ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

توفي أشرف بن أبي البركات في سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.

١٠٤٩ ـ أشرف (١) بن هاشم بن أبي منصور ، أبو عليّ الهاشميّ.

هكذا وجدنا اسمه في كلّ سماعاته ؛ وقال لي : اسمي عبيد الله وأشرف لقب عرفت به وسنذكره فيمن اسمه عبيد الله إن شاء الله ، يعرف بالفأفاء.

سمع أبا بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وأبا عبد الله يحيى بن الحسن ابن البنّاء ، وغيرهما ، وروى عنهم.

وكان أحد الأشراف المستحفظين تحت التّاج الشّريف بدار الخلافة المعظّمة وينزل بدار البساسيري بباب الأزج ، يرجع إلى صلاح. سمعنا منه.

قرأت على أبي علي عبيد الله الأشرف بن هاشم الهاشميّ ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن أحمد الفقيه قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة المعدّل ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النّيسابوري ، قال : حدثنا أحمد بن الفضل بن سالم ، قال : حدثنا

__________________

(١٧٨٠) من طرق عن سعد بن سعيد ، به.

وأخرجه النسائي في الكبرى (٢٨٦٥) والطحاوي في شرح المشكل (٢٣٤٧) ، من طريق عبد ربه بن سعيد ، عن عمر بن ثابت ، عن أبي أيوب موقوفا ، وعبد ربه بن سعيد ثقة.

وأخرجه الحميدي (٣٨٠) ، والطحاوي في شرح المشكل (٢٣٤٢) عن سفيان بن عيينة ، عن سعد بن سعيد ، عن عمر بن ثابت ، عن أبي أيوب ، موقوفا. وقال الحميدي : «فقلت لسفيان ، أو قيل له : إنهم يرفعونه؟ قال : اسكت قد عرفت ذلك».

ولكن قال الإمام مالك : إنه لم ير أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ، ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف ، وإن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته ، وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصة عند أهل العلم ، ورأوهم يعملون ذلك (٨٦٤ برواية الليثي ، و ٨٥٧ برواية أبي مصعب الزهري).

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٦٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٦.

٥٤١

أيوب بن سويد ، قال : حدثنا عبد الله بن شوذب ، عن أبي التّيّاح (١) ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك» (٢).

توفي أشرف بن هاشم هذا في ليلة الأحد سابع عشري محرم سنة ست مئة ، ودفن بمقبرة باب أبرز.

١٠٥٠ ـ أشرف بن أبي المظفّر بن أبي تمّام الهاشميّ.

من أهل الجانب الغربي ، أحد الوكلاء بباب القضاة هناك.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، ويقال : إنّه روى عنه ، ولم يشتهر بالنّقل والرّواية ، وطلبناه فلم نقف له على خبر.

* * *

__________________

(١) اسمه يزيد بن حميد الضبعي ، من رجال الشيخين.

(٢) إسناده ضعيف ، أيوب بن سويد الرملي ضعيف وإن قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» : «صدوق يخطىء» ، فقد ضعفه أحمد بن حنبل وأبو داود والساجي وابن يونس ، وقال يحيى ابن معين : ليس بشيء يسرق الأحاديث ، وقال البخاري : يتكلمون فيه ، وقال النسائي : ليس بثقة. وقال في موضع آخر : متروك الحديث. وقال أبو حاتم : لين الحديث. وذكر الترمذي أنّ ابن المبارك ترك حديثه. وقد سبر ابن عدي حديثه ثم قال : يكتب حديثه في جملة الضعفاء. بينا كل ذلك في كتابنا «تحرير التقريب» ١ / ١٦١ فراجعه.

أخرجه الطبراني في الكبير (٧٦٠) ، وفي الصغير (٤٧٥).

٥٤٢

ذكر من اسمه أفضل

١٠٥١ ـ أفضل بن عليّ بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصّمد ابن المهتدي بالله ، أبو العباس بن أبي الحسن بن أبي تمّام بن أبي الحسن ابن القاضي أبي الحسين.

كان أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه ، يعرف بابن الغريق ، من أهل باب البصرة ، من بيت مشهور بالعدالة والخطابة ، والقضاء.

شهد أبو العباس هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه وأنا أسمع في «تاريخ الحكّام» تأليفه ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته : وأبو العباس الأفضل بن عليّ ابن المهتدي بالله يوم السبت سابع شهر رمضان من سنة أربع وثلاثين وخمس مئة وزكّاه الشريف أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي الخطيب ، والقاضي أبو طاهر محمد ابن أحمد ابن الكرخي.

قلت : وعزل بعد ذلك بيسير. وقد سمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المعروف بابن صهر هبة ، وغيرهما ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

توفي يوم الأحد ثالث شعبان سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.

١٠٥٢ ـ أفضل (١) بن المظفّر بن عليّ ابن المكشوط ، أبو الحسن الهاشميّ.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٢٩ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٤٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٦.

٥٤٣

سمع أبا بكر محمد بن أبي حامد البيّع ، وروى لنا عنه.

قرأت على أبي الحسن أفضل بن المظفّر الهاشميّ بالمدرسة الغياثية على دجلة بشرقي بغداد ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن عمر البيّع قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به ، قال : أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرىء ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا الحسين بن صفوان ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا ، قال : حدثنا عليّ بن الجعد ، قال : حدثنا شعبة ، عن يزيد بن خمير ، قال : سمعت سلمان بن عامر يحدّث عن أوسط البجلي ، قال : سمعت أبا بكر الصّدّيق يقول بعدما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام أوّل مقامي هذا ـ قال : ثم بكى أبو بكر ـ ثم قال : عليكم بالصّدق فإنّه مع البرّ وهما في الجنّة ، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النّار ، وسلوا الله المعافاة فإنّه لم يؤت أحد شيئا بعد اليقين خير من المعافاة ، ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا» (١).

سألت أفضل ابن المكشوط هذا عن مولده فقال : في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وخمس مئة.

وتوفي ليلة السبت حادي عشر شعبان سنع أربع وست مئة ، ودفن يوم السبت بمقبرة باب حرب.

١٠٥٣ ـ أفضل (٢) بن عبد الخالق بن أبي تمّام بن أبي منصور الهاشميّ ، أبو محمد يعرف بابن باد ، أخو أسعد الذي قدّمنا ذكره (٣).

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٨٦٥.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢١٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٨٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٥٥.

(٣) الترجمة ١٠٣٩.

٥٤٤

سمع أفضل بن أبي العباس أحمد بن عبد الخالق ابن الشّنكاتيّ الهاشميّ ، وروى عنه. سمعنا منه.

وكان يسكن دار القز ، أحد المحال الغربية.

قرأت على أبي محمد أفضل بن عبد الخالق بن باد الهاشميّ من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن عبد الخالق بن القاسم الشّنكاتي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا النّقيب أبو الفوارس طراد بن محمد ابن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعدّل ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد القزويني ، قال : حدثنا محمد بن أيوب الرّازي ، قال : حدثنا عبد الرّحمن بن المبارك ، عن أبي عوانة ، عن أبي بشر ، عن حميد بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أفضل الصّيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرّم ، وأفضل الصّلاة بعد الفريضة صلاة اللّيل» (١).

توفي أفضل بن باد ليلة الأربعاء ثالث محرم سنة ست وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٠٥٤ ـ أفضل (٢) بن أبي الحسن بن محفوظ ، أبو محمد الحفّار.

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه ابن أبي شيبة ٣ / ٤٢ ، وأحمد ٢ / ٣٠٣ و ٣٢٩ و ٣٤٢ و ٣٤٤ و ٥٣٥ ، وفي الزهد (١٢٤) ، والدارمي (١٤٨٤) و (١٧٦٤) ، وعبد بن حميد (١٤٢٣) ، ومسلم ٣ / ١٦٩ (١١٦٣) ، وأبو داود (٢٤٢٩) ، والترمذي (٤٣٨) و (٧٤٠) ، وابن ماجة (١٧٤٢) ، والنسائي في المجتبى ٣ / ٢٠٦ و ٢٠٧ ، وفي الكبرى (١٣١٢) و (١٣١٣) و (٢٩٠٥) و (٢٩٠٦) و (٢٩٠٧) ، وأبو يعلى (٦٣٩٢) ، والطحاوي في شرح المشكل الآثار (١٢٥٥) ، وابن حبان (٢٥٦٣) و (٣٦٣٦) ، والحاكم ١ / ٣٠٧ ، والبيهقي ٤ / ٢٩٠ و ٢٩١ ، والبغوي (٩٢٣) و (١٧٨٨) ، وقال الترمذي : حسن صحيح.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٦٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٥٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٦ ، وابن حجر في لسان الميزان ١ / ٤٦٥.

٥٤٥

من أهل الحربية.

سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد ، وغيره ، وروى عنهم.

وتغيّر في آخر عمره بعد أن حدّث في حال صحته ، وأصابته غفلة فتركنا السّماع منه ، وكان قد أجاز لنا قبل ذلك.

توفي يوم الاثنين رابع عشر شعبان سنة سبع وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء خامس عشرة بباب حرب.

١٠٥٥ ـ أفضل (١) بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد بن مطر الهاشميّ ، أبو محمد. وقد تقدم ذكر أبيه (٢).

سمع أبا الوقت السّجزي ، وروى عنه. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد أفضل بن أحمد بن مسعود : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحمويّ ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٣) : حدثنا مكي بن إبراهيم ، قال : حدثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة ، يعني ابن الأكوع ، قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النّار» (٤).

توفي أفضل هذا عشيّة الأحد ثامن محرم سنة تسع وست مئة ، ودفن يوم

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٢٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢١١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٦.

(٢) الترجمة ٨٧٤.

(٣) البخاري ١ / ٣٨ (١٠٩).

(٤) تقدم من هذا الوجه في الترجمة رقم ٥٦٩ و ٨٠٠ و ٨٦٠ و ٨٦٣.

٥٤٦

الاثنين عند أبيه بباب حرب.

١٠٥٦ ـ أفضل (١) بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن هبة الله ابن المهتدي بالله ، أبو محمد الهاشميّ.

من أهل باب البصرة ، من بيت معروف بالخطابة ، قد ذكرنا منهم جماعة ، وهو ابن أخ الأفضل بن عليّ الذي ذكرناه أوّل هذه الترجمة (٢).

كان أفضل هذا يتولّى الخطابة بجامع العقبة المعروف بجامع ابن بهليقا بالجانب الغربي في يوم الجمعة ، ويخالط الفقهاء الحنفية. لم أقف له على سماع شيء من الحديث ، والله أعلم.

توفي في سنة أربع عشرة وست مئة ، أوائلها.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٧٠.

(٢) الترجمة ١٠٥١.

٥٤٧

ذكر من اسمه أكمل

١٠٥٧ ـ أكمل (١) بن عليّ بن عبد الرّحيم بن محمد بن عليّ بن محمد ابن أحمد بن محمد بن أبي موسى واسمه عيسى بن أحمد بن محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب ابن هاشم ، أبو محمد الهاشميّ.

من أهل باب البصرة ، من بيت مشهور بالعلم والصّلاح.

وأكمل هذا كان يتولّى الخطابة بجامع المهدي ، وقد سمع في حال شبيبته شيئا من الحديث ولم يظفر بشيء من سماعه في حال حياته ، وقد كتبت عنه أنشادا.

أنشدني أبو بكر أكمل بن عليّ بن أبي موسى الخطيب من حفظه ، قال : أنشدني أبو الغنائم عبد الله بن أحمد بن عرس المقرىء أظنه لنفسه :

لعمرك إنّ الصّبر في طعمه الصّبر

وإن يصبر الإنسان لا يصبر العمر

وما كنت أرضى من زماني بما أرى

ولكنّني أرضى بما حكم الدّهر

سألت أفضل هذا عن مولده ، فقال : قال لي والدي : ولدت في سنة ست عشرة وخمس مئة.

وتوفي في منتصف ذي القعدة من سنة ست مئة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

١٠٥٨ ـ أكمل (٢) بن أبي الأزهر بن أبي الدّلف العلويّ الحسنيّ ، أبو محمد.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٣٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٤.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٣٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٩٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٧.

٥٤٨

من أهل الكرخ ، وسكن الجانب الشّرقي ، نحو درب زاخي.

وجد سماعه في شيء من أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء. سمعنا منه ، وإن لم يكن مشهورا.

قرأت على أكمل بن أبي الأزهر العلوي من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء قراءة عليه وأنت تسمع بالكرخ في سنة ست وأربعين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن حمّاد الواعظ ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصّفّار إملاء ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك الدّقيقي ، قال : حدثنا أبو سعيد نوح بن ميمون البغدادي ، قال : أخبرنا عبد الله بن عمر العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ مسكر خمر ، وكلّ خمر حرام» (١).

سألناه عن مولده فلم يحقّقه ، وذكر ما يدلّ أنّه قبل سنة أربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم السبت سادس رجب سنة عشرين وست مئة.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف عبد الله بن عمر العمري ، ولكن الحديث صحيح ، فقد تابعه عليه جملة من الثقات فرووه عن نافع ، به ، فعرف أن هذا من صحيح حديثه ؛ فقد أخرجه من طريق أيوب السختياني عن نافع : أحمد ٢ / ٣٥ و ٩٨ و ١٢٣ ، ومسلم ٦ / ١٠٠ (٢٠٠٣) (٧٣) ، وأبو داود (٣٦٧٩) ، والترمذي (١٨٦١) وقال : حسن صحيح ، والنسائي في المجتبى ٨ / ٢٩٦ ، و ٢٩٧ ، وفي الكبرى (٥٠٩٢) و (٥٠٩٣) و (٦٨١٢) و (٦٨١٣).

وأخرجه من حديث عبيد الله بن عمر العمري عن نافع : أحمد ٢ / ١٧ ومسلم ٦ / ١٠١ (٢٠٠٣) (٧٥).

وأخرجه من حديث مالك عن نافع : مسلم ٦ / ١٠١ (٢٠٠٣) (٧٧).

وأخرجه من حديث محمد بن عجلان عن نافع : أحمد ٢ / ١٣٧ والنسائي في المجتبى ٨ / ٢٩٧ ، وفي الكبرى (٥٠٩٦) (٦٨١١).

وأخرجه من حديث موسى بن عقبة عن نافع : أحمد ٢ / ٢٩ و ١٣٤ ، ومسلم ٦ / ١٠٠ (٢٠٠٣) (٧٤).

٥٤٩

١٠٥٩ ـ أكمل (١) بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد بن مطر الهاشميّ ، أبو أحمد أخو أفضل الذي ذكرناه (٢).

سمع أبا الوقت السّجزي وغيره. سمعنا منه.

قرأت على أبي أحمد أكمل بن أحمد بن مسعود الهاشميّ : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب فيما قرىء عليه ببغداد وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد السّرخسي ، قال : حدثنا محمد بن يوسف بن مطر ، قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٣) : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا حميد ، عن أنس ، أنّ ابنة النّضر لطمت جارية فكسرت ثنيّتها ، فأتوا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأقرّ بالقصاص (٤).

توفي أكمل هذا ليلة الجمعة ثالث شعبان سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٥٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٩٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٧.

(٢) الترجمة ١٠٥٥.

(٣) البخاري في الصلح ٣ / ٢٤٣ (٢٧٠٣) ، وفي التفسير ٦ / ٢٩ (٤٤٩٩) ، وفي الديات ٩ / ١٠ (٦٨٩٤).

(٤) تقدم في الترجمة ٩٤٠.

٥٥٠

ذكر من اسمه أنجب

١٠٦٠ ـ أنجب (١) بن أحمد بن مكارم ، أبو عبد الله ، يعرف بابن الدّجاجيّ.

من أهل باب الأزج ، كان يسكن البصليّة.

بلغنا أنه وجد سماعه في شيء من أبي الحسن محمد بن أحمد بن صرما الصّائغ ، ولم يكن من أهل الرّواية ، ولا ممن يصلح للأخذ عنه ، سمع منه بعضهم ، ولم ألقه.

توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وست مئة ، سامحنا الله وإياه.

١٠٦١ ـ أنجب (٢) بن أبي العز بن أبي الحسن الدّلال (٣) ، أبو شجاع التّاجر.

من أهل دار القز ، سكن الجانب الشرقي ، وروى عن أبي الوقت الصّوفي. سمعنا منه.

قرأت على أبي شجاع أنجب بن أبي الحسن التّاجر بالجوهريين من شرقي بغداد ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب قراءة عليه بمدينة السّلام في الجانب الغربي بجامع المنصور وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري بهراة ، قال : أخبرنا أبو

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤٧٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣ ، والمشتبه ١٢٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ١٣٣ و ٤ / ٢٨٧ و ٥ / ٨٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٥٤٧.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٧.

(٣) في التكملة : «أنجب بن أبي الحسن علي بن أبي العز بن محمد».

٥٥١

يعقوب ، يعني القرّاب ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا محمد بن إبراهيم بن نيروز ، قال : حدّثنا المطّلب بن شعيب ، قال : حدّثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدّثنا الهقل بن زياد ، عن بكر بن خنيس ، قال : حدّثني عاصم بن عبد الله النّخعي ، عن أبي هارون العبدي ، قال : أتينا أبا سعيد الخدري فسألناه عن حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : مرحبا بوصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إنّه سيأتيكم بعدي أناس من الآفاق يسألونكم عن حديثي ، وعن السّنّة فاستوصوا بهم خيرا ، فكان إذا رآنا قال : مرحبا بوصيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

سألنا أنجب هذا عن مولده فقال : ولدت في سنة أربعين أو سنة إحدى وأربعين وخمس مئة ، الشك منه.

وتوفي في يوم الثلاثاء حادي عشر صفر سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٠٦٢ ـ أنجب (٢) بن أبي السّعادات بن محمد بن عبد الرّحمن بن عبد الله الحمّاميّ ، أبو عبد الله.

من أهل باب البصرة.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيره. سمعنا منه.

قرأت على الأنجب بن أبي السّعادات الحمّامي ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ الفرّاء قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، فإن أبا هارون العبدي متروك ، وقد تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٢٠٦.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢١٦ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٧٩٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٧ ، ودول الإسلام ١ / ١٠٥ ، والصفدي في الوافي ٩ / ٤٠٩ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣٠١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٧٠.

٥٥٢

الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصّلت ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، قال : حدثنا عبيد بن أسباط ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سفيان (١) ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي (٢) ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمّار وتمسّكوا بعهد ابن أمّ عبد» (٣).

سألت أنجب بن أبي السّعادات عن مولده فقال : في سنة أربع وخمسين وخمس مئة (٤).

* * *

__________________

(١) هو ابن عيينة الهلالي.

(٢) هو ابن حراش.

(٣) هذا حديث معلول ، قال الترمذي : وكان سفيان بن عيينة يدلس في هذا الحديث ، فربما ذكره عن زائدة عن عبد الملك بن عمير ، وربما لم يذكر فيه عن زائدة» (الجامع ٦ / ٤٣ بتحقيقنا).

أخرجه من غير ذكر زائدة ـ كما هنا ـ : ابن سعد ٢ / ٣٣٤ والترمذي (٣٦٦٢ م) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٢٢٩) ، والبغوي (٣٨٩٤).

وأخرجه الحميدي (٤٤٩) ، وأحمد ٥ / ٣٨٢ ، والترمذي (٣٦٦٢) ، والطحاوي في شرح المشكل (١٢٢٦) و (١٢٢٧) و (١٢٢٨).

(٤) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن نشرته الأخيرة ، فقد توفي سنة ٦٣٥ ، كما في مصادر ترجمته.

٥٥٣

ذكر من اسمه أعز

١٠٦٣ ـ أعز (١) بن عبد السّيّد بن عبد الكريم بن أحمد السّلميّ ، أبو الفضل الحاجب.

سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وغيره.

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو الفضل أعز بن عبد السيّد السّلميّ ، قال : أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن علي ابن المذهب ، قال : خبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (٢) : حدثنا يحيى بن سعيد القطّان ، عن سفيان ، قال : حدثني أبي ، عن أبي يعلى ، عن ربيع بن خثيم ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه خطّ خطّا مربّعا وخطّا واسعا ، وذكر الحديث (٣). هكذا كان في كتاب القرشي مختصرا.

وأنبأنا القرشيّ ، قال : توفي الأعز بن عبد السيّد في صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٠٦٤ ـ أعز (٤) بن عليّ بن المظفّر بن عليّ بن الحسين ، أبو المكارم

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ١٤٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٨ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢٢.

(٢) مسند أحمد ١ / ٣٨٥.

(٣) حديث صحيح.

أخرجه البخاري في الرقاق من صحيحه ٨ / ١١٠ (٦٤١٧) ، والترمذي (٢٤٥٤) ، والنسائي ـ كما في تحفة الأشراف ٩٢٠٠ ـ وابن ماجة (٤٢٣١) ، والدارمي (٢٧٣٢) ، وأبو يعلى (٥٢٤٣) ، وأبو نعيم في الحلية ٢ / ١١٦.

(٤) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ١٤٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٧١ ،

٥٥٤

ابن أبي القاسم ، يعرف بابن الظّهيري.

من أهل باب المراتب ، من أولاد الرّواة النّقلة المذكورين.

سمع بإفادة أبيه من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي الكثير ، وروى عنه.

وكان أميّا لا يكتب ، وقد لقيته وطلبت منه السّماع فأجاب ، وعرض ما شغل عن ذلك ، فتوفي ، وقد أجاز لنا لفظا غير مرة.

أخبرنا أبو المكارم الأعز بن أبي القاسم فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا طالوت بن عبّاد ، قال : حدثنا الرّبيع بن مسلم ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «المعدن جبار ، والبئر جبار ، والبهيمة جبار ، وفي الرّكاز الخمس» (١).

توفي الأعز ابن الظّهيري يوم الاثنين ثالث عشر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمس مئة.

__________________

وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٢٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٩ ، والمشتبه ٣١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٢٥٢ و ٣ / ٤٣٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢٢ ، وقال ابن نقطة : رأيته ولم أسمع منه ، وقال لي ولده أبو القاسم : اسمه المظفر والأعز لقب ، هكذا في جميع كتب الأملاك التي لنا.

(١) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٢ / ٣٨٦ و ٤٠٦ و ٤٦٧ و ٤٨٢ ، ومسلم في الحدود من صحيحه ٥ / ١٢٨ (١٧١٠) (٤٦) من طريق الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد ، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة ٨ / ٤١٤ ، وأحمد ٢ / ٤٠٩ و ٤٣٠ و ٤٧٧ و ٤٩٧ ، وابن ماجة (٣٦١٦) من طريق شعبة عن محمد بن زياد ، به.

٥٥٥

ذكر من اسمه إقبال

١٠٦٥ ـ إقبال (١) بن عليّ بن أبي بكر واسمه أحمد بن برهان ، أبو القاسم بن أبي الحسن المعروف بابن الغاسلة المقرىء.

من أهل واسط.

قرأ القرآن المجيد على جماعة من شيوخ واسط ، منهم : أبو الكتائب المظفّر بن سلامة الخبّاز ، وأبو الكرم محفوظ بن عبد الباقي بن التاريخ وغيرهما.

وسمع الحديث بها من أبي السّعادات المبارك بن إبراهيم الخطيب ، والقاضي أبي عليّ الحسن بن إبراهيم الفارقي ، وأبي الفتح محمد بن إبراهيم البروجردي الواعظ لمّا قدمها ، وغيرهم.

وقدم بغداد مرارا ، وأقام بها ، وذكر لي أنّه سمع بها من أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي ، وأبي بكر ابن الزّاغوني ، وغيرهما.

سمعت أبا القاسم إقبال بن عليّ بن أحمد يقول : كنت حاضرا في حلقة أبي منصور ابن الجواليقي ببغداد في جامع القصر الشّريف يوم جمعة بعد الصّلاة فسأله رجل عن هذا البيت وهو :

يحاولن مني عادة قد عرفتها

قديما فما يضحكن إلا تبسّما

وقيل له : كيف يستثنى التّبسم من الضّحك ، والتّبسّم ضحك؟ فقال : يكون حرف الاستثناء ، وهو إلا هاهنا ، بمعنى لكن التي معناها الاستدراك ، ويكون معنى البيت : فما يضحكن لكن يتبسّمن.

__________________

(١) ترجمه القفطي في إنباه الرواة ١ / ٢٣٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٧٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٩.

٥٥٦

قال شيخنا إقبال بن علي : ومثله قوله تعالى : (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ* إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) [النمل : ١٠ ـ ١١] أي لكن من ظلم.

سألت أبا القاسم إقبال بن عليّ هذا عن مولده فقال : ولدت في ثامن شهر رمضان من سنة ثمان وسبعين وأربع مئة ، يعني بواسط.

وتوفي بها في ليلة الاثنين يوم عيد الأضحى من سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، وصلّينا عليه بعد صلاة العيد بجامع واسط ، ودفن بمقبرة سكّة الأعراب بواسط.

١٠٦٦ ـ إقبال (١) بن المبارك بن محمد بن الحسن بن محمد ابن العكبريّ ، أبو جعفر بن أبي المعالي.

من أهل واسط ، وكان أحد العدول بها ؛ من أهل بيت صالحين قرّاء ، ومحدّثين ، وقد تقدم ذكر عمّه أحمد بن محمد (٢).

سمع أبو جعفر هذا بواسط من أبي القاسم عليّ بن عليّ بن شيران ، والقاضي أبي عليّ الحسن بن إبراهيم الفارقي ، وأبي الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام البغدادي لما كان ناظرا بها ، ومن أبي عبد الله محمد بن عليّ ابن الجلّابي وغيرهم. وخلّط في شيء من مسموعاته ، وألحق اسمه في شيء لم يكن سمعه من أبي بكر بن ألتكين التائب ، وادّعى سماعه لشيء من «صحيح البخاري» من شيخ مجهول ، ذكر أنّه سمع منه بمدينة الرّسول صلوات الله عليه وسلامه ولم يعرف ذلك الشّيخ ولا روى عنه غيره فتركنا السماع منه إلا لما يوجد فيه سماعه بخط طالب مشهور.

قدم أبو جعفر هذا بغداد في آخر عمره وأظنّه روى بها شيئا ولا أشك أنه قد

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٤٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٣٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ٢٧٥ ، وابن حجر في لسان الميزان ١ / ٤٦٥.

(٢) الترجمة ٨١١.

٥٥٧

أجاز لنا بها في سنة خمس وثمانين وخمس مئة. ورجع إلى واسط ، وتوفي بها في ليلة الجمعة خامس شهر رمضان من سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، وحضرت الصّلاة عليه مرتين الأولى بمحلة الطّحّانين بباب درب الشّعراني الذي كان يسكنه ، والثانية بجامع واسط ، ودفن قبل صلاة الجمعة عند أبيه بمقبرة مسجد قصبة ، سامحنا الله وإياه.

١٠٦٧ ـ إقبال (١) بن عبد الله ، أبو الخير ، مولى الشّريف خزعل بن محمد الهاشمي.

كان صالحا.

ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرىء أنّه روى له عن أبي الوقت السّجزي وكتب عنه ، قال : وتوفي بمكة في شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦١٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٥ ، والفاسي في العقد الثمين ٣ / ٣٢٤.

٥٥٨

ذكر من اسمه إسفنديار

١٠٦٨ ـ إسفنديار بن رستم الرّازيّ.

كان يتولى ديوان العرض في خلافة الإمام المسترشد بالله أبي منصور بن الفضل ابن الإمام المستظهر بالله رضي‌الله‌عنهما.

بلغني أنّه توفي في سنة أربعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٠٦٩ ـ إسفنديار (١) بن الموفّق بن أبي عليّ البوشنجيّ الأصل الواسطيّ المولد البغداديّ الدار ، أبو الفضل الكاتب الواعظ.

قرأ القرآن المجيد بواسط بالقراءات الكثيرة على جماعة منهم : أبو الفتح المبارك بن أحمد بن زريق الحدّاد ، وقرأ الوعظ على أبي المجد عليّ بن المبارك سبط ابن رشادة.

ثم قدم بغداد واستوطنها ، وصحب الشيخ صدقة بن وزير. وسمع معه بها من جماعة منهم : أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبو المعالي عمر ابن بنيمان ، وأبو الأزهر محمد بن محمود بن حمّود ، وقاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد الحديثي ، وغيرهم.

وتكلّم في الوعظ مرة ، وتولّى كتابة ديوان الإنشاء في محرم سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، وصرف عنه في شهر رمضان من السّنة المذكورة.

وكان وافر الفضل ، حسن الخطّ ، مليح العبارة ، جيّد التّرسّل ، يقول الشّعر

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٨٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بعفيف الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٦٧٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٩٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٣ ، والصفدي في الوافي ٩ / ٤٧ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٧٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٤٩. ولم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن نشرة كتابه الأخيرة ، حيث توفي سنة ٦٢٥ ه‍.

٥٥٩

الجيّد ، وينشىء الفصول الحسنة. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفضل إسفنديار بن الموفّق ، قلت له : أخبركم قاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال :أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الباقي بن مجالد البجلي ، قال : حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن عليّ بن أبي قربة العجلي ، قال : حدثنا أبو الطيّب محمد بن الحسين التّيملي ، قال : حدثنا عبد الله بن زيدان البجلي ، قال : حدثنا حسين بن زيد ، قال : حدثنا عائذ بن حبيب ، عن صالح ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أشرف المجالس ما استقبل به الصّلاة» (١).

أنشدني أبو الفضل إسفنديار بن الموفّق الكاتب لنفسه ، وكتب بها إلى قوم صحبهم ثم فارقهم :

وقد كنت مغرى بالزّمان وأهله

ولم أدر أنّ الدّهر بالغدر دائل

أرى كلّ من طارحته الودّ صاحبا

ولكنّه مع دولة الدّهر مائل

وربّ أناس كنت ألحظ ودّهم

وما نالني منهم سوى المذق طائل

تعاطوا ولائي ثم حالوا سآمة

وحال بني الأيام لا شكّ حائل

وأعدم شيء سامه المرء دهره

حبيب مصاف أو خليل مواصل

أسادتنا قد كنت أحظى بأنسكم

وأجني ثمار العيش والدّهر غافل

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، صالح الراوي عن محمد بن كعب القرظي هو صالح بن حسان النضري أبو الحارث المدني نزيل البصرة متروك.

ورواه عيسى بن ميمون ، عن محمد بن كعب ، به ، وعيسى منكر الحديث يروي أحاديث كلها موضوعات ، وقد ساق الذهبي هذا الحديث في الميزان ٣ / ٣٢٦ ضمن منكراته.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (٨٤٠) من طريق مصعب بن ثابت عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس ، ومصعب ضعيف عند التفرد ، وقد تفرد به من هذا الوجه. وسيأتي في الترجمة ١٤٣٣ بالإسناد نفسه وفيه «القبلة» بدل «الصلاة» وتكلمنا عليه هناك بتفصيل أكثر.

٥٦٠