ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٨

١
٢
٣
٤

حرف الميم في آباء من اسمه محمد

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه محمد

٤١٩ ـ محمد (١) بن محمد بن محمد بن حامد بن بنبق ، أبو تمّام بن أبي جعفر.

من أهل النّعمانية ، كان يتولّى القضاء بها.

قدم بغداد ، وسمع بها أبا جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة المعدّل ، وحدّث عنه في بلده ؛ سمع منه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة وروى عنه في «الأربعين» التي خرّجها لنفسه.

قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن محمود بن طاهر الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قراءة عليه وأنت تسمع بالإسكندرية ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو تمّام محمد بن محمد بن محمد بن حامد ابن بنبق النّعماني بالنّعمانية ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عمر المعدّل (٢). وأخبرنيه عاليا أبو المكارم ملد بن المبارك بن الحسين الهاشمي بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن الدّبّاس قراءة عليه وأنت تسمع ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عمر المعدّل ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزّهري ، قال : أخبرنا

__________________

(١) ترجمة ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٤٣٤ ، والذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١٠٩ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٥ / ٣٥٣ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٧٨٧. وتقدم ذكر ابن عمه محمد بن علي بن محمد ابن بنبق في المجلد الأول من هذا الكتاب (الترجمة ٣٧٨) وقيدنا هناك لفظ «بنبق» نقلا عن تكملة المنذري.

(٢) هو المعروف بابن المسلمة ، وهو مترجم في تاريخ الخطيب ٢ / ٢٢١ ومن طريقه أخرجه الخطيب.

٥

أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ، قال (١) : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن ابن لهيعة ، عن مشرح بن هاعان ، عن عقبة بن عامر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكثر منافقي أمتي قرّاؤها» (٢).

٤٢٠ ـ محمد (٣) بن محمد بن عيسى بن جهور ، أبو تغلب القاضي.

من أهل واسط.

وكان فقيها شافعيا وقاضيا مرضيا. قدم بغداد ، وأقام بها مدّة يتفقه على

__________________

(١) الفريابي : صفة المنافق (٣٢).

(٢) إسناده حسن ، فإن مشرح بن هاعان صدوق حسن الحديث ، كما بيناه في «تحرير التقريب» ، وباقي رجاله ثقات غير ابن لهيعة ، وهذا من جيّد حديثه فقد رواه عنه في غير هذا الموضع عبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرىء ، وهما ممن سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه.

أخرجه الفريابي في صفة المنافق كما تقدم ، وابن عدي في الكامل ٤ / ١٤٦٦ ، والخطيب في تاريخ مدينة السلام ٢ / ٢٢١ ، والذهبي في المعجم اللطيف (٢) من طريق قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة ، به. وضعّفه الذهبي في المعجم اللطيف ، لكنه قال في السير ٨ / ٢٧ ـ ٢٨ حينما رواه من طريق قتيبة أيضا : «هذا حديث محفوظ ، قد تابع فيه الوليد بن المغيرة ابن لهيعة ، عن مشرح» ، وهذا الكلام أجود.

وأخرجه الفريابي في صفة المنافق (٣٣) عن عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة.

وأخرجه أحمد ٤ / ١٥٥ ، والفريابي في صفة المنافق (٣٤) ، وابن قتيبة في غريب الحديث ١ / ٥٤٣ من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء عن ابن لهيعة.

وأخرجه أحمد ٤ / ١٥١ ، والطبراني في الكبير (٨٤١) ، وتمام الرازي في فوائده (٩٦٠) من طرق عن ابن لهيعة.

وأخرجه أحمد ٤ / ٥٥١ ، والبخاري في خلق أفعال العباد (٦١٤) ، والفريابي في صفة المنافق (٣٥) ، والبيهقي في الشعب (٦٥٦١) من طريق الوليد بن المغيرة عن مشرح ، فهذه متابعة لابن لهيعة. والمراد بالقراء هنا هم الذين يقرؤون القرآن رياءا أو تكسبا لمصلحة دنيوية ، ولا يعملون بما يقرؤون ، والله أعلم.

(٣) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١١٠ ، وترجمه السبكي في طبقات الشافعية ٦ / ٣٩١.

٦

الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن عليّ الفيروز آبادي حتى حصّل معرفة المذهب ، وعاد إلى بلده وتولّى قضاءه.

أخبرنا أبو الرّضا أحمد بن طارق القرشيّ بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي بالإسكندرية ، فأقرّ به ، قال (١) : سألت الحافظ أبا الكرم خميس بن عليّ الحوزي بواسط عن أبي تغلب بن جهور ، فقال : متقدّم في الفقه ، أصعد إلى بغداد ، ولازم أبا إسحاق الشّيرازي وعلّق عنه كتبه ، واستوعب علمه. ثم عاد إلى واسط ودرّس بها زمانا ، فلما ولي أبو بكر الشّامي قضاء القضاة ولّاه واسطا ، فظهر من شهامته وعنايته بعمارة الوقوف ما زاد على الظّنّ وأقام حشمة القضاء وجعل له أبّهة. ولم يزل على طريقة مرضيّة إلى أن عزل.

قلت : وكان عزله في سنة خمس وثمانين وأربع مئة (٢). ولم يعن بالحديث سمع قليلا وعاش بعد عزله سنين.

وقال لي شيخنا أبو طالب محمد بن علي ابن الكتّاني الواسطي : كنا نغشاه أنا وأبي بعد عزله ، وأضرّ قبل موته.

قرأت بخط أبي الحسن عليّ بن محمد المعروف بابن طغدي الواسطي ، قال : توفي القاضي أبو تغلب ، يعني ابن جهور ، يوم الجمعة ثالث عشري رمضان سنة ثلاث وخمس مئة وكان يوما مشهودا.

وقلت : ودفن بمحلة الرّزّازين بواسط في تربة له مجاورة مسجد هناك ، وكان عليه قبّة تعرف بالقبّة البيضاء. وقد زرت قبره مرارا.

«آخر الجزء التاسع من الأصل»

__________________

(١) سؤالاته لخميس الحوزي ، الترجمة ٥٩.

(٢) الذي عزله هو الوزير عميد الدولة أبو منصور محمد بن محمد بن محمد بن جهير لسبب كان في نفسه منه ، كما ذكر خميس الحوزي.

٧

٤٢١ ـ محمد (١) بن محمد بن الحسن بن عليّ بن عيشون ، أبو الفضل.

من أهل الموصل ، قدم بغداد واستوطنها. وهو معتق فيروز بن عبد الله العيشوني ونسيم بن عبد الله العيشوني وإليه نسبا.

كان فيه فضل ، وله معرفة بتقويم الكواكب وتسييرها ، وله شعر حسن.

كتب عنه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة إنشادات له ولغيره منها ما قرأت بخطه ومنه نقلت ، قال : أنشدنا الرئيس أبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وأربع مئة ، قال : أنشدني أبو الرّضا ابن الظّريف الشّاعر لنفسه :

تبارك من كسا خدّيك نورا

ومن أعطى محاسنك الكمالا

أغار إذا شربت الكأس شحّا

على تلك المراشف أن تنالا

ولكن أدنها من فيك حتى

ترى للشّمس بالقمر اتصالا

وقرأت بخط أبي الوفاء ، قال : أنشدني أبو الفضل بن عيشون ، قال : أنشدني عليّ ابن الطستاني الأنباري لنفسه :

وفاتر الطّرف في ألحاظه مرض

بها من السّقم ما عندي من السّقم

تدمى بإيماء ألحاظي وما ألمت

وبين جنبيّ منها غاية الألم

أسكنته حيث لا تدري الوشاة به

فما أمنت عليه القذف بالتّهم

محجّبا في السّويدا غير أنّ له

محجة بين صدري واختلاج فمي

وقرأت بخطه ، قال : أنشدني أبو الفضل بن عيشون لنفسه :

ترحّل فليس الذّلّ شيئا ألفته

ولا تك ذا عجز تخاف العواقبا

__________________

(١) ترجمه الذهبي في وفيات سنة (٥٠٦) من تاريخ الإسلام ١١ / ٨٢ ، والصفدي في الوافي ١ / ١٢٥.

٨

وخلّ الذي قد كنت ترجو وأرضه

وسر غير وان واترك الذّلّ جانبا

فإنّك تلقى كلّ أرض تحلّها

صديقا وإكراما وخلّا وصاحبا

٤٢٢ ـ محمد بن محمد بن الحسين بن عليّ بن الزّبير الأنصاريّ ، أبو غالب.

سمع أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران الواعظ ، وحدّث عنه. سمع منه أبو غالب شجاع بن فارس الذّهلي وأبو الوفاء بن الحصين فيما قرأت في تعليقه ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٢٣ ـ محمد (١) بن محمد بن أحمد بن محمد ابن الجبّان ، أبو عبد الله بن أبي الحسن ويعرف بابن اللّحّاس العطار ، والد أبي المعالي محمد الذي يأتي ذكره إن شاء الله (٢).

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبو عبد الله أبا محمد عبد الله بن عطاء الإبراهيمي الهروي ، وحدّث عنه في سنة ثمان وخمس مئة. سمع منه الشريف أبو المعمّر المبارك بن عبد العزيز الأنصاري فيما قال القاضي عمر القرشي ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٢٤ ـ محمد بن محمد بن الحسن كيكوية ، أبو عبد الله المؤذّن.

قال القاضي أبو المحاسن الدّمشقي : سمع أبا الحسن ابن النقّور البزّاز ، وحدّث عنه. سمع منه أبو عامر محمد بن سعدون العبدري ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٢٥ ـ محمد (٣) بن محمد بن محمد بن عيسى بن جهور ، أبو المجد.

من أهل واسط ، وأحد عدولها. هو ابن أخي القاضي أبي تغلب بن جهور

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١ / ١٥٣.

(٢) توفي ابنه أبو المعالي في سنة ٥٦٢.

(٣) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ١١٠.

٩

الذي قدّمنا ذكره (١).

شهد أبو المجد هذا عند عمّه لمّا كان قاضيا بواسط في سنة إحدى وثمانين وأربع مئة.

قرأت على أبي الرّضا أحمد بن طارق القرشي ، قلت له : أخبركم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني بالإسكندرية ، فأقرّ به ، قال (٢) : سألت أبا الكرم خميس بن عليّ الحافظ بواسط عن أبي المجد بن جهور ، فقال : هو ابن أخي القاضي أبي تغلب الذي كان قاضي واسط. قرأ على عمّه القرآن ، وعلى غلام الهرّاس. وسمع من القاضي أبي تمّام عليّ بن محمد الواسطي ، ومن أبي غالب محمد بن أحمد بن بشران. وهو أحد المعدّلين ، ويقوم على المارستان بواسط ، وله فيه آثار جميلة (٣).

قدم بغداد وحدّث بها في سنة ست وتسعين وأربع مئة عن القاضي أبي تمّام المذكور. سمع منه أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي البزّاز وغيره. وقد حدّث عنه بواسط أبو العباس هبة الله بن نصر الله بن مخلد الأزدي ، وأبو الفرج أحمد بن المبارك بن نغوبا الشّاهد. وذكر ابن نغوبا أنّه سمع منه في سنة خمس عشرة وخمس مئة بعد أن أضر.

٤٢٦ ـ محمد بن محمد بن بشر ، أبو ياسر.

من أهل أوانا أحد نواحي دجيل.

سمع ببغداد أبا جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة المعدّل وحدّث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، وقال : سمعت منه بأوانا.

__________________

(١) الترجمة ٤٢٠ من هذا المجلد.

(٢) سؤالات السلفي لخميس الحوزي ، رقم ٤٩.

(٣) إلى هنا انتهى النقل من سؤالات السلفي.

١٠

٤٢٧ ـ محمد بن محمد بن محمد بن عمر الأنصاريّ ، يكنى أبا محمد.

أظنّه كان يسكن باب البصرة.

روى عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصّقر الأنباري. سمع منه أيضا أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجمه».

٤٢٨ ـ محمد (١) بن محمد بن أحمد ، أبو الخطاب المصريّ.

ذكر أبو بكر بن كامل أنه سمع منه أبياتا أنشده إياها لنفسه أوردها عنه في «معجم شيوخه».

٤٢٩ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن جعفر النّهاونديّ الأصل البصريّ المولد والدّار ، أبو طاهر بن أبي عمر.

قاضي البصرة هو وأبوه.

كان من أهل الرّواية ، وله أمال كثيرة أملاها بجامع البصرة. سمع أبا تمّام محمد بن الحسن بن موسى المقرىء ، وأبا الحسن محمد بن علي السّيرافي ، وأبا محمد القاسم بن الحسين بن كمارى ، وأبا موسى عيسى بن خلف الأندلسي وغيرهم.

ذكر أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني أنّ أبا طاهر هذا قدم بغداد وحدّث بها ، وأنّه روى عنه ابن ابنه أبو البركات محمد بن عليّ ، والله أعلم.

بلغني أنّ أبا طاهر هذا توفّي بالبصرة في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة.

٤٣٠ ـ محمد بن محمد بن محمد بن السّكن ، أبو الغنائم يعرف بابن المعوّج.

من ساكني باب المراتب ، من بيت مشهور ، وقد روى منهم

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١ / ١٥٤ ترجمة رائقة ، ونقل عن ابن النجار.

١١

الحديث جماعة.

وأبو الغنائم هذا سمع من الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، وحدّث عنه. سمع منه المبارك بن كامل وغيره.

٤٣١ ـ محمد (١) بن محمد بن هبة الله المقرىء ، أبو المواهب يعرف بابن فرجيّة.

من أهل باب البصرة.

كان حافظا للقرآن المجيد ، حسن القراءة والأداء. سمع أبا طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني ، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي ، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفي وغيرهم. وكان صالحا. سمع منه المبارك بن كامل وغيره.

وذكره الشّيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ ابن الجوزي في تاريخه ووصفه بحسن الأداء ، وقال : سمع الحديث وأقرأ النّاس ، وتوفي في صفر سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٣٢ ـ محمد (٢) بن محمد بن تبّان ـ بتاء معجمة باثنتين من فوقها ـ أبو الوفاء المقرىء.

من أهل واسط.

كان من القرّاء الموصوفين بحسن القراءة وجودة التّلاوة. قرأ بواسط على أبي العز محمد بن الحسين القلانسي بالقراءات. وقدم بغداد وأمّ بالمدرسة النّظامية في أوقات الصّلوات ، وسمع بها من أبي عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني وجماعة بعده منهم : أبو بكر محمد بن عبد الله بن حبيب العامري

__________________

(١) ترجم له ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٧٦ ، والذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١١١.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٢٩ نقلا من هذا الكتاب ، والذهبي في المشتبه ٩٢ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ١ / ٦٠٤ ، وابن حجر في التبصير ١ / ١٠٦.

١٢

وغيره. وعاد إلى واسط وأقرأ بها وحدّث إلى حين وفاته فتوفي في بكرة يوم الجمعة ثالث شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة. هكذا ذكر أبو الحسن عليّ ابن محمد المعروف بابن طغدي ومن خطّه نقلت.

وحدّثني أبو الفتح نصر الله بن المظفّر الخيّاط صاحب ابن تبّان فقال : توفي شيخنا أبو الوفاء في شعبان سنة خمس وثلاثين وخمس مئة. والأوّل أشبه بالصّواب.

٤٣٣ ـ محمد بن محمد بن عبد الجليل بن الحسن ابن السّاويّ ، أبو الفرج بن أبي الفتح بن أبي سعد.

أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه وجده. وهو أخو شيخنا القاضي أبي محمد عبيد الله بن محمد ابن السّاوي (١).

شهد أبو الفرج عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسن الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي في كتاب «تاريخ الحكّام» تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته ، قال : وأبو الفرج محمد ابن محمد بن عبد الجليل السّاوي في يوم الجمعة تاسع ذي الحجة سنة ست وعشرين وخمس مئة وزكّاه أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي وأبو محمد عطيّة بن عليّ بن لاذخان. وكان صالحا كثير التّلاوة للقرآن المجيد ، دائم الصّوم والعبادة.

خرج عن بغداد حاجا في ذي القعدة من سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة فحج وعاد فتوفي بواقصة في محرم سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة فدفن بها في يوم الخميس ثامن عشرين منه ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

__________________

(١) ستأتي ترجمته ، وتوفي في سنة ٥٩٦ ، وهم أحناف المذهب.

١٣

٤٣٤ ـ محمد (١) بن محمد بن معمّر بن يحيى بن أحمد بن حسّان ، أبو البقاء بن أبي بكر المؤدّب يعرف بابن طبرزد.

أخو شيخنا أبي حفص عمر بن محمد ، وكان أبو البقاء الأكبر. وكان اسمه قديما المبارك فغيّره وسمّى نفسه محمدا. من أهل دار القز أحد المحال بالجانب الغربي.

أحد من عني بطلب الحديث وجمعه وسماعه من الشيوخ والاستكثار منه نسخا وسماعا. كتب بخطه الكثير وحصّل المسموعات ، وجدّ فيه ، وحرص ، وسمع النّاس ، بإفادته ولم يرزق فيه حظّا ولا عمّر إلى أن يحتاج إليه بل روى شيئا يسيرا.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الورّاق ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا الحسن عليّ ابن عبيد الله ابن الزّاغوني الواعظ ، وأبا القاسم هبة الله بن عبد الله الشّروطي ، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري. وأكثر من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ومن بعدهما من أصحاب أبي نصر الزّينبي وأخيه طراد بن محمد ، وعاصم بن الحسن وغيرهم. وكان له شعر قريب. سمع منه أخوه عمر وغيره من أقرانه. وظاهره الصّحة والصّدق (٢).

قال لي عمر بن طبرزد : توفّي أخي عن أربعين سنة.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٨١٤ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١١١ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٠ ، وابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٣٦٨.

(٢) هكذا قال ، وخالفه ابن النجار فقال فيما نقله الذهبي في تاريخ الإسلام : «قال عمر بن المبارك بن سهلان : لم يكن أبو البقاء بن طبرزد ثقة ، كان كذابا يضع للناس أسماءهم في الأجزاء ، ثم يذهب فيقرأ عليهم ، علم بذلك شيخنا عبد الوهاب (ابن سكينة) وابن ناصر وغيرهما».

١٤

وقرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل : توفي أبو البقاء بن طبرزد يوم الثلاثاء سادس عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٤٣٥ ـ محمد (١) بن محمد بن الحسين ، أبو الفضل الضّرير الحنفيّ.

كانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة. ودرّس بالمدرسة الغياثية المعروفة بمدرسة السلطان مدة. وسمع الحديث الكثير من أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبي طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني وأبي علي أحمد بن محمد ابن البرداني ومن بعدهم. سمع منه ابنه أبو النّجح ، وأخوه أبو القاسم محمود ، وأبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ، وغيرهم.

قرأت على أبي النّجح إسماعيل بن محمد بن محمد بن الحسين البزّاز ، قلت له : أخبركم والدك أبو الفضل محمد بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع في شهر ربيع الأول سنة أربعين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن بن أحمد الكرجي ، قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن دوست العلّاف ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن النّجّاد ، قال : قرىء على يحيى بن جعفر بن أبي طالب وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبيد ، قال : حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن أبي موسى ، قال : جاء رجل إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله الرّجل يحبّ القوم ولا يلحق بهم ، قال : «المرء مع من أحب» (٢).

__________________

(١) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٤٦ من تاريخ الإسلام ١١ / ٨٩٧ ، وفي المختصر المحتاج ١ / ١١٢ ، والصفدي في نكت الهميان ٢٧١ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ٢ / ١١٥.

(٢) الأعمش اسمه سليمان بن مهران ، وشقيق هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي الكوفي. أما الراوي عن الأعمش : «أبو بكر أحمد بن عبيد» فلا أعرفه ، ولا أعرف راويّا عن الأعمش بهذا الاسم ، والمحفوظ أن هذا الحديث من رواية محمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش ، وهو في الصحيحين من حديث الأعمش : البخاري ٨ / ٤٩ (٦١٧٠) ، ومسلم ٨ / ٤٣ (٢٦٤١).

١٥

ذكر صدقة بن الحسين الحدّاد في تاريخه أنّ أبا الفضل الحنفي الضّرير توفّي يوم الجمعة تاسع عشر ربيع الأول سنة ست وأربعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة أحمد. وكان شيخا صالحا ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٣٦ ـ محمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن الحسن بن إبراهيم بن يعيش ، أبو الفضل ابن القاضي أبي عبد الله الذي قدّمنا ذكره.

وأبو الفضل سبط قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن محمد ابن الدّامغاني.

وهو أخو شيخينا أبي الحسن عليّ وأبي الفرج عبد الرحمن ابني محمد بن يعيش ، وسيأتي ذكرهما.

وأبو الفضل هذا سمع مع أخويه من أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي وغيره. وتوفي شابّا قبل بلوغ أوان الرواية.

قال صدقة بن الحسين في تاريخه : وتوفّي أبو الفضل ابن القاضي أبي عبد الله بن يعيش يوم الاثنين العشرين من صفر سنة خمس وأربعين وخمس مئة. وكان شابّا حسنا.

__________________

وهذا الحديث مما اختلف فيه على الأعمش ، فرواه محمد بن عبيد الطنافسي وسفيان الثوري وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن أبي وائل شقيق ، عن أبي موسى مثل الرواية التي ساقها المؤلف.

ورواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش ، عن أبي وائل شقيق ، عن عبد الله بن مسعود ، كما عند البخاري (٦١٦٩) ، ثم قال البخاري : تابعه جرير بن حازم وسليمان بن قرم وأبو عوانة عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله. فذكر الحافظ ابن حجر أن هؤلاء جميعا قالوا : عن عبد الله غير منسوب (يعني : احتمال أن يكون ابن مسعود أو عبد الله بن قيس وهو أبو موسى). وقد تناوله الدارقطني في العلل ٥ / ٩٤ ، ورجح صحة الروايتين ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ١٠ / ٥٥٨ : صنيع البخاري يقتضي أنه كان عند أبي وائل عن ابن مسعود وأبي موسى جميعا ، فإن الطريقين صحيحان. وتنظر تحفة الأشراف ٦ / ١٧٧ بتحقيقنا.

١٦

٤٣٧ ـ محمد (١) بن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن عليّ بن صالح ابن حامد ، أبو المفضّل بن أبي تمّام المعروف بابن زنبقة.

من أهل واسط ، أحد العدول بها. قبل شهادته القاضي أبو عليّ الحسن بن إبراهيم الفارقي قاضي واسط بها في سنة خمس مئة. وسمع بها الحديث من أبيه ومن أبي الفضل محمد بن محمد ابن السّوادي الزّاهد ومن أبي غالب محمد بن أحمد بن حمد وغيرهم.

وقدم بغداد في سنة ثمان وخمس مئة ، وسمع بها «صحيح» أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري من نور الهدى أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي وعاد إلى بلده وحدّث به عنه. وسمع منه ابنه أبو عبد الله الحسين وأبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّبّاس المقرىء ، والشّريف أبو طالب عبد الرحمن بن محمد ابن عبد السّميع الهاشمي ، وأبو يعلى محمد بن عليّ ابن القارىء وغيرهم.

قال لنا الشّريف أبو طالب بن عبد السّميع : كان مولد أبي المفضّل بن زنبقة في سابع عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وأربع مئة. وتوفي في السابع والعشرين من ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمس مئة ، ودفن بداره بمحلّة الورّاقين بواسط ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٣٨ ـ محمد (٢) بن محمد بن عنقيش الأنباريّ ، أبو بكر.

سمع ببغداد أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني ، وأبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني وحدث عنه. روى لنا عنه أبو عبد الله ابن الكال المقرىء بالحلّة المزيدية وذكر

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٤٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ١١٢ ، والمشتبه ٣٣٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٣٠٥.

(٢) له ذكر في ترجمة ابن الكال في إكمال الإكمال لابن نقطة ١ / ٣٩٧ و ٥ / ٧٤.

١٧

أنه سمع منه ببغداد.

قرأت على أبي عبد الله محمد بن محمد بن هارون المقرىء البزّار ببزارته في حلّة ابن مزيد من أصل سماعه ، قلت : أخبرك أبو بكر محمد بن محمد بن عنقيش الأنباري بقراءتك عليه ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الخطاب محفوظ ابن أحمد بن الحسن الفقيه ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن كيسان ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدّمي ، قال : أخبرنا حفص بن نمير ، قال : حدثنا ابن أبي ليلى ، عن عطاء بن الخليل ، عن أبي قتادة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صوم يوم عرفة كفّارة سنتين وصوم عاشوراء كفارة سنة» (١).

٤٣٩ ـ محمد بن محمد ابن العكبري ، أبو الفتوح.

روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل في «معجمه» حديثا رواه له عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي النّيسابوري وأخرجه عنه في «معجم شيوخه».

__________________

(١) إسناده ضعيف ، ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف ، كما بيناه في تحرير التقريب ٣ / ٢٨٠ ، وشيخه عطاء بن الخليل لم أقف له على ترجمة ، وليس له ذكر في كتب العلم ، والمعروف بالرواية عن أبي قتادة الأنصاري هو عطاء بن يسار ، أما ابن أبي ليلى فيروي عن عطاء بن أبي رباح ، واسم أبي رباح أسلم.

وهذا الحديث لا يعرف من حديث أبي قتادة ، من هذا الوجه ، وسيأتي من حديث حرملة بن إياس ـ وهو مجهول ـ عن أبي قتادة (الترجمة ٧٨٦). لكن صح من حديث عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» ، أخرجه مسلم ٣ / ١٦٧ (١١٦٢) ، فهذا بمعناه. ورواه البزار (كما في كشف الأستار ١٠٥٣) بإسناد ضعيف جدّا من حديث أبي سعيد الخدري. وروى القسم الأول منه أبو يعلى (٧٥١٠) ، والطبراني في الكبير (٥٩٢٣) من حديث سهل بن سعد الساعدي : «من صام يوم عرفة غفر له سنتين متتابعتين» ، قال الهيثمي : رجال أبي يعلى رجال الصحيح ، فمتن الحديث صحيح.

١٨

٤٤٠ ـ محمد بن محمد بن قنان بن حامد بن الطّيّب ، أبو المعالي بن أبي الفضل.

وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (١).

وأبو المعالي هذا تولّى شيئا من الأعمال الدّيوانية وخدم بدجيل. وروى عن أبيه.

ذكر أبو بكر بن حمرة البغدادي أنّه سمع منه.

قال غيره : وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وخمس مئة ببغداد ، رحمه‌الله وإيانا.

٤٤١ ـ محمد (٢) بن محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد بن خلف ابن الفرّاء ، أبو يعلى العدل القاضي ابن العدل أبي خازم ابن القاضي أبي يعلى ابن العدل أبي عبد الله.

الفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه. من بيت الفضل والعلم والعدالة خلف عن سلف.

تفقه أبو يعلى هذا على أبيه وعمّه القاضي أبي الحسين ، وحصّل معرفة مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وكان من أنبل أصحاب هذا المذهب وأعرفهم بالخلاف وطرق المناظرة وحسن العبارة وجودة الكلام.

شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أحمد بن

__________________

(١) الترجمة ٤١٠.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢١٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥٣ ، والعبر ٤ / ١٧١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١١٣ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٢٤٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٧٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٩٠.

١٩

بختيار ابن المندائي قراءة عليه في «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي شهادته ، قال : وأبو يعلى محمد بن محمد بن محمد ابن الفرّاء يوم الأحد ثاني عشري جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وخمس مئة وزكّاه القاضيان أبو القاسم عليّ بن عبد السيّد ابن الصبّاغ وأبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي ، قال : وفي يوم الأربعاء ثالث صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ولّاه قضاء باب الأزج. وفي ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ولّاه القضاء بواسط ، وتوجّه إليها وأقام بها يحكم بين أهلها ويقبل الشّهود إلى أن عزله قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الأولى في شوّال سنة خمس وأربعين وخمس مئة ، وأقام بها بعد عزله مديدة لأسباب اقتضت بعده عن بغداد. ثم وقع الرّضى عنه ، فعاد إليها معزولا عن القضاء والعدالة مقصورا على المقام بمنزله ، فكان على ذلك إلى أن توفّي ، وقد أضر.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وأبا عليّ الحسن بن محمد التّككي ، وأبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، وأباه القاضي أبا خازم ، وغيرهم. وحدّث عنهم ؛ سمع منه القاضيان أبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي وأبو عليّ يحيى بن الرّبيع بن سليمان بواسط وحدّث عنه ببغداد جماعة منهم : أبو محمد عبد العزيز بن محمود ابن الأخضر في آخرين.

قرأت على الشّيخ أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز ، قلت له : أخبركم القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن محمد ابن الفرّاء بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان. وأخبرناه عاليا القاضي أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد الواسطي بها ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن

٢٠