أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
الأشعث ، نا محمّد بن الوليد أبو هبيرة ، نا أبو مسهر ، عن هشام بن الدّرفس ، قال :
كان في خاتم جدي أبو درامة : «أبرمت فقم» ، فكان إذا استثقل إنسانا ناوله الخاتم.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو نعيم ، نا محمّد بن إبراهيم ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة ، نا هشام بن عمّار قال : سمعت أبا مسهر يقول :
كان نقش خاتم أبي أو جدّي : «أبرمت فقم» ، فكان إذا جلس إليه إنسان ثقيل أراه الخاتم ، فينظر إليه فيقوم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) قال : سمعت أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم قال :
قتل عبد الأعلى بن مسهر يوم دخل عبد الله بن علي ـ يعني : دمشق سنة اثنتين (٢) وثلاثين ومائة ـ.
ذكر أهل بيته أن المقتول في ذلك اليوم ابنه مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر ، والد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، والأوّل أصح ، لأن أبا مسهر ولد سنة أربعين ، فكيف يولد بعد قتل أبيه بثمان (٣) سنين.
٣٦٥٩ ـ عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر
أبو مسهر الغسّاني الفقيه ، يعرف بابن أبي درامة (٤)
شيخ الشام في وقته.
قرأ القرآن العظيم على أيّوب بن تميم ، وسويد بن عبد العزيز ، وصدقة بن خالد.
وقرأ على يحيى بن الحارث ، وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر ، وقرأ أيضا على سعيد بن عبد العزيز ، وقرأ سعيد على يزيد بن أبي مالك ، وقرأ يزيد على فضالة بن عبيد.
وروى عن مالك بن أنس ، وسعيد بن عبد العزيز ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ،
__________________
(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ١ / ١٢٩.
(٢) بالأصل : اثنين.
(٣) بالأصل : «بثلاث» خطأ ، والصواب ما أثبت.
(٤) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ١٤ وتهذيب التهذيب ٣ / ٣١٣ وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٨١ وتاريخ بغداد ١١ / ٧٢ وشذرات الذهب ٢ / ٤٤ والوافي بالوفيات ١٨ / ٩ طبقات القراء ١ / ٣٥٥ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٢٨ والعبر ١ / ٣٧٤.
وصدقة بن خالد ، وعيسى بن يونس ، وسفيان بن عيينة ، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة (١) ، ويحيى بن حمزة ، ويحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، ومعاوية بن سلّام ، وسعيد بن عطية بن قيس ، وعثمان بن حصن (٢) ، والهيثم بن حميد ، ومحمّد بن مسلم الطائفي ، وسلمة بن العيّار ، والوليد بن مزيد ، وهشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني ، ومحمّد بن حرب الأبرش (٣) ، وخالد بن يزيد بن صالح ، وسهل بن هاشم ، وكلثوم بن زياد المحاربي ، وأبي عبد الصّمد المنذر بن نافع ، وهقل بن زياد ، وإسماعيل بن عيّاش ، وأبي المعلّى صخر بن جندل البيروتي ، ومدرك بن أبي سعد الفزاري ، وإسماعيل بن معاوية ، ويزيد بن السّمط ، ومحمّد بن مهاجر [وخالد](٤) بن يزيد بن أبي مالك ، وعبد الله بن سالم الأشعري ، وعمر بن عبد الواحد ، وسليمان بن عتبة ، وأبي نوفل علي بن سليمان الكلبي ، وإبراهيم بن أبي شيبان ، وعون بن حكيم ، وسعيد بن بشير ، وبقية بن الوليد.
روى عنه : مروان بن محمّد ، ويحيى بن معين ، ومحمود بن خالد ، ومعن بن الوليد بن هشام ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، ودحيم ، وأحمد بن أبي الحواري ، وهشام بن خالد الأزرق ، ومحمّد بن عائذ ، وهارون بن عمران بن أبي جميل ، وأبو هبيرة محمّد بن الوليد ، وأبو سعد محمّد بن عبيد بن سعد الجمحي ، وأبو عمرو يزيد بن أحمد السّلمي ، وأبو زرعة الدّمشقي ، ومحمّد بن يعقوب الدّمشقي ، ويزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، ومحمّد بن عبد الله بن بكّار البسري ، وإسماعيل بن أبان بن حوي (٥) ، وأحمد بن عبد الواحد بن عبّود ، [و](٦) الحسين بن نصر بن المعارك ، والمنذر بن العبّاس القرشي الدمشقي ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وأبو عبد الله محمّد [بن] خلف بن كيسان الفزاري (٧) ، وعبد السّلام بن عتيق ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، والعباس بن الوليد بن مزيد ، ويحيى بن عثمان الحمصي ، وأحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة ، وفهد بن سليمان المصري ، والهيثم بن مروان ، وأحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملّاس ، والحسين بن محمّد بن
__________________
(١) جزء من الكلمة سقط من الأصل ، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٢) الأصل : «جص» تحريف ، والمثبت عن تهذيب الكمال وفيه : عثمان بن حصن بن علّاق.
(٣) بعدها بالأصل : وخالد بن يزيد الأبرش.
(٤) سقطت من الأصل وأضيفت عن تهذيب الكمال ١١ / ١٥.
(٥) «بن حوي» ليس في المطبوعة ، وبالأصل : «وحوي» والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٦) زيادة للإيضاح ، عن تهذيب الكمال ١١ / ١٥.
(٧) كذا بالأصل وفي تهذيب الكمال : الداري.
بكّار بن بلال ، والحسن (١) بن عبد العزيز الجروي ، وعبّاس التّرقفي ، وأبو حاتم الرازي ، وهارون بن موسى بن شريك (٢) الأخفش ، والوليد بن عتبة ، وأحمد بن صالح المصري ، وأبو أمية الطّرسوسي ، وأحمد بن عمر بن الجليد (٣) ، وأحمد بن الضحّاك القردي ، وأبو حدرد أحمد بن همّام ، وإبراهيم بن الحسين الكسائي ، وأحمد بن يوسف حمدان السّلمي ، وإسماعيل بن عبد الله سمّويه العبدي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله بن سلوان ، أنبأ الفضل بن جعفر التميمي المؤذّن ، أنبأ أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي ، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن زياد بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم قالت :
قلت : يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس ، قال : «ائتوه فصلّوا فيه» قالت : وكيف والروم إذ ذاك فيه؟ قال : «فإن لم تستطيعوا فابعثوا بزيت يسرج في قناديله» [٦٩٠٨]
رواه الوليد بن مسلم ، عن سعيد ، عن زياد ، عن أخيه ، عن ميمونة.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى المخزومي ، أنبأ جدي أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصّمد بن مسعود ، أنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي ـ بداريا ـ نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، نا أبو أسامة ، نا ابن أبي السّري ، نا الوليد بن مسلم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عن ميمونة مولاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم [قالت : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم](٤) عن بيت المقدس قال : «ائتوه فصلّوا فيه» ، فقلت : فمن لم يستطع أن يأتيه؟ قال : «فليهد إليه زيتا يسرج في قناديله» [٦٩٠٩].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو الفقيه.
ح وأخبرتنا أم المجتبى قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن
__________________
(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والصواب عن تهذيب الكمال ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٣٣.
(٢) الأصل : مزيد ، والمثبت عن تهذيب الكمال ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٦٦.
(٣) الأصل : الخليد ، والصواب عن تهذيب الكمال.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن المطبوعة.
المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو بكر بن زنجويه ، نا أبو مسهر ، نا هيثم بن حميد ، نا العلاء ، عن مكحول ، عن عنبسة بن أبي سفيان ، عن أم حبيبة ـ زاد الفقيه : زوج النبي صلىاللهعليهوسلم ـ أنها سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«من مسّ فرجه فليتوضأ».
قال العلاء : قال مكحول : من مسّه متعمّدا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، نا عبد الله بن ذكوان قال : قال رجل لأبي مسهر : ما اسمك؟ فقال : أما سمعت الشاعر يقول :
ليس يهوى الذي ترى |
|
عبد الأعلى بن مسهر |
قال : ونا أبو زرعة ، حدّثني محمّد بن عثمان قال : ولد أبو مسهر في سنة أربعين ومائة (١).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ أبو نصر بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، قالا : أنا عثمان بن أحمد ، وأنا حنبل بن إسحاق (٣) ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال : ولد أبو مسهر في صفر سنة أربعين ومائة.
وقال : رأيت الأوزاعي ، ورأيت ابن جابر ، وجلست معه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن (٤) بن السقا ، نبأ محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قال لي أبو مسهر : ولد لي في زمن الأوزاعي.
قرأت (٥) على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي
__________________
(١) نقله عن أبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٩.
(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣.
(٣) من طريقه نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٨ وانظر سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٢٩.
(٤) الأصل : «أبو الحسين» تصحيف والصواب ما أثبت والسند معروف.
(٥) المطبوعة : قرأنا.
عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة ، أخبرني أبو محمّد ـ صاحب لي من بني تميم ثقة عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر ، أحد بني كعب بن هند.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا إبراهيم بن الجنيد ، قال : سمعت يحيى بن معين.
وحدّثنا (١) عمي ، أنا أبو طالب بن يوسف ، أنا الجوهري ـ قراءة (٢) ـ.
وذكر أبا مسهر ، فقال : كان ببعض الموالي ، وقال لي يوما : عندك حديث في الموالي في عيبهم؟ قلت ليحيى : فممن كان أبو مسهر؟ فقال : كان عربيا غسّانيا.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٣) : في الطبقة السابعة من أهل الشّام : أبو مسهر ، واسمه عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ، من أهل دمشق ، وكان راوية لسعيد بن عبد العزيز التنّوخي وغيره من الشاميين ، وكان أشخص من دمشق إلى عبد الله بن هارون وهو بالرقّة فسأله عن القرآن ، فقال : هو كلام الله ، وأبى أن يقول مخلوق ، فدعا بالسيف والنطع ليضرب عنقه ، فلما رأى ذلك قال : مخلوق ، فتركه من القتل ، وقال : أما أنك لو قلت ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك ورددتك إلى بلادك وأهلك ، ولكنك تخرج الآن فتقول : قلت ذلك فزعا من القتل ، أشخصوه إلى بغداد ، فاحبسوه بها حتى يموت ، فأشخص من الرقّة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثماني (٤) عشرة ومائتين فحبس قبل إسحاق بن إبراهيم ، فلم يمكث إلّا يسيرا حتى مات فيه في غرة رجب سنة ثماني (٥) عشرة ومائتين ، فأخرج ليدفن فشهده قوم كثير من أهل بغداد.
أخبرنا أبو الغنائم الكوفي ـ في كتابه ـ ثم حدّثنا أبو الفضل [بن](٦) ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ وأبو الحسين الصيرفي ، قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد
__________________
(١) ما بين الرقمين سقط من المطبوعة ، ويبدو أن ثمة سقط في السند قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(٢) ما بين الرقمين سقط من المطبوعة ، ويبدو أن ثمة سقط في السند قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٣ وانظر سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٠ وتهذيب الكمال ١١ / ١٨.
(٤) الأصل : ثمانية.
(٥) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٣ وانظر سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٠ وتهذيب الكمال ١١ / ١٨.
(٦) سقطت من الأصل وأضيفت للإيضاح ، والسند معروف.
أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) : عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الغسّاني الدمشقي ، سمع سعيد بن عبد العزيز ، مات سنة ثمان عشرة ومائتين.
قال محمّد بن يوسف (٢) عن أبي مسهر : مات الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة غداة الأحد لليلتين خلتا من صفر ، وأنا ابن سبع عشرة ، وكان ولد لي قبل ذلك بأربعين ليلة :
أخبرنا الأبرقوهي (٣) ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٤) : عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الدّمشقي ، وهو ابن مسهر بن عبد الأعلى ، سمع سعيد بن عبد العزيز ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح ، سمعت أبي يقول ذلك ، روى عنه أبي (٥) ، وأحمد بن أبي الحواري ، وأبو زرعة الدّمشقي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو القاسم البجلي ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : في تسمية نفر من أهل دمشق من أصحاب سعيد : أبو مسهر ، عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني الدّمشقي ، سمع سعيد بن عبد العزيز.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنا أبو القاسم هبة الله بن
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ٧٣.
(٢) تهذيب الكمال ١١ / ١٨.
(٣) في المطبوعة : أخبرنا مساواة أبو الحسين الأبرقوهي.
(٤) الجرح والتعديل ٦ / ٢٩.
(٥) سقطت «أبي» من الجرح والتعديل.
إبراهيم ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (١) قال :
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى الغسّاني الدّمشقي ، روي عن سعيد بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني من أنفسهم ، الدّمشقي ، سمع سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، وأبا عبد الرّحمن يحيى بن حمزة الحضرمي ، كان عالما بالمغازي ، وأيام الناس ، روى عنه أبو سعيد عبيد بن جنّاد الحلبي ، ويحيى بن معين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال (٢) :
عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني [من أنفسهم](٣) الدمشقي ، سمع محمّد بن حرب الأبرش (٤) روى عنه أبو أحمد محمّد بن يوسف البيكندي في العلم ، وذكر محمّد بن إسماعيل في التاريخ (٥) عن محمّد بن يوسف هذا عن أبي مسهر قال : مات الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة وأنا ابن سبع عشرة سنة ، وكان قد ولد لي قبل ذلك بأربعين ليلة.
قال أبو نصر : وكان مولده سنة أربعين ومائة ، قال البخاري (٦) : مات سنة ثمان عشرة ومائتين ، قال أبو نصر : وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
ذكر أبو داود عن أبي عبيد ، عن ابن سعد قال : مات في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين.
وقال محمّد بن سعد في التاريخ : مات يوم الأربعاء مستهل رجب سنة ثماني (٧) عشرة ومائتين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال : لنا (٨) أبو بكر الخطيب (٩) : عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الدّمشقي الغسّاني ، من أنفسهم ، سمع سعيد بن
__________________
(١) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١١٤.
(٢) الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٢١.
(٣) الزيادة عن الجمع بين رجال الصحيحين.
(٤) زيد في الجمع : عند البخاري ويحيى بن حمزة وسعيد بن عبد العزيز عند مسلم.
(٥ و ٦) انظر ما تقدم عن التاريخ الكبير للبخاري قريبا.
(٧) بالأصل : ثمانية.
(٨) الأصل : أنا.
(٩) تاريخ بغداد ١١ / ٧٢.
عبد العزيز التنوخي ، ويحيى بن حمزة الحضرمي ، ومالك بن أنس ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، روى عنه يحيى بن معين ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وغير واحد من الأئمة ، وكان من أعلم الناس بالمغازي وأيّام الناس ، حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة ، فحبسه بها إلى أن مات.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكي ، قالا : حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، نا أبو مسهر قال : جلست إلى سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة ـ
وفي حديث الفقيه : سمعت أبا مسهر يقول ـ.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأ الخضر بن عبد الله بن كامل المزي ـ بدمشق ـ أخبرنا عقيل بن عبيد الله بن عبدان الصفّار ، نا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال :
قال أبو مسهر : ولد لي والأوزاعي حي ، وجالست سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة ، قال : وما كان أحد من أصحابي (٢) أحفظ لحديثه منّي ، غير أني نسيت.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٣) : سمعت أبا مسهر يقول : رأيت عبد الله بن المبارك عند محمّد بن مسلم فقلت له : أفعرفك (٤) أنك صاحب سعيد بن عبد العزيز؟ قال : لا (٥).
قال أبو مسهر : ولد لي والأوزاعي حيّ ، وجالست سعيد (٦) اثنتي عشرة سنة.
قال : وما كان أحد من أصحابي أحفظ لحديثه مني ، غير أني نسيت.
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا يحيى بن معين قال :
قال أبو مسهر : لم يكن عندنا أحد أروى عن سعيد بن عبد العزيز مني ، كنت قد سمعت
__________________
(١) تاريخ بغداد ١١ / ٧٢ وانظر تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٠.
(٢) تهذيب الكمال : أصحابه.
(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٨٠.
(٤) عند أبي زرعة : فعرفك.
(٥) بالأصل : «قالا» والمثبت «قال : لا» عن أبي زرعة.
(٦) عند أبي زرعة : سعيد بن عبد العزيز.
عامّة حديثه ، ولكن اتكلت على حفظي ، فذهب عني.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نبأ عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (١) :
سمعت أبا مسهر يقول : قد رأيت عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، ولم أسمع منه شيئا.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال : سمعت أبا مسهر يقول : قد رأيت ابن جابر ، وما سمعت منه شيئا.
قال : ونا أبو زرعة ، نا عبد الملك بن الأصبغ قال (٢) : سمعت مروان (٣) يقول : أين أنا من أبي مسهر ، كان سعيد بن عبد العزيز يسند أبا مسهر معه في صدر المجلس ، وأنا بين يدي سعيد ، في طيلساني عشرون (٤) رقعة.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب قال (٥) : كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي ، وحدّثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفي عنه ، أنا أبو الميمون البجلي ، نا أبو زرعة ، نا عبد الملك بن الأصبغ قال :
سمعت مروان يقول : أين أنا من أبي مسهر ، كان سعيد بن عبد العزيز يسند أبا مسهر معه في صدر المجلس وأنا بين يدي سعيد في طيلساني عشرون رقعة.
وسمعت أبا مسهر يقول : قال سعيد بن عبد العزيز : ما رأيت أحسن مسألة منك بعد سليمان بن موسى.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو طالب عقيل بن عبد الله بن أحمد بن عبدان ، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قال : قال أبو زرعة : سمعت محمّد بن عثمان التنوخي يقول : ـ وقد جئناه ـ
من أين (٦) جئتم؟ فقلنا له : من عند أبي مسهر ، قال : تركتم أبا مسهر وجئتموني؟ ما
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٦١.
(٢) نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧ من طريق عبد الملك بن الأصبغ.
(٣) تهذيب الكمال : مروان بن محمد.
(٤) الأصل : عشرين ، والصواب عن تهذيب الكمال.
(٥) تاريخ بغداد ١١ / ٧٥.
(٦) بالأصل : «من أبي خيثم» والصواب عن المختصر ١٤ / ١٤٨.
[رأيت](١) بالشام مثل أبي مسهر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، وأبو القاسم تمام بن محمّد ، وأبو بكر القطّان ، وأبو نصر بن الجندي ، وأبو القاسم بن أبي العقب.
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي أبو العبّاس ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، قال : أنا أبو القاسم بن أبي العقب.
ح (٢) وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نبأ عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون.
[قالا](٣) نا أبو زرعة ، قال (٤) : قال أبو مسهر : كتب إليّ أحمد بن حنبل لأكتب إليه بحديث أم حبيبة في : مسّ الفرج.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين ، وأبو طاهر أحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس بن الدّرفس ، قال : سمعت أبا زرعة يقول :
سمعت أبا مسهر يقول : كتب إليّ أحمد بن حنبل من العراق : أكتب إليّ بحديث حبيبة ـ يعني ـ حديث مكحول عن عنبسة عن أم حبيبة عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «من مسّ فرجه فليتوضأ» (٥) [٦٩١٠].
رواها الخطيب عن يحيى بن علي الدّسكري عن ابن المقرئ (٦).
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأ جدي أبو محمّد ، عن أبي الحسن (٧) علي بن محمّد بن شجاع المقرئ ، أنا عبد الرّحمن بن عمر ، نا ابن حبيب ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت ، والقاضي أبو الحسن أحمد بن أيوب بن حذلم ، قالوا : أنبأ يزيد بن عبد الصّمد قال :
__________________
(١) بالأصل «نا» ولا معنى لها ، واللفظة ليست في المطبوعة ، واللفظة المضافة عن سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٢.
(٢) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل ، ووجوده لازم.
(٣) زيادة لازمة للإيضاح ، قارن مع المطبوعة.
(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٩٦.
(٥) انظر تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٥ ولفظ الحديث : «من مسّ فرجه فليتوضأ» انظر تخريجه في سير الأعلام.
(٦) راجع تاريخ بغداد ١١ / ٧٣.
(٧) عن المطبوعة ، وبالأصل : الحسين.
كان أبو مسهر يملي علينا من كتاب يحيى بن حمزة ، فمرّ بحرف قد اندرس ، فلم يعرف ، فنظر فيه ابن معين فقال : يا أبا مسهر ، هو كذا وكذا ، فقال أبو مسهر : اضربوا على الحديث ، فإنّي لا أحدّث بتلقين.
قال أحمد بن أبي الحواري : فسمعت يحيى بن معين يقول : فلما قمنا أردت أن أقوم إليه فأقبّل رأسه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي زروان ـ إجازة ـ أنا محمّد بن يوسف الهروي ، حدّثني محمّد بن عوف أنه ذكر أبا مسهر فقال :
كان من أحفظ الناس ، فقلت له : قالت يحيى بن معين : منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر ، فقال : صدق يحيى ، وجعل يثني عليه (١).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ أبو منصور بن خيرون ، قال : أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا هبة الله بن الحسن الطّبري (٣) ، أنا علي بن محمّد بن عمر ، أنا عبد الرّحمن (٤) بن أبي حاتم ، نا أبي ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت يحيى بن معين يقول :
ما رأيت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين أدركتهم من أبي مسهر والذي يحدّث وفي البلد أولى بالتحديث منه ، فهو أحمق.
أنبأنا (٥) أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، حدّثني محمّد بن إسماعيل المقرئ ، نا مكحول ، نا إبراهيم بن يعقوب قال (٦) : سمعت يحيى بن معين يقول :
إن الذي يحدّث بالبلدة (٧) وبها من هو أولى منه بالحديث أحمق ، إذا رأيتني أحدّث
__________________
(١) انظر تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١.
(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٧٤ وانظر تهذيب الكمال ١١ / ١٦ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١ والجرح والتعديل ٦ / ٢٩.
(٣) في تاريخ بغداد : هبة الله الطبري.
(٤) في تاريخ بغداد : أخبرنا أبو عبد الرحمن.
(٥) فوقها في المطبوعة : مساواة.
(٦) من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٦ ـ ١٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٠ ـ ٢٣١ من طريق (أبي إسحاق الجوزجاني).
(٧) في تهذيب الكمال : «بالبلد» وفي سير أعلام النبلاء : «ببلد».
ببلدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحيتي أن تحلق ، وأمرّ يده على لحيته.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم السهمي ، أنا أبو أحمد بن عدي يقول : سمعت محمّد بن العبّاس بن الوليد الدّمشقي يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : إذا حدّثت في بلد فيه مثل أبي مسهر فيجب للحيتي أن تحلق.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت محمّد بن الفضل ـ وهو ابن محمّد أبو أحمد الكرابيسي ـ يقول : سمعت أبا جهم المشغراني يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول :
قدم علينا يحيى بن معين ، فأعجبه مشاهد (١) أبي مسهر فقال : لا أحدّث في بلدة فيها مثله.
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنبأ محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا يحيى بن معين ، نا أبو مسهر عبد الأعلى ، دمشقي ، ثقة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، قال : نا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الصّيمري (٣) ، أخبرني علي بن الحسن الرازي ، نبأ محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر [دمشقي ، ثقة](٤).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نبأ نصر بن إبراهيم ، نا سليم (٥) بن أيوب ، نا أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايني ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبدك الشّعراني ، حدّثنا الحسن (٦) بن سفيان النسائي قال : سمعت فياض بن زهير يقول (٧) :
__________________
(١) يعني مجالسه.
(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٧٤.
(٣) بالأصل : «الصم بن» والصواب عن تاريخ بغداد.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن تاريخ بغداد.
(٥) الأصل : «سليمان» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٤٥.
(٦) الأصل : الحسين ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، مرّ التعريف به.
(٧) من طريق فياض بن زهير نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١.
سمعت يحيى بن معين يقول : كلّ من ثبت (١) [أبو مسهر](٢) من الشاميين فهو مثبت.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ أبو منصور بن خيرون قال : أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) قال : كتب إليّ أبو محمّد (٤) عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم.
ح قال الخطيب : وأنبأ البرقاني ، أنا محمّد بن عثمان القاضي ، نا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد (٥) البجلي بدمشق.
ح وأخبرناه عاليا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٦) : عبد الرّحمن بن (٧) عمرو النّصري قال : قال لي أحمد بن حنبل : كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث : مروان ، والوليد ، وأبو مسهر.
قرأت في سماع أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري ، وأنبأنيه (٨) أبو القاسم بن السّمرقندي عنه ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصوّاف ، أنا أبو الطّيّب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ ، أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان الميموني قال :
وذكر ـ يعني ـ أحمد بن حنبل يوما أبا مسهر الشّامي فقال : كيّس (٩) عالم بالشاميين ، قلت : وبالنّسب؟ قال : نعم ، زعموا (١٠).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب (١١) ، أنا البرقاني ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه (١٢) الهروي ، نا الحسين بن إدريس ، نا سليمان بن الأشعث السّجزي ، [قال] سمعت أحمد يقول : رحم الله أبا مسهر ما كان أثبته ، وجعل يطريه.
__________________
(١) عن المصدرين وبالأصل : كتب.
(٢) الزيادة للإيضاح عن المصدرين.
(٣) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣.
(٤) «أبو محمد» ليست في تاريخ بغداد.
(٥) بالأصل : «عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن راشد» خطأ ، والصواب عن تاريخ بغداد ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٣٣.
(٦) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٨٤.
(٧) الأصل «وعمرو» والصواب ما أثبت.
(٨) تهذيب الكمال ١١ / ١٦ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١.
(٩) كتب فوقها في المطبوعة : مساواة.
(١٠) تهذيب الكمال ١١ / ١٦ من طريق أبي الحسن الميموني.
(١١) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١.
(١٢) عن تاريخ بغداد ، بالأصل : حيوية.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت [بن بندار] ـ زاد الأنماطي : عن ابن الطّيّوري وأبو الحسن العتيقي قالوا : ـ أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، وأبو نصر محمّد بن الحسن.
ح أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، قالوا : حدّثنا الوليد بن بكر.
ح قال الخطيب : وأنا محمّد بن عبد الواحد ، أنا الوليد بن بكر ، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي ، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال (٢) : أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، شامي ، ثقة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال (٣) : ورأيت أبا مسهر يحضر المسجد الجامع بأحسن هيئة في البياض والساج (٤) والخفّ ، ويعتّم على شامية طويلة بعمامة سوداء عدنية.
أخبرنا أبو الحسن الزاهد [نا ـ و](٥) أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أنا علي بن محمّد بن عمر ، أنبأ عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : سألت أبي عن أبي مسهر فقال : ثقة ، وما رأيت ممن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر ، وما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدرا ، ولا أجلّ عند أهلها من أبي مسهر بدمشق ، وكنت أرى أبا مسهر إذا خرج إلى المسجد اصطفّ الناس يسلّمون عليه ، ويقبّلون يده.
أخبرنا (٧) أبو عبد الله الأديب ـ شفاها (٨) ـ قال : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٩) :
__________________
(١) تاريخ بغداد ١١ / ٧٤.
(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٨٥.
(٣) من طريق أبي زرعة نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٢.
(٤) الساج : الطيلسان الضخم الغليظ (اللسان).
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.
(٦) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ ومن طريق أبي حاتم الرازي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وانظر الجرح والتعديل ٦ / ٢٩.
(٧) كتب فوقها بالمطبوعة : مساواة.
(٨) كتب فوقها بالمطبوعة : إذنا.
(٩) الجرح والتعديل ٦ / ٢٩.
سألت أبي عن أبي مسهر فقال : ثقة ، وما رأيت ممن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر ، وأبي الجماهر ، قال : وسئل أبي عنه (١) فقال : إمام.
ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الأصبهاني قال :
قلت لأبي حاتم الرّازي : ما تقول في أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر؟ فقال : ثقة.
ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي.
أن أبا مسهر كان عظيم القدر في الشاميين ، كثير العلم والأخبار.
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري قال : سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني الحافظ يقول : سمعت مسعود بن علي السّجزي قال :
وسألته ـ يعني أبا عبد الله الحاكم ـ عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدّمشقي فقال : إمام ، ثقة.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ـ إجازة ـ أنبأ أبو عبد الله بن مروان ، أنا أبو الحسين محمّد بن فيض قال (٢) :
خرج السفياني المعروف بأبي العميطر ـ وهو علي (٣) بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية ، وأمّه نفيسة بنت عبيد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب ـ في سنة خمس وتسعين ومائة ، وولّى القضاء بدمشق عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ، ويكنى أبا مسهر كرها ، ثم تنحّى أبو مسهر عن القضاء لمّا خلع علي بن عبد الله ، فلم يل القضاء بدمشق أحد بعد ذلك حتى قدم المأمون.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، قال (٤) : أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، نا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، نبأ علي بن أحمد بن علي الورّاق المصّيصي ، قال : قال أبو عبد الله أحمد بن خليد (٦) الكندي : قال المأمون لأبي مسهر : يا أبا
__________________
(١) بالأصل : «عبيد الله» والمثبت عن الجرح.
(٢) من طريق أبي الحسن محمد بن الفيض رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٢.
(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٢٨٤.
(٤) بالأصل : قالا.
(٥) تاريخ بغداد ١١ / ٧٢.
(٦) تاريخ بغداد : الخليل.
مسهر ، والله لأحبسنك في أقصى عملي ، أو تقول القرآن مخلوق ـ تريد (١) تعمل للسفياني؟
فقال أبو مسهر : يا أمير المؤمنين ، القرآن كلام الله غير مخلوق.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، قال : أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أحمد بن عبد الواحد الدّمشقي ـ بها ـ أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي ، أنا أحمد بن علي بن الحسن البصري ، قال :
سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث وقيل له : إنّ أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر كان متكبّرا في نفسه ، فقال :
كان من ثقات الناس ، رحم (٣) الله ، أبا مسهر لقد كان من الإسلام بمكان حمل على المحنة ، فأبى ، وحمل على السيف فمد (٤) رأسه وجرّد السيف فأبى أن يجيب ، فلما رأوا ذلك منه حمل إلى السجن.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن (٥) محمّد بن سيبخت ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي (٦) ، نا عون ـ يعني بن (٧) محمّد ـ عن أبيه قال : قال إسحاق بن إبراهيم :
لما سار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا (٨) مسهر الدّمشقي ووصفوه بالعلم والفقه فوجه من جاءه به فلما دخل إليه قال : ما تقول في القرآن؟ قال : كما قال الله عزوجل : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)(٩) قال : أمخلوق أو غير مخلوق؟ قال : ما يقول أمير المؤمنين ، قال : يقول أمير المؤمنين إنّه مخلوق ، قال : بخبر (١٠) عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أو عن الصحابة ، أو عن التابعين ، أو عن أحد من الفقهاء؟ قال : بالنظر ، واحتجّ عليه ، قال له :
__________________
(١) بالأصل : «يريد بعمل السفياني» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٢) الخبر في تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ ـ ٧٤ وتهذيب الكمال ١١ / ١٨ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٦ وفيهما من طريق أحمد بن علي بن الحسن البصري.
(٣) بالأصل : رحمه ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٤) بالأصل : «مد» والصواب عن تاريخ بغداد.
(٥) بالأصل : «ومحمد» والصواب ما أثبت ، مرّ التعريف به.
(٦) الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٥ من طريق الصولي.
(٧) بالأصل : «أبي» والمثبت عن سير الأعلام.
(٨) بالأصل : «أبو».
(٩) سورة التوبة ، الآية : ٥.
(١٠) في سير الأعلام : يخبر.
يا أمير المؤمنين نحن مع الجمهور الأعظم أقول بقولهم ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، قال : يا شيخ أخبرني عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، هل اختتن؟ قال : لا أدري ، وما سمعت في هذا شيئا ، قال : فأخبرني عنه صلىاللهعليهوسلم أكان يشهد إذا تزوج أو زوّج؟ قال : ولا أدري ، قال : اخرج قبّح الله ، وقبّح من قلّدك دينه وجعلك قدوة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأ الأزهري ، نبأ محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن معروف الخشّاب ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال :
أبو مسهر الغسّاني كان أشخص من دمشق إلى عبد الله بن هارون وهو بالرقّة ، فسأله عن القرآن فقال : كلام الله ، وأبى أن يقول مخلوق ، فدعا [له](٢) بالسيف والنطع ليضرب عنقه ، [فلما رأى ذلك](٣) قال : مخلوق ، فتركه من القتل ، وقال : أما إنّك لو قلت ذلك قبل أن أدعو بالسيف والنطع لقبلت منك ، ورددتك إلى بلادك وأهلك ، ولكنك تخرج الآن فتقول : قلت ذلك فزعا (٤) من القتل ، أشخصوه إلى بغداد ، فاحبسوه بها حتى يموت ، فأشخص من الرقّة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان عشرة ومائتين ، فحبس قبل إسحاق بن إبراهيم ، فلم يمكث في الحبس إلّا يسيرا حتى مات فيه ، في غرة رجب سنة ثمان عشرة ومائتين ، فأخرج ليدفن فشهده قوم كثير من أهل بغداد.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، سمعت أبا العبّاس محمود بن محمّد بن الفضل المازني الرافقي يقول : سمعت علي بن عثمان النّفيلي الحرّاني يقول (٥) :
كنا بدمشق على باب أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني جماعة من أصحاب الحديث ، نسمع منه ، فمرض أبو مسهر أيّاما ودخلنا عليه نعوده ، فقلنا له : أيش خبرك يا أبا مسهر؟ كيف أنت؟ قال : أصبحت والحمد لله في عافية ، راضيا عن الله ، ساخطا على ذي القرنين ، حيث (٦) لم يجعل السدّ بيننا وبين أهل العراق ، كما جعل بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج.
__________________
(١) تاريخ بغداد ١١ / ٧٢.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن تاريخ بغداد.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن تاريخ بغداد.
(٤) تاريخ بغداد : فرقا.
(٥) الخبر من طريق علي بن عثمان النفيلي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٣.
(٦) سير أعلام النبلاء : كيف.
قال : فما كان بعد هذا إلّا يسيرا حتى وافى المأمون دمشق ، ونزل سفح جبل دير المرّان (١) ، وبنى القبيبة (٢) التي فوق الجبل ، فكان يأمر بالليل بجمر عظيم فيوقد ، ويجعل في طسوس (٣) كبار وتدلّى من فوق الجبل من عند القبيبة (٤) بالسلاسل والحبال ، فتضيء له الغوطة فيبصرها بالليل.
قال : وكان أبو مسهر له حلقة في مسجد جامع دمشق بين (٥) العشاء والعتمة عند حائطه الشرقي (٦) ، قال : فبينا أبو مسهر ليلة من الليالي جالس في مجلسه ، إذ قد دخل المسجد ضوء عظيم ، فقال أبو مسهر : ما هذا؟ قالوا : هذه النار التي تدلّى لأمير المؤمنين من الجبل حتى تضيء له الغوطة ، فقال أبو مسهر : (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ، وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)(٧) ، وكان في حلقة أبي مسهر صاحب خبر للمأمون (٨) ، فرفع (٩) ذلك إلى المأمون ، فحقدها عليه ـ وكان قد بلغه أنه كان على قضاء أبي العميطر ـ فلما أن رحل المأمون من دمشق أمر أن يحمل أبا مسهر إليه ، فحمل وامتحنه بالرقّة في القرآن ، وأحدر إلى بغداد ، فكان آخر العهد به.
قال : وأخبرني أبو الحسن أحمد بن عيسى الجبلي (١٠) ، نا مساور بن أحمد بن شهاب العتّابي قال :
لما صار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا مسهر الدّمشقي ووصفوه له بالعلم والفقه ، فوجّه من جاء به ، فامتحنه في القرآن ، ثم قال : يا شيخ ، أخبرني عن النبي صلىاللهعليهوسلم هل اختتن؟قال : لا أدري ، وما سمعت في هذا شيئا ، قال : فأخبرني عنه صلىاللهعليهوسلم أكان يشهد إذا تزوّج؟ قال : لا أدري ، قال : اخرج ، قبّحك الله ، وقبّح من قلّدك دينه ، وجعلك قدوته.
قال : وحدّثني أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي الدّمشقي ، نا
__________________
(١) ضبطت بالضم عن معجم البلدان ، بلفظ تثنية المرّ.
(٢) الطسوس : جمع طسّ لغة في الطّست ، وفي سير أعلام النبلاء : طسوت : والطس والطست من آنية الصفر.
(٣) في سير أعلام النبلاء : القبة.
(٤) في سير أعلام النبلاء : القبة.
(٥) عن سير أعلام النبلاء والمختصر ١٤ / ١٤٩ وبالأصل : «من».
(٦) وفي سير الأعلام : بين العشاءين عند حائط الشرقي.
(٧) سورة الشعراء ، الآية : ١٢٨ و١٢٩ وبالأصل : تبنون.
(٨) بالأصل : «المأمون» والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
(٩) الأصل : «وقع» والمثبت عن سير أعلام النبلاء والمختصر.
(١٠) كذا أعجمت بالأصل ، وفي المطبوعة : «الحبلي».
الحسن [بن] حامد بن الحسين النيسابوري ، حدّثني هاشم قال : كنت كثيرا ما أسمع أبا مسهر يقول :
كما أضحك الدهر |
|
كذاك الدهر يبكيك |
قال : فما مضت الأيام حتى حمل في الامتحان وهو يبكي ويقول : مأسور والله.
قال : وحدّثني أبو الدحداح ، نا الحسن (١) بن حامد قال :
وكان من قصة المأمون وأبي مسهر فيما حدّثني عبد الرّحمن.
أن عبد الله بن هارون المسمّى بالمأمون ورد دمشق على عامله بها إسحاق بن يحيى بن معاذ ، وذلك في سنة ثمان عشرة ومائتين ، بحمل (٢) أبي المسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ليتولّى المأمون محنته.
قال عبد الرّحمن : فحدّثني محمود بن خالد أنه ودّع أبا مسهر محمولا إلى المأمون ، قال : فرأيته قد رقّ وأحسبه قال : وبكى ، قال : فسمعته يقول : ما هو إلّا القتل ، أو الكفر.
قال عبد الرّحمن : ثم توجه محمولا ، فصار إلى المأمون بالرقّة ، قال : فأدخل على المأمون ، فامتحنه في القرآن ، فالتوى أبو مسهر بين يديه لم يلقه بالتي يستحل بها دمه ، ولم يلقه بإعطاء ما يوجب عليه الكفر ، فقال له المأمون : أعلي تلغز؟ عليّ بالسيف ، فلما أحضر السيف ارتعد الشيخ وقاربه فيما أراد منه ، فأمر به فأحدر إلى العراق ، وأكرمه إسحاق بن إبراهيم أمير بغداد ، [و](٣) تكلم أبو مسهر بالعراق فيما بلغني بشيء حمده أهل الحديث ، ثم مات بها محمودا مشكورا.
قال أبو الحسين : أظن أن عبد الرحمن هذا هو أبو زرعة الدمشقي.
قال : وحدّثني أبو الدحداح ، نا الحسن بن حامد ، حدّثني أبو محمّد قال : سمعت أصبغ.
وكان مع أبي مسهر هو وابن أبي النجاء خرجا معه يخدمانه ويواسيانه (٤) ـ.
فحدّثني أصبغ أنه أدخل ـ ـ يعني : أبا مسهر ـ على المأمون بالرقّة ، وقد ضرب رقبة رجل وهو مطروح بين يديه ، فأوقف أبو مسهر بين يديه في تلك الحالة فامتحنه فلم يجبه ، فأمر
__________________
(١) بالأصل هنا : «الحسين» وقد مرّ صوابا قريبا.
(٢) بالأصل : فحمل.
(٣) للإيضاح.
(٤) المطبوعة : ويؤنسانه.
به فوضع في النّطع ليضرب رقبته ، فأجاب ـ يعني : إلى خلق القرآن ـ وهو في النّطع ، ثم بعد أن أخرج من النطع رجع عن قوله ، ثم أعيد إلى النّطع ، فلما صار في النّطع أجاب فأمر به أن يوجه إلى بغداد ، ولم يثق بقوله ، فأحدر إلى بغداد ، فأقام عند إسحاق بن إبراهيم أياما لا تبلغ مائة به يوم ، ثم مات رحمهالله (١).
قال الحسن (٢) بن حامد : وحدّثني عبد الرّحمن عن رجل من إخواننا يكنى أبا بكر أن أبا مسهر أقيم ببغداد ، بباب إسحاق بن إبراهيم ليقول قولا يبرئ به نفسه عن المحنة ، ونفي (٣) المكروه ، فبلغني أنه قال في ذلك الموقف : جزى الله أمير المؤمنين خيرا ، علّمنا ما لم نكن نعلم ، وعلم علما لم يعلمه من كان قبله ، وقال : قل القرآن مخلوق وإلّا ضربت رقبتك ، ألا فهو مخلوق ، هو مخلوق.
قال : فازديد بمقالة أبي مسهر عجبا وأرجو أن يكون له نجاة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال (٤) :
سمعت أبا مسهر سئل عن الرجل يغلط ، ويتهم (٥) ، ويصحّف فقال : بيّن أمره ، فقلت لأبي مسهر : أترى ذلك من الغيبة؟ قال : لا.
قال : ورأيت أبا مسهر يفعل ذلك فيما حمل عن سعيد بن عبد العزيز. ورأيته يكره الرجل أن يحدّث إلّا أن يكون عالما بما يحدّث حافظا له ـ يعني ـ إذا خفي عليه بعض الحديث واستفهمه من غيره ، فينبغي له أن يبيّن (٦).
(٧) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران.
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٤ وانظر تاريخ بغداد ١١ / ٧٢ و٧٣.
(٢) بالأصل : «الحسين».
(٣) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٥ : ويوقى.
(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٧.
(٥) عن تاريخ أبي زرعة وبالأصل : «وينهم» وفي المختصر ١٤ / ١٥١ «ويهم».
(٦) بعد «بين» إشارة تحويل إلى الهامش ، ولم يكتب عليه شيئا.
(٧) قبلها في المطبوعة :
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، ثنا ـ وأبو منصور بن خيرون : أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا ابن رزق.