تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وليلة أخرى بحرّ الحرم

والشامة السوداء بالمخدّم (١)

والخال بالكشح اللطيف الأهضم

قال : فانكسر النجاشي إذ أتى بما يعرف.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، نا أبو عمر بن حيّوية ، نا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم البزّاز ، نا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني إبراهيم بن المنذر ، قال : وحدّثني الأعشى أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عبد الحميد بن أخت مالك بن أنس ، عن أبي الزّناد ، قال : قال حسان بن ثابت (٢) :

فمن للقوافي بعد حسان وابنه

ومن للمثاني (٣) بعد زيد بن ثابت

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال (٤) : ونا محمّد بن حميد ، نا سلمة ، وعلي ، عن ابن إسحاق ، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت ، عن أبيه ، قال :

عاش حسّان بن ثابت مائة سنة وأربع سنين ، وعاش أبوه ثابت مائة سنة وأربع سنين ، وعاش المنذر جده مائة سنة وأربع سنين ، وعاش حرام (٥) جد أبيه مائة سنة وأربع سنين ، وكان عبد الرّحمن بن حسان إذا حدّثنا بهذا الحديث اشرأب لها (٦) وثنى رجليه على مثلها ، فمات وهو ابن ثمان وأربعين سنة.

وقد تقدم قول خليفة أنه مات سنة أربع ومائة ، ولا أراه محفوظا ، والله أعلم.

٣٧٨٥ ـ عبد الرّحمن بن حسان بن محدوج العنزي الكوفي

تابعي ، ممن قدم (٧) مع حجر بن عدي إلى عذراء ، فلما قتل حجر وأصحابه حمل عبد الرّحمن إلى معاوية وكلّمه بكلام أغلظ له فيه ، فبعثه إلى زياد وأمره بمعاقبته ، فدفنه حيا بقسّ الناطف (٨).

__________________

(١) المخدم : موضع الخدام من الساق ، ج خدمة وهو الخلخال (اللسان).

(٢) ديوان حسان بن ثابت ط بيروت (صادر) ص ٤١.

(٣) المثاني : القرآن ، وسمي بالمثاني لأن الأنباء والقصص ثنيت فيه.

(٤) المعرفة والتاريخ ١ / ٢٣٥.

(٥) عن م وبالأصل : حزام ، تصحيف.

(٦) في المعرفة والتاريخ : لنا.

(٧) في م : قدم به مع.

(٨) قس الناطف بضم أوله : موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي (معجم البلدان).

٣٠١

وقد تقدم خبر قدومه في ترجمة الأرقم بن عبد الله (١) ، وذكر قتله.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ـ إذنا ـ عن رشأ بن نظيف المقرئ ، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن المصريان ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر الدولابي قال : أخبرني محمّد ـ يعني ابن إبراهيم بن هاشم ـ عن أبيه ، عن محمّد بن عمر قال : حسان بن محدوج بن بكر بن وائل ، أدرك أبا بكر الصدّيق فمن دونه ، قتل يوم الجمل مع علي بن أبي طالب ، وكان ابنه أخذ مع حجر بن عدي فبعث به معاوية إلى زياد ، فأخذه زياد ، فخرج به إلى مقبرة الكوفة ، فدفنه حيا.

٣٧٨٦ ـ عبد الرّحمن بن حسان

أبو سعيد الكناني (٢)

دمشقي ، ويقال : حمصي (٣).

حدّث عن الزهري ، ورجاء بن حيوة ، وعطاء الخراساني ، والحارث بن مسلم ، ومحمّد بن المنكدر.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، وصدقة بن خالد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا عباس (٤) بن الوليد ، أنا ابن (٥) شعيب ، أخبرني عبد الرّحمن بن حسان ، عن الزهري عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

«إنّما الناس كالإبل المائة لا تكاد توجد فيها راحلة» [٧٠١١].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، [وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد :](٦) وأبو الحسين الأصبهاني ،

__________________

(١) راجع كتابنا تاريخ مدينة دمشق (الجزء الثامن).

(٢) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ١٦٣ وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٥٤.

(٣) في تهذيب الكمال : الشامي الفلسطيني ، ويقال : الدمشقي ، ويقال : الحمصي.

(٤) بالأصل وم : عياش ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، أنظر الحاشية التالية.

(٥) الأصل : أبو شعيب ، والصواب عن م ، وهو محمد بن شعيب بن شابور ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٥٨ وفيها روى عنه : عباس بن الوليد بن مزيد البيروتي.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م ، والسند معروف.

٣٠٢

قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) : عبد الرّحمن بن حسّان الكناني.

سمع الحارث بن مسلم.

سمع منه صدقة بن خالد ، والوليد بن مسلم الشامي.

أخبرنا (٢) أبو الحسين ، وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قال (٣) : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٤) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أحمد بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٥) : عبد الرّحمن بن حسّان الكناني ، سمع الحارث بن مسلم ، روى عنه صدقة بن خالد ، والوليد بن مسلم ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور ، وروى هو عن رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، ثنا الحسن ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة : عبد الرّحمن بن حسان.

ثم أعاد ذكره في الطبقة الخامسة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر ، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال (٦).

أبو سعيد عبد الرّحمن بن حسان الفلسطيني. محمّد بن شعيب عنه.

وقال في موضع آخر (٧) : أبو سعد الفلسطيني عبد الرّحمن بن حسّان.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٢٧٠.

(٢) في م : أخبرنا أبو عبد الله الخلال شفاها قالا» وفي المطبوعة :

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا ، وأبو عبد الله الخلال شفاها أنا ...».

(٣) ليست في المطبوعة. وفي م : قالا.

(٤) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

(٥) الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٢.

(٦) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٧.

(٧) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٦.

٣٠٣

وقوله الأول : ـ بزيادة ياء ـ (١) هو الصحيح.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين ، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد البرقاني ، قال :

وسمعته ـ يعني الدارقطني ـ يقول : عبد الرّحمن بن حسّان الكناني حمصي ، لا بأس به (٢).

وقال في موضع آخر : قلت له : عبد الرّحمن بن حسان الكناني عن مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ وقال (٣) : عبد الرّحمن حمصي لا بأس به ، ومسلم مجهول.

٣٧٨٧ ـ عبد الرّحمن بن الحسام

حكى عن رجل من بني مرّة من أهل حوران.

حكى عنه : زياد بن معاوية بن يزيد المعاوي الدمشقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد الدائم بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ـ إجازة ـ نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، نا زياد بن معاوية بن يزيد بن عمر بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، حدّثني عبد الرّحمن بن الحسام عن رجل من أهل حوران مرّي ، عن رجل آخر قال :

اجتمع عشرة من بني هاشم فغدوا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فصلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما انقضت الصلاة التفت إليهم ، فسلّم عليهم ، وسلّموا عليه ، ثم قال بعضهم : غدونا يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليك لنذاكرك بعض أمورنا ، إنّ الله تبارك وتعالى قد خصك بهذه الرسالة ، وهذه النبوة ، فشرّفك فيها ، وشرّفنا بشرفك ، فكلّ شيء من أمرك حسن جميل ، والله محمود ، وهذا معاوية بن أبي سفيان قد نخا (٤) علينا بكتابة الوحي ، فرأينا أن غيره من أهل بيتك أولى ، فقال : «نعم ، انظروا في رجل» [٧٠١٢].

فكان الوحي ينزل في كل أربعة أيام من عند الله تبارك وتعالى إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقام

__________________

(١) بعني قوله : أبو سعيد.

(٢) تهذيب الكمال ١١ / ١٦٣.

(٣) كذا بالأصل وم ، والأظهر : فقال.

(٤) الكلمة بدون إعجام بالأصل وم ورسمها : «بحا» والمثبت عن المختصر ١٤ / ٢٣٦ ونخا ينخو : زها وافتخر.

وفي المطبوعة : «ضحا».

٣٠٤

الوحي أربعين ليلة لا ينزل شيء ، فلما كان يوم أربعين هبط جبريل بصحيفة بيضاء فيها مكتوب : يا محمّد ليس لك أن تغير من اختاره الله لكتابة وحيه ، فأقره فإنه أمين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أين معاوية» ، فجاء معاوية فأجلسه وأثبته على ما كان عليه من كتاب الوحي [٧٠١٣].

هذا حديث منكر ، وفيه غير مجهول.

٣٧٨٨ ـ عبد الرّحمن بن الحسن بن عبد الله ـ

ويقال : ابن عبد الرّحمن ـ بن يزيد بن تميم السّلمي الحوراني (١)

ويقال : البجّ حوراني ، من بجّ حوران (٢).

روى عن أبيه ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب ، ومروان الفزاري.

روى عنه : القاسم بن عيسى العطار (ظ) (٣) ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأحمد بن عامر البرقعيدي ، وعلي بن سعيد بن بشر الرازي ، وسليمان بن محمّد الخزاعي ، وأبو سليمان داود بن الوسيم البوشنجي ، وأبو بشر الدّولابي ، ومحمّد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني ، ويوسف بن موسى المرورّوذي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ، أنا أبو القاسم السّميساطي سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا سليمان بن محمّد الخزاعي ، نا عبد الرّحمن بن الحسن بن يزيد السّلمي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، نا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «انصر أخاك ظالما (٤) ومظلوما» ، قال : يا رسول الله ينصره مظلوما ، فكيف ينصره ظالما؟ قال : «يمنعه من ظلمه ، فذلك نصرك (٥) إياه» [٧٠١٤].

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني ، أنا أبو القاسم بن الفرات ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، نا عبد الرّحمن بن الحسن بن عبد الله بن يزيد بن تميم.

__________________

(١) خبره في معجم البلدان (بج حوران) وفيه : عبد الرحمن بن الحسين.

(٢) بج حوران ، الجيم مشددة ، من أعمال دمشق. وهي قرية كانت على باب دمشق (معجم البلدان).

(٣) كذا بالأصل ومعجم البلدان ، وفي م : العصار.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٤ / ٢٣٦ والمطبوعة : أو مظلوما.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : نصره.

٣٠٥

قال : ونا أبو عامر موسى بن عامر.

قالا : نا الوليد بن مسلم ، نا الأوزاعي ، عن الزهري أنه حدّثه عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تقولوا الكرم ، فإنّ الكرم الرجل المسلم ، ولكن قولوا : الأعناب» [٧٠١٥].

٣٧٨٩ ـ عبد الرّحمن بن الحسن بن عبد الرّحمن بن طاهر

أبو طالب بن العجمي الحلبي

سمع ببغداد : أبا القاسم بن بيان الرازي ، وتفقه ببغداد على أبي بكر الشاشي ، وأسعد الميهني.

وقدم دمشق وهو شاب رسولا من صاحب حلب ، وتولّى عمارة المسجد الجامع ببعلبك في أيام قسيم الدولة زنكي بن آق سنقر.

وسمع بدمشق من الفقيه أبي الفتح نصر الله (١) ، ثم حجّ ، وجاور بمكة ، وتولّى من عمارة المسجد الحرام من قبل صاحب الموصل ، وحلب ، وبنى بحلب مدرسة لأصحاب الشافعي ، وكان مولده في ذي الحجة سنة ثمانين وأربع مائة بحلب ، وكان متعصبا لأهل السنّة ، محبا لأهل العلم ، متعاهدا لأحوال الفقهاء ، [وحدث بحلب ، وسمع منه أبو سعد ابن السمعاني وغيره. وأجاز لنا جميع حديثه](٢).

وتوفي يوم الخميس بعد الظهر الخامس عشر من شعبان سنة إحدى وستين وخمسمائة.

٣٧٩٠ ـ عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد

أبو القاسم الفارسي الصوفي

قدم دمشق وسمع بها أبا القاسم الحنّائي ، وبالمعرة : أبا تمّام المفضّل (٣) بن محمّد بن المهذب بن علي بن المهذب ، وأبا الغنائم بن الفراء ببيت المقدس.

حدّثنا عنه أبو بكر محمّد بن أحمد المحتاجي ، وأبو محمّد مسعود بن سعد الله بن أسعد الميهنيان.

__________________

(١) بعدها في م : شيخنا.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٣) في م : الفضل.

٣٠٦

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد بن محمّد المحتاجي خطيب ـ ميهنة ـ ، وأبو محمّد مسعود بن هبة الله ، ويسمى أيضا هبة الله بن سعد الله بن أسعد الميهنيان ، قالا : أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد الفارسي ـ قراءة عليه ـ بميهنة ـ سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ، أنا أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن الفرّاء المقرئ البصري بالمسجد الأقصى ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بن سعيد ـ بمكة ـ قال : وفيما قرئ على أبي (١) محمّد جعفر بن محمّد بن نصير بن القاسم ، حدّثكم أحمد بن مسروق ، نا عبد الله بن محمّد ، عن ابن أبي حفص الأبار ، عن أبيه قال :

كان لي عند ابن شبرمة حاجة ، فقضاها ، فأتيته أشكره ، فقال : على أي شيء تشكرني؟ قلت : قضيت لي حاجة ، فقال : اذهب ، إذا سألت صديقك حاجة يقدر على قضائها فلم يبذل نفسه وماله ، فتوضّأ للصلاة ، وكبّر عليه أربعا ، وعده في الموتى.

قال : وأنا ابن (٢) جهضم ، أنشدني أبو عمر الوراق ، قال : أنشدت لأبي خالد السختياني (٣) :

أرض (٤) من المرء في مودّته

بما يؤدي إليك ظاهره

من كشف الناس لم يجد أحدا

يصحّ منه له سرائره

٣٧١ ـ عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم

أبو محمّد الدّاراني الكناني (٥)

سمّعه خاله أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النّسائي من أبي الفضل بن الفرات ، وسهل بن بشر ، وعبد الله بن عبد الرّزّاق بن فضيل ، ومقاتل بن مطكود.

سمعت منه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا الحسن بن حبيب ، نا أبو أمية ، ثنا منصور بن سقير (٦) ، نا موسى بن

__________________

(١) بالأصل : «أبو».

(٢) عن م وبالأصل : «أبو».

(٣) في م : لأبي خالد السّجستاني.

(٤) عن م وبالأصل : ارضى.

(٥) أخباره في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٤٨ والمشيخة لابن عساكر ١٠٦ / ب وفيها : الكتاني.

(٦) في م : سفيان ، تحريف ، وسقير ضبطت عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٨٤.

٣٠٧

أعين ، نا عبيد الله (١) بن عمر عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إنّ الرجل ليكون من أهل الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والعمرة ، والصيام ، والجهاد ـ حتى ذكر سهام الخير ـ وما يجزى يوم القيامة إلّا بقدر عقله» [٧٠١٦].

مات أبو محمّد الدّاراني ليلة الثلاثاء ، ودفن يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة بمقبرة باب الفراديس ، وحضرت الصلاة عليه ، ودفنه.

ولم يكن الحديث من صنعته.

٣٧٩٢ ـ عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي

ابن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العقب

أبو القاسم الهمداني

روى عن جد أبيه : أبي القاسم علي بن يعقوب ، وأبي عبد الله بن مروان.

روى عنه : عبد العزيز الكتاني ، وعلي بن الخضر ، وأبو القاسم الحنّائي ، وأبو القاسم الخضر بن فتح المزين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو القاسم الحنّائي ، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي ، ثنا جد أبي أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، نا أبو نعيم ، عن زكريا ، قال : سمعت عامرا يقول : حدّثني جابر بن عبد الله.

أنه كان يسير على جمل له قد أعيا ، وأراد أن يسيبه ، فلحقني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فضربه ودعا له ، فسار سيرا لم يسر مثله ، ثم قال : «بعنيه بوقية» ، فبعته واستثنيت (٢) حملانه (٣) إلى أهلي ، فلما قدمنا المدينة أتيته بالحمل فنقدني ثمنه ، ثم انصرفت ، فأرسل على أثري ، قال : «أتراني [ما كستك](٤) لآخذ جملك؟ خذ جملك ودراهمك فهما لك» [٧٠١٧].

أخبرنا أبو محمّد أيضا ، نا عبد العزيز الكتاني (٥) ، قال :

__________________

(١) عن م وبالأصل : عبد الله.

(٢) في م : واشتريت.

(٣) في الأصل وم : «حملا به» والمثبت عن صحيح مسلم (ح رقم ٧١٥).

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف للإيضاح عن صحيح مسلم والمماكسة في البيع : انتقاص الثمن (اللسان).

(٥) الأصل وم : الكناني ، تصحيف والصواب ما أثبت ، مرّ قريبا.

٣٠٨

توفي شيخنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب لثمان عشرة ليلة خلت من جماد الآخرة سنة خمس عشرة وأربعمائة.

حدّث عن جدّ أبيه أبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب بشيء يسير ، وكان ثقة مأمونا.

قرأت بخطّ عبد العزيز بن أحمد.

أن أبا القاسم عبد الرّحمن بن الحسين توفي يوم الخميس ، ودفن في باب الصغير على جدّ أبيه.

٣٧٩٣ ـ عبد الرّحمن بن الحسين بن علي بن الخضر

ابن عبدان بن أحمد بن عبدان بن أحمد (١) بن زياد

ابن وردازاد بن غند بن شبّة بن أحمد بن عبد الله

أبو القاسم الأزدي المقرئ (٢)

كان يقرأ في السبع [الصغير](٣).

وسمع القاضي أبا (٤) القاسم [سعد](٥) بن أحمد بن محمّد النسوي [كتبت عنه أحاديث.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنا القاضي أبو القاسم سعد بن أحمد بن محمد النسوي](٦) ـ قراءة عليه ـ سنة ثمانين وأربع مائة ، نا القاضي أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الله بن صخر الأزدي البصري ـ بمكّة ـ أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان السّقطي ـ قراءة عليه ـ نا الحسن ـ هو ابن المثنى بن معاذ العنبري ـ نا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، نا سفيان الثوري ، عن الأسود بن قيس ، عن جندب ، قال :

قالت امرأة من قريش للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أرى شيطانك إلّا قد ودعك وقلاك فنزلت (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٧).

__________________

(١) «عبدان بن أحمد» كذا مكررة بالأصل وم ، ولم تكرر في المختصر ١٤ / ٢٣٨ والمطبوعة.

(٢) مشيخة ابن عساكر ١٠٦ / ب.

(٣) «الصغير» أضيفت عن م.

(٤) الأصل : أبو.

(٥) «الصغير» أضيفت عن م.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف للإيضاح عن م.

(٧) سورة الضحى الآيات ١ ـ ٣.

٣٠٩

توفي أبو القاسم يوم السبت مستهل جمادى الأولى (١) سنة أربعين وخمسمائة ، ودفن بباب الصغير ، وشهدت دفنه والصلاة عليه.

٣٧٩٤ ـ عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين

أبو الحسين (٢) بن أبي القاسم بن (٣) الحنّائي

سمع وكتب الكثير ، من أبيه ، وأبي علي الأهوازي ، وأبي عبد الله بن سلوان ، وأبوي (٤) القاسم : بن الفرات ، والسّميساطي ، وعبد الدائم بن الحسن ، وأبي الحسن بن أبي الحديد ، وأبي بكر محمّد بن علي الحداد ، وأبي الحسين بن مكي ، وأبي بكر الخطيب ، وعبد العزيز الكتاني ، وأبي الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن الحسين (٥) الطرائفي ، وأبي القاسم غنائم بن أحمد الخيّاط ، وأبي محمّد الحسن (٦) بن علي اللباد ، وعبيد بن إبراهيم بن كبيبة النجار ، وأبي الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن الشرابي.

وحدّث باليسير حدثنا عنه : أبو عبد الله النسائي ، وأبو الحسين الأبّار.

وذكر أبو محمّد بن صابر : أنه ثقة ، وأنه سأله عن مولده فقال : ولدت يوم الخميس الحادي والعشرين من رجب من سنة أربعين وأربعمائة.

وذكر أبو محمّد بن الأكفاني : أنّ أبا الحسين توفي في يوم السبت التاسع (٧) من ذي القعدة سنة ست وتسعين وأربعمائة بدمشق.

٣٧٩٥ ـ عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد

أبو محمّد بن (٨) أبي عبد الله الطّبري البغدادي الفقيه الشافعي (٩)

تفقه على أبيه.

وكان أحد مدرسي المدرسة النظامية ببغداد ، وخلف له أبوه ، ولأخيه أبي المحاسن محمّد بن الحسين ثروة ، قيل إن أصلها كان أن أهل بلده من طبرستان إذا قدموا للحجّ أو دعوه

__________________

(١) الأصل وم : الأول.

(٢) في م : أبو الحسن.

(٣) «بن» ليست في المطبوعة.

(٤) عن م وبالأصل : وأبو.

(٥) كذا وبالأصل : «الحسين» وفي م : «الحرشي» وفي المطبوعة : الحسن.

(٦) الأصل : الحسين ، والمثبت عن م.

(٧) في المطبوعة : السابع.

(٨) الأصل : «وأبي» والمثبت عن م.

(٩) طبقات الشافعية ٧ / ١٤٧.

٣١٠

أموالهم ، وربما مات بعضهم وبقي ماله ، فأنفق أكثر ذلك في الرّشى على ولاية المدرسة (١) ووليها مرات ، عزل به في إحداهن الإمام أبو بكر الشاشي ، وعزل به الشيخ الإمام أسعد الميهني.

وقدم دمشق في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة بعد عزله عن المدرسة ، ونزل بالمرج ظاهر باب الحديد ، وخرج إليه الفقيه أبو الحسن وأصحابنا ، وروى لهم عن أبي علي الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني شيئا من أمالي الحافظ أبي نعيم ، وكنت إذ ذاك ببغداد في رحلتي الأولى (٢).

ثم مضى إلى ناحية بلاد العجم ولقيته سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بنيسابور في صحبة عسكر السلطان سنجر بن ملك شاه ، وهو نازل في دهليز المارستان وحادثته ، غير أني لم أسمع منه شيئا ، وكانت ثروته قد ذهبت ، وحرمته قد انخرمت ، وبلغني أنه كان يقول : كلما أنا فيه بسبب أذاي لقلب الشيخ أبي بكر الشاشي ، وبلغني أنه ولي التدريس في مدينة في بلاد العجم لطيفة (٣) ومات.

٣٧٩٦ ـ عبد الرّحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

ـ أبو مطرف ، ويقال : أبو حرب

ويقال : أبو الحارث (٤)

أخو مروان بن الحكم.

سكن دمشق ، وكان شاعرا محسنا.

أدرك عائشة ، وكان رجلا يوم الدار ، وشهدها.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنبأ أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر المنبجي ، نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم ، نا عمي يعقوب بن إبراهيم ، قال :

__________________

(١) بعدها في م : النظامية ببغداد.

(٢) بعدها في المطبوعة ـ وسقطت العبارة من الأصل وم ـ وحدثني العام غير واحد من العدول بدمشق أنه طلب القضاء بدمشق فلم يتم له ذلك ، وأورد كتبا من خراسان في ذلك فلم يحفل به الوالي طغتكين المعروف بأتابك.

(٣) «لطيفة» ليست في م.

(٤) ترجمته وأخباره في : نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٥٩ وجمهرة ابن حزم ص ٨٧ ووفيات الأعيان ٦ / ٣٥٩ تجريد الأغاني ١٥١٢ فوات الوفيات ٢ / ٢٧٧ الوافي بالوفيات ١٨ / ١٣٨ الأغاني ١٣ / ٢٥٩.

٣١١

هذه تسمية مع حضر الدار مع عثمان في الحصار من بني أمية : مروان ، والحارث ، وعبد الرّحمن ، وعثمان (١) الأكبر ، وعثمان الأزرق بنو الحكم.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو أحمد زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب الزهري ، نا مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، وسليمان بن يسار (٢) أنه سمعهما يذكران.

أن يحيى بن سعيد بن العاص طلّق بنت عبد الرّحمن بن الحكم البتة ، فانتقلها عبد الرّحمن بن الحكم ، فأرسلت عائشة أم المؤمنين إلى مروان بن الحكم وهو أمير المدينة ، فقالت : اتّق الله يا مروان وردّ المرأة إلى بيتها ، فقال مروان ـ في حديث سليمان بن يسار (٣) ـ : عبد الرّحمن غلبني ـ وقال مروان في حديث القاسم ـ أوما بلغك شأن فاطمة بنت قيس ، فقالت عائشة : لا يضرك أن لا تذكر حديث فاطمة ، قال مروان : فإن كان بك الشرّ فحسبك ما بين هذين من الشر.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال (٤) :

وولد الحكم بن أبي العاص أحد عشر (٥) رجلا ونسوة : عثمان الأكبر ، والحارث ، ومروان ، وعبد الرّحمن ، وصالحا ، وأم البنين ولدت عثمان ومحمّدا ، وعمرا (٦) بني سعيد بن العاص ، وزينب بنت الحكم ولدت عبد الملك ، والمغيرة ، وعثمان بني أسيد بن الأخنس بن شريق الثقفي ، وأمّهم آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أميّة بن محرّث بن خمل (٧) بن شقّ بن رقبة بن مخرج بن الحارث بن ثعلبة بن كنانة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال : فولد الحكم عثمان الأكبر ، والحارث ، ومروان ، وعبد الرّحمن ، وصالحا ، وأم البنين ، وزينب الكبرى ، وأمّهم

__________________

(١) بالأصل : «بن عثمان» والمثبت عن م.

(٢) عن م وبالأصل : بشار ، تصحيف.

(٣) عن م وبالأصل : بشار ، تصحيف.

(٤) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٥٩ فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.

(٥) في نسب قريش : أحد وعشرين.

(٦) بالأصل : «ومحمد وعمر» والصواب عن نسب قريش وم.

(٧) بالأصل وم : «حمل» والصواب عن نسب قريش.

٣١٢

أم عثمان ، وهي آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرّث بن خمل (١) بن شقّ بن مخرج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة (٢).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال : الإخوة بالشام بعد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خمسة إخوة : مروان بن الحكم بن أبي العاص ، وعبد الرّحمن بن الحكم ، والحارث بن الحكم ، وعثمان بن الحكم ، ويحيى بن الحكم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : عبد الرّحمن بن الحكم أبو المطرّف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا ، أنا محمّد بن علي الخيّاط ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر المقرئ ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد الكاتب ، أنا أبي ، أنا أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السّعيدي ، حدّثني إبراهيم بن فهد بن حكيم ، حدّثني العتبي ، حدّثني أبي قال :

عرض عليّ معاوية فرس وعنده عبد الرّحمن بن الحكم ـ أخو مروان ـ فقال : كيف ترى هذا يا أبا مطرف؟ قال : أراه أجشّ (٣) هزيما ، قال : أجل ، ولكنه لا يطّلع على الكنائن ، قال : يا أمير المؤمنين ، لم استوجبت هذا الجواب؟ قال : قد عوضتك منه عشرين ألفا.

ومعنى قوله : أجش هزيما قول النجاشي (٤) :

ونجّى ابن حرب سابح ذو علالة

أجشّ هزيم والرّماح دواني

وأما قوله : لا تطّلع على الكنائن ، فإنه كان يتهم بنساء إخوته.

قال (٥) : وأنا أبو عمرو السعيدي ، أخبرني موسى بن محمّد بن عبد (٦) الله الأنصاري

__________________

(١) بالأصل وم : «حمل» والصواب عن نسب قريش.

(٢) رسمها وإعجامها مضطربان والمثبت عن م.

(٣) فرس أجش : هو الغليظ الصهيل. وهو مما يحمد في الخيل والهزيم : الشديد الصوت.

(٤) البيت من شواهد تاج العروس بتحقيقنا «جشش» ٩ / ٧٤ منسوبا للنجاشي» والأغاني ١٣ / ٢٦٨.

(٥) كذا ورد السند بالأصل وم معطوفا على السند في الخبر السابق ، أما في المطبوعة فقد أورد السند كاملا.

(٦) بالأصل : علي ، ثم شطبت بخطين أفقيين ، وعلامة تحويل إلى الهامش ، وما أثبت عن هامش الأصل وبعده كلمة صح.

٣١٣

عن من أخبره قالوا (١) :

ذكروا أنه لما ادّعى معاوية زيادا كتب بذلك إلى الآفاق فكتب إليه عبد الرّحمن بن الحكم (٢) :

ألا أبلغ معاوية بن حرب

فقد ساخت (٣) بما يأتي اليدان

أتغضب أن يقال أبوك عفّ

وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد

كرحم الفيل من ولد الأتان

وأشهد أنها حملت زيادا

وصخر من سمية غير داني

فلما قرأ معاوية الكتاب رمى به وغضب على عبد الرّحمن غضبا شديدا وقال : والله لا أرضى عنه (٤) حتى يرضى زياد ، وغضب على مروان بن الحكم ، ومنع سعيد بن العاص عطاءه ، وقال : لا أرضى عنهم حتى يرضى زياد.

فأتى عبد الرّحمن بن الحكم العراق ، فلما دخل على زياد أنشأ يقول :

ألا من مبلغ عنا زيادا

مغلغلة من الرّجل الهجان (٥)

حلفت بربّ مكة والمطايا (٦)

وربّ العرش أحلف والقران

لانت زيادة في آل حرب

أحبّ إلي من وسطى بناني

وأنت أخ وعمّ وابن عمّ

بعون الله في هذا الزّماني

كذاك أراك والأنباء تسري

لا أدري بغيب ما تراني

فقال زياد : أراك شاعرا ، فقبلها ، وكتب إلى معاوية بالرضى ، فرضي عنه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله فيما قرأ علي إسناده ، وناولني إياه فقال : اروه عني ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، أنا أحمد بن يحيى ، نا عمر بن شبّة عن أشياخه قال :

__________________

(١) في م : قال.

(٢) الخبر والأبيات في الأغاني ١٣ / ٢٦٥ وبعضهم نسب الأبيات إلى ابن مفرغ ، قال أبو الفرج : وهذا غلط. وانظر الشعر والشعراء ص ٢١٢.

(٣) في المطبوعة : ضاقت.

(٤) في م : عنهم.

(٥) المغلغلة : الرسالة ، والرجل الهجان : الرجل الكريم الحسب.

(٦) في الأغاني : والمصلى وبالتوراة.

٣١٤

قال معاوية بن أبي سفيان لعبد الرّحمن بن الحكم : أراك تعجب بالشعر ، فإن فعلت فإياك والتشبيب بالنساء ، فإنك تعرّبه الشريفة ، وترمي به العفيفة ، وتقرّ على نفسك بالفضيحة وإياك والهجاء ، فإنك تحنق به كريما وتستثر به لئيما ، وإياك والمدح ، فإنه كسب (١) الوقاح وطعمة السوال (٢) ، ولكن أفخر بمفاخر قومك ، وقل من الأمثال ما تزين به نفسك وشعرك ، وتودد به إلى غيرك.

وقال : الشعر أدنى مروءة السري ، وأفضل مروءة الدني.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق ، وأبو علي بن نبهان.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.

قالوا : أنا أبو علي الحسن بن أحمد (٣) بن إبراهيم ، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم قال : نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب ، قال :

وقال معاوية لعبد الرّحمن بن الحكم بن أبي العاص : قد رأيتك تعجب بالشعر ، فإذا فعلت فإياك والتشبيب بالنساء ، فتعرّ الشريفة ، وترمي العفيفة ، وتقرّ على نفسك بالفضيحة ، وإياك والهجاء فإنك تحنق به كريما ، وتستثر به لئيما ، وإياك والمدح فإنه كسب الوقاح وطعمة السؤال ، ولكن افخر بمفاخر قومك ، وقل من الأمثال ما تزيّن به نفسك وشعرك ، وتؤدب به غيرك.

قال : ويقال : الشعر أدنى مروءة السري ، وأفضل مروءة الدني.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا محمّد بن أحمد المعدّل ، أنبأ أبو طاهر الذّهبي ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار (٤) ، حدّثني محمّد بن حسن المخزومي ، قال :

لما أدخل ثقل الحسين بن علي على يزيد بن معاوية ، ووضع رأسه بين يديه بكى يزيد وقال (٥) :

__________________

(١) عن م وبالأصل : نسبة.

(٢) الأصل وم ، وفي المطبوعة : السواد.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : الحسن بن إبراهيم بن أحمد.

(٤) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٢٨.

(٥) البيت للحصين بن الحمام المري ، من قصيدة في شرح اختيارات المفضل ١ / ٣٢٥ وانظر مروج الذهب ٣ / ٧٥ وتاريخ الطبري ٥ / ٣٩٠.

٣١٥

يفلقن هاما من رجال أحبّة

إلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما

أما والله لو كنت أنا صاحبك ما قتلتك أبدا ، فقال علي بن حسين : ليس هكذا ، قال : فكيف يا ابن أم؟ فقال : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ، إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)(١) وعنده عبد الرّحمن بن الحكم ، فقال عبد الرّحمن (٢) :

لهام بجنب الطّفّ (٣) أدنى قرابة

من ابن زياد العبد ذي النسب الوغل (٤)

سمية أمسى نسلها عدد الحصى

وبنت رسول الله ليس لها نسل (٥)

فرفع يزيد يده فضرب صدر عبد الرّحمن ، وقال : اسكت.

[أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب ، أنا عبد الكريم بن الحسن بن رزمة](٦) أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي ، نا ابن أبي الدنيا ، قال

بلغني عن حفص بن عمر ، وأبي عمر العمري قال : مرّ عبد الرّحمن بن الحكم بن [أبي](٧) العاص بناس من بني جمح ، فنالوا منه ، فبلغه ذلك فمرّ بهم وهم جلوس ، فقال : يا بني جمح قد بلغني شتمكم إياي ، وانتهاككم ما حرّم الله ، وقديما شتم اللئام الكرام ، وأبغضهم (٨) ، وأيم الله [ما يمنعني](٩) منكم إلّا شعر عرض لي [فذلك الذي حجزني عنكم.

فقال رجل منهم : وما الشعر الذي نهاك عن شتمنا؟.

قال : فقال عبد الرحمن :](١٠)

فو الله ما بقيا عليكم تركتكم

ولكنى أكرمت نفسي عن الجهل

بأوت بها عنكم وقلت لعاذلي

على الحلم دعني قد تداركني عقلي

وجللني شيب القذال ومن يشب

يكن قمنا أن يستفيق عن العذل

__________________

(١) سورة الحديد الآية ٢٢.

(٢) البيتان في الأغاني ١٣ / ٢٦٣.

(٣) الطفّ : أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية ، فيها قتل الحسين بن علي (رض) (انظر معجم البلدان)

(٤) الأغاني : ابن زياد الوغد ذي الحسب الرذل.

(٥) في البيت إقواء.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م لتقويم السند.

(٧) زيادة عن م.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٤ / ٢٤١ والمطبوعة : وابغضوهم.

(٩) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(١٠) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

٣١٦

وقلت لهم ، والقوم أخطأ رأيهم

فقالوا وخالوا الوعث كالمنهج السهل

فمهلا أريحوا الحكم بيني وبينكم

بني جمح لا تشربوا كدر الضحل (١)

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنا أبو الفرج إبراهيم بن علي بن سيبخت ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، أنشدني ميمون بن إبراهيم ، أنشدني علي بن عثمان النحوي ، أنشدني عبادة بن صهيب لعبد الرّحمن بن الحكم :

وأكرم ما تكون عليّ نفسي

إذا ما قلّ في الكربات مالي

فتحسن سيرتي وأصون عرضي

ويجمل عند أهل الرأي بالي (٢)

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر بن المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار حدّثني إسماعيل بن أبي أويس ، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه.

أن خالد بن عقبة بن أبي معيط لما أخرج أهل المدينة مروان بن الحكم قال :

فو الله ما أدري وإني لقائل

تعاجزت يا مروان أم أنت عاجز

فررت ولمّا تغن شيئا ، وقد ترى

بأن سوف ينثو الفعل حاد وراجز

قال : فأجابه عبد الرحمن بن الحكم فقال :

أخالد أكثرت الملامة والأذى

لقومك لما هزهزتك الهزاهز

أخالد إن الحرب عوصاء (٣) مرة

لها كفل ناب عن الكفل ناشز

تعجز مولاك الذي لست مثله

وأنت بتعجيز امرئ الصدق عاجز

هو المرء يوم الدار لا أنت ، إذ دعا

إلى الموت يمشي حاسرا ، من يبارز (٤)

أخبرنا أبو علي بن نبهان في كتابه ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم ، وأبو علي بن نبهان.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو طاهر.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : كدر الوحل.

(٢) الأصل وم ، وفي المطبوعة : حالي.

(٣) عوصاء : شديدة.

(٤) الأصل وم ، وفي المطبوعة : من يناجز. وهما بمعنى.

٣١٧

قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا محمد بن الحسن بن مقسم ، نا أبو العباس ثعلب قال : قال ابن الأعرابي : قال عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص ـ أخو مروان ـ في يوم راهط (١) :

لحا الله قيسا قيس عيلان إنها

أضاعت فروج (٢) المسلمين وولّت

أترجع (٣) كلب قد حمتها رماحها

وتترك قتلى راهط ما أجنّت

فشاول (٤) بقيس في الطعان ولا تكن

أخاها ، إذا ما المشرفية سلّت

ألا إنما قيس بن عيلان قملة

إذا شربت هذا العصير تغنّت (٥)

قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي ، أنا أبو محمد عبد الله بن عطية بن حبيب ، أنا أبو علي محمد بن القاسم ، أنا علي بن بكر ، عن أحمد بن عبد العزيز ، نا أبو عبيدة بن زيد قال :

أرسل عبد الرحمن أخاه مروان ليخطب له إلى رجل شريف (٦) ، فتزوج مروان وترك أخاه ، فكان يشبب بنسائه ، فوجهت إليه أم أبان ، فقالت : أما تستحي وأنا أختك من الرضاعة؟ فقال عبد الرحمن : ـ أنشدني بعضه أحمد بن عبد العزيز ـ :

وكأس نرى بين الإناء وبينها

قذى العين قد نازعت أم أبان

ترى شاربيها حين يعتورانها

بميلان أحيانا ويعتدلان

فما ظنّ ذا الواشي بأروع ما جد

وبدآء خود حين يلتقيان

وما خلت أمي حرمتك صغيرة

عليّ ولا أرضعت لي بلبان

دعتني أخاها بعد ما كان بيننا

من الأمر ما لا يفعل الأخوان

وبتنا فريق الحي لا نحن منهم

ولا نحن بالأعداء مختلطان

وبات يقينا ساقط الطل والندى

من الليل بردا يمنة عطران

__________________

(١) الأبيات الثلاثة الأولى في الطبري ٥ / ٥٤٤ والأول والثالث في ديوان الحماسة (شرح المرزوقي) ص ١٤٩٩ ، والثالث من شواهد اللسان (شول) والأخير من شواهد تاج العروس بتحقيقنا (بقق).

(٢) الطبري : ثغور المسلمين.

(٣) الطبري : أتذهب كلب.

(٤) الطبري : فباه بقيس في الرخاء.

(٥) رواه في تاج العروس بتحقيقنا بقق :

ألا إنما قيس بن عيلان بقة

إذا وجدت ريح العصير تغنّت

(٦) ليست في م.

٣١٨

تقدّي (١) بذكر الله في ذات بيننا

إذا كان قلبانا بنا بجبان (٢)

تقول وقد جردتها من ثيابها

وقلّص عن أنيابها الشفتان

تعلم يقينا (٣) أن مروان قاتلي

ومنزوعة من ظهرك العضدان

قال ابن بكر : أنشدني ابن عبد العزيز أبياتا فيها البيت الأخير (٤) : «وما خلت أمي حرمتك صغيرة» وتمام الشعر أراه لعبد الرحمن.

٣٧٩٧ ـ عبد الرحمن بن حنبل بن مليك

ـ ويقال : ابن عبد الله بن حنبل ـ

أبو حنبل (٥)

وأبوه من أهل اليمن ، صار إلى مكة ، وتزوج بأم صفوان بن أمية صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح [فولدت له : عبد الرحمن وكلدة ابنا حنبل](٦) شهد حصار دمشق مع خالد بن الوليد ، وجعله على الرجالة يوم قاتل مدد الروم لأهل بصرى. وبعثه خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق يبشره بوقعة أجنادين ، ثم رجع إليه ، وشهد الفتح معه ، وقال في ذلك شعرا (٧) :

أبلغ أبا سفيان عنا بأننا

على خير حال كان جيش يكونها

وأنّا على بابي دمشقة نرتمي

وقد حان من بابي دمشقة حينها

[أخبرنا (٨) أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء محمد بن علي ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري (٩) ، أنا أبو أمية الأحوص بن

__________________

(١) إعجامها مضطرب في الأصل ، والمثبت عن م ، وتقدي من القدوة ، وتقدت به دابته : لزمت سنن الطريق.

(٢) عجزه بالأصل وم مضطرب الرسم والإعجام ، أثبتنا العجز عن المطبوعة.

(٣) عن م وبالأصل : قليلا.

(٤) الأصل وم : «أبياتا منها البيتين الأخيرين» صوبنا العبارة عن المطبوعة.

(٥) ترجمته وأخباره أسد الغابة ٣ / ٣٣٥ والإصابة ٢ / ٣٩٥ وفيها : حسل بدل حنبل والاستيعاب ٢ / ٤١٤ (هامش الإصابة).

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٧) البيتان في الإصابة ٢ / ٣٩٥.

(٨) من هنا ، ما ورد بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م ، وسنشير إلى نهاية السقط في موضعه.

(٩) قسم من اللفظة مكانه بياض في م ، والمثبت قياسا إلى سند مماثل.

٣١٩

المفضل بن غسان الغلّابي ، نا أبي ، أخبرني أبو عبد الله ـ يعني مصعبا الزبيري ـ قال :

كان كلدة وعبد الرحمن ابنا حنبل بن مليك من أهل اليمن ، نزع أبوهم إلى مكة ، وكان عداده في بني جمح ، وهما ابنا صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. وكان أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ابن عم معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، وصديقا له ، ونديما ، فزعموا أنه شرب معه ، فمرت ابنته صفية بنت ، فقال له أمية بن خلف : من هذه؟ قال : ابنتي ، قال : زوجنيها ، قال : فزوجه إياها ، فولدت له صفوان بن أمية ، فوقع بين أمية ومعمر شرّ ، فجحدها وقال : ما هي ابنتي ، فطلقها أمية بن خلف [أنفة حين انتفى](١) منها ، فغضب معمر ، فزوجها حنبل بن مليك (٢) ، فولدت له كلدة وعبد الرحمن ، وهما من مسلمة الفتح ، وقتل عبد الرحمن بن حنبل مع علي بصفين.

وقد كان هجا عثمان ظالما له ، وذلك أنه أتاه ، فذكر له أن ناقته ماتت فحمله ، ثم أتاه ثانية فحمله ، فلما كان في الثالثة منعه ، وقال : ما هذا؟ في كل يوم تنفق ناقتك! فهذا سبب هجائه إياه ، فحبسه عثمان ، فكلمه فيه علي ، فقال عبد الرحمن يهجو عثمان :

فإن الأمينين قد بيّنا

منار الطريق عليه الهدى

وأحلف بالله جهد اليمين

ما ترك الله أمرا سدى

فما أخذا درهما غيلة

ولا قسما درهما في هوى

وليس لكلدة بن الحنبل غير هذا الحديث ـ يعني حديث ابن جريج ، عن عمرو بن أبي سفيان ، أن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره ، أن كلدة بن حنبل (٣) أخبره ، أن صفوان بن أمية بعثه](٤).

ذكر ذلك كله عبد الله بن محمد بن قدامة القدامي عن رجاله في كتابه الذي صنفه في فتوح الشام. وقرأته في كتاب عبد العزيز وعبد الواحد ابني محمد بن عبدويه ، عن أبي محمد بن ذكوان البعلبكي ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عمار بن حبش ، عن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي ، عن القدامي ، وعبد الرحمن هو أخو كلدة بن الحنبل ، وهما أخوا صفوان بن أمية لأمه ، أمهم جميعا صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.

__________________

(١) بياض في م ، والمضاف عن المطبوعة.

(٢) في م : مالك.

(٣) في المطبوعة : الحنبل.

(٤) إلى هنا انتهى الاستدراك عن م.

٣٢٠