ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

حدثنا عبد الرحمن بن محمد الهاشميّ لفظا ، قال : قرأت على أبي شجاع محمد بن يوسف بن عليّ الهمذاني ببغداد : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، قراءة عليه وأنت تسمع ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن عليّ الجوهري يقول : سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكريّ يقول : سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن مسروق يقول : سمعت حارثا المحاسبيّ يقول : «ثلاثة أشياء عزيزة أو معدومة : حسن الوجه مع الصّيانة ، وحسن الخلق مع الدّيانة ، وحسن الإخاء مع الأمانة».

٦٠٩ ـ محمد بن يوسف بن عليّ البزّاز ، أبو الحسين ، أخو شيخنا عبد الصمد.

من ساكني دار البساسيريّ.

شاب صالح ، قارىء لكتاب الله. قرأ بالقراءات. وسمع الكثير بنفسه ، وكتب بخطه ، وأفاد أخويه : عبد الصمد وعليا. وكان سماعه من أبي الوقت السّجزي ، وأبي عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرّطبي ، وأبي المظفّر ابن الشّبلي ، ونحوهم. وكتب الكثير. ولم يرزق الرّواية لأنه توفي في حال شبابه.

قال لي عبد الصمد بن يوسف : توفي أخي أبو الحسين بعد السّتين وخمس مئة بقليل ، ووصفه بالصّلاح.

٦١٠ ـ محمد بن يوسف بن عليّ بن يوسف بن الحسين بن أبي بكر القرميسينيّ الأصل البغداديّ المولد ، أبو الفتح التاجر ، أخو شيخنا أبي العباس أحمد.

كان يسكن الصّاغة بدار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ.

قرأ القرآن العزيز على الشيوخ. وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري وغيرهما.

واشتغل بالتّجارة ، وجال في الآفاق ، وسمع في أسفاره بنيسابور من أبي

١٦١

الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيريّ ، ومن أبي البركات عبد الله بن محمد ابن الفراوي ، وبمرو من محمد بن عبد الرحمن الكشميهني ، وغيرهم.

خرج عن بغداد بعد سنة خمسين وخمس مئة ، وحدّث في أسفاره.

حدّثني حمزة بن سلامة الحراني ، قال : رأيت محمد بن يوسف القرميسيني بمكة ـ شرّفها الله ـ وإنسانا مغربيا يقرأ عليه شيئا من الحديث وهو مشغول ببيع وشراء ، قصدته لأراه وما كنت رأيته قبل ذلك.

حدّثني أبو العباس أحمد بن يوسف ابن القرميسينيّ ببغداد قال : ركب إخوتي أبو الفتح محمد وعبد الله وعبد الرّحيم ومعهم جماعة من أولادهم وأتباعهم مركبا من عدن طالبين بعض البلاد البحرية فكسر بهم المركب فغرقوا أجمعين ولم ينج منهم مخبر ، وإنما عرف خبرهم بعد مدّة وذلك في سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، رحمهم‌الله وإيانا.

٦١١ ـ محمد (١) بن يوسف بن عليّ الغزنويّ ، أبو الفضل الحنفيّ.

قدم بغداد ، وأقام سنين. وكان منقطعا إلى البرهان عليّ الغزنوي الواعظ مقيما برباطه بباب الأزج. سمع معه من جماعة منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وأبو سعد أحمد بن محمد الأصبهانيّ المعروف بابن البغداديّ ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرمويّ ، وأبو الفضل محمد بن ناصر السّلاميّ ، وجماعة آخرون.

وحدّث بها أيضا. ووقفت على «جزء» قد خرّجه عن جماعة من شيوخه ،

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ١٢٧ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧١٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بمنهاج الدين من تلخيصه ٥ / الترجمة ١٨١١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٨٥ ، والعبر ٤ / ٣٠٩ ، ومعرفة القراء ٢ / ٥٧٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٥٩ ، والقرشي في الجواهر ٢ / ١٤٧ ، وابن الجزري في غاية النهاية ٢ / ٢٨٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨٤ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / الورقة ٧٤٨ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٤٣.

١٦٢

وحدّث به الأجلّ صندل بن عبد الله المقتفويّ.

وخرج عن بغداد قبل وفاته بسنين ، وصار إلى مصر ، وأقام بها إلى أن توفي. وحدّث هناك بالكثير فسمع منه أهلها وجماعة من الواردين إليها إلى أن بلغنا أنّه توفّي بها في يوم الاثنين خامس عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بها.

٦١٢ ـ محمد (١) بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أبو عبد الله بن أبي الفتح بن أبي الحسن يعرف بابن صرما.

من أهل باب الأزج ، أخو أبي العبّاس أحمد ، وكان محمد الأكبر.

سمع جده أبا الحسن محمدا ، والقاضي أبا الفضل الأرمويّ ، ومحمد بن ناصر ، وغيرهم.

ولم يكن بذاك. رأيته وما اتّفق لي منه سماع. وقد حدّث ، وسمع منه جماعة من أصحابنا. وإجاز لنا.

توفي يوم السبت ثامن عشر رجب سنة إحدى وست مئة.

٦١٣ ـ محمد (٢) بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن يعقوب بن الحسين ابن المأمون عبد الله ابن الرّشيد هارون ابن المهدي محمد ابن المنصور عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو تمّام بن أبي الفتوح بن أبي تمّام ، الهاشميّ ، يعرف بابن الزّوال (٣) ، وهو لقب لعلي بن محمد بن يعقوب.

وأبو تمّام هذا أخو نقيب النّقباء أبي العباس أحمد الذي يأتي ذكره.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٩٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٠.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٨٥ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢١٦.

(٣) قيده المنذري في ترجمة أبي العباس أحمد بن علي بن هبة الله من التكملة فقال : بفتح الزاي والواو مخففا وآخره لام (١ / الترجمة ١١٩).

١٦٣

وكان أحد الحجّاب بالدّيوان العزيز ـ مجده الله ـ والمتولّي لترتيب المجلس. ولم يعن بالرّواية ، ولم أقف له على سماع.

توفي يوم الاثنين خامس ذي الحجة سنة ثلاث وست مئة.

٦١٤ ـ محمد (١) بن يوسف بن عبيد الله النّيسابوريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو عبد الله الكاتب ، يعرف بابن المنتجب.

كان أبوه مؤدّبا وصوفيا برباط درب زاخي.

ومحمد هذا كان يكتب خطّا جيّدا ، في غاية الجودة والحسن. وقد قرأ شيئا من الأدب على أبي محمد الحسن بن عليّ بن عبيدة الكرخي ، وغيره. وكان يورّق للنّاس. وتعلّق في آخر عمره بخدمة بالبدرية المعمورة وعلّم بها الخطّ.

توفي يوم الجمعة تاسع عشري ذي الحجة سنة ثمان وست مئة ، وصلّي عليه عصر اليوم المذكور ، ودفن بمشهد الإمام موسى بن جعفر ، رحمه‌الله وإيانا.

٦١٥ ـ محمد (٢) بن يوسف بن محفوظ بن محمد بن الحسن ، أبو الحسن ، الوكيل بباب القضاة ، وأحد المديرين الذين يكتب اسمهم في الكتب لإثباتها ، يعرف بابن الورّاق.

سمع جده أبا جعفر محفوظ بن محمد ، وروى عنه. وسمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن محمد بن يوسف بن محفوظ ، قلت له : أخبركم جدّك أبو جعفر محفوظ بن محمد ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الخير المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ابن الطّيوري ، قال : أخبرنا أبو طاهر

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٩٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٠٠ وهو فيه : «محمد بن يوسف بن محمد» ، وترجمه نقلا من تاريخ ابن النجار ، والمختصر المحتاج ١ / ١٥٩ ، والصفدي في الوافي ٥ / ٢٥٢ ، وغيرهم.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٧٦٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٥٨.

١٦٤

محمد بن عليّ ابن العلّاف الواعظ ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن بن محمد بن الحسين السّلميّ ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهريّ ، قال : حدثنا محمد ابن جعفر بن رزين ، قال : حدثنا إبراهيم بن العلاء بن زبريق ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيّاش ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن بسر بن عبيد الله ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن ابن سمعان ، وكان من أهل الصّفة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الميزان بيد الله تعالى يرفع أقواما ويخفض آخرين إلى يوم القيامة» (١).

سألت أبا الحسن ابن الورّاق عن مولده ، فقال : في صبيحة الجمعة حادي عشري رمضان سنة إحدى وخمسين وخمس مئة (٢).

٦١٦ ـ محمد بن يوسف بن نشتكين بن عبد الله ، أبو بكر الصّوفيّ ، يعرف بابن الطّبّاخ.

من أهل واسط.

قدم بغداد واستوطنها ، وخالط أهل الصّلاح بها. وفي سنة ثمان وسبعين وخمس مئة تقدّم سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ـ بإخراج سبيل في طريق مكة فيه أزواد وكسوة يعان به المشاة والمنقطعون ويعقب فيه من لا يقدر على المشي ورتّب فيه أبو بكر هذا مشرفا ثم صار متوليا له ، وحمد أثره وشكر قيامه عليه.

__________________

(١) حديث صحيح ، واسم أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله ، وابن سمعان اسمه النواس.

أخرجه أحمد ٤ / ١٨٢ ، وابن ماجة (١٩٩) ، وابن أبي عاصم في السنة (٢١٩) ، والنسائي في الكبرى (٧٧٣٨) ، والطبري في التفسير (٦٦٥٥) ، وابن خزيمة في التوحيد ٨٠ ، والآجري في الشريعة ٣١٧ ، وابن حبان (٩٤٣) ، والطبراني في الدعاء (١٢٦٢) ، وفي مسند الشاميين (٥٨٢) ، والحاكم ١ / ٥٢٥ و ٢ / ٢٨٩ و ٤ / ٣٢١ ، والبيهقي في الأسماء والصفات ٣٤١ ، والبغوي في التفسير ١ / ٣٢٢.

(٢) وتوفي في ذي الحجة من سنة ٦٣٤ ، كما في التكملة للمنذري وتاريخ الذهبي.

١٦٥

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه يحيى

٦١٧ ـ محمد بن يحيى بن عبد الباقي بن عبد الواحد الزّهريّ ، أبو تمّام ، المعروف بابن شقران.

أحد الإخوة الأربعة : أبي المظفر أحمد وأبي الفضائل أحمد وأبي محمد عبد الرحمن ، وكلهم يأتي ذكره ، وقد تقدم ذكر نسبهم مرفوعا إلى عبد الرحمن ابن عوف الزّهري صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذكر ابن أخيهم أبي تمّام محمد بن أحمد (١).

سمع أبو تمّام هذا من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وحدّث عنه في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.

سمع منه أبو العشائر محمد بن عليّ ابن التّلولي في هذا التّاريخ.

٦١٨ ـ محمد (٢) بن يحيى بن محمد بن هبيرة ، أبو عبد الله ابن الوزير أبي المظفّر ، أخو أبي البدر ظفر ، وسيأتي ذكرهما.

ناب أبو عبد الله هذا عن أبيه أيام وزارته ، وخلفه في كثير من الأشغال في حال حضره وسفره (٣). وكان سمع مع أبيه من جماعة منهم : أبو المظفّر

__________________

(١) الترجمة ٥١.

(٢) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ١ / ١٠٠ ، وابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢١٨ ، والسبط في مرآة الزمان ٨ / ٢٦٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيصه ٤ / الترجمة ٤٧٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٦٨ ، والصفدي في الوافي ٥ / ١٩٨ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٢١٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٧٢.

(٣) قال شيخنا العلامة في تعليقه على تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي : «كان عز الدين أبو عبد الله بن هبيرة الحنبلي من قوادم الجناح الأيمن الذي طارت به الدولة العباسية إلى قلة الاستقلال ، على عهد الخليفة المقتفي لأمر الله». وهذا كلام عالم منصف عرف أبدا دور الحنابلة المتميز في تحقيق الاستقلال.

١٦٦

عبد الملك بن عليّ الهمذانيّ ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السّجزي ، وغيرهما. ولم يرو شيئا لاشتغاله بخدمة الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ مدّة حياة أبيه ، وتوفّي بعده بيسير في سنة إحدى وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٦١٩ ـ محمد بن يحيى بن إبراهيم ، أبو الفتح الوكيل ، يعرف بابن ملازق.

من ساكني محلة دار القز.

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في شيوخه الذين سمع منهم ، وقال : توفي في سنة سبع وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٦٢٠ ـ محمد (١) بن يحيى بن محمد بن مواهب بن إسرائيل البردانيّ ، أبو الفتح.

أصله من الجانب الغربي ، وسكن الجانب الشّرقي.

سمع أبا غالب محمد بن عبد الواحد القزّاز ، وأبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدّوري ، وأبا عليّ محمد بن محمد ابن المهدي ، وأبا منصور المقرّب بن الحسين النّسّاج ، وجماعة آخرين. وحدّث عنهم.

وكان جماعة من أصحاب الحديث يضعّفونه ويتّهمونه برواية ما لم يسمعه ، ولم أقف له على ما ينافي الصّحة. سمعنا منه مع أصحابنا. وسمع منه قبلنا القاضي عمر القرشي ، وأقرانه.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٧ ، والنعال في مشيخته ٨٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٦٦ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٦٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٦٠ ، والصفدي في الوافي ٥ / ٢٠٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤٢٧ ، وابن حجر في اللسان ٥ / ٤٢٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٠٦.

١٦٧

أخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى بن محمد البردانيّ ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو غالب محمد بن عبد الواحد بن الحسن القزّاز ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ، قال : أخبرنا إسحاق بن سعيد النّسويّ ، قال : حدثنا محمد بن هارون ابن الهيثم ، قال : حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم بطرسوس ، قال : حدثنا محمد ابن سابق ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن منصور ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا راح أحدكم إلى الجّمعة فليغتسل» (١).

سألت أبا الفتح البردانيّ عن مولده فقال : في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وأربع مئة (٢). وتوفي ليلة السبت لتسع خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

قال تميم البندنيجي : وكان ضعيفا جدا.

٦٢١ ـ محمد (٣) بن يحيى بن عليّ بن الحسن الهمذانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الحسن بن أبي البقاء ، المؤدّب.

من ساكني درب نصير.

سمع أبا القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي لما قدم بغداد حاجا ، وأبا العز ثابت بن منصور الكيليّ ، وغيرهما. وروى عنهم.

سمع منه أبو أحمد العباس بن عبد الوهّاب البصريّ ، وأبو محمد إبراهيم ابن عليّ بن بكروس ، وأبو بكر عبد الله بن أحمد الخبّاز ، وغيرهم.

__________________

(١) تقدم تخريجه في الترجمة ٤٨ ، وتقدم من حديث نافع عن ابن عمر في التراجم : ٤١٥ و ٤٨٠.

(٢) تحوّل تاريخ مولده إلى تاريخ لوفاته في الوافي بالوفيات للصفدي ولم ينتبه إليه محققه ، ولم يدرك أن جميع من ذكره ذكر أنه ولد في هذه السنة ، وتوفي سنة ٥٨٣.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٧٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٨٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٦١.

١٦٨

بلغني أنّ مولده في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة. وتوفي سنة إحدى ، أو اثنتين ، وتسعين وخمس مئة (١).

٦٢٢ ـ محمد (٢) بن يحيى بن طلحة بن حمزة البجليّ ، أبو عبد الله الشّاعر.

من شعراء أهل واسط ، معروف عندهم بقول الشّعر.

قدم بغداد مرارا ؛ واردا وصادرا عن الشام. وكان يمدح الكبراء ويجتدي بالشّعر. وله نظم حسن. سمعت منه جملة من الشّعر له ، ولم يحصل عندي من ذلك شيء.

توفي بواسط في سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة في اليوم الذي توفّي فيه شيخنا أبو بكر ابن الباقلاني المقرىء ، رحمهما‌الله وإيانا.

٦٢٣ ـ محمد (٣) بن يحيى بن هبة الله بن فضل الله بن محمد بن محمد ابن النّخّاس (٤) ، أبو نصر بن أبي الحسن بن أبي المعالي بن أبي محمد.

من أهل واسط ، وأحد الشّهود بها هو ، وأبوه ، وجده. وكان أبوه يتولّى

__________________

(١) نقل الذهبي عن ابن النجار قوله : «وقد رأيته ، وقال لي ولده إسماعيل : إنه توفي في سادس المحرم سنة اثنتين» (تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٨٨).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٨٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٠٦ ، والصفدي في الوافي ٥ / ١٩٩.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٤١٦ و ٦ / ٧١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٧٥ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٩٩ وتحرف فيه اسم جده إلى «عبد الله» وتحولت كنيته إلى عمود نسبه ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٨٨ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٦٦ ، والصفدي في الوافي ٥ / ١٩٩ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٧٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٢٢٠ ، وابن حجر في اللسان ٥ / ٤٢٧ ، والتبصير ٣ / ١٠٠١ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٦٠.

(٤) قيده ابن نقطة والمنذري والذهبي بالخاء المعجمة ، وتصحف في ذيل الروضتين والوافي إلى «النحاس» بالحاء المهملة.

١٦٩

قضاء الغرّاف من نواحي البطائح هو ، وأبوه أبو المعالي ، وجده أبو محمد.

سمع أبو نصر بواسط جده أبا المعالي ، وأبا محمد الحسن بن عليّ ابن السّوادي ، وأبا جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي ، وجماعة. وبالبصرة أبا إسحاق إبراهيم بن عطيّة إمام جامعها ، وأبا الحسن عليّ بن عبد الله الواعظ ، ورشيدة بنت محمد المعلّمة ، وغيرهم.

سمعنا منه بواسط (١).

وقدم بغداد مرارا كثيرة ، وأقام بها ، ولقيته بها وسمعت منه بها إنشادا واحدا.

أنشدني أبو نصر محمد بن يحيى بن هبة الله ببغداد في سنة ثلاث وست مئة لأبي الحسن بن أبي الصّقر الواسطي (٢) :

وقائلة لمّا عمرت وصار لي

ثمانون عاما : عش كذا وابق واسلم

ودم وانتشق روح الحياة فإنّه

لأطيب من بيت بصعدة مظلم

وما لم تكن كلّا على ابن وغيره

فلا تك بالدّنيا شديد التّبرّم

فقلت لها : عذري لديك ممهّد

ببيت زهير فاعلمي وتعلّمي

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش

ثمانين عاما لا أبا لك يسأم

سألت أبا نصر هذا عن مولده ، فقال : في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. وتوفي بواسط في رجب سنة ثلاث عشرة وست مئة.

__________________

(١) ذمّه ابن نقطة ، وقال : قالي ابن عبد السميع : إنه زور اسمه في طبقة سماع بالمقامات على جده ، وذكر لي غيره أنه كشط اسم رجل من طبقة سماع ... والحق اسمه فيها ، وكان له طريقة مذمومة في الشهادة أيضا (إكمال الإكمال ٤ / ٤١٦).

(٢) نسبها الصفدي في الوافي ٥ / ١٩٩ إلى المترجم نفسه ، فكأنه توهم في ذلك. وذكر أبو شامة أنه كتب بهذه الأبيات من واسط إلى أبي المظفر سبط ابن الجوزي ، وقد أخل كلاهما بالبيت الثالث.

١٧٠

٦٢٤ ـ محمد (١) بن يحيى بن المظفّر بن عليّ بن نعيم ، أبو بكر ابن شيخنا أبي زكريا ، يعرف بابن الحبير (٢).

تفقه مدّة على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل. وتكلّم في مسائل الخلاف ، وناظر. ثم انتقل إلى مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه ودرّس بالمدرسة المعروفة بالأسباباذية (٣) بين الدّربين على مذهب الشافعي. وخرج إلى الحجّ متولّيا كسوة البيت الشّريف والصّدقات بالحرمين الشّريفين.

وسمع الحديث من جماعة منهم : الكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد الإبريّ ، وأبي الفتح نصر بن فتيان بن المنّي ، وغيرهما. وحدّث عنهم.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ١٢ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٣٠٤٥ ، ومنصور بن سليم في ذيل إكمال الإكمال ١ / ١٨٦ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٢٦١ ، ونقل ترجمته من تاريخ ابن النجار ، والذهبي في المشتبه ٦٣ ، وتاريخ الإسلام ١٤ / ٣٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٠٧ ، والعبر ٥ / ١٦٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٦١ ، والصفدي في الوافي ٥ / ٢٠٧ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٠٨ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ١ / ٤٤٩ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ١٥٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤٣٩ و ٢ / ١٨٦ والعيني في عقد الجمان ١٨ / الورقة ٣٤٨ ، وابن عبد الهادي في معجم الشافعية ، الورقة ٧٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٢٠٥.

(٢) قيده المنذري فقال : بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها راء مهملة.

(٣) هكذا مجّودة في النسخة المنذرية ، وهي بلا شك الأسبهبذية التي ذكرها صاحب الكتاب المسمى بالحوادث (ص ١٨ بتحقيقنا) ، وسماها ابن النجار ـ على ما نقل منه ابن الفوطي في التلخيص ـ الأصبهبذية ، بقلب السين إلى صاد ، وهو كثير ، وذكرها الفيروز آبادي في «أصبهبذان» من القاموس المحيط ، فقال : «والأصبهبذية نوع من دراهم العراق ، ومدرسة ببغداد بين الدربين». وقال شيخنا العلامة في تعليقه على تلخيص ابن الفوطي : «منسوبة إلى الأصبهبذ ، ولعله الأسبهبذ صباوة بن خمارتكين المذكور في الكامل غير مرة في حوادث سنة ٤٩٤ وغيرها».

١٧١

مولده في محرم سنة تسع وخمسين وخمس مئة. سمعت ذلك منه (١).

٦٢٥ ـ محمد (٢) بن يحيى بن عليّ بن الفضل بن هبة الله ، أبو عبد الله ابن شيخنا أبي القاسم المعروف بابن فضلان ـ وهو لقب للفضل ـ الفقيه الشافعيّ ، ابن الفقيه ، وسيأتي ذكر أبيه.

تفقه محمد هذا على أبيه ، وأحسن الاشتغال ، وتكلّم في المسائل والمناظرات وأجاد الكلام. ورحل إلى خراسان وناظر مع علمائها ، وعاد إلى بغداد ، ودرّس بعد أبيه بمدرسة فخر الدولة أبي المظفّر ابن المطّلب بعقد المصطنع. وتخرّج به في الفقه جماعة. ودرّس بالمدرسة النّظامية يوم السّبت ثالث شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وست مئة وخلع عليه خلعه سوداء ، وحضر عنده الولاة والفقهاء. وعزل في سابع ذي القعدة سنة ست عشرة وست مئة. وولي قضاء القضاة يوم الأحد ثالث شهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وست مئة ، والنظر في الوقوف والمدارس.

وقد سمع جماعة من أصحاب ابن بيان ، وأبي طالب الزّينبي ، وأبي القاسم ابن الحصين ، ومن أبيه.

بلغني أنّ مولده في جمادى الأولى سنة ثمان وستين وخمس مئة (٣).

__________________

(١) وتوفي في السابع من شوال سنة ٦٣٩ ، كما ذكر المنذري وغيره.

(٢) ترجمه صاحب الكتاب المسمى بالحوادث ٩٠ ـ ٩١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٥٧ ، والعبر ٥ / ١٢٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٦٢ ، وذكر وفاته في سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٦٧ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٠٧ ، وصاحب العسجد المسبوك ٤٦٣ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٤٦ ، وينظر كتاب عمي العلامة الدكتور ناجي معروف : تاريخ علماء المستنصرية ١ / ٢٠٣.

(٣) توفي في سلخ شوال سنة ٦٣١ ، وولّي في آخر حياته تدريس الشافعية بالمدرسة المستنصرية ، وذكر له ابن الساعي رسالة طويلة في تسلّط أهل الذمة على رقاب المسلمين أرسل بها إلى الخليفة الناصر لدين الله ، أوردها عنه صاحب الكتاب المسمى بالحوادث ، وذكر الذهبي قطعة صغيرة منها.

١٧٢

الأسماء المفردة في حرف الياء من آباء من اسمه محمد

٦٢٦ ـ محمد (١) بن يونس بن محمد بن منعة ، أبو حامد الفقيه الشافعيّ.

من أهل الموصل.

تفقه ببلده على أبيه. وقدم بغداد ، وأقام بالمدرسة النّظامية مدة متفقها والمدرّس بها يوسف بن بندار الدّمشقي. وسمع بها الحديث من أبي عبد الرحمن محمد بن محمد الكشميهني لما قدمها ، ومن أبي حامد محمد بن أبي الرّبيع الغرناطي. وعاد إلى بلده ، ودرّس هناك في عدّة مدارس ، وتولّى القضاء به مديدة. وقدم بغداد بعد ذلك رسولا إلى الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ من أمراء الموصل مرارا ، وناظر بها الفقهاء. وأجاز له سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ وروى عنه بجامع القصر الشّريف. وحدّث بها أيضا بشيء جمعه في ذكر مناقب مولانا أمير المؤمنين ـ أعز الله أنصاره ـ وذلك في سنة سبع وست مئة. وعاد إلى الموصل.

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٩٨ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٥٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٩٨ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٨٠ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٤ / ٢٥٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٢٦٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٠٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٩٨ ، والعبر ٥ / ٢٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٦٢ ، والصفدي في الوافي ٥ / ٣٩٢ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٠٩ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٥٦٩ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٦٢ ، والغساني في العسجد المسبوك ٣٣٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣٤٢ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٧٥ ، وابن عبد الهادي في معجم الشافعية ، الورقة ٦٨ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٣٤ ، وغيرهم.

١٧٣

وكان حسن المعرفة بالمذهب والخلاف والأصول والجدل. تفقه عليه جماعة كثيرة ، وانتفع به خلق من النّاس. أجاز لنا.

وذكر لنا أنّ مولده في سنة خمس وثلاثين وخمس مئة. وتوفّي بالموصل يوم الخميس سلخ جمادى الآخرة سنة ثمان وست مئة ، ودفن غرّة رجب.

٦٢٧ ـ محمد بن ياقوت بن عبد الله النّجّار ، أبو الحسين ، أخو شيخنا أبي الفرج يحيى.

كان يسكن درب القيّار ، وكان بكنيته أشهر.

روى عن أبي بكر محمد بن الحسين المزرفيّ المقرىء. سمع منه عبد الرحمن بن عمر ابن الغزّال الواعظ ، وغيره.

وهو شيخ مقلّ لم تنشر عنه الرّواية.

«آخر الجزء الثالث عشر من الأصل»

* * *

١٧٤

الكنى في آباء من اسمه محمد

٦٢٨ ـ محمد (١) بن أبي بكر بن محمد بن أبي نصر التّميميّ ، أبو عبد الله القيروانيّ.

من أهل المغرب.

مقرىء فاضل ، له معرفة بعلم الكلام والأصول. أقام بمصر مدة ، وقرأ بها القرآن الكريم بالقراءات على أبي العباس أحمد بن سعيد بن نفيس في سنة أربع وأربعين وأربع مئة. وسمع بها الحديث من القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة ابن جعفر القضاعي (٢) ، وغيره.

وقدم بغداد وأقام بها ، وأقرأ بها القرآن العزيز بالقراءات ، وروى بها الحديث. قرأ عليه أبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوريّ العطّار ، وروى عنه في كتابه المعروف ب «المصباح الزّاهر في ذكر القراءات العشر» ، وغيره.

قال أحمد بن شافع : وتوفّي ببغداد يوم الثّلاثاء تاسع ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الأربعاء بجامع القصر ، ودفن بالجانب الغربي عند أبي الحسن الأشعريّ بمشرعة الرّوايا.

٦٢٩ ـ محمد بن أبي منصور بن أبي نعيم ، وقيل : أبو منصور بن إبراهيم ، أبو الفرج النّجّار.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن الخطيب الأنباري ، وروى عنه. سمع منه أبو محمد ابن الخشّاب النّحوي في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ، فيما قرأت بخطه.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٦٣ ، وابن الجزري في غاية النهاية ٢ / ١٠٥.

(٢) هو صاحب «مسند الشهاب» المشهور.

١٧٥

٦٣٠ ـ محمد بن أبي الحسن الفارسيّ ، أبو بكر الصّوفيّ.

كان يسكن دار البساسيريّ.

روى عن أبي عليّ أحمد بن محمد ابن البردانيّ. سمع منه أبو الفضل أحمد ابن صالح بن شافع ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والقاضي عمر بن عليّ القرشي ، وغيرهم.

وكان في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة حيا لأنهم سمعوا منه في هذه السنة ، رحمه‌الله وإيانا.

٦٣١ ـ محمد بن أبي منصور بن عبد الرحمن الدّينوريّ الأصل ، أبو بكر ، أخو أحمد الذي يأتي ذكره.

سمع أبا سعد محمد بن عبد القاهر الأسديّ ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن أبي غالب الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٦٣٢ ـ محمد بن أبي الغنائم الشّروطيّ ، أبو الثّناء البغداديّ.

ذكره أبو المعالي سعد بن عليّ الكتبي في كتابه الذي جمعه وسماه «زينة الدّهر في ذكر لطائف شعراء العصر» ، وقال : أنشدني لنفسه :

إلى المدام ولو قمنا على الحدق

في غرّة الصّبح أو في ظلمة الغسق

اليوم أول آذار تملّ به

لم يبق من لذّة الدّنيا سوى الرّمق

أما ترى الصّبح قد مدّ الرّواق من ال

غيم الرقيق وقلب البرق في قلق

٦٣٣ ـ محمد بن أبي نصر بن يحيى ، أبو سعد المستعمل.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وروى عنه. سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب بعد سنة أربعين وخمس مئة.

٦٣٤ ـ محمد بن أبي الفتوح المغربيّ ، أبو عمرو.

ذكره أبو بكر بن كامل في «معجم شيوخه» الذين كتب عنهم ، وقال : أنشدني أبياتا لغانم المالقي. وأوردها عنه في «المعجم».

١٧٦

٦٣٥ ـ محمد بن أبي الفضل بن محمد بن مصعب الطّلحيّ ، أبو بكر.

من أهل أصبهان.

قدم بغداد في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد. سمع منه بها أبو الفتوح يوسف بن المبارك بن كامل مع أبيه.

٦٣٦ ـ محمد بن أبي حرب بن أبي الفوارس ، أبو الفوارس المدير.

من أهل شارع دار الرّقيق.

سمع أبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك ابن الأنماطيّ ، وأبا الحسن عليّ ابن هبة الله بن عبد السّلام ، وغيرهما.

أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، قال : توفي أبو الفوارس بن أبي حرب المدير يوم الجمعة ثاني رجب سنة أربع وستين وخمس مئة ، ودفن بتربة الزّبيديّ بطريق شارع دار الرّقيق.

٦٣٧ ـ محمد بن أبي الفرج بن أبي منصور ، أبو البقاء الذّهبيّ.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر بن عليّ الدّمشقي.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو البقاء محمد بن أبي الفرج الذّهبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وأنبأناه القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائيّ في آخرين ، قالوا : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد ابن محمد بن غيلان ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، قال (١) :

حدثنا أحمد بن محمد الخيشيّ ، قال : حدثنا أبو همّام ، قال : حدثنا يحيى بن أبي

__________________

(١) الغيلانيات (٧٧٧).

١٧٧

بكير (١) ، قال : حدثنا شعبة بن الحجّاج ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بريرة فأردت أن أشتريها وأشترط الولاء لأهلها ، فقال : «اشتريها فإنما الولاء لمن أعتق» (٢).

٦٣٨ ـ محمد بن أبي الكرم بن كتائب ، أبو عبد الله.

حدّث عن أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشّهرزوري في سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة ، وسمع منه جماعة في ذلك التاريخ.

٦٣٩ ـ محمد (٣) بن أبي غالب بن أحمد بن مرزوق بن أحمد الباقداري وباقدارى المنسوب إليها من نواحي نهر ناب ـ أبو بكر الضّرير.

قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى حين وفاته. وقرأ بها القرآن على جماعة من الشيوخ ، وسمع بها الكثير من صباه إلى حين مات من خلق كثير منهم : أبو محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد المقرىء سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط ، وأبو المعالي الفضل بن سهل الإسفراييني الحلبي ، وأبو الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، والقاضي أبو عبد الله

__________________

(١) في الأصل : «كثير» خطأ بيّن.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن بسبب أحمد بن محمد الخيشي فإنه صدوق ، وباقي رجاله ثقات ، أبو همّام هو الوليد بن شجاع السكوني.

أخرجه النسائي في المجتبى ٦ / ١٦٥ ، و ٧ / ٣٠٠ وفي الكبرى (٥٦٤٨) و (٦٢٣٩) و (٦٤٠٥) من طريق يحيى بن أبي بكير. وهو عند مسلم (١٥٠٤) و (١٢) ، وأحمد ٦ / ١٧٢ وغيرهما من حديث شعبة ، به.

(٣) ترجمه ياقوت في «باقدارى» من معجم البلدان ١ / ٣٢٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٦٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٤٦ ، والعبر ٤ / ٢٢٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٦٣ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٣٤٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٥٢.

١٧٨

محمد بن عبيد الله ابن الرّطبيّ ، والشريف أبو المظفّر محمد بن أحمد ابن التّريكي ، والرئيس أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، وجماعة يطول ذكرهم ويتعذّر حصرهم.

وإليه انتهى حفظ الحديث ومعرفة رجاله في زمانه ، وعليه كان المعتمد فيه ، وإليه يرجع فيما يشكل منه.

قال أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري عند ذكر وفاته : وهو آخر من بقي من حفّاظ الحديث الأئمة فيه.

سمعت غير واحد من شيوخنا يذكر أبا بكر الباقداريّ ويصفه بالحفظ والإتقان ، ومعرفة الرّجال والأسانيد والمتون ، مع كونه ضريرا مقصورا إلا أنّه كان حفّظة ، حسن الفهم ، جيّد المعرفة ، شهد له شيوخه وأقرانه بذلك. وبلغني أنّ الشّيخ أبا الفضل بن ناصر كان يراجع الباقداري في أشياء ويرجع إلى قوله فيها.

حدّث بشيء من مسموعاته ، وخرّج شيئا عن شيوخه. سمع منه أقرانه ورفقاؤه وغيرهم رغبة في علمه ومعرفته منهم : الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر الزّيدي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصريّ ، وأبو منصور عبد اللطيف بن يحيى الدّينوري ، وجماعة آخرون.

قرأت على أبي بكر عبد الله بن عمر بن عليّ الوكيل ، قلت له : أخبركم الحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد الباقداريّ ، قراءة عليه وأنت تسمع في صفر سنة ست وستين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو المظفّر محمد بن أحمد ابن عليّ الهاشمي وسعيد بن أحمد بن الحسن وأبو بكر محمد بن عبيد الله ، قالوا : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الكاغدي ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي داود ، قال : حدثنا إسحاق

١٧٩

ابن إبراهيم ، قال : حدثنا سعد (١) ، قال : حدثنا الأعمش (٢) ، عن أبي سفيان (٣) ، عن أنس بن مالك ، قال : توفّيت زينب بنت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرج بجنازتها وخرجنا معه فرأيناه كئيبا حزينا ، ثم دخل النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبرها فخرج ملتمع اللّون ، فسألناه عن ذلك. فقال : «إنها كانت امرأة مسقاما ، فذكرت شدّة الموت وضغطة القبر ، فدعوت الله فخفّف عنها» (٤).

قال نصر بن أبي الفرج : توفّي أبو بكر الباقداري يوم الخميس العصر ، وصلّي عليه بجامع القصر الشّريف ، ودفن يوم الجمعة خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة في مقبرة باب البصرة عند الرّباط ، يعني رباط الزّوزنيّ ، رحمه‌الله.

٦٤٠ ـ محمد بن أبي الفرج بن حمزة بن كثير الدّقّاق ، أبو جعفر ، يعرف بابن المعّاز.

هكذا سماه أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وقال : سمعت منه عن الأشرف قراتكين بن المذكور. وخالفه في تسميته «محمدا» غيره وسمّوه

__________________

(١) لا أعرفه.

(٢) سليمان بن مهران الأعمش.

(٣) أبو سفيان طلحة بن نافع الواسطي مولى قريش.

(٤) في إسناده من لا أعرفه ، وهو «سعد» الراوي عن الأعمش ، فلم أقف على راو بهذا الاسم عن الأعمش ، وعبد الله بن أبي داود يروي عن اثنين يقال لهما إسحاق بن إبراهيم ، هما : إسحاق بن إبراهيم بن سويد البلوي أبو يعقوب الرملي ، وإسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن منيع البغوي أبو يعقوب ابن عم أحمد بن منيع ، وكلاهما ثقة ، ولم أجد في شيوخهما من اسمه «سعد» ، لكن الأول يروي عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري ، وهذا لا يمكن أن يكون هو ، لأن سعيدا ولد سنة (١٤٤) ، وتوفي الأعمش سنة (١٤٨) كما هو معروف في ترجمتيهما.

وحديث أنس هذا أخرجه الطبراني في الأوسط (٥٨٠٦) بإسناد ضعيف من طريق سعيد بن مسروق عن أنس (وينظر مجمع الزوائد ٤٢٥٨).

١٨٠