تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عن أبي هدبة (١) نسخة كلها معمولة.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا الحاكم أبو عبد الله قال :

عبد الله بن مسلّم بن رشيد الدمشقي أبو محمّد ، مولى بني هاشم طير (٢) طرأ علينا فأقام بنيسابور مدة كبيرة ، حتى استوطنها ، وذكر أنه مات بها ، روى عن أبي هدبة إبراهيم بن هدبة وأكثر الرواية عن مالك بن أنس ، والليث بن سعد ، وعبد الله بن لهيعة ، وأظنّه مات بعد الأربعين والمائتين (٣) ، وروى عنه من متقدمي مشايخنا : أيوب بن الحسن الزاهد ، والحسن بن بشر بن القاسم ، ومحمّد بن حيّوية الإسفرايني ، ومن متأخري مشايخنا : محمّد بن عبد الله بن المبارك ، وأبو يحيى البزار ، والعبّاس بن حمزة ، وقد طلبت لعبد الله بن مسلّم حديثا ينفرد به عن مالك ، فلم أجد إلّا ما في الموطّأ (٤).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب قال :

عبد الله بن مسلّم بن رشيد أبو محمّد ، مولى بني هاشم ، كان بنيسابور ، حدّث عن مالك بن أنس ، وأبي هدبة إبراهيم بن هدبة ، روى عنه العبّاس بن حمزة ، وعبد الله بن محمّد النّصرآباذي وغيرهما.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر الحافظ قال : وأمّا مسلّم بفتح السين واللام المشددة : عبد الله بن مسلّم بن رشيد أبو محمّد مولى بني هاشم ، كان بنيسابور ، حدّث عن مالك بن أنس ، وأبي هدبة إبراهيم بن هدبة ، روى عنه العبّاس بن حمزة ، وعبد الله بن محمّد النّصرآباذي ، وغيرهما ، لعله الذي قبله (٥)

يعني : الذي ذكرناه بعده ، وقد فرّق بينهما أبو بكر الخطيب ، والله أعلم.

٣٥٧٦ ـ عبد الله بن مسلّم القرشي الدّمشقي (٦)

ذكره أبو بكر الخطيب في كتاب التلخيص ، وفرّق بينه وبين ابن مسلّم بن رشيد الذي

__________________

(١) بالأصل هنا «أبي هريرة» ولعل الصواب ما أثبت ، وهو أبو هدبة إبراهيم بن هدبة.

(٢) بعدها بالأصل بياض مقدار كلمة ، والكلام متصل في المطبوعة. وهو يريد : أنه أتانا من مكان بعيد.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٨٨ ـ ١٨٩.

(٤) كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.

(٥) وقد ذكر ابن ماكولا قبله : عبد الله بن مسلم القرشي الدمشقي (وهو المترجم التالي) والكلام التالي من تعقيب المصنف الحافظ ابن عساكر.

(٦) تلخيص المتشابه للخطيب ص ٣٧ ، والاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٨٩.

٢٠١

ذكرناه آنفا ، وذكر أنه حدّث عن الوليد بن مسلم.

روى [عنه](١) معاذ بن المثنى البصري العنبري ،

وعندي أنهما واحد.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الفرج غيث بن علي ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزقويه ـ قراءة ـ وحدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ـ إملاء ـ قالا : أنا أبو بكر بن أحمد بن سلمان الفقيه ، نا معاذ بن المثنّى العنبري ، نا عبد الله بن مسلّم القرشي ، نا الوليد بن مسلم ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن (٢) عمر قال :

ولما طعن عمر أمر بالشورى ، دخلت عليه ابنته حفصة فقالت له : يا أبتاه إنّ الناس قد تكلموا ، فقال : أسندوني ، فلما أسند قال : ما عسى يقولون في علي بن أبي طالب؟ سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يا عليّ يدك في يدي ، تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل» ، ما عسى يقولون في عثمان بن عفّان؟ سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يوم يموت عثمان تصلّي عليه ملائكة السّماء» ، قال : قلت : يا رسول الله ؛ عثمان خاصة أو الناس عامة؟ قال : «لعثمان خاصة» ، ما عسى يقولون في طلحة بن عبيد الله؟ سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد سقط رحله يقول : «من يسوّي رحلي فهو في الجنّة» فنزل (٣) طلحة فسوّاه له حتى ركب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا طلحة ، جبريل يقرئك السلام ويقول لك : أنا معك في أهوال القيامة أنجيك منها» ، ما عسى يقولون في الزبير بن العوّام؟ رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد نام فجلس الزبير عند وجهه حتى استيقظ فقال له : «أبا عبد الله ، لم تزل؟» قال : قال : لم أزل بأبي وأمي ، قال : «هذا جبريل يقرئك السلام ، ويقول لك : أنا معك يوم القيامة حتى أذهب عن وجهك شرر جهنم» ما عسى يقولون في سعد بن أبي وقّاص؟ سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر ، وقد أوتر قوسه أربع عشرة مرة يقول : «ارم فداك أبي وأمي» ، ما عسى يقولون في عبد الرّحمن بن عوف؟ رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في منزل فاطمة ، والحسن والحسين يبكيان جوعا ، ويتضوران ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يصلنا بشيء؟» فطلع عبد الرّحمن بن عوف بصحفة فيها حبسة (٤) ورغيفين بينهما إهالة فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كفاك الله

__________________

(١) زيادة منا لازمة للإيضاح.

(٢) بالأصل : أبي عمر.

(٣) في التلخيص والمختصر ١٤ / ٧٣ فبرز.

(٤) الحيس والحيسة : الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن ، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت (النهاية : حيس).

٢٠٢

أمر دنياك ، فأمّا آخرتك فأنا لها ضامن» [٦٨٢٥].

لفظ الحديث لابن رزقويه.

قال الخطيب : عبد الله بن مسلّم القرشي الدّمشقي.

قرأت على أبي (١) محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٢) : وأما مسلّم بفتح السين واللام المشددة : عبد الله بن مسلّم القرشي الدّمشقي ، حدث عن الوليد بن مسلم ، روى عنه معاذ بن المثنّى.

٣٥٧٧ ـ عبد الله بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث

ابن أبي حريث القرشي مولاهم

أخو محمّد بن معاذ.

سمع الهيثم بن عمران ، وهو من أهل الفقه.

روى عنه : ابنه محمّد بن عبد الله بن معاذ.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة قال

في ذكر الفتوى بدمشق : محمّد بن معاذ بن عبد الحميد القرشي ، وأخوه عبد الله بن معاذ ثقة ، ضابط ، وفي نسخة أخرى : حافظ.

٣٥٧٨ ـ عبد الله بن معافى بن أحمد بن محمّد

ابن بشير بن أبي كريمة الصّيداوي

أخو محمّد بن المعافى.

حدّث عن هشام بن عمّار.

روى عنه : ابنه أبو محمّد المعافى بن عبد الله.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي أبو محمّد ، نا أبو علي الأهوازي ، نا عبد الرّحمن بن عمر ، نا أبو محمّد المعافى بن عبد الله بن المعافى ، نا أبي وعمي ، قالا : نا

__________________

(١) الأصل : ابن ، والسند معروف.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٨٨ و١٨٩.

٢٠٣

هشام بن عمّار ، نا الربيع بن بدر ، نا أبان ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له».

٣٥٧٩ عبد الله بن معانق (١)

أبو معانق الأشعري الدّمشقي (٢)

ويقال أنه من الأردن.

حدّث عن أبي مالك الأشعري ، وعبد الرّحمن بن غنم الأشعري ، وعبد الله بن سلام الإسرائيلي.

روى عنه : أبو سلّام الأسود ، وعطية مولى السّلم ، وثابت بن أبي ثابت ، ويحيى بن أبي كثير ، وشهر بن حوشب الأشعري ، وهو كنّاه ، ولم يسمّه ، وبسر (٣) بن عبيد الله الحضرمي.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني (٤) ، نا إسحاق بن إبراهيم الدّبري ، عن عبد الرزّاق ، عن معمر.

ح وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن الحصين ، أنا أبو علي الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٥) ، حدّثني أبي أحمد بن محمّد بن حنبل.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة السلميّون ، قالوا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفراوي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، قالا : أنا أبو بكر البيهقي (٦) ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ،

__________________

(١) معانق بضم أوله ونون (تقريب التهذيب).

(٢) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٠ / ٥٥٤ وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٧٤ وميزان الاعتدال ٢ / ٥٠٦ وتقريب التهذيب.

(٣) بالأصل : «وبشر» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٤) المعجم الكبير للطبراني ٣ / ٣٠١ رقم ٣٤٦٦.

(٥) مسند أحمد بن حنبل ٨ / ٤٤٩ رقم ٢٢٩٦٨.

(٦) السنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٣٠٠.

٢٠٤

قالا : أنا أحمد بن منصور ، ـ زاد الخرائطي : الرمادي ـ

قالوا : أنا عبد الرزّاق (١) ، أنا معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن ابن معانق ، أو أبي معانق ، عن أبي مالك الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ في الجنّة غرفة ـ وفي حديث الخرائطي : غرفا ـ يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدّها الله لمن أطعم الطعام ، وألان الكلام ، وتابع الصيام ، وصلّى والناس نيام ـ وفي حديث الطبراني : وتابع الصّلاة وقام بالليل» والباقي مثله [٦٨٢٦].

أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة ، نا أبي ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن حبيب بن صالح قال : سمعت ثابت بن أبي ثابت يحدّث عن عبد الله بن معانق ، عن عبد الرّحمن بن غنم ، عن أبي عامر الأشعري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«إسباغ الوضوء نصف الإيمان ، والحمد يملأ الميزان ، والتسبيح نصف الميزان ، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك وعليك (٢) ، والناس غادون فمبتاع نفسه فمعتقها ، وبائع نفسه فموبقها» [٦٨٢٧].

حبيب بن صالح هو حبيب بن أبي موسى.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، أنا أبو نعيم ، نا سليمان أحمد (٣) ، نا إسماعيل بن قيراط الدمشقي ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن سعيد بن يوسف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلّام ، عن ابن معانق الدّمشقي ، عن أبي مالك الأشعري ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من سأل الله القتل في سبيله صادقا من نفسه ثم مات أو قتل فله أجر شهيد ، ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تأتي يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران ، وريحها ريح المسك ، ومن خرج به خراج (٤) في سبيل الله كان عليه طابع الشهداء» [٦٨٢٨].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي القاسم بن الفرات ، أنا عبد الوهاب بن

__________________

(١) المصنف الجامع رقم ٢٠٨٨٣.

(٢) المطبوعة : أو عليك.

(٣) المعجم الكبير للطبراني ٣ / ٣٠٠ رقم ٣٤٦٥.

(٤) الخراج : بضم الخاء وتخفيف الراء : القروح والدماميل تخرج في البدن.

وفي المعجم الكبير : «جراح» تحريف.

٢٠٥

الحسن ، نا أحمد بن عمير ، نا صفوان بن عمرو ، ومحمّد بن عوف ، قالا : نا عبد الوهّاب بن نجدة ، أنا إسماعيل بن عياش ، عن حبيب بن صالح قال : سمعت ثابت بن أبي ثابت يحدّث عن عبد الله بن معانق الدّمشقي ، حدّثني عبد الرّحمن بن غنم الأشعري ، عن أبي عامر الأشعري : بحديث ذكره.

قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أحمد (١) بن عمار بن الخضر ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا أبو موسى عمران بن بكار ، حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة ، نا إسماعيل بن عياش ، حدّثني حبيب بن أبي موسى بن أبي موسى (٢) قال : سمعت ثابت بن أبي ثابت يحدّث عن عبد الله بن معانق الدّمشقي عن عبد الرّحمن بن غنم فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٣) :

عبد الله بن معانق الأشعري قال عبد الله بن يوسف ، عن عبد الرّحمن بن ميسرة (٤) ، عن عطية ، عن عبد الله ، عن عبد الرّحمن بن غنم (٥) ، عن أبي ذرّ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «في الجنّة مائة درجة للمجاهدين» [٦٨٢٩].

وقال الربيع بن روح : نا ابن عياش ، عن سعيد بن يوسف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلّام ، عن ابن معانق الأشعري ، عن أبي مالك الأشعري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا [أبو عبد الله الخلال شفاها إذنا أنا](٦) عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا أحمد (٧) بن عبد الله ـ إجازة ـ.

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : «أسد» ولم يذكره ابن عساكر في المشيخة.

(٢) كذا بالأصل : «ابن أبي موسى» مكرر ، ولم يكرر في المطبوعة ، وهو حبيب بن صالح الطائي ، أبو موسى الشامي الحمصي ، ويقال : حبيب بن أبي موسى (ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ١٢٣).

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ١٩٤.

(٤) في التاريخ الكبير : سمرة. تحريف. انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ٣٩٩.

(٥) التاريخ الكبير : «عثمان» خطأ ، وقد مرّ أول الترجمة ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ٣٣١.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وأضيف للإيضاح وتقويم السند ، عن المطبوعة وأسانيد مماثلة.

(٧) كذا ، ومرّ في أسانيد مماثلة : حمد.

٢٠٦

ح قال : ونا الحسين بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (١) : عبد الله بن معانق الأشعري ، روى عن أبي مالك الأشعري ، وعبد الرحيم بن غنم ، روى عنه يحيى بن أبي كثير ، وعطية مولى السّلم ، وثابت بن أبي ثابت ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو القاسم البجلي ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام : عبد الله بن معانق الأشعري ، روى عنه بسر (٢) بن عبيد الله.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : عبد الله بن معانق الأشعري ، أردني (٣).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : فيمن لا يعرفه له اسما أبو معانق الأشعري ، سمع أبا مالك الأشعري ، حدّثه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه أبو سلّام ممطور الحبشي الأسود.

أخبرنا أحمد بن عمير ، نا أبو عامر ـ يعني ـ موسى بن عامر الخريمي ، نا الوليد بن مسلم ، نا معاوية بن سلّام ، عن أخيه زيد بن سلّام ، عن جده أبي سلّام ، حدّثني أبو معانق الأشعري أن أبا مالك الأشعري حدّثه ،

كذا كنّاه الحاكم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، قالا : نا

__________________

(١) الجرح والتعديل ٥ / ١٦٨.

(٢) بالأصل : «بشر» تصحيف ، مرّ في أول الترجمة ، وتقدمت ترجمته في كتابنا.

(٣) تهذيب الكمال ١٠ / ٥٥٤ ولفظة «أردني» ليست فيه.

٢٠٧

الوليد بن بكر (١) ، أنا علي بن أحمد بن زكريّا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٢) : عبد الله بن معانق الأشعري ، شامي ، ثقة.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد الله ، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب قال : قلت لأبي الحسن الدارقطني : ابن معانق ، أو أبو معانق عن أبي مالك الأشعري ، فقال (٣) : لا شيء ، مجهول (٤).

٣٥٨٠ ـ عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان صخر

ابن حرب بن أمية بن عبد شمس

أبو الخير ـ ويقال : أبو سليمان ـ الأموي (٥)

كان يلقب بمبقّت وكان مضعّف العقل.

أخبرنا أبو الحسين (٦) بن الفرّاء وأبو (٧) غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال (٨) : فولد معاوية بن أبي سفيان يزيد ، وعبد الله بن معاوية مبقّت الأكبر ، كان يضعّف (٩)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال : فولد معاوية : يزيد ، وأمّه ميسون ، وعبد الله ، وهو مبقّت ، وعبد الرّحمن ، وهندا (١٠) تزوجها عبد الله بن عامر ، وأمّهم فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي.

قال أبو عبد الله الصوري : في نسختين : مبقّت بتاء معجمة باثنتين.

__________________

(١) الأصل : بكير ، تحريف ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٨٠.

(٣) بالأصل : «فقالا» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٤) تهذيب الكمال ١٠ / ٥٥٤ من طريق أبي بكر البرقاني.

(٥) نسب قريش ص ١٢٨ وتاريخ الطبري (٥ / ٣٢٩).

(٦) بالأصل : أبو الحسن ، تحريف ، والسند معروف.

(٧) بالأصل : «بن أبي غالب» تحريف ، والسند معروف.

(٨) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٢٧ فكثيرا ما كان الزبير يأخذ عن عمه المصعب.

(٩) في نسب قريش : وعبد الله بن معاوية ، خبيث ، وكان يضعّف.

(١٠) بالأصل : وهند.

٢٠٨

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال :

عبد الله بن معاوية بن معاوية بن أبي سفيان ، أبو سليمان.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير (١) ، حدّثني أحمد بن زهير ، عن علي بن محمّد قال : مر عبد الله بن معاوية يوما بطحّان قد شدّ بغله في الرّحا للطحن ، وجعل في عنقه جلاجل ، فقال له : لم جعلت في عنق بغلك هذا هذه الجلاجل (٢)؟ فقال الطحّان : جعلتها في عنقه لأعلم إن قد قام ، فلم تدر الرّحا ، فقال له : أرأيت إن هو قام وحرّك رأسه كيف تعلم أنه لا يدير الرّحا؟ فقال له الطحّان : إنّ بغلي هذا ـ أصلح الله الأمير ـ ليس له عقل مثل عقل الأمير.

ذكر أبو بكر البلاذري قال :

وقاتل عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان ، وأمّه فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف مع الضحّاك بن قيس يوم المرج ، وكان يحمّق فأخذ أسيرا ، وأتي به عمرو بن سعيد الأشدق ، فقال له عمرو : يا أبا سليمان نحن نقاتل لنشدّد ملككم وأنت تقاتل لتضعفه ، فقال له : اسكت يا لطيم (٣) الشيطان.

٣٥٨١ ـ عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر

ابن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم

ابن عبد مناف أبو معاوية الهاشميّ الجعفري (٤)

روى عن أبيه.

روى عنه : أخوه صالح بن معاوية ، وجويرية بن أسماء بن عبيد بن مخارق الضّبعي.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٥ / ٣٢٩.

(٢) الجلاجل جمع جلجل ، وهو الجرس الصغير الذي يعلّق في أعناق الدوابّ.

(٣) اللطيم : اليتيم الذي مات أبواه.

(٤) ترجمته وأخباره في نسب قريش ص ٢١٦ وتاريخ الطبري (انظر الفهارس) ، الأغاني ١٢ / ٢١٥ وأخبار أصبهان ٢ / ٤٢ والوافي بالوفيات ١٧ / ٦٢٩ والمعارف لابن قتيبة ص ٢٠٧ ولسان الميزان ٣ / ٣٦٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٢١ ـ ١٤٠ ص ١٥٥).

٢٠٩

ووفد على بعض خلفاء بني أميّة [وكان](١) صديقا للوليد بن يزيد ، قبل أن تفضي إليه الخلافة.

أخبرنا أبو علي الحداد (٢) ، قال : أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر [ببيت](٤) المقدس ، نا أبي محمّد (٥) بن إسماعيل ، حدّثني عمي موسى بن جعفر ، عن صالح بن معاوية ، عن أخيه عبد الله بن معاوية.

ح قال : ونا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن زهير التّستري (٦) ، وأبو حامد الأصبهاني ، قالا : نا أبو زرعة الرازي ، نا محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر

قال : ونا عبد الله بن محمّد بن جعفر في جماعة قالوا : ونا الحسن بن محمّد الداركي ، نا أبو زرعة الرازي ، نا محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن جعفر (٧) ، حدّثني عمّي موسى بن جعفر عن صالح بن معاوية ، عن أخيه عبد الله بن معاوية ، عن أبيه معاوية [بن] عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن جعفر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليّ أصلي ، وجعفر فرعي» ، أو جعفر أصلي ، وعلي فرعي» [٦٨٣٠].

قال : وأنا أبو نعيم الحافظ (٨) ، نا أبو الحسن صبّاح بن محمّد بن علي (٩) بن صالح (١٠) النهدي ، نا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، نا جعفر بن محمّد بن الحسين ، نا محمّد بن خالد ـ في نسخة : جبلة ـ الطحان ، حدّثني محمّد بن بكر (١١) الأرحبي ، نا زياد بن

__________________

(١) الزيادة عن المختصر ١٤ / ٧٦ والمطبوعة.

(٢) بالأصل : أخبرنا «أبو علي الحداد» ثم شطبت بخط فوق «علي» و «الحداد» وكتب مكانها : «مسعود المعدل» وما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة ، وهذا السند معروف.

(٣) الخبر في كتاب «ذكر أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢.

(٤) بياض بالأصل ، واللفظة أضيفت عن ذكر أخبار أصبهان.

(٥) في ذكر أخبار أصبهان : ثنا أبي ، ثنا محمد.

(٦) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن أخبار أصبهان.

(٧) قسم من الكلمة مطموس ، والمثبت عن ذكر أصبهان.

(٨) ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٤٣.

(٩) «بن علي» ليست في ذكر أخبار أصبهان.

(١٠) في ذكر أخبار أصبهان : صباح.

(١١) عن أخبار أصبهان بالأصل : بشر.

٢١٠

[المنذر](١) ، حدّثني عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يقول : «الناس من شجر (٢) [شتى](٣) ، وأنا وجعفر من شجرة» (٤) [٦٨٣١].

روى الحديث الأول عبد الله بن محمّد بن جعفر القزويني عن أبي زرعة الرازي ، ولم يشك في [متنه](٥) باللفظ الأوّل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن صالح القرشي ، أخبرني أبو اليقظان عامر بن حفص ، حدّثني جويرية بن أسماء ، عن عبد الله بن معاوية الهاشميّ

أن عبد المطّلب جمع بنيه عند وفاته وهم يومئذ عشرة فأمرهم ونهاهم ، وقال : إيّاكم والبغي ، فو الله ما خلق الله عزوجل شيئا أعجل عقوبة من البغي ، ولا رأيت أحدا بقي على البغي إلّا إخوتكم من بني عبد شمس.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إيّاه وقال : اروه عني ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي (٦) ، نا الحسن بن أحمد بن محمّد بن سعيد الكلبي ، نا محمّد بن زكريا الغلّابي ، نا عبد الله بن الضحّاك ، ومهدي بن سابق ، قالا : نا الهيثم بن عدي ، عن صالح بن حسّان قال :

كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صديقا للوليد ، يأتيه ، ويؤانسه ، فجلسا يوما يلعبان بالشطرنج ، إذ أتاه الآذن فقال : أصلح الله الأمير ، رجل من أخوا لك من أشراف ثقيف قدم غازيا ، وأحبّ السّلام عليك ، فقال : دعه ، فقال عبد الله بن معاوية : وما عليك ائذن له ، فقال : نحن على لعبنا ، وقد أنجحت عليك ، قال : فادع بمنديل فضع عليهما ، ويسلّم الرجل ونعود ، ففعل ، ثم قال : ائذن له ، فدخل يشمر له هيبة (٧) بين عينيه أثر السجود ، وهو معتمّ ، قد رجّل لحيته ، فسلّم ثم قال : أصلح الله الأمير ، قدمت غازيا فكرهت أن أجوزك حتى أقضي حقك ، قال : حيّاك الله وبارك عليك ، ثم سكت عنه ، فلما أنس أقبل عليه الوليد فقال : يا خال ، هل جمعت القرآن؟ قال : لا ، كانت تشغلنا عنه شواغل ، قال :

__________________

(١) بياض بالأصل ، واللفظة استدركت عن أخبار أصبهان.

(٢) بالأصل : «سجدة» والمثبت عن أخبار أصبهان ، وفي المختصر : شجرة.

(٣) بياض بالأصل ، والكلمة استدركت عن أخبار أصبهان.

(٤) بالأصل : «سجدة» والمثبت عن أخبار أصبهان ، وفي المختصر : شجرة.

(٥) بياض بالأصل ، واللفظة أضيفت عن المطبوعة. وقوله : «باللفظ الأول» ليس في المطبوعة.

(٦) الجليس الصالح الكافي ٤ / ٨٧ وما بعدها. وانظر الخبر باختلاف في عيون الأخبار ٢ / ١٢٠ ـ ١٢١.

(٧) المطبوعة : هيئة.

٢١١

حفظت (١) من سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومغازيه وأحاديثه شيئا؟ قال : كانت تشغلنا عن ذلك أموالنا ، قال : فأحاديث العرب وأيامها وأشعارها؟ قال : لا ، قال : فأحاديث أهل الحجاز ومضاحكها؟ قال : لا ، قال : فأحاديث العجم وآدابها؟ قال : إنّ ذلك شيء ما كنت أطلبه ، فرفع الوليد المنديل وقال : «شاهك» ، قال عبد الله بن معاوية : سبحان الله ، قال : لا والله ما معنا في البيت أحد ، فلما رأى ذلك الرجل خرج فأقبلوا على لعبهم ،

قال القاضي (٢) رحمه‌الله : ما أعجب كلام الوليد هذا وألطفه وأحسنه وأظرفه.

ويشبه هذا ما روي أن رجلا خاطب معاوية ، فأكثر اللغو في كلامه ، فضجر معاوية وأعرض عنه ، فقال : أأسكت يا أمير المؤمنين؟ ، فقال : وهل تكلّمت؟ ولعمري إن ذا الجهل والغباوة إلى منزله من النقص وسقوط القدر وبمعزل من الطبقة التي تستحق التهيب والإعظام ، والتبجيل والإكرام ، وإن اتفق لهم بالجد ، وطائر السّعد إعظام كثير من الناس لهم ، واغترار طائفة من الأغبياء (٣) بهم ، وقد ذكر أن بذر جمهر سئل : ما نعمة لا يحسد صاحبها عليها؟ قال : التواضع ، قال : فما بلية لا يرحم صاحبها؟ قال : الكبر ، قيل : فما الذي إذا انفرد لم يساو شيئا؟ قال : الحسب بلا أدب

وفي استقصاء القول في هذا الباب طول لا يحتمله هذا الموضع.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار قال :

ومن ولد معاوية بن عبد الله : عبد الله بن معاوية ، وكان جوادا ، شاعرا ، وأمّ عبد الله وأخيه محمّد ابني معاوية بن عبد الله بن جعفر أم عون بنت عون بن عباس (٤) بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ، وإخوتهما لأمّهما بنو عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوف الأكابر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ،

__________________

(١) المطبوعة : «هل حفظت؟» والأصل كالجليس الصالح.

(٢) في مختصر ابن منظور ٤ / ٧٧ «قال المصنف» وكتب محققه بالهامش : «هو ابن عساكر» ووهم في ذلك ، فالكلام التالي من كلام القاضي المعافى بن زكريا.

(٣) بدون إعجام بالأصل ، وفي الجليس الصالح : «الأغنياء» ولعل الصواب ما ارتأيناه وهو يوافق عبارة المطبوعة.

(٤) بالأصل : عياش ، والمثبت عن جمهرة ابن حزم ص ٧٠.

٢١٢

أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعيد (١) قال : في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة : عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وأمّه أم عون بنت عون بن العبّاس (٢) بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ، فولد عبد الله بن معاوية : جعفرا ، لا عقب له ، وأمّه هنادة بنت الشرقي بن عبد المؤمن بن شبث بن ربعي اليربوعي ، من بني تميم ،

خرج عبد الله بن معاوية بالكوفة في خلافة مروان بن محمّد فبعث إليه مروان جندا فلحق بأصبهان ، فغلب عليها وعلى تلك الناحية ، واجتمع إليه قوم كثير ، وذلك في سنة إحدى وثلاثين ومائة ، ثم قتل بمدينة جيّ (٣) ، ويقال : بل هرب ، فلحق بخراسان ، وأبو مسلم يدعو بها فبلغه مكانه فأخذه فحبسه في السجن حتى مات.

أنبأنا أبو نعيم الحافظ في كتاب «تاريخ أصبهان» (٤) قال : عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صاحب الميدان ، قدمها متغلبا عليها أيام مروان سنة ثمان وعشرين ومائة ، ومعه المنصور ، أبو جعفر إلى انقضاء سنة تسع وعشرين ومائة ، ثم خرج منها هاربا إلى خراسان ، فحبسه أبو مسلم صاحب الدولة في سجنه ، ومات مسجونا سنة إحدى وثلاثين ومائة في ذي القعدة ، يروي عن أبيه ، روى عنه أخوه صالح بن معاوية.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال : وكان ـ يعني : عبد الله بن معاوية ـ جوادا شاعرا ، وهو الذي يقول لحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب (٥) :

قل لذي الودّ والصفاء حسين

أقدر الودّ بيننا قدره

ليس للدابغ المقرّظ (٦) بدّ

من عتاب الأديم ذي البشرة

__________________

(١) الخبر ساقط من الطبقات الكبرى المطبوع ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من كتاب الطبقات.

(٢) بالأصل : عياش ، والمثبت عن جمهرة ابن حزم ص ٧٠.

(٣) جيّ بالفتح ثم التشديد : اسم مدينة ناحية أصبهان على شاطئ نهر زندروز ، قال ياقوت : وهي الآن كالخراب منفردة (معجم البلدان).

(٤) الخبر في كتاب «ذكر أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢.

(٥) الأبيات في الأغاني ١٢ / ٢٣٤.

(٦) بالأصل : المفرط ، والمثبت عن الأغاني ، وقرظ الأديم : دهنه بالقرظ ، وانظر شرحا وافيا للبيت في الأغاني.

٢١٣

وقال أيضا : شعر : (١)

إنّ ابن عمّك وابن أمّ

ك معلم (٢) شاك السّلاح

يقص (٣) العدوّ وليس ير

ضاحين يبطش بالجراح

لا تحسبنّ أذى ابن عم

ك شرب ألبان اللّقاح

بل كالشجا تحت اللهاة

إذا تسوّغ بالقراح

فاصطن (٤) لنفسك من يجيبك

تحت أطراف الرماح

من لا يزال يسوؤه

بالغيب أن يلحاك لا حي

فقال حسين بن عبد الله يردّ عليه :

أبرق لمن تعلم وأر

عد غير قومك بالسلاح

وقال عبد الله بن معاوية يعاتب عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر :

إن يكن انتقاص الحق ممّا

تنال به المكارم والفعال

فأنت وذاك لا تملل فأنا

سنترك ما تقول لما تنال

وخطب عبد الله بن معاوية ربيحة بنت محمّد بن عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وخطبها بكار بن عبد الملك بن مروان ، فتزوجت بكارا فشمتت بعبد الله بن معاوية امرأته أم زيد بنت علي بن حسين بن علي فقال (٥) :

سلا ربّة الخدر ما بالها (٦)

من أي ما فاتنا تعجب

ولسنا (٧) بأول من فاته

على إربه (٨) بعض ما يطلب

وكائن تعرّض من خاطب

تزوج غير التي يخطب

وأنكحها بعده غيره

وكانت له قبله تحجب

وله شعر كثير ـ فيه يقول إبراهيم بن علي بن هرمة (٩) :

__________________

(١) الأبيات في الأغاني ١٢ / ٢٣٤.

(٢) المعلم : أعلم الفارس : جعل لنفسه علامة الشجعان ، والشاكي : ذو الشوكة.

(٣) وقصه : كسره ودقه.

(٤) صانه صونا وصيانة وصيانا فهو مصون ومصوون : حفظه كاصطانه (القاموس) وفي الأغاني : فانظر لنفسك.

(٥) الأبيات في الأغاني ١٢ / ٢٣٧.

(٦) الأغاني : ما شانها ومن أيما شأننا تعجب.

(٧) الأغاني : فلست.

(٨) الإرب : العقل والدهاء.

(٩) الأبيات في الأغاني ١٢ / ٢٢٥.

٢١٤

أحبّ مدحا أبا معاوية

الماجد لا تلقه حصورا (١) عييّا

بل كريما تراه للمجد بسّاما

إذا هزّه السؤال حييا

إنّ لي عنده وإن رغم الأع

داء ودا (٢) من نفسه وقفيا (٣)

إن أمت تبق مدحتي (٤) وثنائي

وإخائي من الحياة مليّا

يا ابن أسماء فاسق دلوي فقد

أدركتها (٥) مشرعا يثج رويا

تأخذ السبق بالتقدم في الجر

ي إذا ما المدى (٦) تنحّى عليا

ذو وفاء عند العدات (٧) وأو

صاه أبوه أن لا يزال وفيا

فرعى عقدة الوصاة فأكرم

بهما موصيا وهذا وصيّا

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران بن موسى ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط قال (٨) : بايع أهل الكوفة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين ، ومعه أخوه الحسن ويزيد ابنا معاوية ،

فحدّثني إسماعيل بن إبراهيم قال : قدم عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر وأخواه (٩) الحسن ويزيد ابنا معاوية بن عبد الله بن جعفر (١٠) على عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الكوفة في ولاية يزيد بن الوليد ، فأكرمهم وحملهم وأجرى عليهم كل يوم ثلاثمائة درهم ، فلما مات يزيد وبايع إبراهيم بن الوليد مروان ثار ناس من الشيعة ، فدعوا إلى بيعة عبد الله بن معاوية ، فكان الذي فعل ذلك هلال بن الورد مولى بني عجل ، فأتوا به فأدخلوه القصر ، وبايعه أهل الكوفة ، وبايعه منصور بن جمهور (١١) ، وإسماعيل بن عبد الله ، ومن كان من أهل الشام بالكوفة ، فأقام أياما تبايعه الناس ، وأتته بيعته من المدائن ومن كل وجه ، وخرج يوم الأربعاء يريد ابن عمر ، فلم يكن بينهم قتال ، ثم أصبح الناس غادين (١٢) على القتال فقتل

__________________

(١) الحصور : الممسك النحيل الضيق ، والضيق الصدر.

(٢) الأغاني : خطّا.

(٣) في الأغاني : قفيا : أثرة ، يقول : إني لي عنده لأثرة على غيري ، وقال قوم : القفيّ : الكرامة.

(٤) عن الأغاني ، وبالأصل : مدحي.

(٥) الأغاني : أو ردتها منهلا. (٦) الأصل : العذاب ، والمثبت عن الأغاني.

(٧) الأغاني : إذا ما الندى انتحاه عليا.

(٨) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٧٥ حوادث سنة ١٢٧.

(٩) عن تاريخ خليفة ، وبالأصل : وأخوه.

(١٠) «بن عبد الله بن جعفر» ليس في تاريخ خليفة.

(١١) «منصور بن جمهور» ليس في تاريخ خليفة.

(١٢) الأصل : عماد ، والمثبت عن تاريخ خليفة.

٢١٥

مكثر (١) بن الحواري في ناس كثير من أهل اليمن مع عبد الله بن معاوية وانهزم فدخل القصر ، وثبتت (٢) الزيدية فقاتلوا قتالا شديدا ولزموا أفواه السكك حتى أخذ لعبد الله بن معاوية وأخويه أن يأخذوا حيث شاءوا من البلاد ولم يبايعوا (٣) ، وأرسل ابن عمر إلى عمير (٤) الغضبان بن القبعثري يأمره بنزول القصر وإخراج ابن معاوية فأرسل إليه عمير (٥) بن الغضبان فرحله ومن معه من شيعته ومن تبعه من أهل المدائن وأهل السواد وأهل الكوفة فسارت بهم رسل ابن عمر حتى أخرجوهم من الجسر ، ونزل ابن عمر القصر ، ثم بعث ابن عمر إسماعيل بن عبد الله أميرا.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن علي بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقّاق ، أنا أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي قال :

وقد كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ظهر وبويع له بالخلافة بأصبهان في سنة سبع وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمّد ، وملك فارس وكرمان وكثر تبعه ، وجبى الأموال ، وملك تلك البلاد وقوي أمره ، وكانت بينه وبين عمّال مروان وقائع وحروب كثيرة ، ولم يزل هناك إلى أن جاءت الدولة العبّاسية ، ثم حاربه مالك بن الهيثم صاحب أبي مسلم ، فظفر به وحمله إلى أبي مسلم فحبسه وقتله ، ويقال : بل مات في سجنه.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، وأبو الحسين بن الفراء ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، أنا الزبير بن بكّار قال :

وحدّثني أبو غزية محمّد بن موسى قال : كتب؟؟؟ د (٦) إلى عمران بن هند

أن عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بعث إليك مع فلان بعشرين ألف درهم صلة ، وبخمسين ثوبا ، وجارية وخدما من الغلمان ، فقطع بذلك المال في جبال الأكراد ، وذكر له أنه قد اجتمع الخلق من الناس إليه ، فكتب عمران بن هند إلى؟؟؟ د (٧) :

أتاني كتاب منك يا بند سرّني

تخبرني فيه بإحدى الرغائب

تخبرني أنّ العجوز تزوجت

على كبر منها كريم الضرائب

__________________

(١) تاريخ خليفة : مكبر.

(٢) تاريخ خليفة : وبقيت.

(٣) تاريخ خليفة : ولا يتبعوا.

(٤) تاريخ خليفة : عمر.

(٥) تاريخ خليفة : عمر.

(٦) كذا رسمها بالأصل ، وفي أصل المختصر ١٤ / ٧٨ «بنر» وفي المطبوعة : «بند».

(٧) كذا رسمها بالأصل ، وفي أصل المختصر ١٤ / ٧٨ «بنر» وفي المطبوعة : «بند».

٢١٦

فهناكم الله المليك نكاحها

وراش بها كلّ ابن عمّ وصاحب

يكني عن الخلافة بالعجوز.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد ، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح (١) وأخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، وأبو منصور بن الجواليقي ـ في كتابيهما ـ قالا : أنا أبو الحسن بن أيوب

قالا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو علي عيسى بن محمّد [بن أحمد ، المعروف بالطوماري (٢) ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ، حدثني عبد الله بن شبيب ، حدثني محمّد](٣) بن يحيى بن عبد الحميد قال (٤) :

مرّ عبد الله بن معاوية بجده عبد الحميد بن عبيد (٥) فاستسقى ، فخاض (٦) له سويق لوز ، فقال عبد الله بن معاوية :

شربت طبرزدا (٧) بغريض مزن

ولكنّ الملاح بكم عذاب

وما إن بالطّير زد طاب لكن

بمسّك لا به طاب الشراب

وأنت إذا وطئت تراب أرض

يطيب إذا مشيت بها التراب

لأن نداك يطفي المحل عنها

وتحييها أياديك الرّطاب

كذا في هذه الرواية والصواب ما :

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن يحيى

أن عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر مرّ بجده (٨) عبد الحميد بن علي بن

__________________

(١) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل ، وأضيف عن المطبوعة.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وأضيف لتقويم السند عن المطبوعة.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٦٤.

(٤) الخبر والأبيات في الأغاني ١٢ / ٢٣٥.

(٥) الأغاني : عبد الحميد بن عبيد الله.

(٦) خاض : خلط ، والسويق : ما يعمل من الحنطة والشعير.

(٧) الطبرزذ والطبرزد : السكر ، والغريض : ماء المطر.

(٨) يعني بجد محمد بن يحيى.

٢١٧

عبيد (١) بمزرعته بالصّرار (٢) وقد عطش فاستسقاه فخاض له سويق لوز فسقاه إياه فقال عبد الله بن معاوية :

شربت طبرزدا بغريض مزن

كذوب الثلج خالطه الرّضاب (٣)

فقال عبد الحميد بن عبيد (٤) :

ما إن ماؤنا بغريض مزن

ولكنّ الملاح بكم عذاب

وما إن بالطّبرزد طاب لكن

بمسّك لا به طاب الثراب

وأنت إذا وطئت تراب أرض

يطيب إذا مشيت لها التراب

لأن نداك يطفي المحل (٥) عنها

وتحييها أياديك الرّطاب

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل الأبيوردي ، أنا والدي الإمام أبو العبّاس ، نا القاضي الإمام أبو علي الحسين بن محمّد المروذي ـ بها ـ إملاء ، أنا أبو العبّاس الطّيسفوني ، أنا أبو الحسن (٦) الترابي ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام ، أنا أحمد بن سيّار قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول :

بلغنا أن عبد الله بن معاوية من ولد ذي الجناحين قال :

أيها المرء لا تقولن قولا

ليس تدري ما ذا يعنيك (٧) منه

الزم الصّمت إنّ في الصّمت حكما

وإذا أنت قلت قولا فزنه

وإذا القوم ألغطوا في حديث

ليس يعنيك شأنه فاله عنه

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أبو سعيد السكري ـ وهو الحسن بن الحسين (٨) ـ نا الزيادي ، عن الأصمعي ، عن أبي سفيان بن العلاء قال :

__________________

(١) الأغاني : عبد الحميد بن عبيد الله.

(٢) الصرار : بكسر أوله ، موضع في المدينة أو قرب المدينة (معجم البلدان).

وفي الأغاني : بصرام ، وهو رستاق بفارس وأصله جرام فعربوه هكذا (معجم البلدان).

(٣) الأغاني : عبد الحميد بن عبيد الله.

(٤) في الأغاني نقلا عن الزبير : الرضاب : ماء المسك ، ورضاب كل شيء : ماؤه.

(٥) المحل : القحط والجدب.

(٦) الأصل : أبو الحسين.

(٧) كذا ، وفي المختصر ١٤ / ٧٨ والمطبوعة : «يعيبك» وهو أظهر.

(٨) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٢٦.

٢١٨

قال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب :

أرى نفسي تتوق إلى أمور

يقصّر دون مبلغهن مالي

فنفسي لا تطاوعني ببخل

وما لي ليس يبلغه فعالي

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، قال : أنشدنا شيخنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلّاب لجعفر بن محمد الصادق أو لغيره (١) :

رأيت فضيلا كان شيئا ملفقا

فكشّفه التمحيص حتى بدا ليا (٢)

أأنت أخي ما لم تكن لي حاجة

فإن عرضت أيقنت أن لا أخا ليا

فلا زاد ما بيني وبينك بعد ما

بلوتك في الحاجات ، إلّا تماديا (٣)

فلست بداء عيب ذي الود كله

ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا

فعين الرضا عن كل عيب كليلة

ولكنّ عين السخط تبدي المساويا

كلانا غني عن أخيه حياته

ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا

هذا وهم من ابن طلّاب ، وإنما هي لعبد الله بن معاوية بن جعفر لا شك فيها.

أخبرنا بها أبو العزّ بن كادش ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عبيد الله المرزباني ، حدّثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي قال : قرأ علينا أبو عبد الله محمّد بن العبّاس اليزيدي قال : قرأت على عمّي الفضل بن محمّد وذكر أنه قرأه على أبي المنهال عيينة بن المنهال قال : أنشدنا ابن داحة لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر :

فعين الرضا عن كلّ عيب كليلة

ولكنّ عين السّخط تبدي المساويا

فلست برائي عيب ذي الضغن كله

ولا سائلا عنه إذا كنت راضيا

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد

__________________

(١) بعضها في الوافي بالوفيات ١٧ / ٦٣٢ وعيون الأخبار ٣ / ٧٥ والأغاني ١٢ / ٢١٤ والكامل للمبرد ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.

(٢) وفضيل هو فضيل بن السائب بن الأقرع الثقفي (عن هامش الكامل للمبرد) ويفهم من عبارة الأغاني أنه قالها في الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس نقلا عن المصعب ، ونقل عن اليزيدي عن مؤرج أنه قالها في قصي بن ذكوان ـ قال أبو الفرج وهو الصحيح.

وصدر البيت فيها : رأيت قصيا كان شيئا ملففا.

قال المبرد : كان شيئا ملففا ، يقول : كان أمرا مغطى. والتمحيص : الاختبار.

(٣) الأغاني : تنائيا.

٢١٩

عنه (١) ، أنا أبو نعيم الحافظ قال : الفضيل بن السّائب بن الأقرع الثقفي هو الذي قال فيه عبد الله بن معاوية بن جعفر حين لم ينهض بحاجته فقال :

وأبت فضيلا كان شيئا ملففا

فأبرزه التمحيص حتى بدا ليا

أأنت أخي ما لم تكن لي حاجة

فإن عرضت أيقنت أن لا أخا ليا

كلانا غنيّ عن أخيه حياته

ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) : وكتب ابن هبيرة (٣) إلى عامر بن ضبارة أن يقبل إلى عبد الله بن معاوية الهاشمي ، فلقيه بإصطخر ومعه أخواه الحسن ويزيد ابنا معاوية ، فهزمه ابن ضبارة حتى أتى خراسان وقد ظهر أبو مسلم في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائة فحبس الهاشميّ وأخويه (٤)

وحدّثني (٥) محمّد بن معاوية ، حدّثني بيهس بن حبيب الرام قال : ظهر أبو مسلم في رمضان سنة تسع وعشرين ومائة ، فحبس عبد الله بن معاوية وأخويه ، ثم قتله وخلّى عن أخويه في سنة ثلاثين ومائة.

٣٥٨٢ ـ عبد الله بن معاوية بن هشام

ابن عبد الملك بن مروان الأموي

وأمّه بنت عبد الله بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص ، وأمّها رملة بنت محمّد بن مروان. له ذكر وعقب ، كانوا بالأندلس فانقرضوا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو طاهر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٦) قال : وحجّ في هذه السنة يعني سنة ثلاث وعشرين ومائة الزهري ، بعثه هشام بن عبد الملك مع ابنه يزيد ، وكان حجّ معهم عبد الله بن معاوية بن هشام.

__________________

(١) بالأصل : «بن علي بن أحمد» والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٨٧.

(٣) عن تاريخ خليفة وبالأصل : ابن هندة.

(٤) تاريخ خليفة : وإخوته.

(٥) الخبر في تاريخ خليفة ص ٣٩١.

(٦) الخبر ليس في كتابه المعرفة والتاريخ المطبوع.

٢٢٠