ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

المقبل قالوا : يا رسول الله نفعل كما فعلنا في العام الماضي؟ قال : كلوا وأطعموا وادّخروا فإن ذلك العام كان بالنّاس جهد فأردت أن تعينوا فيها».

مولد أبي نصر هذا في سنة خمس وأربعين وخمس مئة تقريبا ، فيما ذكر لنا (١).

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه حمزة

٧٠٢ ـ أحمد (٢) بن حمزة بن أحمد القزوينيّ ، أبو غانم.

من أهل أصبهان. سمع بها الشريف أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد العلويّ لمّا قدمها. ورد بغداد وحدّث بها عنه.

سمع منه أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٧٠٣ ـ أحمد (٣) بن حمزة بن عليّ بن الحسن بن الحسين السّلميّ ، أبو الحسين بن أبي طاهر بن أبي الحسن يعرف بابن الموازيني ، أخو أبي المعالي محمد الذي قدّمنا ذكره (٤).

من أهل دمشق ، وأحد عدولها.

__________________

(١) وتوفي في ثالث رجب سنة ٦٢٨ ، كما في تكملة المنذري وتواريخ الذهبي.

(٢) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٢٠ من تاريخ الإسلام ١١ / ٣٠٨ نقلا من غير هذا الكتاب ، فذكر أنه روى عن أبي الطيّب بن شمة وأن أبا موسى المديني روى عنه. وترجمه الصفدي في الوافي ٦ / ٣٦٢ نقلا من هذا الكتاب وإن لم يشر إليه.

(٣) ترجم له المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧١ ، وابن الفوطي في تلخيصه ٥ / الترجمة ٧٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٦١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨١ ، والعبر ٤ / ٢٥٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١١٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٧٣.

(٤) الترجمة ١٥٢.

٢٤١

سمع جدّه أبا الحسن ، وقدم بغداد في سنة تسع وأربعين وخمس مئة ، وسمع بها من جماعة منهم أبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوريّ ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرّطبي وجماعة آخرون. وعاد إلى بلده وحدّث به.

أنبأنا أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدّمشقي ، قال : أبو الحسين أحمد بن حمزة السّلميّ المعدّل مولده في سنة ست وخمس مئة. رحل إلى العراق مرّتين ، وسمع بها قبل الخمسين ، ولم يزل يحب الانقطاع عن النّاس والعزلة والانفراد ، وحدّث بدمشق عن جده أبي الحسن. وتوفّي بها يوم الأحد خامس عشر محرم سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب الصّغير.

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه حامد

٧٠٤ ـ أحمد (١) بن حامد بن محمد بن أله (٢) ، أبو نصر المستوفيّ ، من أهل أصبهان ، يلقّب العزيز ، عم محمد وحامد المعروفين بابني أخي العزيز.

ورد بغداد مستوفيا ، وأقام بها ، وحدّث عن أبي مطيع محمد بن عبد الواحد الأصبهانيّ.

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٨ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ١ / ١٦٩ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٥٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٤٢٦ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٩٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٤٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٢٤٩. وله ذكر في كتاب ابن أخيه العماد «خريدة القصر».

(٢) هكذا وجدته مجود الضبط بضم الهمزة واللام في النسختين المنذرية والباريسية ، وقيّده ابن خلكان بفتح الهمزة وضم اللام ، وذكر الصفدي في الوافي تقييد ابن خلكان ثم قال : ورأيته بخط جماعة بضم الهمزة واللام.

٢٤٢

سمع منه أبو الفرج أحمد ، وأبو جعفر محمد ابنا أبي الخطّاب الكلوذانيّ ، وأبو الحسن سعد الله بن نصر ابن الدّجاجي ، وأبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجمه».

وكان فيه فضل وكتابة ، وله شعر حسن. نقم عليه مسعود بن محمد السّلجوقي وحبسه فتوفّي مسجونا ، ويقال : قتله ، وذلك في سنة ست وعشرين وخمس مئة ، ودفن بتربة له عملها بمحلة العتّابيين بالجانب الغربيّ مجاورة لمكتب عمله يعلّم فيه الحظّ الصّبيان اليتامى (١) ، ووقف عليهما وقفا.

* * *

حرف الرّاء في آباء من اسمه أحمد

٧٠٥ ـ أحمد بن الرّيّان الورّاق ، أبو سعد.

من أهل الجانب الغربي.

أظنّه رحل إلى خراسان ، وسمع بها ؛ لأنّ أبا بكر المبارك بن كامل أخرج عنه حديثا في «معجمه» رواه له عن أبي بكر عبد الغفّار بن محمد الشّيرويي النّيسابوريّ ، والله أعلم.

* * *

__________________

(١) ذكر ابن النجار المتوفى سنة ٦٤٣ أنه كان قائما في زمانه (الوافي ٦ / ٢٩٩).

٢٤٣

حرف الزّاي في آباء من اسمه أحمد

٧٠٦ ـ أحمد (١) بن زهير بن محمد بن الفضل بن إبراهيم بن الحسن ، أبو العباس المعروف بملّة.

من أهل أصبهان. سمع بها من أبي نهشل عبد الصّمد بن أحمد العنبريّ وغيره.

قدم بغداد حاجا في سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، فحج وعاد ، وحدّث بها في سنة أربع وستين وخمس مئة.

سمع منه القاضي عمر القرشيّ وغيره.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : قرأت على أبي العبّاس أحمد بن زهير المعروف بملّة بعد عوده من الحج في صفر سنة أربع وستين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو نهشل عبد الصّمد بن أحمد بن الفضل العنبري ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه ، قال : حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني ، قال : حدثنا يوسف بن يزيد القراطيسي (٢) ، قال : حدثنا أسد بن موسى (٣) ، قال : حدثنا سعيد بن زربيّ ، قال : حدثنا ثابت البناني ، قال : حدّثني أنس بن مالك ، قال : حدّثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «حدّثني جبريل عليه‌السلام أنّ آخر من يدخل الجنّة لرجل يقال له : يا عبد الله مر على

__________________

(١) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٩٥١ ، والذهبي في المتوفين على التقريب من أصحاب الطبقة (٥٧) من تاريخه ١٢ / ٤٤٧ ، وفي المختصر المحتاج ١ / ١٨١ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٣٨٣.

(٢) هذا من كبار شيوخ الطبراني ، توفي سنة ٢٨٧ عن مئة سنة (تاريخ الإسلام للذهبي ٦ / ٨٥٧).

(٣) هو المعروف بأسد السنة ، من رجال التهذيب.

٢٤٤

الصّراط ، قال : فيمر فتزلّ قدمه ويستمسك بالأخرى فتزل ركبته ويستمسك بالأخرى ، قال : والنار تأخذ منه قدميه بشررها وتلذعه بلهبها كلّما أصابه منها شيء ضربت بيده عليه ، وقال حسبي ، حتى ينجو منها برحمة الله عزوجل» (١).

قال القرشي : سألت أبا العباس هذا عن مولده فقال ما يدل أنّه في سنة إحدى وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) إسناده ضعيف ، فإن سعيد بن زربي منكر الحديث. وقد روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن عبد الله بن مسعود مرفوعا حديثا في أن آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة وتسعفه النار مرة ... الحديث ، وهو حديث صحيح أخرجه أحمد ١ / ٣٩١ ـ ٣٩٢ ، وأبو يعلى (٤٩٨٠) و (٥٢٩٠) ، وابن خزيمة في التوحيد ٢٣١ ، وأبو عوانة ١ / ١٤٢ ـ ١٤٣ ، وابن حبان (٧٤٣٠) ، والطبراني في الكبير (٩٧٧٥) ، وابن مندة في الإيمان (٨٤١) ، والبيهقي في البعث (١٠٤) وفي الأسماء والصفات ٤٧٤ من طرق عن حماد ، به. وأشار ابن خزيمة في التوحيد (ص ٣١٩) إلى أن الحديث المذكور قد روي عن حميد عن أنس لم يذكر فيه ابن مسعود.

٢٤٥

حرف السّين في آباء من اسمه أحمد

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه سلمان

٧٠٧ ـ أحمد (١) بن سلمان بن أحمد بن سلمان بن أبي شريك ، أبو العباس المقرىء ، من أهل الحربية ، يعرف بالسّكّر.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات الكثيرة على الشيوخ مثل أبي الفضل بن شنيف ، ويعقوب بن يوسف الحربيّ ، وبواسط على القاضي أبي الفتح نصر الله ابن عليّ ابن الكيّال ، وأبي بكر عبد الله ابن الباقلانيّ ، وغيرهم.

وسمع الكثير من أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبي الفتح محمد ابن عبد الباقي بن سلمان ، وأبي السّعادات ظافر بن معاوية الحربيّ ، وخلق من أصحاب أبي القاسم بن بيان وأبي عليّ بن نبهان وأبي طالب بن يوسف وأبي عليّ ابن المهدي ومن بعدهم.

وكان وافر الهمّة حريصا على السّماع والكتابة. رحل إلى الحجاز ، والشام ، وسمع بمكة وبدمشق والقدس في طريقه. وكان كثير الخير مفيدا لأصحاب الحديث. خرّج «مشيخة» لأهل الحربية سمعنا منها من جماعة بإفادته.

وكان ثقة ، صدوقا ، كثير التّلاوة للقرآن المجيد ، يقوم به في ليالي

__________________

(١) ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٢٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٦٧ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٥٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٩ ووقع فيه اسم أبيه «سليمان» من غلط الطبع ، ومعرفة القراء ٢ / ٥٨٠ ، والمشتبه ٣٦٣ ، والعبر ٥ / ١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٢ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٣٩٩ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٥٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١٢٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٨١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨٨ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٢.

٢٤٦

المواسم والتّراويح ، وطالما قرأ الختمة الشّريفة في ركعة أو ركعتين ، محمودا بين أهل محلّته. سمع معنا الكثير وسمعنا منه ، وسمع منّا.

سألت أبا يعقوب يوسف بن يعقوب الحربي عن سبب تلقيب أحمد بن أبي شريك بالسّكّر لأنّه ما كان يعرف إلا به ، فقال : كان صغيرا يحبّه أبوه محبة كثيرة ، وإذا أقبل عليه وهو بين جماعة أخذه وضمّه إليه وقبّله ، فكان قوم يلومونه على إفراط حبّه له ، ويقولون له : ما تحب منه؟ فيقول : إنّه أحلى في قلبي من السّكّر ، ويكرّر ذكر السّكّر فلقّب بالسّكّر.

قرأت على أبي العباس أحمد بن سلمان بن أحمد الحربي ، قلت له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الورّاق ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السّجستاني ، قال : حدثنا عيسى بن حمّاد زغبة التّجيبيّ ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزّبير ، عن سفيان بن عبد الله أنّه قال : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسل عنه أحدا بعدك. قال : «قل آمنت بالله ثم استقم» (١).

سألت أحمد بن سلمان هذا عن مولده ، فقال لنا : هو في سنة تسع وثلاثين أو سنة أربعين وخمس مئة.

توفّي في ليلة الأربعاء عاشر صفر سنة إحدى وست مئة ، وصلّي عليه يوم الأربعاء ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٧٠٨ ـ أحمد (٢) بن سلمان بن أبي بكر المستعمل ، أبو العبّاس يعرف

__________________

(١) تقدم تخريجه في الترجمة ٣٨٣.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٧١٦ ، وابن العديم في بغية الطلب ١ / الورقة ٩٨ وذكر أنه أجاز له ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب

٢٤٧

بابن الأصفر.

من أهل الحريم الطّاهريّ.

سمع أبا بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر الدّلّال ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء. سمعنا منه.

قرأت على أبي العباس أحمد بن سلمان بن أبي بكر قلت له : أخبركم أبو بكر أحمد بن عليّ بن عبد الواحد الدّلال قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عليّ ابن المهتدي بالله ، قال : حدثنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد السّكّريّ إملاء ، قال : حدّثنا الهيثم بن خلف الدّوريّ ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدّثنا زيد بن الحباب ، عن كامل أبي العلاء ، قال : سمعت حبيب بن أبي ثابت يذكر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول بين السّجدتين : «اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني» (١).

سألت ابن الأصفر عن مولده ، فقال : ولدت في يوم عاشوراء سنة خمس وثلاثين وخمس مئة. وخرج إلى الموصل وأقام بها ، وحدّث هناك.

توفي أحمد بن الأصفر بالموصل في يوم الثلاثاء خامس عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وست مئة ودفن بها.

__________________

٤ / الترجمة ٥٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٢ ، وابن الفرات في تاريخه ١٠ / الورقة ١. وذكر الذهبي وفاته في السير ٢٢ / ٩٦.

(١) استغربه الإمام الترمذي ، لعله بسبب أنه روي مرسلا ومتصلا ، وحسّنا إسناده في تعليقنا على ابن ماجة.

أخرجه أبو داود (٨٥٠) ، والترمذي (٢٨٤) ، وابن ماجة (٨٩٨) ، والحاكم ١ / ٢٦١ و ٢٦٢ و ٢٧١ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ١٢٢.

وأخرجه أحمد ١ / ٣٥١ من طريق كامل أبي العلاء عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عباس ، أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

٢٤٨

الأسماء المفردة في حرف السّين في آباء من اسمه أحمد

٧٠٩ ـ أحمد بن سعد الله بن أبي السّعادات بن أحمد الإسكيف ، أبو محمد.

سمع أبا الحسن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد الدّينوري ، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو محمد أحمد بن سعد الله الإسكيف ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ الجوهري ، قال : حدثنا عليّ ابن محمد بن كيسان ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب ، قال : حدثنا إسماعيل بن حمّاد بن زيد ، قال : حدثنا مسدّد ، قال : حدثنا خالد (١) ، قال : حدثنا سهيل ، عن أبي عبيد (٢) ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سبّح ثلاثا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وكبّر ثلاثا وثلاثين ، وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير تمام المئة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر» (٣).

__________________

(١) يروي مسدد بن مسرهد عن خالد بن الحارث ، وعن خالد بن عبد الله الواسطي ، وخالد هذا هو الواسطي ، فهو الذي يروي عن سهيل بن أبي صالح كما في ترجمته من تهذيب الكمال ، وخالد بن الحارث لا رواية له عن سهيل فيما أعلم.

(٢) هو المذحجي حاجب سليمان بن عبد الملك.

(٣) إسناده صحيح.

أخرجه أحمد ٢ / ٤٨٣ ، ومسلم (٥٩٧) (١٤٦) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٤٣) ، وأبو يعلى (٦٣٥٩) و (٦٣٦٢) ، وابن خزيمة (٧٥٠) ، وأبو عوانة ٢ / ٢٤٧ ، وابن حبان (٢٠١٦) ، والطبراني في الدعاء (٧١٥) و (٧١٦) و (٧١٧) و (٧١٨) ، وفي الأوسط (٧٢٩) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ١٨٧ وغيرهم من طرق عن سهيل

٢٤٩

قال القرشي : سألت أبا محمد هذا عن مولده فقال ما يدل أنّه في سنة أربع عشرة وخمس مئة.

٧١٠ ـ أحمد (١) بن سعيد بن الحسن المقرىء ، أبو الحارث الخيّاط ، يعرف بالعسكريّ.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن بقصر عيسى ، وله هناك مسجد يقرىء فيه.

سمع أبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبا الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسيّ وغيرهما ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي القرشيّ ، قال : وكان غير ثقة.

وذكره تاج الإسلام أبو سعد السّمعاني في كتابه ، وقال : توفّي بعد سنة عشر وخمس مئة. ووهم في ذلك ، والصّواب ما أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، ومن خطّه نقلت ، قال : أحمد بن سعيد العسكريّ ، كتبت عنه شيئا يسيرا من صحيح سماعه عن أبي الغنائم النّرسيّ ، وكان غير ثقة ، بان لنا تزويره في غير شيء ، عفا الله عنّا وعنه. توفّي ودفن يوم الاثنين عاشر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وخمس مئة. هكذا كان بخطّه.

٧١١ ـ أحمد (٢) بن سليم ـ بفتح السين ـ بن فارس ، أبو العباس الكاتب.

__________________

ابن أبي صالح ، به.

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٨٧ ، وميزان الاعتدال ١ / ٤٧ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٣٨٧ نقلا من تاريخ ابن النجار ونسبه فيه : أحمد بن سعيد بن أحمد بن الحسن ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٥٨ ، وابن حجر في اللسان ١ / ١٧٨.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٢٠٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٢١ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٩٥٢ نقلا من تاريخ ابن النجار ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٠ ، والمشتبه ٣٦٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١٥٤ ، وابن حجر في تبصير

٢٥٠

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وحدّث عنه. سمع منه جماعة من أصحابنا ، ولم ألقه ، وأجاز لنا.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن سليم إذنا ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر قراءة عليه. وأخبرنيه أبو عبد الله عبد الرّحمن بن هبة الله ابن أبي نصر قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : قرىء على أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد الصّيدلاني ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، قال : أخبرنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدّثني عمّي موسى بن يسار ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من جريح يجرح في سبيل الله إلا يبعثه الله يوم القيامة وجرحه يتثعب دما ، اللّون لون دم والرّيح ريح مسك» (١).

سئل أحمد بن سليم عن مولده ، فقال : في سنة أربع وعشرين وخمس مئة. وتوفي يوم الجمعة سادس جمادى الآخرة من سنة أربع وست مئة ، ودفن باب حرب.

٧١٢ ـ أحمد (٢) بن سلطان بن أحمد ، أبو العباس الخيّاط.

__________________

المنتبه ٢ / ٦٩١.

(١) إسناده حسن ومتنه صحيح ، يونس وشيخه ابن إسحاق صدوقان حسنا الحديث.

أخرجه الدارمي (٢٤١١). وهو في الصحيحين من حديث الأعرج عن أبي هريرة (البخاري ٤ / ٢٢ ، ومسلم ٦ / ٣٤) ومن حديث همّام بن منبه عن أبي هريرة (البخاري ١ / ٦٨ ، ومسلم ٦ / ٣٤) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على ابن ماجة (٢٧٩٥) والترمذي (١٦٥٦).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٤٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٠٨.

٢٥١

من ساكني الظّفرية.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبا محمد عبد الواحد بن الحسين ابن البارزي البزّاز وغيرهما. ولم يكن من أهل هذا الشأن. روى شيئا يسيرا ولم أسمع منه.

توفي ليلة الأحد رابع عشر جمادى الآخرة سنة تسع وست مئة ، ودفن يوم الأحد بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

حرف الصّاد في آباء من اسمه أحمد

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه صالح

٧١٣ ـ أحمد (١) بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم بن أبي عبد الله الجيليّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الفضل بن أبي المعالي.

أحد الشهود المعدّلين هو وأبوه ، ومن أهل العلم والدين ، والثّقات المأمونين ، والرّواة المكثرين.

شهد أبو الفضل هذا عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الأوّلة يوم الأربعاء سادس عشري شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٣٠ ، وابن نقطة في التقييد ١٤٣ ، وفي «الجيلي» من إكمال الإكمال ٢ / ٤٨٩ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٣٥٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٢ ، والعبر ٤ / ٩٠ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٤٢١ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٣١١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ١٩٨ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٤٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢١٥.

٢٥٢

الحرّاني وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن مبادر.

وسمع الكثير في صباه بإفادة والده وبنفسه من خلق كثير منهم : أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشّروطيّ ، وأبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريريّ ، وبدر بن عبد الله الشّيحيّ ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطيّ ، وجماعة من طبقتهم ومن بعدهم. ولازم أبا الفضل بن ناصر ، وقرأ عليه أكثر ما كان عنده ، واستملى عليه لما أملى بجامع القصر الشّريف.

ولم يزل مشتغلا بهذا الشأن مقبلا عليه ، يشار إليه فيه ، ويعتمد على قوله. وسمع النّاس بإفادته وقراءته إلى حين وفاته.

وهو الذي كان يقرأ بمجلس الوزير أبي المظفّر يحيى بن محمد بن هبيرة الحديث له وعليه وبالديوان العزير ـ مجّده الله ـ في أيام الجمع.

وكان حسن المعرفة ، جيّد القراءة ، مقدّما في هذه الصّناعة.

سمع منه أقرانه ، وجماعة من الطّلبة منهم : الشريف أبو الحسن عليّ بن محمد الزّيدي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق. وحدّثنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وغيره.

قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزّاز (١) من كتابه : أخبركم أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك ابن خيرون ـ قال أبو محمد : وقد أجاز لنا أبو منصور هذا ـ قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة ، قال : حدّثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدّثنا أحمد بن سليمان بن داود ، قال : حدّثنا الزّبير بن بكّار ، قال : حدّثني عتيق بن يعقوب بن صديق ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن محمد ، عن

__________________

(١) هو عبد العزيز بن الأخضر ، يدلسه المؤلف لكثرة دورانه في أسانيده.

٢٥٣

سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزّبير ، فتحركت الصّخرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اهدأ فما عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد» (١).

أنبأنا محمد بن المبارك بن مشّق ، قال : مولد أبي الفضل بن شافع في ثامن عشري ذي القعدة من سنة عشرين وخمس مئة.

قلت : وتوفي يوم الأربعاء ثالث شعبان من سنة خمس وستين وخمس مئة وقت الظّهر ، وصلّى عليه يوم الخميس قريب الظّهر بجامع القصر الشّريف خلق كثير ، وحمل إلى الجانب الغربي ، فدفن على أبيه قريبا من قبر الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، رحمه‌الله ، بباب حرب.

٧١٤ ـ أحمد (٢) بن صالح بن طاهر المضريّ ، أبو العبّاس الوكيل بباب القضاة بباب الأزج.

وكان يذكر أيضا أنّه من ولد ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.

سمع أبا عبد الله محمد بن أحمد بن أبي عثمان وأبا الحسن محمد بن أحمد ابن صرما الدّقّاق ، وأبا عبد الله الحسين بن الحسن المقدسي ، وأبا البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النّرسي وغيرهم. وأضرّ في آخر عمره.

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٢ / ٤١٩ ، وفي فضائل الصحابة ، له (٢٤٨) ، ومسلم ٧ / ١٢٨ (٢٤١٧) ، والترمذي (٣٦٩٦) ، وابن أبي عاصم في السنة (١٤٤١) ، والنسائي في فضائل الصحابة (١٠٣) ، وفي الكبرى (٨٢٠٧) ، وابن حبان (٦٩٨٣) وغيرهم من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، به.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ٥٧٧ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٧٤ وقيّد المضري بالحروف فقال : بضم الميم وفتح الضاد المعجمة نسبة إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٤ ، والمشتبه ٥٩٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٨ / ١٨٤ ، وابن حجر في التبصير ٤ / ١٣٦٩.

٢٥٤

سمعنا منه.

قرأت على أبي العبّاس أحمد بن صالح المضريّ ، قلت له : أخبركم أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الدّقّاق قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : حدّثنا أبو القاسم عيسى بن عليّ الوزير ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدّثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدّثنا ابن مهدي ، قال : حدّثنا مالك (١) ، عن الزّهري ، عن أبي سلمة ، عن عائشة رضي‌الله‌عنها ، قالت : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن البتع (٢) ، فقال : كلّ شراب أسكر فهو حرام (٣).

سألت أحمد بن صالح هذا عن مولده ، فقال : في سنة عشرين وخمس مئة ، وتوفي في رابع عشر محرم سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) الموطأ ، برواية الليثي (٢٤٥١).

(٢) البتع : نبيذ العسل ، وهو خمر أهل اليمن.

(٣) هو في الصحيحين من حديث الزهري : البخاري ١ / ٧٠ (٢٤٢) و ٧ / ١٣٧ (٥٥٨٥) و (٥٥٨٦) ، ومسلم ٦ / ٩٩ (٢٠٠١). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٨٦٣).

٢٥٥

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه صدقة

ـ أحمد (١) بن صدقة بن عليّ بن كليزا ، أبو بكر الخيّاط.

من أهل واسط.

سمع بها من القاضي أبي عبد الله محمد بن عليّ ابن الجلّابي المعروف بابن المغازليّ ، وحدّث عنه.

وقدم بغداد غير مرّة ، وحدّث بها بشيء من «مسند» أحمد بن سنان القطّان وغيره عن ابن المغازلي المذكور ، ورأيته بها.

سمع منه جماعة من الطّلبة وأنا دللتهم عليه. كتبت عنه قديما بواسط ، وكان صحيح السّماع خيّرا. سألته عن مولده فذكر لي ما يدل أنّه ولد في سنة تسع وعشرين وخمس مئة ، والله أعلم.

توفي بواسط في ثاني عشري صفر سنة أربع عشرة وست مئة.

٧١٦ ـ أحمد (٢) بن صدقة بن نصر بن زهير بن المقلّد الحرّانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو نصر بن أبي محمد بن أبي القاسم ، وسيأتي ذكر أبيه وجدّه إن شاء الله.

أحد الشهود المعدّلين ؛ شهد عند القاضي أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدّامغاني قبل ولايته قضاء القضاة وكان قاضيا بمدينة السّلام ومنصب قاضي القضاة خال يومئذ وذلك في يوم السبت يوم عاشوراء من سنة تسع وثمانين

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٢١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٩٣ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٥ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٤٢٥ ، وقيد كليزا بالحروف فقال : بالكاف واللام والياء آخر الحروف والزاي والألف.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٠٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٣٦ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٨٥.

٢٥٦

وخمس مئة ، وزكاه أبو محمد عبيد الله بن محمد ابن السّاوي ، وأبو البقاء أحمد ابن عليّ بن كردي.

سمع النقيب أبا جعفر أحمد بن محمد العبّاسيّ المكي ، وأبا منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، وغيرهما. كتبنا عنه.

قرأت على العدل أبي نصر أحمد بن صدقة بن نصر من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم الشريف أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العبّاسي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي بمكة بالحرم الشّريف ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم العبقسي ، قال : حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن قتيبة ، قال : حدّثنا محمد ابن خلف ، قال : حدّثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، قال : حدّثنا شعبة ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ مما أدرك النّاس من كلام النّبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» (١).

سألت العدل أحمد بن زهير عن مولده ، فقال : ولدت في يوم الخميس ثاني عشر محرم سنة أربعين وخمس مئة. وتوفي فجاءة يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن في يومه ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٤ / ١٢١ و ١٢٢ و ٥ / ٢٧٣ ، والبخاري ٤ / ٢١٥ (٣٤٨٣) و (٣٤٨٤) و ٨ / ٣٥ (٦١٢٠) ، وأبو داود (٤٧٩٧) ، وابن ماجة (٤١٨٣) ، وابن حبان (٦٠٧) ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٣٧٠ و ٨ / ١٢٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ١٩٢.

٢٥٧

ومن مفاريد الأسماء في حرف الصّاد من آباء من اسمه أحمد

٧١٧ ـ أحمد (١) بن صاعد بن أبي الغنائم ، أبو العباس ، وقيل : أبو بكر ابن أبي المجد.

من أهل الحربية ، والد شيخنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربيّ الذي روى عن أبي القاسم بن الحصين وغيره.

كان أحمد أخا لعمر بن عبد الله بن عليّ المقرىء الحربيّ المعروف بابن عبيد من أمه دون أبيه ، فذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني فيمن اسمه أحمد فقال : أحمد بن عبد الله بن عليّ بن محمد السّقلاطوني أبو بكر أخو عمر ابن عبد الله الحربي ، كتبت عنه بإفادة أخيه. فوهم في نسبه ونسبه إلى غير أبيه ، ولم يكن لعمر بن عبد الله الحربي أخ من أبيه ، وإنما كان أحمد بن أبي المجد أخاه لأمّه ، هكذا حكى لنا الشّيخ عبد العزيز بن الأخضر وغيره ممن لقي عمر الحربيّ وأخاه لأمّه أحمد ، وقالوا : كان أحمد أخا عمر من أمه دون أبيه بلا اختلاف. ثم ذكر تاج الإسلام أحمد بن أبي المجد في آخر من اسمه أحمد من كتابه في الكنى فقال : أحمد بن أبي المجد الإسكيف لا أعرفه ، حصّل لي منه الإجازة أبو الحسن عليّ بن محمد بن جعفر الفاروزي (٢) وسمع منه.

وأبوه أبو المجد بكنيته مشهور واسمه صاعد فيما ذكر القاضي عمر بن عليّ القرشي ومن خطّه نقلت.

سمع أحمد هذا الحسين بن عليّ ابن البسري ، وأبا القاسم عليّ بن أحمد ابن بيان ، وغيرهما. وروى لنا عنه شيخنا عبد العزيز بن الأخضر وغيره.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٥ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٤٢٠ نقلا من تاريخ ابن النجار.

(٢) منسوب إلى فاروز ، قرية من قرى نسا ، كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير.

٢٥٨

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر ، قلت له : أخبركم أحمد بن أبي المجد الحربيّ ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ ابن أحمد بن محمد ابن الرّزّاز ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال (١) : حدّثنا خالد بن حيّان الرّقّي ، عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير كليهما عن أبي رجاء ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من بلغه عن الله عزوجل شيء فيه فضيله ، فأخذه إيمانا به ورجاء لثوابه أعطاه الله عزوجل ذلك ، وإن لم يكن كذلك» (٢).

توفي أحمد بن أبي المجد يوم الاثنين سابع عشري شعبان سنة إحدى وخمسين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

* * *

__________________

(١) جزء الحسن بن عرفة (٦٣).

(٢) إسناده ضعيف ، وقد ساقه الخطيب في تاريخه من طريق أبي الحسن بن مخلد بهذا الإسناد ، أعني من طريق الحسن بن عرفة (٩ / ٢٣١) ، وأخرجه ابن شاهين في مذاهب أهل السنة (٦٨) ، وابن الجوزي في الموضوعات (٢٧٣) لكن وقع فيه «عن أبي جابر» بدلا من «أبي رجاء». وحكم عليه العلامة الألباني بالوضع «الضعيفة ٤٥١» ولا يبعد ذلك.

٢٥٩

حرف الطّاء في آباء من اسمه أحمد

٧١٨ ـ أحمد (١) بن طاهر بن محمود بن بكران ، أبو العباس الصّوفي يعرف بابن البلحي ـ بالباء المعجمة بواحدة من تحتها والحاء المهملة ـ.

من أهل الجانب الغربي ومحله العتّابيين ، وسكن الجانب الشّرقي بالمختارة في رباط هناك فيما ذكر لي عبد السلام ابن البردغولي وكان من محلة العتّابيين لما سألته عنه وأثني عليه وقال : كان شيخا حسنا.

سمع ابن البلحي من أبي العباس أحمد بن عليّ بن قريش ، سمع منه الشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد العلويّ الزّيديّ ، والقاضي عمر القرشيّ ، وصبيح بن عبد الله العطّاري وغيرهم.

أخبرنا القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر في كتابه ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن طاهر ابن البلحي المقرىء قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عليّ بن قريش قال : أخبرنا محمد بن عليّ العشاري ، قال : حدّثنا محمد ابن الحسين ابن أخي ميمي ، قال : حدّثنا الحسين بن صفوان ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا ، قال : حدّثنا يوسف بن موسى ، قال : حدّثنا زيد ابن الحباب ، قال : حدّثنا عبد الله بن لهيعة بن عقبة (٢) قاضي مصر ، قال : حدثنا الحارث بن يزيد الحضرمي وكان قد أدرك زمان عثمان ، عن أبي جمرة (٣) ، عن

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٢٦ ، وابن الأثير في اللباب ١ / ١٧٢ ، والذهبي في المشتبه ٩٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥٨٨ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١٦٨.

(٢) في «ش» : عبد الله بن عقبة بن لهيعة ، وما أثبتناه هو الصواب الذي ليس فيه ارتياب ، فكأنه سبق قلم.

(٣) هو نصر بن عمران بن عصام الضبعي البصري ، ثقة من رجال الشيخين.

٢٦٠