تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الأشعث ، نا محمّد بن الوليد أبو هبيرة ، نا أبو مسهر ، عن هشام بن الدّرفس ، قال :

كان في خاتم جدي أبو درامة : «أبرمت فقم» ، فكان إذا استثقل إنسانا ناوله الخاتم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو نعيم ، نا محمّد بن إبراهيم ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة ، نا هشام بن عمّار قال : سمعت أبا مسهر يقول :

كان نقش خاتم أبي أو جدّي : «أبرمت فقم» ، فكان إذا جلس إليه إنسان ثقيل أراه الخاتم ، فينظر إليه فيقوم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) قال : سمعت أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم قال :

قتل عبد الأعلى بن مسهر يوم دخل عبد الله بن علي ـ يعني : دمشق سنة اثنتين (٢) وثلاثين ومائة ـ.

ذكر أهل بيته أن المقتول في ذلك اليوم ابنه مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر ، والد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، والأوّل أصح ، لأن أبا مسهر ولد سنة أربعين ، فكيف يولد بعد قتل أبيه بثمان (٣) سنين.

٣٦٥٩ ـ عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر

أبو مسهر الغسّاني الفقيه ، يعرف بابن أبي درامة (٤)

شيخ الشام في وقته.

قرأ القرآن العظيم على أيّوب بن تميم ، وسويد بن عبد العزيز ، وصدقة بن خالد.

وقرأ على يحيى بن الحارث ، وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر ، وقرأ أيضا على سعيد بن عبد العزيز ، وقرأ سعيد على يزيد بن أبي مالك ، وقرأ يزيد على فضالة بن عبيد.

وروى عن مالك بن أنس ، وسعيد بن عبد العزيز ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ،

__________________

(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ١ / ١٢٩.

(٢) بالأصل : اثنين.

(٣) بالأصل : «بثلاث» خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٤) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ١٤ وتهذيب التهذيب ٣ / ٣١٣ وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٨١ وتاريخ بغداد ١١ / ٧٢ وشذرات الذهب ٢ / ٤٤ والوافي بالوفيات ١٨ / ٩ طبقات القراء ١ / ٣٥٥ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٢٨ والعبر ١ / ٣٧٤.

٤٢١

وصدقة بن خالد ، وعيسى بن يونس ، وسفيان بن عيينة ، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة (١) ، ويحيى بن حمزة ، ويحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، ومعاوية بن سلّام ، وسعيد بن عطية بن قيس ، وعثمان بن حصن (٢) ، والهيثم بن حميد ، ومحمّد بن مسلم الطائفي ، وسلمة بن العيّار ، والوليد بن مزيد ، وهشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني ، ومحمّد بن حرب الأبرش (٣) ، وخالد بن يزيد بن صالح ، وسهل بن هاشم ، وكلثوم بن زياد المحاربي ، وأبي عبد الصّمد المنذر بن نافع ، وهقل بن زياد ، وإسماعيل بن عيّاش ، وأبي المعلّى صخر بن جندل البيروتي ، ومدرك بن أبي سعد الفزاري ، وإسماعيل بن معاوية ، ويزيد بن السّمط ، ومحمّد بن مهاجر [وخالد](٤) بن يزيد بن أبي مالك ، وعبد الله بن سالم الأشعري ، وعمر بن عبد الواحد ، وسليمان بن عتبة ، وأبي نوفل علي بن سليمان الكلبي ، وإبراهيم بن أبي شيبان ، وعون بن حكيم ، وسعيد بن بشير ، وبقية بن الوليد.

روى عنه : مروان بن محمّد ، ويحيى بن معين ، ومحمود بن خالد ، ومعن بن الوليد بن هشام ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، ودحيم ، وأحمد بن أبي الحواري ، وهشام بن خالد الأزرق ، ومحمّد بن عائذ ، وهارون بن عمران بن أبي جميل ، وأبو هبيرة محمّد بن الوليد ، وأبو سعد محمّد بن عبيد بن سعد الجمحي ، وأبو عمرو يزيد بن أحمد السّلمي ، وأبو زرعة الدّمشقي ، ومحمّد بن يعقوب الدّمشقي ، ويزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، ومحمّد بن عبد الله بن بكّار البسري ، وإسماعيل بن أبان بن حوي (٥) ، وأحمد بن عبد الواحد بن عبّود ، [و](٦) الحسين بن نصر بن المعارك ، والمنذر بن العبّاس القرشي الدمشقي ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وأبو عبد الله محمّد [بن] خلف بن كيسان الفزاري (٧) ، وعبد السّلام بن عتيق ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، والعباس بن الوليد بن مزيد ، ويحيى بن عثمان الحمصي ، وأحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة ، وفهد بن سليمان المصري ، والهيثم بن مروان ، وأحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملّاس ، والحسين بن محمّد بن

__________________

(١) جزء من الكلمة سقط من الأصل ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٢) الأصل : «جص» تحريف ، والمثبت عن تهذيب الكمال وفيه : عثمان بن حصن بن علّاق.

(٣) بعدها بالأصل : وخالد بن يزيد الأبرش.

(٤) سقطت من الأصل وأضيفت عن تهذيب الكمال ١١ / ١٥.

(٥) «بن حوي» ليس في المطبوعة ، وبالأصل : «وحوي» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٦) زيادة للإيضاح ، عن تهذيب الكمال ١١ / ١٥.

(٧) كذا بالأصل وفي تهذيب الكمال : الداري.

٤٢٢

بكّار بن بلال ، والحسن (١) بن عبد العزيز الجروي ، وعبّاس التّرقفي ، وأبو حاتم الرازي ، وهارون بن موسى بن شريك (٢) الأخفش ، والوليد بن عتبة ، وأحمد بن صالح المصري ، وأبو أمية الطّرسوسي ، وأحمد بن عمر بن الجليد (٣) ، وأحمد بن الضحّاك القردي ، وأبو حدرد أحمد بن همّام ، وإبراهيم بن الحسين الكسائي ، وأحمد بن يوسف حمدان السّلمي ، وإسماعيل بن عبد الله سمّويه العبدي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله بن سلوان ، أنبأ الفضل بن جعفر التميمي المؤذّن ، أنبأ أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي ، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن زياد بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت :

قلت : يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس ، قال : «ائتوه فصلّوا فيه» قالت : وكيف والروم إذ ذاك فيه؟ قال : «فإن لم تستطيعوا فابعثوا بزيت يسرج في قناديله» [٦٩٠٨]

رواه الوليد بن مسلم ، عن سعيد ، عن زياد ، عن أخيه ، عن ميمونة.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى المخزومي ، أنبأ جدي أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصّمد بن مسعود ، أنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي ـ بداريا ـ نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، نا أبو أسامة ، نا ابن أبي السّري ، نا الوليد بن مسلم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عن ميمونة مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قالت : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٤) عن بيت المقدس قال : «ائتوه فصلّوا فيه» ، فقلت : فمن لم يستطع أن يأتيه؟ قال : «فليهد إليه زيتا يسرج في قناديله» [٦٩٠٩].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح وأخبرتنا أم المجتبى قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والصواب عن تهذيب الكمال ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٣٣.

(٢) الأصل : مزيد ، والمثبت عن تهذيب الكمال ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٦٦.

(٣) الأصل : الخليد ، والصواب عن تهذيب الكمال.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن المطبوعة.

٤٢٣

المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو بكر بن زنجويه ، نا أبو مسهر ، نا هيثم بن حميد ، نا العلاء ، عن مكحول ، عن عنبسة بن أبي سفيان ، عن أم حبيبة ـ زاد الفقيه : زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنها سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من مسّ فرجه فليتوضأ».

قال العلاء : قال مكحول : من مسّه متعمّدا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، نا عبد الله بن ذكوان قال : قال رجل لأبي مسهر : ما اسمك؟ فقال : أما سمعت الشاعر يقول :

ليس يهوى الذي ترى

عبد الأعلى بن مسهر

قال : ونا أبو زرعة ، حدّثني محمّد بن عثمان قال : ولد أبو مسهر في سنة أربعين ومائة (١).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ أبو نصر بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق.

وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، قالا : أنا عثمان بن أحمد ، وأنا حنبل بن إسحاق (٣) ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال : ولد أبو مسهر في صفر سنة أربعين ومائة.

وقال : رأيت الأوزاعي ، ورأيت ابن جابر ، وجلست معه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن (٤) بن السقا ، نبأ محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قال لي أبو مسهر : ولد لي في زمن الأوزاعي.

قرأت (٥) على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي

__________________

(١) نقله عن أبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٩.

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣.

(٣) من طريقه نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٨ وانظر سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٢٩.

(٤) الأصل : «أبو الحسين» تصحيف والصواب ما أثبت والسند معروف.

(٥) المطبوعة : قرأنا.

٤٢٤

عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة ، أخبرني أبو محمّد ـ صاحب لي من بني تميم ثقة عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر ، أحد بني كعب بن هند.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا إبراهيم بن الجنيد ، قال : سمعت يحيى بن معين.

وحدّثنا (١) عمي ، أنا أبو طالب بن يوسف ، أنا الجوهري ـ قراءة (٢) ـ.

وذكر أبا مسهر ، فقال : كان ببعض الموالي ، وقال لي يوما : عندك حديث في الموالي في عيبهم؟ قلت ليحيى : فممن كان أبو مسهر؟ فقال : كان عربيا غسّانيا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٣) : في الطبقة السابعة من أهل الشّام : أبو مسهر ، واسمه عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ، من أهل دمشق ، وكان راوية لسعيد بن عبد العزيز التنّوخي وغيره من الشاميين ، وكان أشخص من دمشق إلى عبد الله بن هارون وهو بالرقّة فسأله عن القرآن ، فقال : هو كلام الله ، وأبى أن يقول مخلوق ، فدعا بالسيف والنطع ليضرب عنقه ، فلما رأى ذلك قال : مخلوق ، فتركه من القتل ، وقال : أما أنك لو قلت ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك ورددتك إلى بلادك وأهلك ، ولكنك تخرج الآن فتقول : قلت ذلك فزعا من القتل ، أشخصوه إلى بغداد ، فاحبسوه بها حتى يموت ، فأشخص من الرقّة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثماني (٤) عشرة ومائتين فحبس قبل إسحاق بن إبراهيم ، فلم يمكث إلّا يسيرا حتى مات فيه في غرة رجب سنة ثماني (٥) عشرة ومائتين ، فأخرج ليدفن فشهده قوم كثير من أهل بغداد.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي ـ في كتابه ـ ثم حدّثنا أبو الفضل [بن](٦) ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ وأبو الحسين الصيرفي ، قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد

__________________

(١) ما بين الرقمين سقط من المطبوعة ، ويبدو أن ثمة سقط في السند قياسا إلى أسانيد مماثلة.

(٢) ما بين الرقمين سقط من المطبوعة ، ويبدو أن ثمة سقط في السند قياسا إلى أسانيد مماثلة.

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٣ وانظر سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٠ وتهذيب الكمال ١١ / ١٨.

(٤) الأصل : ثمانية.

(٥) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٣ وانظر سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٠ وتهذيب الكمال ١١ / ١٨.

(٦) سقطت من الأصل وأضيفت للإيضاح ، والسند معروف.

٤٢٥

أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) : عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الغسّاني الدمشقي ، سمع سعيد بن عبد العزيز ، مات سنة ثمان عشرة ومائتين.

قال محمّد بن يوسف (٢) عن أبي مسهر : مات الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة غداة الأحد لليلتين خلتا من صفر ، وأنا ابن سبع عشرة ، وكان ولد لي قبل ذلك بأربعين ليلة :

أخبرنا الأبرقوهي (٣) ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٤) : عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الدّمشقي ، وهو ابن مسهر بن عبد الأعلى ، سمع سعيد بن عبد العزيز ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح ، سمعت أبي يقول ذلك ، روى عنه أبي (٥) ، وأحمد بن أبي الحواري ، وأبو زرعة الدّمشقي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو القاسم البجلي ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : في تسمية نفر من أهل دمشق من أصحاب سعيد : أبو مسهر ، عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :

أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني الدّمشقي ، سمع سعيد بن عبد العزيز.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :

أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنا أبو القاسم هبة الله بن

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ٧٣.

(٢) تهذيب الكمال ١١ / ١٨.

(٣) في المطبوعة : أخبرنا مساواة أبو الحسين الأبرقوهي.

(٤) الجرح والتعديل ٦ / ٢٩.

(٥) سقطت «أبي» من الجرح والتعديل.

٤٢٦

إبراهيم ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (١) قال :

أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى الغسّاني الدّمشقي ، روي عن سعيد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني من أنفسهم ، الدّمشقي ، سمع سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، وأبا عبد الرّحمن يحيى بن حمزة الحضرمي ، كان عالما بالمغازي ، وأيام الناس ، روى عنه أبو سعيد عبيد بن جنّاد الحلبي ، ويحيى بن معين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال (٢) :

عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني [من أنفسهم](٣) الدمشقي ، سمع محمّد بن حرب الأبرش (٤) روى عنه أبو أحمد محمّد بن يوسف البيكندي في العلم ، وذكر محمّد بن إسماعيل في التاريخ (٥) عن محمّد بن يوسف هذا عن أبي مسهر قال : مات الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة وأنا ابن سبع عشرة سنة ، وكان قد ولد لي قبل ذلك بأربعين ليلة.

قال أبو نصر : وكان مولده سنة أربعين ومائة ، قال البخاري (٦) : مات سنة ثمان عشرة ومائتين ، قال أبو نصر : وهو ابن ثمان وسبعين سنة.

ذكر أبو داود عن أبي عبيد ، عن ابن سعد قال : مات في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين.

وقال محمّد بن سعد في التاريخ : مات يوم الأربعاء مستهل رجب سنة ثماني (٧) عشرة ومائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال : لنا (٨) أبو بكر الخطيب (٩) : عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الدّمشقي الغسّاني ، من أنفسهم ، سمع سعيد بن

__________________

(١) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١١٤.

(٢) الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٢١.

(٣) الزيادة عن الجمع بين رجال الصحيحين.

(٤) زيد في الجمع : عند البخاري ويحيى بن حمزة وسعيد بن عبد العزيز عند مسلم.

(٥ و ٦) انظر ما تقدم عن التاريخ الكبير للبخاري قريبا.

(٧) بالأصل : ثمانية.

(٨) الأصل : أنا.

(٩) تاريخ بغداد ١١ / ٧٢.

٤٢٧

عبد العزيز التنوخي ، ويحيى بن حمزة الحضرمي ، ومالك بن أنس ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، روى عنه يحيى بن معين ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وغير واحد من الأئمة ، وكان من أعلم الناس بالمغازي وأيّام الناس ، حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة ، فحبسه بها إلى أن مات.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكي ، قالا : حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، نا أبو مسهر قال : جلست إلى سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة ـ

وفي حديث الفقيه : سمعت أبا مسهر يقول ـ.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأ الخضر بن عبد الله بن كامل المزي ـ بدمشق ـ أخبرنا عقيل بن عبيد الله بن عبدان الصفّار ، نا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال :

قال أبو مسهر : ولد لي والأوزاعي حي ، وجالست سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة ، قال : وما كان أحد من أصحابي (٢) أحفظ لحديثه منّي ، غير أني نسيت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٣) : سمعت أبا مسهر يقول : رأيت عبد الله بن المبارك عند محمّد بن مسلم فقلت له : أفعرفك (٤) أنك صاحب سعيد بن عبد العزيز؟ قال : لا (٥).

قال أبو مسهر : ولد لي والأوزاعي حيّ ، وجالست سعيد (٦) اثنتي عشرة سنة.

قال : وما كان أحد من أصحابي أحفظ لحديثه مني ، غير أني نسيت.

قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا يحيى بن معين قال :

قال أبو مسهر : لم يكن عندنا أحد أروى عن سعيد بن عبد العزيز مني ، كنت قد سمعت

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ٧٢ وانظر تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٠.

(٢) تهذيب الكمال : أصحابه.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٨٠.

(٤) عند أبي زرعة : فعرفك.

(٥) بالأصل : «قالا» والمثبت «قال : لا» عن أبي زرعة.

(٦) عند أبي زرعة : سعيد بن عبد العزيز.

٤٢٨

عامّة حديثه ، ولكن اتكلت على حفظي ، فذهب عني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نبأ عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (١) :

سمعت أبا مسهر يقول : قد رأيت عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، ولم أسمع منه شيئا.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال : سمعت أبا مسهر يقول : قد رأيت ابن جابر ، وما سمعت منه شيئا.

قال : ونا أبو زرعة ، نا عبد الملك بن الأصبغ قال (٢) : سمعت مروان (٣) يقول : أين أنا من أبي مسهر ، كان سعيد بن عبد العزيز يسند أبا مسهر معه في صدر المجلس ، وأنا بين يدي سعيد ، في طيلساني عشرون (٤) رقعة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب قال (٥) : كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي ، وحدّثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفي عنه ، أنا أبو الميمون البجلي ، نا أبو زرعة ، نا عبد الملك بن الأصبغ قال :

سمعت مروان يقول : أين أنا من أبي مسهر ، كان سعيد بن عبد العزيز يسند أبا مسهر معه في صدر المجلس وأنا بين يدي سعيد في طيلساني عشرون رقعة.

وسمعت أبا مسهر يقول : قال سعيد بن عبد العزيز : ما رأيت أحسن مسألة منك بعد سليمان بن موسى.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو طالب عقيل بن عبد الله بن أحمد بن عبدان ، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قال : قال أبو زرعة : سمعت محمّد بن عثمان التنوخي يقول : ـ وقد جئناه ـ

من أين (٦) جئتم؟ فقلنا له : من عند أبي مسهر ، قال : تركتم أبا مسهر وجئتموني؟ ما

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٦١.

(٢) نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧ من طريق عبد الملك بن الأصبغ.

(٣) تهذيب الكمال : مروان بن محمد.

(٤) الأصل : عشرين ، والصواب عن تهذيب الكمال.

(٥) تاريخ بغداد ١١ / ٧٥.

(٦) بالأصل : «من أبي خيثم» والصواب عن المختصر ١٤ / ١٤٨.

٤٢٩

[رأيت](١) بالشام مثل أبي مسهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، وأبو القاسم تمام بن محمّد ، وأبو بكر القطّان ، وأبو نصر بن الجندي ، وأبو القاسم بن أبي العقب.

ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي أبو العبّاس ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، قال : أنا أبو القاسم بن أبي العقب.

ح (٢) وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نبأ عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون.

[قالا](٣) نا أبو زرعة ، قال (٤) : قال أبو مسهر : كتب إليّ أحمد بن حنبل لأكتب إليه بحديث أم حبيبة في : مسّ الفرج.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين ، وأبو طاهر أحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس بن الدّرفس ، قال : سمعت أبا زرعة يقول :

سمعت أبا مسهر يقول : كتب إليّ أحمد بن حنبل من العراق : أكتب إليّ بحديث حبيبة ـ يعني ـ حديث مكحول عن عنبسة عن أم حبيبة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مسّ فرجه فليتوضأ» (٥) [٦٩١٠].

رواها الخطيب عن يحيى بن علي الدّسكري عن ابن المقرئ (٦).

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأ جدي أبو محمّد ، عن أبي الحسن (٧) علي بن محمّد بن شجاع المقرئ ، أنا عبد الرّحمن بن عمر ، نا ابن حبيب ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت ، والقاضي أبو الحسن أحمد بن أيوب بن حذلم ، قالوا : أنبأ يزيد بن عبد الصّمد قال :

__________________

(١) بالأصل «نا» ولا معنى لها ، واللفظة ليست في المطبوعة ، واللفظة المضافة عن سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٢.

(٢) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل ، ووجوده لازم.

(٣) زيادة لازمة للإيضاح ، قارن مع المطبوعة.

(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٩٦.

(٥) انظر تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٥ ولفظ الحديث : «من مسّ فرجه فليتوضأ» انظر تخريجه في سير الأعلام.

(٦) راجع تاريخ بغداد ١١ / ٧٣.

(٧) عن المطبوعة ، وبالأصل : الحسين.

٤٣٠

كان أبو مسهر يملي علينا من كتاب يحيى بن حمزة ، فمرّ بحرف قد اندرس ، فلم يعرف ، فنظر فيه ابن معين فقال : يا أبا مسهر ، هو كذا وكذا ، فقال أبو مسهر : اضربوا على الحديث ، فإنّي لا أحدّث بتلقين.

قال أحمد بن أبي الحواري : فسمعت يحيى بن معين يقول : فلما قمنا أردت أن أقوم إليه فأقبّل رأسه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي زروان ـ إجازة ـ أنا محمّد بن يوسف الهروي ، حدّثني محمّد بن عوف أنه ذكر أبا مسهر فقال :

كان من أحفظ الناس ، فقلت له : قالت يحيى بن معين : منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر ، فقال : صدق يحيى ، وجعل يثني عليه (١).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ أبو منصور بن خيرون ، قال : أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا هبة الله بن الحسن الطّبري (٣) ، أنا علي بن محمّد بن عمر ، أنا عبد الرّحمن (٤) بن أبي حاتم ، نا أبي ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت يحيى بن معين يقول :

ما رأيت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين أدركتهم من أبي مسهر والذي يحدّث وفي البلد أولى بالتحديث منه ، فهو أحمق.

أنبأنا (٥) أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، حدّثني محمّد بن إسماعيل المقرئ ، نا مكحول ، نا إبراهيم بن يعقوب قال (٦) : سمعت يحيى بن معين يقول :

إن الذي يحدّث بالبلدة (٧) وبها من هو أولى منه بالحديث أحمق ، إذا رأيتني أحدّث

__________________

(١) انظر تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١.

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٧٤ وانظر تهذيب الكمال ١١ / ١٦ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١ والجرح والتعديل ٦ / ٢٩.

(٣) في تاريخ بغداد : هبة الله الطبري.

(٤) في تاريخ بغداد : أخبرنا أبو عبد الرحمن.

(٥) فوقها في المطبوعة : مساواة.

(٦) من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٦ ـ ١٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٠ ـ ٢٣١ من طريق (أبي إسحاق الجوزجاني).

(٧) في تهذيب الكمال : «بالبلد» وفي سير أعلام النبلاء : «ببلد».

٤٣١

ببلدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحيتي أن تحلق ، وأمرّ يده على لحيته.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم السهمي ، أنا أبو أحمد بن عدي يقول : سمعت محمّد بن العبّاس بن الوليد الدّمشقي يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : إذا حدّثت في بلد فيه مثل أبي مسهر فيجب للحيتي أن تحلق.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت محمّد بن الفضل ـ وهو ابن محمّد أبو أحمد الكرابيسي ـ يقول : سمعت أبا جهم المشغراني يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول :

قدم علينا يحيى بن معين ، فأعجبه مشاهد (١) أبي مسهر فقال : لا أحدّث في بلدة فيها مثله.

قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنبأ محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا يحيى بن معين ، نا أبو مسهر عبد الأعلى ، دمشقي ، ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، قال : نا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الصّيمري (٣) ، أخبرني علي بن الحسن الرازي ، نبأ محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر [دمشقي ، ثقة](٤).

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نبأ نصر بن إبراهيم ، نا سليم (٥) بن أيوب ، نا أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايني ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبدك الشّعراني ، حدّثنا الحسن (٦) بن سفيان النسائي قال : سمعت فياض بن زهير يقول (٧) :

__________________

(١) يعني مجالسه.

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٧٤.

(٣) بالأصل : «الصم بن» والصواب عن تاريخ بغداد.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن تاريخ بغداد.

(٥) الأصل : «سليمان» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٤٥.

(٦) الأصل : الحسين ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، مرّ التعريف به.

(٧) من طريق فياض بن زهير نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١.

٤٣٢

سمعت يحيى بن معين يقول : كلّ من ثبت (١) [أبو مسهر](٢) من الشاميين فهو مثبت.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ أبو منصور بن خيرون قال : أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) قال : كتب إليّ أبو محمّد (٤) عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم.

ح قال الخطيب : وأنبأ البرقاني ، أنا محمّد بن عثمان القاضي ، نا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد (٥) البجلي بدمشق.

ح وأخبرناه عاليا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٦) : عبد الرّحمن بن (٧) عمرو النّصري قال : قال لي أحمد بن حنبل : كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث : مروان ، والوليد ، وأبو مسهر.

قرأت في سماع أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري ، وأنبأنيه (٨) أبو القاسم بن السّمرقندي عنه ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصوّاف ، أنا أبو الطّيّب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ ، أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان الميموني قال :

وذكر ـ يعني ـ أحمد بن حنبل يوما أبا مسهر الشّامي فقال : كيّس (٩) عالم بالشاميين ، قلت : وبالنّسب؟ قال : نعم ، زعموا (١٠).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب (١١) ، أنا البرقاني ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه (١٢) الهروي ، نا الحسين بن إدريس ، نا سليمان بن الأشعث السّجزي ، [قال] سمعت أحمد يقول : رحم الله أبا مسهر ما كان أثبته ، وجعل يطريه.

__________________

(١) عن المصدرين وبالأصل : كتب.

(٢) الزيادة للإيضاح عن المصدرين.

(٣) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣.

(٤) «أبو محمد» ليست في تاريخ بغداد.

(٥) بالأصل : «عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن راشد» خطأ ، والصواب عن تاريخ بغداد ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٣٣.

(٦) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٨٤.

(٧) الأصل «وعمرو» والصواب ما أثبت.

(٨) تهذيب الكمال ١١ / ١٦ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١.

(٩) كتب فوقها في المطبوعة : مساواة.

(١٠) تهذيب الكمال ١١ / ١٦ من طريق أبي الحسن الميموني.

(١١) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١.

(١٢) عن تاريخ بغداد ، بالأصل : حيوية.

٤٣٣

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت [بن بندار] ـ زاد الأنماطي : عن ابن الطّيّوري وأبو الحسن العتيقي قالوا : ـ أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، وأبو نصر محمّد بن الحسن.

ح أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، قالوا : حدّثنا الوليد بن بكر.

ح قال الخطيب : وأنا محمّد بن عبد الواحد ، أنا الوليد بن بكر ، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي ، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال (٢) : أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، شامي ، ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال (٣) : ورأيت أبا مسهر يحضر المسجد الجامع بأحسن هيئة في البياض والساج (٤) والخفّ ، ويعتّم على شامية طويلة بعمامة سوداء عدنية.

أخبرنا أبو الحسن الزاهد [نا ـ و](٥) أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أنا علي بن محمّد بن عمر ، أنبأ عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : سألت أبي عن أبي مسهر فقال : ثقة ، وما رأيت ممن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر ، وما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدرا ، ولا أجلّ عند أهلها من أبي مسهر بدمشق ، وكنت أرى أبا مسهر إذا خرج إلى المسجد اصطفّ الناس يسلّمون عليه ، ويقبّلون يده.

أخبرنا (٧) أبو عبد الله الأديب ـ شفاها (٨) ـ قال : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٩) :

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ٧٤.

(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٨٥.

(٣) من طريق أبي زرعة نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٢.

(٤) الساج : الطيلسان الضخم الغليظ (اللسان).

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.

(٦) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ ومن طريق أبي حاتم الرازي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وانظر الجرح والتعديل ٦ / ٢٩.

(٧) كتب فوقها بالمطبوعة : مساواة.

(٨) كتب فوقها بالمطبوعة : إذنا.

(٩) الجرح والتعديل ٦ / ٢٩.

٤٣٤

سألت أبي عن أبي مسهر فقال : ثقة ، وما رأيت ممن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر ، وأبي الجماهر ، قال : وسئل أبي عنه (١) فقال : إمام.

ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الأصبهاني قال :

قلت لأبي حاتم الرّازي : ما تقول في أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر؟ فقال : ثقة.

ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي.

أن أبا مسهر كان عظيم القدر في الشاميين ، كثير العلم والأخبار.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري قال : سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني الحافظ يقول : سمعت مسعود بن علي السّجزي قال :

وسألته ـ يعني أبا عبد الله الحاكم ـ عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدّمشقي فقال : إمام ، ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ـ إجازة ـ أنبأ أبو عبد الله بن مروان ، أنا أبو الحسين محمّد بن فيض قال (٢) :

خرج السفياني المعروف بأبي العميطر ـ وهو علي (٣) بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية ، وأمّه نفيسة بنت عبيد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب ـ في سنة خمس وتسعين ومائة ، وولّى القضاء بدمشق عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ، ويكنى أبا مسهر كرها ، ثم تنحّى أبو مسهر عن القضاء لمّا خلع علي بن عبد الله ، فلم يل القضاء بدمشق أحد بعد ذلك حتى قدم المأمون.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، قال (٤) : أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، نا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، نبأ علي بن أحمد بن علي الورّاق المصّيصي ، قال : قال أبو عبد الله أحمد بن خليد (٦) الكندي : قال المأمون لأبي مسهر : يا أبا

__________________

(١) بالأصل : «عبيد الله» والمثبت عن الجرح.

(٢) من طريق أبي الحسن محمد بن الفيض رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٢.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٢٨٤.

(٤) بالأصل : قالا.

(٥) تاريخ بغداد ١١ / ٧٢.

(٦) تاريخ بغداد : الخليل.

٤٣٥

مسهر ، والله لأحبسنك في أقصى عملي ، أو تقول القرآن مخلوق ـ تريد (١) تعمل للسفياني؟

فقال أبو مسهر : يا أمير المؤمنين ، القرآن كلام الله غير مخلوق.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، قال : أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أحمد بن عبد الواحد الدّمشقي ـ بها ـ أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي ، أنا أحمد بن علي بن الحسن البصري ، قال :

سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث وقيل له : إنّ أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر كان متكبّرا في نفسه ، فقال :

كان من ثقات الناس ، رحم (٣) الله ، أبا مسهر لقد كان من الإسلام بمكان حمل على المحنة ، فأبى ، وحمل على السيف فمد (٤) رأسه وجرّد السيف فأبى أن يجيب ، فلما رأوا ذلك منه حمل إلى السجن.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن (٥) محمّد بن سيبخت ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي (٦) ، نا عون ـ يعني بن (٧) محمّد ـ عن أبيه قال : قال إسحاق بن إبراهيم :

لما سار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا (٨) مسهر الدّمشقي ووصفوه بالعلم والفقه فوجه من جاءه به فلما دخل إليه قال : ما تقول في القرآن؟ قال : كما قال الله عزوجل : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)(٩) قال : أمخلوق أو غير مخلوق؟ قال : ما يقول أمير المؤمنين ، قال : يقول أمير المؤمنين إنّه مخلوق ، قال : بخبر (١٠) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو عن الصحابة ، أو عن التابعين ، أو عن أحد من الفقهاء؟ قال : بالنظر ، واحتجّ عليه ، قال له :

__________________

(١) بالأصل : «يريد بعمل السفياني» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٢) الخبر في تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ ـ ٧٤ وتهذيب الكمال ١١ / ١٨ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٦ وفيهما من طريق أحمد بن علي بن الحسن البصري.

(٣) بالأصل : رحمه ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) بالأصل : «مد» والصواب عن تاريخ بغداد.

(٥) بالأصل : «ومحمد» والصواب ما أثبت ، مرّ التعريف به.

(٦) الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٥ من طريق الصولي.

(٧) بالأصل : «أبي» والمثبت عن سير الأعلام.

(٨) بالأصل : «أبو».

(٩) سورة التوبة ، الآية : ٥.

(١٠) في سير الأعلام : يخبر.

٤٣٦

يا أمير المؤمنين نحن مع الجمهور الأعظم أقول بقولهم ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، قال : يا شيخ أخبرني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هل اختتن؟ قال : لا أدري ، وما سمعت في هذا شيئا ، قال : فأخبرني عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكان يشهد إذا تزوج أو زوّج؟ قال : ولا أدري ، قال : اخرج قبّح الله ، وقبّح من قلّدك دينه وجعلك قدوة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأ الأزهري ، نبأ محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن معروف الخشّاب ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال :

أبو مسهر الغسّاني كان أشخص من دمشق إلى عبد الله بن هارون وهو بالرقّة ، فسأله عن القرآن فقال : كلام الله ، وأبى أن يقول مخلوق ، فدعا [له](٢) بالسيف والنطع ليضرب عنقه ، [فلما رأى ذلك](٣) قال : مخلوق ، فتركه من القتل ، وقال : أما إنّك لو قلت ذلك قبل أن أدعو بالسيف والنطع لقبلت منك ، ورددتك إلى بلادك وأهلك ، ولكنك تخرج الآن فتقول : قلت ذلك فزعا (٤) من القتل ، أشخصوه إلى بغداد ، فاحبسوه بها حتى يموت ، فأشخص من الرقّة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان عشرة ومائتين ، فحبس قبل إسحاق بن إبراهيم ، فلم يمكث في الحبس إلّا يسيرا حتى مات فيه ، في غرة رجب سنة ثمان عشرة ومائتين ، فأخرج ليدفن فشهده قوم كثير من أهل بغداد.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، سمعت أبا العبّاس محمود بن محمّد بن الفضل المازني الرافقي يقول : سمعت علي بن عثمان النّفيلي الحرّاني يقول (٥) :

كنا بدمشق على باب أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني جماعة من أصحاب الحديث ، نسمع منه ، فمرض أبو مسهر أيّاما ودخلنا عليه نعوده ، فقلنا له : أيش خبرك يا أبا مسهر؟ كيف أنت؟ قال : أصبحت والحمد لله في عافية ، راضيا عن الله ، ساخطا على ذي القرنين ، حيث (٦) لم يجعل السدّ بيننا وبين أهل العراق ، كما جعل بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ٧٢.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن تاريخ بغداد.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن تاريخ بغداد.

(٤) تاريخ بغداد : فرقا.

(٥) الخبر من طريق علي بن عثمان النفيلي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٣.

(٦) سير أعلام النبلاء : كيف.

٤٣٧

قال : فما كان بعد هذا إلّا يسيرا حتى وافى المأمون دمشق ، ونزل سفح جبل دير المرّان (١) ، وبنى القبيبة (٢) التي فوق الجبل ، فكان يأمر بالليل بجمر عظيم فيوقد ، ويجعل في طسوس (٣) كبار وتدلّى من فوق الجبل من عند القبيبة (٤) بالسلاسل والحبال ، فتضيء له الغوطة فيبصرها بالليل.

قال : وكان أبو مسهر له حلقة في مسجد جامع دمشق بين (٥) العشاء والعتمة عند حائطه الشرقي (٦) ، قال : فبينا أبو مسهر ليلة من الليالي جالس في مجلسه ، إذ قد دخل المسجد ضوء عظيم ، فقال أبو مسهر : ما هذا؟ قالوا : هذه النار التي تدلّى لأمير المؤمنين من الجبل حتى تضيء له الغوطة ، فقال أبو مسهر : (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ، وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)(٧) ، وكان في حلقة أبي مسهر صاحب خبر للمأمون (٨) ، فرفع (٩) ذلك إلى المأمون ، فحقدها عليه ـ وكان قد بلغه أنه كان على قضاء أبي العميطر ـ فلما أن رحل المأمون من دمشق أمر أن يحمل أبا مسهر إليه ، فحمل وامتحنه بالرقّة في القرآن ، وأحدر إلى بغداد ، فكان آخر العهد به.

قال : وأخبرني أبو الحسن أحمد بن عيسى الجبلي (١٠) ، نا مساور بن أحمد بن شهاب العتّابي قال :

لما صار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا مسهر الدّمشقي ووصفوه له بالعلم والفقه ، فوجّه من جاء به ، فامتحنه في القرآن ، ثم قال : يا شيخ ، أخبرني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هل اختتن؟قال : لا أدري ، وما سمعت في هذا شيئا ، قال : فأخبرني عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكان يشهد إذا تزوّج؟ قال : لا أدري ، قال : اخرج ، قبّحك الله ، وقبّح من قلّدك دينه ، وجعلك قدوته.

قال : وحدّثني أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي الدّمشقي ، نا

__________________

(١) ضبطت بالضم عن معجم البلدان ، بلفظ تثنية المرّ.

(٢) الطسوس : جمع طسّ لغة في الطّست ، وفي سير أعلام النبلاء : طسوت : والطس والطست من آنية الصفر.

(٣) في سير أعلام النبلاء : القبة.

(٤) في سير أعلام النبلاء : القبة.

(٥) عن سير أعلام النبلاء والمختصر ١٤ / ١٤٩ وبالأصل : «من».

(٦) وفي سير الأعلام : بين العشاءين عند حائط الشرقي.

(٧) سورة الشعراء ، الآية : ١٢٨ و١٢٩ وبالأصل : تبنون.

(٨) بالأصل : «المأمون» والمثبت عن سير أعلام النبلاء.

(٩) الأصل : «وقع» والمثبت عن سير أعلام النبلاء والمختصر.

(١٠) كذا أعجمت بالأصل ، وفي المطبوعة : «الحبلي».

٤٣٨

الحسن [بن] حامد بن الحسين النيسابوري ، حدّثني هاشم قال : كنت كثيرا ما أسمع أبا مسهر يقول :

كما أضحك الدهر

كذاك الدهر يبكيك

قال : فما مضت الأيام حتى حمل في الامتحان وهو يبكي ويقول : مأسور والله.

قال : وحدّثني أبو الدحداح ، نا الحسن (١) بن حامد قال :

وكان من قصة المأمون وأبي مسهر فيما حدّثني عبد الرّحمن.

أن عبد الله بن هارون المسمّى بالمأمون ورد دمشق على عامله بها إسحاق بن يحيى بن معاذ ، وذلك في سنة ثمان عشرة ومائتين ، بحمل (٢) أبي المسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ليتولّى المأمون محنته.

قال عبد الرّحمن : فحدّثني محمود بن خالد أنه ودّع أبا مسهر محمولا إلى المأمون ، قال : فرأيته قد رقّ وأحسبه قال : وبكى ، قال : فسمعته يقول : ما هو إلّا القتل ، أو الكفر.

قال عبد الرّحمن : ثم توجه محمولا ، فصار إلى المأمون بالرقّة ، قال : فأدخل على المأمون ، فامتحنه في القرآن ، فالتوى أبو مسهر بين يديه لم يلقه بالتي يستحل بها دمه ، ولم يلقه بإعطاء ما يوجب عليه الكفر ، فقال له المأمون : أعلي تلغز؟ عليّ بالسيف ، فلما أحضر السيف ارتعد الشيخ وقاربه فيما أراد منه ، فأمر به فأحدر إلى العراق ، وأكرمه إسحاق بن إبراهيم أمير بغداد ، [و](٣) تكلم أبو مسهر بالعراق فيما بلغني بشيء حمده أهل الحديث ، ثم مات بها محمودا مشكورا.

قال أبو الحسين : أظن أن عبد الرحمن هذا هو أبو زرعة الدمشقي.

قال : وحدّثني أبو الدحداح ، نا الحسن بن حامد ، حدّثني أبو محمّد قال : سمعت أصبغ.

وكان مع أبي مسهر هو وابن أبي النجاء خرجا معه يخدمانه ويواسيانه (٤) ـ.

فحدّثني أصبغ أنه أدخل ـ ـ يعني : أبا مسهر ـ على المأمون بالرقّة ، وقد ضرب رقبة رجل وهو مطروح بين يديه ، فأوقف أبو مسهر بين يديه في تلك الحالة فامتحنه فلم يجبه ، فأمر

__________________

(١) بالأصل هنا : «الحسين» وقد مرّ صوابا قريبا.

(٢) بالأصل : فحمل.

(٣) للإيضاح.

(٤) المطبوعة : ويؤنسانه.

٤٣٩

به فوضع في النّطع ليضرب رقبته ، فأجاب ـ يعني : إلى خلق القرآن ـ وهو في النّطع ، ثم بعد أن أخرج من النطع رجع عن قوله ، ثم أعيد إلى النّطع ، فلما صار في النّطع أجاب فأمر به أن يوجه إلى بغداد ، ولم يثق بقوله ، فأحدر إلى بغداد ، فأقام عند إسحاق بن إبراهيم أياما لا تبلغ مائة به يوم ، ثم مات رحمه‌الله (١).

قال الحسن (٢) بن حامد : وحدّثني عبد الرّحمن عن رجل من إخواننا يكنى أبا بكر أن أبا مسهر أقيم ببغداد ، بباب إسحاق بن إبراهيم ليقول قولا يبرئ به نفسه عن المحنة ، ونفي (٣) المكروه ، فبلغني أنه قال في ذلك الموقف : جزى الله أمير المؤمنين خيرا ، علّمنا ما لم نكن نعلم ، وعلم علما لم يعلمه من كان قبله ، وقال : قل القرآن مخلوق وإلّا ضربت رقبتك ، ألا فهو مخلوق ، هو مخلوق.

قال : فازديد بمقالة أبي مسهر عجبا وأرجو أن يكون له نجاة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال (٤) :

سمعت أبا مسهر سئل عن الرجل يغلط ، ويتهم (٥) ، ويصحّف فقال : بيّن أمره ، فقلت لأبي مسهر : أترى ذلك من الغيبة؟ قال : لا.

قال : ورأيت أبا مسهر يفعل ذلك فيما حمل عن سعيد بن عبد العزيز. ورأيته يكره الرجل أن يحدّث إلّا أن يكون عالما بما يحدّث حافظا له ـ يعني ـ إذا خفي عليه بعض الحديث واستفهمه من غيره ، فينبغي له أن يبيّن (٦).

(٧) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران.

__________________

(١) انظر سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٤ وانظر تاريخ بغداد ١١ / ٧٢ و٧٣.

(٢) بالأصل : «الحسين».

(٣) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٥ : ويوقى.

(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٧.

(٥) عن تاريخ أبي زرعة وبالأصل : «وينهم» وفي المختصر ١٤ / ١٥١ «ويهم».

(٦) بعد «بين» إشارة تحويل إلى الهامش ، ولم يكتب عليه شيئا.

(٧) قبلها في المطبوعة :

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، ثنا ـ وأبو منصور بن خيرون : أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا ابن رزق.

٤٤٠