ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا بني هاشم اصبروا على فقركم استوهبكم من الله عزوجل يوم القيامة» (١).

قال القرشي : وتوفي ابن البلحي ليلة الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة من سنة خمس وخمسين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٧١٩ ـ أحمد (٢) بن طارق بن سنان بن محمد بن طارق القرشيّ ، أبو الرّضا بن أبي السّرايا التّاجر الكركيّ (٣) الأصل البغداديّ المولد.

من ساكني دار الخلافة المعظّمة ، شيّد الله قواعدها بالعزّ.

أحد من عني بطلب الحديث وسماعه من صباه إلى حين وفاته ، وكان حريصا على السّماع وحضور مجالس القراءة على الشّيوخ ، وتحصيل المسموعات ، وكتابتها ، مع قلّة معرفة به وفهم له بالنّسبة إلى اشتغاله به.

سمع ببغداد أبا منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي ، ونقيب النّقباء أبا الحسن محمد بن طراد الزّينبي ، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرمويّ ، وأبا القاسم هبة الله بن الحسين ابن الحاسب ، وأبا الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف ابن لهيعة.

أخرجه ابن عدي في ترجمة ابن لهيعة من الكامل ٤ / ١٤٦٧.

(٢) ترجمه ياقوت في معجم البلدان ٤ / ٤٥٢ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ١٦٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٦٧ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٨٩٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٧٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٦ ، والعبر ٤ / ٢٧٨ ، والمشتبه ٥٥ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٧ / ٣٢١ ، وابن حجر في اللسان ١ / ١٨٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٤٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٠٨.

(٣) منسوب إلى الكرك ، بسكون الراء ، بليدة بالبقاع ، قيده ابن نقطة والمنذري وكتب المشتبه الأخرى.

٢٦١

البنّاء ، وأبا الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري. ومن الغرباء : من أبي الفضل أحمد بن طاهر الميهني ، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وخلق كثير ، وبالكوفة من أبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة الحارثيّ ، وبدمشق من القاضي أبي القاسم الحسين بن الحسن المعروف بابن البن وأبي الفتح ناصر بن عبد الرحمن النّجار وأبي يعلى حمزة بن فارس بن كروّس وغيرهم ، وبمصر من أبي محمد عبد الله بن رفاعة السّعدي وأبي العباس أحمد بن عبد الله بن هشام اللخمي ، وبالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السّلفي. وكان كثير السّماع ، وافر الشّيوخ.

حدّث ببغداد ، وبدمشق ، وديار مصر ، وأقام هناك مدة ، وسمع منه النّاس ، وكتبوا عنه إملاء وغيره.

سمعت أبا الرّضا بن طارق يقول : خرجت من بغداد حاجا في سنة أربع وستين وخمس مئة وعدلت من مكة بعد الحج إلى مصر ، فأقمت بها ، وتردّدت منها إلى الشام عشرين سنة ، وعدت إلى بغداد في سنة أربع وثمانين وخمس مئة.

سمعنا منه ببغداد ، وكان ثقة صحيح السّماع.

أخبرنا أبو الرّضا أحمد بن طارق بن سنان قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السّعدي بقراءتي عليه بفسطاط مصر في الرّحلة الأوّلة ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الحسين الخلعي قراءة عليه بمسجده بقرافة مصر ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن سعيد النّحّاس ، قال : حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمد ابن الأعرابيّ بمكة ، قال : حدّثنا أبو داود ، قال : حدّثنا محمد بن عثمان العجلي ، قال : حدّثنا خالد بن مخلد ، عن سليمان بن بلال ، قال : حدّثني شريك بن عبد الله ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله قال : «من عادى لي وليّا فقد آذنته بحرب ، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي

٢٦٢

يتقرّب إلي بالنّوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فلئن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت ولا بد له منه» (١).

سألت أحمد بن طارق عن مولده ، فقال : ولدت في ليلة الاثنين تاسع عشر ربيع الأوّل سنة سبع وعشرين وخمس مئة. وتوفي في ليلة الثّلاثاء سادس عشري ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الثّلاثاء ، ودفن إلى جنب أبيه بمقبرة الوردية ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

__________________

(١) هذا الحديث أخرجه البخاري في الرقاق من صحيحه من طريق خالد بن مخلد القطواني ، به (٨ / ١٣١ حديث رقم ٦٥٠٢) ، وهو مما انتقد البخاري عليه لما في ألفاظه من النكارة ، قال الإمام الذهبي في الميزان (١ / الترجمة ٢٤٦٣): «فهذا حديث غريب جدا ، لو لا هيبة الجامع الصحيح لعدوه من منكرات خالد بن مخلد ، وذلك لغرابة لفظه ، ولأنه مما ينفرد به شريك ، وليس بالحافظ ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد ، ولا خرّجه من عدا البخاري ، ولا أظنه في مسند أحمد». قال بشار : هو ليس فيه يقينا. وينظر دفاع الحافظ ابن حجر في «الفتح».

٢٦٣

حرف الظّاء في آباء من اسمه أحمد

٧٢٠ ـ أحمد (١) بن ظفر بن يحيى بن محمد بن هبيرة ، أبو الفتح بن أبي البدر ابن الوزير أبي المظفّر.

من بيت مشهور بالتّقدّم والولاية.

وأبو الفتح هذا فيه فضل وتميّز ، وله معرفة بالأدب. تولّى حجابة باب النّوبي المحروس في أواخر محرم سنة ثمانين وخمس مئة إلى أن عزل في يوم الاثنين ثامن جمادى الآخرة من سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ثم تولّى الإشراف ببعض البلاد المزيدية ، وخرج إليها وأقام بها.

وقد سمع من أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي لمّا قرىء عليه بمجلس جدّه ، وأبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغداديّ وغيرهما.

سمعنا منه. وسألته عن مولده ، فقال : في يوم الخميس خامس عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الجمعة ثامن عشري محرم سنة عشرين وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب البصرة عند جدّه ، رحمهما‌الله وإيانا.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩١٩ ، وابن الفوطي في الملقبين بكمال الدولة من تلخيصه ٤ / الترجمة ٥٧٧ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٥٩٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٤٦ ، وذكر وفاته في سير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٩٠.

٢٦٤

حرف العين في آباء من اسمه أحمد

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عبد الله

٧٢١ ـ أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن الحسن الخلّال ، أبو العباس بن أبي القاسم بن أبي محمد.

من أولاد المحدّثين والرّواة المكثرين.

سمع أبو العباس هذا من جدّه أبي محمد الخلّال. وروى عنه. سمعت منه ابنته ورع (١) وحدّثت عنه.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن عليّ المقرىء في كتابه إلينا من مكّة شرّفها الله. ثم قرأته عليه بمكة ، قال : أخبرتنا بدر التّمام ورع بنت أحمد بن عبد الله بن الحسن الخلّال بقراءتي عليها ، قالت : أخبرنا أبي أبو العباس أحمد ، قال : أخبرنا جدّي أبو محمد الحسن بن محمد الخلّال ، قال : أخبرنا أبو العباس عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي ، قال : حدّثنا حامد بن محمد ، قال : حدّثنا منصور بن أبي مزاحم ، قال : حدّثنا أبو أويس ، عن الزّهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسّه النّار إلا تحلّة القسم» (٢).

٧٢٢ ـ أحمد بن عبد الله المقرىء.

من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل ؛ روى عنه في «معجم شيوخه» أبياتا

__________________

(١) ترجمها ابن الدبيثي في كتابه هذا ولم يصل إلينا هذا القسم ، وترجمتها في تاريخ الإسلام للذهبي ١٢ / ٤٤٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٧٣ ، وتوفيت سنة ٥٧٠ ه‍.

(٢) هو في الصحيحين من رواية الزهري ، به : البخاري ٢ / ٩٣ حديث رقم ١٢٥١ ، ومسلم ٨ / ٣٩ (٢٦٣٢). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على ابن ماجة (١٦٠٣) ، وتعليقنا على تحفة الأشراف ٩ / ٣٣٨ حديث رقم (١٣١٣٣).

٢٦٥

ذكر أنّه أنشده إياها لأبي الفرج الوأواء ولم يكنّه.

٧٢٣ ـ أحمد (١) بن عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، أبو جعفر بن أبي القاسم بن أبي الحسين.

من أهل الحربية.

سمع أباه ، وأبا محمد عبد الله بن محمد بن جحشوية المقرىء ، وغيرهما. وهو من أولاد المحدثين والرّواة المذكورين.

سمع منه القاضي عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو العز عبد المغيث بن زهير الحربي. وحدّثنا عنه جماعة.

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يوسف السّقلاطونيّ بقراءتي عليه : أخبركم أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يوسف ، قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعلى المقرىء ، قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عمر ابن محمد القزويني ، قال : قرأت على يوسف بن عمر القوّاس ، قال : قرىء على محمد بن هارون الحضرمي وأنا أسمع ، قيل له : حدّثكم إبراهيم بن محمد التّيميّ قاضي البصرة ، قال : حدّثنا محمد بن جهضم ، قال : حدّثنا سعيد بن مسلمة (٢) ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اصنع المعروف إلى من هو أهله ومن ليس هو أهله ، فإن كان من أهله كنت قد أصبت أهله ، وإن لم يكن أهله كنت أنت أهله» (٣).

__________________

(١) من البيت اليوسفي المشهور ، ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٦٦ من تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٩ ، واختاره في المختصر المحتاج ١ / ١٨٧.

(٢) هو سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي ، من رجال التهذيب ، ضعيف ، كما في التقريب.

(٣) موضوع.

وينظر المغني عن حمل الأسفار للعراقي ٢ / ١٩٣ و ٣ / ٢٤٠ ، وإتحاف السادة المتقين ٦ / ٢٥٧ و ٨ / ١٧٧ ، وكشف الخفاء للعجلوني ١ / ١٤٨ ، وتذكرة

٢٦٦

أنبأنا عمر بن عليّ الدّمشقيّ ، قال : توفي أبو جعفر بن يوسف في العشر الأخير (١) من ذي القعدة سنة ست وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٢٤ ـ أحمد (٢) بن عبد الله بن أحمد بن عسكر البندنيجيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو العباس بن أبي محمد.

من ساكني محلّة مشهد أبي حنيفة رحمه‌الله.

أحد الشّهود المعدّلين والقضاة المذكورين والفقهاء الحنفيين. شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبيّ فيما أخبرنا محمد بن أحمد النّحوي ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار المندائي في «تاريخ الحكّام» له في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته ، قال : وأبو العبّاس أحمد بن عبد الله ابن البندنيجي يوم الاثنين تاسع عشري شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، وزكّاه الشريف أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي ، وأبو القاسم عليّ بن عبد السّيد ابن الصّبّاغ.

قلت : وتولّى قضاء الجانب الغربي من مدينة السّلام في يوم الأحد ثامن جمادى الأولى سنة ست وستين وخمس مئة ؛ ولّاه ذلك قاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد ابن الحديثي.

وقد كان سمع شيئا من الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاريّ وغيرهما ، وروى شيئا يسيرا. سمع منه القاضي عمر القرشيّ. وأبو بكر محمد بن المبارك

__________________

الموضوعات للفتني ٦٩.

(١) هكذا في النسخ ، وهو من استعمالات بعض مؤرخي ذلك العصر ، والأفصح : العشر الأخر ، أو الأواخر.

(٢) ترجمه الصفدي في الوافي ٧ / ٨٥ ، والقرشي في الجواهر المضية ١ / ٧١ ، وتخطاه الذهبي في تاريخ الإسلام مع كونه من كبار الفقهاء.

٢٦٧

ابن مشّق ، وغيرهما.

وقال ابن مشّق : توفي يوم الأربعاء سابع محرم سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة ، وصلّيت عليه ، ودفن بمقبرة الخيزران بالجانب الشّرقي عند مشهد أبي حنيفة.

وقال صدقة بن الحسين الفرضي : توفي يوم السبت يوم عاشوراء من السنة المذكورة ، وكان فقيها حنفيّا حسنا ، ولي القضاء بالجانب الغربي ، رحمه‌الله وإيانا.

آخر الجزء الخامس عشر من الأصل

٧٢٥ ـ أحمد (١) بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد الفقيه الشّافعيّ ، أبو نصر بن أبي محمد بن أبي بكر المعروف بابن الشّاشيّ مدرّس المدرسة النّظامية.

من بيت الفقه والتّدريس. وجدّه أبو بكر الشّاشيّ أحد الأئمة العلماء المصنّفين على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه ، ودرّس أيضا بالمدرسة النّظامية.

تفقه أبو نصر هذا على أبيه ، ثم على الشّيخ أبي الحسن ابن الخل. وحصّل معرفة الفقه ، وحصل له عناية من متقدّمي زمانه فولّوه تدريس المدرسة النّظامية ، فذكر بها الدّرس مخلوعا عليه ، وحضر عنده أرباب المناصب والفقهاء يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة. واستمرّ على ذلك إلى أن عزل عنه في رجب سنة تسع وستين وخمس مئة.

وقد كان سمع شيئا من الحديث من أبي الحسن ابن الخل ، وأبا الوقت عبد الأوّل بن شعيب السّجزي ، وغيرهما. وروى القليل لاشتغاله بالفقه ، ورأيته بعد عزله.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٥ ، والصفدي في الوافي ٧ / ١١٧ ، والسبكي في الطبقات ٦ / ٢٢.

٢٦٨

وتوفي في شوّال سنة ست وسبعين وخمس مئة ، ودفن بالوردية عند شيخه أبي الحسن ابن الخل.

٧٢٦ ـ أحمد بن عبد الله بن هبة الله بن زنزف ، أبو العبّاس الدّقّاق.

من أهل باب الأزج.

روى عن أبي غالب محمد بن الحسن الماورديّ فيما بلغني. ورأيت إجازته لجماعة في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٢٧ ـ أحمد بن عبد الله بن موهوب بن أزداروية ، أبو الفرج الزّاهد.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفيّ وغيرهما. وروى عنهم.

ذكر أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني أنّه سمع منه ، والله أعلم.

٧٢٨ ـ أحمد بن عبد الله بن عليّ بن أحمد بن الفرج بن إبراهيم ابن أخي نصر ، أبو الفتح بن أبي محمد العكبريّ الأصل البغداديّ المولد ، أخو أبي نصر محمد الذي قدّمنا ذكره (١).

سمع أبا طالب المبارك بن عليّ بن خضير ، وأبا بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبا القاسم يحيى بن ثابت الوكيل ، وأبا عبد الله محمد بن نسيم العيشونيّ ، وغيرهم.

وسافر عن بغداد ، وحدّث بمصر في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، فسمع منه بها أبو الميمون عبد الوهّاب بن عتيق بن وردان المقرىء المصري بها ، وما أعلم أنّه حدّث ببغداد ، والله أعلم.

٧٢٩ ـ أحمد (٢) بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطّوسيّ

__________________

(١) الترجمة ٢٣٣.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٤٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٢١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٨ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٨٥.

٢٦٩

الأصل الموصليّ المولد والدّار ، أبو طاهر بن أبي الفضل بن أبي نصر الخطيب.

من بيت الخطابة والرّواية ، هو وأبوه وجده.

سمع أبو طاهر هذا بالموصل جدّه أبا نصر ، وأبا البركات محمد بن محمد ابن خميس وغيرهما. وقدم بغداد غير مرّة ، وسمع بها في سنة أربعين وخمس مئة من أبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وغيره.

وعاد إلى بلده وتولّى الخطابة به سنين ، وحدّث هناك وكتب إلينا بالإجازة.

سألت شيخنا أبا القاسم عبد المحسن بن عبد الله ابن الطّوسي عن مولد أخيه أحمد ، فقال : في سنة سبع عشرة وخمس مئة.

وتوفي في سنة اثنتين وست مئة بالموصل فيما بلغنا (١) ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٧٣٠ ـ أحمد (٢) بن عبد الله بن عبد الصّمد بن عبد الرزاق (٣) السّلمي ، أبو القاسم بن أبي محمد العطّار.

__________________

(١) ذكر ابن النجار وفاته في سنة ٦٠١ ، ونقله عنه الصفدي في الوافي ، وقال المنذري بعد أن ذكره في آخر وفيات سنة ٦٠٢ : «ويقال : كانت وفاته في سنة إحدى وست مئة» ، ولعل الصواب ما ذكره ابن النجار ، وقد ذكر أنه توفي في سادس جمادى الآخرة من السنة ، وما ذكره ابن الدبيثي إنما هو بلاغ ، وتابعه المنذري على عادته.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٤٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦١٦ ، وابن العديم في بغية الطلب ١ / الورقة ٢٢٨ نقلا من تكملة المنذري ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٨٤ ، والعبر ٥ / ٥٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٨٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٢٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٦٢.

(٣) وقع في «ش» و «ج» : «عبد الرزاق بن عبد الصمد» مقلوب ، وليس بشيء ، ولعله كان في الأصل قد وضع عليه علامة التقديم والتأخير فلم يتنبه النساخ إليها ، بدليل أن الذهبي ذكره في المختصر على الوجه ، مما يدل على وجوده صحيحا في نسخة المؤلف ، والله أعلم.

٢٧٠

سمع بإفادة أبيه وكان من الشّيوخ المحدّثين وسيأتي ذكره. سمع من أبي الوقت السّجزي ، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ومن أبيه ، وغيرهم.

وخرج عن بغداد إلى الشام ، وسكن دمشق ، وحدّث بها ، وسمع منه هناك جماعة من أهلها والواردين إليها. وكتب إلينا بالإجازة لنا منه غير مرّة.

وبلغنا أنه توفّي هناك في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٣١ ـ أحمد (١) بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن عليّ بن السّمين ، أبو المعالي بن أبي الرّضا بن أبي المعالي.

من أولاد المحدّثين والرّواة المذكورين إلا أنّ أبا المعالي هذا لم يكن مشهورا بالطّلب.

سمع شيئا يسيرا بإفادة أبيه من أبي نصر يحيى بن موهوب بن السّدنك وغيره. كتبنا عنه أحاديث يسيرة. وكان خيّرا ، رحمه‌الله وإيانا.

وتوفي ليلة (٢) الخميس تاسع عشر شعبان سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٥١ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١ ، والذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٨٨ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٨٥ نقلا من تاريخ ابن النجار.

(٢) هذه الفقرة المتضمنة وفاة المترجم أخلت بها نسخة «ش» ، وهي من «ج».

٢٧١

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عبيد الله

٧٣٢ ـ أحمد (١) بن عبيد الله بن العبّاس ، أبو العباس المؤدّب.

من ساكني قراح أبي الشّحم.

صحب أبا الخطّاب محفوظ بن أحمد الكلوذانيّ ، وسمع منه ، وروى عنه شيئا من شعره.

أنشدني أبو بكر عبد الله بن أحمد المقرىء ، قال : أنشدني مؤدّبي أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن العبّاس ، قال : أنشدني أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الفقيه لنفسه :

أفدي الذي أدنو ويبعد في الهوى

وأطيعه ويلجّ في عصياني

وإذا شكوت إليه ما ألقى به

ولّى وقال دواك في هجراني

ومن العجائب أنني أبغي الوفا

من غادر والأمن من خوّان

وأروم من هذا الزّمان رعاية

وهو الغرير بفرقة الأخدان

قال لنا عبد الله بن أحمد بعد إنشادنا هذه الأبيات : وتوفي أحمد بن عبيد الله المؤدّب أواخر سنة ثمان وستين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٦٩ من تاريخه ١٢ / ٤٠١.

٢٧٢

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عبد الرّحمن

٧٣٣ ـ أحمد (١) بن عبد الرحمن بن مبادر بن محمد بن عبد الله ، أبو بكر الدّقّاق.

من أهل باب الأزج ، والد مبادر بن أحمد ، وأخو القاضي أبي الحسن عليّ اللذين يأتي ذكرهما.

سمع أبا عبد الله الحسين بن عليّ البسري ، وأبا القاسم عليّ بن الحسين الرّبعي وغيرهما.

سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني وذكره في كتابه وقال : كتبت عنه حديثا واحدا. وسمع منه جماعة بعده. وروى لنا عنه شيخنا أبو محمد بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود البزّاز من كتابه ، قلت له : أخبركم أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن مبادر في آخرين بقراءتك عليهم ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله الرّبعيّ ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن الفضل ابن خزيمة ، قال : حدّثنا أحمد بن سعيد الجمّال ، قال : حدثنا أبو نعيم (٢) ، قال : حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رجل : يا رسول الله أيصلّي الرجل منا في الثّوب الواحد؟ قال : «أو كلّكم يجد ثوبين!» (٣).

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣١٤ ، واختاره في المختصر المحتاج ١ / ١٨٨.

(٢) هو الفضل بن دكين ، شيخ البخاري.

(٣) إسناده صحيح رجاله ثقات ، سعيد بن عبد الرحمن هو البصري ، ليس له رواية في الكتب الستة ، وهو ثقة ، وثقه وكيع ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأحمد بن حنبل ، وابن معين وغيرهم. وأما كلام يحيى بن سعيد فيه فلا يقصد به تضعيفه كما فهمه ابن عدي والذهبي

٢٧٣

توفّي أبو بكر بن مبادر في ليلة الجمعة حادي عشري جمادى الأولى من سنة أربع وستين وخمس مئة.

٧٣٤ ـ أحمد (١) بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله الفارسيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو بكر الصّوفيّ ، شيخ الصّوفية برباط الزّوزني المقابل لجامع المنصور بالجانب الغربي.

من أولاد الصّوفية. رجل صالح ، حسن الطّريقة جميل السّيرة ، كثير العبادة ، دائم الصّوم والصّلاة ، مواظب على تلاوة القرآن ، وهو أصغر من أخيه أبي عليّ الحسن الذي يأتي ذكره.

قدّم على جماعة من أهله بخدمة الصّوفية في رباط الزّوزني وله نيّف وعشرون سنة لصلاحه.

سمع الكثير بإفادة خاله أبي عبد الله محمد بن الحسين التّكريتيّ من جماعة منهم : أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريريّ ، والقاضي أبو بكر محمد بن

__________________

(ينظر الجرح والتعديل ٤ / الترجمة ١٧٥ ، والكامل لابن عدي ٣ / ١٢٢٦ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٤٨).

والحديث بعد ذلك في الصحيحين من طريق أيوب السختياني عن ابن سيرين (البخاري ١ / ١٠٢ حديث رقم ٣٦٥ ، ومسلم ٢ / ٦ حديث رقم ٥١٥ (٢٧٦)). وأخرجه أحمد ٢ / ٤٩٩ من طريق خالد الحذاء عن ابن سيرين ، وفي ٢ / ٤٩٥ من طريق عاصم الأحول عن ابن سيرين ، وفي ٢ / ٤٩٨ والدارمي (١٣٧٧) من طريق هشام بن حسان عن ابن سيرين.

ورواه مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، كما في الصحيحين أيضا : البخاري ١ / ١٠٠ حديث ٣٥٨ ، ومسلم ٢ / ٦١ (٥١٥) (٢٧٥). وأخرجه ابن أبي شيبة ١ / ٣١٠ ، والحميدي (٩٣٧) وأحمد ٢ / ٢٣٨ ، ومسلم ٢ / ٦١ (٥١٥) ، وابن ماجة (١٠٤٧) من طرق عن سعيد بن المسيب ، به.

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٦١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٩ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٤٥.

٢٧٤

عبد الباقي الأنصاريّ ، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ، وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطيّ ، وأبو تمّام كامل بن الحسين التّكريتيّ ، وغيرهم. وحدّث وروى عنهم.

سمع منه جماعة منهم : القاضي عمر القرشي ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد شيخ رباط المأمونية ، وأبو نصر محمد بن سعد الله ابن الدّجاجي ، وأبو العلاء محمد بن عليّ بن الرأس وجماعة.

أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن الفارسيّ متقدّم الصّوفية برباط الزّوزني ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (١) : حدّثنا سليمان بن داود (٢) ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، سمع عاصم بن ضمرة ، عن عليّ كرّم الله وجهه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي من الضّحى (٣).

وأنبأنا القرشي ، قال : سألته ـ يعني أبا بكر الفارسيّ ـ عن مولده ، فقال :

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٨٩.

(٢) هو الطيالسي ، وهو في مسنده (١٢٧).

(٣) إسناده حسن ، كما قال الإمام الترمذي ، عاصم بن ضمرة صدوق حسن الحديث ، وباقي رجاله ثقات.

أخرجه الترمذي (٥٩٨) ، والنسائي ٢ / ١١٩ ، وأبو يعلى (٣١٨) و (٣٣٤) ، وابن خزيمة (١٢٣٢) فضلا عن الطيالسي وأحمد ، وقال الترمذي : «هذا حديث حسن. وقال إسحاق بن إبراهيم : أحسن شيء روي في تطوع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النهار هذا. وروي عن ابن المبارك : أنه كان يضعّف هذا الحديث ، وإنما ضعّفه عندنا ، والله أعلم ، لأنه لا يروى مثل هذا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي. وعاصم بن ضمرة ثقة عند بعض أهل الحديث ؛ قال علي بن المديني : قال يحيى بن سعيد القطان : قال سفيان : كنّا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث (يعني الأعور).

٢٧٥

في ليلة الأحد عاشر صفر سنة ست وعشرين وخمس مئة. وتوفي يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن بباب رباط الزّوزنيّ ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٣٥ ـ أحمد بن عبد الرّحمن بن يحيى بن عبد الله بن المعمّر بن جعفر ، أبو المعالي بن أبي منصور بن أبي الفضل بن أبي القاسم.

من بيت معروف بالرّئاسة والتّقدّم وخدمة الدّيوان العزيز مجّده الله. وجدّه أبو الفضل كان يلقّب زعيم الدين تولّى صدرية المخزن المعمور مدة ، ويأتي ذكره إن شاء الله.

وأبو المعالي هذا تولّى حجابة الحجّاب ، ثم ولي صدرية المخزن المعمور في يوم الخميس رابع عشري جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، فكان على ولايته إلى أن توفّي في ليلة الأحد ثالث عشر محرم سنة ست مئة ، وحضرت الصّلاة عليه يوم الأحد المذكور بجامع القصر الشّريف والجمع كثير من الولاة والأعيان ، ودفن بالجانب الغربي في تربة لهم بمحلّة الحربية. وكان شابا جميلا سريّا قد ناهز الثلاثين.

* * *

٢٧٦

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عبد الملك

٧٣٦ ـ أحمد بن عبد الملك الأنصاريّ ، غير مكنّى.

بغدادي ، روى عن أبي الحسين عاصم بن الحسن العاصميّ شيئا من شعره ، سمعه منه أبو بكر المبارك بن كامل ، وأورده عنه في «معجم شيوخه» ، رحمهم‌الله وإيانا.

٧٣٧ ـ أحمد (١) بن عبد الملك بن محمد البزوغائيّ (٢) ، أبو البركات.

سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش ، وأباه عبد الملك ، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفيّ ، وأبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وأبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وغيرهم. وحدّث عنهم.

سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني وذكره في كتابه ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته ، كما ذكرنا غيره.

قال تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، ومن خطّه نقلت : توفي أبو البركات ابن البزوغائي يوم الخميس ثامن عشري شعبان سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة التّلّ بالشّبتيّة بباب الأزج عند القطيعة.

٧٣٨ ـ أحمد (٣) بن عبد الملك بن عبد العزيز ابن القاضي ، أبو القاسم النّاسخ الأطروش.

كان يسكن بشارع دار الرّقيق.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٧١.

(٢) البزوغائي : منسوب إلى «بزوغى» من قرى بغداد فوق المزرفة من دجيل ، قيدها ياقوت بفتح الباء وضم الزاي ، وقيدها السمعاني بضمهما وتابعه ابن الأثير في اللباب. وقد وجدت الباء مجودة الفتح في نسخة المنذري ، فترجح الفتح.

(٣) ترجمه الصفدي في الوافي ٧ / ١٤٣.

٢٧٧

من شيوخ أبي بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، قال توفّي ليلة الجمعة رابع عشري جمادى الأولى من سنة خمس وستين وخمس مئة ، ودفن بكرة الجمعة بباب حرب.

٧٣٩ ـ أحمد (١) بن عبد الملك بن محمد بن يوسف ، أبو العباس المقرىء ، يعرف بابن باتانة.

من أهل الحريم الطّاهريّ ، وسكن الجانب الشّرقي.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبيه وعلى أبي الفتح عبد الوهّاب بن محمد الخفّاف ، وعلى إسماعيل بن عليّ الغسّانيّ الدّمشقيّ لما قدم بغداد وغيرهم.

وسمع الحديث من جماعة منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقيّ وغيرهما. سمعنا منه ، وكان صالحا.

قرأت على أبي العباس أحمد بن عبد الملك بن محمد من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو البركات يحيى بن

عبد الرّحمن بن حبيش قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ في «معجمه» ، قال : حدثنا عليّ بن الجعد ، قال (٢) : أخبرني عبد العزيز بن الماجشون ، عن صالح بن كيسان ، عن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٢٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٩٥٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٩٠ ، والصفدي في الوافي ٧ / ١٤٣ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٧٧.

(٢) حديث علي بن الجعد (٢٩٩٩).

٢٧٨

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن زيد بن خالد الجهني ، قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن سبّ الدّيك قال : إنّه يؤذّن للصّلاة (١).

توفّي أحمد بن باتانة ليلة الأربعاء سادس جمادى الآخرة سنة اثنتين وست مئة ، وصلّي عليه يوم الأربعاء ، ودفن بباب حرب.

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه عبد العزيز

٧٤٠ ـ أحمد بن عبد العزيز بن الحسن بن يحيى ابن الحلاويّ ، أبو عبد الله.

من أهل باب المراتب.

سمع أبا محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، وروى عنه في سنة ست وتسعين وأربع مئة ؛ سمع منه فيها الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني وأخرج عنه حديثا في «مشيخته عن أهل بغداد» (٢).

٧٤١ ـ أحمد (٣) بن عبد العزيز بن أبي يعلى الشّيرازيّ الأصل البغداديّ ،

__________________

(١) رجاله ثقات ، لكن اختلف في وصله وإرساله ، فصحح أبو حاتم والبزار وأبو نعيم وصله ، وصوّب الدارقطني المرسل ، والموصول أصح إن شاء الله ، فالحديث صحيح.

أخرجه موصولا : عبد الرزاق (٢٠٤٩٨) ، وأحمد ٤ / ١١٥ و ٥ / ١٩٢ ـ ١٩٣ ، وعبد بن حميد (٢٧٨) ، وأبو داود (٥١٠١) ، وابن حبان (٥٧٣١) ، والبيهقي في الشعب (٥١٧١) وغيرهم.

(٢) من المشيخة البغدادية نسخة مصورة في خزانة كتبي ، لكنها بعيدة عن متناول يدي وأنا في دار هجرة ، نسأل الله حسن العاقبة.

(٣) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ١٠٨ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٦٨ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ١٣٧.

٢٧٩

أبو نصر يعرف بابن القاص ، وهو جدّه أبو يعلى.

وأحمد هذا والد أبي جعفر أحمد بن أحمد ابن القاص ، ذكره الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في «تاريخه» ، وقال : كان شيخا بهيّا كثير البكاء.

توفي يوم الاثنين تاسع ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٧٤٢ ـ أحمد (١) بن عبد العزيز بن محمد بن عيسى الخردليّ.

من أهل الحربية ، يكنى أبا العباس.

سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء وغيرهما. وروى عنهم ؛ سمع منه أحمد بن أبي شريك الحربي ، وغيره. وأجاز لنا.

وتوفي يوم الأربعاء خامس عشري ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٥٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٣.

٢٨٠