ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

حميد الطّريقة ، لم يحدّث بشيء.

توفي يوم الأربعاء خامس رجب سنة ست وست مئة ، ودفن بباب حرب.

٤٩٢ ـ محمد (١) بن محمد بن عليّ بن المبارك بن عليّ بن أحمد بن محمد بن جعفر ابن المأمون عبد الله ابن الرّشيد هارون ابن المهدي محمد ابن المنصور عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس ، أبو الرّضا ابن أبي تمّام بن أبي الحسن الهاشميّ يعرف بابن لزّو.

وسألته عن لزّو ما هو؟ فقال : لقب لجدي أبي الحسن عليّ.

من أهل الحريم. سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى الصّوفي وغيرهما. كتبنا عنه.

قرأت على أبي الرّضا محمد بن أبي تمّام الهاشمي ، قلت له : حدّثكم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ إملاء بجامع المنصور ، فأقرّ به ، قال :

أخبرنا النّقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسين بن صفوان البرذعي ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا ، قال : حدثنا خلف بن هشام ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن الأغر أبي مسلم ، قال : أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنّهما شهدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما جلس قوم يذكرون الله ـ عزوجل ـ إلا حفّت بهم الملائكة ونزلت عليهم السّكينة وغشيتهم الرّحمة وذكرهم الله ـ عزوجل ـ فيمن عنده» (٢).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٠٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٩.

(٢) إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، أبو الأحوص هو سلام بن سليم ، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ، وهما من رجال الشيخين ، والأغر من رجال مسلم.

أخرجه الطيالسي (١٢٣١) ، وعبد الرزاق (٢٠٥٥٧) ، وابن أبي شيبة ١٠ / ٣٠٧ ، وأحمد ٣ / ٣٣ و ٤٩ و ٩٢ و ٩٤ ، وعبد بن حميد (٨٦١) ، والترمذي (٣٣٧٨) ومسلم ٨ / ٧٢ (٢٧٠٠) ، وابن ماجة (٣٧٩١) ، وأبو يعلى (٦١٥٧) ، وابن حبان (٨٥٥) ، وأبو

٦١

سألت أبا الرّضا هذا عن مولده ، فقال : في سنة ثماني عشرة ، أو سنة تسع عشرة ، وخمس مئة.

وتوفي يوم الأربعاء ثاني عشر شعبان سنة ثمان وست مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٩٣ ـ محمد (١) بن محمد ابن النّاعم ، أبو جعفر.

من أهل باب البصرة.

كان أحد الباعة وذوي اليسار ؛ فتقدّم واستخدم بالخزانة المعمورة والعقار ، ثم ولّي حجابة باب النّوبي المحروس يوم الجمعة سادس عشر شهر رمضان سنة ست وتسعين وخمس مئة مضافا إلى ما كان إليه. وعزل عن الجميع في يوم الخميس خامس عشر ذي القعدة سنة ست مئة.

وقد كان سمع شيئا من الحديث من أبي محمد محمد بن أحمد ابن المادح. وما روى شيئا فيما أعلم.

توفي في ذي الحجة سنة ثمان وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا (٢).

٤٩٤ ـ محمد (٣) بن محمد بن عليّ بن عبد العزيز ابن السّمّذيّ ، أبو عبد الله بن أبي بكر ، ابن أخت عمر بن طبرزذ.

__________________

نعيم في الحلية ٩ / ٢٤ ، والبغوي (١٢٤٠) ، وقال الترمذي : حسن صحيح.

(١) ترجمه السبط في المرآة ٨ / ٥٥٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٢٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٩.

(٢) قال الذهبي ناقلا عن ابن النجار فيما أحسب : «ضرب في ذي الحجة حتى مات تحت الضرب ، ورمي في دجلة. وكان ظالما ، ولي ولاية ، وعسف وصادر جماعة ، وقتلهم تحت الضرب ، فعاقبه الله ، وظهرت له أموال عظيمة».

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٢٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام باسم «أفضل» ١٣ / ٢١١ ، وباسم «محمد» ١٣ / ٢٢٥ ولعل ذلك بسبب الاختلاف في الموارد ، واختاره في المختصر المحتاج ١ / ١٢٦.

٦٢

كان يسكن بدار القز عند خاله المذكور ، وكان ختنه على ابنته. وسمع معه ، وبإفادته من أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وأبي عليّ أحمد ابن أحمد ابن الخرّاز ، وغيرهما. كتبت عنه حديثا واحدا.

قرأت على أبي عبد الله محمد ابن السّمّذي بحضور خاله عمر بن طبرزذ ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الورّاق الشيخ الصّالح قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطيّ ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعيّ ، عن قرّة ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع» (١).

سألت محمد بن محمد ابن السّمّذي عن مولده ، فقال لي : قرأت بخط حالي الأكبر أبي البقاء بن طبرزذ : ولد ابن أختي محمد بن محمد في رجب سنة أربعين وخمس مئة.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف قرة وهو بن عبد الرحمن ، وللاضطراب الواقع في سنده ومتنه ، ولأن الصواب فيه أنّه من مراسيل الزهري.

أخرجه ابن أبي شيبة ٩ / ١١٦ ، وأحمد ٢ / ٣٥٩ ، وأبو داود (٤٨٤٠) ، وابن ماجة (١٨٩٤) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٤٩٤) ، وابن حبان (١) ، والدارقطني ١ / ٢٢٩ ، وابن الأعرابي في معجمه (٣٦١) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ٢٠٨ و ٢٠٩ ، وفي الدعوات (١) ، والخليلي في الإرشاد ١ / ٤٤٨. وقال أبو داود : «رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا. وقد أخرج النسائي الرواية المرسلة في عمل اليوم والليلة (٤٩٦) ، و (٤٩٧) ، ورجح الدارقطني في سننه ١ / ٢٢٩ ، وفي العلل ٨ / ٣٠ ، الرواية المرسلة ، وهو الصواب. أما الاضطراب في المتن ، فقد ذكر فيه «بذكر الله» بدل «بحمد الله» ، وذكر «أجذم» بدل «أقطع».

٦٣

وتوفي يوم الجمعة ثالث عشر محرم سنة تسع وست مئة ، ودفن في آخر نهار هذا اليوم ، بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٩٥ ـ محمد (١) بن محمد بن عبد الكريم ابن الأكّاف (٢) ، أبو عبد الله.

من أهل الموصل.

أحد طلبة الحديث ، ومن عني بجمعه وكتابته ؛ فسمع ببلده من الخطيب أبي الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطّوسي ، وغيره. ورحل إلى الشّام وسمع في طريقه وبدمشق من جماعة.

وقدم بغداد في سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة وكتب بها عن جماعة منهم : أبو السعادات نصر الله بن زريق ، وأبو القاسم يعيش بن صدقة الفراتي الفقيه ، وأبو القاسم يحيى بن عليّ بن فضلان ، وأبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ ابن الجوزي ، وغيرهم.

وعاد إلى بلده ، وحدّث به بشيء من مسموعاته وتخريجاته عن شيوخه. ثم انقطع إلى العبادة ، وأقام بالجامع العتيق بالموصل مداوما للصّوم والصّلاة والذّكر على طريقة حسنة. وله به زاوية يأوي إليها ، ففقد أياما فطلب في زاويته فوجد بها ميتا ، فغسّل وصلّي عليه ، ودفن ظاهر البلد ، وذلك في سنة تسع وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٩٦ ـ محمد (٣) بن محمد بن سرايا بن عليّ بن نصر بن أحمد بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٧٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٢٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٢٧.

(٢) قال المنذري : الأكاف ـ بفتح الهمزة وتشديد ، الكاف وفتحها وبعد الألف فاء ـ نسبة إلى عمل أكاف الدواب.

(٣) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٠٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٤٤ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٥٥٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٢٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٢٧.

٦٤

عليّ ، أبو عبد الله البلديّ.

وبلد المنسوب إليه ناحية من أعمال الموصل. سكن الموصل ، وكان أحد العدول بها.

قدم بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، وسمع بها من أبي الوقت السّجزي لما قرىء عليه بالمدرسة النّظامية. وعاد إلى الموصل ، وحدّث هناك عنه ، وكتب إلينا بالأجازة غير مرّة.

سئل ابن سرايا عن مولده ، فقال : في سنة تسع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي بالموصل في ليلة الخميس حادي عشر جمادى الآخرة من سنة إحدى عشرة وست مئة ، ودفن يوم الخميس.

٤٩٧ ـ محمد (١) بن محمد بن عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد ، أبو بكر بن أبي حامد بن أبي مسعود المعروف بابن كوتاه ـ وهو لقب لجده عبد الجليل.

من أهل أصبهان ؛ من أبناء الشيوخ والمحدّثين المعروفين بها.

سمع أبو بكر بأصبهان أبا عبد الله الحسن بن العباس الرّستمي الفقيه ، وأبا القاسم إسماعيل بن عليّ الحمّامي ، وجده أبا مسعود ، والرئيس مسعود بن الحسن الثّقفي ، وغيرهم. وقدم بغداد حاجا مرّتين ، وحدّث بها. سمعنا منه في المرّة الأخيرة ، وذلك في سنة ست وست مئة. وحجّ وعاد ، وكتبنا عنه أيضا.

قرأت على أبي بكر محمد بن أبي حامد الأصبهاني ببغداد بعد عوده من الحج ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله الحسن بن العباس بن عليّ الرّستمي قراءة عليه وأنت تسمع بأصبهان ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٦٥ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٥٩٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٢٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٢٨ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٦٣.

٦٥

عمر بن سيسوية ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ ، قال : حدثنا الرّبيع ابن سليمان المرادي ، قال : أخبرنا محمد بن إدريس الشّافعي ، قال (١) : أخبرنا مالك (٢) ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الشّهر تسع وعشرون لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غمّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين». أخرجه البخاري في صحيحه (٣) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي ، عن مالك.

سألت أبا بكر بن كوتاه عن مولده ، فقال : ولدت في سنة أربع وأربعين وخمس مئة بأصبهان.

وتوفّي ببلد يقال له نايين (٤) من نواحي أصبهان في العشر الأوسط من رمضان سنة إحدى عشرة وست مئة ، ودفن هناك.

٤٩٨ ـ محمد (٥) بن محمد بن عدنان بن عبد الله بن عمر بن المسلّم ابن محمد بن محمد بن عبيد الله بن عليّ بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو الحسين بن أبي جعفر بن أبي نزار ابن أبي الفضائل بن أبي عليّ المعروف بابن المختار ـ وهو لقب لأبي عليّ عمر جد جده.

__________________

(١) مسند الشافعي ١٠٣ (ط. العلمية) ومن طريقه الطحاوي في شرح المشكل (٣٧٦٢) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٤ / ٢٠٥ ، وابن عبد البر في التمهيد ١٧ / ٧٩.

(٢) الموطأ (٧٨٣ برواية الليثي) ، وفيه تخريجه من كل الطرق عن مالك.

(٣) البخاري ٣ / ٣٤ (١٩٠٧).

(٤) في هامش النسخة بخط زكي الدين المنذري ـ الذي أعرفه ـ ما نصه : «نايين : أولها نون وبعد الألف ياء ان كل واحدة منهما تحتها نقطتان. ويقال لها أيضا : ناين ـ بياء واحدة».

(٥) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٩٠ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٤١٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٥٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٢٨ وغيرهم.

٦٦

من أهل الكوفة ؛ من بيت معروفين بالنّقابة والإمارة والتّقدم.

وأبو الحسين هذا قدم بغداد ، وأقام بها ، وصاهر شرف الدّين أبا القاسم علي بن طراد الزّينبي على ابنته. وكان مقيما بداره على شاطىء دجلة قريبا من باب المراتب. سمع ببغداد من الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب شيئا من «الموفّقيات» (١) جمع الزّبير بن بكّار. وتولّى نقابة النّقباء الطالبيين ، وخلع عليه ، وقرىء عهده ، ولقّب بالنّقيب الطاهر ، في يوم الأحد سابع عشر ربيع الأول من سنة ثلاث وست مئة ؛ ولّاه ذلك الوزير أبو الحسن ناصر بن مهدي بداره ، وخرج بالسّواد والطّيلسان والحنك ، ومعه العلويون وجمع كثير ، وبين يديه العهد إلى داره بباب الأزج.

وأصابه صمم في آخر عمره. سمعنا من لفظه أحاديث كتبناها عنه.

حدثنا النّقيب أبو الحسين محمد بن محمد بن عدنان العلويّ من لفظه ، ونحن نسمع ، قال : أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد النّحوي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري ، قالت : أخبرنا أبو منصور عليّ بن الحسن الكاتب ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن خالد الكاتب ، قال : أخبرنا أبو محمد عليّ بن عبد الله بن العباس الجوهريّ ، قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدّمشقي ، قال : حدثني الزّبير بن بكار قال : حدثني أبو ضمرة أنس بن عياض اللّيثي ، قال : حدثني نوفل بن مسعود أنّه سمع أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ثلاث من لقي الله وهنّ فيه حرم على النّار وحرمت النّار عليه : إيمان بالله ورسوله ، والثانية : حبّ الله ـ عزوجل ـ والثالثة : لئن توقد نار فيلقى فيها أحبّ إليه من أن يرجع إلى الكفر (٢).

__________________

(١) حققه صديقنا الدكتور سامي مكي العاني ، وطبع غير مرة.

(٢) إسناده حسن ، نوفل بن مسعود روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات ولا نعلم فيه

٦٧

حدّثني النّقيب أبو القاسم عليّ بن محمد ابن المختار أخو النّقيب أبي الحسين هذا أنّ مولد أخيه النّقيب أبي الحسين في سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة بالكوفة.

عزل النّقيب أبو الحسين ابن المختار عن نقابة الطّالبيين في شعبان سنة سبع وست مئة. وتوفي بالكوفة يوم الخميس ثالث عشري شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن بها ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٤٩٩ ـ محمد (١) بن محمد بن أبي القاسم المؤدّب ، أبو عبد الله الملنجيّ.

من أهل أصبهان ، وملنج المنسوب إليها أحد محالها.

سمع بأصبهان أبا الفضائل بن أبي الرّجاء الصّيرفي ، وأبا القاسم إسماعيل بن عليّ الحمّامي ، وأبا طاهر المعروف بهاجر ، وغيرهم.

قدم بغداد حاجا ، وحدّث بها في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة. سمع منه محمد بن المبارك بن مشّق ، وأبو نصر عبد الرحيم بن أبي جعفر السّلمي ، وغيرهما. وعاد إلى بلده ، وكتب إلينا من هناك بالإجازة.

__________________

جرحا ، ولذلك فهو حسن الحديث ، وباقي رجاله ثقات.

أخرجه أحمد ٣ / ١١٣ ـ ١١٤ ، وأبو يعلى (٤٢٨٢) ، وأبو نعيم في الحلية ٨ / ٣٩٠.

وفي الصحيحين من حديث أبي قلابة عن أنس : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» ، لفظ البخاري ١ / ١٠ ـ ١١ (١٦) ، وهو عند مسلم (٤٣) (٦٧) وانظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٦٢٤).

(١) ترجمه ياقوت في معجم البلدان ٤ / ٦٣٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٠٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٥٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٥٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٢٩.

٦٨

وتوفي بأصبهان في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وست مئة.

٥٠٠ ـ محمد (١) بن محمد بن محمد بن عمروك بن أبي سعيد بن عبد الله بن الحسن بن القاسم بن علقمة بن النّضر بن معاذ بن عبد الرحمن ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّدّيق صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وخليفته ، أبو الفتوح بن أبي سعد البكريّ الصوفيّ.

ولد بنيسابور ، ونشأ بها ، وخرج منها في شبيبته ، وصحب الصّوفية حضرا وسفرا. وقدم بغداد مرارا. وسمع بنيسابور من أبي الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري ، وببغداد أبا عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصليّ في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. وأقام بمكة سنين مجاورا بأهله وولده. وانتقل إلى مصر فسكنها مدة. واستوطن دمشق في آخر عمره ، وأقام بها في رباط عمله صلاح الدين يوسف بن أيوب ملك الشام ، وحدّث بها عن أبي الأسعد القشيري وأبي عبد الله بن خميس وغيرهما.

ورأيته ببغداد ، وقد صدر من الحج في سنة اثنتين وست مئة ، وما قدّر لي منه السّماع ، وحدّث في هذه المرّة بها عن أبي الأسعد المذكور ، وتوجّه قاصدا إلى دمشق. وقد أجاز لنا غير مرة.

حدثني الحسن بن محمد بن محمد البكري أنّ مولد جدّه بنيسابور في سنة ثماني عشرة وخمس مئة. وتوفي بدمشق في ربيع الأول سنة خمس عشرة وست مئة.

__________________

(١) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٣٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٩٧ ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ٢٩١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٨٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٢٩ ، والعبر ٥ / ٥٧ ، والصفدي في الوافي ١ / ٢٨٣ ، والفاسي في العقد الثمين ٢ / ٣٣٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٢٦.

٦٩

٥٠١ ـ محمد بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله ، أبو الفتح ابن أبي بكر.

من أهل أوانا ـ أحد نواحي دجيل ـ كان أبوه قاضيها. سكن أبو الفتح بغداد ، وتولى النظر في ديوان التركات. وكان حفظة للأشعار. لقيته بها ، وسمعت منه قطعا من الشعر على سبيل المذاكرة ، علّقت عنه بعضها.

أنشدني أبو الفتح محمد بن محمد الأواني ببغداد مذاكرة من حفظه لمهيار :

آها لوحشة ما بيني وبينكم

إذا خلت عن جلاد الجيرة القلب

وحالت القور والأجراع دونكم

شخوص عيني وعانقت بيننا الكثب

من اشتكى الشوق أو هزّت وسادته

مدامع تتسحى أو أضلع تجب

فما أسفت لشيء فائت أسفي

من أن أعيش وجيران النقا غيب

وأنشدني أيضا في حال المذاكرة له أيضا :

يا ممطلي (١) بالوعد ما ساءني

كثرة ترداد المواعيد بي

إن كنت تقضي ثم لا نلتقي

فدم على المطل وعد واكذب

سألت أبا الفتح هذا عن مولده ، فقال : ولدت في سنة أربع وثلاثين وخمس مئة بأوانا.

٥٠٢ ـ محمد (٢) بن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عليّ ابن الصّبّاغ ، أبو غالب بن أبي جعفر بن أبي المظفّر بن أبي غالب.

وقد تقدم ذكر أبيه (٣).

__________________

(١) كتب الناسخ في الحاشية : «خ : ماطلي».

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٥١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣٠ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٦٧.

(٣) الترجمة ٢٦٨.

٧٠

من بيت العدالة والقضاء والرّواية ؛ قد شهد منهم غير واحد عند الحكّام ، وحدّث منهم جماعة. وأبو غالب هذا شهد هو ، وأبوه ، وجده ، وجد أبيه. قبل شهادته قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية يوم السّبت رابع عشر من شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ، وزكاه العدلان أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي الخطيب وأبو منصور محمد بن أحمد بن عبد الباقي ابن النّرسي ، إلا أنّه عزل مع قاضي القضاة أبي الحسن محمد ابن جعفر العبّاسي في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة (١).

وقد سمع الحديث من جماعة منهم : أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السّجزي. سمعنا منه.

قرأت على أبي غالب محمد بن أبي جعفر ابن الصّبّاغ ، قلت له : أخبركم أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الفقيه قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّارقطني ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الوهاب بن عيسى ابن أبي حيّة ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي حيّة ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، قال : حدثنا محمد بن جابر ، عن يعقوب ، عن عطاء ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يقاد والد بولده» (٢).

__________________

(١) قال الذهبي : «وقد اغتر بقول قاضي العراق محمد بن جعفر العباسي ، ووضع خطه في كتاب مزور ، كتب عليه «عورض بأصله» ، ولم يكن له أصل ، وكتب قبله أحمد بن أحمد البندنيجي المحدث فاطمأن إليه ، فلما ظهر الحال عزل القاضي ، وشهر هذان ببغداد على جملين ، نسأل الله العافية» (تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٥١) ، وليس من عادة المؤلف التطرق لمثل هذه الأمور.

(٢) المحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب ، فإما أن تكون هذه الرواية هكذا ، وهو ما أرجحه ، وإما أن يكون اسم «عمر» سقط

٧١

سئل أبو غالب ابن الصّبّاغ عن مولده فلم يحققه وقال فيه أقوالا مختلفة في مرّات. والأظهر أنه قبل سنة أربعين وخمس مئة ، والله أعلم.

وتوفي ليلة السبت خامس شعبان سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

٥٠٣ ـ محمد (١) بن محمد بن مذكور ، أبو بكر الوكيل.

من أهل باب المراتب.

كان يثبّت الكتب عند القضاة. سمع شيئا من الحديث في شبابه من جماعة منهم : أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله الدّبّاس ، وأبو السّعادات بن أبي منصور القزّاز ومن بعدهما.

سألته عن مولده ، فقال : في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة. وتوفي في شوّال سنة عشرين وست مئة.

٥٠٤ ـ محمد (٢) بن محمد بن محمد السّمرقنديّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو الفتوح الحنفيّ.

كان والده أحد فقهاء الحنفية ، قدم بغداد من سمرقند وأقام بها ، وولد ابنه أبو الفتوح بها ، وتفقّه على مذهب أبي حنيفة. وسمع من أبي الفتح محمد بن

__________________

من النسخة ، فإن كان «عن عمر» فهو حديث إسناده حسن ، وإلا فهو ضعيف.

وحديث عمر أخرجه ابن أبي شيبة ٩ / ٤١٠ ، وأحمد ١ / ٢٢ و ٤٩ ، وعبد بن حميد (٤١) والترمذي (١٤٠٠) ، وابن ماجة (٢٦٦٢) ، والطبراني في الأوسط (٨٩٠١) ، والدارقطني ٣ / ١٤١ ، والبيهقي في السنن ٨ / ٧٢. وقال الترمذي : «والعمل على هذا عند أهل العلم أن الأب إذا قتل ابنه لا يقتل به ، وإذا قذف ابنه لا يحد».

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٤٧.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٧٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٨١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣٣ ، والقرشي في الجواهر ٢ / ١٢٣ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / الورقة ٦٢٢.

٧٢

عبد الباقي بن سلمان ، وغيره. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفتوح محمد بن محمد السّمرقنديّ من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون إذنا ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو نصر أحمد بن نصر ابن محمد بن إشكاب البخاري ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن موسى القمّيّ ، قال : حدثنا عبد الرّحيم بن حبيب ، قال : حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله القمّيّ ، قال : حدثنا سفيان ، عن ليث ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أدّى حديثا إلى أمّتي لتقام به سنّة أو تثلم به بدعة فله الجنّة» (١).

سألت أبا الفتوح هذا عن مولده ، فقال : في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وست مئة ودفن فيه ، رحمه‌الله وإيانا.

٥٠٥ ـ محمد (٢) بن محمد بن أبي حرب بن عبد الصّمد ابن النّرسيّ ، أبو الحسن الكاتب.

سمع أبا محمد محمد بن أحمد ابن المادح ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبا طالب المبارك بن عليّ بن خضير وغيرهم ، وحدّث

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف ليث ، وهو ابن أبي سليم الكوفي.

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة له ، فقد توفي المترجم سنة ٦٢٦ ، وترجمه ابن الشعار في عقود الجمان ٦ / الورقة ١٣٩ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٢٤٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٢١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٩١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣١ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٤٦ ، والفاسي في ذيل التقييد ١ / ٢٢٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٧٣ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١١٩.

٧٣

عنهم. كتبنا عنه.

قرأت على أبي الحسن محمد بن محمد بن أبي حرب ، قلت له : أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن عليّ الورّاق ، قال : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي ، قال : حدثنا عليّ بن الحسن بن شقيق المروزي ، قال : حدثنا أبو حمزة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا قال : سمع الله لمن حمده ، قال : ربّنا ولك الحمد (١).

سألت أبا الحسن ابن النّرسيّ عن مولده ، فقال : في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وخمس مئة.

٥٠٦ ـ محمد (٢) بن محمد بن محمد بن الحسين الشّهرستانيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو البركات بن أبي جعفر النّحويّ.

قرأ على أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب وجالسه ، ومن بعده

__________________

(١) إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، أبو حمزة هو السكري اسمه محمد بن ميمون المروزي ثقة من رجال الشيخين ، ومنصور هو ابن المعتمر ، وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي ، وعلقمة هو ابن قيس النخعي الكوفي.

وهذا المتن يروى من طرق صحيحة من حديث ابن عباس كما في مسند أحمد ١ / ٢٧٠ ، وأبي سعيد الخدري كما عند أحمد ٣ / ٨٧ ، ومسلم ٢ / ٤٧ (٤٧٧) وابن حبان (١٩٠٥) ، وابن أبي أوفى عند مسلم ٢ / ٤٧ (٤٧٦) ، وغيرهم.

(٢) ترجمه القفطي في إنباه الرواة ٣ / ٢١٠ ، وابن الشعار في عقود الجمان ٦ / الورقة ٢٦٤ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٠٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٦١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣٢ ، وابن مكتوم في التلخيص ، الورقة ٢٣٠ ، والسيوطي في البغية ١ / ٢٢٢.

٧٤

على أبي الحسن عليّ بن المبارك بن بانوية المعروف بابن الزّاهدة النّحوي ولازمه حتى حصّل معرفة هذا العلم وتميّز فيه. وذكر أنّه سمع الحديث من جماعة ولم يكن عنده شيء من مسموعاته. كتبنا عنه أناشيد له ولغيره.

أنشدنا أبو البركات محمد بن محمد النّحوي لنفسه (١) :

خليليّ عوجا عرّضا لي بذكر من

بها ينقضي عمري وأدفن في رمسي

ونوحا بشجو واندبا لي فرقتي

ليال تقضّين فهل راجع أمس؟

غداة افترقنا غاب عقلي فما أرى

لي اليوم من عقل صحيح ولا حسّ

ألا إنّ نور الشّمس من نور وجهها

فما لي أراها تستظلّ من الشّمس!؟

وأنشدنا أيضا لنفسه :

لمّا جفا من كنت آمل وصله

ظلما ، وجدّ فديته من ظالم

أخفيت زرقة ملبسي من حاسدي

ولبستها من خشية في الخاتم

سألت أبا البركات هذا عن مولده فذكر ما يدل أنّه في شهر رمضان سنة تسع وأربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الأحد سابع عشري ربيع الآخر سنة ثماني عشرة وست مئة ، ودفن بالوردية.

٥٠٧ ـ محمد (٢) بن محمد بن محمد بن عليّ بن واقا ، أبو نصر بن أبي الفتح ، سبط أبي منصور ابن الجواليقي.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبا المناقب حيدرة بن عمر العلوي الكوفي ، وغيرهما. وحدّث عنهم ، سمعنا منه.

قرأت على أبي نصر محمد بن محمد بن واقا ، قلت له : أخبركم أبو الفتح

__________________

(١) الأبيات في إنباه الرواة ٣ / ٢١١.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٧٠٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٨٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣٠ و ١٣٢.

٧٥

محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم البانياسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشميّ ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي ، قال : حدثنا الفضيل بن موسى ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تدخلون الجنّة حتى تؤمنوا ، ولن تؤمنوا حتى تحابّوا ؛ ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السّلام بينكم» (١).

توفي أبو نصر بن واقا ليلة الأربعاء سلخ شوّال سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب ، وقد نيّف على السّتّين سنة ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٥٠٨ ـ محمد (٢) بن محمد بن الحسن السّبّاك ، أبو الفضل سبط ابن الغيم.

أحد الوكلاء بباب القضاة. من أهل نهر القلّائين ، سكن الجانب الشّرقي ،

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه ابن أبي شيبة ٨ / ٥٢٢ و ٦٢٤ و ٦٢٥ ، وأحمد ٢ / ٣٩١ ، و ٤٤٢ و ٤٤٧ و ٥١٢ ، ومسلم ١ / ٥٣ (٥٤) ، وأبو داود (٥١٩٣) ، والترمذي (٢٦٨٨) ، وابن ماجة (٦٨) ، و (٣٦٩٢) ، وأبو عوانة ١ / ٣٠ ، وابن مندة في الإيمان (٣٢٩) و (٣٣٠) و (٣٣٢) ، وابن حبان (٢٣٦) ، والبيهقي في السنن ١٠ / ٢٣٢ ، وغيرهم من طرق عن الأعمش ، به. وله طرق أخرى عن أبي هريرة ، فانظر تعليقنا على الترمذي.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١٤٥ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٨٦١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٢٢٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٤٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣٢ ، والعبر ٥ / ١٥١ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٢٤ ، والمشتبه ٣٨٧ ، والفاسي في ذيل التقييد ١ / ٢٢١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ٢٧٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣١٥ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٨١. ولم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة له ، فقد توفي سنة ٦٣٦.

٧٦

وكان ربيب أبي جعفر أزهر بن عبد الوهّاب السّبّاك ، وسمع بإفادته من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وغيره. سمعنا منه شيئا يسيرا.

قرأت على أبي الفضل محمد بن محمد الوكيل ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال :

أخبرنا أبو الفضل حمد بن الحسن بن أحمد الحدّاد ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد ابن عبد الله بن أحمد الحافظ بأصبهان ، قال : أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ، قال : حدثنا مسعر ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكلّ نبيّ دعوة يدعو بها في أمّته ، وإني جعلت دعوتي شفاعة لأمتي» (١).

سألت أبا الفضل الوكيل عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة.

٥٠٩ ـ محمد بن محمد بن محمد بن عبد الملك بن حمد بن أبي نصر ، أبو عبد الله يعرف بالنّقيب.

من أهل أصبهان.

قدم بغداد حاجا ، وحدّث بها بأحاديث عن شيوخ أجازوا له خرّجها له أبو الرّشيد محمد بن أبي بكر ابن الغزّال الأصبهاني (٢) ، منهم : أبو الخير محمد بن أحمد الباغبان ، وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرّستمي ، وأبو الرّشيد محمد ابن عمر العدل ، وأبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي ، وغيرهم. سمع منه

__________________

(١) إسناده صحيح ، وهو عند مسلم ١ / ١٣٢ (٢٠٠) وأحمد ٣ / ٢١٨ ، وابن خزيمة في التوحيد (٣٨١) ، وأبي عوانة ١ / ٩١ ، وابن مندة في الإيمان (٩١٤) ، وأبي نعيم في الحلية ٧ / ٢٥٩ ، والقضاعي في مسند الشهاب (١٠٣٧) و (١٠٣٨) ، والبغوي (١٢٣٨) من طرق عن مسعر ، وهو ابن كدام الهلالي ، به. وله طرق أخرى عن قتادة ، به. كما أن له أخرى عن أنس.

(٢) هو الآتية ترجمته بعد قليل ، برقم ٥١٢ ، وتوفي سنة ٦٣١.

٧٧

أصحابنا ، وما لقيته.

وسئل عن مولده ، فقال : في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين وخمس مئة.

٥١٠ ـ محمد (١) بن محمد بن جعفر ، أبو السّعود القاضي.

من أهل البصرة.

قدم بغداد مرارا كثيرة ، وأقام بها للتفقه عند شيخنا جمال الدين أبي القاسم يحيى بن عليّ بن فضلان ، وحصّل طرفا حسنا من معرفة مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وتكلّم في المسائل الخلافية ، وغيره ، وبواسط من أبي جعفر هبة الله ابن يحيى ابن البوقي ، وببغداد من الكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري وجماعة.

وعاد إلى البصرة ودرّس بها الفقه ، وحدّث بها. وكان خليفة القضاة بها مدة ، ثم ترك ذلك وتوفّر على العلم ونشره.

وكان ورعا صالحا ، محمود السّيرة ، موصوفا بالخير ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٥١١ ـ محمد (٢) بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد ، أبو جعفر بن أبي بكر المقرىء المعروف بابن الغزّال.

من أهل أصبهان ، أخو أبي الرّشيد محمد الذي يأتي ذكره (٣) إن شاء الله وأبو جعفر الأسنّ.

كان حافظا للقرآن المجيد ، حسن القراءة له. سمع بأصبهان أبا الفتح

__________________

(١) توفي سنة ٦٢٩ ، وقد ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٣٩٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٠٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣٣ ، وابن عبد الهادي في معجم الشافعية ، الورقة ٥٣.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٢١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣٣ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٦٢.

(٣) في الترجمة الآتية.

٧٨

عبد الله بن أحمد الخرقي ، وأبا الرّشيد إسماعيل بن غانم بن خالد التّاجر.

قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، فحج وعاد ، وحدّث بها عن المذكورين في صفر سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، فسمع منه أصحابنا ، وعاد إلى بلده. وقد أجاز لنا ، والله الموفق (١).

٥١٢ ـ محمد (٢) بن محمد بن عبد الله ، ابن الغزّال ، أبو الرّشيد ، أخو أبي جعفر المقدّم ذكره.

أحد من عني بطلب الحديث ، وسمعه ، وكتب منه الكثير ، وجمعه ، ورحل فيه إلى البلاد وتتبّعه. سمع ببلده من أبي الفتح الخرقي ، وأبي الرّشيد بن غانم التّاجر ، وخلق كثير من أصحاب أبي عليّ الحدّاد ، وأمثاله.

وقدم بغداد في سنة ست وتسعين وخمس مئة بعد وفاة أبي الفرج بن كليب ، وأقام بها مديدة ، وسمع بها من جماعة منهم : أبو طاهر المبارك بن المبارك ابن المعطوش ، وأبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ ابن الجوزي ، وأبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن قندرة. وجماعة من أصحاب : أبي القاسم بن الحصين ، وأبي المواهب بن ملوك ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وأبي القاسم الشّروطي ، وهبة الله الحريري ، وقاضي المارستان ، وغيرهم. وحدّث بها مع أخيه أبي جعفر المقدّم ذكره عن الخرقي ، وإسماعيل بن غانم. وسافر عنها ، وخرج إلى خراسان وماوراء النّهر ، وعاد إلى خوارزم. وكتب عن خلق من أهل هذه البلاد ، وروى في أسفاره ، وسمع منه النّاس ، وكتبوا عنه ، وأقبلوا عليه. وكتب لنا إجازة من خراسان. وذكر أنّ مولده في صفر سنة تسع وستين وخمس

__________________

(١) وتوفي سنة ٦٢٠ ، كما في مصادر ترجمته.

(٢) تأخرت وفاته إلى سنة ٦٣١ ، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٥٥ ، والعبر ٥ / ١٢٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣٣ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٦٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٨٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٤٦.

٧٩

مئة ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٥١٣ ـ محمد بن محمد بن منصور ، أبو عبد الله الواعظ.

من أهل أصبهان أيضا.

قدم بغداد في هذه السنة أيضا ، وحدّث بشيء عن أبي العباس أحمد بن أبي منصور الصّوفي المعروف بالتّرك. سمع منه بعض الطلبة.

ذكر أنّ مولده بأصبهان في رجب سنة تسع وخمسين وخمس مئة.

٥١٤ ـ محمد (١) بن محمد بن عبد الكريم بن برز القمّيّ ، أبو الحسن الملقب مؤيد الدّين.

كاتب ديوان الإنشاء المعمور. أحد الأعيان الأماجد ، ومن شمله إنعام المواقف المقدّسة الطاهرة الإماميّة النّاصرية ـ ضاعف الله جلالها وأسبغ على كافّة الخلائق ظلالها ـ باختصاصه وتقديمه ، فردّ إليه ديوان الأنشاء والرّسائل بعد وفاة قوام الدين أبي طالب يحيى بن سعيد بن زبادة (٢) ، فكان على ذلك مدة إلى أن عزل نائب الوزارة أبو البدر بن أمسينا فعوّل في النّظر في الأمور الدّيوانية جميعها عليه ، وجعل مصدر ولاتها جميعهم إليه ، وانتقل إلى الدّار التي سكنها الوزراء والنّواب قبله وذلك في شهر ربيع الآخر سنة ستّ وست مئة ، ودخل النّاس عليه ، وحضر عنده حجّاب الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ بنيابة ديوان المجلس ، وأمر ونهى وعزل وولّى على عادة من تولّى ذلك قبله.

وفي شهر ربيع الأول سنة سبع وست مئة خرج وفي صحبته جمع كثير من المعسكر المنصور نحو خوزستان لما خالف مقطعها من الدّيوان العزيز سنجر

__________________

(١) له ذكر في الكتب المستوعبة لعصره ، ومنها مختصر التاريخ للظهير الكازروني ٢٥١ ، ٢٥٧ ، ٢٦٤ ، والفخري لابن الطقطقى ١٥٣ ، ٣٢٦ ، والكتاب المسمى بالحوادث ٤٠ ـ ٤٤ و ٥٤ ـ ٥٧ و ٦٨ ـ ٦٩ وغيرها. وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٤٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٣٤ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٤٧ وغيرهم.

(٢) بالباء الموحدة ، كما في كتب المشتبه.

٨٠