ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

إسماعيل الصفّار ، قال : حدثنا أبو عليّ الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا هشيم بن بشير ، عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعريّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعطيت فواتح الكلام وخواتمه وجوامعه.

فقلنا : يا رسول الله علّمنا مما علّمك الله عزوجل فعلّمنا التّشهّد في الصّلاة» (١).

ولد القاضي أبو يعلى ابن الفرّاء في سنة أربع وتسعين وأربع مئة.

قال صدقة بن الحسين الفرضي في تاريخه : وفي صبيحة يوم السّبت سابع عشري شهر ربيع الآخر سنة ستين وخمس مئة مات القاضي أبو يعلى ابن الفرّاء وصلّ عليه يوم الأحد ثامن عشرين منه بجامع القصر الشّريف ، وكان له جمع كثير ، ودفن بمقبرة أحمد عند أهله ، وكان سنّه ستا وستين سنة.

٤٤٢ ـ محمد (٢) بن محمد بن هبة الله بن عليّ القادسيّ ، أبو بكر المغسّل.

سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش الكاتب وغيره. وحدّث عنهم ؛ سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي وجماعة ، وحدّثنا عنه أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد العدل.

قرأت على أبي العباس أحمد بن أبي بكر البزّاز : أخبركم أبو بكر محمد بن محمد بن هبة الله قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن محمد بن خشيش الكاتب. وأخبرناه عاليا أبو السّعادات نصر الله ابن عبد الرحمن بن محمد القزّاز بقراءتي عليه أولا وقراءة عليه وأنا أسمع ثانيا ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي القارىء ، قال : حدثنا أحمد بن عليّ الخزّاز ، قال : حدثنا يحيى بن

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف عبد الرحمن بن إسحاق ، وهو أبو شيبة الواسطي ، ويقال : كوفي.

(٢) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ١١٤ ، وترجمه في تاريخه ١٢ / ٢٦٧.

٢١

معين ، قال : حدثنا هشام بن يوسف ، عن هشيم (١) ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ليدخلن الجنّة من أمّتي سبعون ألفا ، أو قال سبع مئة ، بغير حساب» (٢).

توفّي أبو بكر القادسي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمس مئة.

٤٤٣ ـ محمد (٣) بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد ابن عبد الله بن الحسين بن غزال ، أبو الأزهر الكاتب.

من أهل واسط. من بيت معروف بها بالرّياسة وتولّي الأعمال الدّيوانية.

وهو أخو أبي الكرم عليّ بن محمد ، وكان محمد الأكبر.

سمع بواسط من أبي نعيم محمد بن إبراهيم ابن الجمّاري ، وأبي الكرم خميس بن عليّ الحوزي وغيرهم. قدم بغداد وحدّث بها ، وسمع منه جماعة من أهلها منهم : عبيد الله بن عليّ بن نصر البغدادي وذكر أنّ مولده في شوّال سنة خمس وثمانين وأربع مئة.

وبلغني أنه توفّي بواسط في سنة إحدى وستين وخمس مئة.

__________________

(١) ضبّب الناسخ عليه وكتب في الحاشية : «في حاشية الأصل : خ : معمر مكان هشيم» ، يعني أنه في نسخة أخرى مما نقل المؤلف. وسيأتي في التخريج أن الإمام أحمد وابنه قد روياه من حديث معمر.

(٢) إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، هشام بن يوسف هو الصنعاني ، من رجال البخاري ، وهشيم هو ابن بشير الواسطي الثقة المتقن من رجال الشيخين ، وأبو حازم هو سلمة بن دينار الأعرج الثقة العابد من رجال الشيخين أيضا ، وهو غريب من هذا الوجه ؛ فهو في الصحيحن البخاري ٨ / ١٤٣ (٦٥٥٤) ، ومسلم ١ / ١٣٧ (٢١٩) ، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، به. وهو عند أحمد ٥ / ٣٣٥ وابنه عبد الله في زياداته على مسند أبيه ٥ / ٣٣٥ من طريق معمر بن راشد عن أبي حازم. وهو عند البخاري ٤ / ١٤٤ (٣٢٤٧) من طريق الفضيل بن سليمان النميري عن أبي حازم. وهو عند البخاري أيضا ٨ / ١٤١ (٦٥٤٣) من طريق محمد بن مطرف المدني عن أبي حازم.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٦٧.

٢٢

٤٤٤ ـ محمد (١) بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد ابن الجبّان ، أبو المعالي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن العطّار يعرف بابن اللّحّاس.

من أهل الحريم الطاهري.

شيخ ثقة ، صحيح السّماع. سمع أبا محمد عبد الله بن عطاء الإبراهيمي الهروي ، وجدّه أبا الحسن وغيرهما. وكانت له إجازة من أبي القاسم عليّ بن أحمد ابن البسري منفردا بها.

روى الكثير ، وسمع منه النّاس قديما. كتب عنه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني ببغداد بعد الثلاثين وخمس مئة ومن بعده. وروى لنا عنه جماعة كثيرة. وذكرناه لأنّ وفاته تأخرت عن وفاة تاج الإسلام.

قرأت على أبي سعد الحسن بن محمد بن الحسن الكاتب وعلى أبي البركات يوسف بن المبارك بن المبارك البيّع ، قلت لهما : أخبركما أبو المعالي محمد بن محمد ابن اللّحّاس العطّار قراءة عليه وأنتما تسمعان ، فأقرّا به ، قال : أخبرنا جدّي أبو الحسن محمد بن أحمد قراءة عليه وأنا أسمع في سنة ثمان وسبعين وأربع مئة ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عليّ بن الحسن بن البادا ، قال : حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي ، قال : حدثنا السّري بن سهل الجنديسابوري ، قال : حدثنا عبد الله بن رشيد ، قال : حدثنا مجّاعة بن الزّبير ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ لله مئة اسم غير اسم ، من أحصاها دخل الجنّة» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٦٥ ، والعبر ٤ / ١٧٩ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ١١٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٧٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٠٦.

(٢) إسناده حسن ومتنه صحيح ، عبد الله بن رشيد هو الجنديسابوري ، ذكره ابن حبان في الثقات ٨ / ٣٤٣ وقال : مستقيم الحديث. وهذا توثيق معتبر إذ نص عليه ، وساقه ابن حجر في

٢٣

أنبأنا محمد بن المبارك بن مشّق ومن خطّه نقلت ، قال : مولد أبي المعالي ابن اللّحّاس في سنة ثمان وستين وأربع مئة. وتوفي يوم الأحد تاسع عشر ربيع الآخر من سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

وقال غيره : وصلّي عليه بباب الحريم الطّاهري ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٤٥ ـ محمد (١) بن محمد بن مواهب ابن الخراساني ، أبو الحسن.

أخو شيخنا أبي العز محمد الشّاعر ، وسيأتي ذكره (٢) ، وأبو الحسن هذا هو الأسن.

سمع أبا الحسين ابن الطّيوري ، وأبا العز محمد بن المختار الهاشميّ وغيرهما. وحدّث باليسير. وكان يتولّى عمارة الجسر على دجلة.

توفي يوم الخميس سادس عشر جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستين وخمس مئة وصلّي عليه بجامع المنصور ، ودفن بمقبرته.

٤٤٦ ـ محمد بن محمد بن هبة الله بن أبي عيسى ، واسم أبي عيسى

__________________

اللسان ٣ / ٢٨٥ ، وذكر أن البيهقي قال فيه : لا يحتج به. أما مجاعة بن الزبير ، فقد قال أحمد : لم يكن به بأس في نفسه. وضعفه الدارقطني (السنن ١ / ٧٦) ، لكن ابن عدي فتش حديثه وقال : هو ممن يحتمل ويكتب حديثه ، وقال أيضا : «وأما ابن رشيد وحاضر بن مطهر فعندهما عن مجاعة نسخة طويلة وعامة ما يرويانه وغيرهما من حديث مجاعة يحمل بعضها بعضا» (الكامل ٦ / ٢٤٢٠).

ولا يشك أن هذا الحديث من صحيح حديثهما ، فهو عند مسلم ٨ / ٦٣ (٢٦٧٧) وغيره من حديث أيوب السختياني عن ابن سيرين. وهو عند أحمد ٢ / ٢٦٧ و ٤٢٧ و ٥١٦ والترمذي (٣٥٠٦) من حديث هشام بن حسان عن ابن سيرين ، وقال الترمذي : حسن صحيح. وهو بعد ذلك في الصحيحين من حديث الأعرج عن أبي هريرة : البخاري ٨ / ١٠٨ (٦٤١٠) ، ومسلم ٨ / ٦٣ (٢٦٧٧).

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١١٥ ، وذكره في ترجمة أخيه من سير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٢.

(٢) الترجمة ٤٦٥.

٢٤

الفضل ، ابن إبراهيم ، أبو الفتح الشّاهد القاضي.

من أهل شهر ابان (١) ، وكان قاضيها.

شهد بمدينة السّلام عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي. أخبرنا محمد بن هبة الله النّحوي ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن بختيار القاضي في تاريخه لحكّام مدينة السّلام ، قال : وممن شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم الزّينبي أبو الفتح محمد بن محمد بن أبي عيسى يوم الخميس رابع ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ وأبو منصور سعيد بن محمد ابن الرّزّاز.

وقرأت بخط الشّيخ أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع في تاريخه ومنه نقلت ، قال : توفي أبو الفتح بن أبي عيسى ببغداد ليلة الثّلاثاء ثاني عشري ربيع الأول سنة أربع وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه بالتّاجية ، ودفن بالعطّافيّة. ومولده في سنة ست وثمانين وأربع مئة.

٤٤٧ ـ محمد (٢) بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الصّمد ابن المهتدي بالله ، أبو الحارث بن أبي الغنائم بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الهاشمي الخطيب.

من أهل شارع دار الرّقيق. كان يتولّى الخطابة بجامع القطيعة ، قطيعة ، قطيعة أم جعفر ، محلة كانت على دجلة قريبة من مقبرة أحمد وقد خربت يومئذ ولم يبق لها أثر. وهو من بيت الخطابة والعدالة والرّواية هو وأبوه وجده وأخوه أبو الحسن محمد كلّهم قد حدّث وروى.

سمع أبا العز محمد بن المختار ، وأباه أبا الغنائم محمد بن محمد ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهم. وحدّث عنهم ؛ سمع

__________________

(١) مدينة من محافظة ديالي معروفة إلى اليوم بهذا الاسم ، وتسمى أيضا : السعدية.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٤.

٢٥

منه الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو الفتوح عبد السّلام بن يوسف التّنوخي. وحدّثنا عنه أبو نصر محمد بن سعد الله ابن الدّجاجي الواعظ وغيره.

قرأت على محمد بن أبي الحسن المذكّر من كتابه الذي فيه سماعه قلت له : أخبركم الشّريف أبو الحارث محمد بن محمد بن محمد ابن المهتدي بالله قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرني أبي أبو الغنائم محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبي أبو الحسن محمد بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن أحمد بن بكير ، قال : حدثنا حامد بن حمّاد العسكري ، قال : حدثنا إسحاق ابن سيّار ، قال : حدثنا حجّاج بن منهال ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة ، عن برد بن سنان ، عن مكحول ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ولد له مولود فسمّاه محمدا تبرّكا به ، كان هو ومولوده في الجنّة» (١).

ولد أبو الحارث ابن المهتدي هذا في سنة إحدى وتسعين وأربع مئة. وتوفي في ليلة الخميس سابع جمادى الآخرة سنة خمس وستين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٤٨ ـ محمد (٢) بن محمد بن محمد بن عليّ ابن الطّبقيّ ، أبو الفرج الشّروطيّ.

كان له دكان يكتب فيه للنّاس الكتب مقابل باب النّوبي المحروس.

ذكره أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني فأساء القول فيه ، وقال : كان سيّىء العقيدة في الرّواية يغلب عليه اللهو والمجون. روى شيئا يسيرا عن أبي

__________________

(١) موضوع ، حامد بن حماد العسكري ، قال الذهبي في الميزان ١ / ٤٤٧ : «عن إسحاق بن سيار النصيبي ـ بخبر موضوع هو آفته ـ عن حجاج بن منهال ...» ، فذكره. وساقه ابن الجوزي في الموضوعات (٩٥) عن شيخيه محمد بن عبد الباقي الأنصاري ويحيى بن علي المدير المعروف بابن الطراح عن أبي الحسن ابن المهتدي بالله ، به. وينظر تنزيه الشريعة لابن عرّاق ١ / ١٩٨.

(٢) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١١٥.

٢٦

عبد الله محمد بن محمد ابن السّلّال.

قال المارستاني : سمعنا منه ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربع وستين وخمس مئة.

٤٤٩ ـ محمد (١) بن محمد بن عليّ بن محمد بن الحسين بن عبد الله ابن السّكن ، أبو عبد الله بن أبي سعد بن أبي الحسن بن أبي طالب بن أبي عبد الله يعرف بابن المعوّج.

من أهل باب المراتب ؛ من بيت مشهور ؛ ولي منهم الحجابة غير واحد وحدّث منهم جماعة.

وأبو عبد الله هذا سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وغيره ، وحدّث ، وأضر في آخر عمره.

سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني وذكره في كتابه وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته. وسمع منه بعده جماعة وأثنوا عليه خيرا.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عبد الله البغداديّ قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عليّ بن السّكن قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القارىء ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله البيّع ، قال : حدثنا الحسن بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا محمد بن عمرو بن حنان (٢) ، قال : حدثنا بقيّة ، قال : حدثنا ابن زياد ، قال : سمعت أبا أمامة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنّه سيورّثه» (٣).

__________________

(١) ترجمه الفتح بن علي البنداري في تاريخ بغداد ، الورقة ٦٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ١١٦ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٧١.

(٢) ينظر توضيح ابن ناصر الدين ٢ / ١٦٠.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف بقية وهو ابن الوليد الحمصي ، فإنه كان يدلس تدليس التسوية ، وهو

٢٧

ذكر أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي أنّ مولد أبي عبد الله ابن السّكن في سنة ثمان وثمانين وأربع مئة وأنّه توفي يوم الأربعاء تاسع ربيع الأول سنة خمس وستين وخمس مئة.

٤٥٠ ـ محمد (١) بن محمد بن محمد بن سعد بن عبد الله ، أبو حامد البرويّ (٢) الفقيه الشافعي.

أحد علماء عصره والمشار إليه بالتّقدّم في معرفة الفقه والنّظر وعلم الكلام والوعظ وحسن العبارة ، مع فصاحة في لسانه ، وبلاغة في لفظه وبيانه. تفقّه بنيسابور على الشّيخ أبي سعد محمد بن يحيى ، وكان من أنبل أصحابه. وخرج من خراسان إلى الشّام وأقام بدمشق مدة ، ثم قدم بغداد في سنة ست [أو](٣) سبع وستين وخمس مئة وصادف بها قبولا عند أهلها وتكلّم بها في مسائل الخلاف

__________________

أمر مفسد لعدالته.

أخرجه أحمد ٥ / ٢٦٧ ، والخرائطي في مكارم الأخلاق (٣٧) ، والطبراني في الكبير (٧٥٢٣) ، وفي مسند الشاميين (٨٢٢) و (٨٢٣) من طرق عن بقية.

والمحفوظ في هذا هو حديث ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورّثه» ، أخرجه البخاري ٨ / ١٢ (٦٠١٥) وغيره.

(١) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٥ / ٢٠٤ ، وابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٣٩ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٣٧٦ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٢٩٢ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٤ / ٢٢٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٨١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٧ ، والعبر ٤ / ٢٠٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ١١٦ ، والصفدي في الوافي ١ / ٢٧٩ ، والسبكي في طبقات الشافعية ١ / ٢٧٩ ، والإسنوي في الطبقات ١ / ٢٦٠ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٣٨٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٢٦٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٢٤ وغيرهم.

(٢) هذه النسبة ضبطها ابن خلكان بفتح الباء الموحدة والراء وبعدها واو ، وقال : ولا أعلم هذه النسبة إلى أي شيء هي ، ولا ذكرها السمعاني ، وغالب ظني أنها من نواحي طوس.

(٣) وضعت لفظة «ست» في الأصل فوق لفظة «سبع» ، وأشار كاتب النسخة إلى أنه وجدها هكذا في الأصل الذي نسخ منه ، وقد وضعت «أو» من كيسي للتدليل على هذا الصنيع.

٢٨

وأحسن النّظر ودرّس بها الفقه والأصول والجدل بالمدرسة المعروفة بالبهائية قريبة من النّظامية. وكان يحضر درسه خلق من الفقهاء. وجلس بالمدرسة النّظامية ، وأعجب النّاس كلامه ، وكان المدرّس بها يومئذ أبو نصر أحمد بن عبد الله الشّاشي فكان إذا توسّط المجلس وقرئت بين يديه النّظائر يلتفت إلى موضع التّدريس وينشد معرّضا بما في نفسه من طلبه ومشيرا إليه قول المتنبي (١) :

بكيت يا ربع حتى كدت أبكيكا

وجدت بي وبنفسي في مغانيكا

فعم صباحا لقد هيّجت لي شجنا

واردد تحّيتنا إنّا محيّوكا

بأيّ صرف زمان صرت متخذا

ريم الفلا بدلا من ريم أهليكا

وذلك لما كان عنده من طلب التّدريس بالمدرسة النّظامية. ولعمري لقد كان أهلا لذلك ، وموعودا به لو بقي ولكن أصابته عين الكمال فشوّشت عليه الأحوال ، واخترمته المنيّة قبل بلوغ الأمنية ، وفي طبع الزّمان على الأماني وصاحبها التّمتع والإباء ، فتوفي بين الظّهر والعصر من يوم الخميس السادس عشر من شهر رمضان سنة سبع وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الجمعة السابع عشر منه بجامع القصر الشّريف ، وحضر خلق من الأعيان والأماثل ، ودفن بباب أبرز بتربة الشيخ أبي إسحاق الشّيرازي رضي‌الله‌عنه.

ويقال : مولده يوم الثّلاثاء خامس عشري ذي القعدة سنة سبع عشرة وخمس مئة بطوس ، وقد حدّث بدمشق بشيء من مسموعاته وأملى. فأما ببغداد فما علمت أنّه حدّث بشيء إلا أن يكون شيء في مجالس وعظه.

٤٥١ ـ محمد (٢) بن محمد بن فارس ، أبو بكر المعروف بابن الشاروق.

من أهل الحريم الطاهري.

كان أحد القرّاء الموصوفين بحسن القراءة وجودة الأداء وملاحة الصّوت.

__________________

(١) ينظر ديوانه ٥٥.

(٢) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١١٧ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤٥.

٢٩

سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفي وغيره ، وروى عنهم. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وحدثنا عنه أبو محمد ابن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر الجنابذي : أخبركم أبو بكر محمد بن محمد ابن الشّاروق ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن القاسم الصّيرفي ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : حدثنا أبو عمرو ابن السّمّاك ، قال : حدثنا عبيد بن شريك قال : حدثنا ابن أبي مريم ، قال : أخبرنا يحيى بن أيوب ، قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه ، عن حفصة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «من لم يجمع الصّيام قبل الفجر فلا صيام له» (١).

__________________

(١) هذا حديث معلول ، فالصحيح أنه موقوف ، وقد أخرجه الترمذي في الجامع (٧٣٠) ، والعلل الكبير (٢٠٢) من حديث ابن أبي مريم ، به ، وقال في الجامع : «حديث حفصة لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. وقد روي عن نافع عن ابن عمر قوله ، وهو أصح ، وهكذا أيضا روي هذا الحديث عن الزهري موقوفا ، ولا نعلم أحدا رفعه إلا يحيى بن أيوب. قال بشار : وصحح الموقوف كلّ من : البخاري ، على ما نقله الترمذي في العلل ، وأحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والطحاوي ، والدار قطني.

أخرجه مرفوعا : ابن أبي شيبة ٣ / ٣٢ ، وأحمد ٦ / ٢٨٧ ، والدارمي (١٧٠٥) ، وأبو داود (٢٤٥٤) ، وابن ماجة (١٧٠٠) ، والنسائي ٤ / ١٩٦ و ١٩٧ ، وابن خزيمة (١٩٣٣) ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٥٤ ، والدارقطني ٢ / ١٧٢ ، والبيهقي ٤ / ٢٠٢.

أما حديث نافع عن ابن عمر الموقوف فقد أخرجه مالك في الموطأ (٧٨٨ برواية الليثي) ، وعبد الرزاق (٧٧٨٧) ، والطحاوي في شرح المعاني ٢ / ٥٥. وأما حديث الزهري ، فأخرجه عبد الرزاق (٧٧٨٦) ، والطحاوي في شرح المعاني ٢ / ٥٥ عن الزهري عن سالم ، عن أبيه عن حفصة موقوفا. وأخرجه الطحاوي ٢ / ٥٥ والدارقطني ٢ / ١٧٣ من طريق الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ، عن حفصة موقوفا. ورواه مالك في الموطأ (٧٨٩ برواية الليثي) عن الزهري ، عن عائشة وحفصة من قولهما ، وهذا منقطع ، فإن الزهري لم يدركهما. قال الدارقطني في العلل ٥ / الورقة ١٦٣ : ورفعه غير ثابت.

٣٠

أنبأنا محمد بن المبارك بن مشّق ، قال : توفي أبو بكر ابن الشّاروق سحرة يوم الأربعاء خامس عشري رجب سنة سبعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب ، وقد جاوز الثّمانين.

٤٥٢ ـ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله ، أبو الفتح العلويّ الحسينيّ نقيب المشهدين بالكوفة وكربلاء ، على ساكنهما السّلام.

وكان من أهل الكوفة ومقامه بها. قدم بغداد غير مرّة ، وحدّث بها عن الشّريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي الزّيدي فيما قال أبو بكر المارستاني ، فسمع منه آحاد الطّلبة وآخر ما وردها في سنة سبع وستين وخمس مئة. وقد عزل عما كان يتولاه من النّقابة وخرج منها إلى الموصل ، فأقام بها عند أخيه نقيب الطالبيين بها إلى أن توفّي هناك في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ودفن بها ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٥٣ ـ محمد (١) بن محمد بن عبدكان (٢) ، أبو المحاسن المقرىء.

من أهل محلة دار القز ، أحد المحال الغربية ، يعرف بابن الضّجّة.

كان مقرئا حسنا ، قد قرأ بشيء من القراءات على أبي الخير المبارك بن الحسين الغسّال ، وأبي سعد محمد بن عبد الجبار الجويمي (٣) المقرئين وغيرهما ؛ وروى عنهم. قرأ عليه عبد الوهّاب بن بزغش العيبي (٤) وسمّاه محاسن

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١١٧ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥١٦ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٦٦.

(٢) هكذا وجدت الدال مقيدا بالفتح في أصل النسخة ، وفي تاريخ الإسلام : بالكسر.

(٣) منسوب إلى «جويم» مدينة بفارس ، ذكرها ياقوت في معجم البلدان ٢ / ١٩٢ ونسب أبا سعد هذا إليها ، وقيده ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٤٤.

(٤) العيبي ، بكسر العين المهملة وفتح الياء آخر الحروف وكسر الباء الموحدة ، وهي نسبة إلى العيب التي فيما كتب الرسائل ، عرف بذلك لأن أباه كان ساعيا ، وستأتي ترجمته في

٣١

ابن محمد ، والصواب ما ذكرناه.

توفي في سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.

٤٥٤ ـ محمد (١) بن محمد بن حمّود ، أبو الأزهر المقرىء الصّوفيّ.

من أهل واسط قرأ بها القرآن الكريم بالقراءات العشر على أبي العز محمد ابن الحسين بن بندار القلانسي ، وسمع منه ، ومن أبي نعيم محمد بن إبراهيم ابن الجمّاري.

وقدم بغداد ، وأقام برباط الأرجوان والدة الإمام المقتدي بأمر الله بدرب زاخي إلى أن توفي. وسمع ببغداد من أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء وغيره. وأقرأ النّاس القرآن مدة ، وحدّث وروى ؛ قرأ عليه جماعة وسمعوا منه منهم : أبو الحسن صدقة بن الحسين بن وزير الواعظ ، والقاضي عمر القرشي ، وأبو حفص عمر بن يوسف ختن ابن الشّعّار. وحدّثنا عنه جماعة.

قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن أحمد الدّينوريّ قلت له : أخبركم أبو الأزهر محمد بن محمد بن حمّود الواسطيّ قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم بن محمد ابن الجمّاري قراءة عليه وأنا أسمع بواسط في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة. وأخبرنيه عاليا أبو طالب محمد بن عليّ ابن الكتّاني قراءة عليه وأنا أسمع بواسط في سنة أربع وسبعين وخمس مئة قيل له : أخبركم أبو نعيم محمد بن إبراهيم ابن الجمّاري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المعروف بابن

__________________

موضعها من هذا الكتاب.

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١١٧ ، وترجمه في وفيات سنة ٥٧١ من تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٠٥ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣٩ نقلا من تاريخ ابن النجار ، وابن الجزري في غاية النهاية ٢ / ٢٣٩.

٣٢

السّقّاء ، قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، قال : حدثنا مسدّد ، قال : حدثنا عبد الوارث ، عن يونس ، عن عمرو بن سعيد ، عن أبي زرعة ، عن جرير بن عبد الله ، قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري (١).

أنبأنا القرشيّ ، قال : توفّي أبو الأزهر بن حمّود المقرىء ببغداد في يوم الثلاثاء ثاني عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.

٤٥٥ ـ محمد (٢) بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن منصور المجهّز ، أبو الثّناء الواعظ المعروف بابن الزّيتونيّ ، سبط ابن الواثق.

من أهل باب البصرة ، وسكن الجانب الشّرقي بدرب مصلحة في سوق الثّلاثاء.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وغيرهما. وسافر إلى خراسان في شبيبته وأقام بنيسابور مدة ، وسمع بها من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وأبي نصر محمد بن

__________________

(١) إسناده صحيح ، مسدّد هو ابن مسرهد ، وعبد الوارث هو ابن سعيد التنوري ، ويونس هو ابن عبيد بن دينار العبدي ، وأبو زرعة هو ابن جرير بن عبد الله البجلي ، وكلهم من رجال الشيخين ، عمرو بن سعيد ـ وهو الثقفي البصري ـ من رجال مسلم.

أخرجه وكيع في الزهد (٤٨١) ، وهناد في الزهد (١٤١٧) ، وابن أبي شيبة ٤ / ٣٢٤ ، والدارمي (٢٦٤٣) ، ومسلم ٦ / ١٨١ (٢١٥٩) ، وأبو داود (٢١٤٨) ، والترمذي (٢٧٧٦) ، والنسائي في عشرة النساء من سننه الكبرى (٩٢٣٣) ، والطحاوي في شرح المعاني ٣ / ١٥ ، وفي شرح المشكل (١٨٦٨) و (١٨٦٩) و (١٨٧٠) و (١٨٧١) ، وابن حبان (٥٥٧١) ، والطبراني في الكبير (٢٤٠٤) و (٢٤٠٥) و (٢٤٠٦) و (٢٤٠٨) ، والحاكم ٢ / ٣٩٦ ، والبيهقي في السنن ٧ / ٨٩ ، وفي الشعب (٥٤٢٠) وغيرهم من طرق عن يونس ابن عبيد ، به.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٨١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٣٠ ، واختاره في المختصر المحتاج ١ / ١١٨.

٣٣

عبد الله الأرغياني ، وأبي محمد عبد الجبار بن محمد الخواري ، وغيرهم. وعاد إلى بغداد ولزم مسجدا كان يجلس فيه للوعظ بالموضع الذي ذكرناه ، ويحدّث ويروي على طريقة حسنة.

سمع منه خلق كثير منهم : الشّريف أبو الحسن الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن القرشي. وحدثنا عنه الشّريف أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي بكتاب «أسباب نزول القرآن العزيز» (١) بسماعه له من أبي نصر الأرغياني عن مصنّفه أبي الحسن عليّ بن محمد الواحدي ، والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي ، وغيرهما.

ولد أبو الثّناء ابن الزّيتوني بباب البصرة في سنة اثنتين وخمس مئة ، وتوفي يوم الاثنين ودفن يوم الثّلاثاء النّصف من شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة ، ودفن بموضع متصل بمسجده بدرب مصلحة.

٤٥٦ ـ محمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله ابن العجيل ، أبو بكر القزّاز.

من أهل الحريم الطّاهري ، سكن الكرخ.

وروى عن الشّريف أبي عليّ محمد بن محمد ابن المهدي الخطيب. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي وذكره في «معجم شيوخه» الذين كتب عنهم.

٤٥٧ ـ محمد (٢) بن محمد بن سعد بن هبة الله بن عسكر ، أبو الفضل.

__________________

(١) حققه بأخرة صديقنا الفاضل الأستاذ عصام فارس الحرستاني ، ونال تلميذي الفاضل الشيخ ياسر النعيمي بدراسته رتبة الماجستير من جامعة صدام للعلوم الإسلامية في علوم القرآن.

(٢) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٦٦ من تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٥٥ ، وسماه : «محمد بن محمد بن سعد بن محمد ، أبو الفضل بن عسكر الأنباري الكاتب» فكأنه نقل ذلك من تاريخ ابن النجار.

٣٤

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وحدّث عنه. سمع منه القاضي عمر بن أبي الحسن الدّمشقي.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القاضي ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد ابن محمد بن عسكر ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن ابن الخضر الأسيوطي (١) ، قال : حدثنا أحمد بن شعيب النّسائي ، قال (٢) : حدثنا قتيبة ابن سعيد ، عن مالك (٣) ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ليس المسكين بهذا الطّوّاف الذي يطوف على النّاس تردّه اللقمة واللقمتان والتّمرة والتّمرتان. قالوا : فما المسكين؟ قال : الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن به فيتصدّق عليه ولا يقوم يسأل النّاس».

٤٥٨ ـ محمد (٤) بن محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن سهل العطّار ، أبو بكر.

من أهل همذان ، وهو أخو الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن العطّار الهمذاني لأمّه ، وابن عمّه.

__________________

(١) في الأصل : «الأشتولي» مجودة ، ولا يصح ، وما أثبتناه هو الصواب الذي وجدته بخط الذهبي في تاريخ الإسلام ، قال في وفيات سنة ٣٦١ : «الحسن بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي ، حدث عن أبي عبد الرحمن النسائي ...» ٨ / ١٩٤. وذكره المزي في الرواة عن النسائي في تهذيب الكمال ١ / ٣٣٠ ، قال : «وأبو علي الحسن بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي. وذكره السمعاني في «الأسيوطي» من الأنساب وتابعه ابن الأثير في اللباب ، وياقوت في معجم البلدان وإن سموه : «الحسن بن علي بن الخضر بن عبد الله» ، وينظر تعليقي على هذا الموضع من تهذيب الكمال.

(٢) المجتبى ٥ / ٨٥ ، وفي الكبرى (٢٣٥٣).

(٣) الموطأ (٢٦٧٢ برواية الليثي وتعليقنا عليه) ومن طريق مالك أخرجه البخاري في الزكاة من صحيحه ٢ / ١٥٤ (١٤٧٩).

(٤) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١١٨.

٣٥

قدم بغداد في سنة عشرين وخمس مئة ، وسمع بها مع أخيه أبي العلاء من جماعة منهم : أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري وغيرهما. وعاد إلى بلده وحدّث به ، وسمع منه بنو أخيه وغيرهم. وكتب إلينا بالإجازة في سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن الحسن الهمذاني فيما كتب إلينا ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد في سنة عشرين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان. وقرأته على أبي الحسن عليّ بن محمد بن يعيش من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعي ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف القزويني ، قال : حدثنا محمد بن سعيد بن سابق ، قال : حدثنا أبو جعفر الرّازي ، عن سليمان التّيمي ، عن أبي عثمان النّهدي ، عن أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قمت على باب الجنّة فرأيت أكثر أهلها المساكين ، ورأيت أصحاب الجدّ محبوسين ، إلا أصحاب النّار فإنّهم أمر بهم إلى النّار ، وقمت على النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء» (١).

توفي أبو بكر ابن العطّار هذا بهمذان بعد سنة خمس وسبعين وخمس مئة بيسير ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) حديث صحيح ساقه المصنف هنا من طريق «الغيلانيات» (١٣٠) ، وهو في الصحيحين من طرق عن سليمان التيمي ، به : البخاري ٧ / ٣٩ (٥١٩٦) و ٨ / ١٤١ (٦٥٤٧) ، ومسلم ٨ / ٨٧ (٢٧٣٦). وهو عند عبد الرزاق (٢٠٦١١) ، وأحمد ٥ / ٢٠٥ و ٢٠٩ ، والنسائي في الكبرى (٩٢٦٥) و (٩٢٧٠) ، وابن قانع في معجم الصحابة ١ / ٩ ، وابن حبان (٦٧٥) و (٧٤٥٦) ، والخطيب في تاريخه ٦ / ٣٥٨ ، وتعليقنا عليه. وأصحاب الجد : هم الأغنياء.

٣٦

٤٥٩ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمود بن ماخرّة الزّوزنيّ ، أبو بكر بن أبي الفتوح بن أبي سعد بن أبي بكر بن أبي الحسن الزّوزنيّ.

من بيت التّصوف وأولاد المشايخ.

وأبو بكر هذا كان أحد الصّوفية برباط شيخ الشيوخ أبي القاسم عبد الرحيم ابن إسماعيل ببغداد. وأبو الحسن جدّ جدّه كان يخدم الصّوفية بالرّباط المقابل لجامع المنصور وإليه ينسب رباط الزّوزني. سمع أبو بكر من جدّه أبي سعد أحمد ، وغيره ، وحدّث بيسير.

قال أبو بكر بن حمرة المارستاني : كان مولده في شعبان سنة سبع وعشرين وخمس مئة.

٤٦٠ ـ محمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن محمد بن أحمد بن عمر ابن النّهاونديّ ، أبو علي بن أبي البركات.

من أهل البصرة ، من بيت القضاء بها والرّواية. وقد تقدّم ذكر جد أبيه أبي طاهر محمد بن محمد (١).

ذكر أبو بكر عبيد الله بن عليّ البغدادي أنّ أبا عليّ هذا قدم بغداد غير مرّة وأنّه حدّث عن جد أبيه أبي طاهر ابن النّهاوندي ، والله أعلم.

٤٦١ ـ محمد (٢) بن محمد بن علي ، أبو الفضل ، من أهل سقسين (٣).

__________________

(١) الترجمة ٤٢٩.

(٢) ترجمة ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٠٥ وقال : «ورد إربل وأسمع بها في سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، سمع عليه العلماء كتاب تحفة المحدثين من تأليفه».

(٣) لم يذكرها ياقوت في معجم البلدان ولا استدركها عليه ابن عبد الحق في مراصد الاطلاع ، وذكرها الذهبي ـ نقلا من تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ـ في ترجمة بركة بن توشي بن جنكيز خان المغولي ملك القفجاق ، فقال : «وقد سافر من سقسين سنة نيف وأربعين إلى بخارى لزيارة الشيخ سيف الدين الباخرزي» (تاريخ الإسلام ١٥ / ١١٢). وذكر اليونيني

٣٧

وقيل : محمد بن عليّ بن محمد. وهو الصّواب.

قدم بغداد بعد سنة سبعين وخمس مئة وأقام بالمدرسة النّظامية ، وروى بها عن محمد بن أبي الحسن الخوارزمي. سمع منه أبو الفضل إلياس بن جامع الإربليّ ببغداد ، وحدّث عنه بحديث مسلسل.

٤٦٢ ـ محمد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله الملقّب شفنين (١) بن محمد أبي عيسى ابن المتوكّل على الله أبي الفضل جعفر ابن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد ابن الرّشيد أبي جعفر هارون ابن المهدي أبي عبد الله محمد ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ ، أبو عبد الله يعرف بابن شفنين.

من ساكني محلة قطفتا.

كان أحد الشّهود المعدّلين والخطباء المتعيّنين ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمس مئة. وزكّاه العدلان الشّريفان أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله وأبو العباس أحمد بن عليّ ابن المأمون. وكان يتولّى الخطابة بجامع التّوثة محلة مجاورة لمقبرة الشّونيزي. وتولّى أيضا النّظر في أوقاف المارستان العضدي إلى أن توفي.

سمع أبا محمد المبارك بن المبارك ابن التّعاويذي الصّوفي ، وأبا الوقت

__________________

أنها مدينة ملك المغول تقع على نهر أتل (ذيل المرآة ١ / ٥٣٤) وذكرها القزويني في آثار البلاد ٤٠٢ وذكر أنها من بلاد الخزر ، وأشار إلى أنها بلدة عظيمة آهلة ذات أنهار وأشجار وخيرات كثيرة وأهلها مسلمون.

(١) قيّده المنذري في ترجمة عمّته الشريفة فاطمة بنت عبد الواحد من التكملة (١ / الترجمة ٢٨٥) ، فقال : وشفنين ، بضم الشين المعجمة وسكون الفاء وكسر النون وسكون الياء آخر الحروف وآخره نون ، وهو لقب عبيد الله بن أبي عيسى.

٣٨

السّجزي ، والخطيب أبا المظفّر محمد بن أحمد ابن العبّاسي المعروف بابن التّريكي ، وغيرهم. وحدّث بشيء يسير. سمع منه صديقنا إلياس بن جامع الإربلي ، وروى عنه حديثا في «أربعين» جمعها لنفسه.

توفّي أبو عبد الله بن شفنين يوم الثّلاثاء ثاني عشر شوّال من سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة معروف الكرخي. وكان شابا.

٤٦٣ ـ محمد (١) بن محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم ابن الأنباريّ ، أبو الفرج ابن سديد الدّولة أبي عبد الله كاتب ديوان الإنشاء المعمور.

من بيت مشهور بالفضل والكتابة ، وقد تقدم ذكر أبيه (٢).

وأبو الفرج هذا تولّى ديوان الإنشاء بعد وفاة أبيه وذلك في رجب سنة ثمان وخمسين وخمس مئة إلى حين وفاته. وناب في ديوان المجلس مديدة يسيرة. وكان مقدّما ، ذا حشمة وجاه. سمع مع أبيه من أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن السّمرقندي ، وحدّث عنه.

ذكره القاضي أبو المحاسن الدّمشقي في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم.

قال عبيد الله بن عليّ المارستاني : مولد أبي الفرج ابن الأنباري في سنة سبع وخمس مئة. وتوفّي يوم الجمعة السادس من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة وصلّي عليه بجامع القصر الشريف ، ودفن بالجانب الغربي بمقابر قريش عند أبيه ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٦٤ ـ محمد بن محمد بن عبيد الله بن هبة الله بن هبة الله ابن اليازوريّ ، أبو المظفّر الكاتب.

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٦١ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٥٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٦١.

(٢) الترجمة ٢٧٣.

٣٩

من أهل باب الأزج.

سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما الصّائغ ، وأبا المعالي عبد الخالق بن أحمد بن البدن الصّفّار.

ذكر أبو بكر ابن المارستاني أنّه سمع منه ، وأنّه توفي في شهر ربيع الآخر من سنة ست وسبعين وخمس مئة ، ودفن بداره بباب الأزج.

٤٦٥ ـ محمد (١) بن محمد بن مواهب ابن الخراسانيّ ، أبو العز الأديب الشّاعر.

صاحب العروض والنّوادر المنسوبة إلى حدّة الخاطر ، وهو أخو أبي الحسن محمد المقدّم ذكره في هذه الترجمة (٢).

قرأ الأدب على الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي وعلى غيره. وكان ذا معرفة بالعروض وصنعة الشّعر ، وله «ديوان» من الشّعر ، ومصنّفات في عروضه. مدح الإمام المسترشد بالله ومن بعده من الأئمة المهديين الخلفاء رضي‌الله‌عنهم ووزراءهم والأكابر.

لقيناه ، وسمعنا منه شيئا من شعره إلا أنّه تغيّر في آخر عمره وأصابه ما يصيب الشّيوخ من السّهو والغفلة ، تركت سماع الحديث منه لذلك.

سمع الحديث من جماعة منهم : أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطّيوري ، وأبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش ، وأبو بكر أحمد بن

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٦ / ٢٦٤١ ، والقفطي في إنباه الرواة ٣ / ٢١٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الرؤساء من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٤٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٢ ، والعبر ٤ / ٢٣٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ١١٩ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٥٠ ، وابن شاكر في فوات الوفيات ٣ / ٢٣٨ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ٢٣٥ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٥٧.

(٢) يعني ترجمة من اسمه محمد واسم أبيه محمد ، الترجمة ٤٤٥.

٤٠