الدّروع الواقية

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الدّروع الواقية

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-32-9
الصفحات: ٣١٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ ) (١).

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ ) (٢).

( فَلِلَّهِ الحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ ) (٣).

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ) (٤).

( الحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * مَّا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ) (٥).

الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ ، الحَيّ الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ ، الحَيُّ الَّذي لا يَمُوتُ ، والقائِمُ الّذي لا يَتَغَيرُ ، والدائِمُ الّذي لا يَفنى ، والقاسِطُ الذي

__________________

(١) النمل ٢٧ : ١٥.

(٢) ابراهيم ١٤ : ٣٩ ـ ٤٠ ـ ٤١.

(٣) الجاثية ٤٥ : ٣٦ ـ ٣٧.

(٤) سبأ ٣٤ : ١ ـ ٢.

(٥) فاطر ٣٥ : ١ ـ ٣.

٨١

لا يَزولُ ، والعَدْلُ الّذي لا يجُورُ ، والحاكِمُ الّذي لا يحيفُ ، واللَطيفُ الّذي لا يخفى عَليهِ شيءٌ ، و (١) الواسِعُ الَّذي لا يَبخَلُ ، والمُعطي مَن يَشاءُ ما يَشاءُ وَالاوَلُ الَّذي لا يُدرَكُ ، والآخِرُ الَّذي لا يُسبَقُ ، والظاهِرُ الَّذي لَيسَ فَوقَهُ شَيءٌ ، والباطِنُ الَّذي لَيسَ دُونَهُ شيءٌ ، أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ علماً ، وأحصى كُلَّ شيءٍ عَدَداً.

اللّهمَّ فَأنطق بِدُعائِكَ لِساني ، وَأنجح بِهِ طَلَبتي وأعطنِي بِهِ حاجَتي ، وَبَلِّغني بِهِ رَغبتي ، وأقِرَّ بِهِ عَيني ، وَأسمِع بِهِ نِدائِي ، وَأجِب بِهِ دُعائِي ، وَبارِك لي في جَميعِ ما أنا فِيهِ بَرَكَةً تَرحَم بها شَكوايَ وتَرحمَني ، وَتَرضى عَني ، آمين رَبِّ العالمينَ.

الحمدُ للهِ الَّذي ( يُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ ) (٢).

الحمدُ للهِ الذي لهُ دَعوَةُ الحقِّ المُبِينِ ، وَمَن يُدعى من دُونِهِ فَهُوَ الباطِلُ ، وَهُو العَليُ الكَبيرُ. الحمدُ للهِ الذي ( يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (٣) الحمدُ للهِ الذي ( وَسِعَ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) الرعد ١٣ : ١٢ ـ ١٣.

(٣) الزمر ٣٩ : ٤٢.

٨٢

كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (١) الحمدُ للهِ ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (٢) الحمدُ لله الذي لا الهَ الاّ هُو ( الخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) (٣) وجَعَل الظلماتِ والنُّور ثُمّ الذين كَفروا بربّهم يَعدِلُونَ.

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) (٤) » (٥).

اليوم الثاني :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم نساء وتزويج ، وفيه خلقت حواء من آدم عليه‌السلام ، وزوَّجه الله سبحانه بها. يصلح لبناء المنازل ، وكتب العهد ، والاختيارات ، والسفر ، وطلب الحوائج. ومن مرض فيه في أول النهار كان مرضه خفيفاً ، ومن مرض فيه آخر النهار اجهد به. والمولود فيه يكون صالح التربية انشاء الله ».

__________________

(١) البقرة ٢ : ٢٥٥.

(٢) الحشر ٥٩ : ٢٢ ـ ٢٣.

(٣) الحشر ٥٩ : ٢٤.

(٤) الاسراء ١٧ : ١١١.

(٥) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٣٥ / ٤.

٨٣

وقال سلمان رحمة الله عليه : روز بهمن اسم ملك من الملائكة موكل تحت العرش ، وهو يوم مبارك يصلح للتزويج ، وأن يقدم الانسان من سفره على أهله ، ويشتري فيه ويبيع ، ويقضي فيه الحوائج ، وهو يوم سعيد جميعه.

دعاء أبي عبد الله عليه‌السلام في هذا اليوم :

« ( الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا * مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا ) (١).

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ) (٢).

( الحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ * أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ

__________________

(١) الكهف ١٨ : ١ ـ ٥.

(٢) فاطر ٣٥ : ٣٤ ـ ٣٥.

٨٤

ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) (١).

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ ) (٢).

( الحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٣).

الحمدُ للهِ الغَفورِ الرّحيمِ ، الوَدودِ التَوّابِ ، الوَهّابِ الكَريمِ ، العَظيمِ السَّميعِ العَليمِ ، الصَّمَدِ الحيّ ، القيُّومِ ، العزيزِ الجبّارِ المُتكبرِ ، سُبحانَ اللهِ الملكِ المقتدرِ ، القيُّومِ العَزيزِ الجبّارِ الحقِّ المُبينِ ، العَلي الاعلى المُتعالي ، الاوَّل الآخِرِ ، الظّاهِرِ الباطنِ ، الزَّكي الحميدِ ، الوَلي النَّصيرِ ، الخالِقِ البارئ المُصِّورِ ، القهّارِ القاهرِ ، الشّاكرِ الشَّهيدِ ، الحميدِ المجيدِ ، الرَّقيبِ الرّؤوفِ ، الفَتّاحِ العَليمِ ، الكَريمِ الجَليلِ ، غافِرِ الذَّنبِ وَقابِلِ التَّوبِ ، مالِكِ المُلكِ ، عالمِ الغيبِ والشّهادَةِ ، القائِمِ على كُلِّ نَفسٍ بما كَسَبَتْ ، رَبِّ العالمين.

__________________

(١) النمل ٢٧ : ٥٩ ـ ٦٥.

(٢) سبأ ٣٤ : ١.

(٣) فاطر ٣٥ : ١.

٨٥

الحمدُ للهِ العَظيمِ المَلكِ ، عَظيمِ العرشِ ، عَظيم السُّلطانِ ، عظيمِ الحلمِ ، عَظيمِ الرَّحمةِ ، عظيمِ الآلاءِ ، عظيمِ النّعمآءِ ، عَظيمِ الفضلِ ، عظيمِ العزّةِ ، عظيمِ الكبرياءِ ، عظيمِ الجبرُوتِ ، عظيمِ العظمةِ ، عظيمِ الرّأفةِ ، عَظيمِ الامرِ ، تَباركَ الله ربِّ العالمينَ.

اللهُ أعظمُ منْ كل شيءٍ ، وأرحمُ من كلِّ شيءٍ ، وأعلى منْ كلِّ شيءٍ ، وأملكُ من كل شيءٍ ، وأقدرُ من كُلّ شيءٍ.

الحمدُ لله رَبِّ العالمينَ ، العَلي العظيمِ ، المتكبّر المُتجبّر الجبارِ ، القاهرِ القهّارِ ، مالكِ الجنِّة والنّارِ ، لهُ الكبرياءُ والجبروتُ ، واليهِ يصعدُ الكلمُ الطّيّبُ والعملُ الصّالحُ يرفعهُ.

اللهّم صلّ على مُحمدٍ وآلٍ محمدٍ ، واجعلْ أعمالَنا مَرفُوعةً إليكَ ، موصُولةً بقولكَ ، وأعنّا على تأديتِها لكَ ، إنّهُ لا يأتي بالخَير إلاّ أنتَ ، ولا يصرفُ السوءَ إلاّ أنتَ ، اصرفْ عنّا السُّوء والمحذُور ، وباركْ لنا في جميع ِالاُمُورِ ، إنّكَ غفورٌ شَكُورٌ.

اللّهُمّ لا تُخيّب دُعآءَنا ، وَلا تُشمِت بِنا أعداءَنا ، ولا تجْعلنا للشرِّ غَرَضاً ، ولا لِلمكروهِ نَصَباً ، واعفُ عَنّا وعافِنا في كلِّ الاحوالِ ، إنَّكَ على كُلّ شيءٍ قديرٌ ، وانّك انتَ اللهُ الكبيرُ المُتعالِ » (١).

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٣٧.

٨٦

اليوم الثالث :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « انه يوم نحس مستمر ، فاتق فيه السلطان والبيع والشراء وطلب الحوائج ، ولا تتعرض فيه لمعاملة ، ولا تشارك فيه أحداً. وفيه سُلب آدم وحواء عليهما‌السلام لباسهما وأُخرجا من الجنة. واجعل شغلك صلاح أمر منزلك ، وان امكنك أن لا تخرج من دارك فافعل. والهارب فيه يؤخذ ، والمريض فيه يجهد ، وهو يوم ثقيل جداً. والمولود فيه يكون مرزوقاً طويل العمر » والله أعلم.

وقال سلمان : روز ارديبهشت اسم الملك الموكل بالشفاء والسقم ، يوم نحس لا ينبغي أن يعرف فيه سلطان ، ولا يصلح بعد الحركة والاضطراب ، وهو يوم ثقيل.

دعاء النبي عليه‌السلام واستعاذته فيه :

« الحمدُ للهِ الاولِ والآخِرِ ، والظاهِرِ والباطِنِ ، القائِمِ الدائِمِ ، الحليمِ الكريمِ ، الاحَدِ الصَّمدِ ، الذي لمْ يَتَّخذ صاحِبةً ولا وَلداً ، وَلم يَلدْ ولمْ يُولدْ ، ولم يكُنْ لهُ كُفواً أحدٌ.

الحمدُ لله الحقِّ المُبين ، ذي القُوَّةِ المتينِ ، والفَضلِ العَظيمِ ، الماجِدِ الكَريمِ ، المنعمِ المتَكَرِّمِ ، الواسِعِ الباسِطِ ، القاضي الحقِّ.

الحمدُ للهِ القابِضِ الباسِطِ ، المانِعِ المُعطي ، الفَتّاحِ ، المُبلي المُميتِ المُحيِّ ، ذي الجلالِ وَالاكرامِ ، ذِي المعارِجِ ، تَعرُجُ الملائِكَةُ

٨٧

والرُّوحُ بأمرهِ.

والحمدُ للهِ ذي الرَّحمةِ الواسِعَةِ ، والنِّعمَةِ السّابِغَةِ ، والحُجَّةِ البالِغَةِ ، والأمثالِ العالِيَةِ ، وَالاسماءِ الحُسنى ، شَديدِ القُوى ، فالقِ الاصباحِ ، وَجاعِلِ اللّيلِ سَكَناً ، والشّمسَ والقَمَرَ حُسباناً ، ذلك تقديرُ العزيزِ العليمِ.

الحمدُ للهِ رفيعِ الدَّرجاتِ ، ذي العَرشِ ، يُلقي الرُّوحَ من أمرِهِ على مَن يَشاءُ مِنْ عبادِهِ ، رَبِّ العِبادِ والبِلادِ ، وإليهِ المعادُ ، سريعُ الحسابِ ، شديدُ العِقابِ ، ذي الطَّولِ ، لا إلهَ إلاّ هُوَ إليه المصيرُ ، إذا قضى أمراً فَانّما يَقُولُ له كُن فيكونُ. باسطُ اليَدَين بالرَّحمةِ ، وهّابُ الخير ، لا يخيبُ عامِلُهُ ، ولا يندَمُ آملُهُ ، ولا تُحصى نِعَمُهُ ، صادِقُ الوعدِ ، وَعدُهُ حقٌ ، وهُو أحكمُ الحاكمينَ ، وأسرعُ الحاسبينَ ، وحُكمُهُ عدلْ ، وهو للحمدِ أهلٌ ، يُعطي الخيرَ ، ويقضي بالحقَّ ، ويهدي السّبيل. خَلقَ الموتَ والحياة َليبلُوكم أيّكم أحسنُ عملاً وهُو العزيزُ الغفورُ ، جميلُ الثناءِ ، حسن البلاءِ ، سميعُ الدّعاءِ ، حَسَنُ القضاءِ ، لهُ الكِبرياء ، يَفعَلُ ما يشاءُ ، مُنزِّل الغيثِ من السَّماءِ ، عالمُ الغيبِ ، باسطُ الرِّزقِ ، مُنشِئ السّحاب ِ ، معتقُ الرّقابِ ، مُدبّرُ الامرِ ، مُجيبُ المُضطرِ ، لا مانع لما أعطى ، ولا مُعطي لما مَنَعَ ، لَيسَ كَمثلِهِ شيءٌ وهو السَّميعُ البَصيرُ.

أسألُكَ يا مَنْ تَقَدسَتْ أسماؤهُ ، وَكَرُمَ ثَناؤهُ ، وَعَظُمَتْ آلاؤهُ ، أنْ تُصَلي على محمَدٍ وآل محمَدٍ وَأنْ تَغفِرَ لَنا ما مَضى مِنْ ذُنُوبنا ، وَتَعصِمنا

٨٨

فيما بَقيَ من عُمرنا.

اللهُمَّ اجعَلْ خيرَ أعمالِنا خَواتِيمها ، وَخَير أيامنا يَومَ لِقائِكَ.

اللهُمّ مُنَّ علينا في هَذهِ السّاعةِ في جَميعِ ما نَستَقبِلُ مِن نَهارِنا بالتَّوبَةِ والطّهارَةِ والمغفِرَةِ والتَّوفيقِ والنَّجاةِ منَ النَّارِ.

اللهُمّ ابسِط لنا في أرزاقِنا ، وَبارِك لَنا في أعمارِنا ، واحرِسنا منَ الاسواءِ والضرّاءِ ، وآتنا بالفرجِ والرَّخاءِ ، انَّكَ سميعُ الدعاءِ ، لطيفٌ لما تشاءُ » (١).

اليوم الرابع :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام :

« هذا يوم ولد ( فيه ) (٢) هابيل بن آدم عليه‌السلام. وهو يوم صالح للصيد والزرع ، ويكره فيه السفر ، ويخاف على المسافر فيه القتل والسلب وبلاء يصيبه. ويستحب فيه البناء واتخاذ الماشية ، ومن هرب فيه عسر طلبه ، ولجأ الى من يمنعه. ومن ولد فيه يكون صالحاً مباركاً ما عاش ، ومن سافر فيه ناله مشقة الطريق ».

قال سلمان : اسم هذا اليوم روز شهريور ، اسم الملك الذي خلقت فيه الجواهر ووكّل بها ، وهو موكل ببحر التوم.

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٣٩ باختلاف فيه.

(٢) اثبتناها من نسخة الحر العاملي في الوسائل ٨ : ٢٩٣ / ٢.

٨٩

دعاء أبي عبد الله عليه‌السلام وتمجيده في هذا اليوم :

«اللّهُمّ لكَ الحمدُ ، ظَهَرَ دينُكَ ، وَبَلغتْ حُجتكَ ، واشَتدَّ مُلكُكَ ، وَعَظُمَ سُلطانُكَ ، وَصَدَق وعدُكَ ، وارَتفَع عَرشُكَ ، وارسَلتَ رسُلكَ بالهُدى ودينِ الحقِّ لتظهرهُ على الدينِ كُلّه وَلو كَرهَ المُشركونَ.

اللّهُمّ لَكَ الحمدُ والشُكرُ ، وَمِنكَ النّعمةُ والمنعَةُ والمنُّ ، تَكشفُ السُّوءَ ، وتأتي بالتَيسيرِ ، وتَطرُدُ العَسير ، وتَقضي بالحقّ ، وتَعدلُ بالقسطِ ، وتهدي السّبيلَ. تَباركَ وجهُكَ سُبحانَكَ وبِحمدكَ ، لا إله إلاّ أنت ربُّ السّمواتِ وَرَبُّ الارضينَ ومن فيهنّ ورَبّ العرشِ العظيمِ.

اللهم لَكَ الحمدُ ، الحسَنُ بلاؤكَ ، وَالعَدلُ قضاؤكَ ، والارضُ في قَبضتكَ ، والسّماواتُ مطوياتْ بيَمينِكَ.

اللهم لكَ الحمدُ مُنزِّلُ الآياتِ ، مُجيبُ الدَعَواتِ ، كاشفُ الكُرباتِ ، مُنِّزلُ الخيراتِ ، مَلكُ المحيا وَالمماتِ.

اللهم لكَ الحمدُ في الليلِ اذا يغشى ، وَلَك الحمدُ في النهارِ اذا تَجَلى ، وَلكَ الحمدُ في الآخرةِ وَالاُولى.

اللهم لَكَ الحمدُ على ما أحبِّ العِبادُ وَكَرِهوا مِن مقادِيرِكَ وَحُكمِكَ ، ولك الحمد على كُلِّ حالٍ من أمرِ الدينا والآخرةِ ، يا خَيرَ من سُئِلَ ، وَيا أفضَلَ من اُمِلَ ، ويا أكرَمَ مَن جادَ بالعطايا ، صلّ على مُحمدٍ نبيكَ وآلهِ ، وعافِنا مِن محذورِ البلايا ، وَهَب لَنا الصبرَ الجميلَ عند حُلُولِ الرَزايا ، ولقّنا اليُسر والسُّرور وكِفاية المحذورِ ، وعافِنا في جميع الاُمورِ ،

٩٠

انَّكَ لطيفٌ خَبيرٌ. وصَلِّ على محمدٍ وآله ، وآتِنا بالفرجِ والرخاء ِ ، وآتِنا في الدينا حَسَنَةً وفي الآخرةِ حَسَنَةً وَقنا عذاب النّارِ » (١).

اليوم الخامس :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم ولد فيه قابيل الشقي ، وفيه قتل أخاه ، ودعا فيه بالويل على نفسه ، وهو أول من بكى على الارض من بني آدم ، وكان ملعوناً. وهو نحس مستمر ، فلا تبتدىء فيه بعمل ، وتعاهد من في منزلك ، وانظر في اصلاح الماشية ، ولا تستخلف فيه أحداً ، والكاذب فيه يعجل له الجزاء ، ومن ولد فيه صلحت تربيته ان شاء الله ».

وقال سلمان الفارسي رحمة الله عليه : روز اسفنديار ، اسم الملك الموكل بالارضين ، يوم نحس ولد فيه قابيل ، وكان كافراً ملعوناً قتل أخاه ، ودعا فيه قومه بالويل والثبور ، وأدخل عليهم الغم والحزن. لا تطلب فيه حاجة ، ولا تلق فيه سلطاناً ، وتخل في المنزل فانه يوم ثقيل.

العوذة والتمجيد في هذا اليوم :

اللٌهُمّ لَكَ الحمدُ ذا العِزِّ الاكبَرِ ، وَلَكَ الحمدُ في الليلِ اذا أدبر ، وَلَكَ الحمدُ في الصُّبح اذا أسفَرَ. وَلَكَ الحمدُ حمداً يبلغُ أوله آخرهُ ، وعاقبتهُ رضوانَكَ. وَلَك الحمدُ في سماواتكِ محموداً ، وفي بلادكَ وعبادكَ معبوداً. ولكَ الحمدُ في النٌعم الظاهرةِ ، ولَكَ الحمدُ في النٌعم الباطنةِ ، ولَكَ

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٤٠ باختلاف فيه.

٩١

الحمدُ يا مَن أحصى كُلّ شيءٍ عدداً ، وَوسعَ كُلّ شيءٍ رحمةً وعلماً.

الحمدُ لله الذي زيّن السّماءَ بَمصابيحَ ( وَجَعَلَهَا ) (١) رجوماً للشَّياطينَ.

الحمدُ لله الذي جَعَل لنا الارضَ فراشاً ، وأنبت لنا من الزرعِ والشَّجَر والفواكِهِ والنَّخلِ ألواناً ، وجَعَل في الارضِ ( رواسي ) (٢) أن تميدَ بِنا فَجَعَلَها لِلارضِ أوتاداً.

الحمدُ لله الذي سَخَّرَ البحرَ لِتَجريَ فيهِ الفُلكَ بأمرهِ ولنبتغي مِن فضلهِ ، وَجَعلَ لَنا مِنهُ حليةً نَلبَسَها ولحماً طَرياً.

الحمدُ لله الذي سخّر لنا الانعامَ لنأكُل منها ، وَجَعلَ لنا مِنهاركوباً ، وَمن جُلودها بيوتاً ولباساً ومتاعاً الى حينٍ.

وَالحَمدُ لله الكريم في مُلكهِ ، القاهِرِ لبريتهِ ، القادِرِ على أمرِهِ ، المحمودِ في صُنعهِ ، اللطيفِ بعلمِهِ ، الرّؤوفِ بعبادِهِ ، المُستأثِرِ بجبرُوتهِ ، في عِزّهِ وجلالِهِ وهيبتِهِ.

الحمدُ للهِ الذّي خَلَقَ الخَلْق على غَيرِ مِثالٍ ، وقَهرَ العبادَ بِغَيرِ أعوانٍ ، وَرَفَع السَّماءَ بِغيرِ عَمَدٍ ، وَبَسَطَ الارضَ على الهَواءِ بِغَيرِ أركانٍ.

الحمدُ للهِ على ما يُبدِي وما يُخفِي ، ولهُ الحمدُ على ما كانَ وَما يَكُونُ ، ولهُ الحمدُ على حِلمِه بَعدَ عِلمِهِ ، وَعلى عَفوِهِ بَعدَ قُدرَتِهِ ، وَعَلى صَفحِهِ بَعد إعذارِهِ.

__________________

(١) في « ك » : وجعلناها ، وما اثبتناه من « ن ».

(٢) أثبتناها من نسخة « ن ».

٩٢

وَالحمدُ للهِ الكَريمِ المنّانِ ، الّذي هَدانا للايمانِ ، وعَلّمنا القُرآن ، وَمَنَّ عَلَينا بمُحمدٍ عَليهِ وَآلهِ الطّاهرينَ السَّلاُمُ.

اللهُمّ صَلّ على محمدٍ وآلِهِ ، ولا تذر لَنا في هذِهِ الساعَةِ ذَنباً إلا غَفَرتهُ ، ولا هَمَّاً إلا فَرَّجْته ، وَلا عَيباً إلا أصلَحتهُ ، وَلا مَرضاً إلاّ شَفَيتهُ ، وَلا دَيناً إلاّ قَضَيتهُ ، وَلا سُؤالاً إلاّ أعطَيتهُ ، وَلا غَريباً إلاّ صاحَبتهُ ، وَلا غائِباً إلاّ رَدَدْته ، وَلا عانِياً إلاّ فككتَ ، وَلا مَهْمُوماً إلا نَفستَ ، وَلا خائفاً إلا آمَنَت ، وَلا عَدُواً إلا كفيَت ، وَلا كسِيراً إلاّ جَبَرتَ ، وَلا جائعاً إلاّ أشبَعتَ ، وَلا ظَمآناً إلاّ أنهَلتَ ، ولا عارِياً إلاّ كسَوتَ ، وَلا حاجَة مِن حَوائج الدُينا وَالآخِرَة لك ( فيها ) (١) رِضا وَلنا فيها صَلاح إلاّ قضَيتها في يُسر مِنك وَعافيةٍ يا أرحَمَ الراحِمينَ (٢).

اليوم السادس :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هو يوم صالح للتزويج ، مبارك للحوائج والسفر في البر والبحر ، ومن سافر فيه رجع الى أهله بما يحبه ، وهو جيد لشراء الماشية ، ومن ضل فيه أو ابق وجد ، ومن مرض فيه برأ ، ومن ولد فيه كان صالح التربية وسلم من الافات ان شاء الله وبه الثقة ».

وقال سلمان الفارسي رحمة الله عليه : روز خرداد اسم الملك الموكل بالجن ،

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٤١ باختلاف فيه.

٩٣

وهو يوم صالح ، و (١) طلب المعاش وكل حاجة. والأحلام فيه تصح بعد يوم ان شاء الله.

العوذة فيه لأبي عبد الله عليه‌السلام :

« اللهُمَ لَكَ الحَمدُ حَمداً أنالُ بِهِ رِضاكَ ، وَاُؤدِي بِهِ شُكرَكَ ، وَأستوجِبُ بهِ المَزيدَ مِنْ فضلكَ. اللهُمَّ لكَ الحَمدُ عَلى حِلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ ، وَلكَ الحَمدُ على عَفوِكَ بَعدَ قدرتِكَ ، وَلكَ الحَمدُ عَلى ما أنعَمتَ بِهِ عَلينا بَعدَ النِّعمِ نعماءَ ، وَبعدَ الاحسانِ إحساناً. وَلكَ الحمد أنعمت علينا بالاسلامِ ، وعلمتنا القرآنَ. وَلَكَ الحَمدُ في السرَّاءِ والضرَّاءِ ، والشِّدةِ والرِّخاءِ ، وَلَكَ الحَمدُ على كُلِّ حالٍ.

اللّهم لَكَ الحمدُ كما أنتَ أهلهُ ووليّه ، وَكما يَنبغي لِسبحاتِ وَجهكَ الكريم.

الحمدُ لله الّذي لا تَخفى عليه خافيةٌ في السّمواتِ والارضِ ، وَهُو بِكُل شيءٍ عليمٌ.

الحمدُ لله الّذي من تَوكلَ عَليهِ كَفاهُ ولم يكلهُ الى غَيرهِ ، والحَمدُ لله الّذي هُو ثِقَتُنَا حَين ينقطُع عَنّا الرجاءُ ، والحمدُ لله الّذي هُو رَجاؤنا حينَ تسوءُ ظُنوننا بأعمالِنا ، والحمدُ لله الّذي نَسألَهُ العافيةِ فَيُعافِينا.

الحمدُ للهِ الّذي نَستَعينهُ فيُعيننا ، الحمدُ للهِ الّذي نرجُوهُ فَيُحققُ رَجاءنا ، الحمدُ لله الّذي نَدعُوهُ فُيجيبُ دعاءَنا ، الحمدُ لله الّذي نَستَنصِرهُ

__________________

(١) كذا ، ولعل هناك سقط أو تصحيف.

٩٤

فينصرَنا ، الحمدُ لله الّذي نسألهُ فيعطِينا.

الحمدُ لله الّذي اُناجيه بما اُريدُ مِنْ حاجَةٍ ، الحمدُ لله الّذي يَحلمُ عنّا حتى كَأنّا لا ذنبَ لنا ، الحمدُ لله الّذي تحببَ إلينا بنعِمِه عَلينا وَهُوغَنيٌ عَنّا ، الحمدُ لله الذي لَم يَكلنا الى نُفُوسنا فَيعجزُ عنها ضَعفُنا وقَلةُ حِيلَتِنا.

الحمدُ لله الّذي حَمَلنا في البَرّ والبَحْرِ وَرَزقَنا من الطّيبات وَفضّلنا على كَثيرٍ مّمنْ ( خَلَقَ ) (١) تفضيلاً.

الحَمدُ لله الذي أشبَعَ جَوعنا ، وَآمَنَ رَوعَتنا ، وَأقالَ عَثرَتنا ، وَكَبتَ عَدونا ، وَألّفَ بَين قُلوبنا.

الحمدُ للهِ مالِكِ المُلك ، مُجري الفُلكِ ، فالقِ الإصباحِ ، مُسَخِّرِ الرياحِ ، الذي عَلا فَقَهَرَ ، وَمَلَكَ فَقَدرَ ، وَبَطنَ فَخَبَرَ.

الحمدُ لله الذي لا تَستُرُ منهُ القُصورُ ، ولا تُكِّنُّ (٢) منه السُّتُورُ ، وَلا تُواري منهُ البحورُ ، وكُلُّ شيءٍ اليه يصيرُ.

الحمدُ لله الذي لا يَزولُ مُلكُه ُ ، ولا يَتَضعضعُ ركنُهُ ، ولا تُرامُ قوتهُ.

اللّهُمّ لك الحمدُ في اللَيلِ اذا يغشى ، وَلكَ الحمدُ في النّهار اذا تَجلى ، وَلَك الحمدُ في الآخرةِ والاُولى ، ولكَ الحمدُ في السّماواتِ العُلى ، ولكَ الحمدُ في الارضينَ السُفلى ، وَلكَ الحمدُ حمداً يَزيدُ ولا يَبيدُ ، وَلَكَ

__________________

(١) في « ك » : خلقنا ، وما اثبتناه من « ن ».

(٢) الكنُّ : السترة ، والجمع اكنان ، وكننت الشيء اي سترته وصنته. انظر الصحاح ـ كنن ـ ٦ : ٢١٨٨.

٩٥

الحمدُ حمداً يَبقى وَلا يَفنى ، وَلكَ الحمدُ حمداً تَضعُ لَكَ السّماءُ أكنافها (١) ، وَالارضونَ أثقالها ، وَلكَ الحمدُ حَمداً تُسبّحُ لَكَ السّماواتُ وَمنْ فيها ، والارضُ وَمنْ عليها ، وَلكَ الحمدُ يارَبِّ على ما هديتنا وَعلّمتنا ما لم نكُن نَعلمَ ، وكانَ فَضلُك ـ اللهُمّ ـ عَلينا عَظيماً.

اللهُمّ إنَّ رقابَنا لكَ بالتَوبةِ خاضعَةً ، وأيدِينا اليكَ بالرغَبةِ مَبسوطةُ ، لا عُذرَ لَنا فَنَعتذرُ ، ولا قُوة لَنا فنَنَتصرُ. اللّهُمّ صَلّ على مُحمدٍ وَآلِ مُحمدٍ وأعذنا أن تُخيِّبَ آمالَنا وَتُحبطَ أعمالَنا.

اللّهُمّ جُد بِحِلمكَ على جَهلِنا ، وَبغِناكَ على فَقرِنا ، واعفُ عَنا وَعافنا ، وتَفَضّل عَلينا ، وآتنا في الدينا حَسَنةَ وفي الآخرةِ حَسَنةً وَقِناعَذابَ النّارِ » (٢).

اليوم السابع :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم مختار فاعمل فيه ما تشاء وعالج ما تريد ، ومن عمل (٣) الكتابة في هذا اليوم اكملها حذقاً (٤) ، ومن بدأ فيه بالعمارة والغرس والنخل حمد أمره في ذلك ، ومن ولد فيه كان صالح التربية موسعاً عليه

__________________

(١) الكنف : ناحية الشيء ، واكناف الجبل الوادي : نواحيه حيث تنضم اليه.

انظر لسان العرب ٩ : ٣٠٨.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٤٣ باختلاف فيه.

(٣) وردت قبلها كلمة غير مقروءة.

(٤) حذقاً : أي بمهارة ، والعمل يحذق حذقاً وحذقاً ، وحذاقة ، اي مهر فيه.

انظر الصحاح ـ حذق ـ ٤ : ١٤٥٦.

٩٦

في الرزق ان شاء الله ».

وقال سلمان الفارسي رحمة الله عليه : روز مرداد ، اسم الملك الموكل بالناس وأرزاقهم ، وهو يوم مبارك سعيد ، فاعمل فيه كل شيء من الخير ان شاءالله.

الدعاء فيه :

اللهُمّ لكَ الحمدُ حَمداً لا يَبيدُ ولا يَنقَطعُ آخرهُ ، وَلا يَقصِرُ دونَ عَرشِكَ مُنتهاهُ.

الحَمدُ لله الذي لا يُطاعُ الاّ باذنهِ ، وَلا يُعصى الا بعِلمِهِ ، ولا يُخافُ الاّ عقابُهُ.

الحمدُ لله الذي لهُ الحُجةُ على من عَصاهُ ، والمنّةُ على مَن أطاعهُ.

الحمدُ للهِ الذي لا يُرجَى الا فضلُه ، ولا يُخافُ الا عذابُهُ.

الحمدُ لله الذي مَن رَحمُه من عِبادِهِ كان ذلكَ منهُ فَضلاً ، ومَن عَذّبَهُ مِنهُم كان ذلك مِنهُ عدلاً.

الحمدُ للهِ حَمدَ نَفسهُ فاستحمَدَ الى خَلقهِ.

الحمدُ لله الذي لا تدركُ الاوهامُ وصفُه.

الحمدُ لله الذي ذَهلَتِ العُقُولُ عن كُنهِ عظمتِهِ ، حتى تَرجَع الى ما امَتدحَ بهِ نفسهُ من عِزّهِ وَجودِهِ وطُولِهِ.

الحمدُ للهِ الذي كانِ قَبلَ كُلّ كائِن ، وَلا يوجَدُ لِكُلّ شيءٍ مَوضِعٌ قبله.

٩٧

الحمدُ لله الذي لا يكونُ كائناً غَيرهُ ، هُو الاولُ فلا شيءَ قبلهُ ، والآخرُ فلا شيءَ بَعدهُ ، الدائمُ بغيرِ غايةٍ ولا فَناءٍ.

الحمدُ لله الذي سدّ الهواءَ بالسّماءِ ، وَدَحا الارض على الماءِ ، واختارَ لنفسِهِ الاسماءَ الحُسنى.

( الحمدُ للهِ بغيرِ تَشبيهٍ ) (١) والعالمِ بِغيرِ تكوينٍ ، وَالباقي بغَيرِ كُلفَةٍ ، وَالخالِقِ بغيرِ مَتعَبَةٍ ، وَالموصوفِ بِغَير مُنتهى.

الحمدُ لله الذي مَلَكَ المُلوكَ بقدرتِهِ ، واسْتعبَدَ الاربابَ بعزّتهِ ، وسادَ العُظماءَ بجودِهِ وَجَعلَ الكبرياءَ والفخرَ والفضلَ والكرمَ والجُودَ وَالمجدَ لنفسِهِ ، جارُ المستجيرينَ ، مَلجأ اللاجِئين ، مُعتمدُ المؤمنينَ ، وسبيلُ حاجَةِ العابدينَ.

اللهُمّ لكَ الحمدُ بجميعِ مَحامِدِكَ كُلّها ما عَلمنا مِنها وما لم نَعلَم ، وَلَكَ الحمدُ حَمداً يُكافي نِعَمِكَ وَيَمتَري (٢) مزيدك.

اللهُمّ لكَ الحمدُ حمداً يَفضلُ كل حَمدٍ حمدك بِهِ العابدونَ مِن خَلقكَ كفضلكَ على جَميع خلقِكَ.

اللهُمّ لكَ الحمدُ حمداً أبلغُ بهِ رِضاكَ ، وَاؤدي بِهِ شكرَكَ ،

__________________

(١) العبارة مضطربة ولا تتفق مع السياق الذي يليها ولعل هناك سقط ، ولكن في نسخة « ن » : الحمد لله المقدر بغير فكر.

(٢) المري : مسح ضرع الناقة لتجر ، أي يطلب منك المزيد منك رغم تعاظم نعمتك.

انظر لسان العرب ١٥ : ٢٧٦.

٩٨

وأستَوجِب بِهِ ( العَفوَ ) (١) بعدَ قدرتكَ ، والرّحمةَ من عندكَ ، يا أرحَمَ الراحمينَ.

اللهُمَّ يا خَيرَ مَن شَخَصَتْ اليه الابصارُ ، وَمُدَتْ اليهِ الاعناقُ ، وَوَفَدَتْ اليهِ الآمالُ ، صَلّ على مُحمّدٍ وآل محمّدٍ ، واغفِر لَنا ما مضى مِن ذُنوبنا ، وَاعصمنا فيما بَقيَ من أعمارِنا ، ومُنَّ عَلينا في هذهِ السّاعة بالتّوبةِ وَالطهارةِ ، وَالمغفرةِ والتوفيق ، وَدفاعِ المحذورِ ، وسعةِ الرزقِ ، وحُسنِ المستَعتَبِ ، وَخَيرِ المُنقَلبِ ، وَالنّجاةِ من النّارِ (٢).

اليوم الثامن :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «هذا يوم صالح لكل حاجة من البيع والشراء ، ومن دخل فيه على سلطان قضيت حاجته ، ويكره فيه ركوب السفن في الماء ، ويكره فيه ـ أيضاً ـ السفر والخروج الى الحرب وكتب العهود.

ومن ولد فيه صلحت تربيته ، ومن هرب له يقدر عليه الا بتعب ، ومن ضل فيه لم يرشد الا بجهد ، ومن مرض فيه اجهد وذهب».

وقال سلمان رحمة الله عليه : روز ديباذر ، اسم من اسماء الله تعالى ، وهو يوم مختار مبارك سعيد ، صالح لكل الحوائج ، فاعمل فيه ما تريد من الخير ، وتجنب الشر.

الدعاء فيه :

اللهُمّ لَكَ الحمدُ عَدَدَ الورقِ والشَّجرِ ، وَلَكَ الحمدُ عَددَ الحَصى

__________________

(١) في « ك » بالعفو ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٢) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٤٤ باختلاف فيه.

٩٩

وَالمدَرِ (١) وَلَكَ الحمدُ عَددَ الشَّعرِ والوَبَرِ ، وَلَكَ الحمدُ عَدَدَ أيامِ الدُينا والآخرَةِ ، وَلكَ الحمدُ عَددَ نُجومِ السّماءِ ، وَلكَ الحمدُ عددَ قطرِ المطَرِ ، ولكَ الحمدُ عَددَ كُلّ شيءٍ خلقتَ ، ولكَ الحمدُ عدَدَ كلماتكَ ، وَلكَ الحمدُ رِضا نفسكَ ، ولكَ الحمدُ على ما أحاطَ بهِ علمُكَ ، ولكَ الحمدُ على كُلّ شيءٍ بَلغتهُ عَظمتُكَ ، وَلكَ الحمدُ في كُلّ شيءٍ خَزائنهُ بيدكَ ، وَلكَ الحمدُ على ما حَفظَ كتابُكَ ، ولكَ الحمدُ سَرمداً لا ينقضي أبداً ولا يُحصيهِا لخلائقُ عَدداً ، وَلكَ الحمدُ على نِعمكَ كُلّها ، عَلانيتِها وَسرِّها ، أوّلها وَآخرِها ، ظاهرِها وَباطنِها.

اللّهُمّ لَكَ الحمدُ على ما كانَ وَما لم يكُنَ وَما هُو كائنٌ.

اللّهُمّ لك الحمدُ كثيراً كما أنعمتَ ـ رَبّنا ـ عَلينا كَثيراً.

اللّهُمّ لكَ الحمدُ كُلّهُ ، وَلكَ المُلكُ كُلّهُ ، وَبيدكَ الخَيرُ كُلّهُ ، وَاليكَ يَرجُع الامرُ كُلّهُ ، علانيتُهُ وسِرّهُ.

اللّهُمّ لكَ الحمدُ على بلائكَ وصُنعِكَ عِندنا ، قَدِيماً وَحَديثاً ، وَعندي خاصّةً ، خَلقتني فأحسنتَ خلقي ، وَهديتني فأكملتَ هِدايتي ، وَعَلّمتني فَأحسنت تعليمي.

ولكَ الحمدُ يا إلهي على حُسنِ بلائكَ وصنعكَ عِندي ، فَكم مِن

__________________

(١) قطع الطين اليابس ، وقيل : الطين العلك الذي لا رمل فيه ، واحدته مدره انظر لسان العرب : ٥ / ١٦٢.

١٠٠