ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عبد الواحد

٧٤٣ ـ أحمد بن عبد الواحد بن عبد الله ، أبو الفضل القرشيّ.

سمع أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزّاز ، وحدّث عنه. سمع منه أبو غالب شجاع بن فارس الذّهليّ ، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخيّ ، فيما قاله القرشي رحمه‌الله.

٧٤٤ ـ أحمد بن عبد الواحد بن الحسين بن محمد الدّبّاس.

وقال المبارك بن كامل البزّاز : هو أبو المظفّر بن أبي تمّام ، من أهل الكرخ.

سمع جدّ أبيه لأمّه أبا البركات محمد بن عبد الله المعروف بابن الشّطوي ، وروى عنه. سمع منه قديما أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، وسمع منه بعده القاضي عمر بن عليّ القرشي.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو المظفّر أحمد ابن أبي تمّام الدّبّاس بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله ابن يحيى الوكيل ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : حدّثنا الحسن بن الخضر الأسيوطي ، قال : حدّثنا أحمد بن شعيب النّسائي ، قال : حدّثنا قتيبة ، عن مالك (١) ، عن موسى بن ميسرة ، عن سعيد بن أبي هند ، عن أبي موسى ، ثم ذكر كلمة معناها أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من لعب بالنّرد فقد عصى الله ورسوله» (٢).

__________________

(١) الموطأ (٢٧٥٢) برواية الليثي ، وفي التعليق عليه جميع الطرق عن مالك.

(٢) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن سعيد بن أبي هند لم يلق أبا موسى ، قاله أبو حاتم الرازي كما في المراسيل لابنه (٧٥). ثم إن هذا الحديث قد اختلف في روايته على سعيد بن أبي هند ، فروي عنه هكذا ، وروي عنه عن أبي مرة مولى أم هانىء عن أبي موسى ، وعنه عن رجل عن

٢٨١

أنبأنا عمر بن عليّ القرشي ، قال : توفي أحمد بن عبد الواحد هذا ليلة الأربعاء ثاني عشري ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وخمس مئة ، ودفن من الغد.

* * *

الأسماء المفردة من العبيد في آباء من اسمه أحمد

٧٤٥ ـ أحمد (١) بن عبد القادر بن الحسين بن عثمان القزوينيّ ، أبو المواهب.

سمع أبا محمد الحسن بن عليّ الجوهريّ ، وحدّث عنه. سمع منه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين ، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني.

قال أبو طاهر : كتبت عنه في سنة ست وتسعين وأربع مئة بخان الخليفة العتيق ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته عن أهل بغداد» ، وقال : توفي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وأربع مئة.

٧٤٦ ـ أحمد بن عبد السّلام ابن المزارع ، أبو الكرم المقرىء ، يعرف بابن صبوخا القصّار.

__________________

أبي موسى ، والرواية الراجحة هي هذه الرواية المنقطعة ، كما بيناه مفصلا في تعليقنا على تاريخ الخطيب ٨ / ٣٣٤.

أخرجه عبد الرزاق (١٩٧٣٠) ، وابن أبي شيبة ٨ / ٧٣٥ و ٧٣٧ ، وأحمد ٤ / ٣٩٤ و ٣٩٧ و ٤٠٠ ، وعبد بن حميد (٥٤٧) ، والبخاري في الأدب المفرد (١٢٦٩) ، و (١٢٧٢) ، وأبو داود (٤٩٣٨) ، وابن ماجة (٣٧٦٢) ، وابن حبان (٥٨٧٢) ، والدارقطني في العلل ٧ / س ١٣١٩ ، والحاكم ١ / ٥٠ ، والبيهقي ١٠ / ٢١٤ و ٢١٥ والبغوي (٣٤١٤) من طريق سعيد بن أبي هند عن أبي موسى.

(١) ذكره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٩١.

٢٨٢

من ساكني الظّفريّة.

قرأ بالقراءات ببغداد على أبي عليّ الحسن بن محمد ابن البنّاء ، وبواسط على أبي عليّ الحسن بن القاسم المعروف بغلام الهرّاس ، وسمع الحديث من أبي عليّ ابن البنّاء وغيره.

قال أبو بكر بن كامل : قرأت عليه الكثير ، وسمعت منه ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، رحمهم‌الله.

٧٤٧ ـ أحمد (١) بن عبد الخالق بن أحمد بن القاسم الهاشميّ ، أبو العباس ، يعرف بابن الشّنكاتيّ (٢).

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن بدرب ريحان محلة النّصريّة.

سمع نقيب النّقباء أبا الفوارس طراد بن محمد الزّينبيّ ، وحدّث عنه.

سمع منه أبو محمد ابن الخشّاب ، وأبو البقاء محمد بن محمد بن طبرزد ، وأخوه عمر ، وروى لنا عنه الأفضل بن عبد الخالق الهاشميّ.

قرأت على أبي محمد الأفضل بن عبد الخالق بن أبي تمّام الهاشميّ ويعرف بابن باد من أصل سماعه ، قلت له : قرىء على أبي العباس أحمد بن عبد الخالق ابن أحمد الهاشميّ وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدّثنا النّقيب أبو الفوارس طراد ابن محمد إملاء ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حرب ، قال : حدّثنا عليّ بن حرب ، قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما ، اللّون لون دم

__________________

(١) ذكره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٩١.

(٢) قيده المنذري في ترجمة الشريف كامل بن عبد الجليل الهاشمي ، فقال : بكسر الشين المعجمة وسكون النون وبعد الألف تاء ثالث الحروف (التكملة ٢ / الترجمة ٨٠٣).

٢٨٣

والرّيح ريح مسك».

انفرد بإخراجه مسلم (١) فرواه عن عمرو الناقد وزهير بن حرب كليهما عن سفيان بن عيينة.

قال ابن الخشاب : سألته عن مولده فقال في سنة تسع وخمسين وأربع مئة.

٧٤٨ ـ أحمد (٢) بن عبد السّيّد بن عليّ النّحويّ ، أبو الفضل ، يعرف بابن الأشقر.

كان ينزل بالقطيعة من باب الأزج.

أديب فاضل ، له معرفة بالنّحو واللّغة العربية. قرأ على أبي زكريا يحيى بن عليّ التّبريزي ولازمه حتى حصّل معرفة الأدب ، وسمع شيئا من الحديث من شيوخ زمانه ، ولم أقف له على سماع إلا من أبي الفضل محمد بن ناصر. وسألت عنه جماعة ممن لقيه فوصفوه بالفضل والمعرفة. وبلغني أنّ أبا محمد ابن الخشّاب كان يقصد أبا الفضل بن الأشقر ويذاكره ويسأله عن أشياء ويبحث معه.

قرأ عليه جماعة وأخذوا عنه منهم : أبو العباس أحمد بن هبة الله المعروف بابن الزّاهد ، فإنّه ذكر لي أنّه قرأ عليه واستفاد منه.

٧٤٩ ـ أحمد (٣) بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة ، أبو المعالي بن

__________________

(١) يعني عن البخاري ، فرواه في صحيحه (٦ / ٣٤ حديث ١٨٧٦ (١٠٥) ، وإلا فقد أخرجه آخرون منهم النسائي ٦ / ٢٨ ، وهو في الكبرى (٤٣٥٥) ، والحميدي (١٠٩٢) ، وأحمد ٢ / ٢٤٢ وغيرهم.

(٢) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ١ / ٣٥٧ نقلا من هذا الكتاب فقال : «ذكره أبو عبد الله ابن الدبيثي في كتابه الذي ذيله على تاريخ السمعاني فقال ...» ، والقفطي في إنباه الرواة ١ / ٨٧ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٦٤ ، والسيوطي في البغية ١ / ٣٢٤ ، وابن الدبيثي هو المصدر الوحيد لهم.

(٣) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٢٣ ، وابن نقطة في التقييد ١٤٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٢ ، والعبر ٤ / ٨٠ ، والمختصر المحتاج

٢٨٤

أبي القاسم التّاني.

من أهل باجسرا ، أحد القرى بطريق خراسان.

سكن بغداد ، وسمع بها من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر ، وأبي عبد الله الحسين بن عليّ ابن البسريّ ، وأبي محمد جعفر بن أحمد السّراج ، وأبي غالب محمد بن الحسن البقّال ، وأبي منصور محمد بن أحمد المقرىء الخيّاط وغيرهم ، وحدّث عنهم.

وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه ، وقال : سمع منه أبو بكر بن كامل. وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته. وحدّثنا عنه جماعة.

قرأت على أبي الثّناء محمود بن مسعود بن عبد الله المؤذّن ، قلت له : أخبركم أبو المعالي أحمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الخطّاب بن البطر قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو طالب مكي بن عليّ بن عبد الرزاق الحريري ، قال : أخبرنا أبو القاسم حبيب بن الحسن القزّاز ، قال : حدّثنا موسى بن هارون بن عبد الله البزّاز ، قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان لا يدّخر شيئا لغد (١).

__________________

١ / ١٩١ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٧٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٧٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٠٧.

(١) إسناده ضعيف ، فإن جعفر بن سليمان وإن وثقه غير واحد ، لكن أحاديثه عن ثابت مناكير ، كما قال الإمام علي ابن المديني ، وهذا منها ، فقد استغربه الترمذي (يعني : ضعّفه) ، وقال : «وقد روي هذا الحديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا» ، ومنه يظهر أن الترمذي استغرب الموصول لأن المرسل أصح.

أخرجه الترمذي (٢٣٦٢) ، وابن عدي في الكامل ٢ / ٥٧٢ ، وابن حبان (٦٣٥٦) ، والخطيب في تاريخه ٧ / ٥٨٧ و ٨ / ١٥٩ ـ ١٦٠.

٢٨٥

حدّثني أبو القاسم تميم بن أحمد البزّاز ، قال : خرج أبو المعالي بن حنيفة عن بغداد لدين لزمه عجز عن قضائه إلى همذان فأقام بها مدة يسيرة ، وتوفّي بها في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وجاء نعيه مع الحاج في ذي القعدة من السّنة ، ولم يحدّث بهمذان ولا أجاز لأحد.

٧٥٠ ـ أحمد (١) بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان ، أبو بكر بن أبي القاسم المعروف بابن البطّي ، أخو أبي الفتح محمد الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي ، وأبا محمد جعفر بن أحمد ابن السّرّاج ، وأبا القاسم عليّ بن الحسين الرّبعي ، وأبا زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة لما قدم بغداد ، وحدّث عنهم. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقيّ ، وأبو الرّضا أحمد ابن طارق التّاجر ، وأبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجيّ. وحدثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من كتابه ، قلت له : أخبركم أبو بكر أحمد بن عبد الباقي بن سلمان بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله الرّبعي قراءة عليه. وقرأته على أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدّبّاس قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد ابن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدّثني محمد بن فضيل ، عن الأعمش وابن أبي ليلى وكثير النّوّاء وعبد الله بن صبهان ، كلّهم عن عطيّة العوفيّ ، عن أبي

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤١٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٨٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٢ ، والصفدي في الوافي ٧ / ١٣ ، وابن حجر في لسان الميزان ١ / ٢١٠ ، وتبصير المنتبه ١ / ١٦٢.

(٢) الترجمة ٢٨٣.

٢٨٦

سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أهل الدّرجات العلى ليراهم من تحتهم كما يرى النّجم الطّالع في أفق من آفاق السّماء ، وإنّ أبا بكر وعمر منهم ، وأنعما» (١).

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القاضي ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي أبو بكر أحمد بن عبد الباقي بن سلمان يوم الخميس خامس عشري شعبان من سنة خمس وستين وخمس مئة ، ودفن من يومه.

٧٥١ ـ أحمد (٢) بن عبد الوهّاب بن عبد الله بن أحمد بن عبد الوهّاب ابن محمد بن دينار الأصغر بن محمد بن دينار الأكبر بن ماه بن يوه (٣) بن أشك بن ششك (٤) بن زاذان بن فرّوخ ، أبو العباس الفقيه الشافعيّ.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف عطية العوفي ، واقتصر الترمذي على تحسينه.

أخرجه الحميدي (٧٥٥) ، وابن أبي شيبة ١٢ / ٦ ، وأحمد ٣ / ٢٧ و ٥٠ و ٦١ و ٧٢ و ٩٣ و ٩٨ ، وعبد بن حميد (٨٨٧) ، وأبو داود (٣٩٨٧) ، والترمذي (٣٦٥٨) ، وابن ماجة (٩٦) ، وأبو يعلى (١١٣٠) و (١٢٩٩) ، والطبراني في الأوسط (١٧٩٩) و (٢٩٧٥) و (٣٤٥١) و (٥٤٨٣) و (٧٣٣٦) و (٩٤٨٤) ، وفي الصغير (٣٥٣) و (٥٧٠) ، وابن عدي في الكامل ٥ / ٢٠٠٧ ، وأبو نعيم في الحلية ٧ / ٢٥٠ ، والخطيب في تاريخه ٤ / ٣١٩ و ٥ / ١٠٤ و ١٢ / ٣٣٢ و ١٣ / ٦١٧ (بتحقيقنا) والبغوي (٣٨٩٢) و (٣٨٩٣) من طرق عن عطية العوفي ، به.

وأخرجه أحمد ٣ / ٢٦ و ٦١ من طريق مجالد بن سعيد ، عن أبي الوداك جبر بن نوف ، عن أبي سعيد ، ومجالد ضعيف.

وأخرجه البخاري ٤ / ١٤٥ (٣٢٥٦) ، ومسلم ٨ / ١٤٥ ، وابن حبان (٧٣٩٣) من حديث عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ، ولكن ليس فيه «وإن أبا بكر وعمر منهم ، وأنعما» ، بل : «رجال آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين».

(٢) ترجمه الصفدي في الوافي ٧ / ١٦١ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٦ / ٢٣ ، كلاهما نقلا من تاريخ ابن النجار.

(٣) في المطبوع من الوافي : «باه بن بوه» أظنه محرف ، وما أثبتناه مجود التقييد في «ش» و «ج».

(٤) الضبط من «ش» و «ج».

٢٨٧

من أهل البندنيجين (١).

قدم بغداد ، وأقام بها. سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وحدّث عنه.

سمع منه القاضي عمر بن أبي الحسن الدّمشقي وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الوهّاب بن عبد الله البندنيجي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن عبد الواحد بن الحصين. وأخبرناه أبو محمد عبد الغني بن الحسن ابن العطّار الهمذاني بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن عمر بن سريج ، قال : حدّثنا أبو يحيى الضّرير محمد بن سعيد ، قال : حدّثنا زيد بن الحباب ، قال : حدّثنا سيف بن سليمان ، قال : أخبرني قيس بن سعد ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، قال : قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشاهد ويمين (٢).

__________________

(١) بصيغة التثنية ، كما قال ياقوت ، وهي المعروفة اليوم باسم «مندلي» ، قريبة من الحدود الإيرانية.

(٢) إسناده صحيح ، رجاله ثقات.

أخرجه ابن أبي شيبة ٧ / ٢٤٢ و ١٠ / ١٦٠ و ١٤ / ٢٢٥ ، وأحمد ١ / ٢٤٨ و ٣١٥ و ٣٢٣ ، ومسلم ٥ / ١٢٨ (١٧١٢) ، وأبو داود (٣٦٠٨) ، وابن الجارود (١٠٠٦) ، وأبو يعلى (٢٥١١) ، والطحاوي في شرح المعاني ٤ / ١٤٤ ، وابن عدي في الكامل ٣ / ١٢٧٤ ، والبيهقي ١٠ / ١٦٧ من طريق زيد بن الحباب ، به. وله طرق أخرى عن غير زيد بيناها في تعليقنا على ابن ماجة (٢٣٧٠).

٢٨٨

٧٥٢ ـ أحمد (١) بن عبد الجليل بن محمد بن الحسن ، أبو يعلى بن أبي مسعود ، يلقّب والده كوتاه.

من أهل أصبهان. وهو أخو أبي حامد محمد الذي قدّمنا ذكره (٢) ، وهو وأخوه محمد وأبوهما من أهل الرّواية والتّحديث.

سمع أباه وغيره. وقدم بغداد ، وحدّث بها عن أبيه. ذكر أبو بكر عبيد الله ابن عليّ المارستانيّ أنّه سمع منه بها ، والله أعلم.

قلت : وتوفي في سلخ ذي القعدة سنة ست وخمسين وخمس مئة ، فيما بلغنا ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٥٣ ـ أحمد (٣) بن عبد المنعم بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن سعيد بن أبي الخير الميهنيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو الفضل بن أبي الفضائل بن أبي البركات بن أبي الفتح بن أبي طاهر الصّوفيّ ، شيخ رباط الخليفة ـ خلّد الله ملكه ـ بالجانب الغربي المجاور لتربة الجهة السّلجوقية.

من بيت التّصوف والتّقدّم هو وأبوه وجدّه وأخوه أبو البركات محمد (٤) وقد تقدّم ذكره.

سمع من أبيه أبي الفضائل ومن أبي عليّ أحمد بن محمد ابن الرّحبيّ ، ومن الكاتبة شهدة بنت أحمد الإبريّ ، وغيرهم.

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ٧ / ١٥.

(٢) الترجمة ٢٩١.

(٣) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ١٣٧ (ط. القاهرة ١٢٩٠) ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٨٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٤٦ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٠٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٩٣ ، والصفدي في الوافي ٧ / ١٥٧ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٧١.

(٤) الترجمة ٢٩٧.

٢٨٩

وولي خدمة الصّوفية بالرّباط المذكور في ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، والنّظر في وقفه ووقف التّربة المجاورة له والسبيل لها بطريق مكّة. وظهر من نزاهته وعفّته وقيامه بما ردّ إلى نظره ما أرضى الخاصّ والعام (١). كتبت عنه.

قرأت على الشّيخ أبي الفضل أحمد بن عبد المنعم بن محمد من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم والدك الشيخ أبو الفضائل عبد المنعم بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير الهشامي قراءة عليه بمرو ، قال : أخبرنا جدّي أبو العباس أردشير بن محمد ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن حليم بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الموجّه محمد بن عمرو بن الموجّه الفزاري ، قال : أخبرنا أحمد بن يونس ، قال : حدّثنا زهير ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله (بن عامر) (٢) بن ربيعة ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنّهما ينفيان الفقر والذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» (٣).

__________________

(١) هكذا أثنى عليه المؤلف خيرا. أما صاحبه ابن النجار فقد أثنى عليه شرا ، فقال ـ كما نقله الصفدي في الوافي ـ : «كتبت عنه على عسر كان فيه ونكد وحمق وكبر وجهمة وسوء عقيدة ، وكان مذموم الطريقة والسيرة». وذكر سبط ابن الجوزي أنه كان له خادم خان في الأموال وبلغ الخليفة فأخذ الخادم وأقر وقال : المال عند أخت بهاء الدين ، فعزل بهاء الدين عما كان عليه ، فرأى الذل والهوان بعد العز والإمكان ، ومرض بهاء الدين في تلك الحالة ، فولى الخليفة القاضي الزنجاني أمر الرباط وحمل بهاء الدين إلى بيت أخته على نهر عيسى ، فتوفي (المرآة ٨ / ٥٨٦).

(٢) ما بين الحاصرتين ليس في النسخ ، ولا بد منه.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف عاصم بن عبيد الله ، وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب ، ولكن المتن صحيح من غير هذا الوجه.

أخرجه الحميدي (١٧) ، وابن ماجة (٢٨٨٧ م) ، وأبو يعلى (١٩٨) ، والطبري في التفسير ٢ / ٣١٠ من طريق عاصم بهذا الإسناد.

٢٩٠

توفّي أحمد هذا يوم الثّلاثاء ثامن عشري رجب سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن عشيته بالشونيزيّ.

٧٥٤ ـ أحمد بن عبيدة بن أحمد البغداديّ ، أبو العباس الدّسكريّ.

سافر عن بغداد قديما ، وسمع في رحلته أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، وحدّث عنه. سمع منه أبو سعد محمد بن محمد النّوقاني.

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عمر

٧٥٥ ـ أحمد بن عمر بن عليّ ، أبو المعالي المزرفيّ يعرف بابن بصيلة.

سمع أبا ياسر شاكر بن عمر الخوّاص ، وغيره. وخرج عن بغداد وسكن الجزيرة مدة ، ثم قدمها في سنة ست وخمسين وخمس مئة فحدّث بها. سمع منه القاضي عمر بن عليّ الدّمشقيّ.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو المعالي أحمد بن عمر بن بصيلة في صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة ، قدم علينا من الجزيرة ، قال : أخبرنا أبو ياسر شاكر بن عمر الخوّاص ، قال : أخبرنا أبو بكر

__________________

وأخرجه أحمد ١ / ٢٥ و ٣ / ٤٤٧ ، وابن ماجة (٢٨٨٧) ليس فيه «عن أبيه».

وأخرجه أحمد ١ / ٣٨٧ ، والترمذي (٨١٠) ، والنسائي ٥ / ١١٥ ، وأبو يعلى (٤٩٧٦) و (٥٢٣٦) ، وابن خزيمة (٢٥١٢) وغيرهم من حديث عاصم عن شقيق عن عبد الله بن مسعود ، وقال الترمذي : «حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود». وقال أيضا : وفي الباب عن عمر ، وعن عامر بن ربيعة ، وأبي هريرة ، وعبد الله بن حبشي ، وأمّ سلمة ، وجابر.

٢٩١

محمد بن عبد الملك بن بشران ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر الدّارقطنيّ ، قال : حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، قال : حدّثنا يوسف بن موسى ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الحجّاج بن أرطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ردّ ابنته على أبي العاص بنكاح جديد (١).

٧٥٦ ـ أحمد (٢) بن عمر بن الحسين بن خلف ، أبو العباس القطيعيّ.

منسوب إلى قطيعة العجم بباب الأزج ، والد شيخينا أبي القاسم عليّ وأبي الحسن محمد (٣).

صحب القاضي أبا يعلى محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وتفقه عليه ، وتكلّم ، وسمع من جماعة منهم : أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، وأبو المعالي الفضل بن سهل الإسفراييني ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن

__________________

(١) إسناده ضعيف ، الحجاج بن أرطاة كثير التدليس ، وقد قال الإمام أحمد بعد أن أورده في المسند : «هذا حديث ضعيف ، أو قال : واه ، ولم يسمعه الحجاج من عمرو بن شعيب ، إنما سمعه من محمد بن عبيد الله العرزمي ، والعرزمي لا يساوي حديثه شيئا ، والحديث الصحيح الذي روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقرّها على النكاح الأول» (المسند ٢ / ٢٠٨). وقال الترمذي بعد إيراده : «هذا حديث في إسناده مقال» وقال الدارقطني : «هذا لا يثبت ، وحجاج لا يحتج به ، والصواب حديث ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ردها بالنكاح الأول».

أخرجه سعيد بن منصور (٢١٠٩) ، وابن سعد في الطبقات ٨ / ٣٢ ، وأحمد ٢ / ٢٠٨ ، والترمذي (١١٤٢) ، وابن ماجة (٢٠١٠) ، والدارقطني ٣ / ٢٥٣ ، والبيهقي قي السنن الكبرى ٧ / ١٨٨ ويراجع المغني لابن قدامة ١٠ / ١٠ ـ ١١ ، ونصب الراية ٣ / ٢٠٩ ، وزاد المعاد ٥ / ١٣٣ ـ ١٤٠.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٧٢٢٣ وياقوت في معجم البلدان ٤ / ٣٧٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩١ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٢٥٩ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٠١ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٤٠٥ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٠٧.

(٣) أبو الحسن محمد هو شيخ الحديث بالمستنصرية وصاحب تاريخ بغداد.

٢٩٢

الزّاغوني ، والنّقيب أبو جعفر أحمد بن محمد العبّاسي ، وأبو القاسم نصر بن نصر العكبري وغيرهم ، وحدّث باليسير ؛ ذكر لي ولده أبو الحسن أنّه سمع منه.

بلغني أنّه ولد في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.

وذكر صدقة بن الحسين الحدّاد في «تاريخه» أنّ أحمد القطيعيّ توفّي عشية الأربعاء ثامن عشر شهر رمضان سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه ، ودفن يوم الخميس عند السّور.

٧٥٧ ـ أحمد بن عمر بن أبي الحسن الغضائريّ ، أبو العبّاس يعرف بابن الوارث.

أظنّه من أهل باب البصرة.

من شيوخ أبي بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، ذكره في «معجم شيوخه» ، وقال : توفّي في أوائل محرم سنة اثنتين وستين وخمس مئة.

٧٥٨ ـ أحمد (١) بن عمر بن محمد بن لبيدة ، أبو العباس المقرىء.

من أهل باب الأزج.

حافظ للقرآن المجيد ، كثير القراءة له والإقراء.

قرأ بالقراءات على الشيخ أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط أبي منصور الخيّاط وعلى غيره ، ولقّن جماعة القرآن المجيد ، وسمع الكثير على الشيوخ ، ولازم مجالس الحديث ، وقرأ على الرّواة ، وأفاد الطلبة ، وكتب الكثير بخطّه لنفسه ولغيره. وكان ثقة صدوقا. حدّث بشيء من تخريجه عن شيوخه. وكان صالحا.

روى عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي الحسن عليّ بن

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في وفيات سنة ٥٦٥ من المنتظم ١٠ / ٢٣١ وتابعه العيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٤٦١ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ١٩٧ وذكر وفاته سنة ٥٦٤ ، والذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٩٣ ، وابن حجر في التبصير ٢ / ١٢٢٧.

٢٩٣

هبة الله بن عبد السّلام ، وأبي سعد أحمد بن محمد ابن البغداديّ ، وأبي محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد المقرىء ، وأبي عبد الله محمد بن محمد ابن السّلّال ، وأبي بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر ، والقاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرمويّ. ولازم حلقة أبي الفضل محمد بن ناصر ، وسمع كلّما قرىء عليه. وكان يكتب طبقات السّماع عليه بخطّه.

سمع منه جماعة من أصحابه. وروى لنا عنه أبو محمد عبد الرّحمن بن المبارك المقرىء وغيره.

قرىء على أبي محمد عبد الرّحمن بن المبارك بن محمد المقرىء وأنا أسمع ، قيل له : حدثكم أبو العباس أحمد بن عمر بن لبيدة المقرىء من لفظه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعيّ ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال (١) : حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، قال : حدّثنا همّام ، قال : حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يطرق أهله ليلا ، كان يدخل غدوة أو عشيّة (٢).

خرج أحمد بن لبيدة من بغداد حاجا في ذي القعدة من سنة أربع وستين وخمس مئة ، فتوفي بالطّريق في هذا الشّهر. وذكر لي بعضهم أنه توفّي بالأجفر منزل من منازل الطّريق قبيل فيد (٣) ، والله أعلم ، ودفن به.

٧٥٩ ـ أحمد بن عمر بن أبي العز واسمه عليّ بن عليّ بن بهليقا ، أبو العباس.

__________________

(١) مسند أحمد ٣ / ٢٤٠.

(٢) هو في الصحيحين من حديث همّام : البخاري ٣ / ٩ حديث ١٨٠٠ ، ومسلم ٦ / ٥٥ حديث ١٩٢٨. وأخرجه أحمد في المسند عن غير أبي سعيد أيضا ، فانظر ٣ / ١٢٥ و ٢٠٤.

(٣) ينظر معجم البلدان ١ / ١٠٢.

٢٩٤

من أهل الجانب الغربي وساكني القريّة ، قريبا من جامع العقبة المعروف بجامع ابن بهليقا الآن. والده عمر استجدّه وبناه. واستؤذن الإمام المقتفي لأمر الله رضي‌الله‌عنه في صلاة الجمعة فيه فأذن وصلّي فيه يوم الجمعة منتصف شعبان سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة (١).

وأحمد هذا كان صالحا ديّنا ، صاحب مجاهدة وعبادة ، حافظا للقرآن الكريم. سمع الحديث من جماعة منهم : أبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وأبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبو بكر ابن الزّاغوني ، وأمثالهم.

وخالط الصّالحين ، وكان الزّهد أغلب عليه. رحل إلى الموصل ، وأقام عند الشيخ عمر بن محمد المعروف بالملّة الزّاهد مدّة ، وعاد إلى بغداد ، وسمع شيئا من أخباره وكراماته. وما أظنّه روى شيئا ، وإن كان فيسيرا ؛ لأنّ الرّواية لم تنتشر عنه ، والله الموفق.

٧٦٠ ـ أحمد (٢) بن عمر بن بركة بن أبي بشر ، أبو جعفر البزّاز ، يعرف بابن الكزلي.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا القاسم هبة الله بن الحصين ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهما ، وروى عنهم.

سمع منه أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وجماعة من الطّلبة ، وما اتفق لي لقاؤه ، ولعله أجاز لي ، والله أعلم.

__________________

(١) ينظر المنتظم لابن الجوزي ١٠ / ١٠٨.

(٢) ترجمه المنذري في وفيات سنة ٥٩٢ من التكملة ١ / الترجمة ٣٢١ ، وتابعه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٢.

٢٩٥

٧٦١ ـ أحمد (١) بن عمر الكرديّ ، أبو العبّاس الفقيه الشّافعيّ.

كانت له معرفة بمذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، تفقّه بتبريز على الفقيه أبي عمرو ، وأقام عنده ، ثم قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته ، وكان أحد المعيدين بالمدرسة النّظامية في المذهب. وكان ديّنا صالحا (٢).

توفي في العشر الأخر من ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالمقبرة المعروفة بالسّهلية بالجانب الشّرقي عند جامع السّلطان.

٧٦٢ ـ أحمد (٣) بن عمر بن أحمد بن الحسين المقرىء ، أبو العباس القطربلّيّ الأصل ، وقطربل (٤) قرية قريبة من الحربية ، الحربيّ المولد والدّار ، يعرف بالخاخي ـ بخائين معجمتين (٥) ـ لقب له.

رجل صالح ، منزو عن النّاس ، مشتغل بالخير. سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وعبد الرحمن بن زيد الورّاق ، وغيرهما. سمعنا منه.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٠٢ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٥٦ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٦ / ٣١ ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ٢٧٤.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٠٢ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٥٦ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٢٥٩ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٦ / ٣١ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٢٧٤ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٦١.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤٧٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٦٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٦٢ ، والمشتبه ٢٦٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٤٠٠ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٥٤٧.

(٤) بضم القاف وسكون الطاء المهملة وبعدها راء مهملة مضمومة وباء موحدة مشددة مضمومة ولام ، هذا هو تقييد أبي سعد السمعاني في الأنساب والمنذري في التكملة. أما ياقوت فضبطها بفتح الراء ، وحكى أنها تقيّد بفتح القاف والطاء المهملة أيضا.

(٥) ذكر المنذري أن الأولى مفتوحة والثانية مكسورة.

٢٩٦

قرأت على أبي العباس أحمد بن عمر الخاخي بالحربية ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدّثنا داود بن رشيد ، قال : حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعيّ ، عن قرّة ، عن الزّهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع» (١).

توفي أحمد الخاخي في ليلة الجمعة سلخ جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بمقبرة باب حرب.

٧٦٣ ـ أحمد (٢) بن عمر بن أحمد بن الحسن بن عليّ بن عليّ بن بكرون (٣) ، أبو المعالي.

أحد الشهود المعدّلين هو وأبوه ، وسيأتي ذكر أبيه فيمن اسمه عمر. شهد أحمد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشّهرزوري يوم الاثنين سابع عشر رجب سنة سبع وتسعين وخمس مئة وزكاه العدلان أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرّزّاز ، وأبو زكريا يحيى بن عمر بن بهليقا. وولي خزن الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وجعل مصليا بالمدرسة النّظامية على عادة والده.

سمع النّقيب الطّاهر أبا عبد الله أحمد بن عليّ بن المعمّر ، وأبا العباس أحمد بن المبارك المرقّعاتي ، وأبا شاكر يحيى بن يوسف غلام ابن بالان ، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبريّ ، والشريف أبا الحسن عليّ بن أحمد

__________________

(١) تقدم تخريجه في الترجمة ٤٩٤ ، وهو حديث ضعيف.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٢٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٧٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٤.

(٣) قيده المنذري بفتح الموحدة ويكون الكاف وبعدها راء مضمومة وواو ساكنة ونون.

٢٩٧

الزّيدي وغيرهم وحدّث.

سألته عن مولده فقال : في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمس مئة (١).

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عثمان

٧٦٤ ـ أحمد (٢) بن عثمان بن أبي عليّ بن مهدي ، أبو العباس الزّرزاريّ ، منسوب إلى قبيلة من الأكراد يقال لها زرزار.

من أهل إربل.

رجل صالح طلب الحديث ورحل فيه إلى العراق وبلاد الجبال وخراسان وكرمان ، وسمع الكثير ؛ سمع ببغداد من أبي الفضل أحمد بن طاهر الميهني ، وأبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري وغيرهما ، وبأصبهان من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن حنّة (٣) العدل ، وبهراة من أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي ، وحدّث عنهم بإربل والموصل.

وكان موصوفا بالصّلاح والخير ، سمعت جماعة من أهل بلده والموصل يثنون عليه ثناء حسنا.

توفي بإربل ليلة الجمعة عاشر شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الجمعة ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) وتوفي في ليلة الثاني عشر من ذي القعدة سنة ٦٢٩ ، كما في تكملة المنذري.

(٢) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ٣٨ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٥٥.

(٣) قيّده المنذري فقال : بفتح الحاء المهملة وتشديد النون وفتحها وبعدها تاء تأنيث ، وهي مضبوطة كذلك في مشتبه الذهبي ٢١٣.

٢٩٨

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عليّ

٧٦٥ ـ أحمد بن عليّ ، أبو غالب العبّاسيّ ، يعرف بابن المربمان.

من ساكني شارع دار الرّقيق.

سمع أبا محمد الحسن بن عيسى ابن المقتدر بالله ، وحدّث عنه. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن السّقطي وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» فيما قال القاضي عمر القرشي وقال : كان ثقة صدوقا.

٧٦٦ ـ أحمد بن عليّ بن محمد بن عبدون ، أبو سعد المقرىء.

ذكره الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في تاريخه ، وقال (١) : سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميميّ ، وأبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون. وتوفي في سنة أربع عشرة وخمس مئة. ولم يذكر أنّه حدّث ولا روى ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٦٧ ـ أحمد بن عليّ بن طاهر ، أبو البركات المقرىء ، يعرف بابن القيّار.

بغداديّ سكن دمشق.

أنبأنا أبو محمد القاسم بن أبي القاسم ابن عساكر الدّمشقي ، قال : أخبرني أبي في «تاريخه لدمشق» ، قال : أحمد بن عليّ بن طاهر ، أبو البركات البغدادي ، قدم دمشق ، وسمع بها أبا بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، كتب عنه القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عقيل الشّهرزوري.

٧٦٨ ـ أحمد بن عليّ ، أبو الغنائم الصّايغ.

سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفيّ ، وروى عنه. سمع منه

__________________

(١) المنتظم ١٠ / ٢١٩.

٢٩٩

أبو بكر المبارك بن كامل وذكر عنه في «معجمه» أنّه أنشده ، قال : أنشدني أبو الحسين ابن الطّيوري ولم يسم قائلا :

لا مات أعداؤك بل خلّدوا

حتى يروا فيك الذي يكمد

ولا خلوت الدّهر من حاسد

فإنّ خير النّاس من يحسد

قال ابن كامل : وتوفي أبو الغنائم هذا في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٦٩ ـ أحمد بن عليّ الخزّاز ، أبو طاهر.

شيخ ، روى عنه أبو بكر بن كامل في «معجمه» ، وقال : أنشدني قال : أنشدني أبو القاسم بن برهان :

وقائلة ما باله قد تغّيرت

خلائقه واللّون باد شحوبه

فقلت لها هاتي من الناس واحدا

صفا لونه والنّائبات تنوبه

٧٧٠ ـ أحمد بن عليّ بن ناصر بن محمد ، أبو جعفر بن أبي الفضل العلوي المحمّديّ ، من ولد محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه المعروف بابن الحنفية.

كان أبو جعفر نقيب العلويين بالكرخ ، وأبوه نقيب العلويين المحمّديين. بمشهد موسى بن جعفر عليهما‌السلام فيما ذكر أبو بكر بن كامل ، وقال : سمع أبو جعفر من أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطّيوري وروى عنه ، وسمعت منه. وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٧٧١ ـ أحمد بن عليّ بن إبراهيم ، أبو الفرج الدّبّاس.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد الخطيب الأنباري.

ذكر ابن كامل أنّه سمع منه ، وأخرج عنه حديثا عن الخطيب أبي الحسن الأنباري.

٣٠٠