ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

ولد أبو شجاع ابن السّدنك في سنة خمس وتسعين وأربع مئة.

وأنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشيّ ومحمد بن المبارك بن مشّق ، قالا : توفي أبو شجاع ابن السّدنك في ثامن ذي القعدة من سنة سبعين وخمس مئة ، زاد ابن مشّق : يوم السبت بكرة ، ودفن في يومه بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

الأسماء المفردة في حرف الميم في آباء من اسمه أحمد

٨٨٢ ـ أحمد (١) بن محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذانيّ ، أبو الفرج ابن أبي الخطّاب.

أخو أبي جعفر محمد الذي قدّمنا ذكره (٢) ، وأبو الفرج هذا كان الأكبر.

وهو أحد الشهود المعدّلين ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي في «تاريخ الحكّام» الذي جمعه ، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته ،

__________________

واحد إن شاء الله.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ٤٣٦ و ١٤ / ٩٥ ، وأحمد ٣ / ١٤٠ ، والدارمي (٥١) ، ومسلم ١ / ١٣٠ (١٩٦) ، وابن أبي عاصم في السنة (٧٩٦) ، وأبو يعلى (٣٩٥٩) و (٣٩٦٨) و (٣٩٧٣) ، وابن خزيمة في التوحيد ٢ / ٦١٨ ، والآجري في الشريعة ص ٤٦١ ، وأبو عوانة ١ / ١٥٨ ، وابن مندة في الإيمان (٨٨٦) و (٨٨٧) و (٨٨٩) و (٨٩٠) من طرق عن المختار بن فلفل ، والروايات مطولة ومختصرة.

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ٧ / ٣٠٦ ، وله ذكر في آخر ترجمة أخيه محمد من ذيل طبقات الحنابلة ١ / ١٩٢.

(٢) الترجمة (٥٤٢).

٤٠١

قال : وأبو الفرج أحمد بن محفوظ بن أحمد الكلوذاني يوم الخميس خامس عشر شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي أبو طاهر محمد ابن أحمد ابن الكرخي والشّيخ أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرّزّاز.

قلت : وقد سمع أبو الفرج هذا شيئا من أبيه وغيره ، وما أظنّه روى شيئا.

وتوفي يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ، ودفن عند أبيه بباب حرب. وكان شابا ، والله أعلم.

٨٨٣ ـ أحمد (١) بن ما شاء الله بن إسماعيل ، أبو نصر السّدريّ.

سمع أبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، وأبا عبد الله الحسين بن عليّ ابن البسري ، وحدث عنهما.

سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

وذكره الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في «تاريخه» فقال (٢) : كان من أهل القرآن وكان سماعه صحيحا.

توفي في ليلة الجمعة ثالث صفر سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٨٨٤ ـ أحمد (٣) بن مهلهل بن عبيد الله ، أبو العباس البردانيّ (٤) المقرىء.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٨٠٣ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٣٠٢.

(٢) لم أقف عليه في المطبوع من المنتظم ، فلعل ترجمته سقطت منه ، والطبعة رديئة.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨١ ، والمشتبه ٦١ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٢٣٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤٢٧.

(٤) لم يذكر السمعاني هذه النسبة في الأنساب ولا استدركها عليه ابن الأثير في اللباب ، وهي بفتح الباء الموحدة وسكون الراء ، ذكر الذهبي أنها نسبة إلى «بردانية» قرية من بلاد إسكاف ، أظنه نقل ذلك من تاريخ ابن النجار ، وذكرها ابن رجب عن ابن النجار بلفظ «برد» ، ولم يذكر ياقوت اللفظين في «معجم البلدان».

٤٠٢

أحد الزّهاد العبّاد ، وكان ضريرا.

تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله على أبي الخطاب الكلوذاني ثم على أبي بكر الدّينوري.

وسمع من أبي العلاء صاعد بن سيّار الهروي ، ومن أبي طالب عبد القادر ابن محمد بن يوسف وغيرهما. وانزوى في مسجد يعرف بمسجد معالي الصّالح على دجلة قريب من محلة أبي حنيفة رحمه‌الله ، واشتغل بالعبادة. وحدّث بيسير ؛ سمع منه القاضي عمر القرشي.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن مهلهل البردانيّ ، قال : أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن عليّ ابن المهتدي ، قال : حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن حمّاد ، قال : حدثنا داود بن عبد الرّحمن ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشيّ ، إن كان من أهل الجنّة فمن أهل الجنّة ، وإن كان من أهل النّار فمن أهل النّار ، حتى يبعثه الله عزوجل يوم القيامة فيقال هذا مقعدك» (١).

__________________

(١) إسناده صحيح ، رجاله ثقات. وهذا طريق لم أقف عليه في غير هذا الكتاب ، أعني من طريق موسى بن عقبة عن نافع. وقد رواه الجم الغفير من أصحاب نافع عنه منهم :

مالك بن أنس في الموطأ (٦٤١ برواية الليثي) ومن طريقه البخاري ٢ / ١٢٤ (١٣٧٩) ، ومسلم ٨ / ١٦٠ (٢٨٦٦) (٦٥) وغيرهما.

وأيوب بن أبي تميمة السختياني عند البخاري ٨ / ١٣٤ (٦٥١٥) ، وغيره.

والليث بن سعد عند البخاري أيضا ٤ / ١٤٢ (٣٢٤٠) ، وغيره.

وعبيد الله بن عمر العمري عند ابن أبي شيبة ١٣ / ٢٣٧ ، وأحمد ٢ / ١٦ ـ ١٧ ، وهناد في الزهد (٣٦٤) ، وابن ماجة (٤٢٧٠) ، والترمذي (١٠٧٢) ، والنسائي في

٤٠٣

قال القرشي : توفّي أحمد بن مهلهل يوم الخميس مستهل جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وخمس مئة ، ودفن من الغد بباب حرب.

٨٨٥ ـ أحمد (١) بن المحسّن بن جعفر السّلماسيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الفتوح.

كان أحد الحجّاب بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وتولّى حجابة الحجّاب في أيام الإمام المقتفي لأمر الله رضي‌الله‌عنه ، وعزل قبل موته.

وكان قد سمع من الوزير أبي القاسم عليّ بن طراد الزّينبي مجالس مما قرىء عليه بالدّيوان العزيز ، وما أعلم أنّه روى شيئا.

ذكر صدقة بن الحسين أنّه توفي في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٨٨٦ ـ أحمد (٢) بن المقرّب بن الحسين بن الحسن الفقيه ، أبو بكر بن أبي منصور.

من أهل الكرخ ، سكن الجانب الشّرقي.

__________________

الكبرى (٢١٩٨).

وفضيل بن غزوان عند أحمد ٢ / ٥٩ ، وهناد بن السري في الزهد حيث قرن به موسى ابن عبيدة الربذي (٣٦٥).

وجويرية بن أسماء الضبعي عند الطيالسي (١٨٣٢) ، وأبي يعلى (٥٨٣٠).

وعبد الله بن دينار عند الخطيب في تاريخه ٨ / ٥٨٣ بتحقيقنا.

ويحيى بن سعيد الأنصاري عند الطبراني في معجمه الصغير (٩٣٠).

(١) ترجمة الصفدي في الوافي ٧ / ٣٠٤ نقلا من تاريخ ابن النجار.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٢٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٩ ، والعبر ٤ / ١٨٠ ، والصفدي في الوافي ٨ / ١٨٦ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٤٠٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٧٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٠٨.

٤٠٤

سمع النّقيب طرادا الزّينبي ، وأبا الخطّاب بن البطر ، وأبا طاهر بن سوار ، وأبا الحسين ابن الطّيوري ، وغيرهم ، وحدّث بالكثير.

سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني ، وذكره في كتابه ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخّرت عن وفاته. حدّثنا عنه جماعة.

قرأت على أبي الفرج عبد الرّحمن بن عليّ ابن الجوزي ، قلت له : قرأت على أبي بكر أحمد بن المقرّب ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن شاهين ، قال : حدّثنا أبو بحر محمد بن الحسن البربهاري ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال : قرأ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة النّجم فسجد فما بقي أحد إلا سجد إلا رجلا رأيته رفع كفّا من حصى فسجد عليه ، وقال : هذا يجزيني. فرأيته بعد قتل كافرا (١).

توفّي أبو بكر ابن المقرّب في ليلة الاثنين خامس عشري ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، ودفن يوم الاثنين.

٨٨٧ ـ أحمد (٢) بن مواهب بن الحسن بن عبد الله بن الحكم ، أبو عبد الرّحمن ، يعرف بغلام ابن العلبيّ.

وابن العلبي هذا كان زاهدا عابدا موصوفا بالصّلاح والدّيانة والعبادة.

وأحمد هذا شيخ صالح ؛ سمع من أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وغيره. سمع منه ابنه عبد الرّحمن ، وأبو بكر محمد بن أحمد السّيّدي ،

__________________

(١) حديث أبي إسحاق ـ وهو عمرو بن عبد الله السبيعي ـ عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود في الصحيحين : البخاري ٢ / ٥٠ (١٠٦٧) و (١٠٧٠) و ٥ / ٥٧ (٣٨٥٣) و ٥ / ٩٦ (٣٩٧٢) و ٦ / ١٧٧ (٤٨٦٣) ، ومسلم ٢ / ٨٨ حديث رقم (٥٧٦).

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٠.

٤٠٥

وأبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرّهاوي وغيرهم.

وكان في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وخمس مئة حيّا ؛ لأن هؤلاء سمعوا منه في هذا التاريخ ، رحمه‌الله وإيانا.

٨٨٨ ـ أحمد (١) بن المفرّج بن درع بن الحسن بن حصن التّغلبيّ ، أبو العباس ، وقيل : أبو عبد الرّحمن.

من أهل تكريت.

شيخ صالح ، سمع أبا شاكر محمد بن سعد بن خلف الفقير. وحدث عنه.

قدم بغداد غير مرّة وأقام برباط الزّوزني بالجانب الغربي ، وأظنّه حدّث بها. ورأيت إجازته بها لجماعة في سنة ثمانين وخمس مئة.

سمع منه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدّمشقي بتكريت ، وقال : كان مولده في سنة ثمان وثمانين وأربع مئة.

قلت : وتوفي في ليلة الجمعة يوم عيد الفطر سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة بتكريت.

٨٨٩ ـ أحمد (٢) بن المؤمّل بن الحسن بن سعيد العدوانيّ ، أبو محمد الشّاعر.

كان يسكن درب فراشا ، ويقول الشّعر ويمدح به.

سمع شيئا من الحديث من أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وأبي محمد عبد الله بن عليّ المقرىء سبط الشّيخ أبي منصور الخيّاط ، وأبي بكر المبارك بن كامل.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٥٨.

(٢) ترجمه ابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٣٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢١ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢٠٦.

٤٠٦

ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الخبّاز أنّه سمع منه.

قلت : ولم يكن محمود الطّريقة ، أخرج عن بغداد قبل وفاته ، بسنين ، وألزم المقام بواسط ، فكان بها إلى أن توفّي في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.

٨٩٠ ـ أحمد بن محاسن بن أحمد بن سلمان بن أبي شريك ، أبو العباس.

من أهل الحربية ، هو ابن عمّ أحمد بن سلمان المعروف بالسّكّر.

سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد وغيره. سمع منه جماعة من أصحابنا وما لقيته وقد أجاز لنا.

٨٩١ ـ أحمد (١) بن مبشّر بن زيد بن عليّ المقرىء ، أبو العباس الواسطيّ.

من أهل خسرسابور أحد قرى السّواد. كان صاحبا لصدقه بن الحسين الواسطي ، قدم معه بغداد واستوطنها إلى أن توفّي بها.

سمع بالبصرة أبا إسحاق إبراهيم بن عطيّة المقرىء ، وأبا الحسن بن المعين الصّوفي. وبواسط من أبي الفرج ابن السّوادي ، وأبي الحسن عليّ بن المبارك الشّاهد ، وعبد الرّحمن ابن الدّجاجي المقرىء. وببغداد من أبي الوقت السّجزي ، والنّقيب أبي جعفر المكيّ ، والشّريف أبي المظفّر ابن التّريكي ، وأبي القاسم بن قفرجل ، وأبي الفتح بن البطّي. وبالكوفة من أبي الحسن بن غبرة الحارثيّ ، وغيرهم. وحدّث عنهم ؛ سمعنا منه.

قرأت على أبي العبّاس أحمد بن مبشّر ببغداد من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو إسحاق إبراهيم بن عطيّة بن عليّ المقرىء إمام جامع البصرة قراءة

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٤٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٠٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢١.

٤٠٧

عليه وأنت تسمع بالبصرة في يوم الجمعة مستهلّ شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ البانياسي قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد في سنة إحدى وثمانين وأربع مئة ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت القرشيّ ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي إملاء ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي ، قال : حدثنا الفضل بن موسى ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ، ولن تؤمنوا حتى تحابّوا ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السّلام بينكم» (١).

أنشدنا أبو العباس أحمد بن مبشّر لفظا ، قال : أنشدنا أبو إسحاق المقرىء بجامع البصرة ، قال : أنشدنا القاضي أبو شجاع أحمد بن الحسن قاضي البصرة ، قال : أنشدنا أبو موسى الأندلسي :

محبّ حوى قلبا من الوجد خافقا

ولم يك بالشّوق المبرّح ناطقا

بلى كان يجري دمعه فوق خدّه

إذا دمعه من مقلتيه تسابقا

فلمّا رأى أنّ المنايا ترومه

وعاين إطراق المنايا الطوارقا

تولّى ونادى آه من لوعة الهوى

ومات وما يدري لمن كان عاشقا

سألت أحمد بن مبشّر عن مولده ، فقال : في سنة خمس وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ببغداد عشية الأحد سابع جمادى الآخرة من سنة تسع وست مئة ودفن يوم الاثنين بالمقبرة المعروفة بالعطّافيّة.

٨٩٢ ـ أحمد (٢) بن مطيع بن أحمد بن مطيع ، أبو العباس.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة رقم ٥٠٧.

(٢) توفي في المحرم سنة ٦٢١ ، وفيها ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٦٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٦٢.

٤٠٨

من أهل باجسرا ، أحد قرى سواد بغداد (١).

دخل بغداد ، وأقام بها ، وصحب الشّيخ أبا محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، وقرأ عليه كتابه المعروف «بالغنية» وروى عنه.

* * *

حرف النّون في آباء من اسمه أحمد

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه نصر

٨٩٣ ـ أحمد (٢) بن نصر بن الحسين الأنباريّ الأصل ، أبو العباس الموصليّ ، يعرف بالدّنبليّ (٣).

فقيه شافعي ، قدم بغداد واستنابه قاضي القضاة أبو الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشّهرزوري في القضاء والحكم بحريم دار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعزّ ـ وما يليه وقبل شهادته وأذن للشّهود كلّهم بالشّهادة عنده وعليه فيما يسجّله وذلك في يوم الأربعاء رابع جمادى الأولى سنة ست وتسعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو المظفّر المبارك بن حمزة بن عليّ سبط ابن الصّبّاغ وأبو

__________________

(١) قريبة من بعقوبا تعرف اليوم باسم «أبو جسرا».

(٢) ترجمه ياقوت في «أنبار» من معجم البلدان (١ / ٢٥٨) ترجمة جيدة ، إذ رد إليه حقا من غير معرفة فأثنى عليه الثناء الحسن ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٤ ، والذهبي في المشتبه ٢٠٥ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢١٠ ، والسبكي في الطبقات ٦ / ٦٧ نقلا من كتاب «الفيصل» لابن باطيش ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٧٠.

(٣) منسوب إلى «دنبل» قبيلة من قبائل الأكراد ، قيده الذهبي في المشتبه ، والسبكي وابن ناصر الدين بالحروف. أما ما ورد في معجم البلدان والوافي من أنه «الديبلي» بالياء آخر الحروف فهو من تصحيف الطبع لا شك في ذلك.

٤٠٩

العبّاس أحمد بن عليّ ابن المهتدي بالله الخطيب. وكان حسن المعرفة بالفقه حميد الطّريقة ، ذا عفّة ونزاهة. جالسته كثيرا.

ولم يزل على ولايته إلى أن عزل قاضي القضاة القاسم ابن الشّهرزوري في ثاني عشري ذي الحجة سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وعزل نوابه ، فانعزل ، وعاد إلى الموصل ، فتوفي بها سنة ثمان وتسعين وخمس مئة فيما بلغنا ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

٨٩٤ ـ أحمد (١) بن نصر بن أسعد ابن الخرافيّ ، أبو المعالي المعروف بابن الأصيل.

ممن له تعلّق بخدمة الدّيوان العزيز ـ مجده الله ـ.

تولّى إشراف ديوان العرض مدّة ونفّذ في رسائل إلى خوارزم مرارا. ثم تولّى ديوان العرض والنّظر في أمور العساكر المنصورة. وكان خيّرا ، حسن المحاضرة.

خرج في خدمة الدّيوان العزيز بجماعة من العسكر المنصور نحو بلاد فارس ، فتوفي في يوم الخميس ثامن عشري شعبان سنة ثلاث وست مئة (٢).

* * *

__________________

(١) ترجمه تاج الدين ابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢١٤ ، وتحرفت فيه نسبته إلى «الخوافي».

(٢) ذكر ابن الساعي أنه نفّذ لإصلاح الحال بين قطب الدين سنجر زعيم بلاد خوزستان وبين أبي طاهر زعيم اللر ، فتوفي هناك في شهر رمضان من السنة.

٤١٠

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه ناصر

٨٩٥ ـ أحمد بن ناصر بن عبيد الله الهاشميّ ، أبو المفاخر بن أبي المنيع المعروف بخولان.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. روى لنا عنه القاضي عمر القرشي.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن علي الحافظ ، قال : أخبرنا أبو المفاخر أحمد ابن أبي المنيع ويعرف بخولان ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وأخبرناه القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي ، قال : أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال (١) : حدثني أبو كريب الهمداني ، قال : حدّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان الثّوري ، عن جابر ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن (٢) ، عن عليّ ، قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصوم عاشوراء ويأمر به (٣).

__________________

(١) في زياداته على مسند أبيه ١ / ١٢٩.

(٢) هو عبد الله بن حبيب ، أبو عبد الرحمن السلمي ، من رجال الشيخين.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف جابر ، وهو ابن يزيد الجعفي.

أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه كما تقدم ، والبزار (٦٠٠) و (٦٠١) و (٦٠٢).

والمحفوظ في هذا حديث عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصومه ، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه (البخاري ٣ / ٥٧ حديث ٢٠٠٢ ، ومسلم (١١٢٠) ، وحديث ابن عباس في الصحيحين أيضا (البخاري ٣ / ٥٧

٤١١

قال القرشيّ : سألت أحمد بن ناصر خولان عن مولده ، فقال : أظنّه في سنة ثمان عشرة وخمس مئة.

* * *

حرف الواو في آباء من اسمه أحمد

٨٩٦ ـ أحمد (١) بن واثق بن أحمد بن عبيد الله ابن العنبريّ الشّاعر.

من أهل الأنبار.

سمع منه أبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري شيئا من شعره في سنة أربع وتسعين وأربع مئة. وأجاز أحمد هذا بالتاريخ المذكور لأبي منصور ابن الجواليقي ، وأبي الفضل محمد بن ناصر. وكتب عنه سعد الخير ؛ قرأت ذلك بخطّه.

* * *

__________________

حديث رقم ٢٠٠٤ ، ومسلم ١١٣٠) وغيرهما.

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ٨ / ٢٢٩ وأورد له خمسة أبيات من شعره.

٤١٢

حرف الهاء في آباء من اسمه أحمد

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه هبة الله

٨٩٧ ـ أحمد بن هبة الله بن عليّ ، أبو الكرم المالكيّ.

سمع أبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، وحدّث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، وقال : سمعت منه في سنة ست وعشرين وخمس مئة.

٨٩٨ ـ أحمد (١) بن هبة الله بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم ابن الواثق بالله ، أبو الفضائل الهاشميّ يعرف بابن الزّيتونيّ.

أحد الخطباء ، كان يتولى الخطابة بجامع الرّصافة.

سمع النّقيب أبا الفوارس طراد بن محمد الزّينبي ، وأبا المعالي ثابت بن بندار البقّال ، وغيرهما ، وروى عنهم.

سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، وقبله أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، والشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد العلويّ الزيديّ ، وأخوه أبو البركات عمر ، وأبو الفرج المبارك بن عبد الله ابن النّقّور ، وأبو سعد ثابت بن مشرّف الخبّاز.

قرأت على أبي البركات عمر بن أحمد بن محمد بن عمر العلويّ من أصل سماعه مع أخيه ، قلت له : أخبركم أبو الفضائل أحمد بن هبة الله بن أحمد الهاشمي قراءة عليه وأنت تسمع في يوم الثلاثاء سادس صفر سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقّال ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السّوّاق ، والقاضي أبو العلاء

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢١.

٤١٣

محمد بن عليّ الواسطي وغيرهما ؛ قالوا : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدثنا الحسن بن صالح بن حيّ ، عن موسى الجهني ، عن فاطمة بنت عليّ ، عن أسماء بنت عميس أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه ليس بعدي نبي» (١).

قال أبو بكر بن كامل : سألت أبا الفضائل ابن الواثق عن مولده ، فقال : في شهر ربيع الأوّل سنة سبعين وأربع مئة.

وذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» ، ومنه نقلت ، أنّ أبا الفضائل هذا توفي يوم الخميس تاسع عشري صفر سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي ، رحمه‌الله وإيانا.

٨٩٩ ـ أحمد (٢) بن هبة الله بن محمد ابن البيضاويّ ، أبو طالب.

سمع أبا المعالي ثابت بن بندار الدّينوري ، وأبا غالب شجاع بن فارس الذّهلي وغيرهما.

سمع منه الشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وغيرهما.

أخبرنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ في كتابه ، قال : قرأت على أبي طالب أحمد بن هبة الله ابن البيضاوي ، قلت له : أخبركم ثابت بن بندار ، قال :

__________________

(١) إسناده صحيح.

أخرجه أحمد ٦ / ٣٦٩ و ٤٣٨ ، وفي فضائل الصحابة (١٠٢٠) ، وابن أبي عاصم في السنة (١٣٤٦) ، والنسائي في الكبرى (٨١٤٣) ، وفي خصائص علي (٦٢) و (٦٣) و (٦٤) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على فضائل الصحابة (١٠٩١) ، والطبراني في الكبير ٢٤ / حديث (٣٨٤) و (٣٨٥) و (٣٨٦) و (٣٨٧) و (٣٨٨) و (٣٨٩) ، والخطيب في تاريخه ٤ / ٦٤٢ و ١١ / ٢٣٠ و ١٤ / ٢٧٦ من طرق عن موسى الجهني ، به.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٠.

٤١٤

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد السّمناني ، قال : أخبرنا أبو القاسم نصر بن الخليل المرجيّ ، قال : حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصليّ ، قال : حدثنا بشر بن الوليد ، قال : حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن التّميمي ، عن ابن عبّاس ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لقد أمرت بالسّواك حتى ظننت أنّه سينزل عليّ فيه قرآن» (١).

قرأت بخط الشّريف أبي الحسن الزّيدي ، قال : توفي أبو طالب ابن البيضاوي يوم الخميس خامس عشري شوّال سنة خمس وخمسين وخمس مئة. سمعت منه عن شجاع الذّهلي. وكان مع ابن الدّامغاني.

٩٠٠ ـ أحمد (٢) بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن مسلم الفرضيّ ، منسوب إلى موضع يعرف بالفرضة ، أبو عبد الله المقرىء ، بضم الفاء.

كان من أهل باب البصرة ، وسكن الدّسكرة ، أحد القرى بنهر الملك. وتولّى الخطابة بها إلى حين وفاته.

قرأ القرآن الكريم على أبي ياسر الحمّامي ، والحسين بن محمد ابن الملّاح ، وثابت بن بندار. وسمع من أبي الحسن عليّ بن الحسين بن قريش

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لجهالة التميمي واسمه أربدة ، فقد تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، ولم يذكره في الثقات سوى ابن حبان والعجلي ، وذكرهما له في كتابهما شبه لا شيء.

أخرجه ابن أبي شيبة ١ / ١٧١ ، وأحمد ١ / ٢٣٧ و ٢٨٥ و ٣٠٧ و ٣١٥ و ٣٣٧ و ٣٣٩ ، وأبو يعلى (٢٣٣٠).

(٢) ترجمه ياقوت في «الفرضة» من معجم البلدان ١ / ٢٥١ نقلا من هذا الكتاب وإن لم يصرح بذلك ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٥٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩ ، والمشتبه ٥٠٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ٨٠ ، وابن حجر في التبصير ٣ / ١١٠٥. ولم يذكر المصنف وفاته وذكرها الذهبي وغيره نقلا من تاريخ ابن النجار ، وهي في سنة ٥٥٦.

٤١٥

وروى عنهم ، وكان النّاس يخرجون إليه ويسمعون منه.

كتب عنه أبو بكر المبارك بن كامل ، وأبو الحسن صدقة بن الحسين الواعظ الواسطيّ ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، وأبو الرّضا أحمد بن طارق ، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.

قرأت على عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز : أخبركم أبو عبد الله أحمد بن هبة الله الفرضي بقراءتك عليه بالدّسكرة في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ بن قريش ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الصّلت ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن عقدة ، قال : حدثنا موسى بن هارون ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن منذر ، عن ابن الحنفيّة ، قال : قلت لأبي : من خير النّاس بعد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : أبو بكر. قلت : ثم من؟ قال : عمر. قلت : فأنت؟ قال : أبوك رجل من المسلمين (١).

٩٠١ ـ أحمد (٢) بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن القاسم الأسديّ ، أبو المعالي الكاتب يعرف بابن العينيّ.

روى عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصبهاني ، وذكر أنّه سمع منه بأصبهان.

وسمع ببغداد من القاضي أبي بكر الأنصاري ؛ سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف جابر ، وهو ابن يزيد الجعفي ، لكن الحديث صحيح من غير طريقه ، فقد أخرجه البخاري في فضل أبي بكر من صحيحه ٥ / ٩ (٣٦٧١) ، وأبو داود في السنة من سننه (٤٦٢٩) من حديث سفيان ـ وهو الثوري ـ عن جامع بن أبي راشد ، عن منذر ـ وهو ابن أبي يعلى الثوري ، به.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٢٦٣ ، والذهبي في المشتبه ٤٤٣ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٦ / ١٦٢ ، وابن حجر في التبصير ٣ / ٩٩٣.

٤١٦

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ ، قال : قرأت على أبي المعالي أحمد ابن هبة الله ابن العينيّ بمدينة السّلام ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا يونس بن حبيب ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني قتادة ، قال : سمعت أنس بن مالك يحدّث أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما ، وأن يلقى في النّار أحبّ إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، وأن يحبّ الرّجل لا يحبّه إلا لله عزوجل» (١).

قال القرشيّ : سألت أبا المعالي ابن العيني عن مولده ، فقال : في العشرين من جمادى الآخرة من سنة خمس وسبعين وأربع مئة.

٩٠٢ ـ أحمد (٢) بن هبة الله بن عبد القادر بن الحسين المنصوريّ ، أبو العبّاس بن أبي القاسم الهاشميّ.

أحد الشّهود المعدّلين والخطباء المذكورين ، وهو والد شيخنا أبي الفضل عبيد الله وأخيه أبي محمد عبد الله اللذين يأتي ذكرهما ، وذكر والده أبي القاسم أيضا إن شاء الله.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الفزرانيّ قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه وأنا أسمع في «تاريخ الحكّام» جمعه ، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو العباس أحمد بن

__________________

(١) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة ٥١٨.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام مرتين ، الأولى في وفيات سنة ٥٦٣ (١٢ / ٢٩٣) ، والثانية في وفيات سنة ٥٦٨ (١٢ / ٣٨٧) ، فتكرر عليه بسبب اختلاف موارده ، ولم يفطن إليه ، والصفدي في الوافي ٨ / ٢٢٥ نقلا من تاريخ ابن النجار ، وذكر وفاته في سنة ٥٦٨ كما هنا.

٤١٧

هبة الله ابن المنصوريّ يوم الخميس تاسع عشر شهر رمضان من سنة أربع وثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي بالله الخطيب ، وأبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ.

وسمع من أبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري وغيره. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي.

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن هبة الله بن عبد القادر الخطيب ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد الدّينوري ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عمر القزويني. وقرأته على أبي محمد عبد الخالق بن عبد الوهّاب المالكيّ ، قال : أخبرنا أبو الحسن الدّينوري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن القزويني ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال (١) : حدثنا عقبة بن خالد السّكونيّ (٢) ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبّق بين الخيل وفضّل القرّج في الغاية (٣).

كان أبو العباس هذا يتولّى الخطابة بجامع المنصور ، وكان يسكن بباب

__________________

(١) المسند ٢ / ١٥٧.

(٢) في «ش» و «ب» : «اليشكري» ، وفي «ج» : «الشكري» ، وكله تحريف ، فهو سكوني ، من رجال التهذيب.

(٣) إسناده صحيح ، عقبة بن خالد السكوني أبو مسعود المعروف بالمجدّر ثقة ، كما بيناه في تحرير التقريب ٣ / ٢٦ ، وليس له في «المسند» سواه.

أخرجه أبو داود (٢٥٧٧) ، والدارقطني في السنن ٤ / ٢٩٩ من طريق الإمام أحمد ، به. وأخرجه ابن حبان (٤٦٨٨) من طريق عقبة ، به. وذكر الإمام الدارقطني في العلل (٤ / الورقة ١١٥) أن قوله «وفضّل القرّح في الغاية» هو مما تفرد به عقبة بن خالد السكوني هذا. والغاية : نهاية السبق.

٤١٨

البصرة ، وسكن في آخر عمره الجانب الشّرقي بدار الخلافة المعظّمة.

وتوفي في أوائل جمادى الآخرة من سنة ثمان وستين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة جامع المنصور ، رحمه‌الله وإيانا.

٩٠٣ ـ أحمد بن هبة الله بن محمد ابن الثّقفيّ ، أبو الفتح بن أبي طاهر.

من أهل الكوفة ، من بيت معروف بالقضاء والرّواية ، وهو أخو أبي منصور محمد بن هبة الله الذي قدّمنا ذكره (١).

سمع أبا منصور محمد بن عبد الباقي بن مجالد البجليّ بالكوفة ، وحدّث عنه ببغداد ، فيما ذكر أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني ، والله أعلم.

٩٠٤ ـ أحمد (٢) بن هبة الله بن سعد (٣) ، أبو العباس ، يعرف بابن الثّخين.

كان يسكن سوق العميد ، ويكون مع الفقهاء الحنفية.

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي.

وذكر عبد الله بن أبي طالب المقرىء أنه روى له عن أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وقال : توفي في أول رجب سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.

٩٠٥ ـ أحمد (٤) بن هبة الله بن عليّ بن محمد بن عبد القادر بن محمد

__________________

(١) الترجمة (٥٩٧).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٤٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٣ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ١٣٠ ، والتميمي في الطبقات السنية ١ / الورقة ٥١٦.

(٣) في تاريخ الإسلام والجواهر : «أسعد» ، والظاهر أنها رواية ابن النجار.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٨٢ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٢٣.

٤١٩

الهاشميّ ، أبو الرّضا بن أبي القاسم ، يعرف بابن المكشوط ، والد أبي المظفّر المبارك الذي يأتي ذكره.

سمع أبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وغيره. ولم أظفر بسماعه في حياته ، وأجاز لي.

أنبأنا أحمد بن هبة الله ابن المكشوط ، قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البنّاء من لفظه في محرم سنة ست وعشرين وخمس مئة ، قال : أخبرني أبي أبو عليّ الحسن بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن زياد القطّان ، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، قال : حدثنا عبد السّلام بن مطهّر ، قال : حدثنا موسى بن خلف ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كن في الدّنيا كأنّك غريب ، أو كأنّك عابر سبيل ، وعدّ نفسك في أهل القبور» (١).

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف ليث بن أبي سليم ، ولكن الحديث صحيح من رواية محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن الأعمش عن مجاهد ، به دون قوله : «وعدّ نفسك في أهل القبور».

حديث ليث أخرجه ابن المبارك في الزهد (١٣) ، ووكيع في الزهد (١١) ، وابن أبي شيبة ١٣ / ٢١٧ ، وهناد في الزهد (٥٠٠) ، وأحمد ٢ / ٢٤ و ٤١ ، والترمذي (٢٣٣٣) و (٢٣٣٣ م) ، وابن ماجة (٤١١٤) ، والآجري في الغرباء (١٨) و (١٩) ، والطبراني في الصغير (٦٣) ، وابن عدي في الكامل ٣ / ١٠٩٣ ، والخطيب في تاريخه ٥ / ١٥٥ (بتحقيقنا).

أما حديث الطفاوي عن الأعمش الصحيح فأخرجه البخاري ٨ / ١١٠ (٦٤١٦) ، وابن أبي عاصم في الزهد (١٨٥) ، وابن حبان في صحيحه (٦٩٨) ، وفي روضة العقلاء ١٤٨ ، والخطابي في العزلة (٣٩) ، والطبراني في الكبير (١٣٤٧٠) ، وأبو نعيم في الحلية ٣ / ٣٠١ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ٣٦٩ وفي الشعب (١٠٢٤٥).

وقد صرّح الأعمش بالتحديث عند البخاري ، وأنكر ذلك عمرو بن محمد الناقد على علي ابن المديني ، وقال : إنما حدثناه الطفاوي بالعنعنة. وقد أخرجه العقيلي في «الضعفاء»

٤٢٠