) عن م وبالأصل : تردع.

٨٣

إنّ هذه الضيعة لا حاجة باليتيم إلى بيعها ، ولو كان ثمنها في ملك اليتيم لرأيت أن أشتري له مثلها إذا كانت هذه الضيعة مما يرغب هذا الدهقان في شرائها ، وإن رأى الوزير أن يجعلني أحد رجلين : إمّا رجل صين الحكم به ، أو صين الحكم عنه والسلام.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، قال : نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، نا التنوخي ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو الفرج طاهر بن محمّد الصلحي (٢) ، حدّثني القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر قال : بلغني أن أبا خازم القاضي جلس في الشرقية وهو قاضيها للحكم ، فارتفع إليه خصمان ، فاجترأ (٣) أحدهما بحضرته إلى ما أوجب التأديب ، وأمر بتأديبه ، فأدّب فمات في الحال ، فكتب إلى المعتضد من المجلس : أعلم أمير المؤمنين ـ أطال الله بقاءه ـ أن خصمين حضراني ، فاجترأ (٤) أحدهما إلى ما وجب عليه معه الأدب عندي ، فأمرت بتأديبه ، فأدّب فمات ، وإذا كان المراد بتأديبه (٥) مصلحة المسلمين فمات في الأدب فالدية واجبة في بيت مال المسلمين ، فإن رأى أمير المؤمنين ـ أطال الله بقاءه ـ أن يأمر بحمل الدية إليّ (٦) لأحملها إلى ورثته فعل ، قال : فعاد الجواب إليه بأنا قد أمرنا بحمل الدية إليك ، وحمل عشرة آلاف درهم ، فأحضر ورثة المتوفّى ودفعها إليهم.

قال التنوخي : وثنا أبو عبد الله المرزباني ، نا إبراهيم بن محمّد بن شهاب ، عن أبي خازم القاضي بهذا الخبر.

قال الخطيب : وأخبرني علي بن أبي علي المعدّل ، حدّثني أبي ، حدّثني القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن مروان ، حدّثني مكرم بن بكر ـ وكان من فضلاء الرجال وعلمائهم ـ قال : كنت في مجلس أبي خازم القاضي ، فتقدم رجل شيخ ، ومعه غلام حدث فادّعى الشيخ عليه ألف دينار عينا دينا ، فقال له : ما تقول؟ فأقرّ ، فقال الشيخ : ما تشاء؟ قال : حبسه ، وقال للغلام : قد سمعت؟ فهل لك أن تنقده البعض وتسأله إنظارك؟ فقال : لا ، فقال الشيخ :](٧) إن رأى القاضي أن يحبسه : قال : فتفرس أبو خازم فيهما ساعة ، ثم قال : تلازما إلي أن أنظر بينكما في مجلس آخر ، قال : فقلت لأبي خازم ـ وكان بيننا أنسة : لم أخّر القاضي حبسه؟ فقال لي : ويحك إنّي أعرف في أكثر الأحوال في وجه الخصوم وجه المحقّ من

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ٦٥.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : الصالحي.

(٣) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل : «فاحرى» وفي م : فأخبرني.

(٤) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل : «فاحرى» وفي م : فأخبرني.

(٥) في تاريخ بغداد : المراد به مصلحة.

(٦) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٧) ما بين معكوفتين استدرك على هامش م وبعده كلمة صح.

٨٤

المبطل ، وقد صارت لي بذلك دربة (١) لا تكاد تخطئ ، وقد وقع لي أن سماحة هذا بالإقرار هي عن بلية ، وأمر بعيد من الحق ، وليس في تلازمهما بطلان حق ، ولعله ينكشف لي مرادهما (٢) ما أكون معه على وثيقة مما أحكم به (٣) بينهما ، أما رأيت قلة تعاصيهما في المناظرة ، وقلة اختلافهما ، وسكون طباعهما مع عظم المال ، وما جرت عادة الأحداث بفرط التورّع حتى يقرّ مثل هذا طوعا عجلا بمثل هذا المال.

قال : فنحن كذلك نتحدّث إذ استؤذن على أبي خازم لبعض وجوه الكرخ من مياسير التجار ، فأذن له فدخل فسلّم وتثبت (٤) لكلامه ، فأحسن فقال : قد بليت بابن لي حدث يتقاين ويتلف كلما ظفر به من مالي في القيان عند فلان المغني ، فإذا منعته من مالي احتال بحيل تضطرني إلى التزام غرم له ، وإن عددت ذلك طال ، وأقربه أن قد نصب المقين إليه ليطالبه بألف دينار عينا دينا حالا ، وبلغني أنه تقدم إلى القاضي ليقرّ له بها فيحبس ، وأقع مع أمه فيما ينغص عيشي إلى أن أزن ذلك عنه للمقين ، فإذا فمنعه حاسبه من الجذور ، ولما سمعت بذلك بادرت إلى القاضي لأشرح له الأمر فيداويه بما يشكره الله عزوجل ، فجئت فوجدتهما على الباب.

قال : فحين سمع ذلك أبو خازم تبسّم وقال لي : كيف رأيت؟ قال : فقلت : لهذا ولمثله فضّل الله عزوجل القاضي ، وجعلت أدعو له فقال : عليّ بالغلام والشيخ ، فدخلا ، فأرهب أبو خازم على الشيخ ووعظ الغلام ، قال : فأقرّ الشيخ بأن الصورة كما بلغ القاضي وأنه لا شيء له عليه ، وأخذ الرجل بيد ابنه وانصرفوا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز الكتاني ، أنبأ تمّام بن محمّد ـ إجازة ـ أنبأ أبو عبد الله بن مروان ، نا أبو الحسن بن فيض : أن محمّد بن إسماعيل بن عليّة لم يزل قاضيا بدمشق حتى توفي في سنة أربع وستين ومائتين ، وولي بعده عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازم القضاء بدمشق ، فلم يزل على القضاء أيام أحمد بن طولون وإلى أن قدم المعتضد بالله لحرب ابن طولون ، فخرج معه إلى العراق ، وولى بعده أبو زرعة محمّد بن عثمان (٥).

__________________

(١) عن م وتاريخ بغداد وبالأصل درية.

(٢) تاريخ بغداد : «من أمرهما» بدل مرادهما.

(٣) زيادة عن م وتاريخ بغداد.

(٤) في تاريخ بغداد : وتسبب.

(٥) انظر الخبر مختصرا في سير الأعلام ١٣ / ٥٤١ من طريق محمد بن الفيض.

٨٥

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأ الأزهري قالا : أنا علي بن عمر الحافظ ، أنشدنا أبو محمّد يزداد (٢) بن عبد الرّحمن بن يزداد الكاتب ، أنشدني أبو خازم القاضي :

أذلّ فأكرم به من مذل

ومن شادن لدمي يستحل

إذا ما تعزز قابلته

بذل ، وذلك جهد المقل

قال علي بن عمر : زادني فيه علي بن أبي طاهر الكسائي الفقيه :

وأسلمت خدّي له خاضعا

ولو لا ملاحته لم أذل

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال جعفر الطحاوي : مات أبو خازم القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز ببغداد في جمادى الأولى سنة اثنتين (٣) وتسعين ومائتين ـ زاد غيره عن الطحاوي : وله خمس وتسعون سنة ـ وقال غير الطحاوي : مات يوم الخميس لسبع (٤) خلون من جمادى الآخرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأ محمّد بن عبد الواحد ، أنا محمّد بن العبّاس ، قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : مات أبو خازم القاضي ، واسمه عبد الحميد بن عبد العزيز في جمادى الأولى سنة اثنتين (٦) وتسعين.

قال : وأنا الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل ، قال : مات أبو خازم عبد الحميد (٧) القاضي على الكرخ من مدينة السلام في جمادى الآخرة سنة اثنتين (٨) وتسعين ومائتين ، ولم يغيّر شيبه ، وكان تقيّا.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ٦٧ الخبر والشعر.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : «أبو محمد بن داد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزداد الكاتب» وفي المطبوعة : «أبو محمد بن يزداد ...».

(٣) بالأصل وم : اثنين.

(٤) في م : لتسع.

(٥) تاريخ بغداد ١١ / ٦٧.

(٦) بالأصل وم : اثنين.

(٧) في تاريخ بغداد : عبد الحميد بن عبد العزيز.

(٨) بالأصل وم : اثنين.

٨٦

٣٧٠٧ ـ عبد الحميد بن عدي

أبو سنان الجهني

من أهل دمشق.

روى عن الأوزاعي ، وهشام بن الغاز ، وزياد بن حبيب ، وثابت بن سعيد ، ورجاء بن أبي سلمة ، وعبد الرءوف بن عثمان ، وعبد الله بن حميد الجهني.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن وهب بن عطية ، ومعاذ بن حسّان السّعدي نزيل بردعة (١) ، وهشام بن عمّار ، والهيثم بن خارجة ، وسليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الخيّاط ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، نا أحمد بن زنجويه بن موسى القطان ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الحميد بن عدي الجهني ، عن عبد الله بن حميد الجهني ، عن بشير (٢) بن عرفطة بن الخشخاش الجهني : أنه لما دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم القبائل إلى الإسلام جاءت جهينة في ألف منهم ومن تبعهم فأسلموا وحضروا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مغازي ووقائع ، فقال بشير بن عرفطة في شعر له :

ونحن غداة الفتح عند محمّد

أطعنا (٣) إمام الناس ألفا مقدّما

وزدنا فضولا من رجال ولم نجد

من الناس ألفا قبلنا كان أسلما

في أبيات ذكرها.

أخبرنا بها (٤) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان (٥) ، ثنا صفوان بن صالح.

وأنبأناه أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (٦) ، أنا محمّد بن أحمد بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم : بردعة بالدال المهملة ، وقيل فيها بالذال المعجمة ، ومرّ التعريف.

(٢) كذا بالأصل وم ، «بشير» وفي أسد الغابة ١ / ٢٣٢ وقبل اسمه : بشر ، وقد ذكره في الموضعين ١ / ٢٢٣ قال ابن منده والأول أصح : (يعني بشر).

(٣) في أسد الغابة : طلعنا أمام الناس.

(٤) «بها» ليست في م.

(٥) الخبر والشعر في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٦٠.

(٦) بالأصل وم : الخطاب ، تحريف ، والصواب ما أثبت ، الحطاب ، وقد مرّ التعريف به.

٨٧

عيسى بن عبد الله السعدي ، قال : قرئ على أبي عبد الله عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبري وأنا أسمع ، قال : قرئ على أبي (١) القاسم البغوي ، نا أحمد بن عبد الرّحمن أبو الوليد القرشي قالا :

نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الحميد بن عدي الجهني ، عن عبد الله بن حميد الجهني ، قال : قال قائل ـ وفي حديث صفوان : قال رجل ـ من جهينة يسمى بشير بن عرفطة زاد صفوان : بن الخشخاش ـ في شعر له :

ونحن غداة الفتح عند محمّد

طلعنا أمام الناس ألفا مقدّما

زدنا فضولا من رجال ولم نجد

من الناس ألفا قبلنا كان أسلما

بنعمة ذي العرش المجيد وربّنا

هدانا لتقواه ومنّ فأنعما

تضارب بالبطحاء دون محمّد

كتائب هم كانوا أعقّ وأظلما

إذا ما استللناهم يوما لوقعة

فلسن بمغمودات أو ترعف الدّما

وقال صفوان : إذا ما أسللناهن ، وانتهى حديث صفوان ، وزاد أبو الوليد :

ويوم حنين قد شهدنا هياجه

وقد كان يوما نافع الموت مظلما

براياتنا حول النّبي محمد

ولم يجدوا إلّا كميتا مسوّما

فكانت لنا النعمى على الناس كلهم

قضاء نبيّ عادل حين حكما

تسائل عن هذا قريشا وغيرها

وسل كلّ ذي علم عليم لتعلما

وأخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٢) ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري حدّثنا محمّد بن عائذ قال : قال الوليد : وحدّثنا عبد الحميد بن عدي الجهني ، قال : قال قائل من جهينة يسمى بشير بن عرفطة بن الخشخاش بشعر له فذكر الأبيات وقال : «فكانت لنا اليمنى» ولم يذكر البيت الذي أوله : «براياتنا» ، وقال في البيت الأخير :

هناك فسل عن ذا قريشا أو غيرها

وسل كل ذي علم عليم لتعلما

__________________

(١) عن م وبالأصل : أبو.

(٢) بالأصل : «الكناني» وبدون نقط في م ، والصواب ما أثبت ، مرّ التعريف به.

٨٨

٣٧٠٨ ـ عبد الحميد بن علي بن عبد الملك

ابن بدر بن الهيثم بن خليفة

أبو عبد الله

قاضي جبيل (١) ، من ساحل دمشق.

حدّث بجبيل عن أبيه القاضي أبي حصين علي بن عبد الملك ، عن أبي بكر محمّد بن يحيى بن الحسين العمّي النضري (٢).

روى عنه : أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بن زنجويه الرازي السّمّان الحافظ.

٣٧٠٩ ـ عبد الحميد بن فضالة

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٣) ، أنا تمّام ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الوليد وابن شعيب وغيرهم : عبد الحميد بن فضالة.

٣٧١٠ ـ عبد الحميد بن محمّد بن عمرو بن عبد الله

ابن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي (٤)

[روى عن أبيه](٥).

روى عنه ابنه يحيى بن عبد الحميد (٦).

٣٧١١ ـ عبد الحميد بن محمود بن خالد بن يزيد

أبو بكر السلمي

روى عن أبيه ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي (٧) ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وأبي (٨) النضر إسحاق بن إبراهيم ، وهشام بن عمّار ، ودحيم ، وصفوان بن صالح ، وجنادة بن محمّد

__________________

(١) اضطرب إعجامها بالأصل وم ، والصواب ما أثبت.

(٢) كذا بالأصل ، وفي م : البصري.

(٣) عن م وبالأصل الكناني.

(٤) عن م وبالأصل : الحجزاوي ، وهذه النسبة إلى «حجرا» وهي من قرى دمشق (معجم البلدان).

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

(٦) ورد ذكره في معجم البلدان «حجرا».

(٧) عن م وبالأصل : الحرامي.

(٨) بالأصل : «وأبو» خطأ.

٨٩

المرّي ، وهشام بن خالد ، والعبّاس بن الوليد بن صبح ، وموسى بن أيوب النّصيبي.

روى عنه : أبو الحسن بن جوصا ، والحسن (١) بن حبيب ، وموسى بن العبّاس بن محمّد الجويني ، وسلم بن معاذ التميمي ، ومحمّد بن جعفر بن ملّاس (٢).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي ، أنا أبو القاسم بن الفرات أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو الحسن بن جوصا ، حدّثني أبو زرعة بن عمرو ، وعبد الحميد بن محمود بن خالد ، قالا : نا سليمان بن عبد الرّحمن ، ثنا يحيى بن حمزة ، حدّثني الأوزاعي ، حدّثني الزهري ، حدّثني أبو سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا سها أحدكم في صلاته فلا يدري أثلاثا صلّى أم أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس» [٦٩٤٣].

قال أبو الحسن : قال أبو زرعة : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا تمّام بن محمّد ، أنبأ أبو علي الحسن بن حبيب ـ قراءة عليه ـ نا أبو بكر عبد الحميد بن محمّد بن خالد ، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، نا معن بن عيسى ، نا موسى بن يعقوب الربعي ، عن المهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد ، عن عامر بن سعد : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطب فقال : «أمّا بعد» [٦٩٤٤].

أخبرنا أبو محمّد أيضا ، أنا أبو القاسم الحنّائي ، ثنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، نا أبو بكر عبد الحميد بن محمود بن خالد (٣) ، نا موسى بن أيوب قال : قرأت على الجرّاح بن مليح ، عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ابتلي بشيء من البنات فأحسن صحبتهن كنّ له سترا من النار» [٦٩٤٥].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه ، أنا محمّد بن الفضل بن محمّد الحلاوي ، أنبأ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، حدّثني عبد الله بن محمّد ، نا أحمد بن هارون بن روح ، نا عبد الحميد بن محمود بن خالد الدمشقي ، نا أبي ، عن أبيه ، حدّثني عبد الله بن علي ، عن داود بن عيسى ، عن سعيد بن مسروق ، عن عباية (٤) بن رافع

__________________

(١) عن م وبالأصل : الحسين.

(٢) زيد في م : وأحمد بن هارون بن نوح البرديجي الحافظ.

(٣) زيد في الأصل : «بن خالد».

(٤) بالأصل : «عناية» وفي م بدون نقط ، والصواب ما أثبت ، وضبطت في تقريب التهذيب بفتح أوله والموحدة الخفيفة وبعد الألف تحتانية خفيفة.

وفي تهذيب الكمال ٩ / ٤٨٩ عباية بن رفاعة بن رافع ... روى عن جده رافع بن خديج. وروى عنه ... وسعيد بن مسروق.

٩٠

قال : كنا عند رافع بن خديج ، فقال : تحدّثوا بما شئتم ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار» [٦٩٤٦].

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني ، نا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم (١) ، قال : أبو بكر عبد الحميد بن محمود بن خالد بن يزيد الدمشقي.

سمع أبا الوليد هشام بن عمّار [بن نصير](٢) ، وأباه أبا علي محمود بن خالد.

روى عنه : أبو الحسن أحمد بن عمير [بن يوسف](٣) ، وأبو الليث سلم بن معاذ ، كنّاه لنا أبو عمران [موسى بن العباس](٤) الجويني.

أخبرنا أبو محمّد السلمي ، نا أبو محمّد التميمي ، أنا تمّام بن محمّد ، أنا الحسن بن حبيب ، نا أبو بكر عبد الحميد بن محمود بن خالد السلمي سنة أربع وستين ومائتين ، وفيها مات.

وحكى (٥) المقدسي عن غيره أنه مات يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين بدمشق (٦).

قرأت على أبي محمّد ، عن أبي محمّد ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان قال : وفيها ـ يعني سنة ست وستين ومائتين مات أبو بكر عبد الحميد بن محمود بن خالد (٧).

٣٧١٢ ـ عبد الحميد بن يحيى بن داود

أبو محمّد البويطي

سمع : أبا عبد الله أحمد بن هشام بن عمّار السلمي ، وأبا العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة.

روى عنه : أبو سعد الماليني ، وأبو (٨) العبّاس الوليد بن بكر بن مخلد الأندلسي.

قرأت بخطّ أبي عبد الله الصوري ، وكتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن أبي عبد الله الصوري ، نا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الهروي ، أنا أبو محمّد

__________________

(١) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٢ / ٢١١ رقم ٦٦٨.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن الأسامي والكنى.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن الأسامي والكنى.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن الأسامي والكنى.

(٥) ما بين الرقمين ، حكاية المقدسي جاءت مؤخرة في المطبوعة عن الخبر التالي وقول أبي سليمان بن زبر في وفاته.

(٦) ما بين الرقمين ، حكاية المقدسي جاءت مؤخرة في المطبوعة عن الخبر التالي وقول أبي سليمان بن زبر في وفاته.

(٧) الخبر كله سقط من م.

(٨) عن م وبالأصل : أبا.

٩١

عبد الحميد بن يحيى بن داود البويطي بالرملة ، نا أبو عبد الله أحمد بن هشام بن عمّار ، نا أبي ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الله بن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن علي بن رباح أنه سمع جنادة بن أبي أميّة يقول : سمعت عبادة بن الصامت يقول : قال رجل : يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال : «إيمان بالله ، وتصديق بوعده ، وجهاد في سبيله» ، قال : أريد أهون من ذلك ، قال : «السّماحة والصّبر» ، قال : أريد أهون من ذلك ، قال : «لا يتّهم (١) الله في شيء من قضائه» [٦٩٤٧].

٣٧١٣ ـ عبد الحميد بن يحيى بن سعد

أبو يحيى الكاتب (٢)

مولى بني عامر بن لؤي ، ويقال : بني عامر بن كنانة الذي يضرب به المثل في الكتابة.

كان كاتبا لمروان بن محمّد بن مروان بن الحكم.

حدّث عن سالم مولى (٣) هشام.

حدّث عنه خالد بن يرمك.

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق ، وقال : له عقب بدمشق ، وهو صاحب الرسائل (٤) والبلاغات ، وهو مولى قريش مولى بني عامر بن لؤي.

سمعت أبا الحسن علي بن المسلّم الفقيه يقول : [سمعت عبد العزيز ابن أحمد يقول](٥) سمعت أبا الطّيّب سلامة بن محمّد بن إسحاق الأمدي (٦) البزّاز الشاهد بثغر (٧) ميافارقين حماه الله يقول : سمعت أبا الفضل محمّد بن محمّد بن محمّد بن زكريا بن حامد بن موسى المعروف بمحمّد بن أبي العبّاس الشاشي ببغداد في مسجد أبي محمّد عبد الله بن ماسي (٨) يقول : سمعت أبا الحسن (٩) محمّد بن الحسين الجرجاني الحافظ يقول : سمعت أبا

__________________

(١) في م : لا تتهم.

(٢) أخباره وترجمته في مروج الذهب ٤ / ٩٠ والوزراء والكتاب للجهشياري (انظر الفهارس) وفيات الأعيان ٣ / ٢٢٨ الوافي بالوفيات ١٨ / ٨٧ سير الأعلام ٥ / ٤٦٢ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٢١ ـ ١٤٠) ص ٤٧٠.

(٣) بالأصل : «بن» والمثبت «مولى» عن م ، وكتب محقق المطبوعة بالحاشية : «في م : بن» ووهم في ذلك.

(٤) بلغ مجموع رسائله نحوا من ألف ورقة ، وقال الذهبي في سير الأعلام : نحو من مائة كراس.

(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن م.

(٦) عن م وبالأصل الأموي.

(٧) «بثغر» ليست في المطبوعة.

(٨) عن م وبالأصل : ماشي.

(٩) عن م وبالأصل : «أبا الحسين».

٩٢

الحسن علي بن الفضل المعروف بابن المزني (١) صاحب الحسن بن علي الناصر يقول : سمعت عبد الله بن أحمد البلخي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت يحيى بن خالد البغوي الكاتب يقول : سمعت عبد الله بن طاهر يقول : سمعت جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك يقول : سمعت أبي يحيى بن خالد يقول : سمعت أبي خالد بن برمك يقول : سمعت عبد الحميد بن يحيى يقول : سمعت سالم بن هاشم (٢) يقول : سمعت عبد الملك بن مروان يقول : سمعت زيد بن ثابت كاتب الوحي يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا كتبت فبين السينة في بسم الله الرّحمن الرحيم» [٦٩٤٨].

قال : وسمعت سلامة يقول : سمعت أبا الفضل يقول : سمعت أبا الحسن الحافظ يقول : هذا حديث غريب من حديث عبد الملك بن مروان ، ليس له طريق غير هذا ، ولعبد الملك غير هذا ستة أحاديث.

أنبأنا أبو القاسم العلوي وجماعة ، قالوا : أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا أبو الحسن المظفّر بن يحيى الشرابي ، نا أحمد بن محمّد المرثدي ، عن أبي إسحاق الطلحي ، حدّثني أبو هفان ، حدّثني عمي ، عن جدي مهزم بن خالد قال (٣) : نظر إليّ عبد الحميد بن يحيى الكاتب مولى بني أمية وأنا أخط خطا رديئا فقال : إن أردت أن يجود خطك فأطل جلفتك (٤) وأسمنها ، وحرّف قطتك وأيمنها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، قال : نا وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا علي بن أبي علي المعدل ، نا محمّد بن عمران المرزباني ، نا علي بن سليمان الأخفش ، قال : قال أحمد بن يوسف (٦) الكاتب : رآني عبد الحميد بن يحيى أكتب خطا [يعني رديئا](٧) فقال لي : إن أردت أن تجوّد خطك (٨) فأطل جلفتك (٩) وأسمنها ، وحرّف قطّتك وأيمنها.

__________________

(١) رسمها وإعجامها مضطربان والصواب ما أثبت.

(٢) كذا ، وفي م والمطبوعة : «سالم بن هشام» ومرّ أنه سالم مولى هشام بن عبد الملك.

(٣) نقله الذهبي في سير الأعلام ٥ / ٤٦٢ وتاريخ الإسلام ص ٤٧١ (حوادث سنة ١٢١ ـ ١٤٠).

(٤) عن م وتاريخ الإسلام وبالأصل : «حلقتك» وفي سير الأعلام : حلفة قلمك.

(٥) تاريخ بغداد ٥ / ٢١٦.

(٦) بالأصل : «أحمد» ثم شطبت بخط ، ووضعت إشارة تشير إلى الهامش ، وكتب عليه : «يوسف» وبعدها كلمة صح ، وهو أثبت.

(٧) ما بين معكوفتين زيادة عن م.

(٨) في تاريخ بغداد : يجود خطك.

(٩) عن م وتاريخ الإسلام وبالأصل : «حلقتك» وفي سير الأعلام : حلفة قلمك.

٩٣

ثم قال (١) :

إذا جرح الكتاب كان قسيّهم

دويّا وأقلام الدّويّ لهم نبلا (٢)

قال الأخفش : قوله جلفتك (٣) : أراد فتحة رأس القلم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنشدنا الحسين بن الفهم ، أنشدنا محمّد بن سلّام ، أنشدنا أبو عبيدة لعبد الحميد الكاتب (٤) :

ترجّل ما ليس بالقافل

وأعقب ما ليس بالآفل

فلهفي من الخلف (٥) الباذل (٦)

ولهفي على السلف الراحل

أبكي على ذا ، وأبكي لذا

بكاء المولهة الثّاكل

تبكّي من ابن لها قاطع

وتبكي على ابن لها واصل

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٧) قال : في تسمية عمّال مروان بن محمّد كاتب الرسائل : عبد الحميد الكبير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان ، أنبأ أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري الجرّاني الحافظ ، قال عبد الحميد بن يحيى بن سعد ، وكان عبد الحميد كاتب مروان بن محمّد ، آخر بني (٨) أمية وهو صاحب الرسائل المنسوبة إليه.

وأخبرني أبو يعلى عائذ الله بن أحمد بن علي بن عمر بن عبد الحميد أنهم من سبي القادسية يتولون (٩) عامر بن لؤي.

بلغني أن عبد الحميد استخفى بعد قتل مروان ، فوجد بالشام أو بالجزيرة ، فدفعه

__________________

(١) البيت في وفيات الأعيان ٣ / ٢٣١.

(٢) عن م ووفيات الأعيان ، وبالأصل : مثلا.

(٣) عن م وبالأصل : حلقتك.

(٤) الأبيات في الوافي بالوفيات ١٨ / ٨٨.

(٥) عن الوافي وبالأصل : «الحلف» وفي م : «الجلف».

(٦) الوافي : «النازل» وفي م : «الباركة» وفي المطبوعة : البادل.

(٧) تاريخ خليفة بن خياط ص ٤٠٨.

(٨) عن م وبالأصل : «أخبرني» تحريف.

(٩) عن م وبالأصل : يتلون.

٩٤

السفاح إلى عبد الجبار بن عبد الرّحمن ، وكان على شرطه ، فكان يحمّي طستا بالنار ويضعها على رأسه حتى مات (١).

٣٧١٤ ـ عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن محمّد

ابن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي

حدّث عن أبيه يحيى.

روى عنه : ابنه يحيى بن عبد الحميد بن علي ، وسيأتي حديثه في ترجمة عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد.

٣٧١٥ ـ عبد الحميد بن يحيى الدمشقي

حدّث عن مالك.

ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتاب : «مزكي الأخيار» في تسمية من روى عن مالك.

٣٧١٦ ـ عبد الحميد قرابة إسماعيل بن عبيد الله

ابن أبي المهاجر الدمشقي

حكى عن الصّنابحي.

روى عنه : رجاء بن أبي سلمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٢) ، نا سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن رجاء ، عن عبد الحميد الدمشقي قال : كان أبو عبد الله الصّنابحي (٣) يحدّث الواحد والاثنين ، فإذا نظر إلى الثالث قال : لا سبيل إلى الحديث سائر اليوم.

رواه هارون بن معروف ، عن ضمرة ، عن رجاء ، عن عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد الله ، والله أعلم بالصواب.

__________________

(١) نقل الخبر صاحب الوافي بالوفيات ١٨ / ٨٩ وكان ذلك سنة أربع وثلاثين ومائة وفي سير الأعلام ٥ / ٤٦٣ في آخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

(٢) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٣٦٣.

(٣) هو عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ٢٩٦.

٩٥

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أحمد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) ، قال : عبد الحميد من آل إسماعيل بن عبيد الله : كان أبو عبد الله الصّنابحي يحدّث الواحد والاثنين ، قاله ضمرة عن رجاء (٢) بن أبي سلمة في الشاميين (٣).

أخبرنا أبو (٤) عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قال : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

قال : وأنا أبو طاهر ، أنبأ أبو الحسن الفأفاء ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٥) ، قال : عبد الحميد من آل إسماعيل بن عبيد الله ، قال : كان أبو عبد الله الصنابحي يحدّث الواحد والاثنين ، روى ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عنه ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٤٨.

(٢) بالأصل وم عن رجلين وبأصل البخاري : «رجل» وقد صوبه محققه : رجاء وتقدم في أول ترجمته أن رجاء بن أبي سلمة روى عنه.

(٣) بالأصل : «والساميين» والصواب عن م والبخاري.

(٤) كذا بالأصل وم وفي المطبوعة : أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن الأبرقوهي إذنا ، وأبو عبد الله ...

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ١٩.

٩٦

حرف الخاء

ذكر من اسمه عبد الخالق

٣٧١٧ ـ عبد الخالق بن بديع ـ ويقال : عبد الواحد ـ المقرئ

إمام مسجد سوق الأحد ، المعروف بعبد الأصغر (١) ، أحد عباد الله الصالحين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز الكتاني ، قال : توفي عبد الخالق بن بديع المقرئ المعروف بعبد الأصغر (٢) إمام مسجد سوق الأحد يوم الخميس عشية الجمعة ، ودفن يوم الجمعة السادس والعشرين (٣) من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربع مائة ، وكان عبدا صالحا ، يقرأ القرآن في الجامع.

٣٧١٨ ـ عبد الخالق بن زيد بن واقد (٤)

روى عن : أبيه ، وهشام بن الغار ، والوضين بن عطاء ، وربيعة بن يزيد.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن وهب بن عطية ، وصفوان بن صالح ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وسليمان بن أحمد الواسطي ، ونعيم بن حمّاد الفارض.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح ، نا أبو الحسين بن سمعون ، نا محمّد بن عمرو بن البختري ، نا محمّد بن الهيثم بن حمّاد ، نا نعيم بن حمّاد ، أنا عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن عبادة بن الصامت ، قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قول الناس في العيدين : تقبّل الله منا

__________________

(١) في م : الأصفر (بالفاء) ووردت بالمطبوعة : الأصغر (بالغين المعجمة) ونبه محققه في الهامش إلى أنه في «س : الأصغر» كذا.

(٢) في م : الأصفر (بالفاء) ووردت بالمطبوعة : الأصغر (بالغين المعجمة) ونبه محققه في الهامش إلى أنه في «س : الأصغر» كذا.

(٣) عن م وبالأصل : والعشرون.

(٤) أخباره في ميزان الاعتدال ٢ / ٥٤٣ ولسان الميزان ٣ / ٤٠٠ والكامل لابن عدي ٥ / ٣٤٦ ، وكتاب الضعفاء الكبير ٣ / ١٠٥ رقم ١٠٨١.

٩٧

ومنكم ، قال : «ذاك فعل أهل الكتابين» (١) وكرهه.

أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني ، أنا أبو نعيم الحافظ أحمد ، ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (٢).

وأخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأ أبو نصر بن الجبّان ، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة ، حدّثني أبو الجهم عمرو بن حازم بن عمر بن حازم القرشي ـ في حديث سليمان : الدمشقي ـ ثنا سليمان بن عبد الرّحمن ـ زاد خالي : أبو أيوب ـ :

حدّثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الملك بن مروان ، عن أبيه ، عن أم سلمة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من لبس ثوبا يباهي به ، ليروه الناس لم ينظر الله إليه حتى ينزعه» ـ وفي حديث سليمان : ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي ، لينظر الناس إليه إلّا لم ينظر الله إليه حتى ينزعه» [٦٩٤٩].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، قال : سمعت ابن حمّاد يقول : قال البخاري.

ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وحدّثني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أنبأ حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم ، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

وأنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (٤) ، قال : عبد الخالق بن زيد بن واقد ، عن أبيه : منكر الحديث.

أخبرنا أبو (٥) عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) في ميزان الاعتدال ٢ / ٥٤٣ : أهل الكتاب.

(٢) زيد في م : سمعته من القاضي ح.

(٣) الخبر في الكامل لابن عدي ٥ / ٣٤٦.

(٤) التاريخ الكبير ٦ / ١٢٥.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي إذنا ، وأبو عبد الله ...

٩٨

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (١) ، قال : عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي ، روى عن أبيه ، عن مكحول ، روى عنه محمّد بن وهب بن عطية الدمشقي ، وصفوان المؤذن ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال أبو محمّد : وروى عن هشام بن الغار ، والوضين بن عطاء ، وربيعة بن يزيد.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٢) ، أنبأ أبو نصر بن الجبّان ـ إجازة ـ نا أحمد بن القاسم الميانجي ، نا أحمد بن طاهر بن النجم ، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي ، قال : قلت ـ يعني لأبي زرعة الرازي ـ : عبد الخالق بن زيد بن واقد؟ قال : شيخ.

ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكتاني (٣) الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه فقال : ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو (٤) عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قال : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٥) ، قال : سألت أبي عن (٦) عبد الخالق بن زيد بن واقد (٧) فقال : ليس بقوي ، منكر الحديث ، قلت : يكتب حديثه؟ قال : زحفا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، وأبو يعلى بن الحبوبي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن علي بن منير ، أنبأ الحسن بن رشيق ، ثنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال :

عبد الخالق بن زيد بن واقد ليس بثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف ، أنبأ أبو جعفر العقيلي (٨) ، قال : في تسمية الضعفاء : عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنبأ أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد الله الخيّاط ، أنا

__________________

(١) الجرح والتعديل ٦ / ٣٧.

(٢) عن م وبالأصل : الكناني.

(٣) عن م وبالأصل : الكناني.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي إذنا ، وأبو عبد الله ...

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ٣٧.

(٦) الجرح والتعديل ٦ / ٣٧.

(٧) في الجرح والتعديل : سألت أبي عنه.

(٨) كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ١٠٥.

٩٩

أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب ، قال : هذا بما وافقت عليه أبا الحسن (١) الدارقطني من المتروكين : عبد الخالق بن زيد بن واقد ، دمشقي عن أبيه ، وأبوه ثقة ، روى عن حرام (٢) بن حكيم ، ومكحول.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى ، أنبأ القاضيان أبو تمّام علي بن محمّد بن الحسن ، وأبو الغنائم محمّد بن علي في كتابيهما ، عن أبي الحسن الدارقطني ، قال : عبد الخالق بن زيد بن واقد دمشقي ، منكر الحديث ، وأبوه ثقة ، روى عن حرام (٣) بن حكيم.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، قال : عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي ، عن أبيه ، لا شيء.

٣٧١٩ ـ عبد الخالق بن عبد الواحد الدمشقي

روى عنه : أبو غسان عيّاش بن إبراهيم الأزدي.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر الحافظ (٤) ، قال : وأمّا عيّاش (٥) بياء مشددة معجمة باثنتين (٦) من تحتها : عيّاش بن إبراهيم أبو غسان الأزدي (٧).

حدّث عن الهيثم بن عدي الطائي ، ومنصور بن إسماعيل الحرّاني ، وعبد الله بن نمير الخارفي ، وحمّاد بن عمرو النصيبي ، وعبد الخالق بن عبد الواحد الدمشقي ، روى عنه إبراهيم بن موسى الجوزي (٨).

٣٧٢٠ ـ عبد الخالق بن علي

حكى عن أبي عمر الدمشقي الصوفي.

حكى عنه محمّد بن أحمد الإصطخري.

__________________

(١) في م أنا الحسين.

(٢) بالأصل وم : «حزام» تحريف والصواب ما أثبت : «حرام» انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ٢٠٣.

(٣) بالأصل وم : «حزام» تحريف والصواب ما أثبت : «حرام» انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ٢٠٣.

(٤) الإكمال لابن ماكولا ٦ / ٦٤ و ٦٧.

(٥) بالأصل : «وأما أبو عياش» والثبت عن م وابن ماكولا.

(٦) عن الإكمال ، وبالأصل : «ياين» وفي م : باثنين.

(٧) في الإكمال المطبوع : «الأرزني» وفي أصل الإكمال : الأزدي. وقد ذكره ابن ماكولا في مادة الأرزني ١ / ١٥١ ـ ١٥٢ والأرزني نسبة إلى أرزن موضع في ديار بكر كما في الأنساب وقد ذكره السمعاني في هذا الموضع ونسبه إلى أرزن.

(٨) في م : الجزري.

١٠٠