ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

قال القرشي : وسألته ، يعني إسحاق هذا ، عن مولده فقال : في ربيع الأول سنة سبع عشرة وخمس مئة. وتوفي يوم الأربعاء حادي عشر رجب سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

زاد غيره : وصلّي عليه يوم الخميس ثاني عشر ، وحمل إلى مقبرة باب حرب ، ودفن عند أبيه.

١٠٢٦ ـ إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله ، أبو إبراهيم الغسّانيّ التّونسيّ.

من أهل المغرب.

كان فقيها مالكيا قدم بغداد في سنة سبع وأربعين وخمس مئة وأقام بها مديدة ولازم أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد وسمع منه الكثير ثم سافر.

قال القاضي عمر القرشي : ثم عاد إلى بغداد قريبا من سنة ستين وخمس مئة ورأيته ، وكان عالما بمذهب مالك وغيره من الفقهاء ، وجالس الفقهاء وناظرهم وخرج بعد سنة ستين إلى مكة. هذا آخر كلام القرشي.

قلت : وأقام بمكة يحدّث ويروي فسمع منه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي الصّيف ، ومحمد بن محمد البكري وغيرهما. وكان في سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة حيّا ، رحمه‌الله وإيانا.

١٠٢٧ ـ إسحاق (١) بن محمد بن إسحاق بن محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم ، أبو نصر بن أبي الحسن بن أبي نصر بن أبي الحسن بن أبي الحسين المعروف بابن الصّابي الكاتب.

__________________

وابن حبان (٣٣١٦) و (٣٣١٩) ، والبغوي (١٦٣٢).

وهو في الصحيحين من حديث أبي صالح عن أبي هريرة : البخاري ٢ / ١٣٤ حديث (١٤١٠) ، ومسلم ٣ / ٨٥ (١٠١٤) (٦٤).

(١) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٢ ، والذهبي في المتوفين على التقريب من أصحاب الطبقة ٥٩ (وهي التي توفي أصحابها بين ٥٨١ ـ ٥٩٠) من تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٢٢ ، واختاره في المختصر المحتاج ١ / ٢٤٩.

٥٢١

من بيت قديم أهل كتابة وبلاغة وترسّل ومعرفة بالتّواريخ وأيام الناس ، قد تقدّم منهم غير واحد. ومحمد بن هلال جد أبيه هو الملقب غرس النّعمة كان يلي ديوان الإنشاء في أيام الإمام القائم بأمر الله رضي‌الله‌عنه ، وله «تاريخ» حسن ، ومصنفات عدّة.

وأبو نصر هذا والد أبي الحسين محمد الذي قدّمنا ذكره (١) كان شيخا حسنا من ذوي البيوت ينزل بباب المراتب.

توفي بعد الثمانين وخمس مئة.

١٠٢٨ ـ إسحاق (٢) بن عليّ بن أحمد بن بندار بن إبراهيم الدّينوريّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي ياسر ، وأبو ياسر أخو أبي المعالي ثابت بن بندار البقال المقرىء المحدّث ، وأبو القاسم هذا يعرف بابن الشاة الحلّابة.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد السّمرقندي ، وأبا الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام الكاتب ، وأبا القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرمويّ ، وغيرهم.

وكان تاجرا ، سافر الكثير ، ودخل خراسان ، وغزنة ، وهو من أولاد الشيوخ وأبناء المحدّثين. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم إسحاق بن عليّ بن أحمد التّاجر ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصّريفيني ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتّاني المقرىء ، قال : حدثنا أبو القاسم

__________________

(١) الترجمة ٨٣.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٢٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠١٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٠.

٥٢٢

عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب النّسائي ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا الأوزاعيّ ، قال : حدثنا حسّان بن عطية ، قال : حدثني أبو كبشة أنّ عبد الله بن عمرو حدّثه أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «بلّغوا عني ولو آية ، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبؤا مقعده من النّار» (١).

سألت إسحاق بن عليّ هذا عن مولده ، فقال : في جمادى الأولى سنة ست وعشرين وخمس مئة. وتوفي في أوائل شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي بالمقبرة المعروفة بباب أبرز.

١٠٢٩ ـ إسحاق (٢) بن أحمد بن محمد بن غانم ، أبو محمد.

من أهل العلث (٣).

سمع ببغداد مع ابن عمّه طلحة بن مظفّر العلثي من جماعة منهم : أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، وأبو محمد جعفر بن أبي الفرج بن أبي المعّاز الدّقّاق ، وأبو السعادات نصر الله بن عبد الرّحمن القزّاز ، والشيخ عبد الرّحمن ابن عليّ ابن الجوزي.

وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وانقطع بناحيته مشتغلا بالعبادة والنّسك ، وله أتباع من أهل الخير ، والله الموفق.

__________________

(١) حديث الأوزاعي عن حسان بن عطية في البخاري ٤ / ٢٠٧ حديث ٣٤٦١ ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٦٦٩).

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٣٤١ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٧٢٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٣١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٠ ، والمشتبه ٤٦٨ ، وابن رجب في الذيل ٢ / ٢٠٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٣١٨ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١٠١٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٦٣ ، والقنوجي في التاج المكلل ٢٣٢.

(٣) قيده المنذري في التكملة فقال : بفتح العين المهملة وسكون اللام وبعدها ثاء مثلثة.

٥٢٣

ذكر من اسمه أسعد

١٠٣٠ ـ أسعد (١) بن هبة الله بن أبي سعد ، واسمه إبراهيم بن القاسم ابن محمد بن عبد الله الرّبعيّ ، أبو المظفّر ، يعرف بابن الخيزرانيّ المؤدّب.

من ساكني قراح ابن أبي الشّحم (٢).

كانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة رحمه‌الله ، وقرأ الأدب على الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي.

وسمع الحديث من الرئيس أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء وغيرهما ، وروى عنهما.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، والشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، وأبو العباس أحمد بن أحمد ابن البندنيجي ، وطبقتهم.

أنبأنا القاضي عمر بن أبي الحسن القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو المظفّر أسعد بن هبة الله بن إبراهيم الرّبعي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وأخبرناه القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي وأبو الحسن عليّ بن محمد بن يعيش بقراءتي عليهما ، قلت لهما : أخبركما أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه ، فأقرّا به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٣٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٠ ، والصفدي في الوافي ٩ / ١٨ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ١٤٣ ، والسيوطي في البغية ١ / ٤٤٢.

(٢) ويقال فيه : «قراح أبي الشحم» من غير «ابن» ، وقد ذكر غير مرة في هذا الكتاب ، وينظر معجم البلدان لياقوت في مادة «قراح» ٤ / ٣١٦ ، ومراصد الاطلاع ٣ / ١٠٧١ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ١٢ / ٥٦٧ و ١٠٧٩.

٥٢٤

قال (١) : حدثنا محمد بن غالب ، قال : حدثنا عبد الصمد بن النّعمان ، قال : حدثنا الماجشون يعني عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : جاء رجل من أسلم إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : كيف أنت يا فلان؟ قال : بخير يا رسول الله ما لقيت من عقرب أصابتني البارحة. قال : أما إنّك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التّامات من شرّ ما خلق لم يضرّك (٢).

قال القرشيّ : سألته ، يعني أسعد ابن الخيزراني عن مولده فقال : في شهر رمضان سنة إحدى وخمس مئة. وتوفي ليلة الخميس سادس عشر ربيع الآخر سنة سبعين وخمس مئة.

وحدثني أحمد بن أحمد بوفاته مثل ذلك ، وزاد : ودفن بالوردية ، وكان يفهم ما يقرأ عليه.

١٠٣١ ـ أسعد (٣) بن يلدرك بن أبي اللّقاء الجبريليّ ، أبو أحمد ،

__________________

(١) الغيلانيات (٦١٢).

(٢) حديث صحيح.

أخرجه مالك في الموطأ (٢٧٣٩ برواية الليثي) ، ومن طريقه أحمد ٢ / ٣٧٥ ، والبخاري في خلق أفعال العباد (٥٨) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٥٨٩).

وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (٥٨٨) من طريق حماد بن زيد ، عن سهيل ، به.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (٥٨) من طريق جرير بن حازم وسعيد بن عبد الرحمن بن سهيل ، به. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (٥٩٢) ، وابن ماجة (٣٥١٨) ، من طريق سفيان الثوري ، عن سهيل ، به. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (٥٩١) ، من طريق عبيد الله بن عمر العمري ، عن سهيل ، به.

(٣) ترجمه ابن مسلمة في المشيخة البغدادية ٧٧ (رقم ٣٨) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٣٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥١ ، والعبر ٤ / ٢١٩ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٣٠١ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٦١٧ ،

٥٢٥

البوّاب بدار الخلافة المعظّمة.

شيخ أسنّ وكبر وعبر المئة ، كان أبوه صاحبا للرئيس أبي الخطّاب ابن الجرّاح ، فأسمعه منه ، ومن أبي الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وأبي محمد الحسن بن محمد ابن رئيس الرّؤساء وغيرهم ، وحدّث عنهم ، وعمّر حتى روى بعد المئة.

سمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشّريف أبو الحسن الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو محمد ابن الأخضر ، وغيرهم.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك : أخبركم أبو أحمد أسعد بن يلدرك بن أبي اللّقاء قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الخطاب عليّ بن عبد الرّحمن بن هارون بن الجرّاح ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد ابن عمر بن بكير المقرىء ، قال : أخبرنا عمر بن محمد بن حميد ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن العوّام ، قال : حدثنا سوّار بن عبد الله القاضي ، قال : حدثنا بشر بن المفضّل ، قال : حدثنا شعبة ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قال الله تعالى : أنا أغنى الشّركاء ، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فهو للذي أشرك فيه وأنا منه بريء» (١).

أنبأنا الحافظ عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : سألت أسعد بن يلدرك عن مولده فقال : في شهر ربيع الأول سنة سبعين وأربع مئة. زاد غيره : يوم الاثنين

__________________

وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤٦.

(١) حديث شعبة هذا حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٢ / ٣٠١ و ٤٣٥ ، وابن خزيمة (٩٣٨) ، وابن حبان (٣٩٥) من طرق عن شعبة.

وأخرجه الطيالسي (٢٥٥٩) ، ومسلم ٨ / ٢٢٣ (٢٩٨٥) ، وابن ماجة (٤٢٠٢) ، والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن ، به. وله طرق أخرى عن أبي هريرة.

٥٢٦

ثاني عشر الشهر المذكور.

قال القرشيّ : وتوفي ليلة الخميس تاسع عشري ربيع الأول سنة أربع وسبعين وخمس مئة عن مئة سنة وأربع سنين.

وذكر أبو بكر عبيد الله بن أبي الفرج المارستاني : أنّ أسعد بن يلدرك توفي يوم الأربعاء خامس ربيع الآخر من سنة أربع وسبعين وخمس مئة عن مئة سنة وأربع سنين واثنين وعشرين يوما ، ودفن بالمقبرة المعروفة بالعطّافية ، ولا عقب له ، رحمه‌الله وإيانا.

١٠٣٢ ـ أسعد بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير الميهنيّ ، أبو المظفّر بن أبي البركات بن أبي الفتح بن أبي طاهر بن أبي سعيد الصّوفيّ.

أخو أبي الفضائل عبد المنعم شيخ رباط البسطامي ، وسيأتي ذكره.

كان أسعد من شيوخ القوم ، قدم بغداد ، وأقام برباط البسطامي إلى حين وفاته. وقد كان سمع شيئا من الحديث ، وما أعلم أنّه روى شيئا ، ورأيته ، وكان شيخا مسنّا ، وزرته للتبرك به.

توفي ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمس مئة ، ودفن عند أهله بصفّة الجنيد بمقبرة الشّونيزي غربي بغداد.

١٠٣٣ ـ أسعد (١) بن نصر بن أسعد ، أبو منصور الأديب ، يعرف بابن العبرتيّ ، منسوب إلى عبرتا ناحية بالنّهروان.

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «عبرتا» من معجم البلدان ٤ / ٧٨ ووقع فيه : «مات في حدود سنة ٥٧٠» وهو من غلط الطبع صوابه «٥٩٠» ، والقفطي في إنباه الرواة ١ / ٢٣٥ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢١٠ ، والذهبي في وفيات سنة (٥٨٧) من تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٣٢ ثم أعاده في وفيات سنة ٥٨٩ منه ١٢ / ٨٦٨ فتكرر عليه من غير أن يشعر ، وابن مكثوم في تلخيصه ، الورقة ٤٢ ، والصفدي في الوافي ٩ / ١٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٣٨٥ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ٤٤١.

٥٢٧

كان قد قرأ النّحو على أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، ومن بعده على أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباريّ ، وصارت له به معرفة حسنة وأقرأه. وله شعر لا بأس به.

أنشدني أبو القاسم هبة الله بن الحسن ، قال : أنشدني أبو منصور أسعد بن نصر العبرتيّ لنفسه (١) :

قل لمن يشكو زمانا

حاد عما يرتجيه

لا يضيقنّ إذا جا

ء بما لا تشتهيه

ومتى نابك دهر

حالت الأحوال فيه

فوّض الأمر إلى اللّ

ه تجد ما تبتغيه

وإذا علّقت آما

لك فيه ببنيه

جرت عن قصدك حتى

قيل : ما ذا بنبيه

توفي أسعد هذا في رابع عشر شهر رمضان سنة تسع وثمانين وخمس مئة.

١٠٣٤ ـ أسعد بن أبي سعيد بن محمد بن طاهر بن الحسن ، أبو الفتوح الشّيرازيّ.

قدم بغداد حاجا في سنة تسعين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي المبارك عبد العزيز بن محمد الأدميّ الشّيرازيّ ؛ فسمع منه أبو الرّضا أحمد بن طارق القرشيّ ، ويوسف بن سعيد ابن البنّاء ، وعبد القوي بن عبد الخالق المصري ، وغيرهم ، وعاد إلى بلده.

١٠٣٥ ـ أسعد (٢) بن محمود بن خلف بن أحمد بن محمد العجليّ ، أبو

__________________

(١) الأبيات في الوافي ٩ / ١٧.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢١٤ ، وابن الأثير في الكامل ١٣ / ٨٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٧٠ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ١ / ٢٠٨ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٧١٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٣ ، وسير أعلام

٥٢٨

الفتوح بن أبي الفضائل الملقّب بالمنتجب ، الفقيه الشافعيّ.

من أهل أصبهان.

فقيه ، فاضل ، زاهد ، له معرفة تامة بمذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وله تصانيف حسنه في المذهب ، موصوف بالصّلاح والعبادة والنّسك ، لا يأكل إلا من كسب يده ، وكان يورّق ويبيع ما يتقوّت به ، وعليه المعتمد في الفتوى بأصبهان.

سمع ببلده فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية ، والحافظ إسماعيل بن محمد ابن الفضل ، وغانم بن أحمد وغيرهم.

قدم بغداد ، وسمع بها من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطّي في سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، وعاد إلى بلده ، وروى به ، وكتب إلينا بالإجازة غير مرّة.

أخبرنا أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجليّ في كتابه إلينا من أصبهان ، قال : قرأت على أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد ببغداد في رابع عشر صفر من سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم البانياسي ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى الهاشمي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي عبد الرحمن المقرىء بمكة ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الرّبيع بن صبيح ، عن يزيد الرّقاشي ، عن أنس بن مالك أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

__________________

النبلاء ٢١ / ٤٠٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥١ ، والعبر ٤ / ٣١١ ، والصفدي في الوافي ٩ / ١٩ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٨ / ١٢٦ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٣٩ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٧٨ ، والغساني في العسجد المسبوك ٢٨٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨٦ ، وابن الفرات في تاريخه ٩ / الورقة ٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٤٤ ، وغيرهم.

٥٢٩

من كانت نيّته طلب الآخرة جعل الله تبارك وتعالى غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدّنيا وهي راغمة ، ومن كانت نيّته طلب الدّنيا جعل الله عزوجل الفقر بين عينيه وشتّت عليه أمره ، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له» (١).

بلغنا أنّ مولد المنتجب أسعد العجلي في سنة خمس عشرة وخمس مئة ، وأنّه توفي بأصبهان في صفر سنة ست مئة ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

١٠٣٦ ـ أسعد (٢) بن أحمد بن محمد ، أبو البركات الحطّابيّ ، بالحاء المهملة.

من أهل بلد ناحية قريبة من الموصل (٣).

قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى حين وفاته ، وتفقّه أولا على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله على القاضي أبي يعلى محمد بن محمد ابن

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف يزيد الرقاشي.

أخرجه من حديث يزيد الرقاشي : وكيع في الزهد (٣٥٩) ، وهناد في الزهد (٦٦٩) ، والترمذي (٢٤٦٥) ، وأبو نعيم في الحلية ٦ / ٣٠٧ ، والبغوي (٤١٤٢).

وأخرجه الطبراني في الأوسط (٥٩٨٧) و (٨٨٧٧) ، وابن عدي في الكامل ٣ / ٩٦٦ من طريق قتادة عن أنس ، بإسناده ضعيف أيضا.

على أنه قد صح من حديث زيد بن ثابت.

أخرجه أحمد ٥ / ١٨٣ ، وفي الزهد (٣٣) ، والدارمي (٢٣٥) ، وابن ماجة (٤١٠٥) وغيرهم.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٩١ ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ١٣١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٢ ، والصفدي في الوافي ٩ / ١٤.

(٣) قيد المنذري «الحطابي» في التكملة فقال : «بفتح الحاء المهملة وتشديد الطاء المهملة وفتحها ، وبعد الألف باء موحدة ، نسبة إلى جمع الحطب أو بيعه». ثم قيد «البلدي» فقال : «نسبة إلى بلد ، وهي اسم بلدة تقارب الموصل ، ويقال لها : بلدة الحطب». قلت : قوله في النسبة الأولى أنه منسوب إلى جمع الحطب أو بيعه وهم ، فهو منسوب إلى بلدة الحطب ، ولذلك يقال له : البلدي الحطابي.

٥٣٠

الفرّاء ، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي رحمه‌الله ، وأقام بالمدرسة الثّقتية (١) بباب الأزج مدة ، وتفقه بها على أبي المحاسن يوسف بن بندار الدّمشقي ، ثم اشتغل بالتّصرّف في الأمور السّلطانية.

وقد سمع ببغداد من أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي وغيره ، وبدمشق من الحافظ أبي القاسم عليّ بن الحسن ابن عساكر ، وحدّث بالقليل ؛ سمع منه قوم من الطّلبة. وقد أجاز لنا.

توفي ليلة الثّلاثاء ثاني جمادى الآخرة من سنة إحدى وست مئة ، ودفن بداره بدرب الجهرمي بالجانب الشرقي بقراح ابن أبي الشّحم.

١٠٣٧ ـ أسعد بن شهريار بن أبي منصور ، أبو فراس.

من أهل همذان.

قدم بغداد حاجا في سنة إحدى وست مئة ، وحدّث بها عن أبي الوقت السّجزي ، وذكر أنّه سمع منه بهمذان. فسمع منه بعض الطّلبة ، وحجّ وعاد إلى بلده في سنة اثنتين وست مئة.

١٠٣٨ ـ أسعد (٢) بن المنجّى بن بركات بن المؤمّل التّنوخيّ ، أبو المعالي.

من أهل دمشق.

قدم بغداد للتفقه ، وأقام بها حتى حصل له طرف من معرفة مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل. وسمع بها من أبي منصور أنشتكين بن عبد الله مولى ابن رضوان ، ومن القاضي أبي العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي الواسطي ،

__________________

(١) منسوبة إلى ثقة الدولة ابن الدريني زوج الكاتبة شهدة بنت الإبري ، العالمة المشهورة.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٩٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٢٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٣٦ ، والعبر ٥ / ١٧ ، والذيل لابن رجب ٢ / ٤٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٨ ، والقنوجي في التاج المكلل ٢١٩.

٥٣١

ومن النقيب أبي جعفر أحمد بن محمد العبّاسيّ المكي ، وعاد إلى بلده ، وروى هناك ، وحدّث (١).

١٠٣٩ ـ أسعد بن عبد الخالق بن أبي تمّام بن باد الهاشميّ أبو (٢) ...

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن محلة دار القز ، وهو أخو أفضل الذي يأتي ذكره.

سمع أبا عبد الله سعيد بن الحسين بن شنيف والد شيخنا الحسين بن سعيد وروى عنه. سمع منه أصحابنا ، وطلبناه فأخبرنا بموته في سنة إحدى عشرة وست مئة ، والله الموفق.

١٠٤٠ ـ أسعد (٣) بن محمد بن عليّ بن أحمد ابن نظام الملك أبي عليّ الحسن بن عليّ بن إسحاق ، أبو المظفر بن أبي نصر بن أبي الحسن بن أبي نصر.

من بيت معروف بالفضل والتّقدّم ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٤).

وأسعد هذا كان خاليا من فضيلة ، وقد أسمعه والده من أبي الوقت السّجزي ببغداد لما قدمها وروى عنه. سمعنا منه وغيره أولى بالرّواية منه.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن بقاء بن الحسن المقرىء في آخرين وأسعد بن محمد بن عليّ منهم بقراءتي ، قالوا : أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد الدّاودي ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد السّرخسي ، قال : أخبرنا إبراهيم

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته فكأنه لم يعرفها لكونه توفي بدمشق ، وكانت وفاته في سنة ٦٠٦ ، كما ذكر مترجموه.

(٢) هكذا في الأصول ، ترك المؤلف فراغا ليعرف كنيته ، ولم يعد إليه.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٧٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٦٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥١ ، والصفدي في الوافي ٩ / ١٥.

(٤) الترجمة ٣٤٣.

٥٣٢

ابن خزيم (١) الشاشي ، قال : حدثنا عبد بن حميد الكشي ، قال (٢) : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن بلال أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يدعو : «يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك» (٣).

سألنا أسعد بن محمد هذا عن مولده فذكر ما يدل أنّه في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة ، وكان ابن عمه يوسف بن عمر يقول : مولدي في سنة خمس وثلاثين وخمس مئة ، وأسعد مقاربي في السّن ، والله أعلم.

وتوفي في ليلة الأحد تاسع رجب سنة ثلاث عشرة وست مئة فجاءة على ما قيل ، وصلّي عليه يوم الأحد بالمدرسة النّظامية ، ودفن عند جده بالتّربة المقاربة للمدرسة بالموضع المعروف بالبستان.

«آخر الجزء العشرين من الأصل»

__________________

(١) بالخاء المعجمة وبعدها الزاي ، قيده ابن ناصر الدين في التوضيح ٣ / ٤١٠.

(٢) المنتخب من مسند عبد بن حميد (٣٥٩).

(٣) إسناده صحيح ، وجاء عن عدد من الصحابة ، منهم أنس بن مالك ، والنواس بن سمعان ، وعبد الله بن عمور ، وأبو ذر ، وأم سلمة ، وعائشة ، فانظر الترمذي (٢١٤٠) وتعليقنا عليه.

٥٣٣

١٠٤١ ـ أسعد (١) بن هبة الله بن وهبان الحديثيّ الأصل البغداديّ ، أبو محمد البزوريّ.

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الصّوفي ، وروى عنه. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد أسعد بن هبة الله بن وهبان ، قلت له : أخبركم الشّيخ أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر الدّاودي ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٢) : حدثنا مكي بن إبراهيم ، قال : حدثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : كنّا جلوسا عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أتي بجنازة فقالوا : صلّ عليها ، فقال : هل عليه دين؟ قالوا : لا ، قال : فهل ترك شيئا؟ قالوا : لا ، فصلّى عليها. ثم أتي بجنازة أخرى فقالوا : يا رسول الله صلّ عليها ، فقال : هل عليه دين؟ قيل : نعم. قال : فهل ترك شيئا؟ قالوا : ثلاثة دنانير ، فصلّى عليها ، ثم أتي بالثالثة ، فقالوا : صلّ عليها ، قال : هل ترك شيئا؟ قالوا : لا ، قال : فهل عليه دين ، قالوا : ثلاثة دنانير ، قال : صلّوا على صاحبكم. قال أبو قتادة : صلّ عليه وعليّ دينه ، فصلّى عليه (٣).

توفي أسعد بن وهبان يوم الجمعة سادس عشري شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وست مئة ، ودفن بمقبرة الزّرّادين بالمأمونية ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢١٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٩٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٦٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٢.

(٢) البخاري ٣ / ١٢٤ (٢٢٨٩).

(٣) تقدم في الترجمة ٨٥٩.

٥٣٤

١٠٤٢ ـ أسعد (١) بن عليّ بن عليّ بن محمد بن أحمد بن صعلوك ، أبو القاسم.

من أهل الجانب الشّرقي ، وسكن الكرخ.

سمع أبا الكرم المبارك بن الحسن الشّهرزوري المقرىء ، وأبا الوقت السّجزي ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم أسعد بن عليّ : أخبركم أبو الوقت قراءة عليه فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حمّوية ، قال : أخبرنا محمد بن يوسف ، قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٢) : حدثنا أبو عاصم (٣) ، قال : حدثنا يزيد ، عن سلمة بن الأكوع قال : أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا من أسلم أن أذّن في النّاس : «من كان أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم ، فإنّ اليوم يوم عاشوراء» (٤).

سألت أسعد بن صعلوك عن مولده فقال : في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وخمس مئة (٥).

١٠٤٣ ـ أسعد (٦) بن محمد بن أعز بن عمر بن محمد ابن السّهرورديّ

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠١٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٠٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٢.

(٢) البخاري ٧ / ١٣٤ (٥٥٦٩).

(٣) هو الضحاك بن مخلد النبيل ، وهو عند مسلم ٦ / ٨١ (١٩٧٤) من طريقه أيضا.

(٤) تقدم في الترجمة ٧٠١ من هذا الكتاب.

(٥) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، فقد توفي سنة ٦٢٢ ، كما ذكر المنذري وغيره.

(٦) ترجمه ابن نقطة في «أعز» من إكمال الإكمال ١ / ١٤٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٤٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٢٥٢.

٥٣٥

الأصل البغداديّ المولد والدّار ،أبو الحسن بن أبي عبد الله.

من بيت مشهور بالتّصوف والرّواية ، حدّث هو وأبوه وجده وجد أبيه ، وقد تقدم ذكرنا لأبيه (١).

سمع أسعد هذا من أبي الوقت ، وغيره. سمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله محمد بن أعز بن عمر السّهروردي وعلى ابنه أسعد قلت لهما : أخبركما أبو الوقت السّجزي قراءة عليه ، فأقرّا به ، قال : أخبرنا أبو الحسن الدّاودي عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاريّ ، قال (٢) : حدثنا آدم (٣) ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت أبا عثمان النّهدي ، عن أسامة بن زيد عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرّجال من النّساء» (٤).

سألت أسعد بن محمد عن مولده فقال : في سنة سبع وأربعين وخمس مئة.

وتوفّي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من رجب سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الخميس عند أبيه بالسّهلية.

١٠٤٤ ـ أسعد (٥) بن بقاء بن عبد النّجّار ، أبو عبد الله ، نسيب ابن بقاقا.

__________________

(١) في المجلد الأول ، الترجمة ٨٧.

(٢) في النكاح من صحيحه ٧ / ١١ (٥٠٩٦).

(٣) هو ابن أبي إياس العسقلاني.

(٤) هو عند مسلم أيضا ٨ / ٨٩ (٢٧٤٠) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٧٨٠).

(٥) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٠٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٣٥.

٥٣٦

سمع أبا طالب المبارك بن عليّ بن خضير ، وروى عنه شيئا يسيرا ، ولم يكن من أهل هذا الشأن. كتبت عنه (١).

قرأت على أسعد بن بقاء النّجّار ، قلت : حدّثكم أبو طالب المبارك بن عليّ ابن محمد البزّاز لفظا قال : أخبرنا محمد بن عليّ بن ميمون ، قال : حدثنا الحسن بن عليّ الجوهري ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصّفّار ، قال : حدثنا أبو عروبة الحسين بن مودود ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى ، قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، عن أسباط بن نصر ، عن السّدّي ، عن أبيه ، عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «الإيمان قيّد الفتك ، لا يفتك مؤمن» (٢).

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، وقد توفي سنة ٦٢٣.

(٢) إسناده ضعيف لجهالة والد السدي ، واسمه عبد الرحمن بن أبي كريمة ، كما بيناه في «تحرير التقريب» ، فقد تفرد بالرواية عنه ولده إسماعيل.

أخرجه أبو داود (٢٧٦٩) عن محمد بن خزابة ، عن إسحاق بن منصور ، به.

٥٣٧

ذكر من اسمه أشرف

١٠٤٥ ـ أشرف بن الفاخر ، أبو محمد العلويّ الحسينيّ.

ذكره المبارك بن كامل في «معجم شيوخه» وقال : أنشدني للمرتضى أبي القاسم الموسويّ :

تجاف عن الأعداء تقيا فرّبما

كفيت فلم تجرح بناب ولا ظفر

ولا تبر منهم كلّ عود تخافه

فإن الأعادي ينبتون مع الدّهر

١٠٤٦ ـ أشرف (١) بن هبة الله بن محمد ابن البياضيّ ، أبو العباس بن أبي الغنائم الهاشميّ.

من أهل باب البصرة.

كان يؤمّ في الصّلوات الخمس بجامع المنصور ، وكان حافظا للقرآن المجيد. وقد سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي السعود أحمد بن عليّ ابن المجلي ، وأبي الوقت السّجزي ، وغيرهم ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأبو العباس أحمد بن أحمد المعدّل ، وغيرهم.

أخبرني أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن أبي نصر المقرىء ، قال : قرىء على الأشرف بن هبة الله ابن البياضي وأنا أسمع : أخبركم أحمد بن علي ابن المجلي ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عليّ ابن المهتدي بالله ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الصّيدلاني ، قال : أخبرنا محمد بن مخلد العطّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا يعقوب بن الوليد ، عن

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٥٥.

٥٣٨

أبي حازم (١) ، عن سهل بن سعد أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأكل البطّيخ بالرّطب (٢).

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر الحافظ ، قال : سألت الأشرف ابن البياضي عن مولده فقال : في سنة تسع وتسعين وأربع مئة.

وأخبرنا الشيخ أبو الفرج عبد الرّحمن بن عليّ بن محمد الواعظ (٣) إذنا أنّ الأشرف ابن البياضي توفي في المحرم سنة سبع وسبعين وخمس مئة.

١٠٤٧ ـ أشرف (٤) بن عليّ بن محمد بن إبراهيم ، أبو الفضل الهاشميّ ، سبط أبي الفضل الأرمويّ.

كان يسكن درب الجب (٥).

سمع من جده لأمه محمد بن عمر الأرموي ، وروى عنه ؛ سمع منه بعض الطّلبة. وقد رأيته ولم يكن مشهورا بالرّواية.

سئل عن مولده فقال : في سنة خمس عشرة وخمس مئة.

توفي يوم الخميس ثاني شوّال سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، ودفن عند جده بمقبرة باب أبرز ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) هو سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج.

(٢) إسناده ضعيف جدا ، يعقوب بن الوليد ، هو ابن عبد الله بن أبي هلال الأزدي كذاب.

أخرجه ابن ماجة (٣٣٢٦).

والمحفوظ أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأكل القثاء بالرّطب ، كما في حديث عبد الله بن جعفر الذي أخرجه البخاري ٧ / ١٠٢ و ١٠٤ ومسلم ٦ / ١٢٢ وغيرهما.

(٣) هو ابن الجوزي.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٥٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٤.

(٥) درب الجب كان فيه مسجد الفاعوس ، وله ذكر إلى أواخر المئة السابعة كما يفهم من ترجمة فخر الدين أبي محمد عبد الله بن عليّ بن منصور بن رطلين البغدادي المتوفى سنة ٦٧٩ من تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ٤ / الترجمة ٢١٤٣.

٥٣٩

١٠٤٨ ـ أشرف (١) بن أبي البركات بن أبي غالب الهاشميّ ، أبو محمد القصّار.

من أهل الجانب الغربي ، ويسكن محلّة دار القز.

سمع أبا البركات المبارك بن كامل بن حبيش الدّلال ، ورى عنه. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد أشرف بن أبي البركات الهاشميّ بباب منزله بدار القزّ ، قلت له : أخبركم أبو البركات المبارك بن كامل قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو القاسم عليّ بن أحمد ابن البسري إملاء ، قال : حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدّثنا محمد بن مخلد العطّار ، قال : حدثنا محمد بن عليّ بن خلف ، قال : حدثنا عمرو بن عبد الغفّار ، عن حسن بن حيّ وسفيان الثّوري ، عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد ، عن عمر (٢) ، عن أبي أيوب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوّال كان كصيام الدّهر» (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٩٩ ، والذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢٥٥.

(٢) هو عمر بن ثابت الخزرجي الأنصاري المدني.

(٣) إسناده ضعيف جدا ، فإن عمرو بن عبد الغفار متروك الحديث (ميزان الاعتدال ٣ / ٢٧٢).

على أن حديث عمر بن ثابت عن أبي أيوب صحيح كما قال الإمام الترمذي ، وسعد بن سعيد وإن كان سيء الحفظ لكنه توبع في رواية هذا الحديث. وقد أخرجه الدارقطني في العلل ٦ / ١٠٨ ، والخطيب في تاريخه ٤ / ٩٣ ـ ٩٤ من طريق عمرو بن عبد الغفار.

وأخرجه الطيالسي (٦٩٤) ، وعبد الرزاق (٧٩١٨) و (٧٩١٩) و (٧٩٢١) ، والحميدي (٣٨١) و (٣٨٢) ، وابن أبي شيبة ٣ / ٩٧ ، وأحمد ٥ / ٤١٧ و ٤١٩ ، وعبد بن حميد (٢٢٨) ، والدارمي (١٧٦١) ، ومسلم ٣ / ١٦٩ (١١٦٤) ، وأبو داود (٢٤٣٣) ، والترمذي (٧٥٩) ، وابن ماجة (١٧١٦) ، والنسائي في الكبرى (٢٨٦٢) و (٢٨٦٣) و (٢٨٦٤) و (٢٨٦٦) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ، من (٢٣٣٧) إلى (٢٣٤١) و (٢٣٤٣) و (٢٣٤٤) و (٢٣٤٥) و (٢٣٤٦) ، وابن حيان (٣٦٣٤) ، والبيهقي ٤ / ٢٩٢ ، والبغوي

٥٤٠