ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

٧٧٢ ـ أحمد بن عليّ بن عبد العزيز ، أبو القاسم ، يعرف بابن الهاشمية.

روى عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي. سمع منه جماعة منهم المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجمه» ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٧٣ ـ أحمد بن عليّ بن منصور ، أبو بكر يعرف بابن كاره ، أخو دهبل ولاحق.

هكذا سمّاه أبو محمد ابن الخشّاب ، وقال : سمعت منه عن شجاع الذّهلي. وذكره تاج الإسلام ابن السّمعاني فسمّاه لبيدا ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٧٤ ـ أحمد بن عليّ بن محمد بن محمد بن عامر ، أبو الفتح بن أبي الحسن يعرف بابن الوكيل ، أخو أبي الفضل محمد الذي قدّمنا ذكره (١).

تولّى حجابة الحجّاب بالدّيوان العزيز.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وغيرهما ، وروى عنهم. سمع منه القاضي عمر بن عليّ الدّمشقي وغيره.

أخبرنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن القرشي إذنا ، قال : أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عليّ ابن الوكيل ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين في سنة خمس عشرة وخمس مئة. وأخبرناه القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد التّميمي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان ، قال [حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي](٢) : قال : حدثنا

__________________

(١) الترجمة ٣٤٢.

(٢) ما بين الحاصرتين إضافة مني لا بد منها ، وقد أخلت بها النسخ الثلاث ، فلعله سهو من المؤلف رحمه‌الله أو من كاتب النسخة التي نسخت عنها النسخ ، وروح هو ابن عبادة أبو

٣٠١

روح ، قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن قتادة ، عن أبي ثمامة الثّقفي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «توضع الرّحم يوم القيامة لها حجنة كحجنة المغزل (١) تتكلّم بألسنة طلق [ذلق](٢) فتصل من وصلها وتقطع من قطعها» (٣).

__________________

محمد البصري ، توفي سنة (٢٠٥) على الصحيح (تهذيب الكمال ٩ / ٢٤٥) ، وأحمد بن جعفر بن حمدان هو القطيعي ولد سنة ٢٧٤ (سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢١١) ، وهذا الإسناد هو الإسناد المشهور لرواية مسند الإمام أحمد (ابن الحصين ، عن ابن المذهب ، عن القطيعي ، عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه) ، والحديث في مسند الإمام أحمد من طريق روح ، به (٢ / ٢٠٩).

(١) حجنة المغزل : صنّارته ، وهي المعوجة التي في رأسه.

(٢) ما بين الحاصرتين من المسند ، وهي ثابتة في الروايات.

(٣) إسناده ضعيف ، لجهالة أبي ثمامة الثقفي ، فقد تفرد عنه قتادة وذكره ابن حبان وحده في الثقات على عادته في ذكر المجاهيل في هذا الكتاب.

أخرجه ابن أبي شيبة ٨ / ٥٣٨ ، وأحمد ٢ / ١٨٩ ، والدولابي في الكنى ١ / ١٣٤ ، وأبو أحمد في الكنى ٣ / ٢٠ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ١٦٢ وصححه على عادته في تصحيح الأحاديث الضعيفة.

وأخرجه الخرائطي في مساوىء الأخلاق (٢٦٨) من طريق إسحاق بن راهوية ، عن النضر بن شميل ، عن حماد بن سلمة ، به ، موقوفا على عبد الله بن عمرو ، وقال ابن أبي حاتم في العلل ٢ / ١٧٠ حديث رقم (٢٠٠٢): «سألت أبي عن حديث رواه يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الخزاعي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن أبي ثمامة الثقفي عن عبد الله ابن عمرو ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : الرحم حجنة كحجنة المغزل ، قال أبي : ما أعلم أحدا رفع الحديث غير هذين ، والناس يوقفونه. قلت لأبي : أيهما أشبه بالصحيح؟ قال : الموقوف أصح».

قال بشار : قول أبي حاتم «ما أعلم أحدا رفع الحديث غير هذين» فيه نظر شديد ، فقد وافقهما في رفعه جمهرة من الرواة عن حماد بن سلمة منهم : بهز بن أسد وعفان بن مسلم وروح بن عبادة عند أحمد ، وحبّان بن هلال وحجاج بن منهال عند الحاكم ، والحمد لله على توفيقه.

٣٠٢

قال القرشيّ : سألت أبا الفتح عن مولده فقال : في شهر رمضان سنة ثمان وخمس مئة.

وتوفي في يوم الأحد منتصف محرم سنة أربع وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه بجامع القصر ، ودفن بباب أبرز.

٧٧٥ ـ أحمد بن عليّ الكاغديّ ، أبو عبد الله يعرف بابن أخت علوي.

من أهل محلة دار القز.

سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيره. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق وذكره في «معجم شيوخه» ، وقال : توفي في ليلة الأربعاء سادس عشري شوّال سنة أربع وستين وخمس مئة.

٧٧٦ ـ أحمد (١) بن عليّ بن المعمّر بن محمد بن المعمّر بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن عليّ بن عبيد الله بن عليّ بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو عبد الله النّقيب الطّاهر نقيب نقباء الطالبيين ابن النّقيب الطاهر أبي الحسن ابن النّقيب الطاهر أبي الغنائم.

نقيب فاضل من بيت عريق في السّيادة والنّقابة والتّقدّم ، له معرفة حسنة بالأدب ، وترسّل جيّد ، وشعر حسن. وكان من ذوي الهيئات والوقار موصوفا بالعقل والسّداد.

تولّى نقابة النّقباء بعد أبيه في سنة ثلاثين وخمس مئة إلى حين وفاته.

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٤٧ ، وياقوت في معجم الأدباء ١ / ٤٠٦ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤١١ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٧١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٠١ ، والعبر ٤ / ١٠٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٤ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٢١١ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٥٥٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٧٢ ، ابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٣١.

٣٠٣

سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفي ، وأبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وأبا الغنائم محمد بن عليّ النّرسي ، وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، وأبو الفتوح عبد السّلام بن يوسف الدّمشقي ، وأبو الرّضا أحمد بن طارق القرشي ، وخلق. وروى لنا عنه جماعة.

قرأت على أبي محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الصّوفي في آخرين ، قالوا : أخبرنا النّقيب الطّاهر أبو عبد الله أحمد بن عليّ بن المعمّر العلوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف قراءة عليه ، قال :أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر الحمّامي ، قال : حدثنا زيد بن عليّ بن أبي بلال المقرىء ، قال : حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين ، قال : حدّثنا أحمد بن يونس ، قال : حدّثنا عاصم بن محمد ، قال : حدثني واقد بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وصوم رمضان ، وحجّ البيت». أخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن عاصم هذا (١).

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : سألت النّقيب الطّاهر أبا عبد الله بن المعمّر عن مولده ، فقال : أظن في سنة تسعين وأربع مئة.

وقال أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق : مولد أبي عبد الله نقيب النّقباء

__________________

(١) صحيح مسلم ١ / ٣٤ (١٦) (٢١). وأخرجه مثل مسلم الإمام أحمد ٢ / ١٢٠ ، والآجري في الشريعة ص ١٠٦ ، وابن مندة في الإيمان (٤١) و (١٤٩) ، وأبو يعلى (٥٧٨٨) ، وابن خزيمة (٣٠٩) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٤ / ٨١.

أما هذا الإسناد ، أعني طريق واقد بن محمد بن زيد عن أبيه ، عن ابن عمر ، فأخرجه ابن خزيمة (٣٠٩) ، وابن مندة في الإيمان (١٥٠).

٣٠٤

في شوّال سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة. وتوفي في يوم الخميس تاسع عشر جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمس مئة ، بداره بالحريم الطّاهري ، وصلّى عليه جمع كثير هناك ، وتقدّم في الصّلاة عليه شيخ الشيوخ أبو القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النّيسابوري بوصية منه بذلك بعد مشاجرة جرت بينه وبين نقيب الهاشميين قثم الزّينبي ، ودفن بداره المذكورة ، ثم نقل بعد ذلك إلى المدائن فدفن بالجانب الغربي منها في مشهد أولاد الحسن بن عليّ عليهم‌السلام.

٧٧٧ ـ أحمد (١) بن عليّ بن عبد الواحد ، أبو المعالي القارىء ، يعرف بابن المهندس.

من أهل باب البصرة.

سمع أبا القاسم عليّ بن الحسين الرّبعي ، وأبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وغيرهما. وكانت له إجازة من أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ابن الطّيوري ، وغيره.

سمع منه جماعة منهم القاضي عمر الدّمشقي ، وأبو بكر بن مشّق ، وعبد العزيز بن الأخضر وغيرهم.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر الجنابذيّ ، قلت له : أخبركم أبو المعالي أحمد بن عليّ بن عبد الواحد القارىء المعروف بابن المهندس قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله الرّبعي. وقرأته على أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدّبّاس قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن الحسين الرّبعي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدّثنا يونس بن

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٩٥.

٣٠٥

محمد المؤدّب ، قال : حدّثنا إبراهيم بن سعد ، قال : حدّثني محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أسكر كثيره فقليله حرام» (١).

أنبأنا عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : توفي أبو المعالي ابن المهندس في يوم الجمعة سادس عشري جمادى الآخرة سنة تسع وستين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٧٧٨ ـ أحمد بن عليّ بن أبي سعد المقرىء ، أبو السعادات يعرف بابن الشّصر (٢).

من أهل زريران.

سكن بغداد ، وسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي السّعود أحمد بن عليّ ابن المجلي ، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد بن الطّبر الحريريّ ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وجماعة بعدهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه أبو إسحاق مكي بن أبي القاسم الغرّاد ، وغيره.

أنبأنا مكي بن أبي القاسم ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي أبو السعادات ابن الشّصر يوم الخميس ثالث محرم سنة سبعين وخمس مئة. وقال غيره : بل سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٧٩ ـ أحمد (٣) بن عليّ بن محمد ابن المكشوط ، أبو جعفر الهاشميّ.

__________________

(١) إسناده حسن لو لا تدليس ابن إسحاق وقد عنعنه.

أخرجه من حديث نافع عن ابن عمر : أحمد في الأشربة (٧٥) ، والبزار (٢٩١٥) و (٢٩١٨) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٨ / ٢٩٦. وله طرق عن ابن عمر.

(٢) بكسر الشين المعجمة وسكون الصاد وبعدها الراء ، هكذا وجدته محررا في «ش» و «ج» ، وانظر «شصر» في معجمات اللغة.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٩١.

٣٠٦

من أهل الحريم الطّاهري ؛ من بيت معروف بالرّواية ، حدّث منهم جماعة.

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في جملة شيوخه الذين سمع منهم ، وقال : توفّي يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.

٧٨٠ ـ أحمد بن عليّ بن محمد ، أبو العباس البورانيّ ، يعرف بابن كوكاز.

كان يسكن بشارع دار الرّقيق في درب يعرف بدرب صالح ، وله معرفة بتعبير الرّؤيا ، وأضرّ في آخر عمره ، وكان صالحا.

سمع أبا عليّ أحمد بن محمد بن أحمد البردانيّ الحافظ ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو الخطاب عمر بن محمد العليميّ ، وأبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ، وغيرهم.

أنبأنا محمد بن المبارك بن محمد ، قال : قرىء على أبي العباس أحمد بن عليّ بن محمد بن كوكاز وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو عليّ أحمد بن محمد البردانيّ قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن عليّ بن الفتح ، قال : حدّثنا المعافى بن زكريا ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن المغلّس ، قال : حدّثنا عمّار بن خالد ، قال : حدّثنا محمد بن يزيد ، عن حجّاج بن أرطاة ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كتم علما يعلمه جيء به يوم القيامة ملجما بلجام من نار» (١).

__________________

(١) إسناده ضعيف ، فإن الحجاج بن أرطاة مدلس. ولكن تابعه علي بن الحكم الثقة على روايته عن عطاء بن أبي رباح ، فصح الحديث من هذا الوجه.

وقد أخرجه عن عطاء : أحمد ٢ / ٢٦٣ و ٢٩٦ و ٣٠٥ و ٣٤٤ و ٣٥٣ و ٤٩٥ و ٤٩٩ و ٥٠٨ ، وأبو داود (٣٦٥٨) ، وابن حبان (٩٥) ، والطبراني في الأوسط (٢٣١١) و (٣٣٤٦) و (٣٥٥٣) وفي الصغير (١٦٠) و (٣١٥) و (٤٥٢) ، والحاكم ١ / ١٠١ ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ١ / ٥.

٣٠٧

٧٨١ ـ أحمد بن عليّ بن خليل بن إبراهيم الجوسقيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو العباس.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبا عليّ الحسن بن المظفّر بن السّبط ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وغيرهم. وحدّث عنهم. وكان يتولى الخطابة بجامع صرصر وانتقل إليها.

سمع منه ابنه خليل ، وأبو عبد الله محمد بن عثمان العكبري ، وأبو الحرم مكيّ بن عبد الواحد البيّع ، وتميم ابن البندنيجي ، وغيرهم.

أخبرنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر في كتابه إلينا ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عليّ بن خليل الجوسقي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين. وقرأته على أبي منصور يحيى بن عليّ الخرّاز في آخرين ، قلت لكلّ واحد منهم : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسّن ابن عليّ التّنوخي ، قال : حدّثنا الحسن بن جعفر ابن الوضّاح ، قال : حدّثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني ، قال : حدّثنا عفّان ، قال : حدّثنا همّام ، عن ثابت ، عن أنس أنّ أبا بكر حدّثه ، قال : قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن بالغار : يا رسول الله لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، فقال : «يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما» (١).

قال عمر : وتوفي أحمد بن خليل ـ هكذا ذكر عمر بن علي القرشي ومن خطه نقلته.

__________________

(١) هو في الصحيحين من حديث همّام به : البخاري ٥ / ٤ (٣٦٥٣) و ٥ / ٨٣ (٣٩٢٢) ، و ٦ / ٨٣ (٦٦٦٣) ، ومسلم ٧ / ١٠٨ (٢٣٨١). وانظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٣٠٩٦).

٣٠٨

وقال خليل بن أحمد بن عليّ بن خليل : توفي والدي أحمد رحمه‌الله يوم الاثنين حادي عشري رمضان من سنة اثنتين وستين وخمس مئة ضاحي النهار ، ودفن ليلة الثلاثاء بعد عشاء الآخرة بناحية صرصر بنهر عيسى ، رحمه‌الله وإيانا ، ودفن فيه ، يعني اليوم.

٧٨٢ ـ أحمد (١) بن عليّ بن الحسين (٢) بن ناعم ، الوكيل بباب القضاة ، أبو بكر.

من ساكني باب الأزج.

سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد ابن الموصليّ ، وأبا بكر أحمد بن عليّ ابن بدران الحلوانيّ ، وأبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا محمد القاسم بن عليّ الحريري البصريّ ، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وغيرهم ، وروى عنهم.

سمع منه الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، ورفيقه أبو الخير صبيح بن عبد الله العطّاري ، والقاضي عمر القرشي ، وتميم بن أحمد البندنجي ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وغيرهم ، رحمهم‌الله وإيانا.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من كتابه ، قلت له : أخبركم أبو بكر أحمد بن عليّ بن ناعم الدّقّاق ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد الرّزّاز ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد ابن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدّثنا الحسن ابن عرفة ، قال : حدّثنا يزيد بن هارن ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال : كنّا جلوسا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فطلع القمر ليلة البدر فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما إنّكم ترون ربّكم عزوجل كما

__________________

(١) ذكره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٩٥ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٣٤.

(٢) في المختصر المحتاج : «الحسن» ، محرف.

٣٠٩

ترون هذا القمر لا تضامّون في رؤيته ، فإن قدرتم أن لا تغلبوا على ركعتين قبل الفجر» (١).

توفّي أبو بكر بن ناعم الوكيل يوم الأربعاء حادي عشري ربيع الأوّل سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الخميس ، وحمل إلى الجانب الغربي فدفن بباب حرب.

قال القرشيّ : وسألته عن مولده فقال : في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة. وقال غيره : في سنة سبع وتسعين وأربع مئة.

٧٨٣ ـ أحمد (٢) بن عليّ بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبيد الله ابن المهتدي بالله ، أبو تمّام ابن القاضي أبي الحسن عليّ ابن أبي تمّام ابن القاضي أبي الحسين الهاشميّ المعروف بابن الغريق.

من أهل باب البصرة ، من الأشراف المعروفين بالخطابة والعدالة والرّواية.

__________________

(١) هذا إسناد عال ساقه المصنف من جزء الحسن بن عرفة ، وحديث يزيد بن هارون أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد ١٢. والحديث صحيح وأكثر الروايات عن إسماعيل فيها : «فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا». وقد رواه العدد العديد من المحدثين عن إسماعيل منهم : سفيان بن عيينة ، وشعبة ، ويحيى بن سعيد القطان ، ووكيع بن الجراح ، ومروان بن معاوية الفزاري ، وجرير بن عبد الحميد ، وخالد بن عبد الله الواسطي ، وهشيم بن بشير ، وأبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط ، وعبد الله بن نمير ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، ويعلى بن عبيد ، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير ، وعبد الله بن عثمان ، وعبد الله بن إدريس وغيرهم ، كما بيناه مفصلا في المسند الجامع ٤ / ٤٩٦ ـ ٤٩٧ حديث (٣١٤٣) ، وهو في الصحيحين من حديث إسماعيل : البخاري ١ / ١٤٥ (٥٥٤) و ١٥٠ (٥٧٣) و ٦ / ١٧٣ (٤٨٥١) و ٩ / ١٥٦ (٧٤٣٤) و (٧٤٣٥) ، ومسلم ٢ / ١١٣ (٦٣٣). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٥٥١).

(٢) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٩٥ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٣٤.

٣١٠

وأبو تمّام هذا كان يتولّى الخطابة بجامع الحربية. سمع أبا القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن صهر هبة ، وغيرهما.

سمع منه أبو بكر المبارك بن مشّق ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته».

أنبأنا أبو بكر بن أبي طاهر البيّع ، قال : أخبرنا أبو تمّام أحمد بن عليّ بن أحمد ابن المهتدي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال (١) : قرىء على سفيان (٢) : سمعت ابن جدعان (٣) ، عن أنس أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة» (٤).

قال ابن مشّق : وتوفي أبو تمّام ابن المهتدي ليلة السبت خامس عشر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم السّبت بجامع المنصور ، ودفن بمقبرة الجامع ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) مسند أحمد ٣ / ١١١ و ١١٢.

(٢) هو ابن عيينة.

(٣) هو علي بن زيد بن جدعان.

(٤) إسناده ضعيف ومتنه صحيح ، علي بن زيد بن جدعان ضعيف.

أخرجه من هذا الوجه أحمد ٣ / ١١١ و ١١٢ ، وأبو يعلى (٣٩٩١) والحاكم ٣ / ٣٥٢.

ولكن صح من حديث ثابت عن أنس ؛ أخرجه ابن أبي شيبة ١٢ / ٤٦٣ ، وأحمد ٣ / ٢٠٣ ، وعبد بن حميد (١٣٨٤) من طريق يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة عن ثابت ، به.

وأبو طلحة هو الصحابي الجليل زيد بن سهل الخزرجي ، من بني النجار ، ومن أعيان البدريين ، وهو زوج أم سليم والدة أنس رضي‌الله‌عنهم.

٣١١

٧٨٤ ـ أحمد (١) بن عليّ بن سعيد بن عليّ الخوزيّ ـ بالخاء المعجمة والزاي ، منسوب إلى خوزستان ـ أبو العباس الصّوفيّ.

سكن واسطا وأقام بها برباط الضربتي (٢) ، وقرأ بها القرآن الكريم على جماعة من أصحاب أبي العز القلانسيّ. وسمع بها من القاضي أبي علي الحسن ابن إبراهيم الفارقي ، وغيره.

قدم بغداد في سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. سمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن توبة الأسديّ ، وأبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطيّ وغيرهم ، وعاد إلى واسط ، وحدّث بها إلى حين وفاته ، كتبت عنه ، وكان صالحا.

قرأت على أبي العباس أحمد بن عليّ بن سعيد الصّوفي من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله البزّاز قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكيّ قراءة عليه وأنا حاضر أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي ، قال : أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدّثنا حميد ـ يعني الطّويل ـ عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «انصر أخاك ظالما كان أو مظلوما. قال : قلت : يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال :

__________________

(١) توهم المنذري فترجمه في وفيات سنة (٥٩٧) من التكملة (١ / الترجمة ٥٩١) لاشتباه «سبعين» و «تسعين» مع أنه جاء على الوجه في نسخته من تاريخ ابن الدبيثي. وتبعه على ذلك الذهبي فترجمه في وفيات سنة (٥٩٧) من تاريخه ١٢ / ١٠٩٣ نقلا منه. لكنه ترجمه في وفيات سنة (٥٧٧) نقلا من تاريخ ابن الدبيثي ولم يفطن إلى هذا التكرار (١٢ / ٥٩٤). وترجمه ابن الفوطي في الملقبين بمحيي الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٧٤٠.

(٢) هكذا في النسخ ، ولم أقف عليه.

٣١٢

تمنعه من الظّلم فذلك نصرك إيّاه» (١).

سألت أحمد الخوزي هذا عن مولده فقال : في سنة تسع وتسعين وأربع مئة ، وقال مرة أخرى : في سنة خمس مئة.

وتوفي بواسط في ليلة الخميس لثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، وحضرت الصّلاة عليه يوم الخميس بجامعها ، ودفن بمقبرة مسجد زنبور. وكان شيخا صدوقا.

٧٨٥ ـ أحمد (٢) بن عليّ بن معمّر (٣) بن رضوان المشاهر ، أبو بكر ، يعرف بابن جرادة.

من ساكني القطيعة بباب الأزج.

هكذا رأيت اسمه في «معجم» القاضي عمر القرشي ، وغيره سمّاه ضرارا وهو بكنيته مشهور ، وسنذكره في حرف الضّاد جمعا بين القولين.

سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهانيّ ، وأبا طالب عبد القادر محمد بن يوسف ، وغيرهما. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي وأمثاله.

أنبأنا عمر بن أبي الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ ابن معمّر البستنبان ، قال : أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ الجوهريّ ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن النّضر الموصلي ، قال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى ، قال : حدّثنا محمد بن المنهال أخو حجاج ، قال : حدّثنا عبد الواحد بن زياد ، عن معمر ، عن الزّهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أراد الله بعبد خيرا فقّهه في الدّين. قال : وقال : إنما أنا قاسم

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٣٧.

(٢) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٩٦ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٣٧.

(٣) الضبط من النسخ.

٣١٣

والله يعطي» (١).

قال القرشيّ : سألت أبا بكر بن جرادة عن مولده ، فقال في سنة خمس وستين وأربع مئة ، وأظنه في شوّال.

وقال غيره : توفّي في جمادى الآخرة سنة ثمانين وخمس مئة ، والله أعلم.

٧٨٦ ـ أحمد (٢) بن عليّ بن هبة الله بن الحسين بن عليّ بن محمد بن يعقوب بن الحسين ابن المأمون ، أبو العباس بن أبي الحسن الهاشميّ المعروف بابن الزّوال (٣) ، والأصل فيه الزّوال وهو الرّجل الشّجاع وزادوا فيه الألف لكثرة نطق النّاس به ، هكذا نقلت من خطّه.

شريف فاضل ، حافظ للقرآن المجيد. قرأ بالقراءات على أبي بكر المزرفيّ وغيره. له معرفة حسنة بالأدب. قرأ على الشّيخ أبي منصور ابن الجواليقي وأكثر حتى صار من متميّزي أصحابه.

وسمع الحديث الكثير من جماعة منهم : أبو القاسم هبة الله بن محمد الشّيباني ، وأبو العز أحمد بن عبيد الله الأنصاري ، وأبو عبد الله يحيى بن الحسن ابن البنّاء ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي ، وأبو النّجم بدر بن عبد الله مولى عبد المحسن الشّيحي ، وغيرهم. وحدّث بالكثير ، وصنّف اللّغة ، وأقرأ الأدب.

__________________

(١) تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٦٤٩.

(٢) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ١ / ٤٤٨ ترجمة أصيلة حيث قال : «سألت ولده أبا محمد عبد الله بن أحمد فأعطاني جزءا بخط والده هذا ، وقد ضمنه ذكر نفسه وذكر ولده ، فنقلت منه جميع ما أذكره في هذه الترجمة إلا ما أبينه. وترجمه القفطي في إنباه الرواة ١ / ٨٨ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١١٩ ، والنعال في مشيخته ، وهو الشيخ الخامس والعشرون فيها ، ص ٩٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٢١ / ٨١٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٦ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٢١٢ ، والسيوطي في البغية ١ / ٣٤٨ ، وغيرهم.

(٣) قال المنذري : بفتح الزاي والواو مخففا وآخره لام.

٣١٤

سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي قديما وقرأنا عليه ، وسمعنا منه. وكان صحيح السّماع ، ثابت الرّواية ، فيه تسامح فيما يتولّاه.

شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد الدّامغاني في ولايته الأوّلة في يوم السّبت رابع عشر ذي الحجة سنة أربع وخمسين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحرّانيّ ، وأبو طالب روح بن أحمد ابن الحديثي. وتولّى قضاء دجيل إلا أنّه بقي مقصورا مدة في الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ ثم أفرج عنه ، وعاد إلى ولايته فكان على ذلك إلى أن توفّي. وكان ينزل بالحظيرة من نواحي دجيل ، ويقدم بغداد في أكثر الأوقات. كتبنا عنه ببغداد.

قرىء على القاضي أبي العباس أحمد بن عليّ ابن الزّوال الهاشميّ وأنا أسمع ببغداد في درب نصير ، قيل له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزّاز قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : حدّثنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري املاء ، قال : حدّثنا عليّ بن محمد بن كيسان ، قال : حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : حدّثنا محمد بن أبي بكر المقدّمي ، قال : حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن حرملة بن إياس ، عن أبي قتادة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «صوم عاشوراء يكفّر سنة وصوم عرفة يكفّر سنتين» (١).

سألت القاضي أبا العباس ابن الزّوال عن مولده فقال : في ضحى نهار الثّلاثاء ثالث عشر ذي القعدة سنة تسع وخمس مئة ببغداد بدرب فيروز.

وتوفّي يوم السبت تاسع عشر شعبان سنة ست وثمانين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة باب حرب.

__________________

(١) إسناده ضعيف لجهالة حرملة بن إياس ، كما بيناه في «تحرير التقريب» ، وتقدم الكلام عليه في الترجمة رقم ٤٣٨.

٣١٥

٧٨٧ ـ أحمد بن عليّ بن محمد بن عليّ ، أبو البركات ، يعرف بالسّواديّ ، من أهل الحربية.

روى عن أبي بكر محمد بن منصور القصري. سمع منه أبو العباس أحمد ابن سلمان الحربيّ المعروف بالسّكّر وغيره. وكان في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة حيّا ، لأنّ أحمد سمع منه في هذه السنة ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٨٨ ـ أحمد (١) بن عليّ بن يحيى بن بذّال (٢) ، أبو العباس المستعمل يعرف بابن النّفيس.

من أهل الحريم الطّاهري ، أخو أبي منصور يحيى وأبي بكر المبارك وسيأتي ذكرهما.

سمع أحمد هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وحدّث عنه. سمع منه قديما القاضي عمر الدّمشقي ، وبعده جماعة من أصحابنا.

وقصدناه للسّماع منه وكان مريضا فلم نقدر عليه ، وتوفي في مرضه ذلك.

قال القرشي : سألته عن مولده فقال : في سنة تسع وخمس مئة.

قلت : وتوفّي ليلة الخميس حادي عشري محرّم سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٧٨٩ ـ أحمد (٣) بن عليّ بن طلحة بن عبد الله بن جامع ، أبو العبّاس الشّاهد.

من أهل واسط ، أحد العدول بها ، وتولّى القضاء بها نيابة لا استقلالا.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢٥٥ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٠٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٧.

(٢) قال المنذري : بفتح الباء الموحدة وتشديد الذال المعجمة وبعد الألف لام.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣١٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٢ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٩٧.

٣١٦

وسمع بها من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي ، ومن أبي السّعادات المبارك بن الحسين بن نغوبا ، ومن أبي الجوائز سعد بن عبد الكريم الغندجانيّ ، ومن أبي الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام لمّا كان بها ، وغيرهم ، وحدّث بها.

قدم بغداد ، وأقام بها مدة ، وحدّث بها عن المذكورين. سمع منه أبو الحسن عليّ بن المبارك ابن المكشوط وجماعة من الطّلبة وعاد إلى واسط وتوفي بها.

سمعت منه بواسط وسألته عن مولده ، فقال : في شوّال سنة تسع عشرة وخمس مئة. وتوفي ليلة الثلاثاء سابع عشري صفر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، وحضرت الصّلاة عليه يوم الثّلاثاء بجامع واسط ، ودفن بمقبرة سكّة الأعراب.

٧٩٠ ـ أحمد (١) بن عليّ بن عيسى بن هبة الله بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عليّ بن عبد العزيز بن الحسن بن الحسين ابن الواثق أبي جعفر هارون ابن المعتصم أبي إسحاق محمد ابن الرّشيد أبي جعفر هارون ابن المهدي أبي عبد الله محمد ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو جعفر الهاشميّ.

من أهل الحريم الطّاهري.

كان يحفظ القرآن الكريم ، وله رواء ومنظر حسن ، ويقول شعرا لا بأس

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٠٦ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين «وفيه : «أحمد ابن عيسى» ، فهو هنا منسوب إلى جده ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٤ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٩٧ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٢٠٦ ، ثم أعاده باسم «أحمد بن عيسى» وظنه غيره (٧ / ٢٧٤) وهما واحد إن شاء الله. وابن حجر في اللسان ١ / ٣٣٠ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢١٥ ـ ٢١٦.

٣١٧

به. وكان أحد القرّاء بالتّرب الشريفة بالرّصافة على ساكنيها أفضل السّلام.

سمع أبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي وغيرهما ، وحدّث بيسير. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق.

وقد رأيته وما ظفرت بشيء من مسموعاته في حياته. ومن شعره مما وقع إليّ (١) :

دع عنك فخرك بالآباء منتسبا

وافخر بنفسك لا بالأعظم الرّمم

فكم شريف وهت بالجهل رتبته

ومن هجين علا بالعلم في الأمم

ومن شعره في الزّهد :

قطعت مطامعي واعتضت عنها

عزيزا بالقناعة والخمول

ورمت الزّهد في الدّنيا لأني

رأيت الفضل في ترك الفضول

أنبأنا أبو بكر بن مشّق ، قال : مولد أبي جعفر ابن الواثق في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة. وتوفّي بكرة يوم الاثنين ثامن ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٧٩١ ـ أحمد (٢) بن عليّ بن هليل (٣) بن عبد الملك بن محمد بن عبد الملك ، أبو الفتوح القارىء يعرف بالمعمّم ، مقدّم القرّاء (٤).

ذكر لي أنّه من ولد دعبل بن عليّ الخزاعيّ الشاعر ، وأنّ له إجازة من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى بها ، سمعنا منه شيئا يسيرا.

قرأت على أبي الفتوح أحمد بن عليّ القارىء ، قلت له : أخبركم الرّئيس

__________________

(١) ذكر الصفدي هذين البيتين واللذين بعدهما في الترجمة الأولى من الوافي ٧ / ٢٠٦.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٨ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٢٣٠.

(٣) هكذا في النسخ كافة ، وفي مصادر ترجمته : «هلال».

(٤) ذكر ابن النجار أنه كان يغني في صباه مع مظفر التوثي ، وله معرفة بالألحان (الوافي ٧ / ٢٣٠).

٣١٨

أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين فيما أجازه لكم في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة ، فأقرّ بذلك. وقرأته على أبي القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى الخبّاز في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج ، قال : حدّثنا التّرقفي عباس بن عبد الله ، قال : حدّثنا عبيد بن يونس الصّفّار ، قال : حدّثنا سفيان ، عن عمرو بن قيس ، عن الحكم ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن شريح بن هانىء ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة أيام ولياليهنّ للمسافر ويوما وليلة للمقيم ، يعني : المسح على الخفّين (١).

سألت أبا الفتوح هذا عن مولده ، فقال : في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة. وتوفّي ليلة الجمعة سادس صفر سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالشّونيزيّ.

«آخر الجزء السادس عشر من الأصل» (٢)

__________________

(١) إسناده صحيح ، وهو حديث صحيح وإن اختلف في رفعه ووقفه كما بينه الإمام الدارقطني في كتاب العلل ٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣٧ ، فإن هذا مما لا يعرف إلا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخرجه الحميدي (٤٦) ، وأحمد ١ / ٩٦ و ١١٣ و ١١٧ و ١٣٤ و ١٤٦ و ١٤٩ و ٦ / ١١٠ ، والدارمي (٧٢٠) ، ومسلم ١ / ١٥٩ ـ ١٦٠ (٢٧٦) ، والنسائي ١ / ٨٤ وفي الكبرى (١٣١) ، وابن ماجة (٥٥٢) ، وأبو يعلى (٥٦٠) والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٨١ ، والدارقطني ٣ / ٢٣٧.

وأخرجه موقوفا من طريق شريح أيضا : أحمد ١ / ١٠٠ و ١٢٠ و ١٣٣.

(٢) في النسخة المنذرية بعد هذا : «وهو آخر المجلد الأول من الأصل المنقول منه هذه النسخة من وقف السلطان الملك الأشرف رحمه‌الله» ، وتنظر مقدمتنا لهذا الكتاب.

٣١٩

٧٩٢ ـ أحمد (١) بن عليّ بن عليّ بن هبة الله بن محمد بن عليّ ابن البخاريّ ، أبو الفضل أقضى القضاة ابن قاضي القضاة أبي طالب بن أبي الحسن بن أبي البركات.

من بيت قديم في العدالة والقضاء معروف بالفقه والعلم والتّقدّم ، وسيأتي ذكر أبيه وجدّه وأخيه عبد اللّطيف إن شاء الله في مواضعهم من هذا الكتاب.

شهد أحمد هذا عند أبيه في ولايته الثّانية يوم الأحد تاسع عشر جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو البقاء أحمد بن عليّ بن كردي ، وأبو الحسن عليّ بن المبارك بن جابر ، واستنابه والده في القضاء والحكم بحريم دار الخلافة المعظّمة ـ شيّدها الله بالعزّ ـ وما يليها ، وأذن له في سماع البيّنة والأسجال عنه بالتّاريخ ، وتقدّم إلى الشّهود بالشّهادة عنده وعليه فيما سجّله.

فلم يزل على ذلك إلى أن توفّي والده في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، وانعزل بوفاته إلى أن تولّى أقضى القضاة بمدينة السّلام وغيرها شرقا وغربا يوم الأربعاء ثامن عشر رجب سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، وخلع عليه خلعة سوداء وسلّم إليه عهد بذلك بمحضر من العدول والفقهاء والأعيان ؛ ولّاه ذلك شرف الدين أبو القاسم الحسن بن نصر بن عليّ ابن النّاقد صاحب المخزن المعمور المتولّي لأمور الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ فركب ومعه الشّهود والوكلاء واتباع مجلس الحكم إلى داره بباب العامّة المحروس ، وجلس وحكم وسمع البيّنة وأسجل.

ولم يزل على ذلك يحكم ويسجل عن الخدمة الشريفة الإماميّة النّاصرية

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٥١ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٢٣ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١١٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٣ ، والقرشي في الجواهر ١ / ٨٢ ، والتميمي في الطبقات السنية ١ / الورقة ٣٩٣.

٣٢٠