ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

قرأت على أبي محمد أحمد بن أزهر بن عبد الوهّاب الصّفّار من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن أحمد البندار ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدّقّاق ، أخبرنا أحمد ابن محمد الضّرّاب (١) ، قال : حدثنا هارون بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن سعيد بن سابق ، قال : حدثنا أبو جعفر الرّازي ، عن حميد الطّويل ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النّبوة» (٢).

سألت أبا محمد بن أزهر عن مولده ، فقال : ولدت لليلة خلت من المحرم سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة. وتوفي ليلة الجمعة ثامن شوال سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ويقال : إنه بات معافى فأصبح ميتا ، وصلّي عليه يوم الجمعة بالمدرسة النّظامية ، وحمل إلى الجانب الغربي فدفن بمقبرة الشونيزي عند والدته.

٦٨٠ ـ أحمد (٣) بن أكمل بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد بن مطر الهاشميّ ، أبو العباس.

من أبناء الأشراف الرّواة ، وسيأتي ذكر أبيه وجده.

__________________

(١) هذه النسبة إلى ضرب الدنانير والدراهم ، وقد اشتهر بها جماعة من الرواة كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير.

(٢) حديث حميد عن أنس حديث صحيح ، أخرجه ابن أبي شيبة ١١ / ٥٣ ، وأحمد ٣ / ١٠٦ ، والبخاري تعليقا ٩ / ٣٧ عقيب حديث رقم ٦٩٨٨ ، وأبو يعلى (٣٤٣٠) و (٣٧٥٤) و (٣٨١٢).

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٧٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٢٩ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٥٦ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٠١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٦٧.

٢٢١

وأحمد هذا أحد الشّهود المعدّلين ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن عبد الله ابن الشّهرزوري في يوم السبت العشرين من شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو العباس أحمد بن عليّ ابن المهتدي بالله ويحيى بن عمر بن عليّ بن بهليقا. وتولّى الخطابة بالجامع المعروف بجامع السّلطان ، والنّظر بديوان التّركات الحشرية ، وغير ذلك.

وسمع من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، وأبي محمد عبد الغني بن الحسن ابن العطّار الهمذاني ، وغيرهما. سمع منه قوم من الطلبة في هذا الوقت (١).

«آخر الجزء الرابع عشر من الأصل»

* * *

__________________

(١) في حاشية نسخة «ش» : «مات في ربيع الأول سنة ٦٣٤».

٢٢٢

حرف الباء في آباء من اسمه أحمد

٦٨١ ـ أحمد (١) بن بنيمان بن عمر بن نصر الهمذانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو العباس المستعمل.

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا عبد الله الحسين بن عليّ ابن البسري ، وأبا المعالي ثابت بن بندار البقّال ، وأبا الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري ، وأبا غالب محمد بن الحسن البقّال ، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطّيوري ، وأبا سعد محمد ابن عبد الكريم بن خشيش ، وغيرهم.

وحدّث بالكثير. وكان ثقة صدوقا ، صحيح السّماع. سمع منه أبو إسحاق إبراهيم ابن الشّعّار ، والشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، وأخوه أبو البركات عمر بن أحمد ، والقاضي عمر القرشي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وخلق كثير. وحدثنا عنه جماعة.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن بنيمان بن عمر المستعمل ، بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال :أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم الدّينوريّ ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ، قال : أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو الفضل إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : حدثنا عبد الله بن عيّاش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب ، قال : لو أنّ بني آدم بلغوا من اليقين مثقال حبّة من عظمة الله تعالى لمشوا على الماء.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧٧ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٧٨.

٢٢٣

أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، قال : مولد أحمد بن بنيمان في سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة.

وأنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القاضي ، قال : توفي أحمد بن بنيمان في ذي القعدة سنة ست وستين وخمس مئة. وقال ابن مشّق : يوم الخميس ثاني الشّهر المذكور ، ودفن بباب حرب.

٦٨٢ ـ أحمد (١) بن بدر بن الفرج بن أبي السّريّ القطّان ، أبو بكر الكاتب.

سمع أبا سعد أحمد بن محمد الأصبهانيّ المعروف بابن البغدادي ، وأبا بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر ، وغيرهما. وحدّث بشيء يسير لاشتغاله بالكتابة في خدمة الدّيوان العزيز مجّده الله. سمع منه بعض الطلبة.

وتوفي في ليلة الجمعة يوم عيد الفطر من سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الجمعة بمقبرة الخلّال المعروفة بمقبرة الفيل بباب الأزج.

* * *

__________________

(١) ترجمه الفتح بن علي البنداري في تاريخ بغداد ، الورقة ١٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٥٥.

٢٢٤

حرف التّاء في آباء من اسمه أحمد

٦٨٣ ـ أحمد (١) بن تزمش بن بكتمر ، أبو القاسم الخيّاط.

من أهل سوق الثّلاثاء.

سمع القاضيين أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ وأبا الفضل محمد ابن عمر الأرموي ، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الهرويّ الكروخيّ ، وجماعة آخرين.

وحدّث ببغداد بالقليل ، وسافر إلى الشام وأقام بدمشق مدّة ، وروى هناك ، وعاد إلى بغداد في سنة ست وتسعين وخمس مئة ، ولقيته بها وسألته عن مولده فقال : في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة. وعاد إلى دمشق فبلغنا أنّه توفي بها (٢) في سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) ترجمه البنداري في تاريخ بغداد ، الورقة ١٦ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٩٤٥ نقلا من تاريخ ابن النجار ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٣١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧٧ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٨٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣٤.

(٢) قال الذهبي متعقبا : «كذا قال الدبيثي ، وإنما مات في شوال بحلب ، قاله الضياء» (تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٣١).

٢٢٥

حرف الجيم في آباء من اسمه أحمد

٦٨٤ ـ أحمد بن جامع بن محمد بن الطّيّب ، أبو العباس بن أبي الفضل.

من أهل الحربية ، يعرف بابن السّمك ، وسيأتي ذكر أبيه.

سمع (١) ...

قال أحمد بن سلمان بن أبي شريك : توفّي يوم السّبت منتصف رجب سنة سبعين وخمس مئة.

٦٨٥ ـ أحمد (٢) بن جميل بن الحسن بن جميل ، أبو منصور.

من أهل باب الأزج.

ذكره الشّيخ أبو الفرج ابن الجوزي في مذيّله على تاريخ صدقة بن الحسين الحدّاد (٣) ، فقال : كانت له معرفة بالأدب جيّدة وله «مقامات» (٤) وفيه فضل.

توفي في شهر ربيع الأول (٥) سنة سبع وسبعين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) هكذا في النسخ ، كأن المؤلف تركه ليعود إليه ، فما عاد.

(٢) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ١ / ٢٢٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٤ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٩٣.

(٣) لم يصل إلينا هذا الكتاب فيما أعلم.

(٤) هي «المقامات العشرون» أنشأها نظما ونثرا على نسق مقامات الحريري رواها عنه ولده يوسف فيما ذكر الصفدي في الوافي ٦ / ٢٩٣.

(٥) في معجم الأدباء : «ربيع الآخر» مع أنه نقل من الذيل على تاريخ صدقة بن الحسين الحداد أيضا!

٢٢٦

حرف الحاء في آباء من اسمه أحمد

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه الحسن

٦٨٦ ـ أحمد بن الحسن بن الفضل الكاتب ، أبو الحسن.

أحد شيوخ أبي البركات هبة الله بن المبارك ابن السّقطي الذين كتب عنهم ؛ قاله (١) القاضي عمر القرشيّ ووصفه بالفضل والأدب.

٦٨٧ ـ أحمد بن الحسن بن عليّ بن أبي عيسى ، أبو المعالي.

وقد تقدم ذكر جماعة من أهله.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد بن محمد ابن الخطيب الأنباري ، وروى عنه.

سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٦٨٨ ـ أحمد (٢) بن الحسن بن سلامة بن ساعد المنبجيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو العباس بن أبي عليّ الفقيه الحنفيّ.

درّس بالمدرسة الموفقيّة التي على دجلة برأس درب زاخي (٣) بعد أبيه. وروى عن أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان وغيره. سمع منه القاضي عمر

__________________

(١) في النسخ : «قال» فكأنه سبق قلم من المؤلف.

(٢) ترجمه الفتح بن علي البنداري في تاريخ بغداد ، الورقة ٢٧ نقلا من هذا الكتاب ، واختاره الذهبي في مختصره المحتاج ١ / ١٧٨ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٣٢٠ نقلا من تاريخ ابن النجار وإن لم يصرّح بذلك ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٦٤ نقلا من تاريخ ابن النجار تصريحا.

(٣) منسوبة إلى الموفق بن عبد الله الخاتوني ، وموقعها اليوم تقديرا في نهاية شارع المتنبي ، شارع الكتبيين المشهور ببغداد.

٢٢٧

القرشيّ وغيره.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر الدّمشقيّ قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن ابن المنبجيّ ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عليّ الصّوري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمر ابن النّحّاس ، قال : حدثنا أحمد بن سالم بن الضّحّاك ، قال : حدّثنا المقدام بن داود ، قال : حدثنا عبد الأحد بن اللّيث ، عن عثمان بن الحكم ، قال : حدّثني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزّبير ، عن عائشة ، قالت : أوّل ما بدىء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الوحي الرّؤيا الصّادقة ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصّبح ، وذكر الحديث (١).

توفي أحمد ابن المنبجيّ يوم الاثنين تاسع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة (٢).

٦٨٩ ـ أحمد بن الحسن بن عبد الله بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرّؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن ـ وقد تقدم ذكر نسبهم ـ أبو طاهر بن أبي عليّ ، أخي الوزير أبي الفرج محمد.

أبو طاهر هذا ختن الوزير. سمع مع أبيه وعمّه من أبي الوقت السّجزي وغيره ، وما أعلم أنّه روى شيئا ، وقد رأيته.

توفي يوم الاثنين سابع عشر شعبان سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بتربتهم بالجانب الغربي مقابل جامع المنصور عند أهله.

__________________

(١) حديث يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري في الصحيحين : البخاري ٦ / ٢١٤ (٤٩٥٣) ، ومسلم ١ / ٩٧ (١٦٠) (٢٥٢).

(٢) هكذا ذكر وفاته. أما ابن النجار فقال : «أخبرني أبو الحسن ابن القطيعي ، قال : سألت أحمد بن الحسن عن مولده فقال : كان مولدي سنة اثنتين وخمس مئة ، وتوفي يوم الأربعاء لثمان عشرة ليلة خلت من شعبان سنة أربع وثمانين وخمس مئة» ، نقله القرشي في الجواهر ١ / ٦٤.

٢٢٨

٦٩٠ ـ أحمد (١) بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن سهل ابن العطّار ، أبو عبد الله ابن الحافظ أبي العلاء.

من أهل همذان ، من أولاد الشيوخ المذكورين بالحفظ والمعرفة والرّحلة والرّواية.

قدم أحمد هذا مع أبيه بغداد في حداثته ، وذلك في سنة ست وأربعين وخمس مئة. وسمع بها من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد السّلامي ، وجماعة كثيرين.

وقد سمع ببلده من جماعة منهم : أبو المحاسن نصر بن المظفّر البرمكي ، وأبو الوقت السّجزي ، وأبو الخير محمد بن أحمد الباغبان ، وغيرهم ، وبأصبهان أبو القاسم غانم بن خالد الجلودي في آخرين.

وقدمها بعد ذلك حاجا ، ولقيته بها مرارا ، وحدّث بها وكان له سمت الشّيوخ.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن ابن العطّار إجازة كتبها لنا ببغداد ، قال : أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الفقيه فيما قرىء عليه وأنا أسمع ببغداد في شهر رمضان سنة ست وأربعين وخمس مئة. وأخبرنيه أبو منصور سعيد بن محمد بن سعيد المعدّل بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة المعدّل ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرّحمن الزّهري ، قال : حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابيّ ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن أبي سهيل نافع بن مالك ، عن أبيه

__________________

(١) ترجمه البنداري في تاريخ بغداد ، الورقة ٢٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٠٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧٨.

٢٢٩

عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أتمن خان» (١).

بلغني أنّ مولد أحمد ابن الحافظ أبي العلاء في سنة تسع وعشرين وخمس مئة. وقرأت بخط تميم بن أحمد ابن البندنيجيّ ، قال : مولد أحمد ابن الحافظ أبي العلاء في سحرة الاثنين رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة.

قلت : وتوفّي بهمذان في صفر سنة أربع وست مئة ، ودفن بمقبرة الغرباء بها ، بدرب الأسد بوصيته.

٦٩١ ـ أحمد (٢) بن الحسن بن أبي البقاء بن الحسن العاقوليّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو العباس المقرىء.

سمع الكثير بإفادة أخيه يوسف بن الحسن من أبي منصور عبد الرّحمن بن محمد القزّاز ، وأبي الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبي الحسن محمد ابن أحمد بن صرما ، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبي بكر محمد بن المظفّر ابن الشّهرزوريّ ، وأبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي ، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية. وقرأ بالقراءات على أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري العطّار. وكان صحيح السّماع.

__________________

(١) تقدم تخريجه في الترجمة ٥.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤١٨ ، والتقييد ١٣٦ ، والبنداري في تاريخ بغداد ، الورقة ٢٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢١٧ ، والنجيب عبد اللطيف في مشيخته ، الورقة ١١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٨٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧٩ ، ومعرفة القراء ٢ / ٥٩٨ ، والمشتبه ٨٥ ، والعبر ٥ / ٢٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥٦١ و ٤ / ١٤ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٤٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٠٥ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٣٢.

٢٣٠

حدّث بالكثير ، وأقرأ النّاس ، وعجز عن الخروج قبل موته ، فانقطع عن النّاس. سمعنا منه.

قرأت على أبي العباس أحمد بن الحسن بن أبي البقاء المقرىء ، قلت له : أخبركم أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الدّقّاق قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : حدثنا عمر بن إبراهيم الكتّاني ، قال : حدثنا محمد بن يحيى السّلمي ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العنبس ، قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، عن إسرائيل ، عن عليّ ابن سالم ، عن ابن زيد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجالب مرزوق والمحتكر ملعون» (١).

سألت أحمد بن الحسن عن مولده ، فقال : في ليلة عاشوراء سنة ست وعشرين وخمس مئة.

وتوفي يوم السّبت ثامن ذي الحجة سنة ثمان وست مئة ، ودفن في يومه بباب حرب.

٦٩٢ ـ أحمد (٢) النّاصر لدين الله ، الإمام أبو العباس أمير المؤمنين ابن

__________________

(١) إسناده ضعيف ، ابن زيد هو علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف. والراوي عنه علي بن سالم ، وهو ابن شوّال ضعيف أيضا لا يعرف إلا بهذا الحديث.

أخرجه عبد بن حميد (٣٣) ، والدارمي (٢٥٤٧) ، وابن ماجة (٢١٥٣) ـ ووقع فيه : علي بن سالم بن «ثوبان» من غلط الطبع ، والعقيلي ٣ / ٢٣٢ ، وابن عدي في الكامل ٥ / ١٨٤٧ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٦ / ٣٠.

(٢) سيرته مشهورة في كل كتب التاريخ والتراجم المستوعبة لعصره مثل الكامل لابن الأثير وتاريخ الإسلام للذهبي والبداية لابن كثير وعقد الجمان للعيني وتاريخ ابن الفرات والعسجد المسبوك ، وغيرها ، وله تراجم مفردة في الكثير من المصادر منها : تاريخ البنداري ، الورقة ٢٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٦٣٥ ، وتكملة المنذري ٣ / الترجمة ٢٠٧٠ ، ومفرج الكروب ٤ / ١٦٣ ، وتاريخ الإسلام للذهبي : ١٣ / ٦٨٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٩٢ وهي

٢٣١

الإمام المستضيء بأمر الله أبي محمد الحسن ابن الإمام المستنجد بالله أبي المظفّر يوسف ابن الإمام المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد ابن الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد ابن الإمام المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله ، خلّد الله ملكه وأدام أيّامه وأسبغ على كافة الخلائق ظلّه وإنعامه.

خطب له بولاية العهد في العالمين والده قدّس الله روحه في يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوّال سنة خمس وسبعين وخمس مئة على سائر منابر مدينة السّلام ونثر على الخطباء عند ذكره الدّنانير الكثيرة ، واستبشرت بسماع شريف اسمه الجوامع والبقاع ، ونقش اسمه الشريف في سكّة الدّينار ، وكان الدّعاة له يقولون بعد ذكر والده : اللهم وبلّغه سؤله ومناه وأمله ومبتغاه في سلالته الطّاهرة وعترته الزّاهرة عدّة الدّنيا والدّين وعمدة الإسلام والمسلمين المخصوص بولاية العهد في العالمين أبي العباس أحمد ابن أمير المؤمنين. وفي سكّة الدّينار : عدّة الدّنيا والدين أبو العباس أحمد.

ولما توفّي والده الإمام المستضيء بأمر الله رضي‌الله‌عنه عشيّة السّبت سلخ شوّال سنة خمس وسبعين وخمس مئة وصلّي عليه سحرة الأحد غرّة ذي القعدة من السنة ودفن ، بويع سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين النّاصر لدين الله أبو العباس أحمد بكرة الأحد المذكور فكان أوّل من بايعه أخوه الأمير أبو منصور هاشم ، ثم الأمراء من بني الأعمام والأسرة الشّريفة ، ثم الخواص والمماليك والولاة وأرباب المناصب من القضاة وأعيان الناس. وكان جلوسه أعزّ الله أنصاره بشبّاك دار الملك المشرف على بستان التّاج ، والمتولي لأخذ البيعة الشريفة أستاذ الدّار العزيزة يومئذ أبو الفضل هبة الله بن عليّ بن الصّاحب ، ولقّب بالنّاصر لدين الله.

__________________

ترجمة مستوعبة ، والعبر ٥ / ٨٧ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٣١٠ ، والعقد الثمين للفاسي ٣ / ٣٠ ، وغيرها.

٢٣٢

وفي يوم الاثنين ثاني الشّهر المذكور جلس ـ خلّد الله ملكه ـ بالموضع المذكور وبايعه من كان بقي من النّاس وجماعة من وجوه حاج خراسان. وفي يوم الثّلاثاء ثالثه جلس أيضا لمبايعته من ورد من وجوه حاج أهل الشّام وغيرها. وفي هذا اليوم برز المرسوم الشّريف بقيام أرباب الدولة من عزاء الإمام المستضيء ، قدّس الله روحه ، فإنّهم كانوا قعدوا لذلك ببيت النّوبة ثلاثة أيّام ، وتكلّم فيها الوعّاظ وأنشد فيها الشّعراء ، وعادوا إلى دواوينهم وأشغالهم. وأشرقت شمس خلافته الشّريفة على بسيطة الوجود وأضاءت أنوار ولايته المقدّسة على كل موجود ، وظهرت بركة بيعته الشّريفة في كشف ما كان الخلق فيه من أثر جدب أضرّ بهم وأذهب موجودهم ، ووباء أتى على أكثرهم وأفنى عامّتهم ، فزال ببركة خلافته المقدّسة عنهم البؤس والبأس ، وعاد النّاس إلى صحة وخصب بعد القنوط والإياس ، فكان كما قال الشّريف أبو جعفر يحيى بن محمد العلوي يمدحه وأنشدنيه لنفسه :

وليت وعام النّاس أحمر ماحل

فجدت وجاد الغيث فانقشع المحل

وكم لك من نعماء ليس بمدرك

لها حاسب إلا إذا حسب الرّمل

واستبشر الخلائق بخلافته الشّريفة وظهر من سرورهم ببيعته المباركة ما شهد لهم بصدق الإخلاص في محبته ، وأوجب عليهم الشّكر لله سبحانه بما منّ به عليهم من نظره الكريم وإنالته ، فالله سبحانه يخلّد ملكه على دوام الأيام ، وينشر دعوته في أقطار الأرض على مرور السّنين والأعوام ، ويستجيب فيه صالح الأدعية من كلّ عبد مخلص ، إنه سميع قريب (١).

حدّثني قوام الدين أبو طالب يحيى بن سعيد بن زبادة (٢) ، قال : مولد سيّدنا

__________________

(١) هذا المدح والثناء مألوف عند المؤرخين المعاصرين ، والناصر لدين الله كان عظيم السطوة شديد القسوة في معاملة المخالفين ، لكنه كان أسد بني العباس ، أعاد للخلافة هيبتها ، واستعاد سلطانها من الأعاجم.

(٢) بالباء الموحدة ، قيدته كتب المشتبه ، فانظر توضيح ابن ناصر الدين ٤ / ٣٣٦.

٢٣٣

ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ، أدام الله أيامه ، في رجب سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. قال غيره : يوم الاثنين عاشره.

ولم تزل الرّعية في ظلّه وإنعامه يرجعون إلى أوفى أمن ، وأوفر فضل ، وأكمل منّ ، وأوسع معيشه ، وأرضى حياة وعيشة ، يعمّهم العدل ويشملهم الفضل ، وتغمرهم الصّدقات وتعينهم الصّلات. وعمر المساجد ، وجدّد المشاهد ، وأنشأ الأربطة والمدارس ، وأحيا من الخيرات كل رسم دارس ، فالخلق في إنعامه راتعون ، وله بدوام الملك وطول الحياة داعون ، والله تعالى يستجيب فيه دعاءهم ، ويحرس من الغير شريف سدّته ويحييه ما أحبّ الحياة إنّه جواد كريم.

ومناقبه الشّريفة وفضائله الكريمة أوفر من أن يحيط بها وصف الواصفين أو يحصرها تدوين المصنّفين ، فنحن وإن رمنا ذكر بعضها بالعجز مقرّون وعن بلوغ الغاية فيها مقصّرون. ومن أشرفها وصفا وأعطرها ذكرا ما حمل به الملّة وأهلها من إسناده لحديث ابن عمّه المصطفى صلوات الله عليه وسلامه ، وروايته له ، وجمعه إياه ، فجمع كتابا سمّاه «روح العارفين» يشتمل على أحاديث رواها عن شيوخ أجازوا له ، هادية بأنواره المتلألئة الإشراق إلى مناهج الفوز ومكارم الأخلاق. وشرّفنا ـ أدام الله أيامه وأسبغ على كافة الخلائق ظلّه وإنعامه ـ بإجازته الشريفة لروايته ورواية غيره من المسموعات والمجازات له ـ خلّد الله ملكه ـ ولغيرنا ممن ضرع معنا إلى مستقرّ رحمته وشريف رأفته وسأل الإجازة. وقرىء هذا الكتاب وغيره عنه أعزّ الله أنصاره بجوامع مدينة السّلام جميعها في أكثر من مئة موضع وبغيرها من البلاد والنّواحي والبقاع التي سأل من كان بها من أهل العلم المواقف المقدّسة الطّاهرة الإمامية النّاصرية ـ ضاعف الله جلالها وأسبغ على كافة الخلائق ظلالها ـ الإجازة ، وشرّف بها ، فانتشر هذا الكتاب ونقل وروي في الآفاق ، وسمع ، وعمرت مجالس الحديث به ، وتشرّف أهلها

٢٣٤

بروايته وسماعه ، وحدّثنا به في عدّة بلدان ، فالله يمتّع الإسلام وأهله بدوام أيام مولانا أمير المؤمنين النّاصر لدين الله ، ويثبّت دعوته وينشر في الخافقين ألويته ويعز به دين الإسلام على ممر السّنين والأعوام ، بمحمد وآله الطّاهرين.

أجاز لنا سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام القائم لله في خلقه أحسن القيام أبو العباس أحمد النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ، أعزّ الله أنصاره وضاعف اقتداره ، قال : أنبأنا عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرّزّاق قراءة ، قال : أخبرنا عليّ ابن أحمد بن عليّ ، قال : أخبرنا عمّي الحسن بن عليّ. قال محمد بن مرزوق : وقرأت على أبي نصر محمد بن سلمان : أخبركم ذو النون بن محمد بن عامر ؛ قالا : أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : حدثنا محمد ابن هارون بن كوفي ، قال : حدثنا محمد بن العباس التّنّيسي ، قال : حدثنا عمرو ابن أبي سلمة ، قال : حدثنا صدقة ، عن الأصبغ ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صنائع المعروف تقي مصارع السّوء ، وإنّ صدقة السّرّ تطفىء غضب الرّبّ ، وإن صلة الرّحم تزيد في العمر وتنفي الفقر» (١).

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف صدقة بن عبد الله ، وهو السمين الدمشقي ، كما في التقريب ، وأما أصبغ فهو ابن زيد بن علي الجهني الوراق الواسطي ، ثقة كما بيناه في تحرير التقريب ١ / ١٤٩ وإن قال الحافظ ابن حجر : صدوق يغرب. على أن عمرو بن أبي سلمة التنيسي الراوي عن صدقة ضعيف أيضا ، وإنما يعتبر به في المتابعات ، فقد ضعّفه أحمد ، وابن معبن ، والساجي ، وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال العقيلي : في حديثه وهم ، وإنما انتقى البخاري ومسلم من روايته عن الأوزاعي ، مما سمعه منه ، كما بيناه في تحرير التقريب ٣ / ٩٤.

وحديث معاوية بن حيدة هذا أخرجه الطبراني في الكبير ١٩ / ٤٢١ ، والأوسط (٣٤٤٨). ويروى الحديث من حديث أبي أمامة (عند الطبراني في الكبير ٨٠١٤) ، وعبد الله بن جعفر (عند الطبراني في الأوسط ٧٧٥٠) ، وأم سلمة (عند الطبراني في الأوسط ٦٠٨٤) ، بأسانيد ضعيفة ، فالله أعلم

٢٣٥

هذا الحديث من كتاب «روح العارفين» الذي جمعه مولانا أمير المؤمنين فانظر إلى ما قد احتوى هذا الحديث من الحثّ على فعل المعروف واصطناعه ونبّه عليه من فضل صدقة السّرّ ، ورغب فيه من صلة الرّحم ، وما جمع من ثواب فعل الخير مما لم يجتمع في غيره من الأحاديث ، وحسن اختياره الشّريف له وتخريجه إياه رغبة منه في فائدته وطلبا للعمل به ، وفّقه الله سبحانه وتعالى لصالح القول والعمل ، وأراه الحقّ حقا وأعانه على اتّباعه وأراه الباطل باطلا ووفّقه لاجتنابه بمنّه وكرمه (١).

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه الحسين

٦٩٣ ـ أحمد بن الحسين الرّهداريّ (٢) ، أبو العباس يعرف بالنّسّاج.

سمع أبا جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة ، وأبا القاسم يوسف بن محمد المهروانيّ ، وحدّث عنهما.

سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف وأخرج عنه حديثين في «معجم شيوخه» ، وقال كان ينزل بدرب الخبّازين.

٦٩٤ ـ أحمد (٣) بن الحسين بن عبد الله الواسطيّ الأصل البغداديّ ، أبو الحسن.

من أهل الحربية.

__________________

(١) حكم الناصر (٤٧) عاما ، وتوفي في سلخ رمضان سنة ٦٢٢.

(٢) لم يذكر السمعاني هذه النسبة في الأنساب ، ولا استدركها عليه ابن الأثير في اللباب ، وكأنها نسبة إلى صنعة.

(٣) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٨٠ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١١ / ٤٤٤.

٢٣٦

سمع أبا الحسين عاصم بن الحسن المقرىء ، وحدّث عنه. سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن معمّر (١) بن طبرزد مع أخيه أبي البقاء ، وروى لنا عنه.

قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن معمّر المؤدّب بمكتبه بدار القزّ ، قلت له : أخبركم أبو الحسن أحمد بن الحسين الواسطي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرىء ، قال : حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا محمد بن عبيد الله ابن المنادي ، قال : حدثنا شبابة ـ يعني ابن سوّار ـ وداود بن المحبّر ، واللّفظ لشبابة ، قالا : حدثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السّلمي ، عن عثمان بن عفّان عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» (٢).

توفّي أبو الحسن الواسطي هذا يوم الجمعة ثالث رجب سنة ست وعشرين وخمس مئة ، نقلت ذلك من كتاب ابن طبرزد الذي سمعناه منه عنه ، رحمه‌الله وإيانا.

٦٩٥ ـ أحمد بن الحسين بن رجب الخميثنيّ (٣) ، منسوب إلى قرية من قرى سمرقند.

__________________

(١) قيدته كتب المشتبه بالتثقيل.

(٢) حديث شعبة في صحيح البخاري ٦ / ٢٣٦ (٥٠٢٧) ، وخالفه سفيان الثوري فرواه عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي ، فلم يذكر فيه «سعد بن عبيدة» ، وقد ذكر العلماء أن حديث سفيان أصح ، أخرجه البخاري ٦ / ٢٣٦ (٥٠٢٨) ، وانظر بلا بد تعليقنا على الترمذي ٥ / ٣٢ من طبعتنا ، وينظر الإلزامات والتتبع للدارقطني ٤٤٤ ، والعلل ، له (السؤال ٢٨٣).

(٣) قيدها السمعاني في الأنساب فقال : بضم الخاء المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الثاء المثلثة وفي آخرها النون. وكذا نقله ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٣٩٠.

٢٣٧

قدم بغداد في سنة تسع وعشرين وخمس مئة وحدّث بها عن أبي الفتح محمود بن عبد العزيز السّمرقندي. سمع منه أبو المظفّر محمد بن أحمد المشطّب.

وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه أبا نصر أحمد بن الحسين بن محمد النّسفي ، وقال : ورد بغداد حاجا. وهذا أحمد بن الحسين بن رجب ، هكذا وقفت على ذكره ، ولعله غير الذي ذكره تاج الإسلام ، والله أعلم.

٦٩٦ ـ أحمد بن الحسين الملّاح ، أبو العبّاس.

روى عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي. سمع منه أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجمه».

٦٩٧ ـ أحمد بن الحسين بن هبة الله ابن الرّومي الدّقّاق ، أو العباس.

أظنّه كان ينزل باب الأزج.

سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد ابن الموصليّ ، وحدّث عنه. روى عنه ابن كامل في «معجمه» حديثا.

٦٩٨ ـ أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أيوب ، أبو طاهر.

من أهل الكرخ ، والد شيخينا أبي عبد الله الحسين وأبي الحسن عليّ.

كان أحد الشّهود المعدّلين ، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ الزّينبي.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النّحوي قراءة عليه من أصل سماعه ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي في «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» جمعه في ذكر من قبل قاضي القضاة الزّينبي شهادته ، قال : وأبو طاهر أحمد بن الحسين بن أيوب يوم الخميس ثاني عشر شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي وأبو القاسم عليّ بن عبد السّيد ابن الصّبّاغ ، وعزل بعد ذلك بيسير. ولم يعن بالرّواية

٢٣٨

ولا اشتهر بها.

٦٩٩ ـ أحمد بن الحسين بن أحمد ، أبو السّعادات الفقيه ، من أهل بغداد.

سافر وطاف البلاد وسمع بنيسابور من أبي بكر عبد الغفّار بن محمد الشّيرويي ، وصار إلى كرمان ، ونزل نردشير دار المملكة بها ، وحدّث هناك.

سمع منه الحافظ أبو يعقوب يوسف بن أحمد البغداديّ في رحلته ، وأخرج عنه حديثا في كتاب «الأربعين» الذي جمعه على البلدان.

أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن إبراهيم البغداديّ ، وقد سمعت منه ، قال : أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن الحسين بن أحمد الفقيه البغدادي بنردشير دار مملكة كرمان بقراءتي عليه في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمد بن الحسين الشّيرويي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيريّ ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدّثنا زكريا بن يحيى المروزيّ ، قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن صفوان بن عسّال ، قال : قال رجل : يا رسول الله أرأيت رجلا أحبّ قوما ولمّا يلحق بهم. قال : هو مع من أحبّ (١).

٧٠٠ ـ أحمد (٢) بن الحسين بن أحمد بن عليّ بن موسى القنّائيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو بكر بن أبي عبد الله.

منسوب إلى موضع يعرف بدير قنّا من نواحي النّهروان.

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم ، وهو ابن أبي النجود فإنه حسن الحديث.

أخرجه الطيالسي (١١٦٧) ، وأحمد ٤ / ٢٣٩ ، والترمذي (٢٣٨٧) و (٢٣٨٧ م) ، والطبراني في الكبير (٧٣٤٨).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٥٥ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٥٦٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩١.

٢٣٩

سمع مع أبيه من أبي الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وغيرهما.

وتولّى الإشراف على بعض أعمال السّواد. ويقال : إنه روى شيئا يسيرا ، وطلبناه للسّماع منه فلم نظفر به.

توفي نحو سنة ست مئة أو بعدها بقليل.

٧٠١ ـ أحمد (١) بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن محمد ابن أحمد بن حسنون النّرسيّ (٢) ، أبو نصر بن أبي عبد الله بن أبي محمد البيّع.

من بيت العدالة والرّواية ، وسيأتي ذكر أبيه فيمن اسمه الحسين.

سمع أبو نصر من أبي الوقت السّجزي وغيره. كتبنا عنه.

قرأت على أحمد بن أبي عبد الله : أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ابن شعيب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن ابن محمد بن المظفّر الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه ، قال (٣) : حدثنا أبو عاصم (٤) ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ضحّى منكم فلا يصبحنّ بعد ثالثه وفي بيته منه شيء. فلما كان العام

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٣٩ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٣٣٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٥١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٠٧ ، والعبر ٥ / ١١٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٨٠ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٧٧ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٣٦.

(٢) منسوب إلى النرس ، نهر بين الحلة والكوفة.

(٣) البخاري ٧ / ١٣٤ (٥٥٦٩) ، وهو في مسلم ٦ / ٨١ (١٩٧٤).

(٤) هو الضحاك بن مخلد النبيل.

٢٤٠