ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

قرأ على شيخنا مصدّق بن شبيب النّحوي وغيره. وكان شيخنا يراجعه في أشياء تشكل عليه ، وكان مشهورا في فنّه ، معترفا له بالفضل والمعرفة.

توفّي شابا في يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأولى سنة تسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الأربعاء ، ودفن بالمقبرة المعروفة بالمالكية المنسوبة إلى أحمد ابن مالك الخزاعي ، قريبة من الرّصافة ، وعمره على ما قيل سبع وعشرون سنة وثلاثة أشهر.

٩٧٨ ـ إبراهيم بن مسعود بن علي ابن الدّسكري ، أبو إسحاق ، أحد الحجّاب بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ.

كان متدينا يصحب الصّالحين ، ويخالط أهل الخير. سمع شيئا من الحديث من جماعة من شيوخنا ومعنا.

توفي في سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، والله أعلم.

٩٧٩ ـ إبراهيم بن معالي المقرىء ، أبو إسحاق.

شيخ روى عنه أبو بكر بن كامل في «معجمه» وقال : أنشدني أبياتا لأبي العز بن هرمز منها :

كلّ شيء فيه جدّته

فخطوب الدّهر تخلقه

عجب للمال يحرمه

ذو الحجى ، والغمر يرزقه

دع هواها عنك إذ نزحت

فهواها ليس تصدقه

٩٨٠ ـ إبراهيم (١) بن محاسن ، أبو إسحاق القضاعيّ الشاعر.

بلغني أن أصله من قصر ابن قضاعة (٢) ، وهو بغداديّ.

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «قصر قضاعة» من معجم البلدان ٤ / ٣٦٢ ونسبه «القصر قضاعي» ، والصفدي في الوافي ٦ / ١٠٠.

(٢) في معجم البلدان : «قصر قضاعة» من غير «ابن» وقال : قرية من نواحي بغداد قريبة من شهرابان من نواحي الخالص. قلت : شهرابان ، ويقال لها السعدية ، في شمال شرقي بغداد ،

٤٨١

ذكره أبو الفرج عبد الرّحمن بن عليّ ابن الجوزي فيما ذيّله على تاريخ صدقة بن الحسين ، فقال : حفظ القرآن ، وقرأ الأدب ، وقال الشعر اللّطيف ، وتوفي في شوّال سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

٩٨١ ـ إبراهيم (١) بن محاسن بن شاذي بن عبد الله ، أبو إسحاق.

شاب من أهل سوق الثّلاثاء.

طلب الحديث ، وسمعه من جماعة منهم : أبو الفرج ضياء بن بدر مولى ابن غوادي ، وأبو ياسر عبد الوهّاب بن هبة الله بن أبي حبّة ، وأبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفّاف ، وأبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهّاب ابن الصّابوني ، وأبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش ، وأبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن كليب وجماعة من أمثالهم.

وسافر إلى الشام وسمع بدمشق من أبي طاهر بركات (٢) بن إبراهيم الخشوعي ، والقاسم بن عليّ بن عساكر وغيرهما.

ورحل إلى مصر وسمع هناك من أبي عبد الله محمد بن سعيد المأموني الصّوفي وغيره.

وعاد إلى دمشق وتوفّي بها في ليلة الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة سنة أربع وست مئة ودفن هناك.

٩٨٢ ـ إبراهيم بن نصر بن يوسف بن الحسين بن غيلان ، أبو إسحاق ابن أبي غالب.

من أهل باب الأزج.

__________________

تبعد عنها قرابة مئة كيلومتر.

(١) ترجمه ابن الشعار في قلائد الجمان ١ / الورقة ١٠٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٢٢.

(٢) في النسخ : «أبي طاهر بن بركات» ، وليس بشيء.

٤٨٢

أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه. وأبوه تولّى القضاء بباب الأزج مدة يسيرة ، وسيأتي ذكره.

وإبراهيم هذا شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام» تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وإبراهيم بن نصر بن يوسف بن غيلان السّيبي في يوم الثّلاثاء رابع ذي القعدة من سنة سبع عشرة وخمس مئة ، وزكّاه أبو تمّام محمد بن محمد ابن الزّوال ، وأبو الفوارس منصور بن هبة الله ابن الموصليّ.

قال القاضي أبو العباس : وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وخمس مئة.

وقال غيره : يوم سادس عشري الشهر المذكور ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٨٣ ـ إبراهيم (١) بن نصر بن عسكر ، أبو إسحاق.

من أهل الموصل.

تفقه على القاضي أبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصلي ، وسمع منه.

قدم بغداد ، وسمع بها من جماعة ، وعاد إلى بلده ، وتولّى قضاء السّلامية ، أحد قرى الموصل. وروى بإربل عن أبي البركات عبد الرّحمن بن محمد الأنباري النّحوي شيئا من مصنّفاته ، سمعه منه ببغداد ، سمع منه جماعة من أهلها (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن الشعار في قلائد الجمان ١ / الورقة ٢٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣٢ ، والصفدي في الوافي ٦ / ١٥٤.

(٢) توفي في ربيع الآخر من سنة ٦١٠ ، ذكر ذلك الذهبي ، فكأنه نقله من تاريخ ابن النجار.

٤٨٣

٩٨٤ ـ إبراهيم (١) بن هبة الله بن محمد بن إبراهيم ، أبو إسحاق الخيّاط يعرف بابن البتيت.

من أهل باب الأزج ، وسكن نهر معلّى.

سمع أبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، وأبا إسحاق إبراهيم ابن أحمد بن مالك العاقولي ، وأبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد السّلامي ، وأبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني.

واشتغل بالتّجارة ، وسافر الكثير ، وأقام بأخرة بمصر إلى حين وفاته ، وحدّث هناك.

سمع منه جماعة من أهلها والواردين إليها وما أعلم أنّه روى ببغداد شيئا ، لأنّه خرج منها قديما.

بلغنا أنّه توفي بمصر في رمضان سنة خمس وست مئة ، والله أعلم.

٩٨٥ ـ إبراهيم بن أبي البركات ، أبو إسحاق التّنّيسيّ.

قدم بغداد فيما ذكر المبارك بن كامل في «معجم شيوخه» وقال : أنشدني في سنة أربع عشرة وخمس مئة لأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرّي من قصيدة له :

يا ظبية علّقتني ـ في تصيّدها ـ

أشراكها وهي لم تعلق بأشراكي

رعيت قلبي وما راعيت حرمته

فلم رعيت وما راعيت مرعاك

أتحرقين فؤادا قد حللت به

بنار حبّك عمدا وهو مأواك

سكنته حين لم يسكن به سكن

وليس يحسن أن تسخي بسكناك

ما بال داعي غرامي ـ حين يأمرني

بأن أكابد حرّ الوجد ـ ينهاك

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٥٢٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٧١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٠٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٧٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٩١ ، وابن حجر في التبصير ١ / ٢١٨.

٤٨٤

وما غدا القلب ذا يأس وذا طمع

يرجوك أن ترحميه ثم يخشاك

٩٨٦ ـ إبراهيم بن أبي الحسن بن عبّاس ، أبو إسماعيل ، يعرف بمعتوق.

شيخ أجاز لنا في سنة ست وثمانين وخمس مئة ، وكتب عنه أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي الإجازة لنا ، وأظنّه من أهل باب الأزج.

سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

ذكر من اسمه إسماعيل مرتّب على حروف المعجم في الآباء

٩٨٧ ـ إسماعيل بن أحمد ، أبو سعد الواعظ.

من أهل طوس.

قدم بغداد في سنة خمس عشرة وخمس مئة ، وتكلّم بها في الوعظ ، واتفق أنّه كان السّلطان محمود بن محمد السّلجوقي ببغداد في هذه السنة ، فوصله نعي جدّته فقعد للعزاء بدار المملكة ، وتكلّم أبو سعد هذا يومئذ عنده وعزّاه ، ووعظ وحضر خلق كثير (١).

٩٨٨ ـ إسماعيل ابن الإمام أحمد المستظهر بالله ابن الإمام المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله. وإسماعيل هذا أخو الإمام المقتفي لأمر الله رضي‌الله‌عنهم.

كان موصوفا بالقوّة وشدّة الخلق.

توفي في خلافة ابن ابن أخيه الإمام المستضيء بأمر الله ابن الإمام

__________________

(١) ينظر المنتظم لابن الجوزي ٩ / ٢٢٢.

٤٨٥

المستنجد بالله ابن الإمام المقتفي لأمر الله رضي‌الله‌عنهم في شهر ربيع الآخر من سنة تسع وستين وخمس مئة ، وحمل إلى الرّصافة فدفن بالتّرب الشّريفة.

٩٨٩ ـ إسماعيل بن أحمد بن محمد بن عليّ بن الحسن بن موسى بن إبراهيم بن موسى ابن المأمون ابن الرّشيد ابن المهدي ابن المنصور بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس ، أبو محمد الهاشميّ ، يعرف بسبط عبد السّيّد.

كان يسكن الكرخ.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أحمد بن محمد سبط عبد السّيّد بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد ابن العلّاف ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد ابن بشران ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن سلمان النّجّاد ، قال : قرىء على الحسن بن مكرم وأنا أسمع ، قال : حدثنا أبو أحمد الزّبيرى ، قال : حدثنا كثير بن زيد ، قال : سمعت سالم بن عبد الله يقول : ما سمعت ابن عمر لعن إنسانا قطّ ، وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعّانا» (١).

٩٩٠ ـ إسماعيل (٢) بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الشّيرازيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو محمد.

__________________

(١) إسناده حسن ، كثير بن زيد حسن الحديث ، كما بيناه في «تحرير التقريب» وباقي رجاله ثقات.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٣٠٩) ، والترمذي (٢٠١٩) ، وأبو يعلى (٥٥٦٢) ، وابن عدي في الكامل ٦ / ٢٠٨٨ ، والحاكم ١ / ٤٧.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٨.

٤٨٦

من ساكني درب القيّار ، أخو الحافظ أبي يعقوب يوسف بن أحمد البغدادي ، وإسماعيل الأسن.

كان صوفيا بالرّباط الأرجواني بدرب زاخي.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المعروف بقاضي المارستان ، وأبا محمد يحيى بن علي ابن الطّرّاح المدير ، وأبا القاسم إسماعيل ابن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا سعد أحمد بن محمد الأصبهاني المعروف بابن البغدادي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النّقّور ، قال أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن عمرو الضّبّي ، قال : حدثنا إسماعيل بن عليّة ، قال : أخبرنا ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن أبي قتادة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : صوم يوم عرفة كفّارة سنتين : سنته وسنة ماضية» (١).

وقرأت على أبي محمد إسماعيل بن أحمد الصّوفي ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النّحوي المعروف بابن بشران ، فيما كتب إلينا بخطّه في رجب سنة سبع وخمسين وأربع مئة ، قال : أنشدنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل ، قال : أنشدنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : أنشدنا أبو العباس المبرّد :

لا تبك في أثر مولّ عنك منصرف

بين السّماء وبين الأرض أبدال (٢)

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف ليث بن أبي سليم ، ولكن متنه صحيح ، كما تقدم الكلام عليه في الترجمة ٤٣٨ ، فراجع التفاصيل هناك.

(٢) هكذا في الأصل ، وهو غير مستقيم الوزن.

٤٨٧

النّاس أكثر من أن لا ترى خلفا

ممن زوى وجهه ـ عن وجهك ـ المال

ما أقبح الوصل يدنيه ويبعده

بين الخليلين إكثار وإقلال

سألت إسماعيل هذا عن مولده ، فقال : في صفر سنة أربع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي يوم الأحد ثامن عشري شهر رمضان من سنة ست مئة ، ودفن بمقبرة الشّونيزي بالجانب الغربي.

٩٩١ ـ إسماعيل (١) بن أحمد بن سعيد ، أبو الفداء الكاتب ، يعرف بابن الباسيسيّ (٢).

أحد المتصرّفين في الأشغال السّلطانية ، وله ترسّل وكتابة ، ويقرض الشّعر.

روى شيئا من شعره ، وكتب عنه.

توفّي بواسط في سنة ثلاث عشرة وست مئة.

٩٩٢ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن سعود بن أحمد بن عيّاش (٣) الوقاياتيّ ، أبو محمد بن أبي إسحاق ، وقد تقدم ذكر أبيه (٤).

سمع إسماعيل من أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، ومن غيره.

وتوفي شابا قبل سن الرّواية ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٩٣ ـ إسماعيل (٥) بن إبراهيم بن محمد الشّهرستانيّ الأصل البغداديّ

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥١٢.

(٢) هكذا في النسخ ، ولم أقف على هذه النسبة ، وتجاوزها المنذري عند ترجمته له في التكملة.

(٣) لم يذكره ابن نقطة في «عياش» من إكمال الإكمال ، كونه مات شابا ، والله أعلم.

(٤) الترجمة (٩٤٧).

(٥) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ٢٥٥ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٤٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٦١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٨.

٤٨٨

المولد والدار ،أبو محمد الصّوفيّ.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبا بكر عبد الله بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار ، وأبا محمد عبد الله بن منصور ابن الموصلي ، والنّقيب أبا عبد الله أحمد بن عليّ ابن المعمّر العلوي وجماعة آخرين. وحدّث عنهم ببغداد ، والموصل ، وإربل. كتبنا عنه.

قرأت على أبي محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الصّوفي ، قلت له : أخبركم النّقيب أبو عبد الله أحمد بن عليّ بن المعمّر الطاهر ، وأبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي ، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن الحسن ابن كنكلة الكوفي ، قراءة على كلّ واحد منهم وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالوا : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ ابن العلّاف ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر الحمّامي المقرىء ، قال : حدثنا أبو القاسم زيد بن عليّ بن أبي بلال المقرىء ، قال : حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد ابن يونس ، قال : حدثنا عاصم بن محمد ، قال : حدثني واقد بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت» (١).

٩٩٤ ـ إسماعيل (٢) بن إبراهيم بن فارس بن مقلّد السّيبيّ الأصل البغداديّ المولد ، أبو إبراهيم.

من أهل الأزج.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٧٧٦.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢١٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٥٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بالمؤتمن من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٨٣٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٤.

٤٨٩

سمع الكثير بإفادة أبيه من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، وأبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد السّلامي ، وأبي محمد عبد الله ابن عليّ المقرىء سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط.

خرج من بغداد قديما وسكن دنيسر ، وحدّث بها ؛ وسمع عليه هناك جماعة من الطّلبة والواردين إلى هناك ومن أهلها وما حدّث ببغداد بشيء لأنّه خرج في صباه.

بلغنا أنّه توفي في سنة خمس عشرة وست مئة (١) ، والله أعلم.

٩٩٥ ـ إسماعيل (٢) بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن حسنون النّرسيّ ، أبو منصور بن أبي عبد الله بن أبي محمد بن أبي نصر بن أبي طاهر.

من بيت كان منهم جماعة من أهل الرّواية والعدالة ، وسيأتي ذكر أبيه وجدّه في هذا الكتاب إن شاء الله.

سمع إسماعيل هذا من جدّه أبي محمد ، وروى عنه. كتبنا عنه أحاديث.

قرىء على أبي منصور إسماعيل بن الحسين بن عبد الله ابن النّرسي وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم جدّك أبو محمد عبد الله بن أحمد بن هبة الله قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن الحسين الصّوفي ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، قال : حدثنا حمزة بن محمد بن العباس ، قال : حدثنا محمد بن عيسى المديني ، قال : حدثنا شعيب بن

__________________

(١) هكذا قال ، وقد ذكر المنذري أنه توفي في السادس من شوال سنة ٦١٤ ، وبه أخذ الذهبي ، ورواية المؤلف بلاغ.

(٢) ترجمه الذهبي في وفيات سنة (٦٢٤) من تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٦١ نقلا من تاريخ ابن النجار ، واختاره في المختصر المحتاج ١ / ٢٣٩ ، وترجمه ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٦٤.

٤٩٠

حرب ، قال : حدثنا شعبة بن الحجاج ، قال : حدثنا محلّ الضّبّي ، قال : سمعت عدي بن حاتم حدّثنا عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيّبة» (١).

سئل أبو منصور ابن النّرسي وأنا أسمع عن مولده فقال : في شعبان من سنة خمس وخمسين وخمس مئة.

٩٩٦ ـ إسماعيل (٢) بن حمزة بن المبارك الطّبّال ، أبو البركات.

من أهل باب الأزج ، والد أحمد الذي قدّمنا ذكره (٣).

شيخ مسنّ ، لم يسمع في صباه. روى عن أبي حكيم إبراهيم بن دينار الفقيه النّهرواني ، وأبي محمد عبد الله بن أحمد ابن السّرّاج. سمع منه بعض الطّلبة.

توفي ليلة الأربعاء تاسع عشر جمادى الآخرة من سنة سبع وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بباب حرب ، وقد بلغ أربعا وثمانين سنة أو خمسا وثمانين.

٩٩٧ ـ إسماعيل (٤) بن سعد الله بن محمد بن عليّ بن حمدي (٥) ، أبو

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٦٠٣.

(٢) ترجمه ابن الشعار في قلائد الجمان ١ / الورقة ٥٥٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٥٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٥٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٠ ، والصفدي في الوافي ٩ / ١١٥.

(٣) الترجمة ٦٧٥.

(٤) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢١٣ ، وإكمال الإكمال ٢ / ٢٩٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٤١ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٩٨٨ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٠ ، والمشتبه ١٦٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٣٩٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٣٤٥ ، والسيد الزبيدي في «حمد» من التاج ٢ / ٣٤٠.

(٥) قيده المنذري فقال : «بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وكسر الدال المهملة وآخره ياء آخر الحروف».

٤٩١

محمد بن أبي البركات.

من بيت ذوي رواية وعدالة حدّث منهم غير واحد ، وكلّهم ثقة صدوق.

سمع إسماعيل هذا أباه ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا الكرم المبارك بن الحسن الشّهرزوري ، وأبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد السّلامي ، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الهرويّ الكروخيّ ، وأبا المعالي الفضل بن سهل الإسفراييني الحلبي ، وأبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الصّوفي السّجزي ، وغيرهم. وروى الكثير ، وأضرّ في آخر عمره. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد إسماعيل بن سعد الله بن حمدي من أصل سماعه قلت له : أخبركم أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري ، قال : حدثنا بشر بن مطر الواسطي قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة يبلغ به النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تشدّ الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجد الأقصى ، ومسجدي هذا» (١).

مولد إسماعيل بن حمدي في سنة ثلاثين وخمس مئة تقريبا ، والله أعلم.

وتوفي يوم الخميس رابع عشري جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.

٩٩٨ ـ إسماعيل (٢) بن صاعد بن محمد ، أبو القاسم الواعظ.

من أهل بخارى ، سكن أصبهان.

__________________

(١) حديث سفيان بن عيينة هذا في الصحيحين : البخاري ٢ / ٧٦ (١١٨٩) ، ومسلم ٤ / ١٢٦ (١٣٩٧) (٥١١).

(٢) ترجمه القرشي في الجواهر المضيئة ١ / ١٥١ نقلا من تاريخ ابن النجار.

٤٩٢

وكان فقيها حنفيا واعظا ، قدم بغداد في سنة خمس عشرة وخمس مئة وتكلّم بها في الوعظ ، وكان فيها مقبولا ، جلس بدار السّلطان محمود ، وحضر عنده الأعيان والعلماء ؛ ذكر ذلك القاضي عمر بن عليّ القرشيّ ، وقال : كان له يوما مشهودا.

٩٩٩ ـ إسماعيل (١) بن عبد الرّحمن بن عبد السّلام بن الحسن ابن اللّمغاني ، أبو يوسف الفقيه الحنفي ، والد شيخينا يوسف وعبد السلام.

كان يسكن محلة مشهد أبي حنيفة رحمه‌الله ، وكان أحد فقهاء أصحاب أبي حنيفة والشّهود المعدّلين ، قبل شهادته قاضي القضاة أبو القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله المقرىء قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه وأنا أسمع في «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو يوسف إسماعيل بن عبد الرّحمن ابن اللّمغاني يوم الثلاثاء العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو القاسم عليّ بن عبد السيد ابن الصّبّاغ ، وأبو منصور إبراهيم بن محمد بن سالم الهيتي. قال القاضي أبو العباس المذكور : وتوفي يوم السّبت سابع شعبان سنة ست وثلاثين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الخيزران المجاورة لمشهد أبي حنيفة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٠٠٠ ـ إسماعيل بن عبد الملك بن مسعود بن عليّ الدّينوريّ ، أبو القاسم بن أبي الفرج.

أحد الشهود المعدّلين هو وأبوه وأخوه محمد وقد تقدم ذكره (٢) ، وسيأتي

__________________

(١) ترجمه القرشي في الجواهر المضيئة ١ / ١٥٢.

(٢) الترجمة ٢٦٠.

٤٩٣

ذكر أبيه (١).

شهد إسماعيل هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم الزّينبي فيما ذكر القاضي أبو العباس ابن المندائي بالإسناد المتقدّم يوم الثلاثاء رابع عشر ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وخمس مئة ، وزكاه الشريف أبو تمّام محمد بن محمد ابن الزّوال الهاشمي والقاضي أبو العباس أحمد بن سلامة ابن الكرخيّ الرّطبيّ.

١٠٠١ ـ إسماعيل (٢) بن عبد الدائم بن عبد الصّمد الرّحبيّ الأصل ، أبو منصور المقرىء البغداديّ الخيّاط.

سمع أبا عبد الله الحسين بن عليّ بن أحمد الخيّاط سبط الشيخ أبي منصور ، وروى عنه. سمع منه جماعة من أصحابنا ، وما اتفق لي سماع منه ، وقد رأيته وأجاز لي.

توفي يوم الجمعة رابع عشري شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمس مئة ، ويقال : إن مولده في سنة إحدى وعشرين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٠٠٢ ـ إسماعيل (٣) بن عليّ بن بركات ، أبو الفضل الغسّانيّ التّاجر يعرف بابن البجاويّ.

من أهل دمشق. كان يذكر أنّه من ولد يحيى بن يحيى الغسّاني صاحب مالك بن أنس رحمه‌الله (٤).

__________________

(١) الترجمة.

(٢) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٧٩ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٦٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤١.

(٣) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢٤١ ، وترجمه في المتوفين على التقريب من أصحاب الطبقة (٥٦) من تاريخ الإسلام ١٢ / ١٩٠ نقلا من تاريخ ابن النجار ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ١٦٦.

(٤) هكذا في النسخ كافة ، وهو وهم لا ريب فيه توهمه المؤلف ، فيحيى بن يحيى الغساني ليس من أصحاب الإمام مالك بن أنس ، فقد روى عن مالك اثنان ممن يسمى يحيى بن يحيى :

٤٩٤

قرأ القرآن الكريم ببلده على أبي الوحش سبيع بن المسلّم ، وأبي قيراط صاحب أبي عليّ الأهوازي. وسمع بها من الشريف أبي القاسم النّسيب ، وغيره.

قدم بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، وأقرأ بها القرآن الكريم بشيء من القراءات. قرأ عليه بها أبو العباس أحمد بن عبد الملك باتانة ، وأبو الفتح عبد الوهّاب بن بزغش العيبي (١) وغيرهما. وعاد إلى دمشق ، وتوفي بها.

١٠٠٣ ـ إسماعيل (٢) بن علي بن إبراهيم ، أبو الفضل بن أبي الحسن يعرف بالجنزويّ.

من أهل دمشق ، أحد شيوخها والعدول بها. تفقه بها على جمال الإسلام

__________________

أولهما يحيى بن يحيى الليثي المصمودي المتوفى سنة ٢٣٤ ه‍ ولم يكن غسانيا ، فهو بربري وترجمته مشهورة فهو صاحب الرواية المشهورة للموطأ (تنظر مقدمتي للموطأ بروايته) ، والثاني : هو يحيى بن يحيى التميمي المنقري النيسابوري المتوفى سنة ٢٢٦ ه‍ ولم يكن غسانيا.

أما هذا الذي نسب إليه المترجم فهو يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة الغساني أبو عثمان الشامي المتوفى سنة ١٣٥ ه‍ ، وكان عالم دمشق ورئيسهم ، ولي قضاء الموصل لعمر ابن عبد العزيز ، وهو من رجال تهذيب الكمال (٣٢ / ٣٧ ـ ٤١) ، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ٣ / ٧٥٢ وغيره. وهذا بلا شك لا يمكن أن يكون من أصحاب مالك ، والله الموفق للصواب.

(١) قيده المنذري ، فقال : «بكسر العين المهملة وفتح الياء آخر الحروف وكسر الباء الموحدة. ونسب كذلك لأنّ أباه كان يحمل العيب التي فيها كتب الرسائل ، لأنه كان فيجا ، أي ساعيا» (التكملة ٢ / الترجمة ١٤٣٦) ، وسيأتي في موضعه من هذا الكتاب.

(٢) ترجمه ياقوت في «جنزة» من معجم البلدان ٢ / ١٧٢ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٦٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٥١ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٣٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٢ ، والعبر ٤ / ٢٦٦ ، والمشتبه ١٨٣ ، والصفدي في الوافي ٩ / ١٥٩ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ٥٢ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ١ / ٣٧٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٤٩٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٦٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٩٣.

٤٩٥

أبي الحسن عليّ بن المسلّم السّلمي ، وعلى أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصّيصي ، وسمع منهما ، ومن الحسين بن حمزة ابن الشّعيري.

وشهد عند قاضيها في شعبان سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة فيما أخبرنا القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي في كتابه ، قال : وتولّى كتابة الحكم بها في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة. وقدم بغداد في سنة أربع عشرة وخمس مئة ، وأقام بها. وسمع بها من أبي عليّ الحسن بن إسحاق الباقرحي ، ومن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن السّمرقندي ، ومن أبي الحسن محمد بن مرزوق الزّعفراني ، ومن أبي البركات هبة الله بن علي ابن البخاري ، ومن أبي نصر أحمد ابن عبد القاهر الطّوسي ، ومن أبي السّعود أحمد بن عليّ ابن المجلي. ثم عاد إلى دمشق فأقام بها. وقدمها مرة ثانية في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة فسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن أحمد ابن الحريري ، وابن أخيه أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبي منصور محمد ابن عبد الملك بن خيرون ، وجماعة. وسمع بالأنبار من خليفة بن محفوظ الأنباري. وعاد إلى بلده وحدّث به وروى. ثم عاد إلى بغداد ، وقد علت سنّه في أوائل سنة ست وستين وخمس مئة ، وحدّث. آخر ما ذكر أبو المحاسن الدّمشقي.

قلت : وحدّثنا عنه الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر ، وذكر لنا أنّه سمع منه ببغداد. وقد أجاز لنا إسماعيل هذا وكتب إلينا بذلك خطّه من دمشق في سنة أربع وثمانين وخمس مئة.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من كتابه ، قلت له : أخبركم أبو الفضل إسماعيل بن عليّ بن إبراهيم الدّمشقي قدم عليكم ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا الحسين بن حمزة الشّعيري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت الخطيب ، قال : حدثنا محمد بن أحمد البزّاز ، قال : حدثنا أحمد بن

٤٩٦

كامل ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل التّرمذي ، قال : حدثنا أبو صالح ، عن الّليث ، عن عبد الله بن أبي بكر (١) ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن حفصة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من لم يبيّت الصّيام قبل الفجر فلا صيام له» (٢).

__________________

(١) هكذا وقع في النسخ كافة ، وأبو صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث صدوق حسن الحديث ، والليث هو ابن سعد ، وعبد الله بن أبي بكر هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري ، وقد ولد الليث سنة ٩٤ ه‍ وتوفي سنة ١٧٥ ه‍ ، وتوفي عبد الله بن أبي بكر بن حزم سنة ١٣٥ ه‍ ، فالإسناد متصل في الظاهر ، لكننا لا نعرف رواية للليث بن سعد عن عبد الله بن أبي بكر عامة وفي هذا الحديث خاصة ، حيث رواه الليث عن يحيى بن أيوب الغافقي المصري المتوفى سنة ١٦٨ ه‍ وهو من أقرانه ، فقد رواه غير واحد ، من أصحاب الليث عنه كذلك بما فيهم أبو صالح كاتبه فيما أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ٢ / ٥٤. ورواه النسائي في المجتبى ٤ / ١٩٦ وفي الكبرى (٢٦٤١) عن عبد الله بن شعيب ابن الليث بن سعد عن أبيه عن جده ، عن يحيى بن أيوب ، به ، وهذا إسناد حسن فعبد الملك وأبوه ثقتان. ورواه الطبراني في المعجم الكبير ٢٣ / حديث رقم ٣٣٧ من طريق عبد الله بن الحكم ـ وهو ثقة ـ عن الليث ، عن يحيى ، به. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٤ / ٢١٣ من طريق ابن بكير ـ وهو ثقة ـ عن الليث ، عن يحيى ، به. كما رواه الدارمي في سننه (١٦٩٨) والنسائي في المجتبى ٤ / ١٩٦ وفي الكبرى (٢٦٤٠) من طريق سعيد بن شرحبيل وهو صدوق ـ عن الليث عن يحيى بن أيوب ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن سالم ، عن أبيه ، عن حفصة ، فلم يذكر ابن شهاب الزهري. وعلى الرغم من كون سعيد بن شرحبيل قد خالف أربعة من أصحاب الليث حين لم يذكر الزهري فيه ، لكن موضع الشاهد أنّ الليث رواه عن يحيى بن أيوب أيضا ، فإن لم يكن المؤلف رحمه‌الله قد أخطأ في إسقاط يحيى بن أيوب من السند ، فالرواية شاذة ، ورجال الإسناد قبل أبي صالح كلهم ثقات.

(٢) هذا حديث معلول بالاضطراب ، ولا يصح مرفوعا ، والصواب أنه موقوف على ابن عمر ، قال بذلك الأئمة : أحمد ، والبخاري ، والترمذي ، وأبو داود ، والنسائي ، والطحاوي ، والدارقطني ، فقد قال الإمام الترمذي بعد أن ساقه من حديث يحيى بن أيوب ، عن عبد الله ابن أبي بكر به : «حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه وقد روي عن نافع

٤٩٧

كتب إلينا أبو الفضل إسماعيل بن عليّ هذا عقيب إجازته لنا يذكر أنّ مولده في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة. وأنبأنا الحافظ عمر بن علي القرشي ، قال :

__________________

عن ابن عمر قوله ، وهو أصح. وهكذا أيضا روي هذا الحديث عن الزهري موقوفا ، ولا نعلم أحدا رفعه إلا يحيى بن أيوب» (الجامع ٢ / ١٠٠ ـ ١٠١ عقيب حديث ٧٣٠ بتحقيقنا). وقال البخاري ـ فيما نقله الترمذي في العلل الكبير (٢٢٠): «عن سالم عن أبيه عن حفصة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطأ ، وهو حديث فيه اضطراب ، والصحيح عن ابن عمر موقوف ، ويحيى بن أيوب صدوق». وقال النسائي ـ فيما نقله المزي في تحفة الأشراف ١١ / ٥٩ بتحقيقنا ـ : «الصواب عندنا موقوف ، ولم يصح رفعه ، والله أعلم ، لأن يحيى بن أيوب ليس بالقوي ، وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ» (يشير النسائي إلى الحديث الذي رواه ابن جريج عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ، عن حفصة مرفوعا ، وهو الذي أخرجه في المجتبى ٤ / ١٩٧ وفي الكبرى (٢٦٤٣) ، وابن حزم في المحلى ٦ / ١٦٢ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٤ / ٢٠٤). وقال الدارقطني في العلل (٥ / الورقة ١٦٣): «ورفعه غير ثابت».

ومع أن الإمام أحمد قد رواه في المسند ٦ / ٢٨٧ عن حسن بن موسى عن ابن لهيعة ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن ابن شهاب عن سالم عن حفصة (ليس فيه عن أبيه). ورواه عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة مثل رواية يحيى بن أيوب مرفوعا ـ وفي بعض الروايات : من رواية عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة وأيوب مقرونين ـ كما عند أبي داود (٢٤٥٤) ، وابن خزيمة (١٩٣٣) ، والطحاوي في شرح المعاني ٢ / ٥٤ ، والدارقطني ٢ / ١٧٢ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٤ / ٢٠٢ ، والخطيب في تاريخه ٤ / ١٥٧ بتحقيقنا ، وهي رواية قوية لكن ترجيح الأئمة الجهابذة للموقوف يقلل من أهمية هذه المتابعة.

أخرجه البخاري في تاريخه الصغير ١ / ١٣٤ ، والترمذي (٧٣٠) وفي العلل الكبير (٢٢٠) ، وأبو داود (٢٤٥٤) ، والنسائي في المجتبى ٤ / ١٩٦ وفي الكبرى (٢٦٤٢) ، وابن خزيمة (١٩٣٣) ، والطحاوي في شرح المعاني ٢ / ٥٤ ، والدارقطني ٢ / ١٧٢ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ٢٢١ و ٤ / ٢٠٢ وغيرهم.

أما حديث نافع عن ابن عمر الموقوف فقد أخرجه مالك في الموطأ (٧٨٨ برواية الليثي) وعبد الرزاق (٧٧٨٦) ، والطحاوي في شرح المعاني ٢ / ٥٥. وهو الصحيح إن شاء الله. وروي عن حفصة وعائشة موقوفا ، ولا يصح. وقد تقدم التعليق عليه مختصرا في ص ٣٠.

٤٩٨

مولد إسماعيل الجنزوي في ليلة الثلاثاء الرابع من ربيع الأوّل سنة ثمان وتسعين وأربع مئة بدمشق.

توفي الجنزوي بدمشق في سلخ جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.

١٠٠٤ ـ إسماعيل بن عليّ بن عبيد الله ، أبو الفداء الواعظ.

من أهل الموصل ، يعرف بابن عبيد.

شيخ ظريف من سراة النّاس. سمع الكثير ببلده وبغيره ، وسافر الكثير إلى العراق ، والشام ، وديار مصر.

قدم بغداد غير مرّة. وسمع بها من أبي الوقت السّجزي ، وغيره. وكان قد سمع من الحافظ أبي طاهر بالإسكندرية ، وعاد إلى الموصل ، وحدّث بها ، وكتب إلينا بالإجازة منها مرّات.

أنبأنا أبو الفداء إسماعيل بن عليّ بن عبيد ، قال : أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد برباط الشيخ أبي النّجيب السّهروردي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد الدّاودي. قلت : وأخبرناه أبو العلاء محمد بن عليّ بن محمد بن الحسن الصّوفي قراءة عليه في آخرين ، قالوا : حدّثنا أبو الوقت ، قال : أخبرنا الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري في «صحيحه» ، قال (١) : حدثنا سليمان ابن حرب ، قال : حدّثنا شعبة ، عن منصور ، قال : سمعت أبا وائل يحدّث عن

__________________

(١) في كتاب الأدب من الصحيح ٨ / ١٨ حديث (٦٠٤٤) ، وهو عند مسلم أيضا حيث أخرجه في كتاب الإيمان من صحيحه من طريق محمد بن جعفر غندر عن شعبة ، به ١ / ٥٨ (٦٤) (١١٧).

٤٩٩

عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (١).

سئل ابن عبيد عن مولده فذكر أنّه ولد في سنة أربع وعشرين وخمس مئة.

١٠٠٥ ـ إسماعيل (٢) بن عليّ بن عليّ ، أبو عبد الله بن أبي تراب القطّان ، يعرف بابن وكّاس.

سمع أبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا عبد الله محمد بن أحمد الدّيباجي الواعظ ، وروى عنهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله إسماعيل بن عليّ ، قلت له : أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النّرسي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم موسى بن عيسى السّرّاج ، قال : حدّثنا محمد بن أحمد السّوانيطي ، قال : حدثنا يوسف بن سعيد المصّيصي ، قال : حدثنا حجّاج (٣) ، عن ابن جريج (٤) ، قال : أخبرني زياد (٥) أنّه أخبره ثابت مولى عبد الرحمن (٦) أنّه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يسلّم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير» (٧).

__________________

(١) تقدم من هذا الوجه في الترجمة ٥٩٧.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٣٢ ، والنجيب عبد اللطيف في مشيخته ، الورقة ٧٠ (من نسختي المصورة) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٣.

(٣) هو حجاج بن محمد المصيصي الثقة ، من رجال التهذيب.

(٤) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.

(٥) هو زياد بن سعد الخراساني نزيل مكة.

(٦) هو ثابت بن عياض الأحنف ، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.

(٧) هو في الصحيحين من ثلاث طرق عن ابن جريج ، فقد أخرجه البخاري ٨ / ٦٤ (٦٢٣٣) ،

٥٠٠