ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

فقتيل الحبّ أضحى دمه

هدرا أبطله من أعرضا

سألت إبراهيم هذا عن مولده ، فقال : ولدت في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة بدمشق ، وقدمت بغداد في سنة ستين وخمس مئة.

٩٥٤ ـ إبراهيم (١) بن عبد الرّحمن بن الحسين بن أبي ياسر ، أبو إسحاق المواقيتيّ الخيّاط.

من أهل القطيعة بباب الأزج.

كانت له معرفة بالمواقيت واختلاف الأزمنة ومنازل القمر. سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وأبا المكارم المبارك بن محمد البادرائي ، وغيرهما ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن الخيّاط ، قلت له : أخبركم أبو الوقت الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في «صحيحه» ، قال (٢) : حدثنا أبو عاصم (٣) ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ضحّى منكم فلا يصبحنّ بعد ثالثة وفي بيته منه شيء. فلما كان العام المقبل قالوا : يا رسول الله نفعل كما فعلنا في العام الماضي؟ قال : كلوا وأطعموا

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٩٣ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٦٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٩٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣١ ، والعبر ٥ / ٨٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٩٩. ولم يذكر المصنف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه سنة ٦٢١ ، فقد توفي سنة ٦٢٢.

(٢) البخاري ، في الضحايا ٧ / ١٣٤ حديث (٥٥٦٩).

(٣) هو الضحاك بن مخلد النبيل.

٤٦١

وادّخروا ، فإنّ ذلك العام كان بالنّاس جهد فأردت أن تعينوا فيها» (١).

٩٥٥ ـ إبراهيم (٢) بن عبد الواحد بن عليّ ، أبو إسحاق يعرف بابن قشارة ، موصليّ الأصل بغداديّ المولد والدار.

كان يسكن بدار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ نحو باب العامّة.

يقال : إنه سمع من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وحدّث عنه.

سمع منه أبو محمد جعفر بن محمد العبّاسي. وقد رأيت إبراهيم هذا ، وما علمت أنّه روى شيئا.

توفي في سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة تقريبا.

٩٥٦ ـ إبراهيم (٣) بن عبد الواحد بن عليّ بن سرور المقدسيّ ، أبو إسحاق الدّمشقيّ ، أخو أبي محمد عبد الغني المقدسيّ.

قدم بغداد ، وأقام بها ، وسمع من جماعة منهم : أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب النّحوي ، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري ، وصالح ابن الرّخلة ، وأبو العز عبد المغيث بن زهير ، وأبو محمد يعقوب بن يوسف

__________________

(١) تقدم في الترجمة رقم (٧٠١).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٢٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٥.

(٣) من بيت العلم والحديث والفقه ، ترجمه السبط في المرآة ٨ / ٥٨٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٦٤ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٠٤ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٩٣٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٤٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٣١ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٤٩ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٧٧ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٩٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٧١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٢٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٥٣.

٤٦٢

الحريبان. وعاد إلى بلده وحدّث هناك بالكثير. وسمع منه جماعة من أصحابنا.

وتوفي بدمشق في ليلة الخميس سابع عشر ذي القعدة سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن بجبل قاسيون.

٩٥٧ ـ إبراهيم (١) بن عبد القادر بن أبي صالح الجيليّ الأصل البغداديّ المولد ، أبو إسحاق.

أحد أولاد الشّيخ عبد القادر ، وفيهم كثرة.

سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبا الوقت السّجزيّ ، وطبقتهما. وما أظنّه حدّث بشيء ؛ لاشتغاله بطلب المعاش وغير ذلك.

صار إلى واسط وتوفي بها في سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، ودفن بها.

٩٥٨ ـ إبراهيم (٢) بن عبد الأعلى بن أحمد بن مكّي ، أبو غالب الخطيب.

من أهل واسط ، كان أحد العدول بها.

شيخ صالح من أبناء الشيوخ الرّواة ، ويتولّى الخطابة بقرية تعرف بالأرحاء قريبة من واسط.

سمع أباه ، وأبا الكرم نصر الله بن مخلد الأزدي ، والقاضي أبا عليّ الحسن بن إبراهيم الفارقي ، وأبا الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام البغدادي ، وأبا عبد الله محمد بن عليّ المغازليّ ، وأبا السّعادات المبارك بن الحسين بن نغوبا ، وغيرهم ، وحدّث عنهم بواسط ، وكتبنا عنه بها.

قدم بغداد مرارا وروى بها فيما بلغني. وكان ثقة ديّنا.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٧١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣١ ، والتادفي في قلائد الجواهر ٤٤.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٧٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٢.

٤٦٣

سألته عن مولده فقال : في شعبان سنة ثمان وخمس مئة وتوفي في ليلة الاثنين سادس محرّم سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، وحضرت الصّلاة عليه يوم الاثنين بجامع واسط ، ودفن عند أبيه بمقبرة مسجد رحمة بواسط ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٥٩ ـ إبراهيم بن عمر بن إبراهيم ، أبو منصور الفيروز آباديّ الصّوفيّ.

قدم بغداد ، وحدّث بها عن أبي جعفر أحمد بن الحسين بن محمد الأنصاري.

ذكر الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني أنّه سمع منه ببغداد في سنة ست وتسعين وأربع مئة ، وأنّه حدّثه من لفظه برباط الخليفة ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته عن أهل بغداد».

٩٦٠ ـ إبراهيم بن عليّ بن موسى الطّرقيّ (١) ، أبو إسحاق.

من أهل أصبهان.

قدم بغداد ، وحدّث بها عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل البغدادي وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، رحمهم‌الله.

٩٦١ ـ إبراهيم (٢) بن عليّ بن إبراهيم بن محفوظ بن منصور بن معاذ السّلميّ ، أبو إسحاق الآمديّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، يعرف بابن الفرّاء ، ويلقّب الظّهير.

__________________

(١) منسوب إلى «طرق» قرية من أعمال أصبهان ، وقد تجاوزته كتب المشتبه في «الطّرقي» لقلة شأنه.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٩٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٢ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٣٣ ، وفي الوسطى ـ كما في حاشية الكبرى ٧ / ٣٤ ـ وابن كثير في البداية ١٢ / ٣٠٤.

٤٦٤

قرأ القرآن الكريم بشيء من القراءات على البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد ابن الدّبّاس ، وعلى أبي محمد عبد الله بن علي سبط الشّيخ أبي منصور الخيّاط.

وتفقه بالمدرسة النّظامية على أسعد بن أبي نصر الميهني ، ثم رحل إلى الشّيخ محمد بن يحيى إلى نيسابور ، فأقام عنده وعلّق عنه الخلاف ، وعاد بتعليقه ، وهو أوّل من وصل بكلامه.

وسمع الحديث ببغداد من جماعة منهم : أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، والبارع أبو عبد الله ابن الدّبّاس ، وجماعة بعدهم. وبنيسابور من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وحمزة بن هبة الله الحسني. وحدّث «بصحيح مسلم» عن الفراوي ، وبغيره.

سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي ، والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي. وروى لنا عنه غير واحد. وقد أجاز لنا أيضا في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.

حدثنا أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان الحافظ لفظا ، قال : قرىء على أبي إسحاق إبراهيم بن عليّ ابن الفرّاء وأنا أسمع.

قلت : وأخبرناه أبو إسحاق هذا إجازة ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي قراءة عليه بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلوديّ ، قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، قال : أخبرنا مسلم بن الحجّاج ، قال (١) : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا محمد بن

__________________

(١) صحيح مسلم ، في الجنائز ٣ / ٦٥ حديث (٩٧٧) (١٠٦) ، وفي الأضاحي ٦ / ٨٢ حديث ١٩٧٧ (٣٧) ، وهو قطعة من حديث أطول ، هذا هو القسم الأخير منه ، ونصه : «نهيتكم عن

٤٦٥

فضيل ، قال : حدّثنا ضرار بن مرّة أبو سنان ، عن محارب بن دثار ، عن عبد الله ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نهيتكم عن النّبيذ إلا في سقاء ، فاشربوا في الأسقية كلّها ، ولا تشربوا مسكرا».

سمعت أبا طالب عبد الرّحمن بن محمد الهاشميّ لفظا يقول : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عليّ ابن الفرّاء يقول : سمعت أبا الفتح عبد الواحد بن الحسن ابن الباقرحي الفقيه يقول : بتّ ليلة مفكّرا في قلّة حظّي من الدّنيا فرأيت في النّوم مغنيا يغنّي ، فالتفت إليّ وقال : اسمع أي شيخ :

أقسمت بالبيت العتيق وركنه

والطّائفين ومنزل القرآن

ما العيش في المال الكثير وجمعه

بل في الكفاف وصحّة الأبدان

سمعت غير واحد يذكر إبراهيم ابن الفرّاء ويصفه بالبلاغة ، والتّصرّف في الكلام ، وحسن المحاضرة ، وكثرة المحفوظ من الحكايات ، وما يحسن إيراده من المجالسات ، ومع ذلك كان متّهما بوضع ما يحكيه ويذكره ، فمن ذلك ما سمعت شيخنا مجير الدين أبا القاسم محمود بن المبارك البغدادي الفقيه يقول ، وقد جرى ذكر إبراهيم ابن الفرّاء ، فقال : كان معنا بالمدرسة النّظامية في أيام التّفقّه ، وكان حسن المحاضرة طلق اللّسان في المجالس والمحافل ، فقلت له يوما وقد حضرنا عند بعض وزراء الأعاجم في حاجة له فأحسن المفاوضة وأبلغ في القول وأكثر من الحكايات الموصلة إلى بلوغ المقصود حتى قضى الحاجة التي جئنا فيها : لقد أحسنت فمن أين تأخذ هذه الحكايات ، من أين تحصلها؟ فنظر إليّ متعجّبا ، وقال : أتحسب أني أنقلها من موضع أو أتحفّظها؟ فقلت : وإلا

__________________

زيارة القبور فزوروها ، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ، ونهيتكم عن النبيذ ... الحديث» ، وإنما اقتصر فيه على ابن نمير مع أن مسلما رواه عن ابن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن نمير ، لأن ابن نمير وحده الذي سمى «ابن بريدة» : عبد الله.

٤٦٦

أيّ شيء؟ فقال : ما هي إلا عمل الوقت. يعني أنّه يعملها هو.

ولد إبراهيم هذا في سنة إحدى وخمس مئة. وتوفّي ليلة الثّلاثاء ثامن عشر محرم سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الثلاثاء بالمدرسة النّظامية ، وتقدّم في الصّلاة عليه المدرّس بها رضيّ الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل القزوينيّ ، ودفن بالجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالعطّافية.

٩٦٢ ـ إبراهيم (١) بن عليّ بن غنيمة ، أبو الفرج ، يعرف بابن البرني.

من أهل الجانب الغربي من محلة دار القز.

شيخ صالح على ما يقال.

سمع أبا محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح الوكيل ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيّع وأخرج عنه حديثا في «مشيخته» ، وقال :

كان شيخا صالحا ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٦٣ ـ إبراهيم (٢) بن عليّ بن يلمش ، أبو إسحاق ، وقيل : أبو محمد الهمدانيّ.

من أهل الكوفة.

كانت له معرفة بالفقه ، تفقه بالكوفة على القاضي محمد ابن اللّمغاني الحنفي لما كان بها ، وكان زيديا إلا أنه يفتي على مذهب أبي حنيفة رحمه‌الله.

قدم بغداد ، وأقام بها مدة فيما حدثني شيخنا أبو منصور محمد بن هبة الله ابن جزنا الكوفي ، وكان صاحبه وممن قرأ عليه.

وقال لي غيره : سمع ابن يلمش ببغداد من أبي الفتح عبد الملك بن أبي

__________________

(١) عنيت كتب المشتبه بذكر بني البرني ، ولم تذكر هذا معهم ، لقلة شأنه ، كما يظهر.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٦١ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٩٦٤ ، لكن وقع فيه اسمه «أحمد» ، وما أظنه إلا من أوهامه ، فقد صرّح بالنقل من هذا الكتاب.

٤٦٧

القاسم الكروخي الهروي وغيره إلا أنّه لم يكن يعنى بالرّواية ولا اشتهر بها.

قصدته لما دخلت الكوفة مجتازا للحج في ذي القعدة سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، واجتمعت به ، وسألته عن شيء من مسموعاته لأقرأه عليه ، فذكر أنّه ليس عنده شيء من مسموعاته ، وكأنّه كره ذلك ، فتركته. ووقفت له على مناظرة جرب بينه وبين النّصير الرّازي المتكلّم على مذهب الإمامية في مسألة الإمامة استدلّ فيها النّصير على مذهبه واعترض عليه ابن يلمش على مذهب الزّيدية وأحسنا فيها الكلام.

قال لي ابن جزنا : توفي ابن يلمش بالكوفة في سنة ست وثمانين وخمس مئة ، أو سنة سبع ، الشّك منه.

٩٦٤ ـ إبراهيم (١) بن عليّ بن محمد بن بركة الأنصاريّ ، أبو إسحاق المراوحيّ الصّوفيّ.

رجل خيّر كان مخالطا لأهل الخير والصّلاح.

سمع من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، ومعنا من أبي عبد الله الحسين بن يوحن اليمنيّ نزيل أصبهان ، وغيرهما. وروى شيئا يسيرا.

توفي في سنة اثنتين وست مئة فيما بلغني ، والله أعلم.

٩٦٥ ـ إبراهيم (٢) بن عليّ بن محمد بن المبارك بن بكروس ، أبو محمد بن أبي الحسن.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٤٧ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٥٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٥.

(٢) من البيت البكروسي الحنبلي المشهور ، ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٧٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٣٩ ، وأبو شامة في الذيل ٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٣ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٦٨ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٦٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٤٩.

٤٦٨

وقد تقدم ذكر جده (١) وعمه أحمد (٢) بن محمد ، وسيأتي ذكر أبيه.

اشتغل إبراهيم بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله على عمّه وعلى أبيه. وسمع الحديث منهما ، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطّي ، وغيره.

وشهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشّهرزوري في يوم الثّلاثاء سلخ رجب سنة ست وتسعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الفتح محمد بن عليّ بن سراج وأبو المظفّر المبارك بن حمزة بن عليّ سبط ابن الصّبّاغ. وروى القليل إلا أنّه أدخل نفسه فيما لا يليق به فغضّ من نفسه (٣).

سألته عن مولده ، فقال : ليلة الثّلاثاء ثامن عشري جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وخمس مئة.

وتوفي يوم الخميس ثامن عشر جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وست مئة ، ودفن ليلة الجمعة (٤).

__________________

(١) الترجمة (٥٢٧).

(٢) الترجمة (٨٣٩).

(٣) يشير المؤلف إلى ولايته النيابة بباب النوبي سنة ٦٠٤ ، فغيّر لباسه ، وتغيّرت أحواله ، وأساء السيرة بكثرة الأذى والمصادرة والجنايات للناس ، والسعي بهم.

(٤) ذكر ابن الساعي ـ فيما نقله عنه ابن رجب في الذيل ـ أن ابن بكروس ضرب حتى تلف. وذكر ابن القادسي أن جنازته أخرجت نصف الليل من باب العامة وحمل إلى باب أبرز فدفن هناك. وزعم سبط ابن الجوزي أنه رمي به في دجلة ليلا ، وسر الناس بموته لأنه فتك في المال والحريم. وتابعه على ذلك أبو شامة. وذكر ابن رجب أن ذلك لم يصح. وكتب إليّ شيخنا العلامة مصطفى جواد يرحمه‌الله ، وقد سألته عن ذلك فقال : «وأبو شامة ينقل تراجمه من أصل مرآة الزمان للسبط ، والسبط معروف بالمجازفة ، ولا سيما في تاريخ عصره». وينظر تعليقي على التكملة ٢ / ٢٩٦.

٤٦٩

٩٦٦ ـ إبراهيم (١) بن عليّ بن الحسين ، أبو إسحاق أخو إسماعيل بن عليّ المعروف بغلام ابن المنّي.

تفقه على أخيه إسماعيل ، وتكلّم في مسائل الخلاف ، وسمع شيئا من الحديث. وكان خيّرا ، لم يبلغ زمان الرواية.

توفي يوم الأحد ثاني عشري شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وست مئة ، ودفن عند أخيه بمقبرة باب حرب.

٩٦٧ ـ إبراهيم (٢) بن عطيّة بن عليّ بن طلحة الشّافعيّ ، أبو إسحاق المقرىء الضّرير.

من أهل البصرة ، إمام المسجد الجامع بها.

شيخ صالح ، ظريف ، كثير المحفوظ. سمع بالبصرة من قاضيها أبا عمر محمد بن أحمد ابن النّهاوندي ، وغيره.

قدم بغداد في سنة إحدى وثمانين وأربع مئة. وسمع بها من أبي عبد الله مالك بن أحمد البانياسي ، وعاد إلى بلده ، وحدّث عنه ، وعن غيره ، وبورك له في العمر والرّواية ؛ فحدّثنا عنه جماعة منهم : أبو الحسن عليّ بن الحسن العبدي المعروف بابن المعلّمة ، وأخوه لأمه أبو منصور سعيد بن عليّ بن محاوش البصريان ، وأبو سعد أحمد بن إبراهيم الدّرزنجاني نزيل البصرة كلّهم بواسط ، وأبو العباس أحمد بن مبشّر ابن زيد المقرىء ببغداد.

قرأت على أبي العباس أحمد بن مبشّر بن زيد من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو إسحاق إبراهيم بن عطيّة بن عليّ البصريّ قراءة عليه وأنت تسمع

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٥٧ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٨٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٥٣. وقد تخطاه الذهبي في تاريخ الإسلام فلم يذكره.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٨٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٣.

٤٧٠

بجامع البصرة يوم الجمعة مستهل المحرم سنة خمسين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ المالكيّ قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد بسوق الورّاقين في المحرم سنة إحدى وثمانين وأربع مئة ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصّلت القرشي في رجب سنة خمس وأربع مئة ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي إملاء ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى ، قالا : حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعمتان المغبون فيهما كثير من النّاس : الصحة والفراغ» (١).

أنشدني أبو منصور سعيد بن عليّ بن أحمد المالكيّ من حفظه ، قال : أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن عطيّة الشافعي بالبصرة لبعضهم :

ودّعته والغرام يسلمني

من حرّ نار الجوى إلى الهلكه

فقال لمّا قبّلت وجنته

ومقلتي بالدّموع منسفكه

إن كنت تخشى من الفراق فقد

شويت في حرّ ناره سمكه

أنشدني أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن يحيى المؤدّب قدم علينا من البصرة ، قال : أنشدني أبو إسحاق إمام جامع البصرة بها لبعضهم :

أتدري ما يريد بك العذول

أتعلم ما يريد بما يقول

يريدك أن تموت بحسن مسّ

ولكن فعله فعل جميل

٩٦٨ ـ إبراهيم بن القاسم الخزّاز ، أبو إسحاق.

أحد شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل الخفّاف. روى عنه في «معجمه» بيتين من الشّعر غير مستقيمي الوزن. لم أر له ذكرا في غير ذلك.

__________________

(١) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة ٢٣٩.

٤٧١

٩٦٩ ـ إبراهيم (١) بن محمد بن إبراهيم بن مهران ، أبو طاهر الفقيه الشافعي.

من أهل الجزيرة ، والد أبي القاسم عبد القاهر الذي يأتي ذكره.

قدم بغداد في سنة أربع وأربعين وخمس مئة ، وأقام بها للتفقه بالمدرسة النّظامية ، وحصّل طرفا صالحا من الفقه. وسمع بها الحديث من أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي (٢) ، وأبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري ، وأبي الحسن علي بن أحمد اليزدي ، وغيرهم. وعاد إلى بلده في سنة ثمان وأربعين وخمس مئة ، فدرّس ، وحدّث ، وروى إلى حين وفاته. وكان موصوفا بالفضل والصّلاح.

مولده يوم السّبت ثالث عشري محرم سنة أربع عشرة وخمس مئة.

وتوفي بالجزيرة ليلة الخميس خامس محرم سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٧٠ ـ إبراهيم (٣) بن محمد بن أحمد بن حمديّة العكبريّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو طاهر بن أبي عبد الله البيّع ، أخو أبي منصور

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٩٤ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٧٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٦ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ٣٥.

(٢) سمع منه «الجامع الكبير» لأبي عيسى الترمذي. وقد سمعه منه ابن الأثير مع ولده عبد القاهر بحق سماعه من الكروخي.

(٣) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٩٣ ، وفي إكمال الإكمال ٢ / ٢٨٦ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٤٩٩ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣١٦ ، والنعال في مشيخته ١٢٦ (الشيخ التاسع والثلاثون) ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٢٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٧٣ ، والمشتبه ٢٤٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٤ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٣ / ٣٢٠ ، وابن حجر في التبصير ١ / ٤٦١ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٠٨.

٤٧٢

عبد الله الذي يأتي ذكره.

سمع الكثير بإفادة أبيه في صباه ثم بنفسه. وكتب بخطّه عن جماعة منهم : أبو القاسم بن الحصين ، وأبو السّعود ابن المجلي ، وأبو غالب محمد بن الحسن الماوردي ، وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشّروطي الواسطيّ ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر النّيسابوريّ ، وأبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية الأصبهاني ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهم. وحدّث بالكثير. سمعنا منه وكتبنا عنه ، وكان سماعه صحيحا.

قرأت على أبي طاهر إبراهيم بن محمد بن حمديّة من أصل سماعه ، قلت له : حدّثكم الرّئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين إملاء من لفظه يوم الجمعة سلخ ربيع الأوّل سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة بعد الصّلاة بجامع القصر الشّريف ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد الواعظ قراءة عليه وأنا أسمع في سنة سبع وثلاثين وأربع مئة ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي في سنة ست وستين وثلاث مئة ، قال : حدثنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي رحمه‌الله ، قال (١) : حدثنا سفيان ، عن يحيى ، عن محمد بن إبراهيم التّيمي ، عن علقمة بن وقّاص ، قال : سمعت عمر رضي‌الله‌عنه يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنما الأعمال بالنيّة ولكلّ امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله تعالى فهجرته إلى ما هاجر إليه ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه». أخرجه البخاري (٢) عن الحميدي (٣) ، وهو

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٢٥.

(٢) الحديث الأول في صحيحه.

(٣) وهو في مسنده برقم (٢٨).

٤٧٣

أبو بكر عبد الله بن الزّبير القرشي ، عن سفيان هذا ، وهو ابن عيينة (١).

أخبرنا أبو طاهر بن أبي عبد الله البيّع قراءة عليه وأنا أسمع قيل له : أخبركم أبو السّعود أحمد بن عليّ بن أحمد الواعظ قراءة عليه وأنت تسمع في جمادى الأولى من سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عليّ ابن المهتدي بالله ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن ابن المأمون ، قال : أنشدنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، قال : أنشدني أبو عليّ البلدي الشّاعر لقيس ابن الملوّح مجنون بني عامر :

لئن نزحت دار بليلى لربّما

غنينا بخير والدّيار جميع

ففي النّفس من وجد إليك صبابة

وفي القلب من شوق إليك صدوع

سألت أبا طاهر بن حمديّة عن مولده فقال : في حادي عشر شعبان من سنة عشر وخمس مئة.

وتوفي يوم الخميس ثالث عشري صفر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة بعد أخيه أبي منصور بعشرين يوما ، ودفن بباب حرب.

٩٧١ ـ إبراهيم (٢) بن محمد بن أحمد ابن الصّقّال الطّيبيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو إسحاق الفقيه الحنبليّ ، أخو أبي القاسم نصر الذي يأتي ذكره.

كان ينزل بباب الأزج ، وكان أحد الشّهود المعدّلين ؛ قبل شهادته قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية قبل وفاته

__________________

(١) تقدم في التراجم : ٢٥ و ٣٢٠ و ٣٤٤.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٥٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٤ ، والصفدي في الوافي ٦ / ١٣٧ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٤٤٠ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨٢ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣٩.

٤٧٤

بأسبوع ، أعني قاضي القضاة ، وزكّاه العدلان أبو محمد عبيد الله بن محمد ابن السّاوي ، وأبو البقاء أحمد بن عليّ بن كردي وذلك في يوم السبت حادي عشري ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.

تفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وعلى أبي حكيم النّهرواني. وكانت له معرفة حسنة بالحساب والفرائض وقسمة التّركات.

وسمع من أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزاهد ، ومن أبي الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، ومن أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، ومن أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، ومن النّقيب أبي جعفر أحمد بن محمد العبّاسي المكي ، وغيرهم. وروى عنهم. سمعنا منه ، وكان ثبتا صالحا.

قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد ابن الصّقّال من أصل سماعه ، قلت له : قرأت على أبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن السّري المعروف بابن الزّاغوني ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو الفضل عبد الله بن عليّ بن زكري ، قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، قال : حدّثنا أبو عليّ الحسين ابن صفوان البرذعي ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا ، قال : حدثنا محمد بن إدريس ، قال : حدّثني بشر بن محمد الواسطي ، قال : حدثنا خالد بن محدوج أبو روح ، عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول في دعائه : اللهم اجعلني ممن توكّل عليك فكفيته ، واستهداك فهديته ، واستنصرك فنصرته (١).

__________________

(١) إسناده تالف ، خالد بن محدوج ، ويقال : مقدوح ، واسطي رماه يزيد بن هارون بالكذب ، وقال أبو حاتم : ليس بشيء ، ضعيف جدا ، وقال النسائي : متروك (تاريخ البخاري الكبير ٣ / الترجمة ٥٨٩ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣ / الترجمة ١٥٩٨ ، والكامل لابن عدي ٣ / ٨٨١ ، وميزان الاعتدال للذهبي ١ / ٦٤٢).

٤٧٥

سألت أبا إسحاق ابن الصّقّال عن مولده ، فقال : في سنة خمس وعشرين وخمس مئة تقريبا.

وتوفي في آخر نهار الاثنين ثاني ذي الحجة من سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، وصلّينا عليه يوم الثّلاثاء عند المنظرة بسوق الطّعام من باب الأزج ، وحمل إلى الجانب الغربي ، فدفن بباب حرب.

٩٧٢ ـ إبراهيم (١) بن محمود بن نصر بن حمّاد ، أبو إسحاق بن أبي المجد المعروف بابن الشّعّار الحرّانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار هو وأبوه ، وسيأتي ذكر أبيه.

كان شابا فاضلا عني بطلب الحديث وسماعه وكتبته من صباه إلى أن توفي ، مع صلاح كان فيه ، ودين كان يشتمل عليه ، ومعرفة حسنة به.

أسمعه والده في صغره من أبي منصور بن خيرون ، وأبي عبد الله ابن السّلّال ، وأبي الفضل الأرموي ، وأبي الكرم ابن الشّهرزوري ، وأبي الفضل بن ناصر ، وأبي بكر ابن الزاغوني ، وأبي الوقت السّجزي.

وسمع هو بنفسه من خلق كثير من أهل بغداد وممن قدمها ، وبالكوفة ، ومكة شرفها الله ، فمن أهل بغداد : أبو القاسم نصر بن نصر العكبري الواعظ ، وأبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، والشريف أبو المظفّر أحمد بن أحمد التّريكي الخطيب ، وأبو عبد الله سعيد بن الحسين بن شنيف ، وأبو المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبو محمد محمد بن أحمد ابن المادح التّميمي ، وجماعة من أصحاب أبي القاسم ابن البسري وعاصم بن الحسن المقرىء وطراد الزّينبي والحسين بن طلحة النّعالي وأبي الحسين ابن الطّيوري ومن بعدهم.

ولحرصه وطلبه سمع من أقرانه مثل الشّريف أبي الحسن الزّيدي ، ورفيقه أبي الخير صبيح بن عبد الله العطّاري ، وأبي الخطّاب عمر بن محمد العليميّ

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣١٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٥.

٤٧٦

الدّمشقيّ وأمثالهم.

وحدّث بشيء قليل بالنّسبة إلى ما سمع وكتب ؛ سمع منه الشريف الزّيدي ، وصبيح العطّاري ، وغيرهما من أقرانه ومن الطلبة.

سمعت الحافظ أبا بكر محمد بن موسى الحازمي يذكر إبراهيم ابن الشّعّار ويثني عليه ويصفه بالحفظ والمعرفة وحسن الطّريقة ، وكان يقول : لو عاش إلى سن الشّيخوخة ما كان يماثله أحد من أقرانه ، هذا أو ما يشبهه من القول ، رحمهما‌الله.

ذكر أبو الفرج صدقة بن الحسين الفقيه الحنبلي في «تاريخه» أنّ إبراهيم ابن الشّعّار توفي يوم الخميس سابع شهر رمضان من سنة أربع وستين وخمس مئة ، قال : وكان شابا حسنا ، قد قرأ القرآن ، وسمع الحديث ، وصلّي عليه بالمدرسة النّظامية ، ودفن بمقبرة درب الخبّازين ، يعني بالجانب الشّرقي.

قال غيره : وكان قد نيّف على الثّلاثين ، وكان أبوه حيّا ، رحمهما‌الله وإيانا.

٩٧٣ ـ إبراهيم (١) بن محمود بن سالم بن مهدي ، أبو محمد المقرىء ، يعرف والده بالخيّر.

من أهل باب الأزج.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات على جماعة من الشيوخ ، ولقّن جماعة.

__________________

(١) تأخرت وفاته إلى ما بعد وفاة المؤلف بأحد عشر عاما ، وترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤٦٨ ومات قبله بتسعة عشر عاما ، والحسيني في صلة التكملة ، الورقة ٦١ ، والذهبي في كتبه ومنها : تاريخ الإسلام ١٤ / ٥٩٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٣٥ ، والعبر ٥ / ١٩٨ ، والمشتبه ١٩٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٥ ، والصفدي في الوافي ٦ / ١٤٢ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٣ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٢٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٤٧٩ ، وابن حجر في التبصير ٢ / ٥٥٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٧ / ٢٢ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٢٤٠.

٤٧٧

سمع خديجة بنت أحمد بن الحسن النّهرواني ، والكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري ، وجماعة آخرين ، وحدّث عنهم ، وأقرأ.

سمع منه جماعة من الطّلبة في هذا الزّمان ، وهو ديّن ، لا بأس به.

«آخر الجزء التاسع عشر من الأصل وأول العشرين»

٩٧٤ ـ إبراهيم بن المبارك بن إبراهيم بن مختار بن تغلب ابن السّيبي الدّقاق ، أبو إسحاق بن أبي محمد.

وسيأتي ذكر أبيه وأخيه أبي القاسم عبيد الله إن شاء الله. كان إبراهيم أكبر من أخيه عبيد الله.

سمع من أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي وغيره. وكان خيّرا.

توفي شابا قبل سن الرّواية يوم الثلاثاء ثاني عشر شوّال سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٩٧٥ ـ إبراهيم (١) بن المبارك بن عبيد الله بن الحسن ، أبو إسحاق بن أبي نزار.

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي ، وأبا القاسم نصر ابن نصر العكبري الواعظ ، وروى عنهما. سمعنا منه.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي نزار البزّاز قراءة عليه وأنا أسمع برباط بهروز ، قيل له : أخبركم أبو القاسم نصر بن نصر بن يونس قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، قال : حدثنا أحمد بن نصر بن بجير ، قال : حدّثنا عليّ بن سليمان ، قال : حدثنا

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٧٤ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٩١٠ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٢١٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٩.

٤٧٨

المعافى ، قال : حدثنا القاسم بن معن ، عن مسعر ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله تجاوز لأمّتي عمّا وسوست به أنفسها ما لم تعمل به ، أو تكلّم به» (١).

توفّي إبراهيم هذا في يوم الثّلاثاء ثامن عشري ذي الحجة سنة تسع وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.

٩٧٦ ـ إبراهيم (٢) بن المظفّر بن إبراهيم بن محمد بن عليّ ، أبو إسحاق بن أبي منصور الواعظ البغداديّ الأصل الموصليّ المولد والدّار ، يعرف بابن البرنيّ.

كان والده من أهل الحربية ، وسكن الجانب الشّرقي ، وسيأتي ذكره.

قدم إبراهيم بغداد مرارا وأقام بها ، وسمع بها من جماعة منهم : أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبو بكر عبد الله بن محمد ابن النّقّور ، وأبو عليّ أحمد بن محمد ابن الرّحبي ، وأبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يوسف ، وطبقتهم ، ومن بعدهم.

وقرأ الوعظ على الشّيخ أبي الفرج ابن الجوزي ، وتكلّم فيه. وعاد إلى

__________________

(١) حديث زرارة بن أوفى الحرشي قاضي البصرة عن أبي هريرة في الصحيحين من طرق عنه : البخاري ٣ / ١٩٠ (٢٥٢٨) و ٧ / ٥٩ (٥٢٦٩) و ٨ / ١٦٨ (٦٦٦٤) ، ومسلم ١ / ٨١ ـ ٨٢ (١٢٧) وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١١٨٣).

(٢) توفي في غرة المحرم من سنة ٦٢٢. وقد ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٧٦ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٥٥ ، وابن الشعار في قلائد الجمان ١ / الورقة ٥١ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٩٩ ، والمشتبه ٥٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٦ ، وذكر وفاته حسب في السير ٢٢ / ٢٨٨. وترجمه الصفدي في الوافي ٦ / ١٤٧ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ١٠٩ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ١٤٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤١٧ ، وابن حجر في التبصير ١ / ١٣٤ ، ولسان الميزان ١ / ١١١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٦٢ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٩٩.

٤٧٩

الموصل ، وحدّث بها ، وبسنجار. كتبت عنه بالموصل في السّفرة الثّانية.

قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن المظفّر بن إبراهيم الواعظ بمسجده بسكّة أبي نجيح بالموصل من كتابه الذي سمعه ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان بقراءتك عليه ببغداد ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ الفرّاء ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى ابن الصّلت ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الصّمد الهاشمي ، قال : حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري (١) ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (٢).

سألت إبراهيم بن المظفّر عن مولده فقال : ولدت بالموصل في ثاني عشر ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس مئة.

٩٧٧ ـ إبراهيم (٣) بن مسعود بن حسّان ، أبو إسحاق الضّرير النّحويّ الملقّب بالوجيه الذّكي.

من أهل الرّصافة ، وجدّه حسّان يعرف بالشّاعر.

وكان إبراهيم هذا من أكثر أهل زمانه محفوظا ، وأتمهم فهما للنحو ، وأحسنهم معرفة به مع صباه. حفظ أكثر الكتب الصّغار المصنّفة فيه ، وأتى على «كتاب» سيبويه إلا يسيرا منه ، ومرض مرضه الذي مات فيه فتركه ، وغير ذلك من أشعار العرب. وكان سريع الحفظ ، ثابت الذّهن ، حاضر الجواب.

__________________

(١) الموطأ ، بروايته (١٨٩٠).

(٢) تقدم في التراجم ١٩ و ٧٧ و ١٤٧ و ٢٥٤ و ٢٨٣ و ٦٦٦ و ٦٧٤ و ٨٠٢.

(٣) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ١ / ١٢٧ ، والقفطي في إنباه الرواة ١ / ١٨٩ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٣٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٠٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٧ ، وابن مكتوم في تلخيصه ، الورقة ٣٤ ، والصفدي في الوافي ٦ / ١٤٦ ، ونكت الهميان ٩١ ، والسيوطي في البغية ١ / ٤٣٢.

٤٨٠