ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

توفي أبو الرّضا ابن المكشوط في صفر سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٩٠٦ ـ أحمد (١) بن هبة الله بن العلاء بن منصور المخزوميّ ، أبو العباس بن أبي المعالي يعرف والده بالزّاهد ، وسيأتي ذكره إن شاء الله.

وأحمد هذا كان أديبا فاضلا ، له معرفة بالنّحو ، واللّغة ، والعربية ، وأشعار العرب ، وغير ذلك.

قرأ على أبي الفضل ابن الأشقر ، وعلى أبي محمد ابن الخشّاب ، ولازمه مدة. وسمع الحديث من أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، والقاضي أبي العباس ابن المندائي ، وأبي عبد الله محمد بن خمارتكين عتيق أبي زكريا التّبريزي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي العباس أحمد بن هبة الله بن العلاء من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن أحمد البندار قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصّريفينيّ ، قال : حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي ، قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : شهدت سلمة بن صالح يحدّث عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي ، عن عثمان بن عفّان ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ خيركم

__________________

وقال : إنما نرى الأعمش أخذه من ليث بن أبي سليم ـ ذكر ذلك ابن حجر في النكت الظراف ـ (ينظر تعليقنا على التحفة ٥ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩). قال بشار : وعلي ابن المديني أجل من عمرو الناقد.

(١) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ٣ / ١ / ٢٥٦ ، وياقوت في معجم الأدباء ٢ / ٥٢٨ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٣٠٥ ، والقفطي في إنباه الرواة ١ / ١٣٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٥٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٤ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢٢٣ ، والسيوطي في البغية ١ / ٢٩٥.

٤٢١

من تعلّم القرآن وعلّمه» (١).

أنشدني أبو العباس أحمد بن هبة الله الأديب لفظا ، قال : أنشدني الأمير أبو الفوارس سعد بن محمد التّميميّ لنفسه (٢) :

أجنّب أهل الأمر والنّهي زورتي

وأغشى أمرءا في بيته وهو عاطل

وإني لسمح بالسّلام لأشعث

وعند الهمام القيل بالرّدّ باخل

وما ذاك من كبر ولكن سجيّة

تعارض تيها عندهم وتساجل

توفي أحمد ابن الزّاهد يوم الاثنين ثالث عشر رجب سنة إحدى عشرة وست مئة ، وقد نيّف على الثمانين ، والله أعلم.

* * *

حرف لا في آباء من اسمه أحمد

٩٠٧ ـ أحمد بن لاحق ، أبو سعد الإسفرايينيّ.

قدم بغداد فيما ذكر أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني ، وحدّث بها عن أبي السّعادات محمد بن محمد الرّسوليّ البغداديّ ، وذكر أنّه قدم عليهم إسفرايين وسمع منه بها. قال أبو بكر : وسمعت منه ، والله أعلم.

* * *

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٦٩٤.

(٢) هو المشهور بالحيص بيص المتوفى سنة ٥٧٤ ، والأبيات في ديوانه ٢ / ٣٢٣ ، ومعجم الأدباء ٢ / ٥٢٨.

٤٢٢

حرف الياء في آباء من اسمه أحمد

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه يوسف

٩٠٨ ـ أحمد بن يوسف بن غنيمة ، أبو العباس.

من أهل الحربية.

سمع أبا العباس أحمد بن عليّ بن قريش المقرىء ، وروى عنه.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا عمر بن أبي الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن يوسف بن غنيمة الحربي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عليّ بن الحسن المقرىء قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي. وأخبرناه عاليا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن عليّ الصّوفي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال (١) : حدثنا عصام بن خالد وأبو اليمان ، قالا : حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزّهري ، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنّ أبا هريرة قال : لما توفّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان أبو بكر بعده ، وكفر من كفر من العرب ، قال عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل النّاس وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرت أن أقاتل النّاس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها عصم منّي ما له ودمه إلّا بحقّه وحسابه على الله ... وذكر الحديث بتمامه (٢).

__________________

(١) المسند ١ / ١٩.

(٢) أبو اليمان هو الحكم بن نافع ، وحديث الزهري هذا في الصحيحين : البخاري ٢ / ١٣١

٤٢٣

هكذا كان عند القرشيّ مختصر ومن خطّه نقلت.

٩٠٩ ـ أحمد (١) بن يعقوب بن عبد الله بن عبد الواحد ، أبو العباس.

من أهل الجانب الغربي ، من محلة المارستان ، ويسكن باب البصرة.

سمع أبا المعالي ابن اللّحّاس وغيره ، وروى عنه.

«آخر الجزء الثامن عشر من الأصل»

٩١٠ ـ أحمد (٢) بن يوسف بن محمد بن أحمد بن عليّ بن محمد بن يعقوب بن الحسين ابن المأمون ، أبو العباس الهاشميّ يعرف بابن الزّوال.

وقد تقدّم ذكر أخيه أبي تمّام محمد (٣) ، وجماعة من أهله.

كان أوّلا أحد الحجّاب بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وتولّى نقابة نقباء العبّاسيين والخطابة ، والنّظر في أمورهم عصر يوم الخميس سابع عشري ذي الحجة سنة ثمان وستين وخمس مئة ، وخلع عليه ، وكتب عهده بذلك ، وسلّم إليه ، فكان على ذلك إلى أن عزل يوم الجمعة يوم عيد الفطر من سنة خمس وسبعين وخمس مئة. وأعيد إلى ولايته يوم الاثنين ثاني ذي القعدة من السّنة المذكورة وهو اليوم الثاني من بيعة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافّة الأنام النّاصر لدين الله أبي العباس أحمد أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ـ فكان على ولايته إلى أن عزل في رابع عشر صفر من سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.

سمع شيئا من الحديث من أبي بكر محمد بن ذاكر الخرقي الأصبهانيّ لما

__________________

(١٣٩٩) ، و ٢ / ١٤٧ (١٤٥٦) ، و ٩ / ١١٩ (٦٩٢٤) و ٩ / ١١٥ (٨٢٨٤) و (٨٢٨٥) ، ومسلم ١ / ٣٨ (٢٠). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٦٠٧).

(١) هكذا وقعت هذه الترجمة في هذا الموضع في جميع النسخ ، فكأن المؤلف قد ألحقها بآخر الجزء الثامن عشر من الأصل ، وإلا فهي مقحمة في هذا الموضع.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٢٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٠٥ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢٨٤.

(٣) الترجمة (٦١٣).

٤٢٤

قدم بغداد حاجا في سنة تسع وستين وخمس مئة. وما أعلم أنه روى شيئا.

توفّي يوم الأربعاء تاسع عشري صفر سنة تسعين وخمس مئة ، ودفن بداره بالجانب الشّرقي ثم نقل بعد ذلك.

٩١١ ـ أحمد (١) بن يوسف بن محمد بن يوسف بن خشيش الدّقّاق ، أبو العباس.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وغيرهما. وحدّث عنهم.

سمع منه جماعة من أصحابنا ، وأجاز لنا وما لقيته.

توفّي في صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.

٩١٢ ـ أحمد (٢) بن يوسف بن عليّ بن يوسف بن الحسين بن أبي بكر ، أبو العباس ، يعرف بابن القرميسينيّ ، أخو أبي الفتح محمد الذي قدّمنا ذكره (٣).

كان أحمد حافظا للقرآن المجيد وقد سمع من جماعة ببغداد منهم : أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري العطّار ، وإبراهيم بن سليمان الورداسي ، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وغيرهم.

واشتغل بالتّجارة والأسفار ، وطاف ما بين الحجاز ، واليمن ، والشام ،

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٥٦ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٦ نقلا من هذا الكتاب ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٣٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٥.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٢٩ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٩٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٥ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢٨٤.

(٣) الترجمة (٦١٠).

٤٢٥

وديار مصر ، وخراسان وما وراء النّهر وقطعة من بلاد التّرك ، وغزنة ، والهند ، وجزائر البحر. وأقام بسرنديب مدة. وعاد إلى بغداد بعد ثلاثين سنة.

وكان قد سمع في أسفاره من جماعة في بلاد متفرّقه ، منهم : أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد القشيري بنيسابور ، ومن عبد الرّحمن بن محمد الكشميهني بمرو وغيرهما.

ولقيناه ببغداد بعد عوده ، وكان يحدّثنا بعجائب مما شاهد في أسفاره وما رأى في البلاد البحرية وبالهند. وحدّث بها عن جماعة. سمعنا منه ، وكان سماعه صحيحا مع أخيه وغيره.

قرأت على أبي العباس أحمد بن يوسف بن عليّ التّاجر من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الأسعد هبة الرّحمن بن أبي سعد بن أبي القاسم القشيري قراءة عليه وأنت تسمع بنيسابور في خانقاه أبي عليّ الدّقّاق يوم الاثنين ثامن عشر شعبان سنة خمس وأربعين وخمس مئة بقراءة أبي الخطّاب عمر بن محمد العليمي الدّمشقي ، والأصل أيضا بخطّه ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن عليّ المؤذّن ، قال : أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمد ابن الحسين السّلمي ، قال : حدثنا عليّ بن عمر الحافظ ، قال : حدثنا (أحمد ابن) (١) القاسم بن نصر أخو أبي اللّيث ، قال : حدثنا الحارث بن أسد المحاسبيّ العنزي ، قال : حدّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا شعبة ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن عطاء الكيخاراني ، عن أمّ الدّرداء ، عن أبي الدّرداء ، قال : قال رسول الله

__________________

(١) ما بين الحاصرتين سقط من النسخ كافة ولا يصح من غيره ، وهو ثابت في رواية الحديث في تاريخ الخطيب من طريقه في ترجمة الحارث بن أسد المحاسبي (٩ / ١٠٥ بتحقيقنا) ، وهو مترجم في تاريخ الخطيب ٥ / ٥٧٨ ، قال : «أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد ، أبو بكر المعروف بأخي أبي الليث الفرائضي» ، وذكر أنه توفي سنة ٣٢٠ ه‍ ، وقد اقتبس منه الذهبي في تاريخ الإسلام فذكره في وفيات سنة ٣٢٠ (٧ / ٣٦٦) وفي سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٦٦.

٤٢٦

صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفضل ما يوضع في الميزان حسن الخلق» (١).

سمعت أبا العباس أحمد بن يوسف التّاجر يقول : رأيت في المنام وأنا ببلاد الهند كأني قرأت في جزء شعرا فحفظت منه هذا البيت :

وسدّد إذا أولاك أمرا فإنّه

فإنّه إله بصير بالعباد نصير

سألت أحمد هذا عن مولده ، فقال : ولدت ببغداد في يوم عاشوراء من سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.

وتوفّي بالموصل في أواخر جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بها.

٩١٣ ـ أحمد (٢) بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أبو العباس بن أبي الغنائم بن أبي الحسن يعرف بابن صرما.

من أهل باب الأزج ، وقد تقدّم ذكر أخيه (٣).

سمع أحمد هذا من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، ومن أبي العبّاس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، ومن أبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، ومن أبي الفضل محمد بن ناصر ، ومن أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي العباس أحمد بن يوسف بن صرما ، قلت له : أخبركم القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي الشّافعي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون ، قال :

__________________

(١) حديث صحيح ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة رقم (٥١) من هذا الكتاب.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٨٥ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩١٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٦٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٩١ ، والعبر ٥ / ٨٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٦ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢٩١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٦٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٩٤.

(٣) الترجمة (٦١٢).

٤٢٧

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّارقطني ، قال : حدّثنا أبو محمد يحيى ابن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا محمد بن زنبور المكيّ ، قال : حدثنا الحارث ابن عمير ، عن حميد ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تصدّقوا فإنّ الصّدقة فكاككم من النّار» (١).

سألت أحمد بن صرما عن مولده في سنة ست وست مئة فقال : لي من العمر سبعون سنة ، فيكون مولده على هذا القول في سنة ست وثلاثين وخمس مئة ، والله أعلم.

توفي أحمد بن صرما في سادس عشر شعبان من سنة إحدى وعشرين وست مئة ، ودفن من الغد بباب حرب.

* * *

__________________

(١) إسناده ضعيف ، الحارث بن عمير هو أبو عمير البصري ، قال الحافظ ابن حجر : «وثقه الجمهور ، وفي أحاديثه مناكير ضعفه بسببها الأزدي وابن حبّان وغيرهما ، فلعله تغيّر حفظه في الآخر». وتعقبناه في تحرير التقريب (١ / ٢٣٨) فقلنا : «لكن قال ابن خزيمة أيضا : الحارث بن عمير كذاب. وقال الحاكم : روى عن حميد الطويل وجعفر بن محمد أحاديث موضوعة. وقال ابن حبان : «كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات» ، وساق له جملة منها. وقال الذهبي في الميزان : وثقة ابن معين من طريق إسحاق الكوسج عنه وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي ، وما أراه إلا بيّن الضعف. وقال في المغني : أتعجب كيف خرّج له النسائي».

أخرجه الطبراني في الأوسط (٨٠٥٦) ، وقال بعد أن ذكر له حديثا آخر عن حميد عن أنس مرفوعا في جزاء الرباط : «لم يرو هذين الحديثين عن حميد إلا الحارث بن عمير ، تفرد بهما محمد بن زنبور». ومع ذلك فقد قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣ / ٢٠٩) بعد أن ساقه : «رجاله ثقات»!

٤٢٨

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه يحيى

٩١٤ ـ أحمد بن يحيى بن الحسين ، أبو البركات المعروف بالمصباح السّقلاطونيّ.

حدّث عن أبي نصر الزّينبي في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة.

سمع منه أبو محمد ابن الخشّاب ، وقال : كان شيخا صالحا ، سأله عن مولده ، فقال : في سنة ستين وأربع مئة.

٩١٥ ـ أحمد (١) بن يحيى بن عبد الباقي بن عبد الواحد الزّهريّ ، أبو الفضائل يعرف بابن شقران.

وقد تقدّم ذكر نسبه عند ذكر ابن أخيه أبي تمّام محمد (٢) بن أحمد إلى عبد الرّحمن بن عوف الزّهري صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

كان فقيها شافعيا ، أحد المعيدين بالمدرسة النّظامية ، وواعظا صوفيا انقطع في آخر عمره برباط بهروز.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وأبا الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب وغيرهما. وروى وحدّث.

سمع منه إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والقاضي عمر بن عليّ القرشي. وروى لنا عنه أبو العباس أحمد ابن منصور الكازروني وغيره.

قرأت على أبي العبّاس أحمد بن منصور بن أحمد القاضي : أخبركم أبو

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٤٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٦ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢٤٦ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٦ / ٦٨.

(٢) الترجمة ٥١.

٤٢٩

الفضائل أحمد بن يحيى بن عبد الباقي الزّهري بقراءتك عليه ببغداد بالمدرسة النّظامية ، قلت له : أخبركم أبو الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد القزويني ، قال : أخبرنا عمر بن محمد الزّيّات ، قال : حدّثنا محمد بن هارون بن حميد ، قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا الفضل بن موسى السّينانيّ ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب القرظي وزيد بن أسلم ، عن جابر بن عبد الله أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إنّ نوحا أوصى ابنه فقال : أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين ؛ أوصيك بقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير ، فإنّ السّماوات والأرض لو جعلتا في كفّة لرجحت بها ، ولو جعلت في حلقة لفصمتها (١). وأوصيك بقول سبحان الله وبحمده فإنّ بها ترزق الخلق وهي صلاة الخلق. وأنهاك عن الشّرك فإنه لا يغفر أن يشرك به ، وأنهاك عن الكبر فإنّه لن يدخل الجنّة من في قلبه مثقال حبّة من خردل من كبر. فقال معاذ بن جبل : يا رسول الله أمن الكبر أن يصنع أحدنا الطّعام فيجتمع عليه إخوانه ويلبس الرّجل الثّوب أو يركب الدّابة؟ فقال : لا ، إنما الكبر من سفه الحقّ وغمص (٢) النّاس (٣).

قال شيخنا أحمد بن منصور : كان أبو الفضائل بن شقران متبحّرا في فنون

__________________

(١) هكذا في النسخ وتروى بالقاف أيضا : لقصمتها ، أي : قطعتها وكسرتها. أما الفصم ـ بالفاء ـ فهو الكسر من غير إبانة ، والقصم : كسر الشيء وإبانته ، قاله ابن الأثير في «النهاية».

(٢) سفه الحق : هو أن يرى الحق سفها باطلا ، فلا يقبله ، وهو الاستخفاف به. وغمص الناس : احتقارهم وألا يراهم شيئا.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف موسى بن عبيدة ، وهو الربذي أبو عبد العزيز المدني. وهذا الحديث معروف من حديث زيد بن أسلم ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وهو حديث صحيح من ذلك الوجه.

وحديث عبد الله بن عمرو أخرجه أحمد ٢ / ١٧٠ و ٢٢٥ ، والبخاري في الأدب المفرد (٥٤٨) ، ونقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ١١٩ من المسند وصحح إسناده.

٤٣٠

العلم ، من كبار المناظرين والمحقّقين ، يرجع إلى دين متين وعبادة. وكان يعظ في شبابه ثم تركه.

أنبأنا عمر بن عليّ القرشي ، قال : توفّي أبو الفضائل بن شقران ليلة السّبت رابع محرّم سنة إحدى وستين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة درب الخبّازين بالجانب الشّرقي.

٩١٦ ـ أحمد (١) بن يحيى بن عبد الباقي ، أبو المظفّر بن أبي القاسم الزّهريّ ، أخو أبي الفضائل الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقّال وغيره.

سمع منه القاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي.

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : أخبرنا أبو المظفّر أحمد بن يحيى بن عبد الباقي الزّهري بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم المقرىء ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن بكير ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ماسي ، قال : حدّثنا محمد بن عبدوس السّرّاج ، قال : حدّثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شريك ، عن سماك ، عن ثعلبة بن الحكم ، وقد شهدها ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم خيبر ينهى عن المتعة (٣).

٩١٧ ـ أحمد بن يحيى بن أبي نصر ، أبو منصور البوّاب ، يعرف بابن بونا.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٤٣ بعد ترجمة أخيه أبي الفضائل وذكر أنه لا يعرف تاريخ وفاته ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢٤٦.

(٢) الترجمة (٩١٥).

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف شريك ، وهو ابن عبد الله النخعي ، عند التفرد ، وقد تفرد به ، قال الهيثمي : «رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله رجال الصحيح ، خلا شريك وهو ثقة» (مجمع الزوائد ٤ / ٣٤٦) على أن متن الحديث صحيح من حديث علي رضي‌الله‌عنه.

٤٣١

من أهل باب الأزج.

سمع أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد العاقوليّ وغيره ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

ذكر أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي أنّه توفي في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وأنّه دفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٩١٨ ـ أحمد (١) بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله ، أبو المعالي ابن أبي المعمّر بن أبي المعالي.

من بيت مذكور بالرّواية والعدالة ، وسيأتي ذكر أبيه وعمّه يونس وابن عمّه عبيد الله وأخويه زيد وعبد المنعم ابني يحيى إن شاء الله.

سمع أبو المعالى الكثير ، وكتب بخطّه الكتب الكبار «كالطبقات الكبيرة» لمحمد بن سعد كاتب الواقدي ، و «مسند أبي عبد الله أحمد بن حنبل» و «صحيح» البخاري ومسلم ، وكتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصبهاني وغير ذلك من الكتب والأجزاء.

وروى عن أبي الفضل محمد بن ناصر ، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبي القاسم نصر بن نصر العكبريّ ، وأبي عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرّطبي ، والنّقيب أبي جعفر أحمد بن محمد العبّاسي المكي ، وأبي منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، والشّريف أبي المظفّر محمد بن أحمد ابن التّريكي ، وأبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبي محمد محمد بن أحمد ابن المادح ، وخلق من طبقتهم وبعدهم. وكان ثقة ، صحيح

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٨٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٧١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢١٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٩٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٦ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢٣٢.

٤٣٢

السّماع ، ما أعلم من حاله إلا خيرا. سمعنا منه الكثير ، وكتبنا عنه.

قرأت على أبي المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن السّري الزّاغوني قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا الشّريف أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن عليّ بن زنبور الورّاق ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السّجستاني ، قال : حدثنا أبو موسى عيسى بن حمّاد زغبة التجيبي ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله الأوديّ ، عن ابن مسعود ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ألا أخبركم بمن يحرم على النّار»؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : «كلّ ليّن هيّن قريب سهل» (١).

عدنا أبا المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله في مرض كان أصابه فلما أردنا الانصراف أنشدنا :

وكنت من الشّفاء على قنوط

فكان لقاؤه سبب الشّفاء

سألت أبا المعالي هذا عن مولده غير مرّة فلم يخبرني به ، وقال : ما أحفظه وأظنّه كان يكتمه.

وتوفّي يوم الخميس بكرة رابع عشر شعبان من سنة ثلاث وست مئة وصلّي عليه يوم الجمعة خامس عشر بجامع القصر الشّريف ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب عند أبيه.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لجهالة عبد الله بن عمرو الأودي ، على أن الترمذي حسّنه واستغربه.

أخرجه أحمد ١ / ٤١٥ ، والترمذي (٢٤٨٨) ، وأبو يعلى (٥٠٥٣) ، وابن حبان (٤٦٩) و (٤٧٠) ، والطبراني في الكبير (١٠٥٦٢) ، والبغوي في شرح السنة (٣٥٠٥) ، والمزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٣٧٣.

٤٣٣

٩١٩ ـ أحمد (١) بن يحيى بن بركة بن محفوظ ، أبو العباس يعرف بابن الدّبيقيّ.

ولد بمحلة التّوثة المجاورة لمقبرة الشّونيزيّ ، وانتقل إلى باب البصرة ، وسكنها إلى حين وفاته.

وسمع الكثير بإفادة خاله يحيى بن كنيدا ، ثم بنفسه. وصحب أبا بكر أحمد ابن عبد الرّحمن الفارسي شيخ رباط الزّوزني مدة ، وكان وكيله في نفقة الرّباط المذكور والمتولّي لجباية وقفه.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، وأبا منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق القزّاز ، وأبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل المغربي ، والشّريف أبا السّعادات هبة الله بن عليّ ابن الشّجريّ ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وأبا بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر ، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وغيرهم.

وأفسد أكثر سماعاته بإدخاله فيها ما لم يكن سمعه ، وألحق اسمه في مواضع لم يكن اسمه فيها ، وحدّث عن قوم لم يكن سمع منهم ، فوضع من نفسه ، وظهر كذبه في أشياء. ولقد كان له في الصّحيح من سماعه غنية عمّا ادّعاه فإن سماعه في أشياء محقّق محتجّ بخطوط الثّقات كأبي البقاء بن طبرزد ، وعبد المغيث بن زهير ، وأزهر السّبّاك وغيرهم. وإنما المتروك ما كان بخطّه

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «الدبيقية» من معجم البلدان ٢ / ٤٣٨ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ، في «بركة» أولا ١ / ٤٤٨ ، ثم في «الدبيقي» ٢ / ٦٠٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣٢ ، والعبر ٥ / ٤٠ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٦٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٧ ، وابن حجر في اللسان ١ / ٣٢٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢١٤ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٤٩.

٤٣٤

ونقله ـ عفا الله عنّا وعنه وسامحنا وإياه ـ سمعنا منه على ما فيه.

قرأت على أبي العبّاس أحمد بن يحيى ابن الدّبيقي من سماعه الصّحيح ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري بقراءة أبي جعفر أزهر بن عبد الوهّاب السّبّاك عليه وأنت تسمع في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وخمس مئة ، ومن خطّ أزهر نقل ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ إملاء ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، يعني الطّبراني ، قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، قال : حدثنا حسّان بن غالب ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن عقيل ، عن الزّهري ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأنصار أحبائي وفي الدين إخواني وعلى الأعداء أعواني» (١).

سألت أحمد ابن الدّبيقي عن مولده فقال : في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، وسأله غيري ، فقال : في شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة.

وتوفي ليلة السّبت عاشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن يوم السبت بمقبرة الشّونيزي.

* * *

__________________

(١) إسناده تالف ، ولعله موضوع ، وآفته حسان بن غالب ، قال ابن حبان في المجروحين ١ / ٢٧١ : «شيخ من أهل مصر يقلب الأخبار ويروي عن الأثبات الملزقات لا يحل الاحتجاج به بحال ، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار». وقال الحاكم في المدخل (٤٦) : له عن مالك أحاديث موضوعة. وقد عد الذهبي في الميزان (١ / ٤٧٩) هذا الحديث من مصائبه ، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية ١ / ٢٨٥.

٤٣٥

الكنى في آباء من اسمه أحمد

٩٢٠ ـ أحمد (١) بن أبي أحمد ، يعرف بابن العوّادة ، أبو العبّاس.

أحد شيوخ الصّوفية ، وممن يوصف بالصّلاح. كان له رباط بباب الأزج قريبا من دجلة ينقطع فيه.

ذكره أبو بكر المبارك بن كامل في «معجم شيوخه» وقال : أنشدني :

إن كان قصدك يا سعاد

قتلي فقد حصل المراد

لا تنكري قتلي فلل

هجران أسياف حداد

وتيقّني حقّا سعا

د أن سيجمعنا المعاد

قال عليّ ابن الطراح ، ومن خطّه نقلت : توفي أحمد ابن العوّادة يوم السّبت عاشر ربيع الأوّل سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.

٩٢١ ـ أحمد بن أبي العز ، أبو بكر ، يعرف بابن الدّيك.

من أهل باب البصرة ، والد أبي الفتح المبارك الذي يأتي ذكره إن شاء الله.

سمع أبا السّعود أحمد بن عليّ ابن المجلي ، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد ابن الطّبر الحريري ، وغيرهما.

قال محمد بن المبارك بن مشّق : توفّي ليلة الجمعة سابع عشر شهر رمضان سنة سبع وستين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٩٢٢ ـ أحمد (٢) بن أبي الفضل بن سالم بن أحمد ، أبو العباس المقرىء ، يعرف بالشّحميّ.

سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وغيره.

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ٦ / ٢٣٠.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٤١ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٥٠٩.

٤٣٦

وحدّث ، وروى ؛ سمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشّريف أبو الحسن الزّيدي ، والقاضي عمر القرشيّ ، وأبو الخير صبيح بن عبد الله الحبشي ، وأبو بكر عبد الله بن أحمد الخبّاز ، وروى لنا عنه ، وذكر أنّه توفي في حادي عشر محرّم سنة ثمان وستين وخمس مئة.

وقال غيره : يوم الجمعة ثاني عشر محرم سنة تسع وستين ، والله أعلم بالصّواب (١).

٩٢٣ ـ أحمد (٢) بن أبي الفضل بن عليّ ، أبو العباس المقرىء الضّرير الفرطسيّ.

منسوب إلى فرطس قرية من سواد بغداد.

سمع أبا الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا الفضل محمد بن ناصر ، وغيره.

سمع منه أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقيّ. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.

قرأت على عبد العزيز بن أبي نصر : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي الفضل الفرطسي وغيره ، قالوا : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عليّ بن عبد الرحمن العلوي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الرّحمن البكّائي ، قال : حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين الوادعي ، قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا سفيان الثّوري ، عن عبد الله ابن المؤمّل ، عن محمد بن عبّاد ، عن محمد بن قيس بن مخرمة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من مات في أحد الحرمين بعثه الله يوم القيامة آمنا» (٣).

__________________

(١) ذكر ابن الجوزي والعيني وفاته سنة ٥٦٨.

(٢) ترجمه ياقوت في «فرطس» من معجم البلدان ٤ / ٢٥١ نقلا من هذا الكتاب وإن لم يصرّح به.

(٣) إسناده ضعيف لإرساله ، فإن محمد بن قيس بن مخرمة لم يسمع شيئا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقال له

٤٣٧

٩٢٤ ـ أحمد بن أبي بكر بن عيسى المزيّن ، أبو العباس.

من أهل محلة باب الطّاق ومشهد أبي حنيفة رحمه‌الله. هو ابن عمّ شيخنا عبد الخالق بن المبارك بن عيسى الذي يأتي ذكره.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وغيره وروى قليلا. سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشيّ وذكره في «معجم شيوخه» ، وأبو العباس أحمد ابن سلمان الحربي المعروف بالسّكّر.

وبلغني أنه تغيّر ذهنه فترك النّاس منه السماع ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٩٢٥ ـ أحمد (١) بن أبي الوفاء بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن محمد ، أبو الفتح البغداديّ.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وسافر إلى الشام ، وسكن حلب وحدّث بها.

سمع منه الحافظ أبو يعقوب يوسف بن أحمد البغدادي ، وأبو المحاسن عمر بن عليّ القاضي هناك.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن إبراهيم إذنا وقد سمعت منه ، قال : أخبرنا أبو الفتح أحمد بن أبي الوفاء البغدادي بحلب ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ببغداد. وقرأته على القاضي أبي طالب محمد بن علي بن أحمد المحتسب بواسط ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان

__________________

رؤية. وأخرجه الطبراني في الكبير بإسناد ضعيف جدا من حديث سلمان ، وفي الصغير والأوسط بإسناد ضعيف من حديث جابر وإن حسّن الهيثمي إسناده (مجمع الزوائد ٣ / ٤٢).

(١) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٧٥ من تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤٨ ، ثم أعاده مختصرا في وفيات سنة ٥٧٦ لأن ابن النجار ورّخه فيها ١٢ / ٥٧٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٨ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤٩.

٤٣٨

قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد في شوّال سنة أربع وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا أبو يزيد خالد بن حيّان ، عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير ، كلاهما عن أبي رجاء ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من بلغه عن الله شيء فيه فضيلة فأخذه إيمانا ورجاء ثوابه أعطاه الله عزوجل ذلك وإن لم يكن كذلك» (١).

٩٢٦ ـ أحمد (٢) بن أبي غالب بن سيحون (٣) الأبروديّ (٤) ، أبو العباس المقرىء الضّرير يعرف بالحبابينيّ ، منسوب إلى قرية تعرف بالحبابين بدجيل (٥).

__________________

(١) حديث ضعيف تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة (٧١٧).

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٨٧ وسماه : «أحمد بن عيسى بن أبي غالب» ، وتابعه العيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٦١٧ ، وترجمه ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٩٨ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٢٧٦ ونكت الهميان ١١٤ وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤٦.

(٣) في معجم البلدان : «سمجون» ، وفي مصادر ترجمته الأخرى : «شيخون» ، وهو تصحيف ، وهو مجود الضبط بالسين والحاء المهملتين في النسخ ، ولعل هذا التصحيف بسبب شيوع «شيخون» عند المصريين ، فظنوه كذلك حين طبعوا هذه الكتب!

(٤) لم أقف على هذه النسبة.

(٥) ذكرها ياقوت في حرف الجيم من معجم البلدان ٢ / ٩٨ ونسب إليها أحمد بن أبي غالب هذا ، ووقع في ترجمته عدة تصحيفات وتحريفات. وقد وجدت ناسخ نسخة المنذري قد أتقن إهمال الحاء فكتب تحتها حاء مهملة صغيرة ، وهي العلامة التي يستعملها أهل ذلك العصر لبيان الإهمال. وهكذا وردت أيضا في المطبوع من الذيل لابن رجب. ولعل ياقوت الحموي قرأها بالجيم حال النقل من هذا الكتاب أو تاريخ ابن النجار. والذي يؤيد ما ذهبت إليه من كونها بالحاء المهملة وجود قرية إلى اليوم من قرى دجيل يقال لها «الحباب» معروفة ، فلا أشك أنها هي ، والله أعلم بالصواب.

٤٣٩

قرأ القرآن الكريم على الشّيخ أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط ، وسمع منه ، ومن أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري وغيرهما. وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله على أحمد ابن بكروس وخلفه بعد وفاته في مسجده بدرب القيّار.

وتوفي شابا في يوم الجمعة عاشر رجب من سنة أربع وسبعين وخمس مئة وصلّي عليه يوم الجمعة بجامع القصر الشريف ، ودفن بباب حرب عن ست وأربعين سنة فيما قال عبيد الله بن عليّ المارستاني.

٩٢٧ ـ أحمد بن أبي سعد بن أحمد ، أبو بكر الإسفرايينيّ الأصل النّيسابوريّ ، يعرف بابن شاهبور صاحب «التفسير».

سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل الفراويّ ، وأبا محمد عبد الجبار بن محمد الخواريّ ، وأبا نصر محمد بن عبد الله الأرغيانيّ ، وغيرهم.

ذكر أبو الفضل إلياس بن جامع الإربليّ ، ومن خطّه نقلت ، أنّه قدم بغداد حاجا في ذي القعدة من سنة أربع وسبعين وخمس مئة وروى بها ، وأنه لقيه واستجازه.

٩٢٨ ـ أحمد بن أبي سعد بن أحمد ، أبو بكر يعرف بابن الغرّاف ، وأحمد هذا يلقّب شيخ الزّمان.

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه فيما قال أبو عبد الله محمد بن عثمان العكبري الواعظ ، فإنّه ذكره في «معجم شيوخه» وروى عنه حديثا وقال : كان له حال ومقال حسن.

ورأيت لشيخ الزّمان ذكرا في شيء من رسائل أبي الفرج بن جيّا ورسائل قوام الدين أبي طالب بن زبادة يدل على أنّه قد كان فيه دعابة ، عفا الله عنا وعنه.

٤٤٠