تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ومات المأمون بالبذندون من أرض الروم لثلاث عشرة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وحمل إلى طرسوس.

قال أبو سعيد المخزومي (١) :

ما رأيت النجوم أغنت عن

المأمون في (٢) عزّ ملكه المأسوس

خلّفوه بعرصتي طرسوس

مثل ما خلفوا أباه بطوس

قال : وكان عمره سبعا وأربعين سنة ، وخلافته من قتل محمّد عشرون سنة وخمسة أشهر ، واثنان وعشرون يوما.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال :

وفيها ـ يعني سنة ثماني عشرة ومائتين ـ كان عبد الله المأمون بالبذندون يوم الخميس لإحدى عشرة خلت من رجب ، وبويع لأبي إسحاق محمّد بن الرشيد ، المعتصم بالله.

٣٦١٢ ـ عبد الله بن هارون

أبو إبراهيم الصّوري

حدث عن الأوزاعي.

روى عنه : سعيد بن عبدوس.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبو إسحاق (٣) أسد بن سليمان بن حبيب بن محمّد الطّبراني ـ بطبرية ـ نا علي بن إسحاق القاضي ، نا سعيد بن عبدوس ، نا أبو إبراهيم عبد الله بن هارون الصّوري ، نا الأوزاعي ، عن الزّهري ، عن نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«خيار أمّتي خمس مائة ، والأبدال أربعون ، فلا الخمسمائة ينقصون ، ولا الأربعون ينقصون ، وكلّما مات بدل أدخل الله سبحانه وتعالى من الخمسمائة مكانه ، وأدخل في الأربعين

__________________

(١) البيتان في تاريخ بغداد ١٠ / ١٩٢ وتاريخ الطبري ٨ / ٦٥٥ ومروج الذهب ٤ / ٥٣ والبداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٣٠٧ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٣٧٢.

(٢) تاريخ بغداد : «ولا عن ملكه المأموس» وفي الطبري والبداية والنهاية : «شيئا أو ملكه المأسوس» وفي مروج الذهب : «المأنوس».

(٣) في المطبوعة : أبو الحسن.

٣٤١

مكانهم فلا الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون» فقالوا (١) : يا رسول الله ، دلّنا على أعمال هؤلاء ، فقال : «هؤلاء يعفون عن من ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويواسون مما أتاهم الله» ، قال : وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل : (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ ، وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ ، وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(٢).

٣٦١٣ ـ عبد الله بن هارون القرحتاوي (٣)

من أهل قرحتا (٤) ، أحد الصالحين.

حكى عن محمّد بن (٥) صالح بن بيهس.

حكى عنه ابن أخيه عبد الملك بن وهيب.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، حدّثني أبو بكر أحمد بن أحمد بن البحتري (٦) ، قال : سمعت عبد الملك بن وهيب من أهل قرحتا (٧) يذكر عن عمّه عبد الله بن هارون وكان من صلحاء الناس.

أنهم شكوا إلى محمّد بن صالح بن بيهس أذية بني الضباب لهم الأعراب ، وكثرة غارتهم عليهم ، فقال لهم : إذا لقيتموهم فارموهم بجزاز (٨) الصوف.

قال وكان ابن بيهس يحمّق.

٣٦١٤ ـ عبد الله بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص

مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي (٩)

[أقدمه معاوية لشيء بلغه عنه](١٠) [أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي ، أنا أبو بكر

__________________

(١) بالأصل : «فقال» والصواب عن المختصر ١٤ / ١٢١.

(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٣٤.

(٣) الأصل : الفرحتاوي ، بالفاء ، والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى قرحتا (في معجم البلدان : قرحتاء) من قرى دمشق.

(٤) بالأصل : فرحتا ، انظر الحاشية السابقة.

(٥) بالأصل : «وصالح» والمثبت عن معجم البلدان.

(٦) مهملة بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن معجم البلدان (قرحتاء).

وفي المطبوعة : «أحمد بن البختري».

(٧) بالأصل : فرحتا ، انظر الحاشية السابقة.

(٨) مهملة بدون إعجام بالأصل والصواب ما أثبت عن القاموس المحيط والجزار ما جزّ من الصوف.

(٩) زيد في المختصر ١٤ / ١٢٢ الزهري الكوفي.

(١٠) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن المختصر والمطبوعة.

٣٤٢

محمد](١) بن علي بن محمّد ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب ، حدّثني أبي علي بن محمّد ، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر القرشي ، حدّثني أحمد بن عبد الله بن جعفر القرشي العامري ، حدّثني أبو هفان ، حدّثني أبو الحسن (٢) المدائني ، عن الهيثم بن عدي ، حدّثني عبد الله بن عيّاش المنتوف ، عن أبي الهيثم الحميري قال : ـ ولقيته في زمن الوليد ، فما رأيت عربيا كان أعلم بالناس منه ، قال :

والله إنّي لعند معاوية ذات يوم وكتب إلى زياد بن أبي سفيان : أن اطلب لي عبد الله بن هاشم المرقال (٣) في منزل سارة مولاة بني هاشم ، فإن ظفرت به فاشدد يده إلى عنقه ، وألبسه مدرعة من صوف ، واحمله على قتب ، ووجّه به إليّ.

فلما قرأ زياد الكتاب طلب الرجل فأصابه ، فوجّه به إليه على حال ما وصف له معاوية ، فلم يصل إلى معاوية حتى لوحته الشمس وغيّرت لونه ، فلما دخل عليه وعنده عمرو بن العاص فقال له معاوية : يا عمرو ، أتعرف الرجل الماثل بين يديك ، فنظر إليه عمرو بن العاص طويلا قال : لا يا أمير المؤمنين ، قال : هذا ابن الذي يقول (٤) :

إنّي شربت النّفس لما اعتلّا

وأكثر (٥) الوين ولم يقلّا

أعور يبغي أهله (٦) محلّا

قد عالج الحياة حتّى ملّا

لا بدّ أن يفل (٧) أو يفلا

أتلّهم (٨) بذي الكعوب تلّا

لا خير منا في كريم ولّى

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن المطبوعة لتقويم السند.

(٢) الأصل : أبو الحسين.

(٣) المرقال هو هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، لقب به يوم صفين ، وقد أعطاه علي رضي‌الله‌عنه الراية ، فجعل يرقل بها ، أي يسرع (اللسان والقاموس : رقل) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨٦.

(٤) الرجز لهاشم المرقال ، وقعة صفين ص ٣٢٧ وانظر الطبري ٥ / ٤٠ و٤٤ والإصابة ٣ / ٥٩٣ ومروج الذهب ٢ / ٤٢٤.

(٥) وفي وقعة صفين : قد أكثروا لومي وما أقلّا. وفي مروج الذهب : قد أكثر القوم. والوين : العيب.

(٦) وقعة صفين : نفسه.

(٧) تقرأ بالأصل : «يغل أو يغلا» بالغين المعجمة ، والصواب عن مروج الذهب ووقعة صفين.

(٨) وقعة صفين :

أشدهم بذي الكعوب شلّا

وفي مروج الذهب :

أشلهم بذي الكعوب شلّا

وذو الكعوب : الرمح.

٣٤٣

قال : عرفت يا أمير المؤمنين الضّب المضبّ (١) فأشخب أوداجه على أثباجه (٢) ، فإنه إن أفلت من حبالك بعد أن زمّت ، ومن قرانك بعد أن حزمت ليحملن عليك جيشا تحيا فيه أصائله ويكثر فيها صهله ودواغله ، فإن العصا من العصية ، ولا تلد الحيّة إلّا حية ، وإنما مثله يا أمير المؤمنين كما قال الشاعر :

أماما قد حللت بلاد قوم

هم الأعداء فالأكباد سود

هم (٣) إن ناجذوني يقتلوني

ومن أثقف (٤) فليس له خلود

قال : فقال عبد الله بن هاشم : فأين كنت عن ذلك يا ابن الأبتر يوم تلوذ بعاتق الدّماث (٥) ويطير مع الغداف (٦) يوم كسرتك بصفين ، وأنت كالأمة السوداء لا تمنع يد لامس.

قال معاوية : تلك أضغاث صفين ، وما ورثك أبوك.

قال : فما فيك يا معاوية ما تنتصر حتى تسلّط علينا عبد سهم؟ والله ، لئن شفيت لأربدن وجهه ، ولأخرسن لسانه ، وليقومن وبين كتفيه عنابة يلين بها أخدعاه فأمر به معاوية إلى الحبس ، وخرج عمرو مغضبا وأنشأ يقول (٧) :

أمرتك أمرا حازما فعصيتني

وكان من التوفيق قتل ابن هاشم

أليس أبوه يا ابن هند الذي به (٨)

رمانا (٩) عليّ يوم حزّ الغلاصم

فقتلنا (١٠) حتى جرت من دمائنا

بصفّين أمثال البحار الخضارم

فهذا ابنه والمرء يشبه عيصه (١١)

ولا شك أن تقرع (١٢) به سن نادم

__________________

(١) أضب فلان على غلّ في قلبه : أضمره.

(٢) الأثباج جمع ثبج ، وثبج كل شيء : معظمه ووسطه وأعلاه ، والثبج : الوسط ، وما بين الكاهل إلى الصدر.

(٣) البيت في تاج العروس بتحقيقنا «ثقف» ١٢ / ١٠٣ ونسبه لعمرو بن ذي كلب برواية :

فإما تثقفوني فاقتلوني

فإن أثقف فسوف ترون بالي

(٤) ثقف الرجل : ظفر به.

(٥) الدماث جمع دمث : السهول من الأرض.

(٦) الغداف : الغراب.

(٧) الأبيات في وقعة صفين ص ٣٤٩ والفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا ٣ / ١٢٥.

(٨) الفتوح : «هو الذي» وفي وقعة صفين : يا معاوية الذي.

(٩) الفتوح : «رماك» وفي وقعة صفين : رماك على جد يحز الغلاصم.

(١٠) وقعة صفين : فما برحوا حتى.

(١١) وقعة صفين : «أصله» وفي الفتوح : شيخه.

(١٢) وقعة صفين : مستقرع إن أبقيته سن نادم.

٣٤٤

فبلغ ذلك عبد الله بن هاشم ، فكتب إلى معاوية من الجيش (١) :

معاوي إن المرء عمرا أبت له

ضغينة صدر ودّها (٢) غير سالم

ترى لك قتلي يا ابن هند وإنّما

ترى ما يرى عمرو ملوك الأعاجم

على انهم لا يقتلون أسيرهم

إذا كان منهم منعة للمسالم

وقد كان منا يوم صفّين وقعة (٣)

عليك حناها هاشم وابن هاشم

مضى (٤) من قضاء الله فيها الذي مضى

وما قد مضى منها كأضغاث حالم

هي الوقعة العظمى التي تعرفونها

وكلّ على (٥) ما فات ليس بنادم

فإن تعف عنّي تعف عن ذي قرابة

وإن تسطوا بي (٦) تستحل محارمي

فقال معاوية (٧) :

أرى العفو عن عليا معد (٨) وسيلة

إلى الله في اليوم العبوس القماطر

فبعث إليه معاوية فأخرجه من الحبس ، فحلف أن لا يخرج عليه ، فأحسن جائزته ، وخلّى سبيله.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو الحسين أحمد بن إسحاق بن نيخاب ، نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي ، نا يحيى بن سليمان ، حدّثني نصر بن مزاحم (٩) ، عن عمر بن سعد ، عن رجل ، عن أبي سلمة قال : لما قتل هاشم بن عتبة وثب ابنه عبد الله بن هاشم فأخذ الراية ، فقاتل مليا ، ثم أسر ، فأتي به معاوية وعنده عمرو بن العاص فقيل : هذا المختال بن المرقال قال : فقال له ابن هاشم : ما أنا بأول رجل خذله قومه ، وأدركه يومه ، فقال له معاوية : تلك أضغان صفين ، وما جنى عليك أبوك ، فقال عمرو : أيها الأمير ، ادفعه إليّ فأشخب

__________________

(١) الأبيات في الفتوح لابن الأعثم ٣ / ١٢٥ ووقعة صفين ص ٣٤٩.

(٢) الفتوح : حرها.

(٣) في وقعة صفين والفتوح : نفرة.

(٤) روايته في وقعة صفين :

قضى الله فيها ما قضى ثمت انقضى

وما ما مضى إلّا كأضغاث حالم

(٥) وقعة صفين والفتوح : على ما قد مضى غير نادم.

(٦) كذا بالأصل ، وفي الفتوح ووقعة صفين : وإن تر قتلي.

(٧) من أبيات في فتوح ابن الأعثم ٣ / ١٢٥.

(٨) الفتوح : قريش.

(٩) قارن مع وقعة صفين (ت. هارون) ص ٣٤٨ ـ ٣٤٩.

٣٤٥

أوداجه على أثباجه ، فقال له ابن هاشم : ألا كان هذا يا ابن العاص ، حيث (١) أدعوك إلى النّزال ، وقد ابتلت أقدام الرجال ، وتضايقت بك المسالك ، وأشرفت على المهالك ، وأيم الله ، لو لا مكانك منه للبست (٢) لك حاقة أرميك من خلالها ، فإنك لا تزال تكثر في دهشك ، وتخطر (٣) في مرسك.

فأعجب معاوية ما سمع من كلامه ، فأمر به إلى الحبس ، وأنشأ يقول عمرو بن العاص أبياتا وبعث بها إلى معاوية :

أمرتك أمرا حازما تعصيني

وكان من التوفيق قتل ابن هاشم

وكان أبوه يا معاوية الذي

رماك على جد بحز الغلاصم

فقتلنا حتى جرت من دمائنا

بصفّين أمثال البحور الخضارم

وهذا ابنه والمرء يشبهه ابنه

ويوشك أن تقرع به سنّ نادم

فبلغ ذلك ابن هاشم وهو في الحبس ، فقال أبياتا وبعث بها إلى معاوية فقال :

معاوي إنّ المرء عمرا أنت له

ضغينة صدر غشّها غير سالم

ترى لك قتلي يا ابن هند وإنّما

ترى ما يرى عمرو ملوك الأعاجم

على أنهم لا يقتلون أسيرهم

إذا كان فيه منعة للمسالم

وقد كان منا يوم صفّين نفرة

عليك جناها هاشم وابن هاشم

هي الوقعة العظمى التي تعرفونها

وما مضى إلّا كأحلام نائم

مضى من قضاء الله فيها الذي مضى

وما ما مضى إلّا كأضغاث حالم

فإن تعف عنّي تعف عن ذي قرابة

وإن تر قتلي تستحل محارمي

قال : فعفا عنه معاوية ، وكساه ، وخلّى سبيله.

قرأت على أبي الحسين محمّد بن كامل بن ديسم ، عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن أبي العيس ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن القاسم بن مرزوق ، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري ، نا يموت بن المزرّع بن يموت البصري ، نا محمّد بن يحيى

__________________

(١) بالأصل : «كيف» وفي وقعة صفين : «حين» والمثبت عن المطبوعة.

(٢) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن الفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا ٣ / ١٢٤ وفي وقعة صفين : النشبت لك مني خافية.

(٣) وقعة صفين : «وتنشب».

٣٤٦

القطعي ، نا الحجّاج بن محمّد الأعور ، عن محمّد بن المتوكّل الباهلي ، عن ورقاء قال : كان (١) صاحب راية علي بن أبي طالب هاشم بن عتبة فقتل فتناول الراية ابنه عبد الله بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص المرقال فقاتل قتالا شديدا ، فلما مضى عليّ استخرجه عبيد الله بن زياد وأبوه زياد من بني أسامة (٢) من منزل امرأة يقال لها أسماء ، وحمله إلى دمشق ، فلما مثل بين يدي معاوية أنشأ يقول :

لقد كان منا يوم صفّين نبوة

عليك جناها هاشم وابن هاشم

مضى من قضاء الله فيها الذي مضى

وكلّ على ما قد مضى غير نادم

فإن تعف عنّي تعف عن ذي قرابة

وإن تر قتلي تستحلّ محارمي

فأنشأ معاوية يقول :

أرى العفو عن عليا قريش وسيلة

إلى الله في اليوم العبوس القماطر

أرى العفو عنه بعد أن ذاب ريشه

وأسلمه بعد الجدود (٣) العواثر

فخلّى سبيله وأحسن إليه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال :

فولد هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة : عبد الرّحمن ، وعبد الله ، وعبد الملك ، وأمّهم أميمة بنت عوف بن سخبرة بن خزيمة بن علاثة بن مرة بن جشم بن الأوس بن عامر بن النعمان بن عثمان بن نصر بن زهران من الأزد.

٣٦١٥ ـ عبد الله بن أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة

ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا الحسن بن حبيب ، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز قال :

__________________

(١) بالأصل : قال.

(٢) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : «سامة» وفي الفتوح لابن الأعثم : من بني ناجية.

(٣) الأصل : «الحدود العوافرا» والمثبت عن المطبوعة.

وروايته في الفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا ٣ / ١٢٥ :

بل العفو منه بعد ما بان ريشه

وزلت به إحدى الحدود العواثر

٣٤٧

لما حضرت عبد الله بن أبي هاشم بن ربيعة الوفاة ـ وكان ولي عهد معاوية ـ ترك مائتي ألف دينار ، فقال : يا ليته كان بعرا محيلا ، يا ليتني غلام من غلمان المهاجرين لي فرس وغلام وبغلان أغزو عليهما في سبيل الله.

قال أبو ريحانة : الله أكبر ، يفرون إلينا ولا نفرّ إليهم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال :

وولد أبو هاشم بن عتبة عبد الله ، وأمّه بنت شيبة من ربيعة.

٣٦١٦ ـ عبد الله بن هانئ

أحد من كان على الشرطة لعبد الملك بن مروان وليها بعد عبد الله بن زيد الحكمي ، ثم عزل ابن هانئ وولاها يزيد بن بشر السّكسكي.

وذكر ذلك أجمع سعيد بن كثير بن عفير.

٣٦١٧ ـ عبد الله بن هبة الله بن القاسم

أبو محمّد الصّوري بن السمسار المعدّل

سمع بدمشق : أبا عبد الله بن سلوان ، وأبا الحسين بن أبي نصر.

وروى عنه الدّهستاني ، وأبو الفرج الصوري.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب ، أنا أبو محمّد عبد الله بن هبة الله بن القاسم الشاهد ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن يحيى المازني أخبرنا الفضل بن جعفر التميمي المؤذّن ، أنا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي ، نا أبو مسهر ، نا أبو سليمان ، عن أبي المحبّر ، عن الأعمش ، عن المقداد قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان في مصر من الأمصار يسعى على عياله في عسره ويسره جاء يوم القيامة مع النبيين أما إنّي لا أقول يمشي معهم ، ولكن في منزلتهم» [٦٨٨٩].

كذا وجدته ، وقد سقط من إسناده إبراهيم (١).

أخبرناه عاليا كذلك أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، أنا أبو عبد الله بن سلوان ،

__________________

(١) يعني إبراهيم النخعي ، بين سليمان بن مهران الأعمش ، والمقداد بن عمرو ، وسيرد في السند التالي.

٣٤٨

أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر ، أنا عبد الرّحمن بن القاسم ، نا أبو مسهر ، نا أبو سليمان ، عن أبي المحبّر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن المقداد.

فذكره وهو منقطع ، فإن إبراهيم النّخعي لم يدرك المقداد.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي ، نا عمر بن أبي الحسن بن سعدويه الدّهستاني ، أخبرنا عبد الله بن هبة الله بن القاسم بن (١) السمسار أبو محمّد ـ بصور ـ أنا محمّد بن علي بن عبد الله النّصيبي ـ بدمشق ـ نا الفضل بن جعفر.

بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي الفرج الخطيب.

توفي أبو محمّد عبد الله بن هبة الله بن القاسم بن (٢) السمسار صبيحة يوم الخميس الثاني وعشرين من محرّم سنة سبع وسبعين وأربعمائة ، ودفن من يومه بعد صلاة العصر ، صلّى عليه الفقيه نصر ، ودفن في الخربة قريبا من قبر أبي علي ، حضرت دفنه والصّلاة عليه.

وسمعت أبا محمّد عبد الله بن إبراهيم الرفاء يقول : سمعته غير مرة ذكر أن مولده سنة خمس وأربع مائة ، وذكر أن له ثلاثا وسبعين سنة ، سمعنا منه ، وكان سماعه صحيحا ، وكانت أفعاله في معاملاته الناس سيئة.

٣٦١٨ ـ عبد الله بن هشام بن عبد الله بن سوار (٣)

أبو الحسين العنسي الداراني

سمع أبا محمّد بن أبي نصر ، وأبا عبد الله بن أبي كامل ، وأبا نصر بن الجندي ، وأبا محمّد عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب ، وعبد الوهّاب الكلابي.

روى عنه نجا بن أحمد ، ورشأ بن نظيف ، وأبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السّمّان (٤).

__________________

(١) «بن» ليست في المطبوعة.

(٢) «بن» ليست في المطبوعة.

(٣) ضبطت عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٩٩ سوار بالكسر والتخفيف : وذكر عبيد الله بن هشام بن سوار وأخوه عبد الواحد شامي ، أخذ الأول عن ابن ماكولا ، سمعا من أبي محمد بن أبي نصر.

أخطأ ابن حجر في اسم الأول ، ففي الاكمال ٤ / ٣٨٧ عبيد الله بن عبد الله بن هشام بن عبد الله بن سوار العنسي ، سمعت منه بدمشق. وهو ابن صاحب الترجمة.

(٤) رسمها بالأصل مضطرب وتقرأ : «السمسار» والصواب عن سير الأعلام (ترجمته ١٨ / ٥٥).

٣٤٩

وذكره لي أبو محمّد بن الأكفاني في : «تتمة تاريخ داريا».

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنشدنا الشيخ أبو الحسين عبد الله بن هشام قال : قال أبو محمّد بن عطية :

إنّ من لم يكن على الناس ذئبا

أكلته في ذا الزمان الذئاب

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني قال :

توفي أبو الحسين عبد الله بن هشام بن سوار الداراني في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.

حدّث عن أبي محمّد عبد الله بن عطية ، وعبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بشيء يسير.

وذكر أبو بكر الحداد : أنه ثقة.

٣٦١٩ ـ عبد الله بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال (١) : وولد هشام بن عبد الملك : عبد الله بن هشام ، وعائشة بنت هشام ، تزوّجها عبيد الله بن مروان بن محمّد (٢) ، وأم عبد الله وعائشة ابني هشام بن عبد الملك عبدة بنت عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية (٣).

٣٦١٩ ـ عبد الله بن همّام بن نبيشة بن رياح بن مالك بن الهجيم

ابن حوزة (٤) بن عمرو بن مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن

أبو عبد الرّحمن السّلولي (٥)

شاعر مشهور من فحول الشعراء من أهل الكوفة.

__________________

(١) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.

(٢) في نسب قريش : عبيد الله بن مروان بن الحكم.

(٣) لها ترجمة في كتابنا «تاريخ مدينة دمشق» ستأتي ضمن تراجم النساء.

(٤) في المختصر ١٤ / ١٢٥ «خوزه» وبالأصل : «حوره».

(٥) ترجمته وأخباره في تاريخ الطبري (الفهارس) ، وجمهرة ابن حزم ص ٢٧١ والبداية والنهاية بتحقيقنا ٨ / ٣٦٢ الوافي بالوفيات ١٧ / ٦٦٤ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٤٧٠ وخزانة الأدب ٣ / ٦٣٨ والشعر والشعراء ص ٤١٢.

٣٥٠

استقدمه يزيد بن معاوية ، وكان قد وجد عليه في أشعار قالها ، فلما قدم عليه مدحه بأشعار حثّه فيها على العهد إلى ابنه معاوية بن يزيد ، وكان يقال له من حسن شعره العطّار.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب ، أنا علي بن عبد العزيز ، قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (١) ، أنا أبو (٢) خليفة الفضل بن الحباب ، نا محمّد بن سلّام قال (٣) : في الطبقة الخامسة من الإسلاميّين فذكرهم وذكر فيهم عبد الله بن همّام السّلولي.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد بن محمّد العلوي ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني قال :

عبد الله بن همّام بن نبيشة بن رياح بن مالك بن الهجيم بن حوزة بن عمرو بن مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وولد مرّة بن صعصعة أمّهم سلول إليها ينسبون وعبد الله يكنى أبا عبد الرّحمن.

قال أبو محمّد : وكان يسمّى العطار لحسن شعره ، وكان في صدر الإسلام وهو أحد فصحاء الكوفة المشهورين ، وكان وجيها عند آل أبي سفيان مكينا عندهم ، وبلغ سنا عاليا وهو القائل للنعمان بن بشير أيام تقلّده الكوفة (٤) :

إذا انتصبوا (٥) للقول قالوا وأحسنوا

ولكنّ حسن القول يخلفه (٦) الفعل

وذمّوا لنا الدنيا (٧) وهم يرضعونها

أفاويق حتى ما يدر لها ثعل (٨)

وله لما بويع يزيد بن معاوية (٩) :

شربنا الغيظ حتى لو سقينا

دماء بني أمية ما روينا

__________________

(١) الأصل : سالم ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٨٢.

(٢) كتبت «أبو» بالأصل فوق الكلام بين السطرين.

(٣) طبقات الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ص ١٨٠.

(٤) البيتان من قصيدة في الأغاني ١٦ / ٣١ (ضمن أخبار النعمان بن بشير) والكامل للمبرد ١ / ٧٧ و٧٣٧.

(٥) في المصدرين : نصبوا.

(٦) في المصدرين : خالفه الفعل.

(٧) الأغاني : يذمون دنياهم.

(٨) أفاويق جمع أفواق وهو جمع فيقة بكسر الفاء ، اسم اللبن الذي يجتمع في الضرع بين الحلبتين.

والثعل خلف زائد صغير في أخلاف الناقة وضرع الشاة ، لا يدرّ من اللبن شيئا.

(٩) البيتان في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٤٧٠ والبداية والنهاية بتحقيقنا ٨ / ٣٦٢.

٣٥١

ولو جاءوا برملة أو بهند

لبايعنا أميرة مؤمنينا (١)

وله في عريفة يذمه (٢) :

وساع مع السلطان ليس بناصح

ومحترس من فعله (٣) وهو حارس

قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة الصيدلاني.

ح وعن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل.

قالا : أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثني أبو بكر السعدي ، عن ابن مردانبة قال :

كان الفصحاء بالكوفة أربعة : عبد الملك بن عمير ، وموسى بن طلحة ، وقبيصة بن جابر الأسدي ، وابن همّام السّلولي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد السكري ، أنا [أبو](٤) الحسن الطاهري ، أنا أحمد بن جعفر ، أنا أبو (٥) خليفة الجمحي ، نا أبو عبد الله محمّد بن سلّام قال (٦) :

وأما عبد الله بن همّام السّلولي.

فحدثني يونس وأبو الغرّاف قالا : كان عبد الله بن همّام رجلا له جاه عند السلطان ، ووصلة ، وكان سريا في نفسه ، له همة تسمو (٧) به وكان عند آل حرب مكينا حظيا فيهم ، وكان هو الذي حدا يزيد بن معاوية على البيعة لابنه معاوية ، فأنشده شعرا رثى فيه معاوية بن أبي سفيان ، وحضّه على البيعة لابنه معاوية بن يزيد فقال :

تعزّوا يا بني حرب بصبر

فمن هذا الذي يرجو الخلودا

لعمر مناخهن (٨) ببطن جمع

لقد جهزتموا ميتا فقيدا

لقد وارى قبيلكم (٩) بيانا

وحلما لا كفاء له وجودا

__________________

(١) البداية والنهاية : أمير المؤمنينا.

(٢) البيت في الشعر والشعراء ص ٤١٢.

(٣) الشعر والشعراء : من مثله.

(٤) زيادة اقتضاها السياق.

(٥) كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.

(٦) انظر طبقات الشعراء للجمحي ص ١٨٤.

(٧) الأصل : يسمو.

(٨) طبقات الشعراء : مناحهن.

(٩) طبقات الشعراء : «قليبكم» وهو أظهر.

٣٥٢

وجدناه بغيضا في الأعادي

حبيبا في رعيته حميدا

أمينا مؤمنا لم يقض أمرا

فيوجد غبّه إلّا رشيدا

فقد أضحى العدوّ رخيّ بال

وقد أمسى التّقيّ به عميدا

فعاض الله أهل الدين منكم

وردّ لنا خلافتكم جديدا

مجانبة المحاق وكلّ نحس

مقارنة (١) الأيامن والسّعودا

خلافة ربّكم خلعوا (٢) عليها

ولا ترموا بها الغرض البعيدا

تلقفها يزيد عن أبيه

وخذها يا معاوي عن يزيدا

فإن دنياكم بكم اطمأنّت

فأولوا أهلها خلفا سديدا

وإن ضجرت عليكم فاعصبوها

عصابا تستدرّ به شديدا

وأنشد هذا الشعر أيضا :

إنا نقول ، ويقضي الله مقتدرا

مهما يدم ربنا من صالح يدم

يزيد ، يا بن أبي سفيان ، هل لكم

إلى سناء ومجد غير منصرم

أعزم عزيمة أمر غبه رشد

قبل الوفاة وقطع قالة الكلم

واقدر بقائكم : خذها يزيد ، فقل

خذها معاوي لا تعجز ، ولا تلم

إن الخلافة ، إن تعرف لثالثكم

تثبت مراتبها فيكم فلا ترم

ولا تزال وفود في دياركم

يأتون أبلج سباقا إلى الكرم

يزم أمر قريش غير منتكث

ولو سما كل قرم منهم قطم

عيشوا وأنتم من الدنيا على حذر

واستصلحوا جند أهل الشام للبهم

ولا تحلنها في دار غيركم

إني أخاف عليكم حسرة الندم

وأطعم الله أقواما على قدر

ولم يحاسبكم في الرزق والطعم

وما لمن سالك الشورى مشاورة

إلّا بطعن وضرب صائب خذم

أنّى تكون لهم شورى وقد قتلوا

عثمان ، ضحوا به في أشهر الحرم

خير البرية ، راعوا المسلمين به

ملحبا ضرجت أثوابه بدم

وكان قاتله منكم لمصرعه

مثل الأحيمر إذ قفى على إرم

__________________

(١) طبقات الشعراء : مقاربة.

(٢) طبقات الشعراء : «حاموا» وفي المختصر ١٤ / ١٢٧ خافوا.

٣٥٣

أو كالدهيم ، وما كانت مباركة

أدت إلى أهلها ألفا من اللجم

نفسي فداء الفتى في الحرب لزهم

حتى تدانوا وألهى الناس بالسّلم

وبارك الله في الأرض التي ضمنت

أوصاله ، وسقاها باكر الديم

فلم يزل في نفس يزيد حتى بايع لمعاوية ابنه ، فعاش بعد أبيه أربعين ليلة بعد أن أتته البيعة من الآفاق ، ثم مات وقيل له أوصه ، فقال : ما أحبّ أن أزوّدهم الدنيا وأخرج عنها.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا أبو جعفر الطبري قال (١) : قال هشام بن محمّد : قال أبو مخنف : حدّثني صلة بن زهير النهدي عن مسلم بن عبد الله الصّنابحي (٢) قال :

لما ظهر المختار واستمكن ، ونفى ابن مطيع وبعث عماله ، أقبل يجلس غدوة وعشية ، فيقضي بين الخصمين ، فقال (٣) : والله إنّ لي فيما أزاول وأحاول لشغلا عن القضاء بين الناس ، قال : فأجلس للناس شريحا فقضى بين الناس ، ثم إنه خافهم فتمارض ، وكانوا يقولون إنه عثماني ، وإنه ممن شهد على حجر بن عدي ، وانه لم يبلّغ عن هانئ بن عروة ما أرسله به ، وقد كان علي بن أبي طالب عزله عن القضاء فلمّا سمع بذلك ورآهم يذمونه ويسندون إليه مثل هذا من القول تمارض ، [وجعل المختار مكانه عبد الله بن عتبة بن مسعود ، ثم إن عبد الله مرض](٤) فجعل مكانه عبد الله بن مالك الطائي قاضيا.

قال مسلم بن عبد الله : وكان عبد الله بن همّام سمع أبا عمرة يذكر الشيعة ، وينال من عثمان بن عفان ، فقنّعه بالسوط ، فلما ظهر المختار كان معتزلا حتى استأمن له عبد الله بن شداد ، فجاء إلى المختار ذات يوم فقال (٥) :

ألا انتسأت بالودّ عنك وأدبرت

معالنة بالهجر أمّ سريع

وحمّلها واش سعى غير مؤتل (٦)

فأبت بهم في الفؤاد جميع

فخفّض عليك الشأن لا يردك الهوى

فليس انتقال خلّة ببديع

__________________

(١) الخبر في تاريخ الطبري ٦ / ٣٤ حوادث سنة ٦٦.

(٢) تاريخ الطبري : الضبابي.

(٣) الطبري : ثم قال.

(٤) ما بين معكوفتين أضيف عن تاريخ الطبري.

(٥) الأبيات في الطبري ٦ / ٣٥ والأبيات من ٤ ـ ٧ في الأخبار الطوال للدينوري.

(٦) قسم من الكلمة مطموس ، والمثبت عن الطبري.

٣٥٤

وفي ليلة المختار ما يذهل الفتى

ويلهيه عن رود الشّباب شموع

دعا يا لثارات الحسين فأقبلت

كتائب من همدان بعد هزيع

ومن مدحج جاء الرئيس ابن مالك

يقود جموعا عبئت لجموع

ومن أسد وافى يزيد لنصره

وكلّ فتى حامي الديار منيع

وجاء نعيم خير شيبان كلّها

بأمر لدى الهيجا أحدّ (١) جميع

وما ابن شيط إذ يحرّض قومه

هناك بمخذول ولا بمضيع

ولا قيس نهد لا ، ولا ابن هوازن

وكلّ أخو إخباتة وخشوع

وسار أبو النعمان لله سعيه

إلى أين اناس مصحن الوقوع

بخيل عليها يوم هيجا دروعها

وأخرى حسورا غير ذات دروع

فكرّ (٢) الخيول كرّة أثقفهم

وشدّ بأولاها على ابن مطيع

فولّى يضرب يشدخ الهام وقعه

وضرب (٣) غداة السّكّتين وجيع

فحوصر في دار الإمارة بائيا

بذلّ وإرغام له وخضوع

فمنّ وزير للوصي (٤) عليهم

وكان لهم في الناس خير شفيع

وآب الهدى حقا إلى مستقره

بخير إياب آبه ورجوع

إلى الهاشمي الفاضلي (٥) المهتدى به

فنحن له من سامع ومطيع

قال : فلما أنشدها المختار قال المختار لأصحابه : قد أثنى عليكم كما تسمعون ، وقد أحسن الثناء عليكم فأحسنوا له الجزاء ثم قام (٦) المختار فدخل ، وقال لأصحابه لا تبرحوا حتى أخرج إليكم قال : وقال عبد الله بن شداد الجشمي : يا ابن همّام ، لك عندي فرسا ومطرفا. وقال قيس بن طهمة النّهدي : وكانت عنده الرّباب بنت الأشعث ، وأن لك عندي فرسا ومطرفا واستحيا أن يعطيه صاحبه شيئا لا يعطيه مثله ، وقال ليزيد بن أنس فما تعطيه فقال : إن كان ثواب الله أراد بقوله ، فما عند الله خير له ، وإن كان إنما اعترى بهذا القول أموالنا فو الله ما في أموالنا ما يسعه ، قد كانت بقية من عطائي بقية فقوّيت بها إخواني.

فقال أحمر بن شميط مبادرا لهم من قبل أن يكلموه : يا ابن همام ، إن كنت أردت بهذا

__________________

(١) الأصل : حد ، والمثبت عن الطبري.

(٢) الأصل : فكثر ، والمثبت عن الطبري.

(٣) الطبري : وطعن.(٤) في تاريخ الطبري : فمنّ وزير ابن الوصي عليهم.

(٥) كذا ، وفي المطبوعة : «الفاضل» وفي الطبري : المهتدي المهتدى به.

(٦) بالأصل : «فأمر» والمثبت «ثم قام» عن الطبري.

٣٥٥

القول وجه الله فاطلب ثوابك من الله ، وإن كنت إنّما اعتريت به رضا الناس وطلب أموالهم فاكدم الجندل (١) ، فو الله ما من قال قولا لغير الله ولا في غير ذات الله بأهل أن يخل ، ولا أن يوصل ، فقال له : عضضت بأير أبيك فرفع يزيد السوط وقال ألا ابن شميط (٢) : تقول هذا القول يا فاسق ، وقال لابن الشّميط اضربه بالسيف ، فرفع ابن شميط عليه السيف ، ووثب أصحابهما يتفلّتون على ابن همّام. فأخذ بيده إبراهيم بن الأشتر ، فألقاه وراءه ، وقال : أنا له جار ، لم تأتون إليه ما أرى ، فو الله إنه لواصل الولاية ، راض بما نحن عليه ، حسن الثناء ، فإن أنتم لم تكافئوه بحسن ثنائه ، ولا تشتموا عرضه ، ولا تسفكوا دمه ، ووثبت مذحج ، فحالت دونه ، وقالوا : أجاره ابن الأشتر ، لا والله لا يوصل إليه.

قال : وسمع لغطهم المختار ، فخرج إليهم ، فأومأ بيده إليهم ، أن اجلسوا ، فجلسوا ، وقال لهم : إذا قيل للمرء خيرا فاقبلوا ، وإن قدرتم على مكافأته فافعلوا ، وإن لم تقدروا على مكافأته (٣) فتنصّلوا ، واتّقوا لسان الشاعر ، فإنّ شره حاضر ، وقوله فاجر ، وسعيه بائر ، وهو بكم غدا غادر ، قالوا : أفلا نقتله؟ قال : لا ، إنّا قد آمنّاه وأجرناه ، وقد أجاره أخيكم إبراهيم بن الأشتر ، فجلس مع الناس.

قال : ثم إن إبراهيم قام فانصرف إلى منزله ، فأعطاه ألفا وفرسا ومطرفا ، فرجع بها ، وقال : لا جاورت (٤) هؤلاء أبدا ، وأقبلت هوازن وغضبت واجتمعت في المسجد غضبا لابن همّام ، فبعث إليهم المختار ، فسألهم أن يصفحوا عمّا اجتمعوا له ، ففعلوا ؛ فقال ابن همّام لابن الأشتر (٥) :

أطفأ عني نار كلبين ألّبا

عليّ الكلاب ، ذو الفعال ابن مالك

فتى حين يلقى الخيل يفرق بينهما

بطعن دراك أو بضرب مواشك (٦)

وقد غضبت لي من هوازن عصبة

طوال الذرى فيها عراض المبارك

إذا ابن شميط أو يزيد تعرضا

لها وقعا في مستحار المهالك

__________________

(١) أكدم الجندل : الكدم العض بأدنى الفم كما يكدم الحمار. والجندل : الحجارة.

(٢) العبارة في الطبري : فرفع يزيد بن أنس السوط وقال لابن همام.

(٣) الطبري : مكافأة.

(٤) في الطبري : وقال : لا والله ، لا جاورت.

(٥) في الطبري : لابن الأشتر يمدحه ، والأبيات التالية في تاريخ الطبري ٦ / ٣٧.

(٦) بطعن دراك أي متتابع ، وبضرب مواشك أي ضربا سريعا.

٣٥٦

وثبتم علينا يا موالي طيئ

مع ابن شميط شرّ ماش وراتك (١)

وأعظم ديان (٢) على الله فرية

وما مفتر طاغ كآخر ناسك

فيا عجبا من أحمس ابنة أحمس

توثب حولي بالقنا والنيازك (٣)

كأنكم في العزّ قيس وخثعم

وهل أنتم إلّا لئام عوارك (٤)

وأقبل عبد الله بن شداد من الغد فجلس في المسجد يقول : علينا توثب بنو أسد وأحمس! والله لا نرضى بهذا أبدا. فبلغ ذلك المختار ، فبعث إليه فدعاه ، ودعا بيزيد بن أنس وبابن شميط ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا بن شداد ، إن الذي فعلت نزغة من [نزغات](٥) الشيطان ، فتب إلى الله ، قال : قد تبت ، وقال : إن هذين أخواك فأقبل إليهما ، وأقبل منهما ، وهب لي هذا الأمر. قال : فهو لك.

وكان ابن همام قد قال قصيدة أخرى في المختار ، فقال :

أضحت سليمى بعد طول عتاب

وتجرّم ، ونفاد غرب شباب

قد أزمعت بصريمتي وتجنبي

وتهوّك من ذاك في إعتاب (٦)

لما رأيت القصر أغلق بابه

وتوكلت همدان بالأسباب

ورأيت أصحاب الدقيق كأنهم

حول البيوت ثعالب الأسراب

ورأيت أبواب الأزقة حولنا

دربت بكل هراوة وذباب (٧)

أيقنت أن خيول شيعة راشد

لم يبق منها قيس أبر ذباب

أخبرنا أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس ، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد (٨) ، قالا : نا وأبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم ، حدّثني علي بن بكير (٩) ، أنا ابن الخليل ـ وهو أحمد ـ قال : قال ابن عبيدة ـ يعني عمر بن شبة ـ قال المدائني : قال ابن همّام السّلولي يحذّر قومه :

سأنصح قيسا قيس عيلان إنني

جدير بنصح للعشيرة والأصل

__________________

(١) الرتك : مشية فيها اهتزاز.

(٢) الطبري : وأعظم ديار.

(٣) النيازك : الرماح.

(٤) العوارك : جمع عارك ، وهي الحائض.

(٥) استدركت عن الطبري.

(٦) التهوك : مثل التهور.

(٧) ذباب السيف : حد طرفه الذي بين شفرتيه.

(٨) بالأصل : «أبو القاسم بن الحسين بن محمد» صوبنا الاسم عن مشيخة ابن عساكر ٥٠ / ب.

(٩) في المطبوعة : بكر.

٣٥٧

وكيف ادخاري النّصح عنهم وقد رأى

زيادا بلا ذنب مراجله تغلي

فلا تأمنوه واركبوا القصد تسلموا

وكبوا (١) على التأنيب تنجوا من الجهل

عليكم بمرّ الحقّ لا تعتدونه

إلى غيره ، فالحقّ من أوضح السّبل

ولا تشتموا أسلافكم وتعاطفوا

على البرّ ، إن البرّ من أفضل الفعل

وإياكم أن تشتموا أمراءكم

فتضحوا من البلوى على كفة الحبل

فإنّ زيادا لا عزيز بأرضه

سواه ، وقد أعطاكم النصف في مهل

ولا تحملوه أن يريق دماءكم

فليس زياد بالهيوب ولا الوغل

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وحدّثني أبو الحسن علي بن مهدي عنه ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد الضّرّاب ، نا عبد العزيز بن علي بن محمّد بن الفرح ، نا الحسين بن القاسم (٢) الدمشقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الطوسي ، عن عمر بن شبة ، عن الأصمعي قال (٣) :

وشى واش بعبد الله بن همّام السّلولي إلى زياد فقال له : إنّ ابن همّام هجاك فقال له : وما علمك؟ قال : أنا جاره وأعلم (٤) الناس به ، فقال : أجمع بينكما؟ فقال : ذاك إليك ، فأدخله بيتا وبعث إلى ابن همّام فأحضره ثم قال له : بلغني أنك هجوتني فقال له : ما فعلت ذلك ـ أصلحك الله ـ ولا أنت لذلك بأهل ، فقال : إنّ فلانا أبلغني ، وأخرج الرجل إليه فقال له ابن همّام : أنا هجوت الأمير؟ فقال : نعم ، فأطرق ابن همّام قليلا ثم أنشأ يقول :

أنت امرؤ إما ائتمنتك خاليا

فخنت وإمّا قلت قولا بلا علم

فأنت من الأمر الذي كان بيننا

بمنزلة بين الخيانة والإثم

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ فيما أجازه لي وناولني إيّاه وقال : اروه عني ـ قال : أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري ، نا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري (٥) ، نا ابن (٦) دريد ، نا أبو حاتم ، أخبرني أبو الحسن المدائني قال : وشى واش بعبد الله بن همّام السلولي إلى زياد فقال : إنه هجاك ، فقال زياد للرجل : أجمع بينك وبينه؟ قال : نعم ، قال : فبعث زياد

__________________

(١) المطبوعة : وكفوا عن التأنيب.

(٢) المطبوعة : الفهم.

(٣) الخبر والبيتان في أمالي القالي ٢ / ٤٦.

(٤) بالأصل : وأجمع ، والمثبت عن المختصر ١٤ / ١٢٧.

(٥) الخبر في الجليس الصالح الكافي ١ / ٣٠١ ـ ٣٠٢.

(٦) بالأصل : «أبي» والصواب عن الجليس الصالح ، وفيه : حدثنا ابن دريد قال.

٣٥٨

إلى ابن همّام ، فجيء به ، فأدخل الرجل بيتا ثم قال زياد : يا ابن همّام بلغني أنك هجوتني ، قال : كلا ـ أصلحك الله ـ ما فعلت ولا أنت لذلك بأهل ، قال : فإن (١) هذا أخبرني ـ وأخرج الرجل ـ فأطرق ابن همّام هنيهة (٢) ، ثم أقبل على الرجل فقال :

وأنت امرؤ إلّا ائتمنتك خاليا

فخنت وإمّا قلت قولا بلا علم

وأنت (٣) من الأمر الذي كان بيننا

بمنزلة بين الخيانة والإثم

فأعجب زياد جوابه ، وأقصى الساعي (٤) ، ولم يقبل منه.

وروي أن هذه القصة جرت مع ابن زياد.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف.

ثم أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن العلّاف ، قالا : أنا أبو القاسم (٥) عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، حدّثني المسيّب بن علي الرّصافي (٦) عن بعض مشايخه قال :

أتى رجل عبيد الله (٧) بن زياد فأخبره أن عبد الله بن همّام السّلولي سبّه ، فأرسل إليه ، فأتاه فقال له : يا ابن همّام إنّ هذا يزعم أنك قلت كيت وكيت ، فقال عبد الله بن همّام للرجل :

أنت امرؤ إمّا ائتمنتك خاليا

فخنت وإمّا قلت قولا بلا علم

وإنك في الأمر الذي قد أتيته

لفي منزل بين الخيانة والإثم

__________________

(١) عن الجليس الصالح ، وبالأصل : قال.

(٢) الأصل : هنيية ، والمثبت عن الجليس الصالح.

(٣) الجليس الصالح : فأنت.

(٤) بالأصل : «وأخلص الشاعر» والمثبت : «وأقصى الساعي» عن الجليس الصالح الكافي.

(٥) المطبوعة : أبو قاسم.

(٦) غير واضحة بالأصل ، وقد جاءت صوابا في المطبوعة.

(٧) كذا بهذه الرواية عبيد الله بن زياد ، وقد مرّ في رواية المعافى بن زكريا : «زياد» وبرواية : عبيد الله بن زياد ورد الخبر في عيون الأخبار ١ / ٤١.

٣٥٩

٣٦٢٠ ـ عبد الله بن هلال بن الفرات

أبو محمّد الربعي الدّوميّ (١)

دمشقي ، سكن بيروت ، وكان أحد الزهّاد (٢).

حدّث عن إبراهيم بن أيوب الحوراني ، وأحمد بن عاصم الأنطاكي ، وأحمد بن أبي الحواري ، وهشام بن عمّار ، ومحمّد بن الوزير الدمشقي

روى عنه : أبو حاتم الرّازي ، وأبو العبّاس الأصمّ ، ومحمّد بن المنذر شكّر (٣) الهروي ، وأبو نعيم الأستراباذي ، وعبد الرّحمن بن داود بن منصور الفارسي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي ، أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحي (٤) ـ بهراة ـ نا أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد القرّاب (٥) ، أنا علي بن عيسى العاصمي ، ومحمّد بن أحمد بن الخيّاط قال : نا محمّد بن المنذر شكّر أنا عبد الله بن هلال الضبعي (٦) الدمشقي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا إسماعيل الصّوفي ، نا وكيع ـ وهو يطوف بالبيت ـ عن غالب ، عن الحسن عن عائشة قالت :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من رضي عن الله رضي‌الله‌عنه» [٦٨٩٠].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عبد الله محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن عبد الوهّاب ، أنا يعلى بن عبيد ، حدّثني فضيل بن غزوان.

ح قال : وأنا [أبو] عبد الله الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ـ إملاء ـ نا عبد الله بن هلال بن الفرات ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا حفص بن غياث (٧) ، عن فضيل بن غزوان الضّبّي (٨) ، قال :

__________________

(١) ترجمته في الجرح والتعديل ٥ / ١٩٣.

والدومي ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة فيها إلى دومة الجندل وهو موضع فاصل بين الشام والعراق.

(٢) زيد في المختصر ١٤ / ١٢٨ وكان صادقا صالحا.

(٣) شكّر لقب ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٢١.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٥٥.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٧٩.

(٦) كذا ، وقد ورد في نسبه أول الترجمة : الربعي.

(٧) الأصل : «جعفر بن عتاب» والصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٦٠.

(٨) ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ١١٧.

٣٦٠