تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو الحسين ، وأبو عبد (١) الله الخلّال ـ شفاها ـ قال : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٢) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن ، قالا : أنا أبو محمّد ، قال (٣) :

عبد الرّحمن بن أبي ثور ، قال : وفدنا إلى معاوية ، روى عنه أبو السّفر ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) في م : «أخبرنا أبو عبد الله الخلال شفاها» وفي المطبوعة : أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله ...

(٢) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل ، وأضيف عن م.

(٣) الجرح والتعديل ٥ / ٢١٩.

٢٦١

حرف الجيم

٣٧٧٥ ـ عبد الرّحمن بن جميل الكلبي

ولي الشرط والخاتم للوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن (١) السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٢) قال : في تسمية عمال الوليد بن يزيد : شرط الوليد : عبد الرّحمن بن جميل (٣) الكلبي ، ثم عزله ، وولي عبد الله بن عامر الكلاعي.

الخاتم والخزائن وبيوت الأموال : عبد الرّحمن بن جميل (٤) الكلبي مع الشرط.

قال خليفة (٥) في تسمية عمال يزيد بن الوليد الناقص : خاتم الخلافة : عبد الرّحمن بن جميل (٦) الكلبي ، ويقال : قطن مولاه.

٣٧٧٦ ـ عبد الرّحمن بن جنادة

هو عبد الملك بن جنادة

يأتي في موضعه إن شاء الله عزوجل.

٣٧٧٧ ـ عبد الرّحمن بن جيش بن شيخ

أبو محمّد الفرغاني

سكن الشاغور (٧) ، وحدّث بها عن أبي إسحاق إبراهيم بن زهير المقرئ الحلواني ،

__________________

(١) عن م وبالأصل : أبو الحسين تصحيف ، والسند معروف.

(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٦٧.

(٣) عند خليفة : بن حنبل ، تصحيف.

(٤) عند خليفة : بن حنبل ، تصحيف.

(٥) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٧١.

(٦) عند خليفة : بن حنبل ، تصحيف.

(٧) الشاغور : محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة ، وهي في ظاهر المدينة (معجم البلدان).

٢٦٢

وأحمد بن علي بن سعيد القاضي ، ومحمّد بن حصن بن خالد الألوسي ، ومحمّد بن عبد الحميد (١) الفرغاني ، وإسماعيل بن محمّد بن قيراط ، وجعفر الفريابي ، وزكريا بن يحيى السّجزي ، وعبد الله بن محمّد بن منصور بن الجنيد الرازي ، وأبي يحيى محمّد بن سعيد الخريمي ، وداود بن سليمان الفرغاني ، ومحمّد بن يحيى بن سليمان المروزي ، وأحمد بن محمود الهروي ، ومحمّد بن عبد الله بن أحمد اليزني ـ بهمذان ـ وإبراهيم بن سعيد البزار الهمذاني ، وأبي محمّد عبد الله بن يحيى الأسدآبادي ، وأبي القاسم البغوي.

روى عنه : تمّام بن محمّد ، وأثنى عليه خيرا ، فقال : أخبرنا الشيخ الصالح [وأبو محمد بن أبي نصر ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر](٢).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي اللّبّاد.

ح وأخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد.

قالا : أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد بن عبد الله الرازي ، نا أبو محمّد عبد الله (٣) بن جيش الفرغاني الشيخ الصالح ـ قراءة عليه ـ نا أبو إسحاق إبراهيم بن زهير المقرئ ـ بحلوان ـ نا أبو السّكن مكي بن إبراهيم البلخي ، نا أبو هلال ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أبي موسى الأشعري ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة» (٤) ، الحديث [٧٠٠٠].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو محمّد الصوفي ، أنبأ تمّام بن محمّد ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن جيش بن شيخ الفرغاني ـ قراءة عليه ـ نا إبراهيم بن زهير المقرئ ـ بحلوان ـ نا مكي بن إبراهيم ، نا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لا تقدموا بين يدي رمضان بصوم ، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإنّ غمّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما» [٧٠٠١].

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : «عبد المجيد» واللفظة غير ظاهرة في م لسوء التصوير ، وسيمر في كتابنا «راجع تراجم حرف الميم : باسم محمد بن عبد المجيد.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٣) كذا بالأصل وم ، وهو صاحب الترجمة والصواب : عبد الرحمن.

(٤) الأترجة : شجر يعلو ، ناعم الأغصان والورق والثمر ، وثمره كالليمون الكبار وهو ذهبي اللون ذكي الرائحة حامض الماء (المعجم الوسيط).

٢٦٣

قال : فكان ابن عمر إذا كان ذلك اليوم أرسل من ينظر إلى الهلال ، فإن رآه أصبح صائما ، وإن لم يره أصبح مفطرا ، وإن كان بينه وبينه سحاب أصبح صائما.

قال تمّام : المتأخرون يحدّثون عن مكي بن إبراهيم ، عن عبيد الله بن عمر (١).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى ، أنا تمّام بن محمّد ، أخبرني أبو محمّد عبد الرّحمن بن جيش بن شيخ الفرغاني الشيخ الصالح في منزله بالشاغور : بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال :

عبد الرّحمن بن جيش بن شيخ أبو محمّد الفرغاني نزيل دمشق ، حدّث عن إبراهيم بن زهير الحلواني ، وزكريا بن يحيى السّجزي ، وأحمد بن علي بن سعيد قاضي حمص ، وداود بن سليمان الفرغاني ، ومحمّد بن يحيى بن سليمان المروزي ، وأحمد بن محمود الهروي ، روى عنه أبو محمّد بن أبي نصر ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر الدمشقيان ، وتمّام بن محمّد الرازي.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) : أما جيش أوله جيم مفتوحة ، وبعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها ، وأما شيخ بشين وخاء معجمتين.

أبو محمّد عبد الرّحمن بن جيش بن شيخ الفرغاني ، نزيل دمشق ، روى عن إبراهيم بن زهير الحلواني ، وزكريا بن يحيى السّجزي ، وأحمد بن علي بن سعيد قاضي حمص ، وداود بن سليمان الفرغاني ، ومحمّد بن يحيى (٣) المروزي ، وأحمد بن محمود الهروي ، حدّث عنه أبو محمّد بن أبي نصر ، وتمّام بن محمّد ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

__________________

(١) في م : عبيد الله بن عمرو.

(٢) الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٥٥.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي الإكمال : محمد بن يحيى بن سليمان المروزي.

٢٦٤

حرف الحاء

٣٧٧٨ ـ عبد الرّحمن بن الحارث الأعور

ابن عبد الله الهمداني الكوفي

ذكر الواقدي أنه غزا الصائفة سنة ثلاث (١) وأربعين مع عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد ، فجعله على المغانم ، وكان من أحسب الناس ، فأمر له بوصيفتين ، فأبى أن يقبلهما.

٣٧٧٩ ـ عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة

ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم

أبو محمّد المخزومي (٢)

من أهل المدينة.

أدرك عصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وروى عن عمر (٣) ، وعثمان ، وعلي ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وأم سلمة ، [وأبيه الحارث](٤).

روى عنه : ابنه أبو بكر ، وعامر الشعبي (٥).

__________________

(١) في م : ثمان.

(٢) ترجمته وأخباره في : أسد الغابة ٣ / ٣٢٧ والإصابة ٣ / ٦٦ وتهذيب الكمال ١١ / ١٤٦ وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٥٠ ونسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٠٣ وميزان الاعتدال ٢ / ٥٥٤ والعقد الثمين ٥ / ٣٤٥ مشاهير علماء الأمصار رقم ٤٤٥ سير أعلام النبلاء ، ٣ / ٤٨٤.

(٣) استدركت على هامش م.

(٤) ما بين معكوفتين أضيف عن م.

(٥) انظر تهذيب الكمال ، فقد ذكر أسماء أخرى من شيوخه وممن روى عنه.

٢٦٥

وخرج مع أبيه الحارث بن هشام إلى الشام مجاهدا وهو صغير ، وأقام بالشام مدة ثم رجع إلى المدينة ، وأرسلته عائشة إلى معاوية بدمشق يكلّمه في حجر ابن (١) الأدير الكندي ، فألفاه قد قتله ، وكان عبد الرّحمن ممن ارتضاه (٢) عثمان بن عفان لإعراب المصحف.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس ، قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي (٣) ، أنا الحاكم أبو أحمد ، نا محمّد بن مروان ـ يعني محمّد بن خريم ـ نا هشام بن عمّار ، نا سعيد بن يحيى اللّخمي ، نا ابن إسحاق ، عن محمّد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، عن عبد الملك بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، عن أبيه.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تزوج أم سلمة في شوال ، وجمعها في شوال ، وقالت : يا رسول الله سبّع عندي ، قال : «إن شئت سبّعت عندك ، ثم سبّعت عند صواحبك ، وإن شئت فثلاثك» ، قلت : بل ثلاثي ، ثم تدور عليّ في يومي [٧٠٠٢].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن هارون ، نا أحمد بن خالد ، نا محمّد بن إسحاق ، عن محمّد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، عن عبد الملك بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبيه.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تزوج أم سلمة في شوال ، وجمعها في شوال ، وقالت : يا رسول الله سبّع عندي ، فقال : «إن شئت سبّعت لك ، ثم سبّعت بعد لصواحبك ، وإن شئت ثلّثت» ، فقلت : لا بل ثلّث ثم تدور علي في يومي [٧٠٠٣].

كذا أخرجه البغوي في ترجمته ، ووهم فيه ، إنما هو عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث ، عن أبيه أبي بكر ، وأبو بكر لم يدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيكون الحديث مرسلا لا مدخل لعبد الرحمن فيه.

وقد رواه يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق (٤) على الصواب :

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ،

__________________

(١) الأصل : أبي ، تصحيف ، والصواب عن م.

(٢) الأصل : «أوصاه» والمثبت عن م.

(٣) الأصل : «الجيرودي» وبدون إعجام في م ، والصواب ما أثبت وقد مرّ.

(٤) بالأصل وم : أبي إسحاق.

٢٦٦

أنا محمّد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن (١) إسحاق (٢) ، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبيه ، قال :

تزوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أم سلمة في شوال ، وجمعها في شوال ، فقالت له : سبّع عندي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن شئت فعلت ثم (٣) سبّعت عند صواحبك ، وإن شئت فثلّثت (٤) ثم أدور عليك (٥) بيومك» ، فقلت : لا بل ثلاث.

وهذا أصوب من رواية سعدان ، وأحمد بن خالد الوهبي.

ورواه مالك عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أخيه عبد الملك بن أبي بكر ، عن أبيه أبي بكر مرسلا.

وكذلك رواه عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن ، عن الزهري ، عن عبد الملك.

ورواه سفيان الثوري ، عن محمّد بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن عبد الملك ، عن أبيه أبي بكر ، عن أم سلمة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وكذلك رواه عبد الواحد بن أيمن المكي ، عن أبي بكر.

ورواه عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو ، والقاسم بن محمّد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أم سلمة مطولا.

فأما حديث مالك.

فأخبرناه أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنبأ أبو عثمان البحيري ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، أنا أبو مصعب الزهري ، نا مالك بن أنس (٦) : عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن عبد الملك بن أبي بكر ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين تزوج أم سلمة وأصبحت عنده قال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس بك على

__________________

(١) عن م وبالأصل : أبي.

(٢) الخبر في سيرة ابن إسحاق ص ٢٤٤ رقم ٣٧٩.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي سيرة ابن إسحاق : وسبعت.

(٤) تقرأ بالأصل : فبكيت (كذا ، ولا معنى لها) ، والمثبت عن م ، وفي ابن إسحاق : فثلاثا.

(٥) في سيرة ابن اسحاق : أدور عليهن في يومك.

(٦) الحديث في موطأ مالك : باب المقام عند البكر والأيم ص ٢٧٨ رقم ٤ / ١١.

٢٦٧

أهلك هوان ، إن شئت سبّعت عندك ، وسبّعت عندهن ، وإن شئت ثلّثت عندك ودرت» ، قالت : بل ثلّث [٧٠٠٤].

تابعه سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن أبي بكر.

وأمّا حديث سفيان :

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، حدّثني محمّد بن أبي بكر ، عن عبد الملك بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن أم سلمة.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما تزوّجها أقام عندها ثلاثة أيام وقال : «إنّه ليس بك على أهلك هوان ، وإن شئت سبّعت لك ، وإن سبّعت لك سبّعت لنسائي» [٧٠٠٥].

[(٢) ورواه عبد الرزاق عن الثوري ولم يذكر أم سلمة في إسناده :

أخبرناه أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبي أبو القاسم ، أنا أبو نعيم الاسفرائيني ، أنا يعقوب بن إسحاق ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزاق (٣) عن الثوري ، عن (٤) محمد بن عمرو بن حزم ، عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام عن أبيه قال : مكث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند أم سلمة ثلاثا ثم قال : «ليس بك على أهلك هوان ، إن شئت سبّعت لك ، وإن سبّعت لك سبّعت لنسائي»].

وأمّا حديث عبد الحميد ، والقاسم.

فأخبرناه أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن (٥) عبد الكريم ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرحمن ، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح (٦) وأخبرتنا أم المجتبا العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو خيثمة ، نا روح بن عبادة ، نا ابن جريج ، أخبرني

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ١٠ / ١٧٦ رقم ٢٦٥٦٦.

(٢) الخبر التالي المستدرك بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٣) المصنف الجامع لعبد الرزاق ٦ / ٢٣٦ رقم ١٠٦٤٦.

(٤) المصنف الجامع : عن عبد الله بن أبي بكر.

(٥) «عبد المنعم» أضيفت عن هامش الأصل وبعدها صح.

(٦) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

٢٦٨

حبيب بن أبي ثابت أن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو ، والقاسم بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام [أخبراه : أنهما سمعا أبا بكر عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام](١) يحدث ـ وقال ابن المقرئ : يخبر ـ أن أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرته.

أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها ابنة أبي أمية بن المغيرة فكذّبوها ، ويقولون : ما أكذب الغرائب ، حتى أنشأ ناس منهم الحجّ ، فقالوا : تكتبين إلى أهلك ، فكتبت معهم فرجعوا إلى المدينة يصدّقونها ، فازدادت عليهم كرامة ، قالت : فلما وضعت زينب جاءني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطبني ، فقلت : مثلي ينكح؟ أما أنا فلا ولد فيّ ، وأنا غيور ـ وفي حديث ابن المقرئ : عجوز ـ ذات عيال ، قال : «أنا أكبر منك ، وأما الغيرة فيذهبها الله عزوجل ، وأمّا العيال فإلى الله وإلى رسوله» ، فتزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعل يأتيها فيقول : «أين زناب؟» حتى جاء عمّار فاختلجها فقال : هذه تمنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت ترضعها فجاء إليها ـ وفي حديث ابن المقرئ : فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : «أين زناب؟» فقالت : قريبة بنت أبي أمية ، ووافقها عندها ـ أخذها ابن ياسر ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي آتيكم الليلة» ـ زاد ابن المقرئ ـ قال (٢) : وقالا فوضعت ثفالي (٣) فأخرجت حبّات من شعير كانت في جرتي ، وأخرجت شحما ، فعصدت (٤) له ، قالت : فبات ثم أصبح ، فقال حين أصبح : «إنّ لك على أهلك كرامة ، إن شئت سبّعت لك ، وإن أسبّع لك أسبّع لنسائي».

وقد رواه يحيى بن سعيد الأموي ، عن ابن (٥) جريح مختصرا إلّا أنه أخطأ في نسب بعض رواته.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٦) ، حدّثني أبي ، نا يحيى بن سعيد الأموي ، أنا ابن جريج ، عن حبيب بن أبي ثابت (٧) ، عن عبد الحميد بن عبد الله ، والقاسم بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ،

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : قالت.

(٣) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، والثفال : بالكسر ، جلدة تبسط تحت رحى اليد ليدق عليها الدقيق (انظر النهاية واللسان تفل).

(٤) العصيد : دقيق يلت بالسمن ويطبح (اللسان).

(٥) بالأصل : أبي ، تصحيف.

(٦) مسند أحمد ١٠ / ٢٠٢ رقم ٢٦٦٨٥.

(٧) بعده بالأصل وم : «عن عبد الحميد بن أبي ثابت» حذفناه بما وافق عبارة المسند ، وانظر ترجمة حبيب بن أبي ثابت في تهذيب الكمال ٤ / ١١٠ وذكر المزي من شيوخه عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو.

٢٦٩

عن أبي بكر بن الحارث بن هشام ، عن أم سلمة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها : «إن شئت سبّعت لك ، وإن أسبّع لك أسبّع لنسائي» [٧٠٠٦].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن (١) ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خياط قال (٢) : عبد الرحمن [بن الحارث](٣) بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني أحمد بن زهير ، أنا مصعب قال :

كان عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام يكنى أبا محمّد.

قال ابن زهير : بلغني أن عبد الرّحمن بن الحارث كان ابن عشر سنين حين قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكار ، قال (٤) :

أمّ عبد الرّحمن بن الحارث وأخته أم حكيم بنت الحارث : فاطمة بنت الوليد بن المغيرة ، وليس للحارث بن هشام ولد إلّا من عبد الرّحمن ، ومن أمّ حكيم.

وأخبرني محمّد بن الضحاك ، عن أبيه قال (٥) :

لما رجع (٦) زياد من الكوفة حجر بن الأدبر الكندي وأصحابه ـ وكانوا اثني عشر رجلا ـ بعثت عائشة أم المؤمنين عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام إلى معاوية ، فوجده قد قتل حجر بن الأدبر وخمسة من أصحابه ، فقال له عبد الرّحمن : أين عزب (٧) عنك حلم أبي

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن م ، والسند معروف.

(٢) طبقات خليفة بن خياط ص ٤٠٨ رقم ١٩٩٧.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، وأضيف عن طبقات خليفة.

(٤) الخبر من طريق الزبير بن بكار رواه المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٤٧.

(٥) من نفس الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٤٨.

(٦) في تهذيب الكمال : «رفع» وفي م والمطبوعة : «رجع» كالأصل.

(٧) بالأصل : «بن عوف» وفي م : «بن عرب» والمثبت عن تهذيب الكمال.

٢٧٠

سفيان في حجر وأصحابه ، ألا حبستهم في السجون وعرّضتهم للطاعون؟ قال : حين غاب عني مثلك من قومي.

قال الزبير (١) : وكان عبد الرّحمن من أشراف قريش ، وشهد الدار فارتثّ جريحا وكان له خمس عشرة بنتا ، فلما أتي به صحن وصاح معهن غيرهن ، فمرّ بهن عمّار بن ياسر فاستمع ثم مضى وهو يقول (٢) :

ذوقوا كما ذقنا غداة محجّر

من الحرّ (٣) في أكبادنا والتحوّب

يريد بذلك أن أبا جهل قتل أمه ، وما كانوا يعذبونه في الجاهلية ، وكان إذا مر بدار عبد الرّحمن بن الحارث وضع يده عليها ، وقال : إنّها محمومة ، يريد : إنها عثمانية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (٤) ، نا محمّد بن سعد.

قال فيمن أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا : عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي ، يكنى أبا محمّد.

قال الواقدي : أحسبه كان ابن عشر سنين حين قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، توفي في خلافة معاوية ، وروى عن عمر وكان في حجره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٥) : ـ

فولد الحارث بن هشام : عبد الرّحمن وأمّ حكيم تزوّجها عكرمة بن أبي جهل ، ثم خلف عليها عمر بن الخطاب ، فولدت له : فاطمة ، وأمّها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكان عبد الرّحمن بن الحارث من أشراف قريش والمنظور إليه ، وله دار بالمدينة ربّة ـ يعني : كثيرة الأهل.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١١ / ١٤٨ ـ ١٤٩.

(٢) البيت في تاج العروس بتحقيقنا : مادة حوب ٢ / ٤٤٦ منسوبا إلى طفيل الغنوي.

(٣) التاج : «الغيظ» والتحوب : التوجع والشكوى والتحزن.

(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ونقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٤٧ عن ابن سعد.

(٥) طبقات ابن سعد ٥ / ٥ وتهذيب الكمال ١١ / ١٤٧.

٢٧١

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : ثنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) :

عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي أبو محمّد المخزومي المديني (٢) كنّاه مالك ، سمع عمر ، وعثمان ، وعائشة ، وأم سلمة ، سمع منه : أبو بكر بن عبد الرّحمن ابنه.

أخبرنا أبو (٣) الحسين ، وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم (٤) ابن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٥) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٦) : عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي القرشي أبو محمّد ، روى عن عمر بن الخطاب ، وعلي ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وأم سلمة ، روى عنه ابنه أبو بكر ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :

أبو محمّد عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، سمع عمر ، وعثمان ، وعائشة ، وأم سلمة ، سمع منه ابنه أبو بكر.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، أنا أبو الفتح الزاهد ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد ، قال : سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول :

عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام أبو محمّد.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٢٧٢.

(٢) فقط في المطبوعة : المدني.

(٣) «أبو الحسين و» ليس في م والمطبوعة.

(٤) «أبو القاسم» استدركت عن هامش الأصل وبعدها صح.

(٥) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

(٦) الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٤.

٢٧٢

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، قال :

عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام نزل المدينة.

وقال في موضع آخر : عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ولد على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسكن المدينة ، ولا أحسبه سمع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد ، قال :

أبو محمّد عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي القرشي ، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

قال محمّد بن عمر الواقدي : كان ابن عشر سنين حين قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سمع عمر بن الخطاب ـ وكان في حجره ، وكانت أمّه عنده ـ وعثمان بن عفّان ، روى عنه ابنه أبو بكر بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنبأ الحسين بن جعفر ، قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (١) :

أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، مدني ، تابعي ثقة ، وأبوه (٢) تابعي ثقة.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب ، قال :

وسمعته ـ يعني الدارقطني ـ يقول : عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، يروى عن علي ، سمع منه ، جليل مدني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا

__________________

(١) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٩٢.

(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٩٠.

٢٧٣

أحمد بن معروف ، نا الحسين بن لفهم ، نا محمّد بن سعد (١) : أنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني ، حدّثني أبي ، عن أبي بكر بن عثمان المخزومي من آل يربوع.

أن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام كان اسمه إبراهيم ، فدخل على عمر بن الخطاب في ولايته حين أراد أن يغير اسم من تسمّى بأسماء الأنبياء فغيّر اسمه ، فسمّاه عبد الرّحمن ، فثبت اسمه إلى اليوم.

قال : وقال محمّد بن سعد (٢) : في الطبقة الأولى من أهل المدينة :

عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة ، وأمه فاطمة ابنة الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ويكنى عبد الرحمن أبا محمّد ، وكان ابن عشر سنين حين قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومات أبوه الحارث بن هشام في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة ، فخلف عمر بن الخطاب على امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة ، وهي أم عبد الرحمن بن الحارث ، فكان عبد الرحمن في حجر عمر ، وكان يقول : ما رأيت ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب ، وروى عن عمر ، وله دار بالمدينة كبيرة ربّة ، وتوفي عبد الرحمن بن الحارث في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وكان رجلا شريفا سخيا مريا ، وكان قد شهد الجمل مع عائشة ، وكانت عائشة تقول : لأن أكون قعدت في منزلي عن مسيري إلى البصرة أحبّ إليّ من أن يكون لي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشرة من الولد كلّهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن بكار بن الرّيّان ، نا أبو معشر ، عن محمّد بن قيس ، قال

ذكر لعائشة يوم الجمل ، فقالت : والناس يقولون يوم الجمل؟ قالوا لها : نعم ، فقالت عائشة : وددت أنّي كنت جلست كما جلس أصحابي ، فكان أحبّ إليّ من أن أكون ولدت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بضعة عشر رجلا كلّهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أو مثل عبد الله بن الزبير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٣) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٤) ، حدّثني أحمد بن شبّويه ، حدّثني سليمان بن صالح ، حدّثني

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٦.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٥.

(٣) الأصل : الكناني بالنون ، والمثبت عن م.

(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٩١.

٢٧٤

عبد الله بن المبارك ، عن محمّد بن إسحاق ، عن يحيى بن عبّاد ، عن أبيه.

سمع عائشة تذكر عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، قالت : كان رجلا سريا له من صلبه اثنا (١) عشر رجلا.

حدّثنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار (٢) ، أخبرني عمي مصعب بن عبد الله ، قال :

زعموا أن عثمان بن عفان مرّ على مجلس بني مخزوم وفيهم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فوقف عليهم وساءلهم ، فقال : إنّه ليسرّني ما أرى من جمالكم وعددكم ، فقال له بعض أهل المجلس : فما يمنعك يا أمير المؤمنين أن تزوّج بعضنا؟ قال : إن شاء عبد الرحمن فعلت ، قال عبد الرحمن : فإنّي أشاء ، فزوّجه مريم ، فولدت لعبد الرحمن جارية اسمها مريم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٣) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٤) ، نا الحكم بن نافع ، نا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزّهري ، نا أنس بن مالك.

أن عثمان بن عفّان أمر زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا المصاحف ، فقال (٥) : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوا بلسان قريش ، فإنّ القرآن نزل بلسانهم ، ففعلوا حتى كتبوا المصاحف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد : أنا محمّد بن عمر ، حدّثني معمر بن راشد ، ومحمّد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال :

أمر عثمان بن عفّان زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ،

__________________

(١) الأصل : «اثني» والصواب عن م وتاريخ أبي زرعة.

(٢) من طريق الزبير بن بكار رواه المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٤٨.

(٣) الأصل : الكناني بالنون ، والمثبت عن م.

(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٩١.

(٥) في م : وقال.

٢٧٥

وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن يكتبوا المصاحف ، وقال لهم : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية منه فاكتبوه (١) بلسان قريش ، فإن القرآن نزل بلسان قريش ، فاختلفا في التابوت ، فقال القرشيون : التابوت ، وقال زيد بن ثابت : التابوه ، فرفعوه إلى عثمان بن عفّان ، فقال : اكتبوه التابوت كما قالت قريش ، فإن القرآن نزل بلسانهم.

قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني هشيم ، عن المغيرة ، عن مجاهد.

أن عثمان أمر أبيّ بن كعب يملي ، ويكتب زيد بن ثابت ، ويعربه سعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف.

ح وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل (٢) بن أحمد ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا العبّاس بن الفضل ، نا العبّاس بن هشام الكلبي ، قال :

قال عبد الله بن عكرمة : دخلت على عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أعوده ، فقلت : كيف تجدك؟ قال : أجدني والله للموت (٣) ، وما موت بأشد عليّ من أمّ (٤) هشام ، أخاف أن تتزوج (٥) بعدي ، فحلفت له أنها لا تتزوج بعده فغشي وجهه نور ثم قال : الآن فلينزل الموت متى شاء ، ثم مات ، فلما انقضت عدتها تزوجت عمر بن عبد العزيز فقلت :

فإن لقيت خيرا فلا يهنئنّها

وإن تعست فلليدين (٦) وللفم

قال : فبلغها ذلك ، فكتبت إليّ : قد بلغني ما تمثّلت به ، وما مثلي ومثل أخيك إلّا كما قال الشاعر :

[وهل كنت إلّا والها ذات ترحة](٧)

قضت نحبها بعد الحنين (٨) المرجّع

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : فاكتبوا.

(٢) عن م وبالأصل : سعيد ، تحريف.

(٣) في م : أجد فيّ والله الموت.

(٤) بالأصل : «أمر» والصواب عن م.

(٥) عن م وبالأصل : يتزوج.

(٦) بالأصل : «فللوالدين» وعلى هامشه : فلليدين وبعدها صح ، وهو ما أثبت ، وفي م والمطبوعة والمختصر : فلليدين.

(٧) صدره استدرك عن م.

(٨) مكانها بياض في م.

٢٧٦

فدع ذكر من قد وارت الأرض شخصه

ففي غير من قد وارت الأرض مقنع (١)(٢)

قال فبلغ ذلك مني كل غيظ فحسبت حسابها ، فإذا هي قد عجلت ، وبقي عليها من عدتها أربعة أيام ، فدخلت على عمر فأعلمته فانتفض النكاح ، وعزل عمر عن المدينة.

كذا قال.

٣٧٨٠ ـ عبد الرّحمن بن الحارث السّلامي الساحلي (٣)

حدّث عن الزّهري ، ومحمّد بن المنكدر ، وعمير بن هاني ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عمر (٤) ، وعطاء الخراساني.

روى عنه : هشام بن عمّار ، والحكم بن موسى.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد ، نا أبو صالح الحكم بن موسى ، نا عبد الرحمن بن الحارث الساحلي ، قال :

قال أبي للزهري (٥) وأنا (٦) عنده : ـ لا نزال نحسن (٧) الظن بالرجل من أهل القرآن وأهل المساجد ثم يخلف. قال الزهري : ذاك النقص يا أبا محمود ، ثم قال الزهري : إنّ الناس كانوا في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهل سنّة ، ولم يكن لهم كبير عبادة ، ولكنهم كانوا يؤدون الأمانة ، ويصدقون النية ، فلما مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هبط الناس درجة ، وكانوا على شريعة من أمرهم مع أبي بكر وعمر ، فلما مات عمر هبط الناس درجة وكانوا مع عثمان حسنة علانيتهم ، لا بأس بحالهم ، حتى قتل عثمان انتهك الحجاب ، وكان الناس في فتنتهم استحلوا الدماء ، فتقاطعوا وتدابروا حتى انكشفت ، ثم ألفهم الله في زمان معاوية بن أبي سفيان رحمه‌الله ، فكانوا أهل دنيا يتنافسون فيها ويتصنعون لها ، ثم حضرتهم فتنة ابن الزبير ، فكانت الصيلم (٨)

__________________

(١) في البيت : إقواء.

(٢) بعدها في المطبوعة : والمحفوظ : فاطمع واللفظتان استدركتا على هامش م. وبهذه الرواية يرتفع الإقواء.

(٣) الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٥.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : عبيد الله بن عمرو.

(٥) عن م وبالأصل : الزهري.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة والمختصر ١٤ / ٢٢٧ وكنا.

(٧) الأصل : «لا تزال تحسن» والمثبت عن م والمطبوعة والمختصر.

(٨) الصيلم : الداهية (اللسان : صلم).

٢٧٧

ثم صلحوا على يدي عبد الملك بن مروان ، فأنت منكر معهم ما تذكر من حسن ظنك بهم ، وخلافهم ، فليس يزال هذا الأمر ينقص حتى يكون أسعد أهل الإسلام أصحاب الحمام والكلاب يعبدون الله على الأمر ، ولا يعرفون حلالا ولا حراما.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل [أنا عبد الله بن جعفر](١) ، أنا يعقوب ، نا هشام بن عمّار ، نا عبد الرّحمن بن الحارث السّلامي ، قال :

سمعت عمير بن هانئ يخطب عند منبر دمشق يقول : يا أيها الناس ، إنّما الهجرة هجرتان : هجرة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهجرة مع يزيد.

قال (٢) : ورأيت زيد بن واقد ، وبرد بن سنان أتيا الوليد (٣) يحملان رأس الوليد بن يزيد على ترس.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أحمد بن محمود ، أنا محمّد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد ، نا أبو صالح الحكم بن موسى ، نا عبد الرّحمن بن الحارث السّاحلي ، عن ربيعة بن عبد الرّحمن ، وعبيد الله بن عمر ، قالا :

لا تقل (٤) للرجل وهو ينازع : اتّق الله فإنه يقبح ، وإذا ذكر رجل في قوم بصلاح فلا تقل : سبحان الله ، فإنها غيبة تدفع (٥) ذاك عنه ، وإذا ذكر رجل من قوم بخير فلا تقل : لا إله إلّا الله ، فإنها إنكار ، وفضل السلام على المعرض رياء ، ولا بأس بالقوم إذا كانوا يتزاورون ، ويتهادون ، لا يقطع العرض ذاك أن يكونوا على حالة.

أخبرنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها (٦) ـ قالا (٧) : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) الزيادة لازمة لتقويم السند عن م.

(٢) القائل عبد الرحمن بن الحارث السلامي ، والخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٩٧.

(٣) كذا بالأصل وم ، وقوله :

«أتيا الوليد» ليست في المعرفة والتاريخ ، وفي المطبوعة : أتيا يزيد بن الوليد.

(٤) في م : لا يقل.

(٥) الأصل : يدفع ، والمثبت عن م.

(٦) في م : أخبرنا أبو عبد الله الأديب شفاها وفي المطبوعة : أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها.

(٧) في م : «قال» ولبست اللفظة في المطبوعة.

٢٧٨

ح (١) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٢) :

عبد الرّحمن بن الحارث السّلامي ، روى عن الزهري ، ومحمّد بن المنكدر ، روى عنه هشام بن عمّار ، سألت أبي عنه فقال : شيخ مجهول ، لا أعلم روى عنه غير هشام ، وأرى حديثه مقارب.

كذا قال أبو حاتم ، وقد روى عنه الحكم بن موسى أيضا.

وبلغني عن محمّد بن عوف الحمصي أنه قال : عبد الرّحمن هذا ضعيف الحديث ولا يعرف.

٣٧٨١ ـ عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة

ابن عمرو (٣) بن عمير بن سلمة

أبو يحيى بن أبي محمّد اللّخمي (٤)

أحد بني راشدة بن أذب بن جزيلة (٥) من لخم ـ وهو مالك ـ بن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

من أهل المدينة.

ولد على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبوه من أهل (٦) بدر حليف لبني أسد.

حدّث عن أبيه ، وعمر (٧) بن الخطاب ، وعثمان بن عفّان ، وأبي عبيدة بن الجرّاح ، وصهيب بن سنان ، وعمرو بن العاص.

روى عنه : ابنه يحيى بن عبد الرّحمن ، وعروة بن الزبير.

وقدم دمشق مع النعمان بن بشير بقميص عثمان حين قتل.

__________________

(١) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

(٢) الجرح والتعديل ٥ / ٢٢٥.

(٣) الأصل : «عمر» والمثبت عن م ، وانظر مصادر ترجمته.

(٤) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٣٢٩ والإصابة ٢ / ٣٩٤ وتهذيب الكمال ١١ / ١٥١ وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٥١ وجمهرة أنساب العرب ص ٣٢٩.

(٥) في تهذيب الكمال : راشد بن أدد بن جديلة.

(٦) الأصل : «بني بدر» والمثبت عن م.

(٧) المطبوعة : وعن عمر.

٢٧٩

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا عثمان بن أحمد بن هارون التّنّيسي ، نا أبو أمية محمّد بن إبراهيم ، نا يعقوب بن محمّد الزهري ، نا إسماعيل بن يعلى بن إسماعيل ، قال : سمعت شيخا من آل حاطب بن أبي بلتعة ـ وهو يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب ـ عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من اغتسل يوم الجمعة ولبس أحسن ثيابه وبكّر (١) ، ودنا كانت كفارة إلى الجمعة الأخرى» أو كما قال.

قال ابن منده : هذا حديث غريب لا يعرف إلّا من هذا الوجه.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٢) ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمّامي المقرئ (٣) ـ ببغداد ـ نا أبو مروان عبد الملك بن محمّد بن عبد العزيز المرواني قاضي مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة ، حدّثني (٤) أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي ، نا أبو الحارث أحمد بن سعيد الفهري ، نا هارون بن يحيى الحاطبي ، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن ، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، نا يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب ، عن أبيه ، عن جده حاطب بن أبي بلتعة ، قال :

بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية ، قال : فجئته (٥) بكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزلني في منزله ، وأقمت عنده ، ثم بعث إليّ وقد جمع بطارقته ، وقال : إنّي سأكلّمك بكلام فأحبّ أن تفهمه مني ، قال : قلت : هلمّ ، قال : أخبرني عن صاحبك أليس هو نبي؟ قلت : بلى ، هو رسول الله ، قال : فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيره؟ قال : فقلت : عيسى بن مريم أليس تشهد أنه رسول الله ، فما له حيث أخذه قمه فأرادوا أن يقتلوه (٦) ألّا أن يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله عزوجل حتى رفعه الله (٧) إلى السماء الدنيا ، فقال لي : أنت حكيم جاء من عند حكيم ، هذه هدايا أبعث بها معك إلى محمّد ،

__________________

(١) الأصل : ويكبر ، والمثبت عن م والمختصر ١٤ / ٢٢٨ والمطبوعة.

(٢) دلائل النبوة للبيهقي ط بيروت ٤ / ٣٩٥ ـ ٣٩٦.

(٣) عن دلائل النبوة وم ، وبالأصل : المعروف ، تحريف.

(٤) في دلائل النبوة : قال : حدثنا.

(٥) في دلائل النبوة : فحييته.

(٦) في دلائل النبوة : «يغلبوه» وبهامشها عن إحدى النسخ : يصلبوه.

(٧) دلائل النبوة : رفعه الله إليه.

٢٨٠