ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

توفي إسماعيل هذا في ليلة الثلاثاء سابع عشري شوّال سنة ست مئة ، وقد أناف على الثّمانين ، ودفن بمقبرة رأس المختارة بالجانب الشّرقي.

١٠٠٦ ـ إسماعيل (١) بن عليّ بن الحسين ، أبو محمد بن أبي الحسن ابن أبي عبد الله الفقيه الحنبليّ ، يعرف بغلام ابن المنّي.

من أهل باب الأزج ، وسكن المأمونية.

تفقه على أبي الفتح نصر بن فتيان ابن المنّي ، وحصل له معرفة حسنة بالفقه والجدل ، وتكلّم في مسائل الخلاف ، ودرّس بعد شيخه أبي الفتح المذكور في مسجده بالمأمونية. وكانت له حلقة للمناظرة بجامع القصر الشّريف وصنّف جدلا وتعليقا. وكان حسن الكلام والفتوى.

سمع الحديث من شيخه المذكور ، ومن أبي محمد لاحق بن عليّ بن كاره ، ومن الكاتبة شهدة بنت الإبري وغيرهم. وروى القليل.

سألته عن مولده فذكر أنّه ولد في صفر سنة تسع وأربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الثلاثاء من شهر ربيع الآخر من سنة عشر وست مئة ، وصلّي عليه عشية اليوم المذكور ، ودفن بداره ثم نقل بعد ذلك إلى مقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

ومسلم ٧ / ٢ (٢١٦٠) من طريق روح بن عبادة عن ابن جريج. وأخرجه البخاري ٨ / ٦٤ (٦٢٣٢) من طريق مخلد بن يزيد الحراني عن ابن جريج. وأخرجه مسلم ٧ / ٢ (٢١٦٠) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن ابن جريج.

(١) ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٦٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٨٧ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٨٤ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٩٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٤ ، والصفدي في الوافي ٩ / ١٥٧ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٦٥ ، وابن رجب في الذيل ٢ / ٦٦ ، وابن حجر في اللسان ١ / ٣٢٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٤٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢١٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٤٠.

٥٠١

١٠٠٧ ـ إسماعيل بن عليّ بن ياتكين الجوهريّ ، أبو محمد.

سمع أبا القاسم هبة الله بن الحسن الدّقاق ، وأبا الفتح المعروف بابن البطّي ، ويحيى بن ثابت ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمع منه أصحابنا.

١٠٠٨ ـ إسماعيل (١) بن عليّ بن يوسف الحميريّ ، أبو الطاهر.

من أهل المهديّة ، أوائل بلاد الغرب.

قدم بغداد وأتيناه بها ، وكان فيه فضل ، وله معرفة بالأدب ، وقد ترسّل وقال الشّعر. سمع معنا ، وكتبنا عنه أناشيد له ولغيره.

أنشدني أبو الطّاهر إسماعيل بن عليّ المهدوي ببغداد من لفظه لبعض المتقدمين :

لي حبيب يحبّ شدوي وقولي

وله عند ذاك وجه صفيق

إن تغنّيت قال : أحسنت حبّي

وبأحسنت لا يباع الدّقيق

وأنشدني أيضا لنفسه في جارية صوّر على خدّها بغالية صورة حيّة :

تبدّت لنا من جانب السّجف غادة

لها الشّمس وجه والكواكب خال

فقلت ، وقد لاح الهلال بوجهها :

متى طلعت شمس الضّحى وهلال؟

الهلال الأوّل من أسماء الحيّة ، والهلال الثاني هلال الأفق ، والله أعلم.

١٠٠٩ ـ إسماعيل (٢) بن الفضل بن إسماعيل ، أبو القاسم بن أبي عامر.

من أهل جرجان ، قدم بغداد في سنة عشر وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي محمد عبد الرّحمن بن سعيد السّعيدي ، وعن أبي علي الحسن بن عليّ بن الطيب الباخرزي الشاعر.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٨٣٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٦٩ ، والصفدي في الوافي ٩ / ١٧٠ ، ولم يذكر المؤلف وفاته لأنها تأخرت إلى سنة ٦٣٥.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ١٣٤.

٥٠٢

سمع منه جماعة منهم : أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجمه» ، وأبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون ، وأبو محمد الحسن بن عليّ بن يعيش البيّع ، وغيرهم.

قرأت على أبي سعد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن حمدون الكاتب من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم والدك قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن الفضل بن إسماعيل الجرجانيّ قدم علينا بغداد قراءة عليه وأنا أسمع في صفر سنة عشر وخمس مئة بالمسجد المعلّق المقابل لباب النّوبي المحروس ، قيل له : أخبركم أبو محمد عبد الرحمن بن سعيد بن محمد السّعيدي ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف ، قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، قال : حدّثنا محمد بن كثير العبدي ، قال : أخبرنا سفيان الثّوري ، عن أبي جهضم مولى ابن سالم ، عن عبيد الله بن العباس من ولد العباس ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، قال : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإسباغ الوضوء ، ونهانا ، ولا أقول نهاكم ، أن نأكل الصّدقة ، ولا ننزي حمارا على فرس (١).

١٠١٠ ـ إسماعيل (٢) بن فضائل بن عبد الباقي بن مكي ، أبو عبد الرحمن.

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبا بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهما. كتبنا عنه.

قرأت على أبي عبد الرحمن إسماعيل بن فضائل بالحربية غربي بغداد ،

__________________

(١) حديث صحيح تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١١٢.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٢٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٥.

٥٠٣

قلت له : أخبركم الرّئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشّيباني قراءة عليه وأنت تسمع في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزّاز ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال (١) : حدثنا موسى بن هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا كامل بن طلحة (٢) ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن عقيل ابن خالد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني حمزة بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إنّي لأرى الرّي يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب. قالوا : فما أوّلته يا رسول الله؟ قال : العلم» (٣).

توفي إسماعيل بن فضائل الحربي يوم الجمعة سادس شعبان سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) الغيلانيات (١٢٤).

(٢) في الأصول كافة : «حدثنا هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا موسى بن هارون ، قال : حدثنا كامل بن طلحة» ، وهو غلط محض ، والصواب ما أثبتناه من «الغيلانيات» ، فشيخ أبي بكر الشافعي في هذا الحديث هو موسى بن هارون بن عبد الله المعروف والده بالحمال المولود سنة ٢١٤ والمتوفى سنة ٢٩٤ ، وهو مترجم في تاريخ الخطيب ١٥ / ٤٨ بتحقيقنا ، وفي «الحمال» من أنساب السمعاني ، والمنتظم لابن الجوزي ٦ / ٦٦ ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ١٢ / ١١٦ وغيرها. وروايته عن كامل بن طلحة مثبته في ترجمة كامل بن طلحة من «تهذيب الكمال».

(٣) حديث صحيح ، كامل بن طلحة صدوق حسن الحديث وقد تابعه الثقات على هذا الحديث ، منهم : قتيبة بن سعيد ، وسعيد بن عفير ، ويحيى بن بكير وغيرهم ، فهذا من صحيح حديثه ، وباقي رجاله ثقات.

وحديث عقيل عن الزهري هذا في الصحيحين : البخاري ١ / ٣١ (٨٢) و ٩ / ٥٠ (٧٠٢٧) و ٩ / ٥٢ (٧٠٣٢) ، ومسلم ٧ / ١١٢ (٢٣٩١). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٢٨٤).

٥٠٤

١٠١١ ـ إسماعيل بن محمد بن يحيى بن مسلم الزّبيديّ (١) الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو عبد الرحمن.

من أهل الحريم الطاهري.

قدم أبوه بغداد وسكنها إلى حين وفاته ، وولد ابنه إسماعيل هذا بها ، ولإسماعيل إخوة يأتي ذكرهم إن شاء الله.

سمع من أبيه ، ومن أبي بكر أحمد بن عليّ الدّلال المعروف بابن الأشقر ، وما أعلم أنّه روى شيئا ، لأنّه توفي شابا يوم الاثنين ثامن شوّال سنة ست وستين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

١٠١٢ ـ إسماعيل (٢) بن محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ ، أبو الفتح.

من أهل مرو ، وفاشان أحد قراها.

قدم بغداد في سنة ثمان وأربعين وخمس مئة ، وسمع بها من جماعة منهم : أبو الفتح محمد بن علي بن عبد السّلام الكاتب. وعاد إلى بلده ، وسمع هناك من تاج الإسلام أبي سعد ابن السّمعاني وغيره ، وحدّث به.

وكتب إلينا بالإجازة منه في سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ، وحدّثنا عنه ببغداد أبو عيسى المروروذيّ.

__________________

(١) قال المؤلف في ترجمة ابن أخيه محمد بن عثمان بن محمد بن يحيى بن مسلم الزبيدي المتوفى سنة ٦٠٨ : «يعرف جدّه محمد بالزبيدي لأنه من أهل زبيد بلدة مشهورة من بلاد اليمن ، قدم بغداد ووطنها إلى حين وفاته ، وله بها عقب يأتي ذكر كل واحد منهم في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله» (الترجمة ٣٢٢).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٤٨ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٥٧٨ ، ثم أعاده في الملقبين بفخر الدين ٤ / الترجمة ١٩٩٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٥ ، والمشتبه ٤٩٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ٢٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣٩.

٥٠٥

قرأت على أبي عيسى محمد بن عيسى بن أحمد الحاكم قدم علينا حاجا ، قلت له : أخبركم أبو الفتح إسماعيل بن محمد بن محمد الفاشاني بمرو ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عليّ بن عبد السّلام الكاتب ببغداد بمنزله في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمس مئة بقراءتي عليه قلت له : أخبركم أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم منصور ابن النّعمان بمصر ، قال : أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي ، قال : حدثنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلّبي بنيسابور ، قال : حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن بلال البزّاز ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي قابوس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الرّاحمون يرحمهم الرّحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السّماء» (١).

ولد أبو الفتح الفاشانيّ على ما قيل في سنة ثلاث وعشرين أو أربع وعشرين وخمس مئة. وتوفي يوم الخميس حادي عشري شوال سنة تسع وتسعين وخمس مئة فجاءة.

١٠١٣ ـ إسماعيل (٢) بن محمد بن عليّ بن عبد العزيز ابن السّمّذي ،

__________________

(١) ظاهر إسناده الضعف ، فأبو قابوس مجهول تفرد بالرواية عنه عمرو بن دينار ، ولم يوثقه أحد ، بل ذكره البخاري في الضعفاء ، لكن الإمام الترمذي قد صحح الحديث ، وهو إمام جهبذ لا ينبغي أن يخالف إلا بدليل قوي ، وقد تبين لي أنه لا يعتد كثيرا بمسألة الجهالة ، ولمتن الحديث شواهد كثيرة ، فالحديث صحيح إن شاء الله ، كما قال.

أخرجه الحميدي (٥٩١) و (٥٩٢) ، وابن أبي شيبة ٨ / ٣٣٨ ، وأحمد ٢ / ١٦٠ ، والبخاري في تاريخه الكبير ٩ / الترجمة ٥٧٤ ، وأبو داود (٤٩٤١) ، والترمذي (١٩٢٤) ، والحاكم ٤ / ١٥٩ ، والبيهقي في السنن ٩ / ٤١ ، والخطيب في تاريخه ٤ / ٤٢٣ (بتحقيقنا) ، والمزي في تهذيب الكمال ٣٤ / ١٩٢.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣١٢ ، والنعال في مشيخته ١٢٥ ، والذهبي في

٥٠٦

أبو محمد.

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي ، وأبا محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح الوكيل ، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وعمّه أبا المكارم المبارك بن علي بن السّمّذي ، وأبا بكر أحمد بن علي ابن الأشقر ، وأبا محمد المبارك بن بركة الكندي وروى عنهم.

سمع منه جماعة من أصحابنا وما قدّر لي السّماع منه ، وقد أجاز لي.

أنبأنا إسماعيل بن محمد ابن السّمّذي ، قال : أخبرنا عمي أبو المكارم المبارك بن عليّ بن عبد العزيز قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصّريفيني. وقرأته على أبي شجاع عبد الملك بن أبي الفتح الأبريسمي من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو المكارم المبارك بن عليّ ابن السّمّذي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدّثنا أبو محمد الصّريفيني املاء ، قال : حدّثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدّثنا يحيى ابن محمد بن صاعد ، قال : حدّثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي ، قال : حدّثنا عبد الله بن داود ، قال : حدّثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سعيد ابن المسيّب ، عن سعد بن أبي وقّاص ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» (١).

__________________

تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٥.

(١) حديث صحيح.

أخرجه من حديث سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص : الطيالسي (٢١٣) ، وعبد الرزاق (٩٧٤٥) ، والحميدي (٧١) ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٤ ، وأحمد ١ / ١٧٣ و ١٧٥ و ١٧٩ ، والبخاري في تاريخه الكبير ١ / الترجمة ٣٣٣ ، والترمذي (٣٧٣١) ، والبزار ، كما في البحر الزخار (١٠٦٦) و (١٠٦٨) و (١٠٧٤) و (١٠٧٥) ، والنسائي في فضائل الصحابة (٣٥) و (٣٦) و (٣٧) ، وفي الخصائص ، له (٤٥) و (٤٦)

٥٠٧

توفّي إسماعيل ابن السّمّذي يوم الخميس خامس عشر صفر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٠١٤ ـ إسماعيل (١) بن محمد بن محمد بن الحسين ، أبو النّجح بن أبي الفضل البزّاز.

من ساكني درب صالح بسوق الثّلاثاء. كان والده أحد فقهاء الحنفية ، وقد قدمنا ذكره (٢).

سمع أباه ، وأبا عبد الله الحسين بن الحسن المقدسي ، وأبا الفضل محمد ابن عمر الأرموي ، وأبا صابر عبد الصّبور بن عبد السّلام الهروي وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي النّجح إسماعيل بن أبي الفضل الحنفي بحانوته بسوق الثلاثاء ، قلت له : أخبركم والدك أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن دوست العلّاف ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد إملاء ، قال : قرىء على يحيى بن

__________________

و (٤٧) و (٤٨) ، وأبو يعلى (٧٠٩) ، والدولابي في الكنى والأسماء ١ / ١٩٢ ، والشاشي (١٤٧) و (١٤٨) ، والطبراني في معجمه الكبير (٣٣٣) ، وفي الصغير (٨٢٤) ، وابن عدي في الكامل ٥ / ١٨٤٣ ، وأبو نعيم في الحلية ٧ / ١٩٥ ، والخطيب في تاريخه ٥ / ٣٣٢ و ١٠ / ٤٩٩ (بتحقيقنا).

وأخرجه مسلم ٧ / ١١٩ وغيره من حديث سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه. وكلاهما صحيح ، فقد سمعه سعيد من عامر أولا ، ثم سأل عنه سعدا ليستوثق ، فرواه عن كليهما.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٦٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٥٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٦ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ١٦٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٣٥ ، والتميمي في الطبقات السنية ١ / الورقة ٦٠٥.

(٢) الترجمة ٤٣٥.

٥٠٨

جعفر بن أبي طالب وأنا أسمع ، قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن أبي موسى ، قال : جاء رجل إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله الرّجل يحبّ القوم ولا يلحق بهم؟ قال : «المرء مع من أحبّ» (١).

توفّي أبو النّجح في ليلة الأحد تاسع عشر شهر رمضان سنة سبع وست مئة ، وصلّي عليه يوم الأحد بالمدرسة النّظامية ، ودفن بباب حرب.

١٠١٥ ـ إسماعيل (٢) بن محمد بن خمارتكين بن عبد الله ، أبو الفتح ابن أبي عبد الله.

كان جدّه خمارتكين مولى أبي زكريا يحيى بن عليّ التّبريزي اللّغوي وعتيقه ، وقد تقدّم ذكر أبيه محمد (٣).

سمع إسماعيل أباه ، وأبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفتح إسماعيل بن محمد بن خمارتكين ، قلت له : أخبركم أبو الوقت الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع بالمدرسة النّظامية ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه ، قال (٤) : حدثنا يحيى بن قزعة ، قال : حدثنا مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن علقمة بن وقّاص ، عن عمر بن

__________________

(١) حديث صحيح ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٤٣٥.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٢١ ، وابن الفوطي في الملقبين بعزيز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٥٧٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٩٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٦.

(٣) الترجمة ١٧٢.

(٤) في النكاح من صحيحه ٧ / ٤ حديث رقم ٥٠٧٠.

٥٠٩

الخطاب ، قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «العمل بالنّيّة ، وإنما لامرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهرجته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» (١).

سألت إسماعيل بن خمارتكين عن مولده ، فقال في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم السبت خامس ربيع الأول سنة عشرين وست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٠١٦ ـ إسماعيل (٢) بن المبارك بن محمد بن مكارم ، ويقال : محمد ابن المبارك بن سكّينة (٣) الأنماطيّ ، أبو الفرج بن أبي المظفّر.

من أولاد المحدّثين ، وسيأتي ذكر أبيه.

سمع إسماعيل من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، ومن أبيه ، ومن تمنّي بنت عليّ بن عليّان البوّاب ، وغيرهم. وروى شيئا يسيرا.

توفّي بإربل في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وست مئة ، ودفن بها.

١٠١٧ ـ إسماعيل (٤) بن المظفّر بن عليّ بن محمد بن زيد بن ثابت ، أبو محمد بن أبي الغنائم ، يعرف بابن المنجّم الشّروطيّ.

من أهل الكرخ ، كان يسكن بدرب أبي خلف.

سمع أبا عبد الله محمد بن محمد ابن السّلال ، وأبا المكارم المبارك بن

__________________

(١) تقدم هذا الحديث الصحيح في التراجم رقم ٢٥ و ٣٢٠ و ٣٤٤ و ٩٧٠.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١٨٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٦٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٢ ، والمشتبه ٣٦٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١٢٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٦٨٦.

(٣) قال المنذري : بكسر السين المهملة وتشديد الكاف وكسرها وفتح النون وبعدها تاء تأنيث.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٢١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٦.

٥١٠

عليّ ابن السّمّذي ، وأبا بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وغيرهم. وروى عنهم ، سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد إسماعيل بن المظفّر ابن المنجّم بجامع المنصور ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الورّاق قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن وشاح بن عبد الله مولى الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا كامل بن طلحة ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أدرك ركعة من الصّلاة فقد أدرك الصّلاة» (١).

سألت إسماعيل ابن المنجّم عن مولده ، فقال : ولدت في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي في أواخر شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وخمس مئة.

١٠١٨ ـ إسماعيل (٢) بن المظفّر بن هبة الله الدّبّاس ، أبو محمد يعرف بابن الأقفاصيّ.

من ساكني درب فراشا.

سمع أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد السّلامي ، وروى عنه شيئا من أماليه. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد إسماعيل بن المظفّر الدّبّاس من أصل سماعه ، قلت له : حدّثكم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد إملاء ، فأقرّ به وعرفه ، قال :

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٣٨١.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٠٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بمعين الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٤٠٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٦.

٥١١

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد ابن البسري البندار قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا عبد الجبار بن عاصم ، قال : حدثني عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عدي بن ثابت الأنصاري ، عن أبي حازم الأشجعي ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تطهّر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله عزوجل كانت خطاه إحداهما تحطّ خطيئة والأخرى ترفع درجة».

قال ابن ناصر : انفرد بإخراجه مسلم (١) فرواه عن إسحاق بن منصور الكوسج وزكريا بن عدي ، كليهما عن عبيد الله بن عمرو.

سألت إسماعيل بن المظفّر هذا عن مولده ، فقال : في ليلة الثّلاثاء رابع عشري رجب سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الاثنين ثاني رجب سنة خمس عشرة وست مئة.

١٠١٩ ـ إسماعيل (٢) بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقيّ ، أبو محمد بن أبي منصور اللّغويّ.

شيخ فاضل ، له معرفة بالأدب ، حافظ للقرآن الكريم ، وقور ، صاحب سكينة وسمت حسن وطريقة حميدة.

كان له خدمة واختصاص بدار الخلافة المعظّمة في أيام الإمام المستضيء بأمر الله ، ويؤمّ بباب الحجرة الشريفة.

__________________

(١) صحيح مسلم ٢ / ١٣١ حديث رقم (٦٦٦).

(٢) ترجمه السبط في المرآة ٨ / ٣٥٥ ، والقفطي في إنباه الرواة ١ / ٢١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٧ ، والصفدي في الوافي ٩ / ٢٣٠ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٣٠٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٦٢٤ ، والسيوطي في البغية ١ / ٤٥٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤٩.

٥١٢

قرأ الأدب على أبيه ، وسمع منه ، ومن أبي القاسم هبة الله محمد بن الحصين ، وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي المعروف بابن صهر هبة ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي وغيرهم.

وأقرأ النّاس بعد أبيه ، وحدّث. سمع منه أبو أحمد العباس بن عبد الوهّاب البصري ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الحافظ الدّمشقي ، وأبو القاسم المبارك بن أنوشتكين السّيّدي ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود الجنابذي ، وخلق كثير. وأجاز لنا في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.

أنبأنا أبو محمد إسماعيل بن موهوب ابن الجواليقي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين. وقرأته على القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي بواسط وعلى أبي الحسن عليّ بن محمد بن يعيش الأنباري ببغداد ، قلت لهما : أخبركما أبو القاسم هبة الله بن الحصين قراءة عليه ، فأقرّا به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال (١) : حدثنا إبراهيم بن الهيثم ، قال : حدّثنا عليّ بن عيّاش ، قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله : كان الآخر من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ترك الوضوء مما مسّت النّار (٢).

__________________

(١) الغيلانيات (٤٠٥).

(٢) إسناده ضعيف لاضطرابه واحتمال انقطاعه ، وصححه النووي في شرح مسلم ٤ / ٤٣ قال : «هو حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وغيرهما من أهل السنن بأسانيدهم الصحيحة» ، وتبعه محقق «الغيلانيات» فصححه أيضا ، وحسّنه الحافظ ابن حجر في «موافقة الخبر الخبر» ٢ / ٢٧٣ حينما أخرجه من طريق «الغيلانيات» ، ولعله حسّنه لما له من الشواهد. وقد قال ابن أبي حاتم في العلل (١٦٨): «سألت أبي عن حديث رواه علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر ، قال : كان آخر الأمر من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ترك

٥١٣

أخبرنا أبو محمد بن أبي منصور اللّغوي في كتابه ، قال : قرىء على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ ونحن نسمع ، قيل له : أنشدكم أبو

__________________

الوضوء مما مست النار؟ فسمعت أبي يقول : هذا حديث مضطرب المتن ، إنما هو : إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكل كتفا ولم يتوض. كذا رواه الثقات عن ابن المنكدر عن جابر ، ويحتمل أن يكون شعيب حدث به من حفظه فوهم فيه».

قلت : وقد ساق أبو داود حديث ابن جريج عن محمد بن المنكدر ، قال : سمعت جابر ابن عبد الله يقول : قرّبت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خبزا ولحما فأكل ثم دعا بوضوء فتوضأ به ، ثم صلى الظهر ، ثم دعا بفضل طعامه فأكل ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ» (رقم ١٩١). ثم ساق حديث شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر هذا (١٩٢) وقال : هذا اختصار من الحديث الأول. وقال ابن حبان بعد سياقته لحديث حمزة المذكور (١١٣٤): «هذا خبر مختصر من حديث طويل ، اختصره شعيب بن أبي حمزة متوهما لنسخ إيجاب الوضوء مما مست النار مطلقا ، وإنما هو نسخ لإيجاب الوضوء مما مسّت النار ، خلا لحم الجزور فقط». فهذا مثل الذي قاله أبو داود وأبو حاتم الرازي. على أن ابن حزم أورد الحديثين في المحلى ٢ / ٢٤٣ ومقولة أبي داد وثم قال : «القطع بأن ذلك الحديث مختصر من هذا قول بالظن ، والظن أكذب الحديث ، بل هما حديثان كما وردا».

وأورده الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ١ / ١١٦ (رقم ١٥٥) وقال بعد الإشارة إلى أقوال أبي حاتم وأبي داود وابن حبان : «وله علة أخرى ؛ قال الشافعي في سنن حرملة : لم يسمع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر ، إنما سمعه من عبد الله بن محمد بن عقيل. وقال البخاري في الأوسط : حدثنا علي ابن المديني ، قال : قلت لسفيان : إن أبا علقمة الفروي روى عن ابن المنكدر عن جابر أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكل لحما ولم يتوضأ ، فقال : أحسبني سمعت ابن المنكدر قال : أخبرني من سمع جابرا. قال بشار : لكن يعكر على هذا إن كان هذا الحديث مختصرا من الحديث الأول أنّ محمد بن المنكدر قد صرّح بسماع الحديث الأول من جابر عند عبد الرزاق وأبي داود.

أخرجه أبو داود (١٩٢) ، والنسائي في المجتبى ١ / ١٠٨ وفي الكبرى (١٨٨) ، وابن خزيمة (٤٣) ، وابن حبان (١١٣٤) ، وابن الجارود في المنتقى (٢٤) ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٦٧ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ١٥٥ و ١٥٦ ، والحازمي في الاعتبار ٤٨ ، وابن حزم في المحلى ١ / ٢٤٣.

٥١٤

غالب محمد بن أحمد بن سهل النّحوي المعروف بابن بشران الواسطي فيما كتب به إليكم ، فأقرّ به ، قال : أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الرّفاعي وما رأيت قط أعلم منه ، قال : أنشدنا أبو الطّيّب عبد الغفّار بن عبيد الله الحضيني (١) ، قال : أنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد نفطوية :

اقبل معاذير من يأتيك معتذرا

إن برّ عندك فيما قال أو فجرا

فقد أطاعك من أرضاك ظاهره

وقد أجلّك من يعصيك مستترا

سمعت الشيخ أبا محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وقد ذكر أبا محمد ابن الجواليقي هذا فأثنى عليه ووصف سمته ووقاره وحسن طريقته ، فقلت له : كيف كان من أبيه وقد كان أبوه موصوفا بمثل ذلك ، فقال : كان أفضل من أبيه ، يعني في النّسك والوقار ونحو ذلك.

أنبأنا عمر بن عليّ الحافظ ، قال : سألته ، يعني إسماعيل ابن الجواليقي ، عن مولده فقال : في شعبان سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.

وتوفي يوم الجمعة بعد العصر الخامس عشر من شوّال سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم السّبت سادس عشرة بجامع القصر الشّريف ، وحمل إلى الجانب الغربي ، فدفن بباب حرب عند أبيه.

١٠٢٠ ـ إسماعيل (٢) بن مفروح (٣) بن عبد الملك بن إبراهيم الكنانيّ ، أبو العرب الباديسيّ المغربي ، منسوب إلى بلدة بالمغرب تسمّى باديس.

شاب فاضل ، كانت له معرفة حسنة بعلم الكلام والأدب ، وله شعر جيّد.

__________________

(١) بالحاء المهملة والضاد المعجمة ، قيده ابن ناصر الدين في التوضيح ٢ / ٣٦٩.

(٢) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٨٥ من تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٩٧ وذكر أنه يعرف بابن معيشة ، وأورد طائفة من شعره. وذكره الصفدي في الوافي ٩ / ٢٢٧ وذكر أن وفاته في سنة ٥٨٧.

(٣) قيده الصفدي في الوافي فقال : بالفاء وبعد الراء واو وحاء مهملة.

٥١٥

قدم بغداد ، وأقام بها ، وتكلّم مع جماعة من أهلها في علم الكلام ، وجالس العلماء ، وناظر ، وانحدر منها إلى واسط ، ولقيته بها ، وسمعت منه قصائد من شعره ، وأناشيد لغيره ، وصار منها إلى البصرة وتستر ، وعاد إلى بغداد ، ثم توجه إلى بلده ، فأدركه أجله قبل وصوله إليه ، ويقال : قتل في طريقه ، والله أعلم.

١٠٢١ ـ إسماعيل (١) بن نصر بن نصر بن عليّ بن يونس ، أبو محمد ابن أبي القاسم الواعظ ، يعرف بابن العكبري.

من أهل درب البصريين بسوق الثلاثاء ، من أولاد الشيوخ المذكورين بالوعظ والرّواية.

سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبا سعد أحمد بن عبد الجبار ابن الطّيوري ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأباه ، وغيرهم. وروى عنهم ؛ سمع منه القاضي عمر القرشي ومن في طبقته ، وأجاز لنا.

أنبأنا أبو محمد إسماعيل بن نصر ابن العكبري ، قال : أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عليّ ابن المهتدي. وأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن عليّ ابن محمد بن الحسن بن محمد بن يزداد العبدي بقراءتي عليه في آخرين ، قالوا : أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السّلام قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور ؛ قالا جميعا : أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر ابن محمد الحربي السّكّري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الجبّار الصّوفي ، قال : حدّثنا يحيى بن معين ، قال : حدثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان النّوفلي ، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ،

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٨.

٥١٦

عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي» (١).

أنبأنا عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : سألت إسماعيل ابن العكبري عن مولده ، فقال : في رجب سنة خمس مئة. وتوفي يوم السبت تاسع شوّال سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة درب الخبّازين بالجانب الشرقي.

١٠٢٢ ـ إسماعيل (٢) بن هبة الله بن أبي نصر بن أبي الفضل ، أبو محمد بن أبي القاسم.

من أهل الحربية ، يعرف بابن دقيقة (٣) ، أخو عبد الرّحمن بن هبة الله الذي يأتي ذكره إن شاء الله (٤).

سمع إسماعيل من أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، ومن أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، ومن أبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرىء على أبي محمد إسماعيل بن هبة الله الحربي بها وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي قراءة عليه وأنت

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لجهالة عبد الله بن سليمان النوفلي ، وبه أعلّه الذهبي في الميزان ، وقال الترمذي : «حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه».

أخرجه البخاري في تاريخه الكبير ١ / الترجمة (٥٦٢) ، والترمذي (٣٧٨٩) ، والطبراني في الكبير (٢٦٣٩) و (١٠٦٦٤) ، والحاكم ٣ / ١٥٠ ، وأبو نعيم في الحلية ٣ / ٢١١ ، والخطيب في تاريخه ٥ / ٢٥٩ (بتحقيقنا) ، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٤٣٠) ، والمزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٦٤ ، والذهبي في الميزان ٢ / الترجمة ٤٣٦٧.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الكمال ٢ / ٧١٢ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٦٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بمجد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٢٢٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٢٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٨.

(٣) قيّده المنذري في التكملة فقال : بفتح الدال المهملة وكسر القاف الأولى وسكون الياء آخر الحروف وبعدها قاف مفتوحة وتاء تأنيث.

(٤) الترجمة ١٨٥٨.

٥١٧

تسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن عمرو اللّؤلؤي ، قال : حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني ، قال (١) : حدثنا عمرو بن محمد ، قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن يوسف بن أبي بردة (٢) ، عن أبيه ، قال : حدثتني عائشة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا خرج من الغائط قال : «غفرانك» (٣).

توفي إسماعيل بن أبي القاسم هذا يوم الخميس يوم عاشوراء من سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٠٢٣ ـ إسماعيل (٤) بن أبي سعد بن عليّ بن محمد ، أبو الحسن البنّاء.

__________________

(١) سنن أبي داود (٣٠).

(٢) في النسخ كافة : «زائدة» وهو تحريف قبيح صوابه ما أثبتناه.

(٣) إسناده حسن ، يوسف بن أبي بردة صدوق حسن الحديث كما بيناه في تحرير التقريب ٤ / ١٣٢ ، وبقية رجاله ثقات ، وقال الترمذي : «حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة ... ولا يعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة». وقال ابن أبي حاتم في العلل (٩٣): «سمعت أبي يقول : أصح حديث في هذا الباب ، يعني في باب الدعاء عند الخروج من الخلاء ، حديث عائشة». قال بشار : إنما قال ذلك لأن أحاديث أنس وابن عمر وابن عباس وأبي ذر في ذلك كلها أحاديث ضعيفة ، ولعل هذا هو معنى قول الترمذي. وصححه الحاكم والنووي في المجموع ٢ / ٨٣.

أخرجه ابن أبي شيبة ١ / ٢ ، وأحمد ٦ / ١٥٥ ، والدارمي (٦٨٦) ، والبخاري في الأدب المفرد (٦٩٣) ، وأبو داود (٣٠) كما تقدم ، والترمذي (٧) ، وابن ماجة (٣٠٠) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٩) ، وابن خزيمة (٩٠) ، وابن الجارود (٤٢) ، وابن المنذر في الأوسط (٣٢٥) ، وابن حبان (١٤٤٤) ، والحاكم ١ / ١٥٨ ، والبيهقي في السنن ١ / ٩٧ ، والبغوي (١٨٨) ، والمزي في تهذيب الكمال ٣٢ / ٤١٤.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٦٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٥٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٩ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٢٨٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٠٦.

٥١٨

من أهل أصبهان ، يعرف بطاهرينة.

قدم بغداد حاجا في سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، وحدّث بها عن فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادية ، فسمع منه أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي وجماعة. وقد أجاز لنا طاهرينة هذا من أصبهان وكتب إلينا خطّه.

عاد إسماعيل هذا بعد حجّه إلى بلده ، وكان في سنة تسعين وخمسين مئة حيا ، وتوفي بعد ذلك بقليل (١).

* * *

ذكر من اسمه إسحاق

١٠٢٤ ـ إسحاق بن محمد بن أحمد الجنزيّ ، أبو إبراهيم الصّوفيّ.

قدم بغداد في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة ، وحدّث عن أبي البركات عبد الله بن محمد الفراوي النّيسابوري ، فسمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، وأبو الفتح يوسف بن محمد التّنوخي الدّمشقي. وكان أبو البركات حيا يومئذ.

١٠٢٥ ـ إسحاق (٢) بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقيّ ، أبو طاهر بن أبي منصور.

أخو إسماعيل الذي قدّمنا ذكره (٣) ، وكان إسحاق الأصغر ، شرك أخاه في

__________________

(١) ذكر المنذري وغيره أنه توفي في صفر سنة ٥٩١.

(٢) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٢ / ٦٣٠ ، والقفطي في إنباه الرواة ١ / ٢٣٠ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٥٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٩ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٤٢٧.

(٣) الترجمة ١٠١٩.

٥١٩

أكثر مسموعاته من شيوخه مثل أبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي النّيسابوري ، وإسماعيل ابن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبيهما ، وغيرهم.

وحدّث بالقليل ؛ سمع منه القاضي عمر القرشي وجماعة من أقرانه.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو طاهر إسحاق بن موهوب ابن الجواليقي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وأخبرناه أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ سبط ابن الدّامغاني في آخرين بقراءتي ، قالوا : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الكاتب قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، قال (١) : أخبرنا محمد بن غالب ، قال : حدثني عبد الصّمد (٢) ، قال : حدّثنا ورقاء (٣) ، عن عبد الله بن دينار ، عن سعيد (٤) ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «من تصدّق بعدل تمرة من كسب طيّب ولا يطعمه إلا لله تعالى فإنّ الله تعالى يقبلها بيمينه ويربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم فلوّه حتى تكون مثل الجبل» (٥).

__________________

(١) الغيلانيات (٣٨٣).

(٢) هو عبد الصمد بن النعمان ، أبو محمد البزاز النسائي ، وثقه ابن معين والعجلي.

(٣) هو ورقاء بن عمر اليشكري أبو بشر الكوفي نزيل المدائن ، ثقة عن غير منصور بن المعتمر كماب بيناه في تحرير التقريب ٤ / ٥٨.

(٤) هو أبو الحباب سعيد بن يسار المدني الثقة المتقن ، من رجال التهذيب.

(٥) حديث صحيح ، كما قال الإمام الترمذي.

أخرجه ابن المبارك في الزهد (٦٤٨) ، والحميدي (١١٥٤) ، وأحمد ٢ / ٣٣١ ، ٤١٨ و ٤٣١ و ٥٣٨ ، والدارمي (١٦٨٢) ، والبخاري في تاريخه الكبير ٣ / الترجمة (١٧٣٨) ، ومسلم ٣ / ٨٥ (١٠١٤) (٦٣) وابن ماجة (١٨٤٢) ، والترمذي (٦٦١) ، والنسائي في المجتبى ٥ / ٥٧ ، وفي الكبرى (٢٣٠٤) و (٧٧٣٤) و (٧٧٣٥) و (٧٧٥٩) و (١١٢٢٧) ،

٥٢٠