تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

سبع وخمسين وأربع مائة قال : نا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن محمّد بن عمر القصّار بالريّ سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرّازي ، نا أبو سعيد الأشج عبد الله بن سعيد الكندي ، نا ابن أبي غنيّة ، نا أبي ، عن الحكم ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال :

كنت مع حذيفة في المدائن فاستسقى فأتاه دهقان من دهاقينها بإناء من فضة يسقيه فيه ، فحذفه به فطأطأ الدهقان رأسه ، فأخطأه ، ثم قال : إني أعتذر إليكم من شأن هذا الدّهقان ، إنه أتاني بهذا الإناء قبل هذه المرة فنهيته عنه ، فأبى إلّا أن يعود ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«لا تشربوا في الذهب والفضّة ، لا تلبسوا الدّيباج ، ولا الحرير ، فإنها لهم في الدنيا وهي لكم في الآخرة» [٦٩٢٤].

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (١) ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال :

وأما الثاني ـ بضم الباء ـ فهو عبد الجبّار بن عبد الله بن برزة أبو الفتح الأردستاني الجوهري ، سكن دمشق ، وحدّث بها عن علي بن محمّد بن عمر القصّار الرّازي ، وأبي طاهر الزيادي ، وأبي عبد الرّحمن السّلمي النيسابوري وغيرهم ، كتبت عنه ، وسألته عن مولده فقال : ولدت بالريّ في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.

قال لي أبو محمّد بن الأكفاني : ولد أبو الفتح عبد الجبّار في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، وكان شيخا كبيرا ، قلت له هل مات بدمشق؟ فقال : لا ، بل خرج منها قبل حريق الجامع بسنة أو نحوها إلى بغداد ومات بها.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٢) : وأما برزة بضم الأول فهو شيخ سمعت منه بدمشق ، اسمه عبد الجبّار بن عبد الله بن إبراهيم بن برزة أردستاني ، يبيع الجوهر ، ثم لقيته ببغداد وسمعت منه ، وكان يحدّث عن علي بن محمّد بن عمر القصّار الرّازي ، وهو آخر من حدّث عنه فيما أحسب ، ويحدّث عن أبي طاهر بن محمش ، وابن بامويه وغيرهم ، وكان يذكر أن مولده بالريّ (٣).

__________________

(١) الأصل : «المحلى» تصحيف ، مرّ التعريف به.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩.

(٣) وفي الأنساب ذكر السمعاني أنه : كانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، ومات في المحرم من سنة ثمان وستين وأربعمائة بأصبهان.

٢١

كتب ـ مساواة ـ إليّ أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في تذييله تاريخ نيسابور (١) قال.

عبد الجبّار بن عبد الله بن إبراهيم بن برزة الرّازي أبو الفتح نزيل أصبهان ، شيخ صابر مستور من التجار ، قدم نيسابور قديما ، وسمع من أصحاب الأصم ، ومن الأستاذ أبي طاهر الزيادي وطبقتهم (٢).

٣٦٧٧ ـ عبد الجبّار بن عبد الله بن علي

أبو سعد الأرموي (٣)

حدّث بأطرابلس سنة خمس وسبعين وأربع مائة عن أبي عبد الله محمّد بن حامد المروزي ، وسمع منه يخبره سنة سبعين وأربع مائة ، عن أبي محمّد عبد الله بن أحمد الشّيرنخشيري (٤) المروزي ، عن أبي بكر محمّد بن جعفر بن الحسين (٥) البغدادي ، عن أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، عن أبيه ، عن علي بن موسى الرضا بنسخة أهل البيت ، سمع منه سعد بن أحمد (٦) ، وعلي بن أبي روح.

٣٦٧٨ ـ عبد الجبّار بن عبد الله بن علي

أبو القاسم التغلبي الأوجي (٧)

حكى بدمشق عن أبي الفرج حمد بن علي الزعفراني.

كتب عنه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي [بن صابر].

وهو الذي تقدم ، نسبه ابن صابر في موضع هكذا ، وفي موضع آخر عبد الجبّار بن أحمد بن عبد الله (٨) ، فالله أعلم بصوابه (٩).

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر ، أنشدنا الشيخ الأديب أبو القاسم عبد الجبّار بن

__________________

(١) المنتخب من السياق ص ٣٤٣ رقم ١١٢٧.

(٢) بعدها في المنتخب : وروى عنه أبو عبد الله.

(٣) الأرموي بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم ، نسبة إلى أرمية وهي من بلاد أذربيجان (الأنساب).

(٤) في معجم البلدان : شير نخجير وبعضهم يقول : شير نخشير يجعل بدل الجيم شينا معجمة من قرى مرو.

(٥) المطبوعة : الحسن.

(٦) كذا بالأصل ؛ وفي المطبوعة : سمع منه : سعيد بن أحمد بن علي بن أبي روح.

(٧) الأوجي نسبة إلى أوج قرية صغيرة لصنف من الأتراك بما وراء سيحون (معجم البلدان).

(٨) تقدمت ترجمته قريبا.

(٩) بعدها أقحم بالأصل : إلى الجمعة فأتيته.

٢٢

عبد الله بن علي التّغلبي الأوجي رضي‌الله‌عنه لأبي الفرج حمد بن علي الزعفراني أنشده إيّاها

مضيق الأمور إلى مفرج

وكلّ خليّ كأن قد شجي

فيا شامتا (١) بنعيي أفق

فإنّي هناك إلى أن تجي

قال : وأنشدنا الشيخ (٢) الأديب أبو (٣) القاسم لأبي الفرج الزعفراني أنشده إياها :

وما أبواي ويحك أدّباني

ولكن مصبحي (٤) ومساء ليلي

دما بدم غسلت وقد أراني

أرقع جيب أطماري بذيلي

٣٦٧٩ ـ عبد الجبّار بن عبد الله بن محمّد بن عبد الرحيم ـ

ويقال : عبد الرّحمن ـ بن داود

أبو علي الخولاني الدّاراني ، المعروف بابن مهنّى

صنّف تاريخا لداريا.

وروى عن الحسن بن حبيب ، وأحمد بن سليمان بن حذلم ، وأبي الميمون بن راشد ، وعون بن الحسين (٥) بن عون ، ومحمّد بن سليمان بن موسى ، وأبي الحارث أحمد بن سعيد ، ومحمّد بن جعفر الخرائطي ، ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملّاس (٦) ، ومحمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، وأحمد بن عمير (٧) بن جوصا ، وأبي الفوارس أحمد بن علي الأنطاكي ، وأبي علي محمّد بن القاسم بن أبي نصر ، ومحمّد بن أيوب الخشاب بالرّملة ، وعبد الغافر بن سلّامة الحمصي ، وعلي بن يعقوب بن أبي العقب ، ومحمّد بن أحمد بن الوليد بن هشام ، وأبي (٨) الجهم محمّد بن طلّاب ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس بن الدّرفس ، ومحمّد وأحمد ابني عبد الله بن أبي دجانة ، وأبي الحسن (٩) محمّد بن بكّار بن

__________________

(١) بالأصل : «قياسا بيننا ينبغي» صوبنا العبارة وقومنا الوزن عن المختصر ١٤ / ١٥٨.

(٢) الأصل : الأخ ، والمثبت عن المطبوعة.

(٣) الأصل : أبي.

(٤) الأصل : مصبح.

(٥) في المطبوعة : عون بن الحسن بن عبد الله.

(٦) قسم من الكلمة مطموس ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمة جده محمد بن هشام في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٥٣.

(٧) تقرأ بالأصل : «عمر» وهو تحريف ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.

(٨) الأصل : وأبو.

(٩) الأصل : أبي الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن اللباب.

٢٣

يزيد بن بكّار البتلهي (١) ، ومحمّد بن أحمد بن عمارة ، وجعفر بن محمّد بن هشام ، وأبي الحسن أحمد بن محمّد بن علي الأنطاكي الخلّال ـ بأنطاكية ـ ومحمّد بن هارون بن شعيب ، ومحمّد بن إبراهيم القدوري الرّملي.

روى عنه : أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطّبراني ، وعلي بن محمّد بن عبد الله الخراساني المعروف بابن بجيلة الدّارانيان ، وتمام بن محمّد ، وأبو نصر بن الجبّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطّبراني ـ قراءة عليه بداريا ـ نا القاضي أبو علي عبد الجبّار بن عبد الله بن محمّد بن عبد الرحيم الخولاني ، يعرف بابن مهنّى (٢) ، نا أبو الحارث أحمد بن سعيد ، نا أحمد بن منصور الرّمادي ، نا عبد الرزّاق (٣) ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن يحيى (٤) بن عروة بن الزبير ، عن أبيه عن عائشة قالت :

قلت : يا رسول الله إنّ الكهّان كانوا يتحدثوا (٥) بأشياء فنجدها حقا ، قال : «تلك الكلمة الحقّ يخطفها (٦) الجني فيقذفها في أذن وليّه ، فيتكلم (٧) معها مائة كذبة» [٦٩٢٥].

٣٦٨٠ ـ عبد الجبّار بن عبيد الله بن (٨) سليمان

أبو عبد ربّ العزّة (٩)

من أهل دمشق.

سمع معاوية بن أبي سفيان.

__________________

(١) البتلهي بفتح الباء والتاء فوقها نقطتان وتسكين اللام ثم الهاء نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة ينسب إليها ، وذكره (اللباب).

(٢) ليس في تاريخ داريا المطبوع الذي بين يدي.

(٣) المصنف الجامع لعبد الرزّاق ١١ / ٢١٠ رقم ٢٠٣٤٧.

(٤) في المصنف الجامع : هشام بن عروة عن أبيه ، وصوّب محققه بالحاشية «يحيى بن عروة».

(٥) كذا بالأصل ، وهو خطأ ، وفي المختصر ١٤ / ١٥٩ والمطبوعة : «يحدثونا» وفي المصنف الجامع : «يخبرونا».

(٦) بالأصل : «يحفظها» والمثبت عن المصنف الجامع والمختصر.

(٧) كذا ، وفي المصنف الجامع : «فيزيد فيها» وفي المختصر والمطبوعة : «فيكذب معها».

(٨) الأصل : عبد الله ، والمثبت عن مصادر ترجمته ، وهو ما يقتضيه سياق تنظيم التراجم حسب التنظيم الذي اتبعه المصنف.

(٩) ترجمته في : تهذيب الكمال ٢١ / ٣٥٠ (الكنى) ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٩٩ (الكنى) والتاريخ الكبير ٣ / ٢ / ١٠٧ والجرح والتعديل ٦ / ٣٢.

٢٤

وحكى عن أويس القرني.

أنبأنا عنه : محمّد بن عمر الطائي الحمصي ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر (١).

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني المؤدّب ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنبأ أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه ، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي ، نا إبراهيم بن يعقوب ، نا نعيم بن حمّاد ، نا عبد الله بن المبارك ، أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، نا عبد الجبّار بن عبيد الله بن سليمان في قوله تعالى : (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ)(٢) قال : يرسل عليهم من أمر الله أمرا فيولون مدبرين ، ثم تستجيب لهم أعينهم بالدموع ، فيبكون حتى ينفد الدمع ، ثم تستجيب أعينهم بالدم ، فيبكون دما حتى ينفد الدم ، ثم تستجيب لهم أعينهم بالقيح ، فيبكون قيحا حتى ينفد القيح ، وتعود أبصارهم كالحرق في الطين.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي (٣) ، أخبرني أحمد بن شعيب ، نا سلمة بن أحمد ، حدّثني الخطاب ـ وهو ابن عثمان الفوزي ـ نا محمّد بن عمر قال :

سمعت أبا عبد ربّ العزّة عبد الجبّار الدّمشقي يذكر عن أويس القرني قال : كان إذا نظر إلى الرءوس المشوية يذكر هذه الآية : (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ)(٤) ثم يقع مغشيا عليه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأ أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٥) :

عبد الجبّار أبو عبد ربّ العزّة الدّمشقي ، قال ابن المبارك : أبو عبد ربّه ، كنّاه يحيى بن

__________________

(١) انظر أسماء شيوخه وأسماء الذين رووا عنه تهذيب الكمال ٢١ / ٣٥١.

(٢) سورة غافر ، الآيتان : ٣٢ ـ ٣٣.

(٣) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٧٠.

(٤) سورة النور ، الآية : ١٠٤.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ١٠٧.

٢٥

صالح ، سمع معاوية ، وعن أويس القرني ، روى عنه ابن جابر ، ومحمّد بن عمر (١).

كذا فيه ، وصوابه ابن عمر.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ـ شفاها (٢) ـ قال : أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأ أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٣) :

عبد الجبّار أبو عبد ربّ العزّة الدّمشقي ، ويقال : أبو عبد ربّه (٤) ، روى عنه المبارك (٥) ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكّي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :

أبو عبد ربّ العزّة عبد الجبّار الدّمشقي ، سمع معاوية ، روى عنه ابن جابر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن (٦) عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال (٧) : أبو عبد ربّ العزّة اسمه عبد الجبّار.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال :

أبو عبد ربّه ، ويقال : أبو عبد ربّ ، ويقال : أبو عبد ربّ العزّة عبد الجبّار الدّمشقي ، ويقال : عبد الرّحمن بن عبد الله ، سمع أبا عبد الرّحمن معاوية بن أبي سفيان القرشي ، وعن أويس القرني ، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر الأزدي ، ومحمّد بن عمر ، أراه أبا

__________________

(١) كذا بالأصل والتاريخ الكبير ، وفي المطبوعة : «عمرو».

وسينبه المصنف إلى أن الصواب : «عمر» وقد وقع صوابا بالأصل والتاريخ الكبير ، ولعله وقعت بيده المصنف نسخة من التاريخ الكبير صحفت فيه اللفظة فاضطر إلى هذا التعقيب ، ثم أن الناسخ صوب اللفظة ولم ينتبه إلى تعقيب المصنف.

وهو محمد بن عمر الطائي المحري الحمصي».

(٢) فوقها في المطبوعة : إذنا.

(٣) الجرح والتعديل ٦ / ٣٢.

(٤) بعدها في الجرح والتعديل : روى عن (ثم بياض).

(٥) في الجرح والتعديل : ابن المبارك.

(٦) الأصل : عن ، تصحيف.

(٧) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٧٠.

٢٦

خالد المحري (١) الحمصي.

قرأت على أبي غالب بن الحسين ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : وأما العزّة بالعين والزاي ، فهو : أبو عبد ربّ العزّة ، الذي يروي عن معاوية ، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

قال أبو زرعة : هو أبو عبد ربّ العزّة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ قال (٢) : أما العزّة بالعين المهملة وبالزاي فهو : أبو عبد ربّ العزّة ، يروي عن معاوية ، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وأكثر ما ترد الرواية عنه : أبو عبد ربّ (٣).

٣٦٨١ ـ عبد الجبّار بن عبد الصّمد بن إسماعيل بن علي

أبو هاشم السّلمي المؤدّب (٤)

قرأ القرآن على أحمد بن ذكوان (٥) ، وعلى (٦) هارون بن موسى الأخفش (٧) ، ورحل.

وسمع القاسم بن عيسى العصّار ، وعبد الله بن محمّد البغوي بمكة ، وجعفر بن أحمد بن عاصم ، وأبا جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني ، ومحمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض ، ومكحولا البيروتي ، ومحمّد بن المعافى ـ بصيدا ـ ومحمّد بن سلمة بن قرباء ، وأبا (٨) عبيد الله محمّد بن عبدان ، وأبا علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب المدائني ، وأبا الشريك محمّد بن الحسين بالرّملة ، وأبا الميمون أيوب بن محمّد بصور ، ومحمّد بن أيوب بن مشكان النيسابوري ، ومحمّد بن الحسن بن قتيبة ، وأحمد بن الحسن (٩) بن هارون

__________________

(١) كذا بالأصل وتهذيب الكمال ، هنا ، وفي تهذيب التهذيب : «الحربي» وانظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ١٠٥.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٢.

(٣) قال أبو مسهر : مات في ولاية هشام بن عبد الملك سنة ١١٢ ، وذلك قبل قتل الجراح بن عبد الله الحكمي (راجع تهذيب الكمال ٢١ / ٣٥٢).

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٥٢ والنجوم الزاهرة ٤ / ١٠٩ وشذرات الذهب ٣ / ٤٨ والعبر ٢ / ٣٣٣ والوافي بالوفيات ١٨ / ٣٧.

(٥) في سير أعلام النبلاء : على أبي عبيدة أحمد بن عبد الله بن ذكوان.

(٦) ما بين الرقمين ليس في المطبوعة.

(٧) ما بين الرقمين ليس في المطبوعة.

(٨) بالأصل : وأبو.

(٩) الأصل : الحسين ، تصحيف ، الصواب عن الأنساب (الصباحي).

٢٧

الصّبّاحي (١) البغدادي ، ومحمّد بن بشر بن النّضر الهروي وأحمد [بن] أبي عبد الملك محمّد بن عبد الواحد الحمصي ، وأبا الحسن علي بن محمّد بن أحمد البلاطي ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ، وأبا الحسن القاسم بن محمّد بن عبد الرّحمن الجدّي ، وعمر بن المعافى بصيدا ، وأبا بكر بن المنذر ، ومحمّد بن إبراهيم الدّيبلي (٢) ، وأبا جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي بمكة ، وعلي بن أحمد بن سليمان ، علان بمصر ، وأبا بكر إسماعيل بن أحمد الجورسي بالرّملة ، وأبا الحسين أحمد بن محمّد القصري ، وأبا شيبة داود بن إبراهيم ، وأبا القاسم عبد الله بن إسماعيل بن حيون بن أبي شريف بمصر ، ومحمّد بن زبّان (٣) بن حبيب ، وأبا عبد الله محمّد بن أحمد بن حمّاد بن مسلم بن زغبة ، ومحمّد بن عبدوس بالرملة ، وإسحاق بن أحمد الإمام ، وأبا العلاء أحمد بن صالح الأثطّ التميمي بصور ، وأبا بكر أحمد بن سعيد الأصبهاني بمكة ، وأبا جعفر محمّد بن خالد البرذعي ، وأبا بكر محمّد بن موسى بن عيسى الحضرمي ، أخا أبي عجينة بمصر ، وأبا عبد الله محمّد بن عتبة بن محمّد بن عبد الأعلى بعكا ، ومحمّد بن العبّاس بن الدّرفس ، ومحمّد بن عون بن الحسن الوحيدي ، وعبد الملك بن محمود بن سميع ، وأبا عبيد محمّد بن علي بن الحسن بن حرب ، وصالح بن محمّد بن صالح الجلّاب ، ومحمّد بن يزيد بن أحمد بن وكشين البلخي ، وأبا زرعة أحمد بن موسى الصّوري ، وأبا الجهم بن طلّاب ، ومحمّد بن أحمد بن محمّد بن الصّلت البغدادي ، وأبا الحسن أحمد بن محمّد سعيد بن أبي العجائز ، وأبا بكر بن خريم ، ومحمّد بن جعفر الخرائطي ، وأبا محمّد بن زبر القاضي ، وجعفر بن أحمد بن علي بن عنان المصري ، وأبا الحسين علي بن الحسين بن ثابت الجهني الزراي (٤).

و [قرأ](٥) عليه أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد ، وعبد الظاهر (٦) بن عبد العزيز الصائغ.

وروى عنه : أبو القاسم تمام بن محمّد ، وعبد الوهّاب الميداني ، وأبو نصر بن الجبّان ، وأبو الحسن بن عوف ، ومكّي بن محمّد بن الغمر ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، وأبو

__________________

(١) ضبطت بفتح الصاد المهملة ، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة هذه النسبة إلى الصباح ، وظني أنه بطن من بني سهم ، ذكره السمعاني.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٩.

(٣) بالأصل : «ريان» وبالأصل : «زيان» والصواب ما أثبت وضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥١٩.

(٤) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : الرازي.

(٥) زيادة لازمة للإيضاح عن المطبوعة.

(٦) كذا ، وفي المطبوعة : عبد القاهر.

٢٨

أسامة محمّد بن أحمد بن محمّد بن القاسم [الهروي المقرئ ، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ، وأحمد بن الحسن بن أحمد الغساني ، وأبو القاسم](١) علي بن بشرى (٢) بن عبد الله العطّار.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو عبد الله ، جدّي ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي عوف المزني ـ قراءة عليه ـ أنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلمي المكتب ، قراءة عليه في شهر رمضان سنة ثلاث وستين (٣) وثلاثمائة ، نا أبو جعفر محمّد بن خالد البردعي ، نا رزق الله بن موسى البصري ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عوسجة مولى ابن عبّاس ، عن ابن عبّاس قال :

قيل : يا رسول الله ، ما يمنع حبش بني المغيرة أن يأتوك إلّا أنهم يخشون أن تردّهم ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا خير في الحبش إن جاعوا سرقوا ، وإن شبعوا شربوا ، وإنّ فيهم لخلّتين حسنتين إطعام الطعام وبأس عند البأس» [٦٩٢٦].

سمعت أبا الحسن (٤) علي بن المسلّم السّلمي يقول : سمعت عبد العزيز بن أحمد يقول : سمعت عبد الوهّاب بن جعفر يقول : سمعت أبا هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد الإمام ـ بمسجد الجامع بدمشق ـ يقول : سمعت الحسن بن حميد الإمام يقول : سمعت أبا عبد الله البصري ـ وكان من الزهّاد ـ قال : سمعت أبا محمّد سهل بن سوّار يقول :

الدنيا كلّها جهل وموات إلّا العلم ، والعلم كلّه حجّة إلّا العمل منه ، والعمل كلّه هباء إلّا الإخلاص منه ، والإخلاص له خطر عظيم لا يدرى بما يختم له.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر ، وذكر أنه نقله من خط عبد العزيز بن أحمد قال : قال عبيد بن أحمد بن محمّد بن فطيس : أخبرني أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد المعلّم ، وسألته عن مولده فأخبرني :

أنه ولد في سنة ست وثمانين ومائتين.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وبعد القاسم علامة تحويل إلى الهامش ، ولم يكتب عليه شيء ، والمستدرك عن المطبوعة. وانظر سير أعلام النبلاء.

(٢) بالأصل : «سور» تحريف ، والمثبت عن سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٥٣.

(٣) عن المختصر ١٤ / ١٦٠ والمطبوعة ، وبالأصل : وثلاثين.

(٤) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والسند معروف.

٢٩

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، قال : وحدّثني ابن الميداني قال : توفي أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد المؤدّب السّلمي لسبع بقين من صفر سنة أربع وستين وثلاثمائة ، حدّث عن أبي بكر محمّد بن خريم وغيره ، كتب القناطير ، وجمع من المصنّفات شيئا كثيرا ، وكان ثقة ، مأمونا ، حدثنا عنه تمام بن محمّد ، وعبد الوهّاب بن الميداني ، وابن (١) عوف وغيرهم ، وانتقى عليه أحمد بن القاسم الخشّاب الحافظ البغدادي ، ونظر فيها أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني الحافظ ، فصوّب أحمد بن القاسم (٢).

قال : لنا أبو محمّد بن الأكفاني : وقرأ أبو هاشم على هارون بن موسى بن شريك الأخفض المقرئ.

٣٦٨٢ ـ عبد الجبّار بن عبد المنعم بن عبد الجبّار بن محمّد المهذب

أبو اليسر التنوخي المقرئ

ولد بالمعرّة ، وتردد إلى دمشق دفعات كثيرة (٣) ، ولم أسمع منه شيئا ، ثم عاد إلى المعرّة وأقام بها حتى مات.

أنشدني له أبو اليسر شاكر بن عبد الله أنه كتب (٤) إلى والده القاضي أبي محمّد بن عبد الله :

عبد الإله رعاك الله حيث نأت

بك الديار من الأحداث والغير

وافى كتابك يحكي الروض مبتسما

غبّ السحائب من نور ومن زهر

نظما ونثرا أذالا كلّ منتظم

من الكلام ، وفاقا كلّ منتثر

وصفت شوقا كشوق بات يزعجني

وجدا إليك فوافاني على قدر

عليك مني سلام الله ما طلعت

شمس ، وما غرّدت ورقاء في السّحر

وأنشدني أبو اليسر شاكر بن عبد الله قال : أنشدني الشيخ أبو اليسر عبد الجبّار بن عبد المنعم بن عبد الجبّار بن المهذب للشيخ أبي صالح محمّد بن المهلب (٥) :

ومهفهف كالغصن في حركاته

[يهتزّ](٦) بين منى إلى عرفات

__________________

(١) بالأصل : وأبي ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ وهو : أبو الحسن محمد بن عوف.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٥٣.

(٣) بعدها في المطبوعة : ورأيته.

(٤) العبارة بالأصل : «أنشدني له أبو اليسر شيئا كتب عبد الله إلى ولده القاضي» صوبنا العبارة عن المطبوعة.

(٥) المطبوعة : المهذب.

(٦) أضيفت لتقويم الوزن عن المطبوعة.

٣٠

بين الحجيج فكلّهم ذو لوعة

متتابع الزّفرات بالعبرات

يا رامي الجمرات بين ضلوعنا

[أخطأت](١) ما ذا موضع الجمرات (٢)

٣٦٨٣ ـ عبد الجبّار بن عبد الواحد التنوخي

حكى عنه أبو مسهر الغسّاني.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب وغيره ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست العلّاف ، أنا الحسين بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن يزيد ، نا أبو مسهر عن عبد الجبّار بن عبد الواحد التنوخي قال :

قال عمر وهو على المنبر : أنشد بالله لا يعلم رجل [مني عيبا إلّا عابه](٣) فقال رجل : نعم يا أمير المؤمنين ، فيك عيبان ، قال : ما هما؟ قال : تذيل (٤) بين البردين ، وتجمع بين الأدمين ، ولا يسع ذاك الناس.

قال : فما أذال بين بردين ، ولا جمع بين أدمين حتى لقي الله عزوجل.

٣٦٨٤ ـ عبد الجبّار بن محمّد

أبو الفتح المقدسي الواعظ المعروف بزريلا (٥)

قدم دمشق ، وتوجه إلى الموصل ، وعقد مجلس الوعظ ، وظهر له قبول ، ومضى إلى بغداد ، ووعظ بها أيضا ، وكان صحيح الاعتقاد.

حكى عن أبي المعالي الجويني.

حكى عنه : أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن بن عقيل الساوي البغدادي ، المعروف بسبط المدير الشبلي.

__________________

(١) أضيفت اللفظة لتقويم الوزن عن المطبوعة.

(٢) بعدها في المطبوعة :

توفي أبو اليسر عبد الجبار بن عبد المنعم ولم يزد ، ولم يذكر سنة الوفاة.

(٣) مكانه بالأصل غير مقروء ، والمستدرك بين معكوفتين عن المختصر ١٤ / ١٦٠.

(٤) أذال : أرسل.

(٥) كذا رسمها بالأصل ، وفي المختصر ١٤ / ١٦١ «زرنيلاب» وفي المطبوعة : زرنيلات.

٣١

حدّثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السّلمي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن بن عقيل الساوي سبط المدير ، أنا الشيخ الإمام أبو الفتوح عبد الجبّار بن محمّد المقدسي ـ رحمه‌الله ـ قال : سمعت الإمام أبا المعالي الجويني يقول : سمعت محمّد بن أحمد القرشي بمكة يقول : سمعت النصرآبادي يقول : سمعت بندار بن أحمد يقول : سمعت سالم بن زيد يقول :

سمعت علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه واعظا بكناس (١) الكوفة وقد سئل عن مسائل أجاب فيها بغير الصواب ، فخرج مسرعا وفات مقامه وقال :

ذمّتي بما أقول رهينة ، وأنا به زعيم إن امرأ (٢) صرّحت له العواقب بما بين يديه من المثلات (٣) ، حجزه التقوى عن تقحّم الشبهات ، وإنّ شرّ الناس لرجل قمش (٤) أقاويل في أويباش من الناس فهو في قطع من الشبهات كمثل نسج العنكبوت ، خباط عشوات ، ركاب جهالات ، فهو من أبغض خلق الله إلى الله ، قد وكله الله إلى نفسه جائرا عن قصد السبيل ، مشغوفا بكلام بدعة ، يعمل فيها برأيه ، قد لهج منها بالصوم والصلاة ، ضالا عن هدي من قبله ، مضلا لمن اقتدى به بعده ، سمّاه أشباه له من الناس عالما ، فانتصب قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره. إن نزلت به إحدى المبهمات هيأ حشوا من رأيه ثم قطع. إن أصاب أخطأ لأنه يدري أصاب أم أخطأ ، وإن أخطأ لم يعلم ، ثم يعض على العلم بضرس قاطع فيعلم ولا يسكت عما لم يعلم ليسلم.

فويل للدماء والأموال والفروج من أمثاله.

تم الجزء المبارك بعد المائتين بحمد الله وعونه وحسن توفيقه في يوم الاثنين المبارك رابع شهر جمادى الأولى سنة اثني عشر وألف ومائة على يد كاتبيه غفر الله لهما ولوالديهما وللمسلمين أجمعين وصلّى الله على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم.

(بسم الله الرحمن الرحيم) (٥).

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله تعالي.

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي معجم البلدان : الكناسة : محلة بالكوفة.

(٢) الأصل : «امرأة» والمثبت عن المختصر ١٤ / ١٦١.

(٣) المثلات جمع مثلة ، والمثلة : العقوبة.

(٤) القمش : جمع الشيء من هاهنا وهاهنا.

(٥) سقطت البسملة من الأصل وأضيفت عن م ، وهو فيها بداية الجزء السابع عشر.

٣٢

٣٦٨٥ ـ عبد الجبار بن مسلم (١)

أخو الوليد بن مسلم

روى عن الزهري.

روى عنه أخوه الوليد.

وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي ، ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ تمام بن محمد ، أنبأ أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم ، وأبو الميمون بن راشد ، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي ، في آخرين.

ح وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، وأبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ ، وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، قالوا : أنا أبو القاسم علي بن محمد الفقيه ، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنبأ أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأ أبو الحسن بن السمسار ، أنبأ أبو عبد الله بن مروان ، قالوا : أنبأ أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن آدم المصيصي ، نا الوليد بن مسلم عن أخيه عبد الجبّار بن مسلم ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : إنما حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الميتة لحمها ، فأما الجلد والشعر والصوف فلا بأس به.

قال تمام : لم يسند عبد الجبار غير هذا الحديث.

رواه الدارقطني عن محمد بن علي الأبلّي عن أحمد ابن إبراهيم البسري.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبيد الله بن أبي السجيس الحمصي ، نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي البندار ، بدمشق ، أنا أبو بكر محمد بن تمام (٢) ، قراءة عليه ، نا محمد بن آدم بن سليمان المصيصي ، نا الوليد بن مسلم ، نا أخي عبد الجبار بن مسلم (٣) عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سئل عن جلود الميتة؟ فقال : «دباغها طهورها» [٦٩٢٧].

__________________

(١) ترجمته في ميزان الاعتدال ٢ / ٥٣٤ ولسان الميزان ٣ / ٣٨٩.

(٢) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م ، وانظر سير الأعلام ١٦ / ٣٣٩ ترجمة محمد بن سليمان بن يوسف الربعي ، وفيها أنه حدث عن محمد بن تمام البهراني.

(٣) مطموسة بالأصل.

٣٣

كذا رواه ابن تمام ، وهو غير محفوظ ، والمحفوظ ما : أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه ، أنا أبو محمد بن إياس ، أن أبو سعيد بن الأعرابي ، نا معاذ بن إياس بن سهل ، أبو عبد الرحمن بأنطاكية ـ نا محمد بن عبد الرحمن بن سهم ، نا الوليد بن مسلم ، عن أخيه عبد الجبار بن مسلم عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : إنما حرم من الميتة لحمها ، فأما الجلد والعظم والشعر فلا بأس به.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيه ، أنبأ أبو بكر البيهقي قال : وقد روي عن عبد الجبّار بن مسلم عن الزهري شيء وعبد الجبّار ضعيف قاله أبو الحسن (١) الدارقطني الحافظ فيما أخبرنا أبو بكر بن الحارث عنه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٢) قال : سألت هشام بن عمار فقال : كان للوليد أخ صلف (٣) شكر (٤) ، يركب الخيل ، ويركب معه غلمان له كثير ، وكان صاحب صيد وتنزه (٥) ، وكان يخرج إلى الصيد في فوارس ومطابخ.

٣٦٨٦ ـ عبد الجبار بن نصر بن الحسين

أجاز لأبي القاسم ، وأبي محمّد ابني صابر سنة خمس وثمانين وأربعمائة.

٣٦٨٧ ـ عبد الجبار بن واقد الليثي

من أهل دمشق من المتعبدين ، كان يكون ببيت المقدس.

روى عنه : قاسم بن عثمان الجوعي.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي ، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك ـ بمكة ـ أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي ، أنا علي بن عبد الله بن جهضم ، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر الهمداني (٦) ، نا محمّد بن

__________________

(١) في م : أبو الحسين ، تحريف.

(٢) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٤٢٣.

(٣) كذا بالأصل وم والمعرفة والتاريخ ، وفي مختصر ابن منظور ١٤ / ١٦٢ صلب.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، وليست في المعرفة والتاريخ وكتب محققه أنه كان بالأصل لفظة «منكم» فحذفها إذ اعتبرها زائدة (كذا) ، وفي المختصر : «متكبر» ورسمها في م : «متكر».

(٥) كذا بالأصل وم والمعرفة والتاريخ وفي المختصر : بزة.

(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٨.

٣٤

أحمد بن سيد حمدويه الزاهد قال : سمعت قاسم بن عثمان يقول : كتب إليّ عبد الجبار بن واقد قال : كان فيما أوحى (١) الله عزوجل إلى عيسى بن مريم عليهما‌السلام : يا عيسى إنّ الذين يعبدوني على حبّ منهم لي أجعلهم في أعين أوليائي ملوكا في الجنة.

قرأت بخط أبي علي الأهوازي ، وأنبأ عبد الوهّاب الميداني ، قال : ذكر أن القاسم الجوعي خرج إلى بيت المقدس وبها أستاذه عبد الجبار بن واقد ، فدخل إليه ومعه غلام حدث من أهل الخير ، فلما نظر إليه عبد الجبار أعرض عنه ، وقال لقاسم : يا قاسم ما هذه الفتنة؟ فقال : يا أستاذ انه يريد الخير ، فقال له : يا قاسم أنى لك بعصمة لم تضمن؟ ونفس لا تؤمن إنّي أرى الذبابة على الذبابة فأمذي.

أخبرنا (٢) أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ـ شفاها (٣) ـ.

قال : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٤) قال : عبد الجبار بن واقد الدمشقي المتعبد ، [روى عن ...](٥) روى عنه القاسم بن عثمان الجوعي ، كذا في الأصل.

٣٦٨٨ ـ عبد الجبار بن يزيد بن عبد الملك

ابن مروان [بن](٦) الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي

وأمّه أم ولد ، أدرك ولاية أخيه الوليد ، وكان عبد الجبار قد تزوج بنتا لعمّه محمّد بن عبد الملك بن مروان.

قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمّد الأموي (٧) ، أخبرني إسماعيل بن يونس ، ثنا

__________________

(١) كذا تقرأ بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور ١٤ / ١٦٢ : أوصى.

(٢) كذا ما بين الرقمين بالأصل وم ، وفي المطبوعة عبد الله بن مسعود ـ عبد الحميد بن بكار ص ٤٤١ : أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك شفاها قالا.

(٣) كذا ما بين الرقمين بالأصل وم ، وفي المطبوعة عبد الله بن مسعود ـ عبد الحميد بن بكار ص ٤٤١ : أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك شفاها قالا.

(٤) الجرح والتعديل ٦ / ٣٣.

(٥) بالأصل الكلام متصل ، ولكن المصنف يذكر في آخر الخبر قوله : «كذا في الأصل» وهو يشير إلى سقط من الأصل والذي أضفناه عن م والجرح والتعديل بين معكوفتين. وقوله «كذا في الأصل» ليس في م.

(٦) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(٧) الخبر في الأغاني ٧ / ٥٠ ضمن أخبار الوليد بن يزيد.

٣٥

عمر بن شبّة ، حدّثني إسحاق بن إبراهيم ، حدّثني معاوية بن بكر بن يعقوب ، عن عيّاش (١) المروي (٢) من أهل ذي المروة أن أباه حمل عدة جواري (٣) إلى الوليد بن يزيد ، فدخل عليه وعنده أخوه عبد الجبار ، وكان حسن الوجه والشعرة ، وفيه (٤) لين ، فأمر الوليد جارية منهن أن تغني :

لو كنت من هاشم أو من بني أسد

أو عبد شمس أو أصحاب اللّوى الصّيد

فغنت ما أمرها به أخوه (٥) ، فغضب الوليد واحمرّ وجهه وظنّ أنها فعلت ذلك ميلا إلى أخيه ، وعرفت الشر في وجهه فاندفعت فغنت :

أيها العاتب الذي خاف هجري

وبعادي وما عمدت لذاكا

أترى أنني بغيرك مثلا (٦)

جعل الله من تظنّ (٧) فداكا

أنت كنت (٨) الملول في غير شيء

بئس ما قلت بئس ذاك كذاكا

ولو أن الذي عتبت عليه

خيّر الناس واحدا ما عداكا

أرض عني جعلت نعليك إنّي

والعظيم الجليل أهوى رضاكا

الشعر لعمر ـ يعني ـ ابن أبي ربيعة.

قال : فسري عن الوليد ، وقال لها : ما منعك أن تغنّين ما دعوتك إليه؟ قالت : لم أكن أحسنه ، وكنت أحسن الصوت الذي سألنيه ، أخذته من ابن عائشة ، فلما تيقنت غضبك غنّيت هذا الصوت ، وكنت أخذته من معبد ، يعني الذي اعتذرت به إليه.

أخبرنا أبو الحسين (٩) بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو

__________________

(١) بالأصل : «عباس» وبدون نقط في م ، والمثبت عن الأغاني.

(٢) كذا بالأصل وم ، والذي ورد في الأغاني : المروزي.

والمروي نسبة إلى ذي المروة ، كما في الأغاني ، وذو المروة : قرية بوادي القرى (معجم البلدان : مروة)

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي الأغاني : جوار.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الأغاني : «وفيها» وسقطت : «لين» منها.

(٥) كذا بالأصل وم ، والعبارة في الأغاني :

وأمرها أخوها أن تغني :

أتعجب أن طربت لصوت حاد

حدا بزلا يسرن ببطن واد

فغنت ما أمرها به الغمر (وهو من أولاد يزيد بن عبد الملك).

(٦) كذا ، ومكانها بياض في م ، وفي الأغاني : صبّ.

(٧) عن م والأغاني وبالأصل : يظن.

(٨) بالأصل وم : «ليث الملوك» والمثبت عن الأغاني.

(٩) عن م وبالأصل : أبو الحسن ، تحريف.

٣٦

جعفر بن المسلمة ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال : وولد يزيد بن عبد الملك : عبد الجبار بن يزيد ، وسليمان ، وأبا سفيان ، وهم لأمهات أولاد شتى ، وذكر غيرهم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (١) قال : وأخذ عبد الله بن علي حين دخل دمشق يزيد بن معاوية بن مروان ، وعبد الله بن عبد الجبار بن يزيد بن عبد الملك بن مروان فبعث بهما إلى أبي العبّاس فصلبهما.

كذا قال : وذكر غيره أن المصلوب عبد الجبار بن يزيد ، والله أعلم.

وبلغني من وجه آخر أن عبد الجبار وأخاه الغمر ابني يزيد قتلا بنهر أبي فطرس (٢).

٣٦٨٩ ـ عبد الجبار بن يزيد الكلبي

كان دليل بني المهلب حين هربوا من السجن بالعراق ولحقوا (٣) بالشام.

ذكر أبو حنيفة أحمد بن داود الدّينوري في كتاب : «الأنواء» قال : وممن شهد بصدق الأمر عبد الجبّار بن يزيد الكلبي دليل بني المهلّب (٤) ، فكانوا محتبسين بلعلع (٥) فهربوا فلحقوا بالشام ، فنكّب بهم عبد الجبّار (٦) جوادّ الطريق ، وتتبع معامي الأرض فتحيّر يوما وهو بالسماوة فارتبك فاتهمه يزيد وأراد قتله ، فقال له عبد الجبّار : أنت على قتلي إذا شئت قادر ، ولكن دعني أنم نومة ، فنام فانتبه وقد قلّت (٧) حيرته ، فسمت بهم السمت المصيب حتى نفذ فقال :

ورهط من أبناء الملوك هديتهم

بلا علم باد ولا ضوء كوكب

ولا قمر إلّا ضئيل (٨) كأنه

سوار حباه (٩) صائغ السّور مذهب

على كل حرجوج كأن ضلوعها

إذا حلّ عنها الكور أعواد مشجب

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ٤٠٣ ـ ٤٠٤.

(٢) تقدم التعريف به ، انظر معجم البلدان.

(٣) في م : فلحقوا.

(٤) من قوله : حين هربوا إلى هنا سقط من م.

(٥) لعلع بالفتح ثم السكون : ماء في البادية وقيل منزل ما بين البصرة والكوفة (معجم البلدان).

(٦) في م : عبد الجبار بن يزيد.

(٧) رسمها غير واضح بالأصل ومهملة بدون نقط ، والمثبت عن م.

(٨) مكانها بياض في م.

(٩) غير واضحة بالتصوير في م ، وفي المختصر ١٤ / ١٦٤ «جناه» وفي المطبوعة : حناه.

٣٧

قال أبو حنيفة : قوله : ضوء كوكب يعني أن الكواكب غمت (١) بالقتام ، فهداهم بالقمر ، ثم أخبر أن القمر أيضا ضئيل أصفر لما دونه من القتام فكأنه في تلك الحال سوار مذهب.

٣٦٩٠ ـ عبد الجبار الخولاني

من أهل دمشق.

روى عن رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن كعب الأحبار.

روى عنه : العوّام بن حوشب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا دعلج بن أحمد ، ثنا محمّد بن علي بن زيد ، نا سعيد بن منصور ، نا هشيم (٢) ، أنا العوّام بن حوشب ، نا عبد الجبار الخولاني قال :

دخل رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسجد دمشق ـ وإذا كعب يقصّ ـ فقال : [سمعت](٣) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يقصّ إلّا أمير أو مأمور أو مختال» ، فبلغ ذلك كعبا ، فما رئي يقصّ بعد ذلك [٦٩٢٨].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر :

حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٤) ، نا يزيد بن هارون ، أنا العوّام ، حدّثني عبد الجبار الخولاني قال : دخل رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المسجد ، فإذا كعب يقص ، قال : من هذا؟ قالوا : كعب يقص ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يقصّ إلّا أمير ، أو مأمور ، أو مختال» ، فبلغ ذلك كعبا ، فما رئي يقص بعد.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا العبّاس بن محمّد ، نا يحيى بن معين ، نا هشيم (٥) ، عن العوّام بن حوشب ، عن عبد الجبار الخولاني قال : قدم علينا رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأى ما فيه الناس ـ يعني من الدنيا ـ فقال : وما يغني عنهم ، أليس من ورائهم الفلق؟ قيل : وما الفلق؟ قال : جب في النار إذا فتح هرّ منه أهل النار.

__________________

(١) بالأصل وم : «عمت» والمثبت عن المختصر والمطبوعة.

(٢) عن م وبالأصل : هشام.

(٣) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(٤) مسند أحمد ٦ / رقم ١٨٠٧٢.

(٥) عن م وبالأصل : هشام.

٣٨

هكذا قال يحيى هر منه أهل النار ، لم يقل فرّ منه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان (١) ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٢) ، قال : عبد الجبار الخولاني ، عن كعب قاله (٣) يزيد بن هارون ، عن العوّام بن حوشب.

أخبرنا [أبو](٤) عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، نا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : ونا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٥) ، قال : عبد الجبار الخولاني روى عن كعب ، روى عنه العوّام بن حوشب ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) بالأصل : عبد الجبار ، تحريف ، والصواب عن م ، والسند معروف.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ١٠٨.

(٣) عند البخاري : قال.

(٤) زيادة لازمة سقطت من الأصل وم ، وفي المطبوعة : أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي إذنا وأبو عبد الله الأديب مشافهة.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ٣٢.

٣٩

ذكر من اسمه عبد الجليل

٣٦٩١ ـ عبد الجليل بن عبد الجبار بن عبد الله بن طلحة

أبو المظفّر المروزي الفقيه الشافعي (١)

قدم دمشق ، وتفقه عليه جماعة منهم جدي أبو المفضّل القاضي ، وكان قد تفقه على الكازروني وغيره.

وولي القضاء سنة ثمان وستين وأربع مائة حين دخل الترك إلى دمشق ، وكان توليه للقضاء في الشهر الذي توفي فيه القاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن محمّد النّصيبي ، وهو ذو القعدة سنة ثمان وستين ، وكان عفيفا نزها مهيبا ، قيل إنه لم ير قط في سقاية (٢) ، ثم عزل عن القضاء بابن أبي حصينة (٣) المغربي (٤).

وحدّث بدمشق عن القاضي أبي (٥) المظفّر محمّد بن أحمد التميمي وأبي علي الحسن بن علي بن أحمد بن الحسين ـ بآمد ـ وأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم (٦) ، وعبد الوهّاب بن الحسين بن برهان.

روى عنه : غيث بن علي ، وحدّثنا عنه : أبو محمّد بن طاوس.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا القاضي أبو المظفّر عبد الجليل بن عبد الجبار المروزي ـ قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق ـ في سنة ست وسبعين ، أنا القاضي التقي أبو المظفّر محمّد بن أحمد التميمي ، أنا الشيخ العفيف أبو محمّد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن

__________________

(١) أخباره في طبقات الشافعية الكبرى ٥ / ١٠٠ الوافي بالوفيات ١٨ / ٤٩ قضاة دمشق لابن طولون ص ٤٢.

(٢) سقاية ، في اللسان (سقى) : يقال سقى زيد عمرا وأسقاه إذا اغتابه غيبة خبيثة.

(٣) «ابن أبي حصينة» ليست في م.

(٤) في المطبوعة : المعري.

(٥) بالأصل : أبو.

(٦) زيد في المطبوعة : «بن مند الحراشي».

٤٠