ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

أنشدني أبو حفص عمر بن عبد المجيد بن الحسن المهدوي الميانشي بمكة شرّفها الله ـ بمنزله منها بسوق اللّيل في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، قال : أنشدني الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي بالإسكندرية لنفسه :

إنّ علم الحديث علم رجال

تركوا الابتداع للاتّباع

فإذا الليل جنّهم كتبوه

وإذا أصبحوا غدوا للسّماع

فلهم في المعاد خير مقام

شركوا الأنبياء في الأتباع

وأنشدني أبو عبد الله محمد بن المأمون بن هبة الله المطّوعي اللهاوري بواسط ، قال : أنشدني الحافظ أبو طاهر السّلفي بالإسكندرية لنفسه :

دين الرّسول وشرعه أخباره

وأجلّ علم يقتفى آثاره

من كان مشتغلا بها وبنشرها

بين البريّة لا عفت آثاره

أنشدني أبو الرّضا أحمد بن طارق بن سنان بن محمد القرشي ببغداد ، قال : أنشدنا الحافظ أبو طاهر السّلفي قال : أنشدني أبو عليّ أحمد بن محمد بن مختار الشّاهد بواسط في سنة خمس مئة لنفسه :

كم جاهل متواضع

ستر التّواضع جهله

ومميّز في علمه

هدم التّكبّر فضله

فدع التكبر ما حيي

ت ولا تصاحب أهله

فالكبر عيب للفتى

أبدا يقبّح فعله

توفي الحافظ أبو طاهر بن سلفة بالإسكندرية ضحوة يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمس مئة ، ودفن بها ، ويقال : إنّه جاوز المئة ، والله أعلم.

٨٤٢ ـ أحمد (١) بن محمد بن أبي القاسم الخفيفيّ ، أبو الرّشيد

__________________

(١) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بقطب الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٧٥٩ نقلا من تاريخ القطيعي ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٥ نقلا من تاريخ ابن النجار ،

٣٦١

الأبهريّ الصّوفيّ.

من أهل أبهر زنجان.

قدم بغداد ، واستوطنها إلى حين وفاته ، وصحب الشّيخ أبا النّجيب السّهروردي ، وكان من أعيان أصحابه. اشتغل بالعلم وتفقّه. ثم أقبل على طريق المعاملة والمجاهدة والرّياضة والخلوة حتى فتحت له أبواب الخير ، وظهرت عليه علامات القبول ، ونطق بالحكم على لسان القوم. وكان جامعا بين قانون الشّرع وطريقه أصحاب الحقيقة.

سمع ببغداد القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا حفص عمر بن محمد السّهروردي عمّ الشيخ أبي النّجيب وحدّث عنهم وعن غيرهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وجماعة.

أخبرنا أبو نصر عمر بن محمد بن أحمد الدّينوري بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو الرّشيد أحمد بن محمد الأبهري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزّاز. وأخبرناه القاضي أبو العباس أحمد بن علي بن هبة الله الهاشمي وجماعة ، قالوا : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم ابن أحمد البرمكي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي ، قال : أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدّثنا عبد الله بن عون ، عن الشّعبي ، قال : سمعت النّعمان بن بشير ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وو الله لا أسمع أحدا بعده ـ يقول : «إنّ الحلال بيّن وإنّ الحرام بيّن ، وإنّ بين ذلك أمورا مشتبهات ـ وربما

__________________

والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٧ ، وهو منسوب إلى محمد بن خفيف الشيرازي الصوفي الشهير.

٣٦٢

قال مشتبهة ـ وسأضرب لكم مثلا : إنّ الله تعالى حمى حمى ، وأنّ حمى الله ما حرّم الله ، وإنّه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى ـ وربما قال : من يخالط الرّيبة ـ يوشك أن يجسر (١).

أنبأنا عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : سألت أحمد الأبهريّ عن مولده فذكر ما يدلّ أنه بعد سنة خمس مئة بأبهر.

قلت : وقرأت على صخرة على قبره بمقبره الشّونيزي ، توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وخمس مئة.

٨٤٣ ـ أحمد بن محمد بن أحمد السّعديّ ، أبو الفتح العكبريّ.

من شيوخ أبي بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، ذكره في «معجم شيوخه» ولم يخرّج له شيئا ، ولا ذكر ممن سمع.

٨٤٤ ـ أحمد (٢) بن محمد بن أحمد بن عليّ ابن الطّيبيّ ، أبو العبّاس بن أبي عبد الله ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (٣).

كان أحمد هذا أحد الشّهود المعدّلين ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الأوّلة ، وهو أول شاهد شهد عنده ، وذلك في يوم الأحد تاسع عشري شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو طالب روح بن أحمد ابن الحديثي وأبو الحسين أحمد بن محمد ابن الصّفّار الأنباري.

__________________

(١) حديث ابن عون عن الشعبي هذا إسناده صحيح ، أخرجه من طريقه أبو داود (٣٣٢٩) ، والنسائي ٧ / ٢٤٢ وغيرهما. وهو في الصحيحين من حديث الشعبي عن النعمان : البخاري ١ / ٢٠ (٥٢) و ٣ / ٦٩ (٢٠٥١) و (٢٠٥١) ، ومسلم ٥ / ٥٠ (١٥٩٩). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٢٠٥).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة (الورقة ٢ من القسم غير المنشور) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٢٣.

(٣) الترجمة ٩.

٣٦٣

وهو خال والدي.

سمع أبا نصر المعمّر بن محمد البيّع ، وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وغيرهما ، وحدّث عنهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وأبو الفتوح بن أبي الفرج ابن الحصري وغيرهم.

وذكره القاضي عمر القرشي ، فقال : كان صحيح السّماع مقدّما محتشما صدوقا.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدمشقي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ابن الطّيبي ، قال : أخبرنا أبو نصر المعمّر بن محمد البيّع ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب. وأخبرناه القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الواحد القزّاز قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت ، قال (١) : أخبرنا إبراهيم بن مخلد (٢) بن جعفر ، قال : حدّثني إسماعيل بن عليّ الخطبي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمد ابن الهيثم أبو القاسم الكرخي ، قال : حدّثنا عمرو النّاقد ، قال : حدّثنا سليمان بن عبيد الله ، قال : حدّثنا مصعب بن إبراهيم ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس : أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أراد أن ينام توضّأ وضوءه للصّلاة (٣).

__________________

(١) تاريخ مدينة السلام ٧ / ٨٦ بتحقيقنا.

(٢) في النسخ : «علي» ، وهو وهم جد ظاهر ، فهو من شيوخ الخطيب المشهورين ، وهو الباقر حي المترجم في تاريخه ٧ / ١٣٩.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف سليمان بن عبيد الله الرقي الأنصاري وشيخه مصعب بن إبراهيم القيسي (الميزان ٤ / ١١٨).

أخرجه العقيلي في الضعفاء ٤ / ١٩٤ والخطيب في تاريخه ٧ / ٨٦ ، من طريق

٣٦٤

قال القرشيّ : سألته ـ يعني أبا العباس ابن الطّيبي ـ عن مولده ، فقال : في جمادى الأولى سنة ست وخمس مئة.

وقال أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج : توفي أبو العباس ابن الطّيبي المعدّل ليلة الجمعة سادس عشر محرم سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.

٨٤٥ ـ أحمد (١) بن محمد بن الحسين ، أبو بكر المقرىء المراوحيّ.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا المعالي أحمد بن محمد ابن البخاري البزّاز وغيرهما ، وحدّث عنهم.

سمع منه الشّريف أبو الحسن الزّيدي ورفيقه صبيح العطّاري ، وأبو أحمد العبّاس بن عبد الوهّاب البصري ، وأبو محمد طغدي بن خطلخ الأميري ، وأبو محمد عبد العزيز بن الأخضر وروى لنا عنه.

قرأت على أبي محمد بن أبي نصر الجنابذي : أخبركم أبو بكر أحمد بن محمد المراوحي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد العمري. وقرأته على أبي طالب محمد بن عليّ ابن الكتّاني وعلى أبي الفتح عبيد الله بن محمد بن شاتيل : أخبركم أبو القاسم بن بيان قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : أخبرنا الحسن بن عرفة ، قال : حدّثنا حفص بن غياث ، عن الحجّاج بن أرطاة ، عن محمد بن عبد العزيز الرّاسبيّ ، عن مولى لأبي بكرة ، عن

__________________

إبراهيم بن محمد بن الهيثم القطيعي ، وقال العقيلي : «وهذا يروى بغير هذا الإسناد من وجه أصلح من هذا».

قلت : صح الحديث من حديث عائشة ، فهو في الصحيحين وفيه : «وهو جنب» : البخاري ١ / ٨٠ ، ومسلم ١ / ١٧٠ ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على تاريخ الخطيب ١٠ / ٥٠٦.

(١) لم يذكر المؤلف وفاته ، ووجوده في هذا الموضع فيه نظر ، فقد ترجمه الذهبي في وفيات سنة (٥٥٥) من تاريخ الإسلام (١٢ / ٩٠).

٣٦٥

أبي بكرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ذنبان يعجّلان لا يغفران : البغيّ وقطيعة الرّحم» (١).

٨٤٦ ـ أحمد (٢) بن محمد بن عليّ ، أبو طالب ، من أهل المدائن ، يعرف بابن الكجلو (٣).

كان فيه فضل وله معرفة بالأدب ، سألت عنه أبا الحسين هبة الله بن محمد ابن أبي الحديد قاضي المدائن فوصفه بالفضل والمعرفة ، وقال : كان يتولّى الخطابة بجامع المدائن مدة ، ثم سكن بغداد إلى أن توفّي بها.

وقال أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني : أبو طالب المدائنيّ الحنفيّ ، سمع أبا غالب محمد بن الحسن الماورديّ البصريّ ، وحدّث عنه ، وذكر أنّه سمع منه ، والله أعلم.

٨٤٧ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن بكران ، أبو العبّاس بن أبي الفتح المعروف بابن الخلّال.

من أهل الأنبار ، من بيت العدالة والخطابة بها والرّواية. شهد أبو العباس هذا ببغداد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الأوّلة يوم الخميس سابع عشر جمادي الأولى سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو طالب روح بن أحمد ابن الحديثي وأبو تمّام محمد بن عبد الملك اللّمغاني ، وتولّى قضاء الأنبار فيما أظن.

سمع أباه ، وروى شيئا يسيرا فيما بلغني ، وتوفّي (٤) ...

__________________

(١) إسناده ضعيف ومتنه صحيح ، وقد تقدم تخريجه في الترجمة ٢١٧.

(٢) ترجمه الصفدي في الوافي ٨ / ٦٢ ، وساق له خمسة أبيات من الشعر ، والقرشي في الجواهر ١ / ١١٢ ونقل عن ابن الدبيثي وابن النجار ، وذكر أنه توفي سنة ٥٧٨.

(٣) قيده الصفدي في الوافي فقال : «بضم الكاف وسكون الجيم وضم اللام وبعدها واو».

(٤) هكذا بيّض له المؤلف ، ولم يعد إليه.

٣٦٦

٨٤٨ ـ أحمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن أبي عيسى ، أبو العباس بن أبي الفتح.

وقد تقدّم ذكر أبيه (١) ، من أهل شهرابان.

أحد الشّهود المعدّلين. شهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي يوم الأربعاء رابع ذي القعدة من سنة سبع وستين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ ، وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وهو من بيت القضاء ببلده والعدالة ببغداد. وقد ذكرنا ابنه أحمد بن أحمد (٢) ، وهم معروفون بالفضل والمعرفة.

٨٤٩ ـ أحمد (٣) بن محمد بن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام بن عبد الله بن يحيى الكاتب ، أبو الغنائم بن أبي الفتح بن أبي الحسن.

من بيت مشهور بالكتابة والرّواية هو وأبوه وجده ؛ كلّهم رواة ، وكذلك أخوه أبو منصور عبد الله وسيأتي ذكره.

سمع أبو الغنائم أبا عليّ محمد بن محمد ابن المهدي ، وأبا القاسم هبة الله بن الحصين ، وأباه ، وجدّه.

سمع منه القاضي عمر بن علي القرشيّ وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرني أبو الغنائم أحمد بن محمد بن عبد السّلام ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن

__________________

(١) الترجمة (٤٤٦).

(٢) الترجمة (٦٦٥).

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٢٩ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٠ و ٥٩٥ و ٨٢٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٨ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٦٢.

٣٦٧

محمد بن الحصين. وقرأت على أبي الحسن عليّ بن محمد بن يعيش الكاتب ، قلت له : أخبركم أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشّافعي ، قال (١) : حدّثنا محمد بن الحسين بن شهريار ، قال : حدّثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا ثابت بن زهير ، قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مثلما قال ابن عمر عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الضّبّ : لست بآكله ولا محرّمه (٢).

قال القرشيّ : سألت أبا الغنائم بن عبد السّلام عن مولده ، فقال : في ربيع الآخر سنة أربع وخمس مئة.

قلت : وقتله غلام له بداره في ليلة الأربعاء سادس عشر محرم سنة سبع وثمانين وخمس مئة طمعا في شيء كان له ، ودفن يوم الأربعاء ، رحمه‌الله وإيانا (٣).

«آخر الجزء السابع عشر من الأصل»

__________________

(١) الغيلانيات (١٠٣١).

(٢) إسناده ضعيف جدا ، فيه ثابت بن زهير ، قال البخاري : منكر الحديث (تاريخه الكبير ٢ / الترجمة ٢٠٦٤) ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر الحديث لا يشتغل به (الجرح والتعديل ٢ / الترجمة ١٨١٩) ، وقال النسائي : ليس بثقة (الضعفاء ، الترجمة ٩٥) ، وقال الدارقطني : منكر الحديث (الضعفاء والمتروكون ١٣٨) ، وقال ابن عدي : يخالف الثقات في المتن والسند (الكامل ٢ / ٥٢١).

أخرجه ابن عدي في الكامل ٢ / ٥٢١.

(٣) يظهر أن ابن النجار ذكر مقتله سنة ٥٧٦ ، كما نقله الذهبي في تاريخ الإسلام والصفدي في الوافي ، وإن لم يصرّحا به. ثم أعاد الذهبي ترجمته في سنة ٥٧٧ وأشار إلى من قال بوفاته سنة ست. ثم أعاده في وفيات سنة ٥٨٧ نقلا من تكملة المنذري وتاريخ ابن الدبيثي على ما يظهر ، ولم يشر إلى تقدمه في وفيات السنتين المذكورتين.

٣٦٨

٨٥٠ ـ أحمد (١) بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسين ابن السّكن ، أبو الفتح بن أبي غالب ، يعرف بابن المعوّج (٢).

من أهل باب المراتب ، من بيت أهل حجابة وولاية ورواية ، حدّث منهم جماعة.

وأبو الفتح هذا سمع أباه ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا عبد الله الحسين بن عليّ المقرىء سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط ، وأبا الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبا البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النّرسي ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبا الفضل محمد بن ناصر ، وحدّث عنهم. سمعنا منه. وكان صحيح السّماع ، ولكن لم أظفر بشيء من مسموعاتي منه.

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد ابن السّكن فيما أجازه لنا ، قال : قرأت على والدي أبي غالب محمد بن محمد. وقرأته على المباركة بنت أحمد بن محمد ابن السّكن ، قلت لها : قرىء على جدّك أبي غالب محمد بن محمد وأنت حاضرة تسمعين وذلك في صفر سنة ست وثلاثين وخمس مئة ، فأقرّت به ، قال :

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢١٥ ، والنعال في مشيخته ، الشيخ الثاني والثلاثون ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٦٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٨.

(٢) المعوّج : بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد الواو ، هكذا وجدتها مجودة في النسخ ، وفي «التكملة» للمنذري ، ثم بخط الذهبي في تاريخ الإسلام. واختلف ضبطي للواو المشددة ، فضبطتها بالفتح في «التكملة» ثم عدلت عنه في «تاريخ الإسلام» فضبطتها بالكسر على صيغة اسم الفاعل ظنا مني أنها نسبة إلى صناعة العاج أو بيعه (ينظر تعليقي على تاريخ الإسلام ١١ / ٨١٤) ، ولكن هذا الضبط يعكر عليه حكاية جاءت في ترجمة أبي سعد محمد ابن عبد الله ابن المعوج من مرآة الزمان (٨ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠) أنه أتي برجل فقال له ابن المعوج : لا بد أن أقومك. فقال له الرجل : كنت قومت جدك ، يعني المعوج. وهذا يرجح أنه بالفتح من الاعوجاج ، فالآن أعود إلى ترجيح الفتح ، والله الموفق.

٣٦٩

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو محمد الحسين بن الحسن بن رامين ، قال : حدّثنا أبو الحسن نعيم بن عبد الملك الأستراباذي ، قال : حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال : حدّثني اللّيث بن سعد ، عن ابن الهاد (١) ، عن الوليد بن أبي هشام ، عن الحسن البصري ، عن أبي موسى الأشعري أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لن تؤمنوا بالله حتى تحابّوا ، أفلا أدلّكم على ما تحابّون عليه؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أفشوا السّلام بينكم ، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تراحموا. قالوا : يا رسول الله كلّنا رحيم ، قال : ليس رحمة أحدكم خاصّته ، ولكن رحمة العامّة ، مرّتين» (٢).

توفي أبو الفتح ابن السّكن في ذي الحجة من سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٨٥١ ـ أحمد (٣) بن محمد بن عليّ بن أحمد ابن القصّاب ، أبو الفضل ابن الوزير أبي عبد الله ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٤).

ناب أحمد هذا عن والده في الوزارة بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ في حال

__________________

(١) هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي الثقة ، من رجال الشيخين.

(٢) إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، الوليد بن أبي هشام زياد المدني ثقة من رجال مسلم لا ندري لم قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» صدوق ، فهو ثقة ، وثقة أحمد بن حنبل ، وابن معين ، وأبو داود ، وأبو حاتم الرازي ، والدارقطني والذهبي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، ولا نعلم فيه جرحا (تحرير التقريب ٤ / ٦٨) ، ومع ذلك فقد تابعه على روايته شعيب بن الليث ابن سعد الثقة النبيل الفقيه فرواه عن أبيه ، فقد أخرجه النسائي في القضاء من سننه الكبرى عن محمد بن عبد الله بن الحكم ، عن شعيب ، كما بينه المزي في تحفة الأشراف ٦ / ١٦٧ حديث (٨٩٨٥) وهو من رواية ابن حيوية عن النسائي.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٤ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٦٣.

(٤) الترجمة (٣٧٢).

٣٧٠

سفره لما خرج إلى خوزستان في سنة تسعين وخمس مئة وما بعدها إلى أن توفي والده. وكانت الأمور تصدر عن تدبيره وأمره ، ويعمل ما كان والده يعمله ويقوم بقوانين مراسم الخدمة الشّريفة وتنفيذ أوامرها إلى أن وصل نعي أبيه في اليوم الرابع عشر من شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، فانعزل وانكفأ إلى دار كان يسكنها بدرب الدّواب ولم يظهر ، وأصابه مرض لازمه إلى أن توفّي في سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.

٨٥٢ ـ أحمد (١) بن محمد بن أحمد بن عيسى ، أبو العباس يعرف بابن البخيل.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن بدار القزّ.

سمع أبا المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الورّاق ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وروى عنهم.

سمع منه جماعة من أصحابنا ، وما اتفق لي منه سماع ، وقد أجازني غير مرّة.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن البخيل إذنا ، قال : قرىء على أبي المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك وأنا أسمع في شوّال من سنة أربع وعشرين وخمس مئة. وأخبرناه أبو حفص عمر بن محمد بن المعمّر بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف ، قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢٤٥ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٥٠ ، والذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢٠٨ ، وتاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٦٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٨٠.

٣٧١

الحباب الجمحيّ ، قال : حدثنا القعنبيّ ، عن منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ مما أدرك النّاس من كلام النّبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت».

أخرجه البخاري (١) ، عن آدم ، عن شعبة ، عن منصور.

تنكّس أحمد ابن البخيل من سطح داره فمات صبيحة الثّلاثاء تاسع ذي القعدة من سنة ست وتسعين وخمس مئة.

٨٥٣ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن محمود ، أبو العبّاس بن أبي نصر.

من أهل أوانا ، وقد تقدم ذكر أبيه رحمه‌الله (٢).

شهد أحمد هذا بمدينة السّلام عند قاضي القضاة أبي طالب عليّ بن عليّ ابن البخاري في ولايته الأوّلة يوم الاثنين تاسع شعبان من سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، وزكّاه أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحرّاني ، وأبو الحسن عليّ ابن المبارك بن جابر ، وعزل بعده بيسير ، وأظنّه تولّى القضاء ببلده أيضا.

توفي في أواخر سنة ست وتسعين وخمس مئة أو في أوائل سنة سبع وتسعين وخمس مئة تقريبا ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

٨٥٤ ـ أحمد (٣) بن محمد بن منكير (٤) ، أبو العباس ، وقيل : أبو محمد ، الخبّاز.

__________________

(١) البخاري ٤ / ٢١٥ حديث رقم ٣٤٨٤.

(٢) الترجمة ٢٠.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٩٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٩.

(٤) قيده المنذري في التكملة فقال : بفتح الميم وسكون النون وكسر الكاف وسكون الياء آخر الحروف وآخره راء مهملة.

٣٧٢

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي وغيرهما.

سمع منه أحمد بن سلمان المعروف بالسّكّر وجماعة من أصحابنا ، وما اتفق لي لقاؤه ، وقد أجاز لي غير مرّة.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن منكير إجازة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر قراءة عليه وأنا أسمع. وأخبرناه أبو عبد الله عبد الرّحمن بن هبة الله بن أبي نصر الحربي قراءة عليه ونحن نسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد الصّيدلانيّ ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الجبار العطارديّ ، قال : حدّثنا يونس بن بكير ، عن النّضر أبي عمر ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اللهم أيّد الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطّاب» فأصبح عمر فغدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم خرج فصلّى في المسجد ظاهرا (١).

بلغني أنّ ابن منكير ولد في سنة عشرين وخمس مئة ، وتوفّي يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

٨٥٥ ـ أحمد بن محمد بن حازم بن عبيد الله ، أبو العباس المستعمل.

__________________

(١) ضعيف ، كما قال الإمام الترمذي ، لضعف النضر أبي عمر.

أخرجه الترمذي (٣٦٨٣) ، وفي العلل الكبير (٦٩٢) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على الفضائل (٣١١) ، وابن عدي في الكامل ٧ / ٢٤٨٧ ، والبغوي (٣٨٨٥) و (٣٨٨٦). وقال الترمذي : «هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وقد تكلّم بعضهم في النضر أبي عمر ، وهو يروي مناكير».

٣٧٣

من أهل الحربية أيضا.

سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلاية الزّاهد ، وأبا القاسم سعيد ابن أحمد ابن البنّاء ، وروى عنهما.

سمع منه جماعة. وهو ممن أجاز لنا ، وما لقيته ، والله أعلم.

٨٥٦ ـ أحمد (١) بن محمد بن عمر بن عبد الله ، أبو بكر الأزجيّ المؤدّب.

شاب ، سمع من جماعة من شيوخنا المتأخرين كأبي القاسم ذاكر بن كامل ابن أبي غالب الخفّاف ، وأبي محمد عبد الخالق بن عبد الوهّاب ابن الصّابوني ، وأبي القاسم يحيى بن أسعد بن بوش ، وأبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن صدقة التّاجر ، وغيرهم.

سافر إلى الشّام وسمع في طريقه بالموصل وحرّان وحلب ، وأقام بدمشق مديدة ، وسمع بها من جماعة وروى في أسفاره.

وعاد إلى بغداد ، ووجد مقتولا بباب منزله في صبيحة الأربعاء سادس عشر ربيع الآخر من سنة عشر وست مئة ، ولم يعلم قاتله ، فصلّي عليه ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة معروف.

٨٥٧ ـ أحمد (٢) بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد بن خلف ابن الفرّاء ، أبو العباس بن أبي يعلى بن أبي خازم بن أبي يعلى بن أبي عبد الله.

__________________

(١) ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٦٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٨٩ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣١ ، والدمياطي في المستفاد ١٨٣ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٧٢ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٤٦.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٥٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٠٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٠٩ ، والصفدي في الوافي ٨ / ١٢٣ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٧٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٤٤.

٣٧٤

من بيت معروف بالعدالة والقضاء والفقه والرّواية. وأبو العباس هذا أحد الشّهود المعدّلين ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (١).

شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدّامغاني في اليوم الثاني من ولايته وهو يوم الأربعاء سادس عشري شهر رمضان سنة ثلاث وست مئة ، وزكّاه العدلان أبو العباس أحمد بن أكمل العبّاسي ، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن باقا.

وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، ووالده وخلق كبير. وكتب بخطّه لنفسه ولغيره كثيرا. سمعنا منه.

قرأت على أبي العبّاس أحمد بن محمد ابن الفرّاء بمنزله بباب الأزج ، قلت له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أبي غالب ابن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد ابن البسري البندار قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل (٢) وعبيد الله بن عمر القواريري ، قالا : حدّثنا معاذ بن هشام الدّستوائي ، قال : حدّثني أبي ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنّ رجلا أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا نبيّ الله إني شيخ كبير يشقّ عليّ القيام فمرني بليلة لعلّ الله يوفّقني فيها لليلة القدر. فقال : «عليك بالسّابعة» (٣). وهذا لفظ أحمد بن حنبل.

ولد أبو العباس هذا بواسط حيث كان والده قاضيها بعد سنة أربعين

__________________

(١) الترجمة (٤٤١).

(٢) في المسند ١ / ٢٤٠.

(٣) إسناده صحيح.

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١١٨٣٦) ، والبيهقي في السنن الكبرى من طريق أحمد ، به. وقوله : «عليك بالسابعة» أي : السابعة والعشرين.

٣٧٥

وخمس مئة بقليل.

وتوفي ببغداد في ليلة الجمعة الثّاني والعشرين من شعبان سنة إحدى عشرة وست مئة. وصلّي عليه يوم الجمعة ودفن عند أبيه وجده بمقبرة باب حرب.

٨٥٨ ـ أحمد (١) بن محمد بن سعد بن سعيد ، ويقال : أحمد بن أبي محمد بن أبي سعد ، أبو عبد الله الفقيه.

من أهل بروجرد يعرف بابن الحرمينيّ.

قدم بغداد في صباه وأقام بها للتفقه بالمدرسة النّظامية ، وسمع بها من جماعة.

كتب إليّ بخطه إجازة ، وقال : دخلت بغداد في شوّال سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ، وخرجت منها في صفر سنة خمس وأربعين وخمس مئة ولقيت بها من المشايخ : شيخ الشّيوخ إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، وأبا القاسم عبد الرّحمن بن طاهر الميهني ، وأخاه أبا الفضل أحمد ، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري ، وعبد الخالق بن يوسف ، وأبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبا العبّاس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وأبا الحسن أحمد بن عبد الله ابن الآبنوسي. هذا آخر ما ذكر.

قلت : وعمّر أحمد هذا بعد خروجه من بغداد ، وحدّث ببلده بالكثير ، وسمع منه أهل بلده وجماعة من الطّلبة الواردين.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سعد البروجرديّ فيما كتبه إلينا بخطّه من مستقرّه ببروجرد ، قال : أخبرنا شيخ الشّيوخ أبو البركات إسماعيل بن أحمد بن محمد النّيسابوريّ قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد في شهر رمضان سنة

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٩٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٩.

٣٧٦

ثمان وثلاثين وخمس مئة ، قال : أخبرنا الشّريف أبو نصر محمد بن محمد الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن عليّ الورّاق ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدّثنا سريج (١) بن يونس ، قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد الملك بن أبجر ، عن أبيه ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل ، قال : خطبنا عمّار فأبلغ وأوجز ، فلما نزل قلنا : يا أبا اليقظان لقد بلغت وأوجزت فلو كنت تنفّست (٢) ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ طول صلاة الرّجل وقصر خطبته مئنّة (٣) من فقهه ، فأطيلوا الصّلاة وأقصروا الخطب ، فإن من البيان سحرا» (٤).

حدّثني بعض الواصلين من الحاج من أهل كرج أن أحمد ابن الحرميني توفّي ببروجرد في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وست مئة عن ثمان وتسعين سنة وشهور.

٨٥٩ ـ أحمد (٥) بن محمد بن أحمد ابن الخطّاب ، أبو بكر الخازن بالمارستان العضدي.

كان يسكن بسوق المارستان بالجانب الغربيّ.

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وروى عنه. كتبنا عنه.

__________________

(١) بالسين المهملة وآخره جيم ، من رجال الشيخين.

(٢) تنفست : أطلت.

(٣) مئنة : علامة.

(٤) إسناده صحيح.

أخرجه الدارمي (١٥٥٦) ، وأحمد ٤ / ٢٦٣ ، ومسلم ١٣ / ١٢ حديث ٨٦٩ عن سريج بن يونس ، والبزار في مسنده (١٤٠٦) ، وأبو يعلى (١٦٤٢) ، وابن خزيمة (١٧٨٢) ، وابن حبان (٢٧٩١) ، والحاكم ٣ / ٣٩٣ ، والبيهقي ٣ / ٢٠٨.

(٥) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٢٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١٠.

٣٧٧

قرأت على أبي بكر أحمد بن محمد الخازن من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (١) : حدّثنا مكي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : كنّا جلوسا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أتي بجنازة فقالوا : صلّ عليها ، فقال : هل عليه من دين؟ قالوا : لا. قال : فهل ترك شيئا؟ قالوا : لا ، فصلّى عليه. ثم أتي بجنازة أخرى ، فقالوا : يا رسول الله صلّ عليها ، فقال هل عليه دين؟ قيل : نعم ، قال : فهل ترك شيئا؟ قالوا : ثلاثة دنانير ، فصلّى عليها. ثم أتي بالثالثة ، فقالوا : صلّ عليه. قال : هل ترك شيئا؟ قالوا : لا ، قال : فهل عليه دين؟ قالوا : ثلاثة دنانير. قال : صلّوا على صاحبكم ، قال أبو قتادة : صلّ عليه يا رسول الله وعليّ دينه ، فصلّى عليه.

سألت أبا بكر الخازن عن مولده ، فقال : ولدت في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الأحد ثامن عشر شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بمقبرة سوق المارستان.

٨٦٠ ـ أحمد (٢) بن محمد بن أحمد بن عليّ ابن الأبراديّ (٣) ، أبو

__________________

(١) البخاري ٣ / ١٢٤ حديث رقم ٢٢٨٩.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ١٦٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢١١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ١٣٠.

(٣) قال المنذري : بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة وبعدها راء مهملة وبعد الألف دال مهملة وياء النسب.

٣٧٨

القاسم بن أبي الحسن بن أبي البركات.

من أبناء الشيوخ الرّواة ، وقد سبق ذكر أبيه (١).

سمع أبا الوقت السّجزي ، وأبا المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي وغيرهما ، وروى عنهم ، سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم أحمد بن أبي الحسن ابن الأبرادي بمنزله بباب الأزج ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٢) : حدّثنا مكّي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النّار» (٣).

سألت أبا القاسم ابن الأبرادي عن مولده ، فقال : ولدت في ليلة عيد الأضحى من سنة سبع وثلاثين وخمس مئة (٤).

٨٦١ ـ أحمد (٥) بن محمد بن عليّ المقرىء ، أبو العباس الضّرير.

__________________

(١) الترجمة ١٥.

(٢) البخاري ١ / ٣٨ حديث رقم ١٠٩.

(٣) تقدم تخريجه في الترجمة ٥٦٩ ، وهو في الترجمة ٨٠٠ أيضا.

(٤) لعله لم يذكر وفاته لأنها كانت بدمشق ، وإلا فإنه توفي في ليلة الثالث عشر من المحرم سنة ٦١٢ ، كما في تكملة المنذري.

(٥) ترجمه ياقوت في «القادسية» من معجم البلدان ٤ / ٢٩٣ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٩ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٤٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٦١ ، والمشتبه ٤٩٢ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ١٠٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ١١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٩٤.

٣٧٩

من أهل قادسية سرّ من رأى.

قدم بغداد في صباه ، وتلقّن القرآن الكريم ، وقرأه على أبي محمد عبد الله ابن أحمد الدّاهري. وسمع من أبي القاسم يحيى بن ثابت البقّال ، ومن أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، وغيرها ، وروى عنهما.

سمعت منه شيئا يسيرا ، وسألته عن مولده فلم يحقّقه ، وذكر ما يدلّ على أنه في سنة ثمان وأربعين وخمس مئة تقريبا.

وتوفي في ليلة الخميس سادس عشر شوّال سنة إحدى وعشرين وست مئة ودفن يوم الخميس بباب حرب.

٨٦٢ ـ أحمد (١) بن محمد بن محمد بن أحمد السّلميّ ، أبو جعفر المغربيّ ، يعرف بابن خولة.

من أهل غرناطة ، بلدة شرقي الأندلس.

قدم بغداد في سنة سبع وثمانين وخمس مئة. وكان فيه فضل وتميّز ، وسمع بها من شيوخ ذلك الوقت وكتب عن جماعة ، ثم صار إلى واسط فلقيته بها ، وكتبت عنه ، وكتب عنّي. وانحدر إلى البصرة ، وخرج إلى بلاد فارس ، وكرمان ، والغور ، وقطعه من بلاد الهند ، وعاد وعبر النّهر ، ودخل سمرقند وبخارى. وعاد إلى خراسان واستوطن هراة. وكتب عن جماعة في أسفاره ، وامتدح الملوك ، واكتسب مالا ، وحسنت حاله ، وروى في تطوافه ، أنشدني لنفسه :

إذا ما الدّهر بيّتني بجيش

طليعته اهتمام واكتئاب

شننت عليه من جلدي كمينا

أميراه الذّبالة والكتاب

وبتّ أنصّ من شتم اللّيالي

عجائب في حقائقها ارتياب

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٠٠ ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٣٩ ، والصفدي في الوافي ٨ / ١٢٥.

٣٨٠