ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

٩٢٩ ـ أحمد (١) بن أبي الهيّاج بن علي ، أبو العباس الواسطيّ.

من أهل قرية تعرف بخسرسابور.

قدم بغداد مع شيخه صدقة بن الحسين بن وزير في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، وحفظ القرآن المجيد.

وسمع ببغداد من الشّريف أبي جعفر المكي ، وأبي الوقت السّجزي ، وأبي المظفّر ابن التّريكي ، وجماعة.

وقرأ الأدب على أبي محمد ابن الخشّاب ، وعلى أبي الحسن علي بن عبد الرّحيم ابن العصّار ، وعلى أبي محمد إسماعيل بن موهوب ابن الجواليقي.

وهو الذي تولّى خدمة الفقراء برباط شيخه صدقة بعد وفاته ، وكان صالحا.

توفي في ذي القعدة من سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، ودفن مع شيخه في الرّباط المعروف به بقراح القاضي بالجانب الشّرقي.

٩٣٠ ـ أحمد (٢) بن أبي بكر بن المبارك ، أبو السّعود المعروف بابن الشّبل العطّار.

من أهل الحريم الطّاهريّ.

شيخ مشهور بالصّلاح والمعرفة ، وله حال حسنة ، صحب الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، وأخذ عنه طريق المعاملة ، وبعده صار المشار

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «خسرو سابور» من معجم البلدان ٢ / ٣٧١ نقلا من هذا الكتاب وإن لم يصرح بذلك.

(٢) ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٨٩ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٤٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٨ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٦٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٧٤.

٤٤١

إليه في الطّريقة. وكان يغلب عليه الرّفق وحسن الخلق والبسط. وكان منزله مجتمع الفقراء والصّالحين ، وله القبول الكبير عند النّاس.

سمع من شيخه عبد القادر ، ومن أبي المعالي محمد بن محمد ابن اللّحّاس العطّار. وحدّث بشيء يسير على ما قيل.

توفي ليلة الأربعاء عاشر شوّال سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، وصلّى عليه الخلق الكثير يوم الأربعاء ، ودفن بباب حرب ، وكان يومه مشهودا من كثرة النّاس.

٩٣١ ـ أحمد (١) بن أبي محمد بن أبي القاسم المقرىء ، أبو الرّضا النّجّاد (٢) ، من أهل الجانب الغربي ، يعرف بابن العوديّ (٣).

سمع أبا الحسن علي بن هبة الله بن عبد السّلام ، ومن أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، ومن أبي بكر محمد بن جعفر بن مهران الأصبهاني وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه جماعة من أصحابنا ولم يقدر لي منه سماع وقد كتب لي الإجازة ، وكان موصوفا بالصّلاح والخير.

عبر على الجسر يوم الجمعة العشرين من شعبان من سنة سبع وثمانين وخمس مئة فزوحم فوقع في زورق من زواريقه فصادف وجهه خشبة فمات في وقته ، وحمل إلى منزله ميتا ، ودفن بباب قطفتا ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٣٢ ـ أحمد (٤) بن أبي الفائز بن عبد المحسن ، أبو العباس الشّروطيّ.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٣٥١ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٤٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٣٠ ، والمشتبه ٣٧٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٣٩٢ ، وابن حجر في التبصير ٣ / ١٠٣٣.

(٢) قال المنذري : بالنون والجيم وآخره دال مهملة.

(٣) قال المنذري : بضم العين وسكون الواو وبعدها دال مهملة مكسورة.

(٤) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٤٤٩ و ٥ / ١٤١ ، والمنذري في التكملة

٤٤٢

من أهل باب الأزج ، يعرف بالكبري (١) ، وسألته عن ذلك فقال : هو لقب لجدي عبد المحسن.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء وغيرهما ، سمعنا منه.

قرىء على أبي العبّاس أحمد بن أبي الفائز من أصل سماعه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهريّ ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفّر البزّاز ، قال : حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا يوسف بن سعيد ، قال : حدثنا حجّاج ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدّبور» (٢).

__________________

١ / الترجمة ٣٩٢ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٩٦٨ ، ونقل ترجمته من تاريخ أبي الحسن القطيعي ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٢١ / ٩٩٤ ، والمشتبه ٥٤١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ٢٧٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١٢٠٤.

(١) قال المنذري : بضم الكاف وسكون الباء الموحدة وكسر الراء المهملة ، وآخره (ياء) آخر الحروف.

(٢) حديث صحيح ، أخرجه من حديث سعيد بن جبير : ابن أبي شيبة ١١ / ٤٣٣ ، وأحمد ١ / ٢٢٣ و ٣٧٣ ، ومسلم ٣ / ٢٧ حديث رقم (٩٠٠) ، والنسائي في التفسير من سننه الكبرى (٤٨٧) و (٥٤٦) و (٥٧٦) ، وأبو يعلى (٢٥٦٣) ، والطبراني في الكبير (١٢٤٢٤) ، والقضاعي في مسند الشهاب (٥٧٢) ، والبيهقي في الدلائل ٣ / ٤٤٨ ، وفي السنن الكبرى ٣ / ٣٦٤ وليس في واحد منها من طريق الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير ، فهذه رواية غريبة لهذا الحديث من هذا الوجه.

والمحفوظ أنّ شعبة يروي هذا الحديث عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن ابن عباس ، وهو في الصحيحين وغيرهما من حديث شعبة به : البخاري ٢ / ٤٠ حديث (١٠٣٥)

٤٤٣

سألت أحمد بن أبي الفائز عن مولده ، فقال : ولدت في شعبان سنة ثمان وخمس مئة.

وتوفي في يوم الجمعة سادس عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.

٩٣٣ ـ أحمد بن أبي الفضل بن أحمد بن مزروع ، أبو العباس المقرىء التّاجر.

من أهل الحربية ، يعرف بابن الثّلّاجيّ ، أخو عبد الله بن أبي الفضل الذي يأتي ذكره فكان أحمد الأكبر.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط أبي منصور الخيّاط وغيره ، وكان حسن التّلاوة.

سمع أبا القاسم بن الحصين ، ومن بعده كأبي الوقت السّجزي ، وغيره. واشتغل بالتّجارة ، وما أظنه حدّث بشيء وإن كان فيسير ، ويقال : توفي شابا.

٩٣٤ ـ أحمد بن أبي عليّ بن أحمد بن محمد بن بكريّ ، أبو العباس.

من أهل الحريم الطّاهري ، من بيت مشهور ، وقد روى منهم جماعة.

سمع أبا بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر الدّلّال ، وروى عنه شيئا يسيرا على عسر منه. أجاز لي وما لقيته.

سمع منه أحمد بن سلمان المقرىء ، وعليّ بن عبد السّلام المؤدّب الحربيان.

٩٣٥ ـ أحمد (١) بن أبي النّجم بن نبهان بن محمد بن عبد الله ، أبو سالم القاضي.

__________________

و ٤ / ١٣٢ حديث (٣٢٠٥) ، و ٤ / ١٦٦ حديث (٣٣٤٣) و ٥ / ١٤٠ حديث (٤١٠٥) ، ومسلم ٣ / ٢٧ حديث رقم (٩٠٠) ، والله الموفق للصواب.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٥٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٤.

٤٤٤

من أهل أبهر زنجان.

قدم بغداد حاجا في سنة ثمانين وخمس مئة ، فحج وعاد. وروى بها عن أبي بكر أحمد بن محمد الزّنجوي إذنا ، وذكر أنّه أجاز له في سنة إحدى وخمس مئة.

سمع منه بعض أصحابنا ، وعاد إلى بلده ، وعمّر وكبرت سنّه ، وأجاز لنا ببغداد من بلده.

وبلغني أنّه توفي في سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، والله أعلم.

٩٣٦ ـ أحمد (١) بن أبي الفتح بن أبي غالب القطيعيّ ، أبو حامد.

كان يسكن باب البصرة.

سمع أبا المعالي أحمد بن منصور ابن المؤمّل الغزّال ، وروى عنه ، ولم أظفر بسماعه إلا بعد وفاته. سمع منه جماعة من الطّلبة.

توفي بعد سنة ست مئة تقريبا.

* * *

__________________

(١) ذكره المنذري في ترجمة ولده أبي أحمد محمد بن أحمد المتوفى سنة ٦٢٨ ، فقال : «ووالده أبو حامد أحمد سمع من أبي المعالي أحمد بن منصور ابن الغزّال ، وحدث عنه» (التكملة ٣ / الترجمة ٢٣٣٠). أما الذهبي فذكر اسم الأب هذا في وفيات سنة ٦٢٨ من تاريخ الإسلام وذكر له حيثيات ترجمة الابن فوهم في ذلك ، كما نبهنا عليه في موضعه (١٢ / ٨٥٣).

٤٤٥

ذكر من اسمه إبراهيم مرتّب على حروف المعجم

٩٣٧ ـ إبراهيم بن أحمد بن رزق الله الصّفّار ، أبو إسحاق.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدّمشقي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق وغيرهما.

أنبأنا عمر بن عليّ الحافظ ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن رزق الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشّيباني ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ التّميميّ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني يحيى بن عبدوية ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن عليّ رضي‌الله‌عنه ، قال : من كلّ اللّيل قد أوتر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ من أوّله وأوسطه وآخره ، وانتهى وتره إلى آخر اللّيل (١).

قال القرشيّ : سألت إبراهيم بن رزق الله عن مولده ، فذكر ما يدلّ أنّه في سنة أربع وتسعين وأربع مئة تقريبا.

وأنبأنا محمد بن أبي طاهر البيّع ، قال : توفي إبراهيم بن رزق الله الصّفّار يوم الثلاثاء ثامن عشري جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وخمس مئة وقد

__________________

(١) إسناده حسن ، من أجل عاصم بن ضمرة السدوسي حيث لا يرتقي حديثه إلى مراتب الصحة. أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

أخرجه أحمد ١ / ٧٨ و ٨٦ و ١٠٤ و ١٣٧ و ١٤٣ ، وعبد بن حميد (٧٢) ، وابن ماجة (١١٨٦) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه ١ / ١٤٣ و ١٤٧ ، وأبو يعلى (٣٢٢) ، وابن خزيمة (١٠٨٠).

على أن متن الحديث صحيح من حديث عائشة ، فهو في الصحيحين : البخاري ٢ / ٣١ (٩٩٦) ، ومسلم ٢ / ١٦٨ (٧٤٥).

٤٤٦

قارب التسعين.

هكذا نقلت من خطّه. وقال في موضع آخر : توفي في رجب أو شعبان سنة ست وسبعين وخمس مئة ، والأول هو الصواب.

٩٣٨ ـ إبراهيم (١) بن أحمد بن إبراهيم ، أبو إسحاق البزّاز ، يعرف بابن حسّان.

كان شيخنا عبد العزيز بن الأخضر ينكر أنّه ابن حسّان ، بل هو ابن غلام ابن حسّان ، وهو الصّحيح. ومما يدلّ على ذلك أنّي رأيت خطّه وقد كتب تصحيحا تحت سماع عليه : وكتب إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم. لم ينسب إلى حسّان ولا ذكره.

كان شيخا صالحا ، حافظا للقرآن المجيد ، دائم القراءة له ، كثير التّلاوة والدرس ، عليه سكينة ووقار ، يؤمّ بالنّاس في الصّلوات بخان البزّ بالجوهريين.

سمع أبا الدّر ياقوت بن عبد الله التّاجر مولى ابن البخاريّ ، وأبا بكر أحمد ابن المقرّب الكرخي ، وغيرهما.

وروى شيئا يسيرا ؛ سمع منه آحاد الطّلبة ، ونعم الشيخ كان.

توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٣٩ ـ إبراهيم (٢) بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن الحسن بن شبيل بن أجيفر بن سماك بن مصبح بن فضّة بن رومي بن تركي بن ثابت بن سلامة بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤١٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٥ ، والصفدي في الوافي ٥ / ٣٠٦.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٤٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بعزيز الدين من تلخيص مجمع الآداب نقلا من هذا الكتاب تصريحا ٤ / الترجمة ٥٧٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٣٣.

٤٤٧

عامر بن مالك بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ، أبو منصور العامريّ القطّان ، من أهل البصرة.

هكذا رأيت نسبه بخطّ بعض أصحاب الحديث ، وأظنّه أملاه عليه.

سمع بالبصرة أبا جعفر الغطريف بن عبد الله السّعيداني (١) ، وأبا العز طلحة بن عليّ بن أحمد العامري ، وأبا الحسن عليّ بن عبد الله بن عبد الملك الواعظ ، وغيرهم. وحدّث بها ؛ كتب عنه هناك أبو عمرو عثمان بن إبراهيم بن جلدك الموصلي ، وأبو حامد محمد بن الحسن الزّنجاني ، وغيرهما.

قدم بغداد في سنة ست وتسعين وخمس مئة ، وأقام بها إلى أن توفي. وحدّث بها عن المذكورين ، وغيرهم. كتبنا عنه.

قرأت على أبي منصور إبراهيم بن أحمد بن عليّ البصري ببغداد بدرب الدّواب من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو جعفر الغطريف بن عبد الله بن الحسين السعيدانيّ قراءة عليه وأنت تسمع بالبصرة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ عليّ بن أحمد بن عليّ التّستريّ ، قال : حدثنا أبو الحسن عيسى ابن غسّان بن موسى البصريّ ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، قال : حدثنا أبو

__________________

(١) لم يذكر السمعاني هذه النسبة في «الأنساب» ولا استدركها ابن الأثير في «اللباب» ، ولا أشك أنها نسبة إلى موضع بالبصرة يقال له : «سعيدان» فهو وإن لم يذكره ياقوت ، لكنه قال في «عبادان» من معجم البلدان ٤ / ٧٤ : «وأما إلحاق الألف والنون فهو لغة مستعملة في البصرة ونواحيها ، إنهم إذا سمّوا موضعا أو نسبوه إلى رجل أو صفة يزيدون في آخره ألفا ونونا ، كقولهم في قرية عندهم منسوبة إلى زياد بن أبيه : زيادان ... وأخرى إلى بلال بن أبي بردة : «بلالان». فهذا بلا شك موضع نسب إلى رجل يقال له «سعيد». ولعمي العلامة الدكتور ناجي معروف طيب الله ثراه بحث نفيس في هذا الموضوع عنوانه : «التثنية في الأسماء التاريخية» منشور في مجلة كلية الآداب بجامعة بغداد ، العدد الخامس ، سنة ١٩٦٢.

٤٤٨

مصعب (١) ، عن مالك ، عن سميّ مولى أبي بكر ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «السّفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه ، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه ، فليعجّل بالرّجوع إلى أهله» (٢).

سألت أبا منصور العامريّ عن مولده ، فقال : ولدت في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ببغداد في يوم الثّلاثاء ثالث عشري محرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٩٤٠ ـ إبراهيم (٣) بن بدر بن أبي طالب ، أبو إسحاق المقرىء البناريّ.

منسوب إلى قرية تسمّى بنارى (٤) من نواحي أبراز الرّوز (٥) من سواد بغداد.

سمع ببغداد أبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري ، وأبا المعمّر المبارك بن عبد العزيز الأنصاري ، وأبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي. وحدّث عنهم ببعقوبا. سمع منه بها أبو عبد الله محمد بن أبي المكارم الواعظ ، وروى عنه بدقوقا (٦).

__________________

(١) الموطأ ، بروايته ، رقم ٢٠٦٣. ومن طريقه أخرجه مسلم ٦ / ٥٥ (١٩٢٧) ، وابن ماجة (٢٨٨٢).

(٢) وهو في الصحيحين من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك ، به : البخاري ٣ / ١٠ (١٨٠٤) ، ومسلم ٦ / ٥٥ (١٩٢٧). ولفظة «بالرجوع» ليست في رواية أبي مصعب ولا في غيرها من الروايات.

(٣) ترجمه ياقوت في «بنار» من معجم البلدان ١ / ٤٩٦ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٤١ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١٨٧.

(٤) في معجم البلدان : «بنار».

(٥) ويقال فيها : «براز الروز» من غير ألف في أولها ، وهي المعروفة اليوم باسم «بلدروز» بلدة من بعقوبا.

(٦) بلدة بين الخالص وكركوك ، تبعد عن بغداد قرابة (٢٠٠) كيلومتر ، وتعرف اليوم بداقوق.

٤٤٩

قرأت على محمد بن فضل بن بختيار الواعظ بمنزله بدقوقا ، قلت له : أخبركم إبراهيم بن بدر البناري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا سعد الخير بن محمد بن سهل ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن حمد الدّوني ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين الكسّار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السّنّي ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب النّسائي ، قال (١) : أخبرنا حميد بن مسعدة وإسماعيل بن مسعود ، قالا : أخبرنا بشر بن حميد ـ كذا في كتاب شيخنا ، والصواب بشر عن حميد ـ قال : ذكر أنس بن مالك أن عمّته كسرت ثنيّة جارية فقضى نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالقصاص ، فقال أخوها أنس بن النّضر : أتكسر ثنية فلانة ، لا والذي بعثك بالحقّ لا تكسر ثنيّة فلانة. قال : وكانوا قبل ذلك سألوا أهلها العفو والأرش. فلما حلف أخوها وهو عمّ أنس ، وهو الشّهيد يوم أحد ، رضي القوم بالعفو قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه» (٢).

سمع محمد بن فضل من هذا الشّيخ في ربيع الأول سنة ستين وخمس مئة ، فتكون وفاته بعد هذا التاريخ.

__________________

(١) المجتبى ٨ / ٢٧ ، وهو في سننه الكبرى (٦٩٥٨).

(٢) إسناده صحيح ، وبشر هو ابن المفضّل بن لاحق البصري ، وحميد هو الطويل. وقد رواه الجم الغفير من أصحاب حميد عنه به ، فقد أخرجه النسائي ٨ / ٢٨ وفي الكبرى (٦٩٥٩) و (٨٢٩٠) و (١١١٤٥) وابن ماجة (٢٦٤٩) من حديث خالد بن الحارث عن حميد. وأخرجه البخاري ٤ / ٢٣ (٢٨٠٦) من حديث زياد بن عبد الله البكائي عن حميد. وأخرجه النسائي ٨ / ٢٦ وفي الكبرى (٦٩٥٤) من حديث سليمان بن حيان الأحمر عن حميد. وأخرجه البخاري ٦ / ٢٩ (٤٥٠٠) من حديث عبد الله بن بكر السهمي عن حميد. وفي ٤ / ٢٣ (٢٨٠٥) من حديث عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي البصري عن حميد. وفي ٣ / ٢٤٣ (٢٧٠٣) و ٦ / ٢٩ (٤٤٩٩) و ٩ / ١٠ (٦٨٩٤) من حديث محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس عن حميد. وفي ٦ / ٦٥ (٤٦١١) من حديث مروان بن معاوية الفزاري عن حميد. وأخرجه أبو داود (٤٥٩٥) من حديث معتمر بن سليمان التيمي عن حميد. وله طرق أخرى عن حميد.

٤٥٠

٩٤١ ـ إبراهيم (١) بن بركة بن إبراهيم بن عليّ بن طاقوية البيّع ، أبو إسحاق.

من أهل باب الأزج.

قرأ القرآن الكريم بشيء من القراءات على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وأبي الفضل أحمد بن الحسن الإسكيف (٢) ، وعلى غيرهما.

وسمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّاميّ النّيسابوريّ ، وأبي الفضل عبد الملك بن عليّ بن يوسف ، وغيرهم. وحدّث عنهم.

سمعنا منه على تخليط كان فيه ، مع صحّة سماعه.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن بركة بن طاقوية فيما قرأ عليه أبو بكر محمد ابن موسى الهمذاني المعروف بالحازمي وأنا شاهد ، قال له : أخبركم أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشّيباني ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله السّعدي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا أبو مالك الأشجعي ، عن أبيه (٣) ، قال : سمعت النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من وحّد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله عزوجل» (٤).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٥٥ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيصه ٤ / الترجمة ١٨٩٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٣٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٩.

(٢) هو الإسكاف ، وهي هنا ممالة.

(٣) أبو مالك الأشجعي اسمه سعد بن طارق بن أشيم ، وأبوه طارق بن أشيم الأشجعي الصحابي.

(٤) حديث صحيح.

٤٥١

ذكر تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، فيما قرأت بخطه ، أنّ مولد إبراهيم بن طاقوية في سنة ثلاث وخمس مئة ، وأنّه توفي ليلة الأحد الخامس والعشرين من ذي القعدة من سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، ودفن يوم الأحد المذكور بباب حرب.

٩٤٢ ـ إبراهيم (١) بن تريك بن عبد المحسن بن تريك ، أبو إسحاق.

من أهل باب الأزج ، أخو أبي الفضل عبد المحسن ، وأظنه الأصغر ، أعني إبراهيم.

سمع مع أخيه من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى اليسير.

سمع منه أبو العبّاس أحمد وأبو القاسم ابنا أبي بكر البزّاز وغيرهما.

٩٤٣ ـ إبراهيم بن الحسن بن محمد الغزنويّ الأصل الزّنجانيّ المولد والدّار ، أبو إسحاق.

قدم بغداد وأقام بها للتّفقه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه مدّة حتى حصّل طرفا من معرفة المذهب والخلاف. وسمع بها من جماعة منهم : أبو محمد الحسن بن عبد الجبار ابن البردغولي ، والكاتبة فخر النّساء شهدة بنت

__________________

أخرجه أحمد ٣ / ٤٧٢ و ٦ / ٣٩٤ ، ومسلم ١ / ٤٠ (٢٣) (٣٨) ، والطبراني في الكبير (٨١٩٤) ، وابن مندة في الإيمان (٣٤) من طريق يزيد بن هارون ، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠ / ١٢٣ و ١٢ / ٣٧٥ ، ومسلم ١ / ٣٩ ـ ٤٠ (٢٣) (٣٧) و (٣٨) ، وابن حبان (١٧١) ، والطبراني في الكبير (٨١٩٠) و (٨١٩٢) من طرق عن أبي مالك الأشجعي ، به.

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٤٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٣٩. وذكره المنذري في ترجمة ابنه أبي المظفر يوسف المتوفى سنة ٦٢٤ من التكملة (٣ / الترجمة ٢١٥٩) وقيد «تريك» بالحروف ، فقال : بضم التاء ثالث الحروف وفتح الراء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها كاف.

٤٥٢

أحمد الإبري وأمثالهما. وعاد إلى بلده ، وحدّث به.

وتوفي قريبا من سنة تسعين وخمس مئة.

٩٤٤ ـ إبراهيم بن الحسين بن عمر ، أبو إسحاق السّامرّيّ المقرىء.

كان ينزل باب المراتب فيما ذكر القاضي عمر بن عليّ القرشي ، قال : وكان يؤمّ هناك في مسجد ويقرىء فيه. وحدّث في سنة خمس وثمانين وأربع مئة عن أبي الفتح عبد الواحد بن شيطا المقرىء.

٩٤٥ ـ إبراهيم (١) بن دينار بن أحمد بن الحسن بن حامد بن إبراهيم النّهروانيّ ثم البغداديّ ، أبو حكيم الفقيه الحنبليّ الشّيخ الصّالح.

كان ينزل بباب الأزج وله هناك مدرسة منسوبة إليه.

تفقه على أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني. وكان حسن المعرفة بالفقه مذهبا وخلافا ، وبالفرائض ، متواضعا ، حسن الطّريقة ، حميد السّيرة ، جميل الأمر ؛ تفقه عليه جماعة ، وانتفعوا به.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وأبا القاسم عليّ بن محمد بن بيان ، وأبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني ، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وغيرهم ، وحدّث ، ودرّس وأفتى.

سمع منه القاضي القرشيّ ، وجماعة من طبقته. وروى لنا عنه الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في «مشيخته» وغيره.

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٠١ ، وسبطه في المرآة ٨ / ٢٣٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩ ، والعبر ٤ / ١٥٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٩٦ ، والصفدي في الوافي ٥ / ٣٤٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٢٤٥ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٣٤٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣٦٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٧٦.

٤٥٣

قرأت على الشيخ أبي الفرج عبد الرّحمن بن عليّ بن محمد ، قلت له (١) : أخبركم أبو حكيم إبراهيم بن دينار الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن سعيد (٢) بن نبهان الكاتب.

وقرأت على أبي السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن بن محمد القزّاز : أخبركم أبو عليّ بن نبهان قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن الحسين (٣) بن دوما ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن نصر الذّارع (٤) ، قال : حدثنا صدقة بن موسى وأحمد بن محمد الأنباريّ والقاسم بن أحمد ؛ قالوا : حدثنا سويد بن سعيد الحدثاني ، قال : حدثنا عليّ بن مسهر ، عن أبي يحيى القتّات ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من عشق وكتم وعفّ فمات فهو شهيد (٥).

__________________

(١) المشيخة ، الشيخ الثامن والسبعون ، ص ١٩١.

(٢) حدث هنا غلط في تجليد النسخة المنذرية ، فنحن الآن في الورقة ٢٠٦ من نسختي المصورة ، وتتمة الكلام في الوجه الثاني من الورقة ٢١٦ من النسخة المصورة.

(٣) وقع في المشيخة «الحسن» محرف ، وتنظر ترجمته في تاريخ الخطيب ٨ / ٢٥٥ بتحقيقنا.

(٤) في النسخ : «الذراع» محرف ، وترجمته في تاريخ الخطيب ٦ / ٤١٢ بتحقيقنا.

(٥) إسناد ضعيف ومتن منكر جدا ، أبو يحيى القتات ضعيف ، وسويد بن سعيد وإن كان صدوقا حسن الحديث لكن هذا الحديث عدّ من بين منكراته الشديدة بحيث قال ابن حبان في ترجمته من المجروحين ١ / ٣٥٢ : «يأتي عن الثقات بالمعضلات» ثم ذكر حديثه هذا وقال : «من روى مثل هذا الخبر الواحد عن عليّ بن مسهر يجب مجانبة رواياته». وقال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ٢ / ١٤٢ : «قد أنكره على سويد الأئمة ، قاله ابن عدي في كامله ، وقد أنكره البيهقي وابن طاهر».

أخرجه الخطيب في تاريخه ٣ / ١٦٦ و ٦ / ٣٧١ و ٥٥٤ و ١٣ / ١٨٣ و ١٥ / ٢٤٠ (بتحقيقنا) ، وابن الجوزي في مشيخته كما تقدم ، وفي العلل المتناهية (١٢٨٦) و (١٢٨٧) و ١٢٨٨). ورواه بعض الضعفاء من حديث سويد بن سعيد عن علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة (تاريخ الخطيب ١٤ / ٥٠١ ـ ٥٠٢ بتحقيقنا) وهو غلط بلا شك إذ المحفوظ هو ما تقدم. وقد تكلمنا عليه مفصلا في تعليقنا على تاريخ الخطيب ٣ / ١٦٦

٤٥٤

أنبأنا الشيخ أبو الفرج عبد الرّحمن بن عليّ ، قال : قرأت بخطّ الشيخ أبي حكيم النّهرواني ، قال : رأيت فيما يرى النّائم شخصا وسط داري قائما فقلت له : من أنت فقال :

تأهّب للذي لا بدّ منه

من الموت الموكّل بالعباد

قال شيخنا أبو الفرج (١) : ولد أبو حكيم سنة ثمانين وأربع مئة ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وخمس مئة ، ودفن قريبا من بشر الحافي. وكان يضرب به المثل في الحلم والتّواضع.

وقال أبو الفرج صدقة بن الحسين الفرائضي : توفي أبو حكيم الفقيه يوم الثّلاثاء ثالث عشري جمادى الآخرة من السنة المذكورة بعد الظّهر ، ونودي بالصّلاة عليه يوم الأربعاء ، وصلّي عليه عند جامع السّلطان على شاطىء دجلة ، وتقدّم في الصّلاة عليه الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، وحمل إلى مقبرة أحمد ، فدفن هناك. وكان عمره أربعا وسبعين سنة ، وكان سليم الصّدر.

٩٤٦ ـ إبراهيم (٢) بن دلف بن أبي العز ، أبو محمد ، بوّاب جامع القصر الشريف.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطّي ، والنّقيب أبا عبد الله أحمد بن عليّ بن المعمّر نقيب الطّالبيين ، وجماعة بعدهما ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد إبراهيم بن دلف ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله أحمد بن عليّ بن المعمّر النقيب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا

__________________

فراجعه إن شئت استزادة ، والله الموفق.

(١) المشيخة ١٩٢ ـ ١٩٣.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٢٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٩٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٣٠.

٤٥٥

أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان العبّادانيّ ، قال : أخبرنا عليّ بن حرب الطّائي ، قال : حدثنا قاسم بن يزيد الجرمي ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن عيسى ، عن عبد الله بن أبي الجعد ، عن ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يزيد في العمر إلا البرّ ولا يردّ القدر إلا الدّعاء ، وإنّ الرجل ليحرم الرّزق بالذّنب يصيبه» (١).

سألت أبا محمد بن دلف البوّاب عن مولده ، فقال : في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. وتوفي يوم الخميس رابع عشري صفر سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بمقبرة الزّرّادين بالمأمونية.

٩٤٧ ـ إبراهيم (٢) بن سعود بن أحمد بن عيّاش ، بالياء المعجمة من تحتها باثنتين والشين المعجمة ، أبو إسحاق المقرىء الوقاياتيّ.

سمع الكثير ، وكان مواظبا على حضور حلق الحديث. سمع أبا منصور أحمد بن عبد الباقي بن بشر العطّار ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا

__________________

(١) إسناده ضعيف ، عبد الله بن أبي الجعد إن لم يكن مجهول الحال فهو مقبول حيث يتابع وإلا فضعيف عند التفرد ، وقد تفرد ، والروايات التي توبع فيها كلها شديدة الضعف لا تصح ، إما موضوعة أو مسروقة أو أخطأ فيها الرواة ، وينظر بلا بد تعليقنا على ابن ماجة (٩٠).

أخرجه ابن المبارك في الزهد (٨٦) ، ووكيع في الزهد (٤٠٧) ، وابن أبي شيبة ١٠ / ٤٤١ ، وأحمد ٥ / ٢٧٧ و ٢٨٠ و ٢٨٢ ، وهناد في الزهد (١٠٠٩) ، وابن ماجة (٩٠) و (٤٠٢٢) ، والنسائي في الرقاق من سننه الكبرى كما في تحفة الأشراف ٢ / ١٥٩ حديث ٢٠٩٣ بالجملة الأخيرة منه ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٣٠٦٩) ، وابن حبان (٨٧٢) ، والطبراني في المعجم الكبير (١٤٤٢) ، والحاكم ١ / ٤٩٣ ، والقضاعي في مسند الشهاب (٨٣١) و (١٠٠١) ، والبغوي (٣٤١٨) والروايات مطولة ومختصرة.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ١٠٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٨٨ ، والمشتبه ٤٣٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٨٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٨٩٨.

٤٥٦

الحسن عليّ بن أحمد الموحّد ، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وغيرهم ، وروى عنهم.

سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، والشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، ورفيقه صبيح العطّاري ، والقاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو العباس أحمد بن الحسن العاقولي.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : سألت إبراهيم بن عيّاش عن مولده فقال : في رابع عشري صفر سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ببغداد.

وذكر محمد بن عثمان العكبري ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي إبراهيم بن عيّاش الوقاياتي يوم الجمعة ثاني ذي القعدة من سنة ثمان وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٤٨ ـ إبراهيم (١) بن سنقر بن عبد الله البزّاز ، أبو إسحاق.

سمع أبا المظفّر عبد الملك بن عليّ الهمذانيّ ، وروى عنه شيئا يسيرا.

سمع منه محمد بن محمود ابن النّجّار ، ورأيته وما اتفق لي منه سماع.

توفي سنة عشر وست مئة أو نحوها.

٩٤٩ ـ إبراهيم بن شجاع بن إبراهيم ، أبو إسحاق.

من أهل الحريم الطّاهري ، يعرف بابن أخي مترف.

سمع أبا عليّ أحمد بن أحمد ابن الخرّاز السّقلاطونيّ ، وروى عنه.

سمع منه بعض أصحابنا ، وسألنا عنه فلم نجده ، ولم يكن مشهورا بالرّواية.

٩٥٠ ـ إبراهيم بن عبد الله الصّوفيّ ، أبو إسحاق.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٣٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٩٠٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣٢.

٤٥٧

شيخ روى عنه أبو بكر بن كامل في «معجمه» وقال : أنشدني :

أتراني عن حبّكم أتسلّى

لا قضى ذاك قطّ ، حاشا وكلّا

كيف أنساكم وقد أصبح القل

ب لكم منزلا وأضحى محلّا

٩٥١ ـ إبراهيم (١) بن عبد الله بن أحمد بن سلامة بن عبيد الله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلد الكرخيّ الأصل ، من كرخ جدّان لا كرخ بغداد ، البغداديّ المولد والدّار ، أبو المظفّر بن أبي الفضل بن أبي العباس بن أبي البركات المعروف بابن الرّطبيّ.

القاضي المعدّل المحتسب هو وأبوه وجدّه. من بيت أهل فقه وعدالة وولاية.

شهد أبو المظفّر هذا عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي يوم السّبت رابع ربيع الآخر من سنة سبع وستين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو المظفّر أحمد بن حمدي ، وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب.

وفي يوم الاثنين سابع عشري شوّال سنة ثمان وستين وخمس مئة استنابه قاضي القضاة روح بن أحمد المذكور في القضاء والحكم عنه بحريم دار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ ثم أذن له في الإسجال عنه في ثامن عشري ذي القعدة من السنة.

فلم يزل على ذلك إلى أن توفي قاضي القضاة روح المذكور في خامس عشري محرم سنة سبعن وخمس مئة ، فرتّب نائبا في القضاء من الدّيوان العزيز عشيّة الخميس ثامن عشري محرم المذكور. ثم أذن له في إنشاء قضيّة وسماع بيّنه

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم البلدان ٤ / ٤٤٩ وتحرف فيه تاريخ وفاته إلى ٥٢٧ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٧٣٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٢١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٢ ، والمشتبه ٣١٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٢٠٣.

٤٥٨

بإذن من الإمام المستضيء بأمر الله رضي‌الله‌عنه في صفر من السّنة المذكورة. فكان ذلك إلى أن ولي قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ثالث عشر ربيع الأول سنة سبعين وخمس مئة فعزله عن القضاء في ثاني عشري الشّهر المذكور.

وفي يوم الاثنين عاشر جمادى الآخرة من السنة أيضا ولي الحسبة بمدينة السّلام والقضاء بباب الأزج. ثم عزل عن القضاء بباب الأزج خاصة في سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، وبقي على الحسبة إلى أن عزل عنها في شوّال سنة أربع وثمانين وخمس مئة.

ورتّب صاحب خبر بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ في سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، وعزل عنه وأعيد إلى الحسبة يوم الخميس ثاني عشر شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.

ولما تولّى قاضي القضاة أبو الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشّهرزوري استنابه في الحكم عنه ، وأذن له في الإسجال عنه ، وذلك في أواخر شهر رمضان سنة خمس وتسعين ، وعزل عن ذلك لما انعزل ابن الشّهرزوري في ثاني عشري ذي الحجة سنة سبع وتسعين. وعزل عن الحسبة في أواخر شوال سنة أربع وست مئة.

وكانت له معرفة بصنعة القضاء ، وقوانين الحكم ، مع عفّة فيه ونزاهة.

تفقه على الشّيخ أبي طالب المبارك بن المبارك الكرخي صاحب أبي الحسن ابن الخل ، وسمع منه شيئا من الحديث ، ومن أبي الحسين عبد الحق بن يوسف ، وأبي السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن القزّاز وغيرهم. وكان يذكر أنّ له إجازة من ابن عمّ أبيه أبي عبد الله محمد بن عبيد الله بن سلامة. وكان عسرا في الرّواية يأبى التّسميع ويكره القراءة عليه.

سألته عن مولده ، فقال : ولدت في شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة. وتوفّي يوم الاثنين ثالث عشر رمضان سنة خمس عشرة وست مئة ،

٤٥٩

ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٥٢ ـ إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مكي بن يوسف البزّاز ، أبو إسحاق.

شاب كان من أهل السّوق الجديد ، سمع معنا من بعض شيوخنا ، وتفقه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه.

وتوفي قبل أوان الرّواية في رجب سنة ست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٥٣ ـ إبراهيم (١) بن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن الوكيل ، أبو إسحاق النّقّاش.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن نهر القلّائين في درب يعرف بدرب شمّاس.

كان له معرفة بالأدب ، ويترسّل ، ويقول الشّعر. كتبنا عنه شيئا من نظمه.

أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن النّقّاش على سطح داره بنهر القلّائين لنفسه :

وكم في هوى ليلى قتيل صبابة

ومجنونها المغرى بها العلم الفرد

وما كلّ من ذاق الهوى تاه صبوة

ولا كلّ من رام اللّقا حثّه الوجد

وللحبّ في البلوى شروط عزيزة

يقوم بها في حلبة الوله الأسد

وأنشدنا إبراهيم بن عبد الرحمن أيضا لنفسه :

يا خليليّ إذا عرّستما

طرّة الشّيح ، بذكري عرّضا

علّ من أمرض جسمي بعده

بتدانيه يزيل المرضا

ولئن أنكر قتلي جفنه

بعدما صيّر قلبي غرضا

__________________

(١) ترجمه ابن الشعار في قلائد الجمان ١ / الورقة ٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٦٠ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٤٤.

٤٦٠