تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٣٦٤٧ ـ عبد الله

أبو يحيى المعروف بالبطّال (١)

كان ينزل أنطاكية.

حكى عنه أبو مروان الأنطاكي.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وأنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكّي ، وعبد الله بن أحمد بن عمر ، ثم حدّثنا أبو القاسم وهب بن سلمان ، أنا أبو محمّد بن الأكفاني ، قالا : أنا أبو الحسين طاهر القايني ـ زاد الأكفاني : ونبأ أبو بكر الخطيب.

قالا : أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، نا أبو علي الحسن (٢) بن سلّام السواق ، نا الصباح بن بيان (٣) البغدادي ، نا يزيد بن أوس الحمصي ، عن عامر بن شراحيل ، عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني قال بدر (٤) بقصة (٥) غزاة مسلمة ، ولم يسقها وساقها الآخران فقالا (٦) :

وكان ممن خرج مع مسلمة بن عبد الملك بن مروان إلى بلاد الروم ـ قال : لما أراد عبد الملك بن مروان بن الحكم أن يوجه مسلمة ابنه إلى بلاد الروم قال : قد أمّرت عليكم مسلمة بن عبد الملك ، قال : وولّى على رؤساء أهل الجزيرة والشام البطّال ، وأقبل على مسلمة فقال : سيّر على طلائعك البطّال ، وأمره فليعسّ بالليل العسكر ، فإنه أمين ثقة مقدام شجاع.

فخرج مسلمة ، وخرج عبد الملك معنا يشيّعنا حتى بلغ إلى باب دمشق فذكر القصة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني بقراءتي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي

__________________

(١) ترجمته وأخباره في تاريخ الطبري الجزء السابع (الفهارس) الكامل لابن الأثير بتحقيقنا ٣ / (الفهارس) ، البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٣٦٣ سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٦٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٤٠٦ الوافي بالوفيات ١٧ / ٦٩٦.

(٢) الأصل : الحسين ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٩٢.

(٣) الأصل : «بنان» خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في تاريخ بغداد ٩ / ٣٣٨.

(٤) هو بدر بن عبد الله ، أبو النجم الشيحي ، وقد تقدم أول السند.

(٥) انظر تاريخ بغداد ٩ / ٣٣٨ ضمن أخبار الصباح بن بيان وفيه : بحديث.

(٦) انظر البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٣٦٣.

٤٠١

نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، قال :

فحدّثني بعض شيوخنا أن مسلمة بن عبد الملك عقد للبطّال على عشرة آلاف من المسلمين ، فجعلهم سيّارة فيما بين عسكر المسلمين وما يليهم من حصون الروم ومن يتخوفون اعتراضه في سير (١) المسلمين وعلاقاتهم (٢) ويخرج المسلمون يتعلّفون فيما بينهم وبين العسكر ، فيصيبون ويخطئون فيأمن بهم العسكر وتلك العلاقات (٣).

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري وغيره ، قالوا : حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأ أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ (٤) ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثني أبو مروان ـ شيخ من أنطاكية ـ قال :

كنت أغازي البطّال ، وقد أوطأ الروم ذلّا ، قال البطّال : فسألني بعض ولاة بني أمية عن أعجب ما كان من أمري (٥) فيهم ، فقلت : خرجت في سرية ليلا ودفعنا إلى قرية ، وقلت لأصحابي : أرخوا (٦) لجم خيولكم ، ولا تحركوا (٧) أحدا بقتل ، ولا سبّي حتى تشحنوا القرية (٨) ، فإنهم في نومة ، قال : ففعلوا وافترقوا في أزقتها ، ودفعت في ناس من أصحابي إلى بيت يزهر سراجه ، وامرأة تسكت ابنها من بكائه ، وهي تقول : اسكتي وإلّا دفعتك إلى البطّال يذهب بك ، فانتشلته من سريره فقالت : أمسك يا بطّال ، فأخذته.

قال (٩) : ونا الوليد ، نا أبو مروان أنه سمعه يحدّث قال :

خرجت ذات يوم متوحدا على فرسي لأصيب غفلة ـ أو منفردا ـ متسمّطا مخلاة فيها عليق (١٠) فرسي ، ومنديل فيه خبز وشواء. فبينما أنا أسير إذ مررت ببستان فيه بقل طيّب ،

__________________

(١) في المختصر ١٤ / ١٣٧ نشر المسلمين.

(٢) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة في الموضعين : بالفاء.

(٣) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة في الموضعين : بالفاء.

(٤) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٣٦٣ من طريق محمد بن عائذ الدمشقي.

(٥) البداية والنهاية : من أمري في مغازي فيهم.

(٦) الأصل : «أخوا» والصواب عن البداية والنهاية.

(٧) الأصل : تحلوا ، والصواب عن البداية والنهاية.

(٨) البداية والنهاية : حتى تستمكنوا من القرية ومن سكانها.

(٩) القائل : محمد بن عائذ ، والخبر من هذه الطريق في البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٣٦٣.

(١٠) البداية والنهاية : شعير.

٤٠٢

فنزلت ، فعلّقت على فرسي ، وأصبت من ذلك الشواء ببقل البستان ، إذ أسهلني بطني ، فاختلفت مرارا ، فاستفقت من دوامه ، وضعفي عن ما يجيء عليّ من الركوب ، فبادرت وركبت ولزمت طريقا ، واستفرغني على سرجي كراهية أن أنزل ، فأضعف عن الركوب ، حتى لزمت عنقه متشبثا ببرطنجه مخافة أن أسقط عنه ، وذهب بي ولا أدري أين يذهب بي ، إذ سمعت وقع حوافره على بلاط ، ففتحت عيني فإذا دير ، فوقف بي في وسط الدير ، وإذا نسوة يتطلعن من أبواب الدير ، فلما رأين أنه لا تبع لي ، ورأين حالي [وضعفي عن النزول خرجت صاحبة منهن حتى وقفت عليّ ، ونظرت في وجهي ، وعرفت من حالي](١) ورطنت لهنّ تحسب عليّ ، وأمرتهن فنزعا عني ثيابي ، وغسلن ما بي ، ففعلن ، ودعت بثياب فألبسنيها وترياق أو دواء فشربته ، ثم أمرت بي فجعلت على سرير لها ، ودثار ، وأمرت بطعام فهيّئ لي ، فأتت به ، وأقمت يومي ذلك وتلك الليلة مسبوتا (٢) لا أدري ما أنا فيه.

قال : وأصبحت من الغد على ضعف من الركوب ، وأقمت ليلتي ويومي وليلتي ، فذهب عني السّبات وأنا ضعيف عن الركوب ، حتى كان في اليوم الثالث جاءها من يخبرها أن فلانا البطريق قد أقبل في موكبه ، فأمرت بفرسي فغيّب ، وأغلق علي باب بيتي الذي أنا فيه ، ودخل البطريق فأنزلته منزلا ، واقتفت به وبأصحابه ، وأسمع بعض النسوة تخبر أنه خاطب لها ، فبينما هو على ذلك الحالة إذ جاءه من يخبره عن موضع فرسي ، وإغلاقهم علي ، فهم أن يهجم عليّ ، فأقسمت إن هو تعرض لي لا نال حاجته ، فأمسك وأقام قائلة في ذلك اليوم في قرى ، ثم قروح ، وخرجت فدعوت بفرسي ، فخرجت إليّ فقالت : إنّي لا آمن أن يكمن لك ، دعه يذهب ، فأبيت عليها ، وركبت فقفوت الأثر حتى لحقته ، وشددت عليه فانفرج عنه أصحابه ، فقتلته ، وطلبت أصحابه فهربوا عني ، وأخذت فرسه وسمط (٣) رأسه ورجعت إلى الدير ، فألقيت الرأس ودعوتها ومن معها من نسائها ، وخدمها فوقفن بين يدي ، وأمرتها بالرحلة ومن معها على دوابّ الدير ، وسرت بهن إلى العسكر حتى دفعت بهن إلى الوالي ، فجعل نفلي منهن فتنفّلت (٤) المرأة بعينها ، وسلمت سائر الغنيمة في المقسم ، واتخذتها ، فهي امرأتي (٥).

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن المطبوعة.

(٢) مسبوتا أي مغشيا عليه ، ويقال سبت المريض فهو مسبوت ، وسبت يسبت سبتا : استراح وسكن ، والسبات : نوم خفي كالغشية (راجع اللسان والقاموس المحيط : سبت).

(٣) كذا ، وفي المطبوعة : «وسمطت رأسه» وفي البداية والنهاية : وأخذت رأسه مسمطا على فرسي.

(٤) بالأصل : فشغلت ، والمثبت عن المختصر ١٤ / ١٣٩ وفي البداية والنهاية : فنفلني ما شئت منهن.

(٥) في المختصر والمطبوعة : «فهي أم ابني» وفي البداية والنهاية : فهي أم أولادي.

٤٠٣

قال أبو مروان : وكان أبوها بطريقا من بطارقة الروم له شرف ، فكان يهاديه ويكاتبه.

أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ وغيره في كتبهم ، قالوا : أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك القرشي قال : وأنا ابن عائذ عن الوليد قال : سمعت عبد الله بن راشد مولى خزاعة يخبر عن من سمعه من البطّال يخبر (١).

أن هشاما أو غيره من خلفاء بني أمية كان قد استعمل على ثغر المصّيصة وما يليها وأنه راث (٢) عليه خبر الروم ، فوجه سرية لتأتيه بالخبر عن غير إذن من الوالي.

قال البطّال ، فتوجهوا وأجّلتهم أجلا فاستوعبوا الأجل ، فأشفقت من مصيبتهم ولائمة الخليفة وضعف أميرهم ، فخرجت متوحدا حتى دخلت (٣) في الناحية التي أمرتهم بها ، فلم أجد لهم خبرا (٤) ، فعرفت أنهم أخبروا بغفلة أهل ناحية أخرى ، فتوجهوا إليها ، وكرهت أن أرجع ولم أستنقذهم مما هم فيه ، إن كان عدو يكاثرهم ، أو أعرف من خبرهم ما أسكن إليه ، فلم أجد أحدا يخبرني بشيء ، فمضيت حتى أقف على باب عمورية (٥) ، فأمره بفتح الباب ، ففعل وأدخلني فلما صرت إلى بلاطها ، وقفت وأمرت من يشد يدي إلى باب بطريقها ، ففعل ، ووافيت باب البطريق قد فتح ، وجلس لي ، ونزلت عن فرسي وأنا متلثم بعمامتي ، فأذن لي ، ومضيت حتى جلست على مثال (٦) إلى جانب مثاله ، فرحب وقرّب ، وقلت : أخرج من أرى فإني قد حملت إليك ، فأخرجهم وشددت عليه حتى غلّق باب الكنيسة وعاد إلى مجلسه ، واخترطت سيفي فضربت به على رأسه ، فقلت له : قد وقعت بهذا الموضع فأعطني عهدا حتى أكلّمك بما أردت حتى أرجع من حيث جئت لا يتبعني منك خلاف ، ففعل ، فقلت : أنا البطّال ، فاصدقني عما أسألك عنه ، وانصحني وإلّا أجزت (٧) عليك ، فقال : سل عما بدا لك ، فقلت : السرية ، فقال : نعم ، وافت البلاد غارّة لا يدفع أهلها يد بالأمس (٨) ، فوغلوا في

__________________

(١) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٣٦٤ وفيها : عبد الملك بن مروان وانظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٤٠٨.

(٢) راث خبره : «أبطأ» وفي البداية والنهاية : فغاب عنه خبرهم.

(٣) في المختصر ١٤ / ١٣٩ والمطبوعة : وغلت.

(٤) الأصل : خبر.

(٥) بعدها في المختصر والمطبوعة : فضربت بابها ، وقلت للبواب ، افتح لفلان سياف الملك ورسوله ، وكنت أشبه به ، فأعلم ذلك صاحب عمورية.

(٦) المثال : الفراش.

(٧) يعني أجهزت عليك.

(٨) كذا ، وفي المختصر ١٤ / ١٣٩ «يد لامس».

٤٠٤

البلاد ، وملئوا أيديهم غنائم ، وهذا آخر خبر جاءني أنهم بوادي كذا وكذا ، فصدقتك وليس عندي من خبرهم غير هذا ، فغمدت سيفي وقلت : ادع لي بطعام ، فدعا ، ثم قمت وقال : اشتدّوا بين يدي رسول الملك حتى يخرج ففعلوا وقصدت إلى السرية حتى قدمت عليهم ، وخرجت بهم بما غنموا ، فهذا أعجب ما كان.

قال : ونا الوليد قال : وأخبرني بعض شيوخنا قال (١) :

رأيت البطّال قافلا من حجّه السنة التي قتل فيها رحمه‌الله ، وهو يخبر أنه لم يزل فيما مضى من عمره مشتغلا عن حجة الإسلام بما فتح له من الجهاد ، وسأل الله الحجّ والشهادة ، فإنّ الله قد قضى عنه حجته ، وهو يرجو أن يرزقه الشهادة في عامه هذا ، ثم مضى إلى منزله وغزا من عامه فاستشهد.

عن الوليد ، قال : وأخبرني عبد الرّحمن بن جابر قال :

فحدّثني من سمع البطّال يخبر مالك بن شبيب ـ يعني ـ أمير مقدمة الجيش الذي قتل فيه ـ عن خبر بطريق «أقرن» صهر البطّال أن ليون طاغية الروم قد أقبل في نحو مائة ألف.

فذكر الحديث في إشارة البطّال عليه باللحاق ببعض مدن الروم المقفلة المخرّبة ، والتحصن به حتى يلحقهم الأمير سليمان بن هشام ، وعصيان مالك بن شبيب البطّال في رأيه هذا.

قال : ولقيناه يعني ليون فقاتل مالك ومن معه حتى قتل في جماعة من المسلمين ، والبطّال عصمة لمن بقي من الناس ، ووال عليهم ، قد أمرهم أن لا يعصوه ، فلا يذكروا له اسما ، فتجمعوا عليه ، فشدّ عليهم حتى حمل حملة من ذلك ؛ فذكر بعض من كان معه اسمه وناداه (٢) فشدّت عليه فرسان الروم حتى شالته برماحها عن سرجه ، وألقته إلى الأرض ، وأقبلت تشدّ على بقية الناس ، والناس معتصمون بسيوفهم حتى كان مع اصفرار الشمس.

قال الوليد : قال غير ابن جابر وليون طاغية الروم قد نزل عن دابته ، وضرب له مفازة وأمر برهبته وأساقفته فحضروا ، فرفع يده ورفعوا أيديهم يستنصرون على المسلمين وزاد أمر قلتهم وقلة من بقي ، فقال ناد : يا غلام برفع السيف وترك بقية القوم لله ، وانصرفوا بنا إلى معسكرنا ، والقوم في بلادنا نغاديهم ، ففعل.

__________________

(١) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٣٦٤ من طريق الوليد.

(٢) الأصل : «وقداه» والمثبت عن البداية والنهاية ٩ / ٣٦٤.

٤٠٥

قال ابن جابر : وانصرف إلى معسكره وبات ، وأمر البطال مناديا ، فنادى أيها الناس عليكم بسنادة (١) فادخلوها وتحصنوا فيها ، وأمّر البطّال رجلا على مقدمتهم ، وآخر على ساقتهم ، لا يخلّف جريحا ولا ضعيفا فيما قدر عليه ، وثبت في مكانه ، وثبت معه قريب له في ناس من مواليه ، وأمر من يسير في أوائلهم ، من يقول : أيّها الناس الحقوا ، فإن البطّال يسير باخراكم ، وأمر من يقول في أخراهم : أيّها الناس الحقوا فإن البطّال في أولاكم يهديكم الطريق ، ويهيئ منزلكم بسنادة ، فمضوا (٢) الناس ، فلم يصبحوا إلّا وقد دخلوا سنادة وافتقدوا البطّال ، فأجمع رأيهم على تحصينها والقتال عليها (٣).

قال (٤) : وأصبح البطّال في مكانه في المعركة به رمق ، فلما كان من الغد ركب ليون بجيشه حتى أتى المعركة ، فوجدهم قد دخلوا سنادة إلّا البطّال ومن بقي معه ، فأخبر به فأتاه حتى وقف عليه فقال : أبا يحيى كيف رأيت؟ قال : ما رأيت كذلك الأبطال تقتل وتقتل. قال ليون : عليّ بالأطباء ، فأتي بهم ، فأمرهم بالنظر في جراحه ، فأخبروه أنها قد أنفذت مقاتله (٥) ، فقال : هل من حاجة؟ قال : نعم ، تأمر من ثبت معي ، ومن في أيديكم من أسارى المسلمين بولايتي وكفني والصلاة عليّ ، ودفني ، وتخلي سبيل من ثبت عندي ، ففعل ذلك ، وقصد إلى الناس بسنادة فحاصرهم ، فبينما هم على ذلك إذ أشرف من سند أو شيء مشرف على فرسه في رجال على خيول الطلائع وهو يقول : أيها الناس أنا ثابت البهراني رسول الأمير سليمان بن هشام يخبر سرعة سيره إليكم ، وهو آتيكم أحد اليومين ، فسر ذلك المسلمين ، وأصبح ليون سائرا بعسكره قافلا إلى القسطنطينة حتى دخلها وأقبل سليمان بمن معه حتى نزل بسنادة وأصلح إلى من كان بها حتى رحل عنها وقال الشاعر :

ألم يبلغك من أنباء جيش

بأقرن (٦) غودروا جثثا رماما

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل وتاريخ الإسلام والمختصر والمطبوعة. ولم أعثر على هذا الموضع وفي معجم البلدان : سنباده؟!.

(٢) كذا بالأصل.

(٣) الخبر من طريق الوليد في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٤٠٩.

(٤) انظر تاريخ الإسلام ص ٤٠٩ ـ ٤١٠ والبداية والنهاية ٩ / ٣٦٥ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٢٦٩.

(٥) في البداية والنهاية : فإذا جراحه قد وصلت إلى مقاتله.

(٦) أقرن : موضع في شعر امرئ القيس (معجم البلدان) وفي معجم ما استعجم : موضع في ديار بني عبس ، وفي القاموس المحيط : قرن : أقرن بضم الراء موضع بالروم.

٤٠٦

غدوا من عندنا نصرتم (١) أمرا

تجيئون المهادي والظلاما

تقودهم حتوف لم يطيقوا

لها دفعا هناك ولا خصاما

ولاقتهم زحوف الروم تهدي

بجرّار الضّحى بعض (٢) الأكاما

كأن جموعهم لما تلاقوا

ركام رائح يتلو ركاما

تلألأ بعضهم لما أتوهم

مع الإشراق قد لبسوا اللأما (٣)

فكان لهم به يوم عصيب

أثار السابحات به القتاما

معارك لم تقم فيها بشجو

نوائح يلتزمن (٤) به التزاما

نأت عن مالك (٥) فيه بواكي

ثواكل قد شجين به اهتماما

ولم تهمل على البطّال عين

هناك بعبرة تشفي الهياما

عشية باشر الأهوال صبرا

بخيل تخرق الجيش اللهياما

يكرّ عليهم بالخيل طعنا

وضربا بقتل البطل الهماما

إذا ما خيله حملت عليهم

تداعوا من مخافته انهزاما

فإن يعلونه (٦) الأسباب يوما

فقد تلقاه مغوارا حماما (٧)

ولم أر مثله أمضى جنانا

وأحمد مشهدا وأقلّ ذاما

فلا تبعد هنالك من شهيد

فإنك كنت للهيجا حساما

قال أبو عبد الله بن عائذ : وليس هذا الشعر من حديث الوليد.

أنبأنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا الحسن بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر (٨) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا علي بن الحسن ، عن أبي محمّد السّكوني ، عن أبي بكر بن عيّاش قال :

قيل للبطّال : ما الشجاعة؟ قال : صبر ساعة.

ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى : أن البطّال قتلته الروم في سنة اثنتي (٩) عشرة ومائة.

__________________

(١) في المطبوعة : بصريم أمر يجوبون المهاوي. (٢) كذا ، وفي المطبوعة : يقص.

(٣) اللأما جمع لأمة ، وتجمع على اللئام واللّؤم.

(٤) المطبوعة : «نوائح يلتدمن به التداما» وهو أشبه.

(٥) هو مالك بن شبيب ، وقد مرّ ذكره في الخبر السابق.

(٦) كذا ، وفي المطبوعة : فإن تعلق به الأسباب.

(٧) الحمام : السيد الشريف.

(٨) بالأصل : عمرو.

(٩) الأصل : «اثني» انظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٤١٠.

٤٠٧

وذكر أبو حسان الزيادي أنه قتل في سنة ثلاث عشرة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : وفيها ـ يعني ـ سنة إحدى وعشرين (٢) ومائة قتل البطّال بأرض الروم (٣).

أخبرنا (٤) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال (٥) :

٣٦٤٨ ـ عبد الله الطويل

إن لم يكن عبد الله بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر فهو غيره

حدّث عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

روى عنه : سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسين (٦) محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي ، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان التميمي ، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا الوليد بن مسلم ، وعبد الله الطويل ، وعمر بن عبد الواحد قالوا : أنبأ ابن جابر ، حدّثني سليم بن عامر الكلاعي قال : سمعت أوسط البجلي يقول : سمعت أبا بكر الصّدّيق يقول :

قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام الأول ـ فبأبي هو وأمّي ـ ثم خنقته العبرة ، ثم عاد فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام الأول يقول : «سلوا الله عزوجل العافية والمعافاة ، فإنه ما أوتي عبد [بعد](٧) يقين خيرا من معافاة» [٦٩٠٦].

٣٦٤٩ ـ عبد الله العابد

حكى عنه حسين بن المصري أحد شيوخ الصّوفيّة.

__________________

(١) تاريخ خليفة ص ٣٥٢ والبداية والنهاية ٩ / ٣٦٥ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٤١٠ نقلا عن خليفة.

(٢) عن تاريخ خليفة وبالأصل : إحدى عشر.

(٣) وذكر الطبري وفاته سنة ١٢٢ وفي الوافي : قتل سنة ١١٣ وقيل سنة ثنتين وعشرين ومائة.

(٤) ما بين الرقمين ليس في المطبوعة.

(٥) ما بين الرقمين ليس في المطبوعة.

(٦) المطبوعة : أبو الحسن.

(٧) زيادة للإيضاح عن المختصر ١٤ / ١٤٢.

٤٠٨

كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي.

وأنبأنا أبو الحسن الموازيني ، عن عبد العزيز بن بندار.

قالا : أنا أبو الحسن بن جهضم ، نا جعفر الخلدي قال : وسمعت أبا القاسم الجنيد يقول : سمعت حسين بن المصري يقول :

كنت بدمشق وكان خارجها جبل فوقه رجل يقال له عثمان ، مع أصحابه يتعبّدون ، وكان في أسفل الجبل آخر يقال له : عبد الله مع غلمانه ، فكان يوصف عنه أنه إذا سمع شيئا من الذكر غدا فلم يردّه شيء ، لا نهر ، ولا ساقية ، ولا واد.

قال حسين : فبينما أنا عنده ذات يوم إذ قرأ قارئ ، قال : فتهيّأ له غلمانه ، فتبعوه حتى استقبله نار للأعراب قد أوقدوها ، قال : فوقع بعضه على النار ، وبعضه على الأرض فحملوه.

قال الجنيد : أيش تقول في رجل وقعت به حالة هي أقوى من النار.

٣٦٥٠ ـ عبد الله

أحد أصحاب أبي عبيد محمّد بن حسان البسري (١).

حكى عن أبي عبيد.

حكى عنه : أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكّي (٢) ، أنا الحسين (٣) بن يحيى بن إبراهيم ، أنا الحسن بن علي بن محمّد الشيرازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ ونقلته من خطّه ، أنا أبو الفتح عبد الجبّار بن عبد الله بن إبراهيم الرّازي الأردستاني الجوهري الواعظ ، نا الأستاذ الزاهد أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ.

__________________

(١) هذه النسبة إلى بسر بالضم اسم قرية من أعمال حوران من أراضي دمشق بموضع يقال له : «اللحا» ينسب إليها أبو عبيد محمد بن حسان البسري الحساني الزاهد.

وجاء في الأنساب للسمعاني خلاف هذا فاعتبره منسوبا إلى بصرى من قرى الشام ، وأبدل الصاد بالسين فقالوا : البسري ، كما قالوا في السويق : «الصويق».

(٢) المشيخة ١٦ / أ.

(٣) المطبوعة : الحسن.

٤٠٩

[قالا :](١) أنا أبو الحسن علي بن عبد (٢) بن الجبلي ـ بمكة حرسها الله ـ نا جعفر الخوّاص ، حدّثني أحمد بن مسروق ، حدّثني عبد الله غلام لأبي عبيد البسري قال :

كنت معه يوما قاعدا بدمشق أنا وجماعة من إخوانه ، إذ مرّ رجل على دابة وخلفه غلام يعدو قد انبهر بيده غاشية (٣) ، فلما حاذى أبا عبيد قال : اللهم أعتقني وأرحني منه ـ زاد الشيرازي : ثم التفت إلى الجماعة وقال : ادعوا الله لي ، ثم اتفقا ، فقالا (٤) : ـ فقال أبو عبيد : اللهمّ أعتقه من النار ، ومن الرقّ.

فعثرت الدابة بمولاه فسقط إلى الأرض ، فالتفت إلى الغلام فقال له : أنت حرّ لوجه الله ، قال : فرمى بالغاشية إليه وقال : يا مولاي أنت لم تعتقني إنّما أعتقني هؤلاء ، فصحب أصحابنا ، وتوفي بينهم.

٣٦٥١ ـ عبد الله بن الشاهد الفرغاني

ولي قضاء دمشق نيابة عن قاضيها محمّد بن العباس الجمحي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله بن مروان قال :

وكان خليفته (٥) ـ يعني : محمّد بن العبّاس الجمحي ـ عبد الله بن محمّد القزويني ، وقبله عبد الله بن الشاهد الفرغاني ، وفي آخر أيامه.

٣٦٥٢ ـ عبد الله المتزهد

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن منصور :

مات عبد الله المتزهد المقيم ـ كان ـ بمسجد أبي صالح في عشر ذي الحجة من سنة اثنتين (٦) وتسعين وأربع مائة.

__________________

(١) الزيادة لازمة لتقويم السند.

(٢) في المطبوعة : «عبد الله» وفي الأنساب : الجبلي : «علي بن عبد الله الجبلي ، هو علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني نسبه إلى الجبل لأن همذان من الجبل» ولا أدري إذا كان هو الرجل المقصود.

(٣) الغاشة : الحديدة التي فوق مؤخرة الرحل (اللسان)

(٤) بالأصل : فقال.

(٥) الأصل : خليفة ، وجاءت صوابا في المطبوعة.

(٦) بالأصل : اثنين.

٤١٠

ذكر من أسماءهم على التبعيد

مع مراعاة الحروف في أسماء الله تعالى

حرف (١) الألف

ذكر من اسمه عبد الأعلى

٣٦٥٣ ـ عبد الأعلى بن سراقة

والد عثمان بن عبد الأعلى.

حكى عن أبيه.

حكى عنه مخنف بن عبد الله بن يزيد بن المغفّل.

٣٦٥٤ ـ عبد الأعلى بن صعصعة

كان في صحابة هشام بن عبد الملك.

حكى عن هشام ، وزيد بن علي بن الحسين ، وداود بن علي بن عبد الله.

حكى عنه : قريب بن عبد الملك بن علي والد الأصمعي.

٣٦٥٥ ـ عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز

ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس

أبو (٢) عبد الرّحمن القرشي البصري (٣)

رأى صفية بنت شيبة (٤) ، ولها رؤية من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وحدّث عن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي.

__________________

(١) بالأصل : ذكر.

(٢) بالأصل : «بن» والصواب عن تهذيب الكمال.

(٣) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ٨ وتهذيب التهذيب ٣ / ٣١٠ ، وجمهرة ابن حزم ص ٧٥ والتاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٧١ والجرح والتعديل ٦ / ....

وكريز بالتصغير (تقريب التهذيب).

(٤) بالأصل : «صفية سنة ست» والصواب عن تهذيب الكمال. وزيد فيه : وروى عنها.

٤١١

وروى عنه : خالد بن مهران الحذّاء وعمرو بن الأصبغ البصريان.

ووفد على هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن محمّد البزار المعروف بالحافظ ، أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي أبو بكر ، نا أبو هاشم زياد بن أيوب ، نا إسماعيل ـ يعني ـ ابن (١) عليّة ، أنا خالد الحذّاء ، عن عبد الأعلى بن (٢) عبد الله بن عامر القرشي ، عن عبد الله بن الحارث الهاشمي ، قال :

خطب عمر بن الخطاب بالشام والجاثليق ماثل ـ معناه : قائم ـ فتشهّد ، فقال : من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له. قال الجاثليق : لا ، فقال عمر : ما تقول؟ فقالوا ، فأعاده ، فقال : من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، قال الجاثليق بجبته ينفضها ، وقال : إنّ الله لا يضلّ أحدا ، فقال عمر : ما يقول؟ فقالوا ، قال : كذبت عدو الله ، الله خلقك ، والله أضلّك ، ثم يميتك ، فيدخلك النار إن شاء الله ، والله لو لا ولث (٣) عهد لك لضربت عنقك ، ثم قال : إنّ الله خلق آدم ثم نثر (٤) ذريته ثم كتب أهل الجنّة وما هم عاملون ، وكتب أهل النار وما هم عاملون ، ثم قال : هؤلاء لهذه ، وهؤلاء لهذه.

قال : فصدع (٥) الناس ، ولا يتنازع اثنان في القدر.

قال : وقد كان قبل ذلك شيء من التنازع.

تابعه الثوري ، وحمّاد بن سلمة عن خالد الحذّاء (٦) :

أنا أبو محمّد عبد الجبّار (٧).

__________________

(١) الأصل : أبي ، خطأ ، واسمه : إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ، وعلية أمه ، ترجمته في تهذيب الكمال ٢ / ١٢٧.

(٢) بالأصل : عن.

(٣) ولث أي طرف من عقد أو يسير منه (اللسان : ولث).

(٤) عن المختصر ١٤ / ١٤٣ وبالأصل : بين.

(٥) المختصر والمطبوعة : فتصدع.

(٦) بعدها في الأصل : اسلوه في القدرية.

(٧) كذا بالأصل ، وثمة سقط في الكلام ، وقد ورد هنا في المطبوعة خبر ، أوله :

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال : وسيرد في الأصل المعتمد لدينا (النسخة المغربية) بعد ثمانية أخبار.

٤١٢

ذكر أبو محمّد عبد الله بن سعيد (١) القطربلي (٢) ـ فيما نقلته من خطه ـ قال :

كان عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر يفد إلى هشام بن عبد الملك ، فيتكلم عنده ، فيعجب مسلمة كلامه ويقول : والله إنّي لأرفع كور العمامة عن أذني لأستفرغ كلام ابن عامر ويقول : إنّ الرجل يكلمني في الحاجة ما (٣) يستوجبها فيلحن ، فكأنه يقضمني حبّ الرمان الحامض حتى يسكت ، فأرده عنها ، ويكلمني الرجل في الحاجة ما يستوجبها ، فيعرب ، فأجيبه إليها.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد ابن المبارك : وأبو الفضل بن خيرون قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال (٤) : في الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة : عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، يكنى أبا عبد الرّحمن ، بكنية أبيه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين (٥) المبارك بن عبد الجبّار ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٦) قال (٧) : عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي عن عبد الله بن الحارث ، روى عنه خالد الحذّاء ، نسبه عمرو بن الأصبغ ، هو البصري (٨)

أخبرنا (٩) أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلّال ـ شفاها (١٠) ـ قال : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (١١) : عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي ، روى عن عبد الله بن الحارث

__________________

(١) المطبوعة : سعد.

(٢) هذه النسبة ـ ضبطت عن الأنساب ـ إلى قطربل قرية من قرى بغداد.

(٣) ليست في مختصر ابن منظور ١٤ / ١٤٤ والمطبوعة.

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٣٦٣ رقم ١٧٤٥.

(٥) بالأصل : أبو الحسن ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ٧١.

(٧) بعدها بالأصل : ما رواه.

(٨) بعدها بالأصل : ما رواه.

(٩) كتبت فوقها بالمطبوعة : مساواة.

(١٠) كتبت فوقها بالمطبوعة : إذنا.

(١١) الجرح والتعديل ٦ / ٢٧.

٤١٣

قال : خطب عمر ، روى عنه خالد الحذاء ، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي (١) علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أبو بكر أحمد (٢) بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عبد الرّحمن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي البصري ، عن عبد الله بن الحارث ، روى عنه خالد ابن مهران الحذّاء.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ الأمير أبو محمّد الحسن (٣) بن عيسى بن المقتدر بالله ، أنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري ، قال : قرئ على أبي القاسم الصائغ ، نا أبو علي الهاشمي ، نا عمر بن شبّة ، نا أبو عاصم قال :

سأل سائل عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ، وليس عليه إلّا إزار ، فقال : أمدد طرف الإزار ، ثم اجذبه إليك ، ففعل السائل ، وتوارى عبد الأعلى بباب بيته ثم أغلقه على نفسه (٤).

أنبأنا أبو المعالي ثعلب (٥) بن جعفر ، أنا أبي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أبي البيع ، أنا أبو الحسن بن رزقويه (٦) أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا الحارث بن محمّد (٧) ، أنا أبو الحسن المدائني (٨) قال :

كان عبد الأعلى كثير الطعام ، فقال (٩) بلال بن أبي بردة للجارود (١٠) بن أبي سبرة ، أخبرني عن طعام عبد الأعلى. قال : كثير ، قال : فكيف (١١) طعامه؟ قال : يأتيه طالب (١٢) الطعام ، فيقوم بين يديه فيقول له : ما عندك من الطعام؟ فيصف له طعامه ، قال بلال : ولم يفعل

__________________

(١) الأصل : أبو علي.

(٢) بالأصل : «محمد» تصحيف ، والسند معروف.

(٣) الأصل : الحسين ، خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٤) الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ٨ من طريق عمر بن شبة.

(٥) تقرأ بالأصل : «نصر» خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف وانظر المشيخة ٣٧ / أ.

(٦) «بن رزقويه» مكانها غير مقروء بالأصل والمثبت عن المطبوعة.

(٧) الخبر في تهذيب الكمال ١١ / ٨ من طريق الحارث بن أبي أسامة.

(٨) عن تهذيب الكمال وبالأصل : الداري.

(٩) «كثير الطعام فقال» عن تهذيب الكمال ، ومكانها بالأصل : «محمد العطار نقل» ولا معنى لها.

(١٠) بالأصل : «الجارودس في سيرة» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(١١) تهذيب الكمال : فكيف هو على طعامه.

(١٢) تهذيب الكمال والمختصر ١٤ / ١٤٤ «صاحب الطعام» وهو الصواب باعتبار ما يأتي ، وفي المطبوعة : «طالب».

٤١٤

هذا؟ قال لعل بعض من عنده يشتهي بعض تلك الأطعمة ، فيبقي نفسه للذي يشتهي ، فيدعو بالطعام فيتحدث عليه (١) ، ويتناول أول الطعام فيقسم بينهم ويأكل ويحمد (٢) ، قال : ولم؟

قال : يريد أن يكون آخر من يأكل.

أخبرنا (٣) أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي بالله.

ح (٤) وأخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى بن الفراء ، أنا أبي.

قالا (٥) : أنا عبد الله بن أحمد الصيدلاني ، أنا محمّد بن مخلد العطّار قال : قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدّثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عيّاش : عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ، يكنى أبا عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي ، أنا أبو بكر أحمد (٦) بن الحسين البيهقي قال : أنبأني أبو عبد الله الحافظ ـ إجازة ـ عن أبي العبّاس ، عن الربيع ، عن الشافعي قال : أنا عبد الرّحمن بن الحسين (٧) بن القاسم الأزرقي عن أبيه ، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر قال :

قدمت مع أمي ـ أو قال جدتي ـ مكة فأتتها صفية بنت شيبة فأكرمتها ، وفعلت بها ، فقالت صفية : ما أدري ما أكافئها به ، فأرسلت إليها قطعة من الركن ، فخرجنا بها أول منزلة (٨) فذكر من مرضهم وعلتهم جميعا قال : فقالت أمي وجدّتي (٩) : ما أرانا أتينا إلّا أنا أخرجنا هذه القطعة من الركن ، فقالت لي : ـ وكنت أسنهم (١٠) ـ انطلق بهذه القطعة إلى صفية فردّها وقل لها : إن الله وضع في حرمه شيئا فلا يرضى (١١) أن يخرجه منه.

__________________

(١) بعدها في تهذيب الكمال : ويضحك أصحابه.

(٢) كذا بالأصل ، وفي تهذيب الكمال والمختصر : «ولا يجهد» وفي المطبوعة : ولا يحمد.

(٣) قدم هذا الخبر في المطبوعة إلى ما قبل الأخبار الثلاثة السابقة.

(٤) الأصل : «المحلى» والصواب ما أثبت وضبط ، والسند معروف.

(٥) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل.

(٦) بالأصل : قال.

(٧) بالأصل : «أبو عبد الله بن الحسين» والسند معروف.

(٨) في المختصر ١٤ / ١٤٣ والمطبوعة : فخرجنا بها ، فنزلنا أول منزل.

(٩) في المختصر والمطبوعة : «أو جدتي» وهو أشبه.

(١٠) كذا بالأصل ، وفي المختصر والمطبوعة : أمثلهم (يعني : أفضلهم).

(١١) المختصر والمطبوعة : فلا ينبغي أن يخرج منه.

٤١٥

قال عبد الأعلى : فقالوا لي : فما هو إلّا أن نجّينا دخولك الحرم ، فكأنما استيقظنا من غفلة (١)(٢).

٣٦٥٦ ـ عبد الأعلى بن أبي عبد الله الغبري (٣)

وفد على عمر بن عبد العزيز ، [و] حكى عنه.

روى عنه : خالد بن عمرو الأموي.

[وذكر أبو بكر بن أبي الدّنيا في كتاب «البكاء» حدّثني محمد بن الحسين حدّثني خالد بن عمرو الأموي](٤) نا عبد الأعلى بن أبي عبد الله الغبري قال :

رأيت عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة في ثياب دسمة (٥) ، ووراءه حبشي يمشي ، فلما انتهى إلى الناس رجع الحبشي ، فكان عمر إذا انتهى إلى الرجلين قال : هكذا رحمكما الله ، حتى صعد المنبر ، فخطب ، فقرأ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) فقال : وما شأن الشمس (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) حتى انتهى (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ)(٦) فبكى وبكى أهل المسجد ، وارتجّ المسجد بالبكاء ، حتى رأيت أن حيطان تبكي معه.

٣٦٥٧ ـ عبد الأعلى بن أبي عمرة الشّيباني مولاهم

سمع عبد الله بن عمر.

وحدّث عن عبادة بن نسيّ.

وحكى عن عمر بن عبد العزيز.

وروى عنه : سلمة بن المغيرة [وشعيب بن أبي حمزة ، وعبيد الله بن المغيرة](٧) بن معيقيب السّبائي (٨) المصري.

__________________

(١) في المختصر والمطبوعة : فكأنما أنشطنا من عقال.

(٢) قدم الخبر في المطبوعة إلى ما قبل الأخبار الثمانية السابقة.

(٣) ضبطت بضم الغين وفتح الباء ثم الراء عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى بني غبر : بطن من بني يشكر.

(٤) ما بين معكوفتين أضيف لتقويم السند عن المطبوعة.

(٥) ثياب دسمة : أي وسخة ، والمراد هنا ليس المعنى الحرفي والدقيق للّفظة ، إنما عنى أنه كان في ثياب متواضعة زهيدة بعيدة عن التأنق والزهو.

(٦) سورة التكوير ، الآيات من ١ ـ ١٣.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن المطبوعة ، للإيضاح.

(٨) غير واضحة بالأصل والصواب ما أثبت ، وفي الأنساب : السّبئي وهذه النسبة إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن

٤١٦

وأرسله عمر بن عبد العزيز في مفاداة أسرى المسلمين من الروم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نبأ سليمان بن أحمد (١) ، نا أحمد بن المعلّى ، نا هشام بن عمّار ، نا عبد الله بن يزيد البكري ، نا شعيب بن أبي حمزة ، عن عبد الأعلى بن أبي عمرة ، عن عبادة بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل.

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «المجرّة التي في السماء هي عرق الأفعى التي تحت العرش» [٦٩٠٧]

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس العلوي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني (٢) اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أبو سعيد بن يونس ، نا عاصم بن رازاح (٣) بن رحب الخولاني ، نا حبيس (٤) بن عابد ، نا النضر بن عبد الجبّار ، نا ابن (٥) لهيعة ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الأعلى بن أبي عمرة :

أن عبد العزيز بن مروان أرسل معه إلى ابن عمر ألف دينار ، فقبلها.

قال : وأنا ابن يونس ، نا أحمد بن محمّد بن سلامة ، نا عبيد الله بن سعيد بن عفير ، حدّثني أبي قال :

وكان عبد الأعلى بن أبي عمرة على أخت موسى بن نصير ، وكانت له من عبد العزيز بن مروان منزلة ، فخطت له داره ذات الحمام ، وسأل عبد العزيز حين قدم من عند «اليون» صاحب الروم فقال : قد أبليت المسلمين في وجهي هذا نصحا ، فأمر لي بأربعة سواري من خراب الإسكندرية ، فأمر له بها ، فهي على حوض حمامه الأعظم.

قال أبو سعيد : وهو حمام التبن.

__________________

قحطان ، وهم رهط ينسبون إليه ، عامتهم مصريون وذكره السمعاني : أبو المغيرة عبد الله بن المغيرة بن معيقيب السّبئي.

وانظر ترجمة عبيد الله في تهذيب الكمال ١٢ / ٢٧٠.

(١) المعجم الكبير للطبراني ٢٠ / ٦٧ رقم ١٢٣.

(٢) المطبوعة : وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما.

(٣) بالأصل : رواح ، والمثبت «رازح» براء ثم زاي ، عن تبصير المنتبه ٢ / ٥٨٤ وفيه : عاصم بن رازح من نبلاء المصريين.

(٤) بالأصل : «حيس» والصواب ما أثبت وضبط عن تبصير المنتبه ٢ / ٥٤٠.

(٥) الأصل : أبي.

٤١٧

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد ، نا عمي ، عن أبيه ، عن ابن (١) إسحاق ، حدّثني صالح بن كيسان.

أن خالد بن الوليد سار حتى نزل على عين التمر (٢) ، فقتل وسبى ، فكان من تلك السبايا أبو عمرة ، مولى بني شيبان ، وهو أبو عبد الأعلى بن أبي عمرة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح (٣) وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نبأ يعقوب بن سفيان ، نا عمّار بن الحسن (٤) ، عن سلمة بن الفضل ، عن ابن (٥) إسحاق قال : ثم سار خالد حتى نزل على عين التمر ، وأغار على أهلها ، وسبى من عين التمر ، فكان من تلك السبايا أبو عمرة.

أخبرنا (٦) أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ـ في كتابيهما ـ وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أبو سعيد بن يونس قال :

عبد الأعلى بن أبي عمرة مولى بني شيبان ، روى (٧) عن عبد الله بن عمر ، روى عنه عبيد الله بن المغيرة ، وكان عبد العزيز بن مروان أرسله إلى اليون ملك الروم.

أخبرنا (٨) أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب (٩) ، أنا أحمد بن عمير (١٠) ـ إجازة ـ.

ح أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير (١١) قال : نبأ أبو الحسن بن سميع

__________________

(١) بالأصل : «أبي».

(٢) عين التمر : بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة ، فتحها خالد بن الوليد في سنة ١٢ (معجم البلدان).

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل.

(٤) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٣ / ٤٢٨.

(٥) بالأصل : «أبي».

(٦) أخّر الخبر التالي في المطبوعة إلى ما بعد الخبر تاليه.

(٧) المطبوعة : يروي.

(٨) قدّم الخبر التالي في المطبوعة إلى ما قبل الخبر السابق.

(٩) الأصل : غياث ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(١٠) الأصل : «عمر» والصواب ما أثبت وضبط ، والسند معروف.

(١١) الأصل : «عمر» والصواب ما أثبت وضبط ، والسند معروف.

٤١٨

قال في الطبقة الرابعة : عبد الأعلى بن أبي عمرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم البسري ، نا محمّد بن عائذ ، أخبرني إسماعيل بن عيّاش ، عن ابن أنعم (١) عن المغيرة بن سلمة ، عن عبد الأعلى بن أبي عمرة قال :

لما بعثني [عمر](٢) ابن عبد العزيز لفداء أسراء القسطنطينية قلت : أرأيت إن أبوا أن يفدوا الرجل بالرجل كيف أصنع؟ قال : ردّهم ، قلت : أرأيت إن أبوا أن يفدوا الرجل بالاثنين؟ قال : فأعطهم ثلاثة ، قلت : فإن أبوا إلّا أربعة ، قال : فأعطهم بكل مسلم ما سألوا ، فو الله للرجل من المسلمين أحبّ إليّ من كل مشرك عندي ، إنّك ما فديت به المسلم فقد ظفرت ، إنك إنما تشتري الإسلام.

قال : فقلت له : أرأيت إن وجدت رجالا قد تنصّروا فأرادوا أن يرجعوا إلى الإسلام أفديهم؟ قال : نعم ، بمثل ما يفدى به غيرهم (٣) ، قال : فقلت له : أرأيت العبيد أفديهم إذا كانوا مسلمين؟ قال : نعم ، بمثل ما يفدى به غيرهم ، قال : قلت : أرأيت إن وجدت منهم من قد تنصّر فأراد أن يرجع إلى الإسلام؟ قال : أصنع بهم مثل ما تصنع مع غيرهم.

قال : فصالحت عظيم الروم على رجل من المسلمين برجلين من الروم.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل ، أنا أبو طاهر أحمد بن عبيد الله بن سوار المقرئ ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة ، أنبأ أبو سعيد الحسن بن عبد الله السّيرافي النحوي ، حدّثني محمّد بن منصور بن مزيد بن أبي الأزهر النحوي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني علي بن صالح عن عامر بن صالح قال :

دخل الوليد بن يزيد بعض كنائس الشام فكتب في بعض حيطانها بفحمة : هذا البيت

__________________

(١) بالأصل : «عن أبو نعيم» تحريف ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمة إسماعيل بن عياش في تهذيب الكمال ٢ / ٢٠٨ وفيها روى عن : ... وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ١٨٦.

(٢) زيادة للإيضاح عن المختصر ١٤ / ١٤٥.

(٣) بعدها في المختصر ١٤ / ١٤٦ والمطبوعة :

قال : فقلت له : أرأيت إن وجدت امرأة قد تنصرت ، فأرادت أن ترجع إلى الإسلام؟ قال : افدها بمثل ما تفدي به غيرها.

٤١٩

ما أرى العيش غير أن تتبع (١)

النفس هواها ، فمخطئا أو مصيبا

قال : فرأى عبد الله بن عبد الأعلى ذلك البيت فكتب تحته عبد الأعلى :

إن كنت تعلم حين تصبح آمنا

أن المنايا إن أقامت (٢) تقيم

فالزم هواك لما أردت فإنه

لا مثل ذلك في النعيم نعيم

٣٦٥٨ ـ عبد الأعلى بن مسهر

أبو درامة الغسّاني (٣)

وصفه سعيد بن عبد العزيز بسرعة الحفظ.

قرأت بخط أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السّلمي ، وذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين محمّد بن عبد الله بن جعفر ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن بشر (٤) الهروي ، حدّثني محمّد بن عوف الحمصي ، قال : سمعت أبا مسهر يقول (٥) :

قال لي سعيد بن عبد العزيز : ما شبّهتك في الحفظ إلّا بجدّك (٦) أبي درامة ، ما كان يسمع شيئا إلّا حفظه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي ـ إجازة ـ أنا جعفر بن محمّد بن نصير ، نا أحمد بن محمّد بن مسروق ، نا أبو القاسم بن عبد الباقي ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، قال :

قلت لأبي مسهر : ما حمل جدّك على أن اكتنى بأبي درامة؟ فقال : وعجائب جدّك كانت واحدة؟ كان إذا استثقل إنسانا قال له : اقرأ ما على هذا :

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر الطوسي ، وأبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر الزّاغوني ، أنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن سعيد بن يعقوب الصّيدلاني ، أنا عمر بن محمّد بن يوسف ، نا عبد الله بن سليمان بن

__________________

(١) الأصل : يتبع.

(٢) المطبوعة : أقمت.

(٣) في تهذيب الكمال ١١ / ١٤ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٢٨ في ترجمة عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى : ذرامة بالذال المعجمة. وفي تهذيب التهذيب في تهذيب التهذيب في نفس الترجمة : قدامة.

(٤) بالأصل : بشير ، خطأ والصواب : بشر ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٥٢.

(٥) الخبر في تهذيب الكمال ١١ / ١٧ في ترجمة أبي مسهر.

(٦) عن تهذيب الكمال وبالأصل : بجدي.

٤٢٠