ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

أريع بها التّسلي مستريحا

وليس على الزّمان بها عتاب

سألت ابن خولة عن مولده ، فقال : في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة بغرناطة.

وبلغنا أنّه قتله الكفّار لما دخلوا هراة في سنة ثمان عشرة وست مئة.

٨٦٣ ـ أحمد (١) بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عقيل ، أبو حامد بن أبي عبد الله السّاويّ الأصل الهمذانيّ المولد والدّار.

سمع بهمذان من أبي الفضل بن حمّان ، ومن أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهرويّ ، ومن أبي الخير محمد بن أحمد ابن الباغبان الأصبهاني ، وغيرهم.

قدم بغداد حاجا في سنة ثلاث عشرة وست مئة ، فحجّ وعاد إليها ، وحدّث بها. سمعنا منه.

قرأت على أبي حامد أحمد بن محمد بن إبراهيم الهمذاني ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع بهمذان ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٢) : حدّثنا مكي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة ، قال : سمعت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النّار» (٣).

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢١٠ ، وترجمه ابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣٠٠٤ نقلا من تاريخ أبي الحسن القطيعي ، ولم يذكر وفاته ، وتوفي القطيعي سنة ٦٣٤ ه‍.

(٢) البخاري ١ / ٣٨ حديث رقم ١٠٩.

(٣) تقدم هذا الحديث في التراجم ٥٦٩ و ٨٠٠ و ٨٦٠.

٣٨١

سألت أبا حامد هذا عن مولده ، فقال : ولدت في ذي القعدة من سنة ست وأربعين وخمس مئة بهمذان.

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه محمود

٨٦٤ ـ أحمد (١) بن محمود بن أحمد ، أبو العباس الصّوفيّ.

من أهل تبريز.

قدم بغداد ، واستوطنها إلى حين وفاته. وكان أحد الصّوفية برباط شيخ الشّيوخ أبي القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النّيسابوري ، وكان صاحبه وأحد المختصين بخدمته ، وسمع منه. وكان ساكنا خيّرا ، حضر مع الصّوفية في ليلة الأربعاء ثالث رجب سنة ست مئة للسّماع على طريقة القوم بحجرة قريبة من الرّباط المذكور ، فأنشد القوّال شيئا وبسط بهذين البيتين :

وحقّ ليالي الوصال

أواخرها والأول

لئن عاد شملي بكم

حلا العيش لي واتّصل

فتواجد ، وتحرّك ، وزاد به الوجد والحركة ، فحمل إلى الموضع الذي كان فيه وتغيّر لونه فظنّ الجماعة أنّه أصابه غشي فجاؤوه بمشموم وسقوه ما يقوّي نفسه فمات لوقته ، وحمل إلى زاويته بالرّباط.

توفي يوم الأربعاء المذكور ، صلّي عليه ودفن بباب أبرز بالمقبرة المعروفة بالجديدة.

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ١٩٨ ووقع فيه اسمه «أحمد بن إبراهيم الداري» ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٣٨.

٣٨٢

٨٦٥ ـ أحمد (١) بن محمود بن أحمد بن ناصر الإسكيف ، أبو العباس ابن أبي البركات.

من أهل الحربية ، من أولاد الشيوخ الرّواة ، وسيأتي ذكر أبيه.

سمع أحمد هذا من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطّي ، ومن أبي الحسن سعد الله بن نصر ابن الدّجاجيّ الواعظ ، وغيرهما. كتبنا عنه.

قرأت على أبي العباس أحمد بن محمود الحربيّ بها ، قلت له : أخبركم أبو الحسن سعد الله بن نصر بن سعيد الواعظ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن عليّ الخيّاط ، قال : أخبرنا أبو طاهر عبد الغفّار بن محمد المؤدّب ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن أحمد ابن الصّوّاف ، قال : حدثنا بشر بن موسى الأسديّ ، قال : حدثنا عبد الله بن الزّبير الحميديّ ، قال (٢) : حدّثنا الوليد بن مسلم ، قال : سمعت عبد الرّحمن بن يزيد ابن جابر يقول : سمعت سليم بن عامر يقول : سمعت أوسط البجليّ يقول : سمعت أبا بكر الصّدّيق يقول وهو على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم خنقته العبرة ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول عام الأوّل : «سلوا الله العفو والعافية ، فإنّه ما أوتي عبد بعد يقين خيرا من العافية» (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٠٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ترجمتين متتاليتين ، نسبه في الثانية إلى جده «ناصر» ١٣ / ٧٣٢ و ٧٣٣ ، وتابعه على ذلك ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة فجعله اثنين ٢ / ١٦٧ ـ ١٦٨ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٠٧ و ١٠٨. وينظر بلا بد تعليقي على تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٣٣ هامش ١.

(٢) مسند الحميدي ، رقم (٢).

(٣) إسناده صحيح ، وهي قطعة من حديث أطول.

أخرجه الطيالسي (٣) و (٥) ، والحميدي (٢) و (٧) ، وابن أبي شيبة في المصنف ٨ / ٥٣٠ ، وأحمد ١ / ٣ و ٥ و ٧ و ٨ ، والبخاري في الأدب المفرد (٧٢٤) ، وابن ماجة (٣٨٤٩) ، والمروزي (٩٢) ، و (٩٣) و (٩٤) و (٩٥) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٧٩)

٣٨٣

سألت أحمد بن محمود هذا عن مولده ، فقال : أظنّه في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة (١).

٨٦٦ ـ أحمد (٢) بن محمود بن أحمد بن عبد الله ابن المقرىء ، أبو العباس بن أبي الشّكر ، الفقيه الشّافعيّ.

من أهل واسط ، قدم بغداد وسكنها.

تفقه بواسط على عمّه أبي عليّ الحسن بن أحمد ، وعلى القاضي أبي عليّ يحيى بن الرّبيع ، وببغداد على أبي القاسم يحيى بن عليّ بن فضلان ، وعلّق عنه ، وحصل له معرفة المذهب والخلاف ، وتكلّم في المسائل ، وأعاد بالمدرسة الفخرية لولد ابن فضلان المذكور لمّا درّس بها ، وبمدرسة الجهة الشّريفة والده سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ـ وأفتى.

سمع الحديث بواسط من أبي جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقيّ ، ومن أبي العباس هبة الله بن نصر الله بن مخلد الأزديّ ، ومن أبي العباس أحمد بن علي الخوزي ، وأبي طالب سليم بن محمد العكبري ، وأبي طالب محمد بن عليّ الكتّاني ، وغيرهم. وببغداد من أبي الفضل وفاء بن أسعد ابن البهيّ ، وشيخ الشّيوخ أبي القاسم عبد الرّحيم بن إسماعيل النّيسابوري ، وأبي الفتح عبيد الله

__________________

و (٨٨٠) و (٨٨١) و (٨٨٢) و (٨٨٣) ، وأبو يعلى (١٢١) و (١٢٢) و (١٢٣) و (١٢٤) ، والبغوي في الجعديات (١٧٧٧) ، والبزار (٧٤) ، والحاكم ١ / ٥٢٩ ، والخطيب ١٢ / ٣٦٥ فراجعه.

(١) جاء في حاشية نسخة «ش» : توفي في جمادى الأولى سنة ٦٢٣ ببغداد.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٦٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٢ ، ثم أعاده في الملقبين بعماد الدين ٤ / الترجمة ٩٧٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٢ ، والصفدي في الوافي ٨ / ١٦٦ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ٣٨ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٥٥٠ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٦٩.

٣٨٤

ابن عبد الله بن شاتيل ، وأبي السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن القزّاز ، وغيرهم.

ولازم الحافظ أبا بكر محمد بن موسى الحازميّ وكتب مصنّفاته ، وسمع منه ، وروى عنه ، وعن غيره.

سمع منه جماعة من الطّلبة والواردين ، وتولّى القضاء بالجانب الغربي من مدينة السّلام في سنة أربع عشرة وست مئة إلى أن توفّي (١).

مولده في رجب سنة تسع وخمسين وخمس مئة بواسط. وقيل : في أواخر جمادى الآخرة من السنة المذكورة.

وتوفي ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر سنة ست عشرة وست مئة ببغداد ، ودفن يوم الأحد بمقبرة معروف ، رحمه‌الله.

* * *

__________________

(١) يأتي بعد هذا في «ش» : «ببغداد ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن يوم الأحد بمقبرة معروف». وقد كتبها ناسخ «ج» ثم ضرب عليها ، وهي تكرار لا معنى له لما سيأتي في آخر الترجمة.

٣٨٥

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه المبارك

٨٦٧ ـ أحمد (١) بن المبارك بن أحمد ، أبو الحارث بن أبي السّعادات ابن أبي المعالي الهاشميّ.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وحدّث عنه ببغداد ، وبواسط «بنسخة الحسن بن عرفة». روى لنا عنه أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد بن عبد السّميع الهاشمي.

قرأت على أبي طالب بن أبي الفتح الهاشمي ، قلت له : أخبركم أبو الحارث أحمد بن المبارك الهاشمي بقراءتك عليه ببغداد في ذي القعدة من سنة ست وخمسين وخمس مئة وبواسط حين قدمها في ربيع الآخر من سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان.

وقرأته على أبي طالب محمد بن عليّ ابن الكتّاني بواسط ، وعلى أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدّبّاس ، وأبي السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن القزّاز ، وأبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب التّاجر ، قلت لكل واحد منهم : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «آتي يوم القيامة باب الجنّة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك» (٢).

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢١٢.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٣ ، وساقه المؤلف في الترجمة رقم ٣٥٨ والترجمة رقم ٥٨٦.

٣٨٦

٨٦٨ ـ أحمد (١) بن المبارك بن محمد بن أحمد بن عليّ ابن السّدنك ، أبو محمد بن أبي طالب.

من أهل الحريم الطّاهري ، والسّدنك لقب أحمد بن علي جد أبيه (٢). من بيت معروف ، روى منهم جماعة ، وفيهم كثرة.

سمع أبا الحسين عاصم بن الحسن المقرىء ، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميميّ ، وأبا نصر هبة الله بن عليّ ابن المجليّ ، والنّقيب أبا الفوارس طراد بن محمد الزّينبيّ ، وغيرهم.

سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، وأبو العباس أحمد بن عمر ابن لبيدة المقرىء ، وأبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي ، وأبو بكر محمد ابن المبارك بن مشّق.

قرأت في كتاب أبي القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي تحت خط أبي محمد ابن السّدنك بالإجازة له : مولده في سنة ست وستين وأربع مئة.

قلت : وعمّر أبو محمد هذا حتى قارب المئة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ومن خطّه نقلت ، قال : توفي أبو محمد ابن السّدنك يوم الجمعة رابع عشر صفر سنة خمس وستين وخمس مئة ، ودفن بكرة السّبت بمقبرة جامع المنصور.

٨٦٩ ـ أحمد (٣) بن المبارك بن سعد بن الفرج ، أبو العباس المقرىء

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢١٣ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٥ ، وذكر وفاته في السير ٢٠ / ٥٠٢ ، ولكن تحرف في المطبوع منه «السدنك» إلى «الشّدنك».

(٢) قيده المنذري في ترجمة الشيخ أبي منصور المبارك بن أبي القاسم بن أبي منصور ابن السدنك المتوفى ببغداد سنة ٥٩٦ من التكملة فقال : «بفتح السين والدال المهملتين وسكون النون وآخره كاف» (١ / الترجمة ٥٤٩).

(٣) ترجمه الرشيد ابن مسلمة في مشيخته ، الترجمة (١٢) والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٣٨ ، والعبر ٤ / ٢١٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٤ ، واليافعي في مرآة الجنان

٣٨٧

يعرف بالمرقّعاتيّ.

سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقّال ، وغيره.

سمع منه الشّريف أبو الحسن الزّيدي ورفيقه صبيح العطّاري ، والقاضي أبو المحاسن الدّمشقي. وحدثنا عنه ابنه أبو سعيد عبد الرّحمن وأبو محمد بن الأخضر ، ويقال : إنّه كان عسرا في الرّواية مع ثقته وصدقه.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من كتابه ، قلت له : أخبركم أبو العباس المرقّعاتي ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم المقرىء ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السّوّاق ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري ، قال : حدثنا أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد ، عن الحجّاج ، يعني الصّوّاف ، عن يحيى ، عن محمد بن عليّ ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصّائم ، ودعوة المسافر ، ودعوة المظلوم» (١).

__________________

٣ / ٣٩٢ ، والفاسي في ذيل التقييد ١ / ٤٠٢ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٣٧ ، وعرف بالمرقعاتي لأنه كان يفرش المرقعة للشيخ الشهير عبد القادر الجيلي على الكرسي ، ذكر ذلك الشيخ الموفق حينما سئل عنه.

(١) إسناده ضعيف ، فإن محمد بن علي ، وهو ابن الحسين المعروف بالباقر لم يلق أبا هريرة ، فهو منقطع. ورواه الترمذي وابن ماجة وابن حبان وغيرهم من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة ، وقال الترمذي : «أبو جعفر الذي روى عن أبي هريرة يقال له : أبو جعفر المؤذن ، ولا نعرف اسمه» (الجامع ٣ / ٤٧٠ بتحقيقنا) وتعقبه المزي فقال : «كذا قال أبو عيسى ، وقد روى أبو مسلم الكجي هذا الحديث عن أبي عاصم عن حجاج عن يحيى عن محمد بن علي. وكذلك رواه محمد بن سليمان الباغندي الكبير عن أبي عاصم وقال : عن أبي جعفر محمد بن علي» (تحفة الأشراف ١٠ / ٣١١ ـ ٣١٢ بتحقيقنا). على أن الحافظ ابن حجر أنكر في التهذيب ١٢ / ٥٥ أن يكون أبو جعفر هذا هو محمد بن علي بن الحسين ، لأن محمدا لم يكن مؤذنا ، ولأن أبا جعفر هذا قد صرّح بسماعه من أبي هريرة في عدة

٣٨٨

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، قالا : توفي أبو العباس المرقّعاتي ليلة السّبت حادي عشري صفر من سنة سبعين وخمس مئة. ولفظهما سواء.

٨٧٠ ـ أحمد بن المبارك بن غنيمة ، أبو الغنائم بن أبي المعالي ، يعرف بابن الشّاة الحلّابة.

من شيوخ القاضي عمر بن عليّ القرشي ، ذكره في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم.

__________________

أحاديث ، وأن محمدا لم يدرك أبا هريرة.

قال بشار : فإن كان أبو جعفر هذا ليس هو محمد بن علي فهو مجهول إذ تفرد بالرواية عنه يحيى بن أبي كثير ، ولم يوثقه أحد ، فإسناد الحديث ضعيف أيضا.

وقد حسّنه العلامتان الألباني وشعيب الأرنؤوط بشاهد هو حديث عقبة بن عامر الجهني : «ثلاثة تستجاب دعوتهم : الوالد والمسافر والمظلوم» ، وهو حديث أخرجه أحمد ٤ / ١٥٤ ، وابن خزيمة (٢٤٧٨) ، والطبراني في الكبير ١٧ / حديث رقم ٩٣٩ ، والخطيب في تاريخه ١٤ / ٣٥٨ بتحقيقنا ، والبغوي (٢٦٤١) من طريق عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر ، وعبد الله بن زيد الأزرق هذا مجهول تفرد بالرواية عنه واحد وذكره ابن حبان وحده في الثقات كما بيناه في تحرير التقريب.

والأعجب من كل ذلك أن العلامة الألباني قد ساق حديث أبي هريرة هذا في صحيحته (١٧٩٧) من طريق يحيى بن أبي كثير عن محمد بن علي عن أبي هريرة وقال : «وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات ، ومحمد بن علي هو أبو جعفر الصادق» فكيف يكون صحيحا ومحمد بن علي لم يلحق أبا هريرة!

أخرجه الطيالسي (٢٥١٧) ، وابن أبي شيبة ١٠ / ٤٢٩ ، وأحمد ٢ / ٢٥٨ و ٣٤٨ و ٤٣٤ و ٤٧٨ و ٥١٧ و ٥٢٣ ، وعبد بن حميد (١٤٢١) ، والبخاري في الأدب المفرد (٣٢) و (٤٨١) ، وأبو داود (١٥٣٦) ، والترمذي (١٩٠٥) ، وابن ماجة (٣٨٦٢) ، والعقيلي في الضعفاء ١ / ٧٢ ، وابن حبان (٢٦٩٩) ، والقضاعي في مسند الشهاب (٣٠٦) ، والبغوي (١٣٩٤). ويأتي في بعض الموارد : «دعوة الوالد» بدلا من دعوة «الصائم».

٣٨٩

٨٧١ ـ أحمد (١) بن المبارك بن محمد بن عليّ بن الحسن بن درّك ، أبو العباس المقرىء.

من أهل الجانب الغربي ، من محلة دار القز.

شيخ صالح ، سمع أبا العباس أحمد بن عليّ بن قريش ، وأبا القاسم بن بيان ، وإسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي وغيرهم.

سمع منه الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد العلوي الزّيدي ، والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي ، والقاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو الرّضا أحمد بن طارق التّاجر. وحدّثنا عنه أبو محمد بن الأخضر ، والحازمي.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن المبارك بن درّك بقراءتك عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ ابن أحمد بن بيان. وأخبرنيه أبو السّعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قراءة عليه وأنا أسمع في سنة ثمان عشرة وأربع مئة ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدّثنا جرير بن عبد الحميد ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ الصّدقة أفضل؟ فقال : «لتنبّأنّ : أن تصدّق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخاف الفقر ولا تمهل حتّى إذا بلغت الحلقوم قلت : لفلان كذا ولفلان كذا ، ألا وقد كان لفلان» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بالمفيد من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٥٧٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٣٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٤ ، والغساني في العسجد المسبوك ١٩٢.

(٢) حديث عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة في الصحيحين : البخاري ٢ / ١٣٧ (١٤١٩)

٣٩٠

قرأت بخطّ رفيقنا أبي الفضل إلياس بن جامع الإربليّ ، قال : قرأت على أبي العباس بن درّك شيئا من الحديث تحت شجرة بداره فقال لي : قرأت تحت هذه الشّجرة عشرة آلاف ختمة.

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشيّ ومن خطّه نقلت ، قال : سألت أبا العباس بن درّك عن مولده ، فقال : في رجب سنة اثنتين وخمس مئة بدار القزّ.

وأخبرنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع إذنا ، قال : توفي أحمد بن درّك يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة سنة ثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٨٧٢ ـ أحمد (١) بن المبارك بن فوارس بن سنبلة ، أبو المعالي بن أبي القاسم.

من أهل الحريم الطّاهري. أحد التجار ، أخو أبي بكر محمد الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، وأبا عليّ أحمد بن أحمد ابن الخرّاز ، وغيرهما. كتبنا عنه.

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن أبي القاسم التّاجر بقراءتي عليه من أصل سماعه بالحريم ، قلت له : أخبركم أبو عليّ أحمد بن أحمد بن عليّ السقلاطوني قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن أبي عثمان قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا محمد بن مندة ، قال : حدثنا بكر ابن بكّار ، قال : حدثنا حمزة الزّيّات ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب أنّ

__________________

و ٤ / ٥ (٢٧٤٨) ، ومسلم ٣ / ٩٣ (١٠٣٢).

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٠٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٧١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٥.

(٢) الترجمة (٥٣٤).

٣٩١

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أخذ مضجعه جعل كفّه الأيمن تحت خدّه الأيمن وقال : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك (١).

سألت أبا المعالي بن سنبلة عن مولده فذكر ما يدل أنّه في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ، وتوفي ليلة الثّلاثاء رابع عشر ذي القعدة من سنة تسع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب.

__________________

(١) إسناده صحيح ، أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ، وروايته عن البراء ثابتة في الصحيحين ، وإن اختلف فيه على أبي إسحاق ، فقد رواه سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وزكريا بن أبي زائدة ، وإسرائيل ، وزهير بن معاوية ، ويونس بن أبي إسحاق ، وفطر بن خليفة ، وأبو الأحوص ، وعمرو بن ثابت ، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي ، وهشام بن حسان جميعهم مثل رواية حمزة الزيات.

أخرجه الطيالسي (٧٠٩) ، وابن أبي شيبة ٩ / ٧٦ و ١٠ / ٢٥١ ، وأحمد ٤ / ٢٩٠ ، والبخاري في الأدب المفرد (١٢١٥) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٥٢) و (٧٥٣) ، وأبو يعلى (١٦٨٣) ، وابن حبان (٥٥٢٢) و (٥٥٢٣) ، والطبراني في الدعاء (٢٤٩) و (٢٥٠) ، والمعجم الأوسط (١٦٥٨) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ١٦٧ ، وابن قانع في معجم الصحابة ١ / ٨٧ ، وصحح الحافظ ابن حجر سنده في الفتح ١١ / ١١٥.

وأخرجه أحمد ٤ / ٢٨١ ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٥٧) وغيرهما عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن البراء ، كما روي عن عبد الله بن مسعود بدل البراء.

وأخرجه الترمذي (٣٣٩٩) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٥٨) ، والبيهقي في الدعوات الكبير (٣٥١) من طريق أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن البراء.

وروي عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن يزيد ، عن البراء (العلل الكبير للترمذي ٢ / ٩٠٧ ـ ٩٠٨) وقد صحح الدارقطني في العلل ٣ / ١٦٧ ـ ١٦٨ و ٥ / ٢٩٦ رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن البراء وعن عبد الله بن مسعود جميعا. في حين رجح الترمذي في العلل ٢ / ٩٠٧ ـ ٩٠٨ رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة وعبد الله بن يزيد عن البراء.

قال بشار : لا يستبعد أن يكون السبيعي قد رواه على الوجهين : مباشرة ، وبالواسطة ، وكلاهما صحيح إن شاء الله تعالى.

٣٩٢

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه مسعود

٨٧٣ ـ أحمد (١) بن مسعود بن سعد بن عليّ ابن النّاقد ، أبو الرّضا الجصّاص.

سمع أبا غالب محمد بن الحسن البقّال ، وأبا سعد محمد بن عبد الكريم ابن خشيش الكاتب ، وأبا الحسن علي بن محمد ابن العلّاف ، وآخرين.

وحدّث ، وروى ؛ سمع منه الشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي والقاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، وأبو الرّضا أحمد بن طارق القرشي ، وأبو الخير صبيح بن عبد الله الحبشي ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وولده عبد العزيز بن أحمد ، وغيرهم. وكان صحيح السّماع ، ثقة.

قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزّاز (٢) : أخبركم أبو الرّضا أحمد بن مسعود الجصّاص قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن محمد. وأخبرناه أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن شاتيل بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله الرّبعي قراءة عيله ، فأقرّ به ، قالا : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ، قال : حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا هشيم بن بشير ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق القرشي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه». فقلنا : يا رسول الله علّمنا مما علّمك الله عزوجل ، فعلّمنا

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٥٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٦.

(٢) هو ابن الأخضر.

٣٩٣

التّشهّد في الصّلاة (١).

حدّثني أبو العباس أحمد بن أحمد المعدّل لفظا ومن كتابه نقلت ، قال : توفي أبو الرّضا الجصّاص يوم الثّلاثاء غرّة ذي الحجة من سنة تسع وخمسين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٨٧٤ ـ أحمد (٢) بن مسعود بن عبد الواحد بن مطر بن أحمد بن محمد ، أبو العباس الهاشميّ ، والد شيخينا أكمل وأفضل.

سمع أبا الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسيّ ، وأبا سعد أحمد بن محمد بن شاكر ، وأبا الحسن محمد بن مرزوق الزّعفرانيّ ، وروى عنهم.

سمع منه ابناه ، والزّيدي ، والقاضي عمر القرشي ، وصبيح العطّاري ، وأبو الحسن بن الوارث ، وغيرهم.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن مطر الهاشمي ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسيّ ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن حبيب القادسيّ ، قال : حدثنا أحمد بن جعفر القطيعيّ ، قال : حدّثنا محمد بن يونس الكديميّ ، قال : حدثنا الضّحّاك بن مخلد ، وأبو بكر وأبو علي الحنفيان ، قالوا : حدثنا ابن أبي ذئب (٣) ، عن ابن شهاب ، عن طلحة بن عبد الله ، عن عبد الرّحمن بن أزهر ، عن جبير بن مطعم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ للقرشي قوة رجلين» (٤). قال

__________________

(١) تقدم تخريجه والكلام عليه في الترجمة ٤٤١ فراجعه هناك.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٢.

(٣) هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

(٤) إسناده صحيح.

أخرجه الطيالسي (٩٥١) ، وابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ١٦٨ ، وأحمد ٤ / ٨١ و ٨٣ ، وابن أبي عاصم في السنة (١٥٠٨) ، والفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٣٦٨ ، والبزار (٢٧٨٥ زوائد) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٣١٣٠) ، وابن حبان (٦٢٦٥) ،

٣٩٤

ابن شهاب : يريد بذلك نبل الرّأي.

قال القرشي : سألت أبا العباس بن مطر الهاشميّ عن مولده ، فقال : أظنّه في سنة سبع وتسعين وأربع مئة.

وحدّثني أكمل بن أحمد ، قال : توفي والدي في النّصف من شعبان من سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

وقال غيره : في ليلة الأربعاء سادس عشر الشهر المذكور ، ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.

٨٧٥ ـ أحمد (١) بن مسعود بن الحسن ، أبو الرّضا التّاجر يعرف بابن الزّقطر (٢).

من أهل باب الأزج.

سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهما. وروى القليل ، ولم يكن مشهورا بالرّواية. سمع منه تميم ابن البندنيجي واستجازه لنا ، وما لقيته.

توفي يوم الخميس رابع شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.

٨٧٦ ـ أحمد (٣) بن مسعود بن علي التّركستانيّ ، أبو الفضل الحنفيّ.

__________________

والطبراني في الكبير (١٤٩٠) ، والحاكم ٤ / ٧٢ ، وأبو نعيم في الحلية ٩ / ٦٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ٣٦٨ ، والخطيب في تاريخه ٤ / ٢٧٩ بتحقيقنا ، والبغوي في شرح السنة (٣٨٥٠).

(١) ترجمه ياقوت في «باذبين» من معجم البلدان ١ / ٣١٨ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٥٢ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٢٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٧.

(٢) قيده ياقوت فقال : بالزاي والقاف والطاء المهملة والراء.

(٣) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٣٠٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٩٠ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣٢ ، والعبر ٥ / ٣٤ ،

٣٩٥

قدم بغداد ، وأقام بها إلى أن توفي ، وخدم بالدّيوان (١) العزيز ـ مجّده الله ـ وكان ينفّذ رسولا إلى الأطراف.

وفي ذي القعدة من سنة أربع وست مئة ، ولي التّدريس بمشهد أبي حنيفة رحمه‌الله والنّظر في أوقافه ، فذكر به الدّرس يوم الثلاثاء رابع عشر الشّهر المذكور ، ثم استناب عنه في ذلك أبا الفرج عبد الرحمن بن شجاع الحنفي من أهل محلة أبي حنيفة ، وكان هو يذكر في كل أسبوع يومين وأبو الفرج باقي الأيام ، ولم يكن الحديث من فنّه إلا أنه شرّفه سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ بالإجازة له فكان يروي عنه في حلقة الحنفية بجامع القصر الشّريف في كل جمعة. ولم يزل على ذلك إلى أن توفي ليلة السبت سادس عشري ربيع الآخر سنة عشر وست مئة ، وصلّي عليه يوم السّبت بالمدرسة النّظامية ، وحمل إلى مقبرة الخيزران المجاورة لمشهد أبي حنيفة فدفن هناك ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

__________________

والصفدي في الوافي ٨ / ١٧٨ ، واليافعي في مرآة الجنان ٤ / ١٩ ، والقرشي في الجواهر ١ / ١٢٥ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٦٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٤٤ ، والتميمي في الطبقات السنية ١ / الورقة ٥٠٥ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٥ / ٤٠ وغيرهم.

(١) في «ش» : «الديوان» ، وما هنا من «ج».

٣٩٦

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه منصور

٨٧٧ ـ أحمد بن منصور ، أبو بكر المقرىء المناخليّ.

من أهل واسط.

قدم بغداد ، وسمع بها في سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة من أبي غالب محمد بن الحسن البقّال ، وعاد إلى بلده ، وحدّث عنه. سمع منه هناك أبو الحسن عليّ بن محمد المقرىء المعروف بابن مكندا فيما قرأت بخطّه.

٨٧٨ ـ أحمد (١) بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن جعفر ، أبو العباس.

من أهل كازرون ، أحد بلاد فارس.

قدم بغداد في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة ، وأقام بها للتفقه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه مدّة. وسمع بها من جماعة منهم : أبو محمد عبد الله بن عليّ المقرىء سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط ، وشيخ الشيخ أبو البركات إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، وأبو عبد الله محمد بن محمد ابن السّلّال ، وأبو بكر أحمد بن علي ابن الأشقر ، والقاضي أبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن زهموية ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وجماعة آخرون.

وكتب أكثر مسموعاته ، وحصّل طرفا من الفقه ، وعاد إلى بلده ، وتولّى القضاء به ، وانتقل إلى شيراز وأقام بها إلى حين وفاته.

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «كازرون» من معجم البلدان ١ / ٤٣٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٣٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٨ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٦ / ٦٤ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٦٥.

٣٩٧

ثم قدم بغداد رسولا من أمير شيراز في سنة ست وثمانين وخمس مئة ، وحدّث بها ، ولقيته بواسط لما اجتاز بها في هذه السنة. وسمعت منه «مشيخة» جمعها لنفسه في سبعة أجزاء وغيرها ، وكان خيّرا له فهم ومعرفة.

قرأت على أبي العباس أحمد بن منصور الكازرونيّ ، قلت له : أخبركم شيخ الشّيوخ أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد النّيسابوري قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن قرّة ، عن الزّهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع» (١).

سمعت أبا العباس أحمد بن منصور يقول : الأصدقاء ثلاثة والأعداء ثلاثة ، فأما الأصدقاء : فصديقك وصديق صديقك وعدو عدوك ، وأما الأعداء : فعدوّك وعدو عدوك وصديق عدوّك.

سألت أحمد الكازروني عن مولده ، فقال : ولدت في ذي الحجة من سنة ست عشرة وخمس مئة.

وحدّثني ولده عبد المنعم أنّه توفي بشيراز في الثالث عشر من جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، وصلّي عليه بجامع شيراز ليلا ، وحمل إلى كازرون فدفن بها.

* * *

__________________

(١) إسناده ضعيف ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٤٩٤ ، وتقدم أيضا في الترجمة ٧٦٢.

٣٩٨

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه موهوب

٨٧٩ ـ أحمد بن موهوب الخبّاز.

سمع أبا الحسين عاصم بن حسن المقرىء وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، ولم يكنّه.

٨٨٠ ـ أحمد (١) بن موهوب بن أحمد بن إبراهيم ابن النّرسيّ ، أبو بكر ابن أبي العز.

من أهل باب الأزج ، هو ابن عمّ أبي المظفّر أحمد بن عبد الباقي ابن النّرسي قاضي باب الأزج.

سمع أبو بكر هذا من أبي القاسم بن بيان. وروى عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي وأخرج عنه حديثا في «معجمه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر الدّمشقي ، قال : قرأت على أبي بكر أحمد بن موهوب ابن النّرسي ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد ابن بيان ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران إملاء ، قال : حدّثنا حمزة بن محمد بن العباس الدّهقان ، قال : حدّثنا محمد بن غالب ، قال : حدثنا مؤمّل بن إسماعيل ، عن همّام (٢) ، عن قتادة عن أنس أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يضرب شعره منكبيه (٣).

قال القرشي : سألت أبا بكر ابن النّرسيّ عن مولده ، فقال : في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وأربع مئة. وتوفي يوم الأربعاء عاشر شعبان سنة اثنتين وستين

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٧٢.

(٢) هو همّام بن يحيى بن دينار المحلّمي أبو عبد الله البصري ، من رجال الشيخين.

(٣) هو في الصحيحين من حديث همّام : البخاري ٧ / ٢٠٨ حديث رقم (٥٩٠٣) ، و (٥٩٠٤) ، ومسلم ٧ / ٨٣ (٢٣٣٨) (٩٥).

٣٩٩

وخمس مئة.

٨٨١ ـ أحمد (١) بن موهوب بن المبارك بن محمد بن أحمد ابن السّدنك ، أبو شجاع بن أبي القاسم بن أبي طالب بن أبي طاهر ، والسّدنك لقب أحمد جد جدّه.

من أهل الحريم الطّاهري ، كان أمين القضاة بالحريم.

سمع أبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب ، وأبا القاسم عليّ بن أحمد ابن بيان ، وأبا عليّ محمد بن محمد ابن المهدي الخطيب ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء وغيرهم. وحدّث عنهم ، وكان ثقة صحيح السّماع.

سمع منه الشريف أبو الحسن الزّيديّ ، والقاضي عمر القرشي ، وأبو إسحاق ابن الشّعّار ، وأبو بكر بن مشّق. وحدثنا عنه جماعة.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر : أخبركم أبو شجاع أحمد بن موهوب بن المبارك الأمين ، فأقرّ به. وقرأت على أبي السّعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد ؛ قالا : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثني القاسم بن مالك المزني ، عن المختار بن فلفل ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا أوّل شفيع يوم القيامة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة ، وإنّ من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة وما معه مصدّق غير واحد» (٢).

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٣٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٣.

(٢) إسناده صحيح ، القاسم بن مالك المزني ثقة ، وضعّفه الساجي وحده ، كما بيناه في تحرير التقريب ٣ / ١٧٤.

أخرجه ابن مندة في الإيمان (٨٨٥) ، والبيهقي في السنن ٩ / ٤ ، وفي الاعتقاد ١٩١ ، والخطيب في تاريخه ١٤ / ٣٨٧ بتحقيقنا من طريق القاسم ، به.

ويروى هذا الحديث بلفظ «أنا أول شفيع في الجنة» بدلا من «يوم القيامة» ، والمعنى

٤٠٠