ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

ـ أعزّ الله أنصارها وضاعف اقتدارها ـ إلى أن ولي قاضي القضاة أبو الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشّهرزوري في ثامن عشري شهر رمضان سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، فتقدّم إليه بالإسجال عنه ، فأجاب إلى ذلك ، ثم عزله في ذي الحجة من السّنة المذكورة ، فلزم منزله إلى أن توفّي في يوم الأربعاء رابع ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه بالمدرسة النّظامية ، ودفن عند أبيه بمشهد الإمام موسى بن جعفر ، رحمة الله علينا وعليهم.

٧٩٣ ـ أحمد (١) بن عليّ بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن هبة الله بن محمد ابن المهتدي بالله ، أبو العباس بن أبي الحسن بن أبي تمّام الهاشميّ الخطيب المعروف بابن الغريق.

أحد الشهود المعدّلين ومن بيت الخطابة والصّلاة ، وقد تقدّم ذكرنا لجده أبي تمّام.

وأبو العباس هذا كان أحد الخطباء بجامع المنصور مدة ، وكان يسكن باب البصرة. وشهد عند قاضي القضاة أبي طالب عليّ بن عليّ ابن البخاري في ولايته الثانية يوم السبت سادس عشر شعبان سنة تسعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الفتوح النّفيس بن محمد بن عليّ ، وأبو الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي الهاشميان. وانتقل إلى الجانب الشّرقي ، وسكن بباب العامة من دار الخلافة المعظمة. ثم تولّى الخطابة بجامع القصر الشّريف بعد وفاة الخطيب به أبي الغنائم ابن المهتدي في المحرم من سنة أربع وتسعين وخمس مئة. وكان سريا جميلا لم يزل على ذلك إلى أن توفي ليلة الاثنين ثاني عشري شهر رمضان من سنة ست مئة ، وصلّي عليه يوم الاثنين بجامع القصر وبالمدرسة النّظامية ، وحمل إلى الجانب الغربي فدفن بمقبرة جامع المنصور تحت القبّة الخضراء عند أبيه

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٢١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٣٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٨.

٣٢١

وأهله ، رحمهم‌الله وإيانا.

٧٩٤ ـ أحمد (١) بن عليّ بن أحمد بن محمد بن حرّاز (٢) ، أبو القاسم بن أبي الحسن المقرىء الخيّاط.

من أهل الكرخ ، كان يسكن بدرب رياح (٣).

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاريّ ، وأبا منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق القزّاز ، وأبا عبد الله محمد بن محمد ابن السّلّال ، وأبا الفتح عبد المك بن أبي القاسم الكروخي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم أحمد بن عليّ بن حرّاز بالكرخ ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن أبي طاهر البزّاز قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن عليّ بن الفتح العشاريّ ، قال : أخبرنا عليّ بن عمر السّكّري ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدّثنا محمد بن حسّان السّمتي ، قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما نفعني مال قطّ ما نفعني مال أبي بكر» (٤).

سألت أبا القاسم بن حرّاز عن مولده فقال : في سنة أربع وعشرين وخمس مئة. وتوفي يوم الاثنين خامس ذي القعدة سنة ست مئة ، ودفن بمشهد الإمام

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٣٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٩ ، والمشتبه ١٦٢ لكنه توهم فعده اثنين كما بيناه في تعليقنا على التكملة ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٣٥٣ ، وابن حجر في التبصير ١ / ٣٣٥.

(٢) قيده المنذري فقال : بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء المهملة وفتحها وبعد الألف زاي.

(٣) بالياء آخر الحروف ، هكذا وجدته مجودا في النسخ.

(٤) إسناده صحيح.

أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٢٨) ، والحميدي (٢٥٠) ، وأبو يعلى (٤٤١٨) و (٤٩٠٥) من حديث سفيان ، به.

٣٢٢

موسى بن جعفر ، عليه‌السلام.

٧٩٥ ـ أحمد (١) بن عليّ بن محمد بن حيّان الأسديّ ، أبو العبّاس.

من أهل الكوفة ، أحد عدولها ، سمعته يقول : أنا من أسد خزيمة.

سمع ببلده من الشّريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي الزّيدي ، ومن أبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة الحارثيّ ، ومن أبي العباس أحمد بن يحيى ابن ناقة المسلي ، وغيرهم.

قدم بغداد غير مرّة ، وأقام بها ، ولقيته بها ، وكتبت عنه.

قرأت على أبي العباس أحمد بن عليّ بن حيّان من كتابه ببغداد ، قلت له : أخبركم الشّريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد العلوي قراءة عليه بالكوفة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد الخازن ، قال : حدّثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن الحسين الجعفي ، قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن رياح ، قال : حدّثنا عليّ بن المنذر الطّريقي ، قال : حدّثنا محمد بن فضيل ، قال : حدّثنا إسماعيل بن مسلم ، عن عبد الله بن صبيح (٢) ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رأى الهلال قال : «الله أكبر ، ربّي وربّك الله ، هلال رشد وبركة» (٣).

سألت أحمد بن حيّان عن مولده فقال : في شهر رمضان سنة أربع وعشرين وخمس مئة. وتوفي بالكوفة في منتصف شهر رمضان سنة إحدى وست مئة ،

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٠٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٩.

(٢) بضم الصاد المهملة مصغر ، قيده الحافظ ابن حجر في «التقريب».

(٣) إسناده حسن ، لكنه مرسل.

وهذا الحديث لا يصح متصلا ، كما قال أبو داود في المراسيل إثر روايته من طريق قتادة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا (٥٢٧) وحديث قتادة عند عبد الرزاق (٧٣٥٣) ، وابن أبي شيبة ١٠ / ٤٠٠. وينظر باب «ما يقول إذا رأى الهلال» من مجمع الزوائد ١٠ / ١٤٨ ـ ١٤٩.

٣٢٣

رحمه‌الله وإيانا.

٧٩٦ ـ أحمد (١) بن عليّ بن ثابت ، أبو عبد الله الكاتب يعرف بابن الدّنبان (٢).

من أهل باب الأزج ، أحد المتصرّفين بالسّواد.

وجد سماعه في شيء يسير من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي. سمع منه آحاد الطّلبة ، ولم يكن من أهل هذا الشأن ولا عرف به.

توفي في بعض قرى السّواد ، وحمل إلى بغداد فدفن بالمشهد مقابر قريش ، يوم الجمعة العشرين من شوّال سنة إحدى وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٩٧ ـ أحمد (٣) بن عليّ بن أبي القاسم بن الحسن ، أبو العباس ، يعرف بابن شعلة (٤).

من أهل الحربية.

سمع القاضي أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وروى عنه. كتبنا عنه بإفادة أحمد السّكّر في «مشيخة الحربية».

قرىء على أبي العباس أحمد بن عليّ بن شعلة وأنا أسمع بالحربية ، قيل له : أخبركم القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين قراءة عليه وأنت

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٦٤٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٢ ، والمشتبه ٢٩٤ ونسبه فيه الدنبائي ، وتعقبه الحافظ ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٧٥ ، وترجمه الحافظ ابن حجر في التبصير ٢ / ٥٧٩ ، ولسان الميزان ١ / ٢٢٩ ونقل عن ابن النجار وتحرف فيه «الدنبان» إلى «الدينار».

(٢) قال المنذري : «بضم الدال وسكون النون وباء موحدة مفتوحة وبعد الألف نون».

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٩.

(٤) قال المنذري في التكملة : «وشعلة : بضم الشين المعجمة وسكون العين المهملة ، وبعد اللام المفتوحة تاء تأنيث».

٣٢٤

تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبي القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ، قال : حدّثنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ، قال : قرىء على إسماعيل بن عليّ وأنا أسمع قيل له : حدّثكم عمر بن شبّة ، قال : حدّثني مسعود بن واصل ، عن النّهّاس بن قهم ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من أيام أحبّ إلى الله عزوجل أن يتعبّد فيها له من أيام العشر ، فإنّ اليوم من صيامها يعدل صيام سنة ، وليلة منها بليلة القدر» (١).

توفي أحمد بن شعلة في جمادى الأولى سنة اثنتين وست مئة.

٧٩٨ ـ أحمد (٢) بن عليّ بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن ودعة ، أبو عليّ ، وقيل : أبو العباس ، يعرف بابن دادا (٣).

من أهل محلّة النّصريّة ، أحد المحال بالجانب الغربي.

سمع أبا المعالي أحمد بن منصور بن المؤمّل الغزّال ، وأبا البركات

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف مسعود بن واصل وشيخه النهاس بن قهم ، وقال الترمذي بعد أن ساقه عن أبي بكر بن نافع البصري عن مسعود بن واصل من جامعه (٧٥٨): «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حدث مسعود بن واصل ، عن النهاس. وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا ، وقد روي عن قتادة عن سعيد بن المسيب ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا ، شيء من هذا. وقد تكلّم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم من قبل حفظه».

أخرجه ابن ماجة (١٧٢٨) عن عمر بن شبة ، به. وأخرجه المزي في تهذيب الكمال من طريق عمر بن شبة أيضا ٢١ / ٢٤٨.

وأخرجه الترمذي ، كما تقدم ، وفي العلل ، له (١٢٣) ، وابن عدي في الكامل ٧ / ٢٥٢٢ ، والبغوي (١٢٢٦).

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٥٣٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٤٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٠٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥٥٠.

(٣) قال المنذري : بدالين مهملتين مفتوحتين.

٣٢٥

المبارك بن كامل بن حبيش الدّلّال وغيرهما. وكان يذكر أنّه سمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وما وجدنا له سماعا منه ، كتبنا عنه.

قرأت على أحمد بن عليّ المعروف بابن دادا ، قلت له : أخبركم أبو المعالي أحمد بن منصور الغزّال قراءة عليه وأنت تسمع في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى ، قال : أخبرنا القاضي أبو عبيد عليّ بن الحسين بن حرب الكوفي ببغداد ، قال : حدّثني عبد الرّحمن بن محمد المحاربي ، عن أبي رجاء الهروي ، عن برد بن سنان الدّمشقي ، عن واثلة ابن الأسقع (١) ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كن ورعا تكن أعبد النّاس ، وكن قنعا تكن أشكر النّاس ، وأحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا ، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما ، وأقلّ الضّحك فإنّ كثرة الضّحك تميت القلب» (٢).

__________________

(١) هكذا وقع في النسخ كافة برد بن سنان عن واثلة ، والمعروف أن بينهما «مكحول الشامي» ، لكن رواية المحاربي هكذا وقعت بدلالة أن هناد بن السري قد رواه في موضعين من كتابه «الزهد» هكذا عن المحاربي ، من غير «مكحول».

(٢) إسناده ضعيف ، أبو رجاء ، واسمه محرز بن عبد الله الجزري مدلس وقد عنعنه.

أخرجه هناد في الزهد (١٠٣١) و (١١٤٨) ، والبخاري في الأدب المفرد (٢٥٢) ، وابن ماجة (٤٢١٧) ، وأبو يعلى (٥٨٦٥) ، والخرائطي في مكارم الأخلاق ٣٩ ، وأبو نعيم في الحلية ١٠ / ٣٦٥ ، وفي أخبار أصبهان ٢ / ٣٠٢ ، والبيهقي في الزهد (٨١٨) ، والمزي في تهذيب الكمال ٢٧ / ٢٧٩.

وقد أخرجه أحمد ٢ / ٣١٠ ، والترمذي (٢٣٠٥) ، وأبو يعلى (٦٢٤٠) من طريق الحسن البصري عن أبي هريرة ، وقال الترمذي : «هذا حديث غريب» ، يعني : ضعيف.

على أنّ قصة الضحك صحيحة ، فقد أخرجها البخاري في الأدب المفرد (٢٥٣) ، وابن ماجة (٤١٩٣) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين ، عن أبي هريرة بإسناد صحيح كما بيناه في تعليقنا على ابن ماجة.

٣٢٦

سألت أحمد بن دادا عن مولده فلم يحفظه ، وذكر ما يدل أنّه في سنة تسع عشرة وخمس مئة تقريبا.

وتوفي في العشر الأخر من جمادى الآخرة من سنة إحدى عشرة وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٩٩ ـ أحمد (١) بن عليّ بن المبارك بن عليّ بن أبي الجود ، أبو العباس ابن أبي الحسن بن أبي القاسم الكاغديّ.

من ساكني محلة العتّابيين ، أخو أبي القاسم المبارك الذي يأتي ذكره.

سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد ، وكان خال أبيه فيما أظن ، وأبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى ابن السّجزي ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي العباس أحمد بن عليّ بن أبي الجود ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدّثنا داود بن رشيد ، قال : حدّثنا شعيب ، عن الأوزاعي أنّ عمرو بن يحيى بن عمارة أخبره عن أبيه أنّه سمع أبا سعيد الخدريّ يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس فيما دون خمس أواق صدقة ، وليس فيما دون خمس ذود صدقة ، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» (٢).

توفي أبو العباس بن أبي الجود منحدرا من الموصل في دجلة يوم الأحد رابع عشر شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وست مئة ، ودفن بالقادسية (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٦١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٦١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٠.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة (٢٦) من هذا الكتاب.

(٣) يعني : قادسية سامراء ، وكانت تحت سامراء والمطيرة ، ولا تزال آثار منها باقية مع حصنها

٣٢٧

٨٠٠ ـ أحمد (١) بن عليّ بن مسعود بن عبد الله بن الحسن بن عطّاف ، أبو عبد الله المعروف بابن السّقّاء الورّاق.

من أهل محلة دار القز.

حافظ للقرآن الكريم ؛ قرأ بشيء من القراءات على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف ، وعلى أبي محمد الحسن بن عليّ بن عبيدة ، وغيرهما ، وقرأ الأدب على أبي محمد ابن الخشّاب ، ثم على أبي محمد بن عبيدة ، وأبي الفرج محمد بن الحسين الجفني المعروف بابن الدّبّاغ.

وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو الوقت السّجزي ، وأبو الفتح ابن البطّي ، وغيرهما.

وتولّى الخطابة بقرية قريبة من محلته تعرف بالخطّابيّة. وكان فيه فضل وتميّز إلا أنه لم يكن مرتسما بالعلم ، لم يرو إلا القليل. سمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله أحمد بن عليّ بن مسعود الخطيب ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحموي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٢) :

__________________

الساساني المبني باللبن. وتعرف هذه القادسية بقادسية دجلة تمييزا لها عن قادسية الكوفة التي على نهر الفرات. وكتب الدكتور أحمد سوسة بحثا طريفا عن قادسية سامراء فراجعه في كتابه القيم : ري سامراء ١ / ٢٤٢ فما بعد.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٧٠ ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ١٢٩ نقلا من تكملة المنذري ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٦٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٠ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٢١٠ ، وابن حجر في اللسان ١ / ٢٣٠ ، ولعله هو المذكور في البغية ١ / ٣٤٧.

(٢) البخاري ١ / ٣٨ (١٠٩) وتقدم في الترجمة رقم (٥٦٩).

٣٢٨

حدّثنا مكي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : سمعت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النّار».

أنشدني أبو عبد الله أحمد بن علي الخطيب من حفظه بباب منزله بدار القز ، قال : أنشدني أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب النّحوي ، قال : أنشدني أبو عمر الزّنجانيّ الواعظ ، قال : أنشدني أبو العلاء أحمد بن عبد الله التّنوخي المعرّي لنفسه :

أامكث في الدّنيا كما هو عالم

ويسكنني نارا كقيصر أو كسرى

غبرت أسيرا في يديه ومن يكن

له كرم تكرم بساحته الأسرى

وأنشدني أيضا ، قال أنشدني أبو محمد ابن الخشّاب لنفسه ملغزا :

وذي أوجه لكنّه غير بائح

بسرّ وذو الوجهين للسّرّ مظهر

تناجيك بالأسرار أسرار وجهه

فتسمعها بالعين ما دمت تنظر

سألته عن مولده ، فقال : ولدت في ليلة الجمعة العشرين من رجب من سنة أربع وأربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الأربعاء خامس رجب من سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وصلّي عليه ، ودفن يوم الخميس سادسه بباب حرب.

٨٠١ ـ أحمد (١) بن عليّ بن الحسين بن عليّ الغزنويّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الفتح الواعظ.

من أولاد المشايخ الموصوفين بالعلم والخير.

أسمعه والده في صباه من جماعة منهم : أبو الحسن محمد بن أحمد بن صرما ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٥٦ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٣٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٠٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٠ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٢٢ ، وابن حجر في لسان الميزان ١ / ٢٣٢.

٣٢٩

نبهان ، وأبو سعد أحمد بن محمد الأصبهاني المعروف بابن البغدادي ، وأبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وغيرهم.

ولمّا بلغ أوان الرّواية واحتيج إليه لم يقم بالواجب ولا أحبّ ذلك لميله إلى غيره ، وشناءة له ولأهله ، ولم يكن محمود الطّريقة. سمعنا منه على ما فيه ، وترك الرّواية عنه أولى!

أنشدني أبو الفتح أحمد بن عليّ بن الحسين الواعظ من حفظه لبعض المتقدّمين.

وزهّدني في النّاس معرفتي بهم

وحسن اختباري صاحبا بعد صاحب

فلم أر في الأيام خلّا تسرّني

مباديه إلا ساءني في العواقب

ولا قلت أرجوه لدفع ملمّة

من الدهر إلا كان إحدى المصائب

سألت أبا الفتح ابن الغزنويّ عن مولده ، فقال : ولدت في تاسع ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.

توفي ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان سنة ثمان عشرة وست مئة.

٨٠٢ ـ أحمد (١) بن عليّ بن الحسن بن محمد بن أحمد بن كردي ، أبو البقاء بن أبي الحسن بن أبي محمد.

أحد الشهود المعدّلين هو وأبوه وجدّه ، ومن بيت القضاء بالسّواد.

تولّى أبو البقاء قضاء بعقوبا بعد أن شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ ابن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الأوّلة يوم الثّلاثاء سادس ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحرّاني ، وأبو طالب روح بن أحمد ابن الحديثي.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٣٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠١ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٢٠١.

٣٣٠

وسمع شيئا من الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وروى عنه.

أخبرنا القاضي أبو البقاء أحمد بن عليّ بن الحسن بن كردي إذنا ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطّي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ البانياسي ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت ، قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الصّمد الهاشمي ، قال : حدّثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري (١) ، عن مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان».

سئل أبو البقاء أحمد بن عليّ بن كردي عن مولده فقال : في شهر رمضان من سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي ببعقوبا في العشر الأخر من ذي القعدة سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن هناك ، رحمه‌الله وإيانا.

٨٠٣ ـ أحمد بن عليّ بن معالي بن عليّ المقرىء ، أبو العباس يعرف بابن البزّار (٢).

من أهل عكبرا ، مدينة قديمة بينها وبين بغداد نحو عشر فراسخ. لقيته بها ، وكان خطيبها ، وسألته هل عندك شيء من الحديث؟ فلم يكن عنده ، فكتبت عنه أنا شيد.

أنشدني أبو العباس أحمد بن عليّ الخطيب بجامع عكبرا من حفظه ، وقال مما حفظته في أيام الصّبا لبعضهم :

تذكرت أياما لنا ولياليا

مضت فجرت من ذكرهنّ دموع

__________________

(١) الموطأ ، برواية الزهري ، رقم ١٨٩٠ (بتحقيقنا) ، وتقدم تخريجه في الترجمة ١٩ ، وهو مكرر في التراجم ٧٧ و ١٤٧ و ٢٥٤ و ٢٨٣ و ٦٦٦ و ٦٧٤.

(٢) آخره راء مجود في النسخ ، ومع ذلك لم تذكره كتب المشتبه مع البزارين.

٣٣١

ألا هل لنا يوم من الدّهر أوبة

وهل لي إلى أرض الحبيب رجوع

وهل بعد تفريق الحبيب تواصل

وهل لنجوم قد أفلن طلوع

وأنشدنا أيضا من حفظه ، قال : ومما قرأته على سارية بجامعنا هذا ، يعني جامع عكبرا ، فحفظته :

لله درّك يا مدينة عكبرا

يا خير كلّ مدينة فوق الثّرا

إن كنت لا أمّ القرى فلقد أرى

أهليك أرباب السّماحة والقرا

كتبت عن هذا الشّيخ في سنة اثنتين وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه العبّاس

٨٠٤ ـ أحمد بن العباس بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن يعقوب بن الحسين ابن المأمون ، أبو العباس.

هكذا نقلت نسبه من خطّ القاضي عمر القرشي ، وكأنه سقط منه شيء ، يعرف بابن الزّوال ، وقد تقدّم ذكر جماعة من أهله.

سمع أبا منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق القزّاز وغيره. سمع منه القرشي وأخرج عنه حديثا في «معجمه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد ابن العباس ابن المأمون ، قال : أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون ، قال : أخبرنا عليّ بن عمر الحربي ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الجبار الصّوفي ، قال : حدثنا خلف بن هشام ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن أبي حصين (١) ، عن أبي صالح ، عن أبي

__________________

(١) هو عثمان بن عاصم الأسدي ، من رجال الشيخين.

٣٣٢

هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تسمّوا باسمي ولا تكنّوا بكنيتي. ومن رآني في المنام فقد رآني اليقظة ، فإنّ الشّيطان لا يتمثّل في صورتي. ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار» (١).

قال القرشيّ : سألت أبا العباس هذا عن مولده فقال : في شهر ربيع الأول من سنة خمس وعشرين وخمس مئة. وذكر لي ابنه أبو محمد المأمون بن أحمد أنّ أباه توفي يوم الجمعة خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وأنّه دفن بباب حرب عند والدته ورع بنت أحمد ابن الخلّال المحدّث.

__________________

(١) حديث أبي عوانة عن أبي حصين بهذا اللفظ في البخاري ١ / ٣٨ (١١٠) و ٨ / ٥٤ (٦١٩٧). وهو في مقدمة صحيح مسلم ١ / ٧ بالجملة الأخيرة منه.

٣٣٣

حرف الغين في آباء من اسمه أحمد

٨٠٥ ـ أحمد (١) بن غالب بن أحمد بن غالب ، أبو بكر.

من أهل الحربية.

كان له معرفة بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد النّحوي ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي في ««تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» تأليفه قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته ، قال : وأبو بكر أحمد بن غالب بن أحمد الحربي يوم الثلاثاء حادي عشري ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي ، وأبو منصور إبراهيم بن محمد الهيتي. وتولّى القضاء بدجيل أيضا إلا أنه عزل عن ذلك بعد يسير.

سمع الحديث من جماعة منهم : أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهم. وما أظنّه حدّث بشيء ، وإن كان فيسيرا.

توفي يوم الأحد يوم عيد الأضحى من سنة خمس وخمسين وخمس مئة ودفن بمقبرة باب حرب ، فيما ذكر صدقة النّاسخ.

* * *

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ٧ / ٢٧٦ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٣٨ ووقع فيه : «أحمد بن أبي غالب» لعله من غلط الطبع ، ونقل من ابن النجار ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٧٤.

٣٣٤

حرف الفاء في آباء من اسمه أحمد

٨٠٦ ـ أحمد بن فيروز الفرّاش ، أبو بكر.

سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلّال. كتب عنه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين ، وروى له عن الخلال فيما قرأت بخطه في تعاليقه.

٨٠٧ ـ أحمد بن الفرج ، أبو العباس الصّوفيّ.

من أهل خوي. قدم بغداد. وذكره أبو بكر بن كامل في «معجم شيوخه» وقال : أنشدني ، وذكر عنه أبياتا من الشّعر ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

حرف القاف في آباء من اسمه أحمد

٨٠٨ ـ أحمد بن القاسم ، ويقال : ابن أبي القاسم ، أبو العباس يعرف بابن الزّلق.

من أهل دار القز.

روى عن أبي الحسن علي بن المبارك ابن الجصّاص الصّوفي. سمع منه عبد الرحمن بن عمر الواعظ وغيره بعد التّسعين وخمس مئة.

* * *

٣٣٥

حرف الكاف في آباء من اسمه أحمد

٨٠٩ ـ أحمد (١) بن كبيرة بن مقلّد ، أبو بكر الخرّاز (٢).

من أهل باب الأزج ، ونحو دار البساسيري.

رجل صالح منقطع إلى العبادة. سمعت غير واحد ممن لقيه يصفه بالزّهد والصّلاح وحسن الطريقة.

سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني لمّا قدم بغداد ، وأبا القاسم عليّ بن محمد بن بيان ، وأبا منصور محمد بن عبد الباقي بن مجالد الكوفي ، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والقاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله. وحدّثنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر وأثنى عليه.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر : أخبركم أبو بكر أحمد بن كبيرة الزّاهد قراءة منك عليه ، فأقرّ به ، قال : حدّثنا أبو عثمان إسماعيل بن محمد ابن ملّة إملاء ، قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن الحسن ، قال : حدّثنا عبد الله بن أيوب المخرّمي ، قال : حدّثنا محمد بن الحجاج المصفّر ، قال : حدّثنا سكين بن أبي سراج ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : من اكتحل يوم عاشوراء بكحل فيه مسك لم يشك عينه إلى قابل من ذلك اليوم.

أنبأنا عمر بن علي القرشي ، قال : توفي أحمد بن كبيرة يوم الاثنين سادس شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤١٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٢ ، والمشتبه ٩٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٣٤٧ و ٢٨٣٧.

(٢) بالخاء المعجمة وبعدها الراء وبعد الألف زاي ، قيدته كتب المشتبه.

٣٣٦

حرف الميم في آباء من اسمه أحمد

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه محمد

٨١٠ ـ أحمد بن محمد بن أحمد السّامرّيّ ، أبو بكر بن أبي يعلى.

كان ينزل بالجانب الغربي بدرب أبي السّاج نحو باب الشّام.

سمع أبا القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلّال ، وحدّث عنه.

سمع منه أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني في سنة أربع وتسعين وأربع مئة ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته» عن أهل بغداد.

٨١١ ـ أحمد (١) بن محمد بن الحسن بن محمد العكبريّ الأصل الواسطيّ المولد والدّار ، أبو الحسن بن أبي البركات المقرىء.

شيخ صالح من شيوخ القرّاء. قرأ القرآن الكريم بالقراءات على جماعة من أصحاب أبي عليّ بن علّان وأبي بكر بن الهرمزان بواسط. وسمع بها من أبي محمد الحسن بن موسى الغندجاني ، وأبي الفتح محمد بن محمد بن مختار الشّاهد ، وأبي طاهر محمد بن عليّ النّاقد ، وأبي المفضّل هبة الله بن محمد الزّاهد ، وأبي المعالي محمد بن عبد السّلام بن شاندي ، وجماعة سواهم.

وقدم بغداد في سنة أربع وسبعين وأربع مئة أول مرّة ، وقرأ بها القرآن الكريم على أبي الرّبيع سليمان بن أحمد السّرقسطي الأندلسيّ ، وعلى أبي محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي ، وغيرهما.

وسمع بها من أبي القاسم عليّ بن أحمد ابن البسري ، وأبي محمد أحمد بن عليّ بن أبي عثمان الدّقّاق ، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروز آبادي الفقيه ، وأبي الحسين عاصم بن الحسن الأديب ، وأبي القاسم عبد الواحد بن فهد

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٠ / ٧٨٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٠٢.

٣٣٧

العلّاف ، وغيرهم.

وحدّث بها في هذه السنة ؛ سمع منه أبو المعالي أحمد بن محمد بن مرزوق وغيره. وعاد إلى بلده وحدّث به وأقرأ النّاس.

وكان صالحا ديّنا مفيدا ، يبذل كتبه وجهده للطّلبة ، وهو الذي أفاد شيخنا أبا طالب الكتّاني (١) الواسطي وأسمعه واستجاز له الشيوخ ببغداد وواسط. وكان أبو طالب يكثر الثّناء عليه ويصفه بالصّلاح وكثرة العبادة ، وإذا وقع إليه شيء بخطّه يقبّله ويضعه على عينيه تبرّكا ويبكي ويقول : كان هذا الشيخ له عيب. فإذا قيل ما كان عيبه؟ يقول : كان يصوم النّهار ويقوم الليل!

قرأ عليه الشّريف أبو المظفّر عبد السميع بن عبد الله الهاشمي وسمع منه. وروى لنا عنه أبو طالب ابن الكتّاني وكان بينه وبين الحافظ أبي الكرم خميس بن علي الحوزي صداقة ومودة تامة ، ولما توفّي رثاه خميس بقصيدة حسنة أنشدناها أبو العباس هبة الله بن نصر الله بن مخلد عنه.

ذكر أبو عليّ أحمد بن محمد البردانيّ أنّ أبا الحسن ابن العكبري المقرىء توفي بواسط في رجب من سنة سبع وتسعين وأربع مئة ، وكان مقرئا حسنا.

قلت : ودفن برأس درب الحوض بواسط ، رحمه‌الله وإيانا.

٨١٢ ـ أحمد (٢) بن محمد بن الفضل ، أبو الفضل المعروف بابن الخازن.

كان حسن الخطّ كتب الكثير لنفسه ولغيره ، وله معرفة بالأدب وشعر حسن

__________________

(١) أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن محمد الكتاني الواسطي المتوفى سنة ٥٧٩ والمتقدمة ترجمته في موضعها من هذا الكتاب.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ٩ / ٢٠٤ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٧٦ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ١ / ١٤٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٢٨٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٨٢ ، والدمياطي في المستفاد ٧٩ ، والصفدي في الوافي ٨ / ٧٨ ، وابن شاكر في عيون التواريخ ١٢ / ١٥٦ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ١٨٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٢٢٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٥٧.

٣٣٨

في الغزل والمدح ، وغير ذلك ، رواه عنه ابنه أبو الفتح نصر الله بن أحمد. وقع إلينا منه جملة مدوّنة أخبرنا بها أبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله عن ابنه عنه.

قرأت على أحمد بن يحيى بن عبيد الله الخازن قلت له : أخبركم أبو الفتح نصر الله بن أحمد بن محمد ابن الخازن قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال أنشدني أبي أبو الفضل أحمد بن محمد لنفسه (١) :

وافى خيالك فاستعارت مقلتي

من أعين الرّقباء غمض مروّع

ما استكملت شفتاي لثم مسلّم

فيه ولا كفّاي ضمّ مودّع

وأظنّهم فطنوا فكلّ قائل

لو لم يزره خيالها لم يهجع

فانصاع يسرق نفسه فكأنّما

طلع الصّباح بها وإن لم تطلع

يا ربّ حبّي في الخيال وزوره

عين الوشاة عليّ والرقبا معي

وقرأت عليه ، قلت له : أخبركم أبو الفتح ، قال : أنشدني أبي لنفسه (٢) :

أيا عالم الأسرار إنّك عالم

بضعف اصطباري عن مداراة خلقه

ففتّر غرامي فيه تفتير لحظه

وأحسن عزائي فيه تحسين خلقه

فحمل الرّواسي دون ما أنا حامل

بقلبي المعنّى من تكاليف عشقه

قال الحسن بن حمدون : قال نصر الله بن أحمد الخازن : توفي أبي في صفر سنة ثمان عشرة وخمس مئة وله أربعون سنة.

ذكر شيخنا أبو الفرج ابن الجوزي في تاريخه المسمّى «بالمنتظم» : أنّ أبا الفضل ابن الخازن توفي في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة (٣) ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) الأبيات فيما عدا الخامس في وفيات الأعيان والوافي للصفدي.

(٢) الأبيات في الوافي.

(٣) المنتظم ٩ / ٢٠٤ وتبعه سبطه ، وصحّح الذهبي الأول.

٣٣٩

٨١٣ ـ أحمد (١) بن محمد بن عليّ ، أبو نصر الأسترشنّيّ (٢) البازكنديّ.

من بلدة بين كاشغر وختن من بلاد التّرك (٣).

قدم بغداد في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة فيما ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : وحدّث بها عن أبي أحمد عيسى بن عبيد الله الدّلفي ، وذكر أنّه سمع منه بأستراباذ.

سمع منه جماعة منهم : أبو الرّضا أحمد بن مسعود ابن النّاقد الجصّاص ، رحمه‌الله وإيانا.

٨١٤ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي صادق ، أبو طاهر.

من أهل أصبهان.

قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه. وذكر أبو بكر بن كامل أنه سمع منه ، وقال : قدم علينا سنة ثمان وخمس مئة ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم البلدان ١ / ١٧٥ و ٣٢١ نقلا من هذا الكتاب ، والصفدي في الوافي ٨ / ٦١.

(٢) هكذا في النسخ كافة والوافي للصفدي بالسين المهملة أولا ثم بالشين المعجمة. وهو يختلف عن ضبط ياقوت الذي نقله من هذا الكتاب أيضا حيث ضبطه بسينين مهملتين ، قال :

«أسترسن : بالفتح ثم السكون ، وفتح التاء المثناة وسكون الراء ، وفتح السين الأخرى ، ونون» (معجم البلدان ١ / ١٧٥) ، فالظاهر أنه توهم في هذا الضبط.

(٣) لا ندري ما ذا قصد المؤلف بقوله : «بلدة» هل هي : «أسترسن» أم «بازكند». والعجيب أنّ ياقوت الحموي جعل هذا الكلام في الاثنين ، فقال في «استرسن» : بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك ، ينسب إليها أبو نصر أحمد بن محمد بن علي الأسترسني البازكندي ... إلخ. ثم قال في «بازكند» : بسكون الزاي وفتح الكاف وسكون النون ، بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك ؛ منها أحمد بن محمد بن علي أبو نصر الأسترسني البازكندي ، ذكره ابن الدّبيثي وذكر ما تقدم ذكره في استرسن» (معجم البلدان ١ / ١٧٥ و ٣٢١). أما الصفدي ففهم أن المقصود بذلك هي «بازكند» فنصّ عليها.

٣٤٠