ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

محمد عبد الله بن عليّ ابن الآبنوسيّ الوكيل ، ومن أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبي عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبي عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني ، وغيرهم. وحدّث عنهم. وأقرأ النّاس بالقراءات.

سمع منه القاضي عمر القرشيّ ، وجماعة من شيوخنا وأصحابنا وأثنوا عليه خيرا. وأدركناه ، ولعله أجاز لنا ، والله أعلم.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، قال : سألت أبا جعفر أحمد بن أحمد ابن القاص عن مولده ، فقال : في سنة ست وتسعين وأربع مئة. وتوفّي يوم الخميس سابع صفر سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة ، ودفن من الغد.

وقال صدقة بن الحسين الحدّاد في تاريخه : توفي أبو جعفر ابن القاص يوم الخميس سابع صفر من السّنة المذكورة وقت العصر ، وصلّي عليه يوم الجمعة عند بيته بمحلة قطفتا ، ودفن بتربة له عند معروف الكرخي ، وكان شافعيّ المذهب.

قلت : قوله «عند معروف الكرخي» سهو منه ، بل مع عقد قطفتا مما يلي المحلّة عن يسرة الخارج إلى مقبرة معروف ، وقبره اليوم ظاهر يزار ، وقد زرته مرارا.

٦٦١ ـ أحمد بن أحمد بن أحمد ، أبو العباس الأرعنزيّ (١).

من أهل ديار بكر.

رجل صالح. قدم بغداد طالبا للحديث ، وأقام بها مشتغلا بسماعه مرافقا

__________________

(١) ذكره ياقوت في «أرعنز» من معجم البلدان (١ / ١٥٣) ونقل ترجمته من تاريخ ابن الدبيثي من غير إشارة له ، وقيّد أرعنز بالحروف فقال : «بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة ونون ساكنة وزاي ، أظنه موضعا بديار بكر ينسب إليه أحمد بن أحمد بن أحمد أبو العباس ... إلخ». ولعل قول ياقوت «أظنه موضعا بديار بكر» مستفاد من قول ابن الدبيثي : إن أبا العباس الأرعنزي هذا من أهل ديار بكر. ومما يذكر هنا أنّ أبا سعد السّمعاني لم يذكر هذه النسبة في الأنساب ولا استدركها عليه عز الدين ابن الأثير في اللّباب فتستدرك عليهما.

٢٠١

للشريف أبي الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي وطبقته ، وافر الهمّة ، حسن الطريقة ، مقبلا على الخير.

سمع أبا بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي ابن سلمان ، وأبا بكر عبد الله بن محمد ابن النّقّور ، وخلقا يطول ذكرهم.

وخرج عن بغداد مسافرا وغاب خبره ، رحمه‌الله وإيانا.

٦٦٢ ـ أحمد (١) بن أحمد بن عليّ بن بيدان النّهروانيّ الأصل ، أبو منصور المؤدّب ، يعرف بابن بهدل ، وهو لقب لأبيه أو جدّه.

كان يسكن دار البساسيري ، ويعلّم الصّبيان الخطّ في مكتب له هناك.

ذكره أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، فقال : سمع أبا سعد أحمد ابن عبد الجبار الصّيرفي ، والأشرف قراتكين بن المذكور ، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وغيرهم. وحدّث عنهم.

سمع منه القاضي عمر القرشيّ ، وأبو القاسم ابن البندنيجي ، وجماعة من أصحابنا.

أنبأنا القرشي ، قال : سألت أبا منصور ابن بهدل عن مولده ، فقال : في يوم الجمعة ثاني رجب سنة أربع وتسعين وأربع مئة. وتوفي يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة أربع وسبعين وخمس مئة.

٦٦٣ ـ أحمد (٢) بن أحمد بن محمد بن عليّ بن أحمد بن عمر بن الحسن بن حمدي ، أبو المظفّر بن أبي جعفر المقرىء.

أحد الشهود المعدّلين هو ، وأبوه. وسيأتي ذكر أبيه في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٣٤ ، واختاره في المختصر المحتاج ١ / ١٧١.

(٢) ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٦١ والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٧٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧١ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٢٨.

٢٠٢

شهد أبو المظفّر هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النّحوي ، قراءة عليه ونحن نسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار المندائي ، قراءة عليه وأنت تسمع ، في «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» من جمعه ، فأقرّ به ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو المظفّر أحمد بن أحمد بن محمد بن حمدي يوم السّبت سابع عشري جمادى الأولى سنة ثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه الشيخان : أبو المعالي صالح بن شافع وأبو بكر أحمد ابن محمد الدّينوري المعدّلان.

كان أبو المظفّر هذا من القرّاء الموصوفين بحسن التّلاوة وجودة القراءة. قرأ على الشّيخ أبي محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط بالقراءات الكثيرة ، وأمّ بعده بالمسجد المعروف بابن جردة بالرّيحانيين مدّة إلى حين وفاته. وكان النّاس يقصدونه ويسمعون قراءته في التّراويح وغيرها.

سمع الحديث من خلق كثير منهم : أبو سعد أحمد بن عبد الجبار ابن الطّيوري ، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرىء ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشّروطي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي النّيسابوري لمّا قدمها للحج ، وخلقا كثيرا ممن في طبقتهم وبعدهم.

وكتب بخطّه ، وحدّث ، وروى ، وسمع منه النّاس زمانا. ورأيته وما اتفق لي منه سماع ، وأجاز لي مرارا.

أنبأنا العدل أبو المظفّر أحمد بن أحمد بن حمدي ، قال : أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفي. وأخبرنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي وأبو الحسن عليّ بن محمد بن يعيش في آخرين ، قالوا :

٢٠٣

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، قالا : حدثنا أبو طالب محمد ابن محمد بن غيلان ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشّافعي ، قال : حدثنا محمد بن يونس ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الصّفّار ، قال : حدثنا روح بن مسافر ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن عليّ كرّم الله وجهه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبو بكر وعمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين إلا النّبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا عليّ ما عاشا» (١).

أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، قال : مولد أحمد بن حمدي في شعبان سنة عشر وخمس مئة.

قلت : وتوفي ليلة الجمعة خامس عشري جمادى الأولى سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الجمعة ، ودفن عند أبيه وأهله بمقبرة باب حرب.

٦٦٤ ـ أحمد (٢) بن أحمد بن محمد بن ينال الصّوفيّ ، أبو العباس بن

__________________

(١) إسناده حسن ، فإن عاصم بن بهدلة لا يرتقي حديثه إلى مراتب الصحة التامة ، وباقي رجاله ثقات.

أخرجه الدولابي في الكنى ٢ / ٩٩ من طريق عاصم عن زر.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (١٩٦) ، وابن ماجة (٩٥) ، والبزار (كما في البحر الزخار ٨٢٨ و ٨٢٩ و ٨٣٠ و ٨٣١) ، والطحاوي في شرح المشكل (١٩٦٥) ، والطبراني في الأوسط (١٣٧٠) ، وابن عدي في الكامل ٤ / ١٤٨٩ ، والخطيب في تاريخه ٦ / ١٤٨ و ٧ / ٦١٨ (بتحقيقنا) من حديث الحارث الأعور ـ وهو ضعيف ـ عن علي.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على مسند أبيه ١ / ٨٠ من طريق الحسن عن أبيه علي ، وإسناده حسن.

(٢) ذكره السمعاني في معجم شيوخه ، الورقة ٢٢ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٥٠ و ٦ / ٢٨٧ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٢٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٩٢٢ ، ثم في الملقبين بمحيي الدين ٥ / الترجمة ٧٣٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٢٤ ، والعبر ٤ / ٢٥٥ ، والمشتبه ٦٧٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٢٥٨ ، وابن

٢٠٤

أبي منصور المعروف بالتّرك.

من أهل أصبهان. سمع بها أبا مطيع محمد بن عبد الواحد المصريّ ، وأبا محمد عبد الرحمن بن حمد الدّونيّ.

وقدم بغداد في صباه ، وسمع من أبي طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف ، ومن أبي البركات عبد الكريم بن هبة الله النّحوي. وأجاز له أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف. وعاد إلى بلده ، وحدّث به مدة ، وسمع عليه هناك الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن ابن عساكر الدّمشقي. ثم قدم بغداد حاجا في سنة ست وخمسين وخمس مئة فحدّث بها عن أبي مطيع (١) المصري ، وغيره. سمع منه بها جماعة. وعاد إلى أصبهان ، وكتب لنا إجازة مع الحافظ محمد بن موسى الحازمي في سنة تسع وسبعين وخمس مئة.

أخبرنا أبو نصر عمر بن محمد بن أحمد الدّينوري بقراءتي عليه من كتابه ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أحمد ترك الأصبهاني ، قدم عليكم بغداد حاجا ، قراءة عليه وأنت تسمع بها ، في سنة ست وخمسين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد الأديب ، قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن أحمد بن العباس الباطرقاني ، قال : حدثنا سليمان ابن أحمد الطّبراني ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدّبريّ ، قال : أخبرنا عبد الرزاق (٢) ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزّهري ، عن أنس بن مالك ،

__________________

حجر في التبصير ٤ / ١٤٩٩ ، ونزهة الألباب في الألقاب ١ / ١٤٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٧٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١١٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٨٣.

(١) في الأصول : «مصيع» ويبدو أن الناسخ وجدها هكذا في الأصل الذي نسخ عنه ولذلك وضع فوقها كلمة «هكذا» دلالة على ذلك. ويبدو أن كاتب نسخة الأصل قد سها عن إثبات الطاء بصورتها الصحيحة.

(٢) هو عنده في المصنف (٢٠٢٢٢) ، والدبري هو راوي المصنف.

٢٠٥

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسّسوا وكونوا إخوانا كما أمركم الله تعالى» (١). أخبرنيه أحمد بن أحمد الملقّب تركا فيما أجازه لنا.

توفي أحمد بن أحمد بن محمد هذا بأصبهان في سنة ست وثمانين وخمس مئة (٢).

٦٦٥ ـ أحمد (٣) بن أحمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن أبي عيسى ، أبو المعالي بن أبي العبّاس بن أبي الفتح.

وقد تقدّم ذكر نسبهم في «محمد بن محمد» عند ذكر جده أبي الفتح.

كان أبو المعالي أحد الشّهود المعدّلين هو ، وأبوه ، وجدّه. وقد سبق ذكر جدّه ، وسيأتي ذكر أبيه فيمن اسمه أحمد بن محمد إن شاء الله. شهد أبو المعالي هذا عند قاضي القضاة أبي طالب عليّ بن عليّ ابن البخاري في ولايته الأوّلة يوم الاثنين سادس عشر شعبان سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان : أبو الحسن عليّ بن المبارك بن جابر وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن زرقان ، وكان قد سمع من أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي وغيره. وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه من حديث معمر : أحمد ٣ / ١٦٥ و ١٩٩ ، ومسلم ٨ / ٩ (٢٥٥٩) (٢٣) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٧ / ٣٠٣ ، وفي شعب الإيمان (٦٦١٦). وهو في الصحيحين من حديث مالك عن الزهري : البخاري ٨ / ٢٥ (٦٠٧٦) ومسلم ٨ / ٨ (٢٥٥٩) (٢٣) ، وله طرق أخرى بيّناها في تعليقنا على تحفة الأشراف ١ / ٦٤٦ حديث (١٤٨٨) ، وجامع الترمذي (١٩٣٥).

(٢) جاء في حاشية النسخة : في شعبان. وبه قال الزكي المنذري أيضا ، لكنه قال في نهاية ترجمته : «وقيل كانت وفاته في يوم الأربعاء السابع من شعبان سنة خمس وثمانين وخمس مئة» ، قلت : والتاريخ الأخير أصوب ، وبه أخذ الذهبي في كتبه.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩١٥ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٧٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤.

٢٠٦

توفي في ليلة الأربعاء سادس عشري صفر سنة اثنتين وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بالمقبرة المعروفة بالعطّافية بالجانب الشّرقي.

٦٦٦ ـ أحمد (١) بن أحمد بن أحمد بن كرم بن غالب البندنيجيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو العباس بن أبي بكر بن أبي السّعادات.

من أهل باب الأزج.

أحد الشّهود المعدّلين ؛ قبل شهادته قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية يوم الثلاثاء سابع عشري محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد ابن السّاوي والشّريف أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وعزل مع قاضي القضاة محمد بن جعفر العبّاسي في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة ، وأعيد في سابع عشري صفر سنة سبع وست مئة (٢).

قرأ القرآن الكريم على الشّيخ أبي حكيم إبراهيم بن دينار النّهرواني ومنه تلقّن. وقرأ بالقراءات على أبي الحسن عليّ بن عساكر البطائحيّ ، وغيره. وسمع الكثير من أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبي الوقت عبد الأوّل بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٢٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٦٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧٣ ، وميزان الاعتدال ١ / ٨١ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٢٤ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ١٠٨ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٣٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٢٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٦٢ وغيرهم.

(٢) إنما أعيد بوساطة من أخيه تميم ، وقد قال ابن النجار : «قرأت عليه كثيرا ، وكنت أراه كثير التحري لا يسامح في حرف ، قال : ومع هذا فكانت أصوله مظلمة ، وكذا خطه وطباقه. وكان ساقط المروءة ، وسخ الهيئة ، يدل حاله على تهاونه بالأمور الدينية ، وتحكى عنه قبائح ، فسألت شيخنا ابن الأخضر عنه وعن أخيه ، فصرّح بكذبهما» (الذهبي : سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٦٥).

٢٠٧

عيسى السّجزي ، وأبي المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبي محمد محمد ابن أحمد ابن المادح ، والشّيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، وأبي طالب المبارك بن عليّ بن خضير ، وأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن هليل الدّقّاق ، وأبي المعالي أحمد بن عبد الغني بن حنيفة ، وأبي المعمّر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة ، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وخلق يطول ذكرهم.

وكتب بخطّه. وكان وافر السّماع ، كثير الشيوخ ، حسن الأصول. حدّث بكثير ، سمعنا منه.

قرأت على أبي العبّاس أحمد بن أحمد العدل من كتابه الذي فيه سماعه ، قلت له : أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التّميميّ ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن عليّ الورّاق ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا أحمد ابن حنبل وجدّي وزهير بن حرب وسريج بن يونس وابن المقرىء ، قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : مرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (١).

سألت أبا العبّاس أحمد بن أحمد عن مولده ، فقال : في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. وتوفي ليلة الثلاثاء رابع عشر رمضان سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب.

٦٦٧ ـ أحمد (٢) بن أحمد بن أبي غالب ابن السّمّذيّ ، أبو القاسم بن

__________________

(١) تقدم تخريجه في الترجمة ١٩ ، ومر من هذا الوجه في التراجم رقم ٧٧ و ١٤٧ و ٢٥٤ و ٢٨٣.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٣٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٧٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧٣ ، والمشتبه ٣٧١ ، والعبر ٥ / ١١٣ ، وابن ناصر الدين في

٢٠٨

أبي الفضل الدّقّاق.

من أهل محلة باب الطّاق ومشهد أبي حنيفة ، سكن نهر المعلّى.

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي ، ووجدنا سماعه منه في «نسخة أبي الجهم» العلاء بن موسى بن عطيّة الذّهلي ، فكتبنا عنه.

قرأت على أبي القاسم أحمد بن أبي غالب الدّقّاق ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع بجامع المنصور ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ ، قال : حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهليّ ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن أبي الزّبير ، عن يحيى بن جعدة ، عن أبي هريرة أنّه قال : يا رسول الله أيّ الصّدقة أفضل؟ قال : «جهد المقلّ ، وابدأ بمن تعول» (١).

سألت أبا القاسم هذا عن مولده ، فقال : ولدت في مستهل ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة (٢).

* * *

__________________

توضيح المشتبه ٥ / ١٧٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٧٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٢٩ ، وغيرهم.

(١) إسناده صحيح ، رجاله ثقات.

أخرجه أحمد ٢ / ٣٥٨ ، وأبو داود (١٦٧٧) ، وابن خزيمة (٢٤٤٤) و (٢٤٥١) ، وابن حبان (٣٣٤٦) ، والحاكم ١ / ٤١٤ ، والبيهقي ٤ / ١٨٠ من طرق عن الليث بن سعد ، به.

(٢) جاء في حاشية نسخة المنذري : «مات في سلخ محرم سنة ٦٢٩» ، وهو الصحيح في تاريخ وفاته ، ذكره المنذري وغيره.

٢٠٩

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه إبراهيم (١)

٦٦٨ ـ أحمد بن إبراهيم بن عليّ ، أبو منصور الوقاياتيّ.

من أهل شارع دار الرّقيق ، صهر أبي القاسم المهروانيّ على ابنته.

سمع أبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد ، وروى عنه. سمع منه أبو عليّ أحمد بن محمد ابن البردانيّ الحافظ فيما ذكر القرشيّ.

وهذا من المستدرك على تاج الإسلام أبي سعد ابن السّمعاني لأنّه قديم من شرطه لم يذكره (٢).

٦٦٩ ـ أحمد (٣) بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن مالك العاقوليّ ، أبو بكر.

من أهل باب الأزج. من أولاد المحدّثين ؛ روى هو ، أبوه.

سمع أبا عبد الله الحسين بن عليّ ابن البسري ، وحدّث عنه. سمع منه تاج الإسلام أبو سعد وذكره في كتابه. وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته. وسمع منه بعده القاضي أبو المحاسن القرشيّ ، وغيره.

أنبأنا عمر بن عليّ الدّمشقيّ ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي أبو بكر أحمد ابن إبراهيم العاقولي في ثالث شهر ربيع الآخر من سنة ست وستين وخمس مئة (٤).

__________________

(١) في حاشية «ش» إشارة إلى أن عددهم خمسة مترجمين.

(٢) في حاشية «ش» أيضا : «حدث سنة ٤٦٠».

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٨ ، والصفدي في الوافي ٦ / ١٩٩.

(٤) جاء في حاشية نسخة «ش» أنّ مولده في سنة ٤٨٩. وذكر الصفدي نقلا عن ابن النجار أنه دفن بمقبرة الفيل بباب الأزج.

٢١٠

٦٧٠ ـ أحمد (١) بن إبراهيم بن يحيى ، أبو سعد المؤدّب.

من أهل درزيجان ، قرية قريبة من بغداد.

دخل بغداد ، وأقام بها ، وسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن الحسين ابن الحاسب ، ومن أبي الفضل محمد بن ناصر السّلاميّ ، وغيرهما. وانحدر إلى واسط فقرأ بها القرآن الكريم على جماعة من أصحاب أبي العز القلانسي. ثم صار إلى البصرة واستوطنها ، وسمع من أبي إسحاق إبراهيم بن عطيّة إمام جامعها ، ومن أبي الحسن عليّ بن عبد الله الواعظ ، وغيرهما.

ولقيته بواسط ، وكتبت عنه عن شيوخ البصرة. ثم قدم علينا بغداد في أوائل سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، وسمع معي من القاضي أبي العباس ابن المأمون. وعاد إلى البصرة فأقام بها إلى أن توفي في جمادى الأولى سنة ست مئة.

٦٧١ ـ أحمد (٢) بن إبراهيم بن أبي ياسر الغزّال ، أبو العباس ، يعرف بالحنبليّ.

جعله قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني أمينا ، وفوّض إليه النّظر في تركات الأيتام وغيرها. وكان على ذلك مدّة ثم اعتبر ما صار إليه في مدّة نظره من الأموال وحاسبه ، فعجزت مبلغا كثيرا ، فطالبه بذالك ، فلم يقم به حجّة ، وادّعى عليه أنّه أذن له في الإنفاق مما بيده في عمارة المارستان وغيره ، وقاضي القضاة منكر لذلك فحبسه سنين ، ولم يحصل منه شيء ، ثم أطلق.

وكان يذكر أنّه سمع من قاضي المارستان أبي بكر الأنصاريّ ، وغيره ، ولم يظهر سماعه في شيء. وقد حدّثني من حفظه بحكاية ذكر أنّه سمعها من أبي بكر

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٩٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩١.

(٢) ترجمه ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٧٣١ ، واختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٧٣.

٢١١

المذكور تتعلّق بحاله ، أعني القاضي أبا بكر ، وتقلّبه في أحواله وسفره ليست تتعلّق بالرواية ، فلذلك لم أوردها.

توفّي أحمد بن إبراهيم هذا في سنة أربع وتسعين وخمس مئة أو نحوها تقريبا.

٦٧٢ ـ أحمد بن إبراهيم بن نابير ، أبو العباس القيسيّ.

من أهل جزيرة قيس.

قدم بغداد حاجا ، ونزل رباط بهروز ، ولقيته بها. وكان شيخا متميزا يحفظ نوادر وأشعارا. كتبت عنه أناشيد أملاها علينا.

أنشدني أبو العباس أحمد بن إبراهيم القيسيّ ببغداد من حفظه لمهبزذ العماني :

إذا الجدّ لم يسعد فجدّ الفتى تعب

وأبطل سعي سعي من جدّ في الطّلب

فكم ضيعة ضاعت وكم خلّة خلت

وكم فضّة فضّت وكم ذهب ذهب

وأنشدني أيضا مذاكرة :

والناس لو لا عرفهم فهم الدّمى

والمسك لو لا عرفه فهو الدّم

قال أحمد بن إبراهيم : الدّمى : الصّور. والعرف : الرّائحة.

سألت أحمد بن إبراهيم هذا عن مولده ، فقال : في ليلة النّصف من شعبان سنة أربع وأربعين وخمس مئة.

* * *

٢١٢

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه إسماعيل (١)

٦٧٣ ـ أحمد (٢) بن إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن زريق القزّاز ، أبو البركات بن أبي الفتح بن أبي غالب.

من أهل الحريم الطّاهريّ ، من بيت الحديث والرّواية ، هو ، وأبوه ، وجدّه.

سمع أبا بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر ، وأبا محمد المبارك بن أحمد ابن الكنديّ ، وغيرهما. وأجاز لنا في سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، وما لقيته.

أنبأنا أبو البركات أحمد بن إسماعيل بن زريق ، قال : قرىء على أبي محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي وأنا أسمع في شوّال سنة تسع وثلاثين وخمس مئة ، قيل له : أخبركم أبو نصر محمد بن محمد ابن الزّينبي ، قراءة عليه ، فأقرّ به. وأخبرنا أبو الفضل شجاع بن سالم بن عليّ السّقلاطونيّ ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو المظفّر هبة الله بن أحمد بن محمد المكبّر ، قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا محمد بن أبي سمينة ، قال : حدثنا معتمر ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أنّ أفضل أعمالكم الصّلاة ، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» (٣).

__________________

(١) من هنا يبدأ مجلد باريس رقم (٢١٣٣) وهو المرقوم له «ج».

(٢) هو حفيد أبي غالب محمد بن عبد الواحد القزاز صاحب النسخة المتقنة من تاريخ الخطيب التي كتبها الشيخ شجاع بن فارس الذهلي ، وأبو غالب هو والد أبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز أشهر رواة تاريخ الخطيب ، والمترجم ابن أخيه إسماعيل.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف ليث ، وهو ابن أبي سليم.

أخرجه ابن أبي شيبة ١ / ٦ ، وابن ماجة (٢٧٨).

٢١٣

٦٧٤ ـ أحمد (١) بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس الطّالقانيّ ثم القزوينيّ ، أبو الخير الفقيه الشافعيّ.

تفقه بقزوين على ملكداذ العمركيّ. ثم خرج إلى نيسابور وأقام عند الشّيخ أبي سعد محمد بن يحيى ودرس عليه حتى برع في الفقه وصار من وجوه أصحابه ، وعاد إلى بلده ودرّس به. وسمع الحديث الكثير به من أبيه ، ومن أبي الحسن عليّ ابن الشّافعي المقرىء ، وعبد الرحيم ابن الشّافعي ، وأبي محمد الموفّق بن سعيد. وبنيسابور من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّاميّ وأخيه أبي بكر وجيه ، وأبي المظفّر عبد المنعم ابن عبد الكريم القشيريّ ، وأبي محمد عبد الجبار بن محمد الخواريّ ، وأبي نصر محمد بن عبد الله الأرغيانيّ ، وأبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الصّوفيّ الفارسي. وبطابران طوس من محمد بن المنتصر المتولّي ، وأبي سعيد ناصر بن سهل البغدادي.

وقدم بغداد في سنة ست وخمسين وخمس مئة ، وجلس للوعظ بجامع القصر الشّريف وأحسن الكلام. وسمع بها من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن

__________________

(١) ترجم له السمعاني في «الطالقاني» من الأنساب ، وتابعه ابن الأثير في اللباب وزاد في ترجمته ذكر وفاته لتأخرها عن وفاة أبي سعد. وذكره ابن جبير في رحلته ١٩٧ ، وترجمه ياقوت في معجم البلدان ٤ / ٧ ، وابن نقطة في التقييد ١٣١ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٤٤٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٢٤ ، والنعال في مشيخته ١١٦ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٩٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧٤ ، والعبر ٤ / ٢٧١ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٥٦ ، والحسامي الدمياطي في المستفاد ١٤٠ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٥٣ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٤٦٦ ، والسبكي في طبقاته ٦ / ٧ ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ٣٢٢ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٩ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٣٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ١٨٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٣٤ وغيرهم ممن ذكرتهم في تعليقي على ترجمته من التكملة.

٢١٤

سلمان ، وغيرهم ، وخلع عليه ، وعاد إلى بلده.

ثم قدمها في سنة تسع وستين وخمس مئة ، ودرّس بها في المدرسة النّظامية يوم الاثنين مستهل شعبان سنة تسع وستين ، وأملى مجالس كثيرة من الحديث بالنّظامية وبجامع القصر الشّريف ، وكتب النّاس عنه.

وكان حسن الكلام ، مفيد المجالسة ، مقبلا على الخير ، كثير الذّكر والصّلاة ، له يد باسطة في النّظر وكسر الخصم ، واطّلاع على العلوم الشّرعية من الفقه والأصول وعلم الكلام والجدل والتّفسير والوعظ والحديث وطرقه ، جمّاعة لفنون العلم لم تكن عند غيره.

لقيته ، وجلست عنده ، وسمعت منه شيئا لم يحصل عندي منه شيء. وأجاز لي غير مرة.

أنبأنا أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني ، قال : قرأت على أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد ببغداد. وأخبرنيه أبو الفرج عبد الرحمن ابن عليّ بن محمد البغدادي بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ الفرّاء ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، قال : حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري (١) ، عن مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ على رجل يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (٢).

لم يزل أبو الخير أحمد بن إسماعيل القزويني يدرّس ويفتي ويعظ ويسمع

__________________

(١) موطأ مالك ، برواية أبي مصعب الزهري (١٨٩٠) بتحقيقنا.

(٢) تقدم تخريجه في الترجمة ١٩. وتقدم من حديث سالم عن أبيه في التراجم ٧٧ و ١٤٧ و ٢٥٤ و ٢٨٣ و ٦٦٦.

٢١٥

النّاس منه منذ تولّى التّدريس إلى أن طلب من الديوان العزيز ـ مجّده الله ـ الإذن له بالرّجوع إلى بلده وعزله عن التّدريس ، فأذن له فخرج مع قافلة الحاج الراجعة إلى خراسان في سنة ثمانين وخمس مئة (١) ، فوصل قزوين وأقام بها على قدم المعاملة والاشتغال بالعبادة إلى أن توفي في يوم [](٢) ثالث عشري محرم سنة تسعين وخمس مئة ، ووصل نعيه إلى بغداد في صفر من السّنة. وكان مولده في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.

٦٧٥ ـ أحمد (٣) بن إسماعيل بن حمزة بن المبارك ، أبو العباس ، يعرف بابن الطّبّال.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا طالب المبارك بن عليّ بن خضير فيما يقال ، وأبا الفتح عبيد الله ابن عبد الله بن شاتيل ، وأبا السّعادات بن زريق ، ومن بعدهم مثل أبي القاسم يحيى بن أسعد بن بوش ، وأبي القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفّاف ، وأبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن كليب ، وغيرهم.

سألته عن مولده ، فقال : في سنة ست وخمسين وخمس مئة (٤). وقال مرة أخرى : سنة خمس وخمسين.

__________________

(١) نقل ابن النجار عن شيخه الزاهد أبي أحمد عبد الوهاب ابن سكينة المتوفى سنة ٦٠٧ أن القزويني إنما ترك بغداد بسبب ما ظهر فيها من الرفض وسب الصحابة فقال لابن سكينة :

«معاذ الله أن أقيم ببلدة يجهر فيها بسب أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم». (تنظر طبقات السبكي ٦ / ٧).

(٢) فراغ في الأصل أشار إليه ناسخ «ش».

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٧٥ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٥١.

(٤) في حاشية نسخة «ش» : «مات في شوال سنة ٦٢٩».

قلت : وكذا ذكر مترجموه. والعبارة التي بعدها من «ج» فقط.

٢١٦

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه إسحاق

٦٧٦ ـ أحمد (١) بن إسحاق بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقيّ ، أبو العباس بن أبي طاهر بن أبي منصور.

من بيت أهل فضل وعلم وصلاح ورواية ، وسيأتي ذكر أبيه وعمّه إسماعيل وإخوته في مواضعهم إن شاء الله.

سمع أحمد هذا من أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وغيرهما.

وكان فيه فضل ، وله تقدّم. لم يبلغ سنّ الشيوخ ، ولم يحدّث. وقد أقرأ الأدب.

وتوفي شابا في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، ودفن عند أبيه وجدّه بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

__________________

(١) ترجمه القفطي في إنباه الرواة ١ / ٣٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٥٧ ، وابن مكتوم في تلخيصه ، الورقة ٧ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٣٨.

٢١٧

الأسماء المفردة في آباء من اسمه أحمد من حرف الألف

٦٧٧ ـ أحمد (١) بن ألتكين بن عبد الله ، أبو بكر الصّوفيّ.

من أهل واسط ، يعرف بالتّائب.

من أصحاب الشيخ أبي المفضّل هبة الله بن محمد ابن الجلخت الزاهد. سمع منه بواسط ، ومن أبي طاهر محمد بن عبد الله النّاقد ، ومن أبي المعالي محمد بن عبد السّلام المعروف بابن شاندي.

وقدم بغداد مرارا كثيرة وسمع بها من أبي الحسين عاصم بن الحسن المقرىء ، وأبي عبد الله عبد الخالق بن هبة الله المفسّر ، وأبي محمد جعفر بن أحمد السّرّاج ، وغيرهم. وعاد إلى بلده ، وحدّث عنهم ، وعن غيرهم. وروى لنا عند العدل أبو العباس هبة الله بن نصر الله بن مخلد الأزديّ ، والقاضي أبو الفتح نصر الله بن علي ابن الكيّال الحنفي ، وغيرهما.

قرأت على أبي الرّضا أحمد بن طارق بن سنان القرشيّ ، قلت له : أخبركم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي ، قراءة عليه وأنت تسمع ، بالإسكندرية ، فأقرّ به ، قال (٢) : سألت الحافظ أبا الكرم خميس بن عليّ الحوزيّ بواسط في سنة خمس مئة عن ابن ألتكين ، فقال : كثير السّماع من البغداديين ومعه خطوطهم كالشّمس وضوحا ، إلا أنّه أقام بواسط وتديّر

__________________

(١) ترجمه السلفي في معجم السفر ٣٤ ، وفي سؤالاته لخميس الحوزي (٦٢) ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٦٧ ونقل عن السلفي وابن الدبيثي فقال : وحدثني محمد بن سعيد ابن الدبيثي ، قال : قال لنا القاضي أبو الفتح نصر الله ... إلخ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٥٧ وقال : «وإنما لقب بالتائب لأنه كان يحضر مجالس الوعظ كثيرا ولا ينفصل عن مجلس واعظ حتى يتوب على يده». قلت : وذكر الذهبي في المشتبه «التائب» وفاته وفات الذين شرحوه ذكر هذه الترجمة.

(٢) سؤالات السلفي لخميس الحوزي ، رقم ٦٢.

٢١٨

بها (١) فهي وطنه ، وهو صالح متحقّق بالسّنّة.

قرأت على هبة الله بن أبي الكرم ، قلت له : أخبركم أبو بكر أحمد بن ألتكين بن عبد الله ، قراءة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن ابن محمد المقرىء ببغداد ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا محمد بن زنجوية ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن عمرة ، عن عائشة أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقطع في ربع دينار فصاعدا (٢).

حدثني القاضي أبو الفتح نصر الله بن عليّ قاضي واسط بها من كتابه ، قال : توفي أبو بكر ألتكين في شوّال سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة بواسط.

٦٧٨ ـ أحمد (٣) بن أسعد بن وهب بن عليّ المقرىء ، أبو الخليل البغداديّ مولدا ومنشئا الهرويّ دارا ومسكنا.

قرأ القرآن الكريم ببغداد على الشيوخ ، وصحب الشّيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي. وسمع من جماعة منهم : خلف بن أحمد الحظيريّ ، وصالح بن المبارك بن الرّخلة (٤) ، وخديجة بنت أحمد ابن النّهرواني. وخرج في صباه إلى خراسان ، وصار إلى هراة ، وسمع بها من أبي الفتح نصر بن سيّار القاضي ، وغيره ، وأقام بها مدة.

__________________

(١) هكذا مجوّدة في النسخ ، وفي المطبوع من السؤالات ومعجم السّفر : «وتديرها».

(٢) هو في الصحيحين من طرق عن الزهري ، به : البخاري ٨ / ٩٩ (٦٧٨٩) ، ومسلم ٥ / ١١٢ (١٦٨٤).

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٩٨ ، وابن الفوطي في الملقبين بعلاء الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٤٦٨ نقلا من المؤلف ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٤ ونقل عن ابن النجار أنه يعرف بابن صفير ، وميزان الاعتدال ١ / ٨٣ ، والمغني ١ / ٣٤ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٤٥ ، وابن حجر في لسان الميزان ١ / ١٣٧.

(٤) قيده المنذري فقال : بكسر الراء المهملة وسكون الخاء المعجمة وبعد اللام تاء تأنيث.

٢١٩

ثم قدم بغداد حاجا في سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، فحج وعاد إليها. ثم قدمها في سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، وأقام بها. وكان ينزل بالمأمونية ، ولقيته بها ، ورأيت عليه لبوس السيّاح. وكان أعور عينه اليمنى ، وعليه أثر الصّلاح إلا أنّه يخالط أهل الدّنيا وأرباب الولايات (١).

توفّي ببغداد في يوم السّبت الثالث والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب البستان الكبير مقابل مقبرة الزّرّادين بالمأمونية (٢).

٦٧٩ ـ أحمد (٣) بن أزهر بن عبد الوهّاب بن أحمد بن حمزة بن ساكن السّبّاك ، أبو محمد بن أبي جعفر.

من أهل نهر القلّائين ، أحد المحال بالجانب الغربي. وسكن في آخر عمره الجانب الشّرقي. وكان أحد الصّوفية برباط المأمونية. من أولاد الشيوخ المحدّثين ، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله.

أسمعه أبوه في صباه من أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطيّ ، ومن أبي المعالي أحمد بن محمد بن عثمان المذاري ، ومن أبي القاسم أحمد بن المبارك بن قفرجل. وكانت له إجازة من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، ومن أبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ، وجماعة ، إلا أنه كان عسرا في الرّواية لقلّة معرفته. سمعنا منه.

__________________

(١) قال ابن النجار : «ولما دخلت هراة أصبت أصحاب الحديث مجمعين على كذب أبي الخليل هذا» (الوافي ٦ / ٢٤٦).

(٢) نقل الصفدي عن ابن النجار قوله : «ودفن من الغد بمقبرة النفاطين إلى جانب الأميرية ، ولم يحكم سد قبره ، فنبشته الكلاب وأكلته ، فلما أصبح الناس من الغد شاهدوه وواروا ما بقي منه».

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١١٠ و ١٤٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٢٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧٦ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٣٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٢٣ و ٥ / ٦.

٢٢٠