الدّروع الواقية

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الدّروع الواقية

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-32-9
الصفحات: ٣١٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

اللّهُمَّ اجعلني من الذين يُسبَّحون لكَ بالليلِ والنهارِ ، لا يَفتروُنَ من ذكرِكَ ولا يَسأمُونَ مِن عبادتِكَ ، يُسبّحونَ لكَ ولَكَ يسجدُوُنَ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) (١) ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ) (٢).

اللّهُمَّ إني أسألُكَ يا ولي الصالحينَ أن تَختمَ لي بِصالحِ الاعمالِ ، وأن تَستَجيب دُعائي وتُعطيني سؤلي في نفسي وَمَن يَعنيني أمرُهُ يا أرحمَ الراحمين (٣).

اليوم الثالث والعشرون :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم صالح ولد فيه يوسف عليه‌السلام ، وهو يوم خفيفٌ تطلبُ فيه الحوائج والتجارة والتزويج والدخول على السلطان ، ومَن سافر فيه غنم واصاب خيراً ، ومَن ولد فيه كان حسن التربية في كل حالة ».

__________________

(١) الحج ٢٢ : ١٨.

(٢) الفرقان ٢٥: ٦٠.

(٣) روى الحلي الحديث في العدد القوية : ٢٦١ / ١ ، وذكر الدعاء في : ٢٦٥ باختلاف يسير. وكذا نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٦٧.

١٤١

قال سلمان رحمة الله عليه : روز ديبدين ، اسم من اسماء الله عز وجل ، يوم خفيف صالح لسائر الحوائج.

الدعاء فيه :

( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللهُ لا إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) (١) ( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) (٢) اللّهُمَّ اجعلني ممَّن ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٣) ( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا للهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) (٤).

__________________

(١) النمل ٢٧ : ٢٣ ـ ٢٦.

(٢) السجدة ٣٢ : ١٤ ـ ١٦.

(٣) السجدة ٣٢ : ١٧.

(٤) فصلت ٤١ : ٣٧.

١٤٢

اللّهُمَّ أنتَ الغفورُ الرّحيم ُوأنا المذنبُ الخاطئ الذّليلُ ، اللّهُمَّ أنتَ الغَنيُ وأنا السائلُ ، اللّهُمَّ أنتَ الباقي وانا الفاني ، اللّهُمَّ أنت الغنيُ وأنا الفقيرُ ، وأنت العزيزُ وأنا الذّليلُ ، وأنت الخالقُ وأنا المخلوقُ ، وأنت الرّازقُ وأنا المرزوقُ ، وأنت المالكُ وأنا المملُوكُ.

اللّهُمَّ ( اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) (١) ( سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ ) (٢) ( رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) (٣) ( وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ) (٤) ( رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا ) (٥) ( رَبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ المُنزِلِينَ )(٦) ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي )(٧) ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٨).

اللّهُمَّ يا فارجَ الهمّ ، يا كاشفَ الغمّ ، يا مُجيبَ دعوةَ المُضطرينَ ،

__________________

(١) الفرقان ٢٥ : ٦٥ ـ ٦٦.

(٢) البقرة ٢: ٢٨٥.

(٣) طه ٢٠ : ١١٤.

(٤) الشعراء ٢٦ : ٨٧.

(٥) الاسراء ١٧ : ٨٠.

(٦) المؤمنون ٢٣ : ٢٩.

(٧) طه ٢٠ : ٢٥ ـ ٢٦.

(٨) الحشر ٥٩ : ١٠.

١٤٣

أنتَ رحمانُ الدُّينا والاخِرَةِ ورحيمُهما ، إرحَمني في جَميع أسبابي رَحمةً تُغنيني بها عَن رحمةِ من سواكَ.

اللّهُمَّ يا حيّ يا قيُّومُ ، برحمتِكَ أستغيثُ فَأغثني ، فإني لا أجدُ ما أرجُوا ، ولا أستطيعُ دفع أكرهُ ، والامرُ بيدكَ ، وأنا عَبدكَ فَقيرٌ إلى أن تَغفرَ لي ، وكُلُّ خلقكَ إليكَ فَقيرٌ ، ولا أجدُ أفقرُ مني إليكَ.

اللّهُمَّ بنورِكَ اهتديتُ ، وبِفضلكَ استغنيتُ ، وفي نِعمتكَ أصبحتُ وأمسيتُ ، ذُنوبي بين يَديكَ ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ ، اللّهُمَّ انّي أدرأُ بكَ في نَحرِ كُلّ من أخافُ ، واستَنجدُكَ من شَرّهِ ، واستعديكَ عليهِ ، لا إله إلاّ أنتَ سُبحانكَ إني كنتُ منَ الظّالمينَ.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ عيشةً هنيئةً ، وميتةً سَويّة ، وَمردّاً غَير مُخزٍ ولا فاضِحِ يا أرحمَ الرّاحمين ، اللّهُمَّ إني أعوذُ بكَ أن أذلّ أو أظلِمَ أو اُظلَمَ أو أجهلَ أو يُجهَلَ عليّ ، ياذا العَرش العظيمِ والمنِ القديمِ تَباركتَ وتعاليتَ يا أرحمَ الرّاحمينَ (١).

اليوم الرابع والعشرون :

قال أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام: « هذا اليوم نحسٌ رديء لكل أمرٍ

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في عددده القوية: ١٧٠ / ١ و ٥ باختلاف فيه واورد الدعاء في: ١٧٣. وكذا نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٧٠.

١٤٤

يُطلبُ ، فيه ولد فرعون لعنهُ الله ، ومن ولد فيه نكد عيشه ولا يوفقُ لخير وإن حرص عليه ، يقتل في آخر عمره أو يغرق ، ومن مرض فيه طالت مرضتهُ ». والله اعلم.

قال سلمان رحمة الله عليه : روز دين ، اسمُ الملك الموكل بالنوم واليقظة ، والسعي والحركة ، وحراسة الأرواح حتّى ترجع إلى الأبدان ، يوم نحس مستمر ، ولد فيه فرعون لعنه الله ، فمن ولد فيه يُقتل ويكون نكد العيش ولا يوفقُ لخير أبداً.

الدعاء فيه :

اللّهُمَّ عافِني في بَدَني وَجَسدي وسَمعي وبَصري واجعلهُما الوارِثينَ مِني ، يا بِديء لا بدءَ لكَ ، يا دائمُ لا نفادَ لكَ ، يا حياً لا يموتُ ، يا مُحييَ الموتى ، أنت القائمُ على كُلِّ نَفسٍ بما كَسَبت ، صَلِّ على مُحمّدٍ النبيّ الأميّ وعلى أهل بَيته وافعل بي كذا وكذا.

اللّهُمَّ فالقَ الإصباح ، وجاعلَ الليلَ سَكَناً ، والشمسَ والقمرَحسباناً ، إقضِ ( عنا ) (١) الدَّينَ ، وأعذنا من الفقرِ ، ومتعِنا باسماعِنا وأبصارِنا ، وقوّنا في أنفسِنا وفي سبيلكَ يا أرحَمَ الرّاحمين.

اللّهُمَّ أنتَ اِلالهُ الحقُ لا إله غيُرك ، البديءُ البديعُ ، ليس مِثلكَ

__________________

(١) في نسخة « ك » عني ، واثبتنا ما في نسخة « ن » لتتفق مع السياق.

١٤٥

شيءٌ الدائمُ غيرُ الغافِلِ ، الحيُّ الذي لا يموتُ ، خالقُ ما يُرى وما لا يُرى ، كُلُّ يومٍ أنتَ في شأنٍ ، صَلِّ على مُحمّدٍ وآلهِ وليكُن من شأنِكَ المغفرةُ لي ولوالِديّ وإخِواني ومَن يُعنيني أمرهُ ، يا أرحمَ الرّاحمينَ.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ بانَّكَ الجليلُ المقتدِرُ ، وإنكَ ما تشاءُ من أمرٍ يَكن ، وأتوجّهُ إليكَ بِنبّيكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله الأخيارِ الطّيّبين الابرارِ ، يا مُحمّد إنّني أتوجّهُ بكَ إلى رَبِّي وربّكَ في حاجَتي هذِه ، فَكُن شفيعي فيها وفي جميعِ حوائجي ومَطالبي.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ باسمِكَ الذي تُمشي به المقادير ، وبه يُمشى على طلَل (١) الماء كما يُمشى به على جَدَدِ (٢) الأرضِ ، وأسألُكَ باسمكَ الذي تَهتزُّ به أقدامُ ملائكتكَ ، وأسألُكَ باسمِكَ الّذي دعاكَ به موسى من جانبِ الطورِ فاستَجَبتَ له وألقيتَ عليه محبة منك ، وأسألُكَ بِاسمكَ الّذي دعاك به مُحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أن تفعلَ بي كذا وكذا.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ بمعاقِدِ العِزِّ من عرشكَ ، ومُستقرّ الرّحمةِ من كِتابكَ ، وأسألُكَ باسمكَ الاعظَمِ ، وجلالكَ الأعلى الأكرمِ ، وكلماتِكَ التي لا يُجاوِزُهنَّ بَرٌ ولا فاجِرٌ ، أن تُصلي على مُحمّدٍ وآل محمّدٍ ، وأن تفَعلَ

__________________

(١) الطَّلل : ما شخص من آثار الديار ، والرسم ما كان لاصقاً بالأرض ، وقيل : طَلَلَ كل شيء شخصه ، وجمع كل ذلك اطلال وطُلول ، ... وطلل الدار كالدكانة يجلس عليها. لسان العرب ـ طلل ـ ١١ : ٤٠٦.

ولعل المراد به سطح الماء المضطرب بأمواجه.

(٢) الجدد : الأرض الصلبة المستوية. الصحاح ـ جدد ـ ٢ : ٤٥٣.

١٤٦

بي كذا وكذا.

اللّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ من غنىً مُطغٍ ، ومن فقرٍ مُنسٍ ، ومن هوىً مُردٍ ، ومن عَمَلٍ مُخزٍ ، أصبحتُ وربي الواحِدُ الأحدُ لا اُشركُ به شيئاً ، ولا أدعو معهُ إلهاً ( آخَرَ ) (١) ، ولا أتخذُ من دونه ولِيّاً.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلهِ وهَوّنْ عَليّ ما أخافُ مشقتهُ ، ويسر لي ما أخافُ عُسرتَهُ ، وسهِل لي ما أخافُ حُزونتهُ ، ووسّع عليّ ما أخافُ ضيقهُ ، وفرّج عني في دُنياي واخِرَتي بِرضاكَ عنّي.

اللّهُمَّ هب لي صِدقَ التَوَكُّلِ ، واجعل دُعائي في المُستجابِ من الدعاءِ ، واجعل عَملي في المرفوعِ المُتقبل. اللّهُمَّ طوِّقني ما حمَّلتني ، ولا تحمِّلني ما لا طاقةَ لي به ، حَسبي اللهُ ونعمَ الوكيلُ.

اللّهُمَّ أعني ولا تُعِن عليّ ، واقضِ لي على كُلّ من بغى عَليَّ ، ( واهدني ) (٢) ويسّر لي الهدى. اللّهُمَّ إني أستودِعُكَ ديني وأمانتي وخَواتِمَ أعمالي ، وَجميعَ ما ( أنعمت ) (٣) به عليّ في الدُّنيا والآخرةِ ، فأنت السيدُ لا تُضيعُ ودائعكَ. اللّهُمَّ ( وانَّهُ ) (٤) لن يُجيرُني مِنكَ أحدٌ ، ولن أجدَ من دُونكَ مُلتَحَداً.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّد وآل مُحمّدٍ ، ولا تَكلني الى نَفسي طَرفَةَ عينٍ

__________________

(١) في نسخة « ك » واحداً ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٢) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٣) في نسخة « ك » : انعم الله ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٤) في نسخة « ك » : وانت ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

١٤٧

أبداً ، ولا تَنزِع مني صالِحاً أعطيتنيهِ ، فأنَّهُ لا مانعَ لما أعطَيتَ ، ولا مُعطٍ لما مَنعتَ ، ولا ينفعُ ذا الجَدِ مِنكَ الجدُ ( رَبِّنا آتنا في الدُّينا حَسَنةً وفي الآخرة حَسنةً وقنا عذابَ النارِ ) (١) (٢).

اليوم الخامس والعشرون :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم نحس رديء ، فلا تطلب فيه حاجةً ، واحفظ فيه نفسك ، فانّه اليوم الذي ضرب الله عزّ وجلّ فيه أهل الآيات مع فرعون ، وهو يومٌ شديدُ البلاء ، ومن مرض فيه اُجهد ، ومن ولد فيه كان مُباركاً مرزوقاً نجيباً من الناس ، تصيبه عِلَّةٌ شديدةٌ وتسلم منها ».

وقال سلمان رحمة الله عليه : روز ارد ، اسم الملك الموكّل بالجنّ والشياطين ، يوم نحس رديء ، وهو اليوم الذي أصاب أهل مصر ضُروباً من الآيات ، تفرّغ فيه للدُّعاء والصّلاة وعَمَلِ الخير.

الدعاء فيه :

أعُوذُ بِكلِماتِ اللهِ التّامّاتِ التي لا يُجاوِزُهُنَّ برٌّ ولا فاجِرٌ ، من شَرِّ

__________________

(١) البقرة ٢ : ٢٠١.

(٢) رواه العلامة الحلي في العدد القوية : ٣٠١ / ١ و ٢ و ٧ ، باختلاف فيه واورد الدعاء في : ٣٠٤. ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٧٢ باختلاف يسير.

١٤٨

ما ذَرأ وَبَرَأ في الارضِ وما يَخرُجُ مِنها ، ومِن شرّ ما ينزِلُ من السماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ومن شرِّ طوارِقِ اللّيلِ والنّهارِ إلاّ طارِقاً يطرُقُ مِنكَ بخيرٍ في عافيةٍ يا رحمانُ.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ إيماناً لا يرتدُّ ، ونعيماً لا ينفدُ ، ومُرافَقَةًَ النّبي مُحمّدٍ وآله صلّى اللهُ عليه وعليهم في أعلى جَنّةِ الخُلدِ ، مع النّبيّين والصّدّيقينَ والشُهداءِ والصّالحينَ وحَسُنَ اوُلئكَ رَفيقاً.

اللّهُمَّ آمِن رَوعَتي ، واستُر عَورتي ، وأقِلني عَثرَتي ، فإنّكَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ وحدكَ لا شَريكَ لكَ ، لكَ الملكُ ، ولكَ الحمدُ ، وأنتَ على كُلّ شيءٍ قَديرٌ.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ وأنتَ المسؤولُ ، المعبُودُ ، وأنت المنّانُ ذُوالجَلالِ والإكرامِ ، أن تَغفِرَ لي ذُنوبي كُلّها ، كبيرها وصَغيرها ، عَمدها وخَطأها ، ما حَفظتهُ عَليّ وأُنسيتهُ أنا مِن نَفسي ، فإنّكَ الغفّارُ ، وأنت الجبّارُ ، وأنت أرحَمُ الرّاحمينَ.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ بلا إله إلاّ أنتَ ، إلهي وإله كُلّ شيءٍ ، الواحدُ القهّارُ ، أن تَفْعلَ بي كذا وكذا ، اللّهُمَّ فأعطِني ذلكَ وما قَصُرَ عنهُ رأيي ولَم تَبلُغهُ مسألتي من شيءٍ وعدتَهُ أحداً من عِبادكَ ، أو خَيرٍ أنت مُعطِيهِ أحداً من خَلقكَ ، فإنّي أرغبُ إليكَ فيه.

وأسألُكَ يا رَبّ برَحَمتكَ واسمِكَ المكنونِ المخزونِ المبارَكِ الطاهِرِ

١٤٩

المُطَهَر ، الفردِ الواحدِ ، الوترِ الأحدِ ، الصّمدِ المُتعالِ ، الذي هو نورُ السّماواتِ والارضِ ، ( وأسألُكَ ) (١) بما سَمّيتَ به نَفسكَ ، فإنك قُلتَ ( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) (٢) فإنّي أسألُكَ يا نُورَ السّماواتِ والأرضِ أن تُصلّي على مُحمّد وآل مُحمّد ( وأن تغفر لي ) (٣) ذنوبي كُلّها ، عَمدِها وخَطأها ، إنكَ أنتَ التّوابُ الرّحيمُ ، وافَعل بي كَذا وكذا.

اللّهُمّ يا كاشفَ كُلّ كُربةٍ ، ويا وَليَّ كُلِّ نِعمةٍ ، ومُنتهى كُلِّ رَغبَةٍ ، وموضَع كُلِّ حاجةٍ ، بَديع السّماواتِ والارضِ ، ذا الجلالِ والإكرامِ ، صريخَ المُستصرخينَ ، وغِياثَ المكروبينَ ، ومنتهى حاجةِ الرّاغبينَ ، والمُفَرِّج عن المغمومُينَ ، ومُجيبَ دعوةَ المُضطرينَ ، إلهَ العالمينَ ، وأرحَم الراحمينَ ، صلِّ على مُحمّدٍ وآله ، وافعل بي كذا وكذا.

لا إله إلاّ أنتَ ، رَبِّي وسيدي ، وأنا عَبدكَ وابن عَبدكَ وابن أمَتكَ ، ناصِيتي بيدِكَ ، ظَلمتُ نفسي ، وأقررتُ بخطيئتي ، واعترفتُ بِذنبي ، أسألُكَ يا منّانُ ، يا بديعَ السّموات والأرضِ ، يا ذا الجلالِ والاكرامِ ، أن تُصلّي على مُحمّدٍ عَبدِكَ ورسولكَ وعلى آلهِ ، أفضلَ صَلواتكَ على أحدٍ من خَلقكَ ، وأسألُكَ بالقدرةِ التي فَلقتَ بها البحرَ لبني إسرائيلَ لما كَفيتَني كلَّ باغٍ وعدوٍّ ، اللّهُمَّ إني أدرأُ بِكَ في نُحورِهم ، وأعوذُ بكَ من شرورهِم ،

__________________

(١) في نسخة « ك » بوأنا واثبتنا ما في النسخة « ن ».

(٢) النور ٢٤ : ٣٥.

(٣) في نسخة « ك » واغفر لي ، واثبتنا ما في النسخة « ن ».

١٥٠

وأستجيرُ بكَ مِنهم ، وأستعينُكَ عَليهم ، أنتَ رَبِّي لا أشركُ بك ( شيئاً ) (١) ، ولا أتخذُ من دُونِكُ وليّاً ( يا أرحمَ الراحمينَ ) (٢) (٣).

اليوم السادس والعشرون :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم ضَربَ فيه موسى عليه‌السلام بعصاه البحر فانفلق ، وهو يومٌ يَصلح للسفر ولكل أمر يراد إلا التزويج ، فإنه من تزوج فيه فُرِّق بينهما كما انفرق البحر لموسى عليه‌السلام ، ولا تدخل إذا وردت من سفرك فيه على أهلك ، [ و ] من ولد فيه طال عمره ، ومن مرض فيه أُجهد » والله أعلم.

قال سلمان رحمة الله عليه : روز أشتاد ، اسمُ الملك الذي خلق عند ظهور الدين ، يوم صالحٌ مبارك ، ومن تزوج فيه لا يتم أمره ويفارق أهله.

الدعاء فيه :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « وإذا صام الأربعاء والخميس والجمعة قال مع الزوال :

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) أثبتناها من نسخة « ن ».

(٣) رواه العلامة الحلي في العدد القوية : ٣٠٩ / ١ و ٢ و ٧ باختلاف ، وذكر الدعاء في : ٣١٢ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٧٣ باختلاف يسير.

١٥١

« اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلهِ ، وسَدّد فقري بِودِّكَ ، اللّهُمَّ رَبّ السّماوات السّبعِ وما فيهنَّ ، ورَبِّ السّبع المثاني والقُرآن العَظيم ، [ و ] رَبِّ جَبرئيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ، ورَبِّ الملائكةِ أجمعينَ ، [ و ] رَبِّ مُحمّدٍ خاتَمَ النبيّين ، ورَبِّ النبيّين والمُرسَلينَ ، ورَبِّ الخلق أجمعينَ. أسألُكَ اللّهُمَّ باسمِكَ الذي تَقومُ بِهِ السّماوات ، وتقوم به الأرضُونَ ، وبِه أحصيتَ كَيلَ البُحورِ ، ووَزن الجبالِ ، وبه تُميتُ الأحياءَ ، وبه تُحيي الموتى ، وبه تُنشئُ السّحابَ ، وبه تُرسلُ الرّياح ، وبه تَرزقُ العباد ، وبه أحصيتَ عَدَدَ الرِّمالِ ، وبه تفعل ما تشاء ، وبه تقول للشَّيء كن فيكون ، أن تَستَجيبَ لي دُعائي ، وتُعطِيني سُؤلي ومُناي ، وتعجل فرجي من عندك برحمتك في عافية ، وأن تُؤمِنَ ( خوفي ) (١) ، وأن تُحييني في أتِّم النّعَمِ ، وأعظَمِ العافِيةِ ، وأفضَلَ الرزقِ والسّعةِ والدّعةِ ، وترزقَني الشُكرَ على ما آتيتَني ، وصِل ذلك لي تاماً أبداً ما أبقيتني ، حَتى تَصِلَ ذلك بِنِعَمِ الآخِرةِ.

اللّهُمَّ بِيَدِكَ مَقاديرُ الدُّنيا والآخرة ، والليلِ والنّهارِ ، والموتِ والحياة ، وبيدِكَ مقادير النَّصرِ والخِذلانِ ، والخيرِ والشرّ ، اللّهُمَّ بارِك لي في ديني الذي هُوَ مِلاكُ أمري ، ودُنياي التي فيها مَعيشتي ، وآخِرتي التي فيها مُنقَلبي ، وبارِك لي في جميعِ أُموري.

اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وعدُك حقٌّ ، ولِقاؤكَ حقٌّ ، أعُوذُ بكَ من نارِ

__________________

(١) في نسخة « ك » : عندي ، وما اثبتناه من نسخة « ن ».

١٥٢

جهنَّمَ ، وأعُوذَ بِكَ من الفَقرِ ، وأعوذُ بكَ منَ شَرِّ المَحيا والمَماتِ ، وأعُوذُ بِك من مكاره الدنيا والآخرةِ ، وأعُوذُ بكَ من فِتنة الدَّجّالِ ، وأعُوذُ بِكَ من الشّكِ والفُجُورِ ، والكَسل والعجزِ ، وأعُوذُ بكَ من البُخلِ والسَّرفِ.

اللّهُمَّ قَد سَبقَ منّي ما قَد سَبَقَ من قَديمِ ما كَسبتُ وَجَنيتُ به على نَفسي ، وأنت يا رَبِّ تَملكُ مني ما لا أملِكُ مِنها ، خَلَقتني يا رَبِّ وتَفَرّدتَ بِخلقي ولم أكُ شيئاً ، ولستُ شيئاً إلاّ بكَ ، ( وَلَستُ ) (١) أرجو الخَيرَ إلاّ مِن عِندكَ ، ولم أصرِف عن نفسي سُوءً قَطّ إلاّ ما صَرفَتهُ عنّي ، وأنتَ عَلّمتني يا رَبِّ ما لم أعلَم ، ورَزَقتني يا رَبِّ مالم أملِك ولم أحتسِب ، وبَلّغتني يا رَبِّ ما لم أكُن أرجو ، وأعطَيتني يا رَبِّ ما قَصُر عنهُ أملي ، فَلكَ الحمدُكثيراً ، يا غافِر الذّنب إغفر لي واعطِني في قَلبي من الرِضّا ما تُهوِّنُ بِه عَليّ بوائقِ (٢) الدّنيا.

اللّهُمَّ افتح لي يا رَبِّ الباب الذي فيه الفَرج والعافِية والخير كُلّه ، اللّهُمَّ افتح لي بابَهُ واهدِني سبيلَهُ وأبنِ لي مَخرجَهُ ، اللّهُمَّ وكُلّ من قَدرتَ لَهُ عَليّ مَقدِرةً من عِبادكَ ، ومَلَّكتَهُ شيئاً من أمري ، فَخُذ عني بقلوبهم وألسنَتِهِم ، وأسماعِهِم وأبصارِهِم ، من بين أيديهِم ، ومن فَوقِهِم ومن تَحتِ

__________________

(١) في نسخة « ك » : وانت ، ولم نجد في « ن » ما يتفق مع عبائر ما في نسختنا ، وكذا في نسخة المجلسي ، الا إنّا اثبتنا ما في كتاب العدد القوية حيث ورد الدعاء.

(٢) البائقة : الداهية. يقال : باقتهم الداهية تبوقهم بوقاً ، اذا اصابتهم ، وكذلك باقتهم بؤوق على فعول. الصحاح ـ بوق ـ ٤ : ١٤٥٢.

١٥٣

أرجُلِهِم ، وعَن أيمانهِم وعَن شَمائلِهِم ، ومن حَيثُ شئتَ وكيف شئتَ وأنّى شِئتَ ، حتى لا يَصلَ إليّ أحدٌ مِنهمُ بسوءٍ.

اللّهُمَّ اجعلني في حِفظِكَ وسِترِكَ ، وَجوارِكَ عَزّ جارِكَ ، وجلَّ ثناؤُك ، ولا إلهَ غُيركَ ، أنتَ السلامُ ومنكَ السلامُ يا ذا الجلالِ والإكرامِ ، أسألُكَ فكاكَ رَقبتي من النارِ ، وأن تُسكنِّي دارَ السّلام.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ من الخيرَ كُلّه ، عاجِلهِ وآجِلهِ ، ما عَلمتُه منِهُ ومالم أعلَم ، وأسألُكَ اللّهُمَّ من الخيرِ كُلّهِ ، ما أدعُو وما لم أدعُ ، وأعُوذُ بِكَ من شرّ ما أحذَرُ ، وأسألُكَ أن تَرزُقَني من حيثُ لا أحتَسبُ ومن حَيثُ أحتَسبُ.

اللّهُمَّ إني عَبدكُ وابنُ عَبدِكَ وأبنُ أمَتِكَ وفي قَبضَتكَ ، ناصِيَتي بيدِكَ ، ماضٍ فيَّ حُكمكَ ، عَدلٌ فيَّ قَضَاؤكَ ، أسألُكَ بكُلِّ اسمٍ هُو لَكَ سَميّتَ به نَفسكَ ، أو أنزلتهُ في شيءٍ من كُتبُكَ ، أو عَلّمتُه أحداً من خَلقكَ ، أو استَاثرتَ به في عِلمِ الغيبِ عِندكَ ، أن تُصَلّي على مُحمّدٍ النّبي الأُمّي ، عَبدِكَ وَرسُولكَ ، وخيرتِكَ من خَلقكَ ، وعلى آلِ مُحمّدٍ ، وأن تَجعلَ القُرآنَ نُور صَدري ، وَتُيسّرُ به أمِري ، ونوراً في سمعِي ، ونُوراً في بَصري ، ونُوراً في مُخّي وعَظمي وعَصَبي وشَعري وبَشري وأمامي وفوقي وتَحتي ، وعن يميني وعن شمالي ، ونُوراً في مماتي ، ونُوراً في مَحشري ، ونُوراً في كُلّ شيءٍ مني حتى تُبَلّغني به الجَنّة ، يا نُورَ السماوات والأرضِ ، انتَ كما

١٥٤

وصَفتَ نَفسَكَ بِقولكَ الحقّ ( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (١).

اللّهُمَّ اهدِني بِنُوركَ ، واجعَل لي في القِيامةِ نُوراً بَينَ يَدَيّ ومن خَلفي ، وَعَن يَميني وعَن شِمالي ، أهتَدي به إلى دارِكَ دار السّلام ، يا ذا الجَلال والإكرامِ. اللّهُمَّ إني أسألُكَ ( في أهلي العافية ) (٢) وولدِي ومالِي ، وأن تَلبِسني ( في ذلك ) (٣) المَغفرة والعافِية.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّد واحفظني من بين يَدَيّ ومن خَلفي ، وعَن يميني وعَن شِمالي ، ومن فوقي ومن تَحتي ، وأعوُذُ بك ( اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٤).

اللّهُمَّ إني أسألُكَ إيماناً صادِقاً ، وَيقيناً ثابِتاً لَيس مَعهُ كُفرٌ ، وَرحمة أنالُ بها شَرَف الدُّنيا والآخِرةِ ، إنّكَ على كل شيء قديرٌ [ و ] صَلِّ على

__________________

(١) النور ٢٤ : ٣٥.

(٢) في نسخة « ن » : العافية في نفسي واهلي.

(٣) في نسخة « ك » : فيه ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٤) آل عمران ٣ : ٢٦.

١٥٥

مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ الطّيّبينَ الطّاهرين » (١).

اليوم السابع والعشرون :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يومٌ صالحٌ لكل أمر وحاجَة ، خفيفٌ لسائر الأحوال ، والمولود فيه يكون حسناً جميلاً ، طويل العُمر ، كثير الخير ، هو قريبٌ إلى الناس محببٌ إليهم ».

قال سلمان رحمة الله عليه : روز آسمان ، اسم الملك الموكل بالطير ، ومن ولدفيه يكون غشوماً (٢) مرزوقاً محبباً إلى الناس ، طويلاً عمره.

الدعاء فيه :

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ رَحمةً من عِندكَ تَهدي بها قَلبي ، وتجمَعُ بِها أمري ، وتلمُ بها شَعَثِي (٣) ، وتُصلح بها ديني ، وتَحفظُ بها غائبي ، وتوفي بها شاهدي ، وتُكثرُ بها مالي ، وتثمر بها عُمري ، وتيسِّرُ بها أمري ، وتَستُرُ بها عيبي ، وتُصلحُ بها كُلَّ فاسدٍ من حالي ، وتَصرفُ بها عني كل ما أكرهُ ، وتُبيّضُ بها وجهي ، وتَعصِمني بها من كُلّ سوءٍ بقيّةَ عُمري.

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية : ٣٢١ / ٢ و ٣ و ٤ و ٦ ، واورد الدعاء في : ٣٢٣ باختلاف يسير ، وكذا نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٨٩.

(٢) كذا ، ولم ترد في نسخة « ن ».

(٣) الشعث بالتحريك : انتشار الأمر يقال : لَمَّ الله شَعَثَك ، أي جمع أمرك المنتشر. الصحاح ـ شعث ـ ١ : ٢٨٥.

١٥٦

اللّهُمَّ أنتَ الأوّلُ فلا شيء قَبلكَ ، وأنت الآخِرُ فلا شيء بَعدكَ ، ظَهرت فَبطنتَ ، وبَطنتَ فَظهَرتَ ، وعَلَوت فقدرتَ ، ودَنَوتَ في عُلُوّك فلا إلهَ غَيرُكَ ، أسألُكَ أن تُصلّي على مُحمّدٍ وآل محمد ، وأن تَصلِحَ لي ديني الذي هو عصمةُ أمري ، ودُنياي التي فيها مَعِيشتي ، وآخِرتي التي إليها مُنقلبي ، وأن تَجعلَ الحياة زيادةً لي في كُلّ خَيرٍ ، والموَت راحةً لي من كُلّ سوءٍ.

اللّهُمَّ لك الحمدُ قَبل كُلِّ شيءٍ ، ولك الحمدُ بعدَ كُلِّ شيءٍ ، يا صريخَ المستصرخينَ ، يا مُفرّجَ عن المَكروبينَ ، يا مُجيبَ دَعوةَ المُضْطَرّينَ ، يا كاشِفَ الكربِ العظيمِ ، يا أرحَمَ الراحمينَ ، اكشِف كربي وغَمّي ، فَإنّهُ لا يَكشِفُهما غَيرُكَ عني ، قَد تَعلمُ حالي وَصِدق حاجتي إلى بِرِّكَ وإحسانِكَ ، فصَلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ واقضها يا أرحمَ الرّاحمينَ.

اللّهُمَّ ولكَ الحَمدُ كلّهُ ، ولكَ العزُّ كُلّهُ ، ولَكَ السُلطانُ كُلّهُ ، و ( لك ) (١) القُدرَةُ كُلّها ، و ( لك ) (٢) الجبروُتُ والفَخرُ كُلّهُ ، وبيدِكَ الخيرُ كُلُّهُ وإليكَ يَرجِعُ الأمرِ كُلُّهُ ، علانيتُهُ وسِرُّهُ.

اللّهُمَّ لا هادِي لمن أضلَلْتَ ، ولا مُضِلَّ لِمَن هَدَيتَ ، ولا مانعَ لِما أعطَيتَ ، ولا مُعطِيَ لما مَنَعت ، ولا مُؤخِّرَ لما قَدّمتَ ، ولا مُقَدّمَ لما أخّرتَ ، ولا باسِطَ لما قَبضتَ ، ولا قابِضَ لما بَسطتَ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّد وآلِ

__________________

(١ و ٢) اثبتناها من نسخة « ن ».

١٥٧

مُحمّدٍ وابسط عَلَيَّ من بَركاتِكَ وفَضلِكَ ورَحمَتكَ ورِزقِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ الغِنى يَومَ الفاقَةِ ، والأمنَ يَومَ الخَوفِ ، والنّعيم المُقيم الّذي لا يَحُولُ ولا يَزُولُ.

اللّهُمَّ رَبِّ السّماوات السّبعِ ورَبِّ العرشِِ العظيمِ ، فالِقُ الحَبَّ والنّوى ، أعُوذُ بِكَ من شرِّ كل ذي شرٍ ، ومن شرِّ كُلّ دابّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيتِها إنّكَ على كُلّ شيءٍ قَديرٌ وبِكُلِ شيءٍ محيطٌ.

( اللّهُمَّ ) (١) أنت الأولُ فَليسَ قَبلَكَ شيءٌ ، وأنتَ الآخِرُ فَليسَ بَعدكَ شيءٌ ، وأنتَ الظاهِرُ فَليسَ فَوْقكَ شيءٌ ، صَلِّ على مُحمّدٍ وآل مُحّمدٍ وأفعل بي كَذا وكَذا.

بسم الله وباللهِ ، أؤمِن وأعُوذُ باللهِ ، أعتصمُ وألوُذُ باللهِ ، وبِعزّتِهِ ومَنَعتِهِ أمتنعُ من الشيطانِ الرّجيم ومن غيلَتِهِ وحيلَتِهِ ، وخَيلهِ ورَجلهِ ، ومن شَرّ كُلّ دابةٍ تَرجفُ مَعَه. أعوذُ بكَلماتِ اللهِ التّامّات النّاميات التي لا يُجاوزُهُن بَرٌ ولا فاجِرٌ ، وبِأسماءِ اللهِ الحُسنى كُلّها ما عَلِمتُ منها وما لَم أعلَم ، مِن شَرّ ما خَلَقَ وَذَرأ وَبَرأ ، ومنَ شرّ طارِقِ الليلِ والنّهارِ إلاّ طارِقاً يطرُقُ مِنكَ بِخيرٍ في عافيةٍ.

اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ من شَرّ نَفسي ، ومن شَرّ كُلّ عَينٍ ناظرَةٍ ، وأذُنٍ سامِعَةٍ ، ولسانٍ ناطقٍ ، ويَدٍ باطشةٍ ، وقَدَمٍ ماشِيةٍ ، مّمِا أخافُهُ في نَفسي

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

١٥٨

في لَيلي ونَهاري. اللّهُمَّ ومَن أرادَني بِبغيٍ أو عَيبٍ أو مَساءةٍ أو شيءٍ مكروهٍ ، من جِنّ أو أنسٍِ أو قَريبٍ أو بَعيدٍ أو كَبيرٍ ، فأسألُكَ أن تَخُرجَ ( ذلك من ) (١) صدره ، وأن تمسكَ يَدهُ ، وَتَقصر قَدَمهُ ، وَتَقمع بأسهُ وَدَغلهُ (٢) ، وتَرُده بغيظِهِ ، وتشرقهُ برِيِقهِ ، وتكفينيه بِحولكَ وقُوّتك ، إنّكَ على ما تشاءُ قديرٌ (٣).

اليوم الثامن والعشرون :

قال الصادق عليه‌السلام : « هذا يوم صالح مباركٌ لكل أمر وحاجة ، ولد فيه يعقوب النّبي صلّى الله عليه ، من ولد فيه يكون محزوناً طول عمرهُ ، وتصيبهُ الغموم ، ويبتلى في بدنه إلاّ أن يشاء الله عز وجل غير ذلك ».

قال سلمان رحمة الله عليه : روز رامياد ، اسم الملك الموكّل بالسّماوات ، وقيل بالقضاء بين الخلق ، وهو يوم مبارك سعيد ، والأحلام فيه تصحّ من يومها ، والله أعلم.

الدعاء فيه :

اللّهُمَّ أنت الكبيرُ الأكبرُ من كُلّ شيء ، اللّهُمَّ لا تحرِمني خَيرَ ما

__________________

(١) اثبتناها من نسخة المجلسي.

(٢) الدواغل : الدواهي.

(٣) رواه العلامة الحلي في العدد القوية : ٣٣٢ / ١ و ٥ باختلاف ، واورد الدعاء في : ٣٣٥ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٧٨ باختلاف يسير.

١٥٩

أعطيتَني ، ولا تفتنِّي بِما مَنَعتَ مني ، اللّهُمَّ إني أسألُكَ خَيرَ ما تُعطي عبادكَ ، من الأهلِ والمالِ ، والإيمانِ والأمانَةِ ، والوَلَدِ النّافعِ غَير الضّال والمُضِلّ. اللّهُمَّ إنّي إليكَ فَقيرٌ ، ومِنكَ خائِفٌ وبِكَ مُستجيرٌ. اللّهُمَّ لا تُبدّل اسمي ، ولا تُغيّر جِسمي ، ولا تُجهد بَلائي.

اللّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ من غنىً مُطغٍٍ ، أو هوىً مُردٍ ، أو عَملٍ مُخزٍ. اللّهُمَّ اغِفر لي ذنوبي ، واقبل تَوبَتي ، واظهر حُجّتي ، واستر عَورَتي ، واجعل مُحمّداً وآل مُحمّدٍ المصُطفينَ أوليائي.

اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بكَ أن أقُول قولاً هو من طاعَتكَ أُريدُ بهِ سُوءً أو جَهْلاً. اللّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ أن يكونَ غَيري أسعَدُ بما آتيتَني مِني. اللّهُمَّ وأعُوذُ بِكَ من شَرّ الشّيطانِ ، وشَرّ السُلطانِ ، وما تَجري بهِ الأقلام ، وأسألُكَ عَمَلاً بارّاً ، وعَيشاً قارّاً ، وَرزقاً داراً. اللّهُمَّ كَتَبتَ الايّامَ (١) واطلعتَ على السرائر ، وحللت بين القلوب ، فالقلوب إليك مُصغِية ، والسر عندك علانية ، وانما أُمرُكَ إذا أردتَ الشيءَ أن تَقول لهُ كُن فَيكونُ.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ بِرحمتِكَ أن تُدخل طاعتكَ في كُلّ عُضوٍ منّي لأعملَ بها ثُمّ لا تُخرجهُا مني أبداً. اللّهُمَّ وأسألُكَ أن تُخرجَ معصيتكَ من كل اعضائي بِرحمتك لأنتهي عنها ثُمّ لا تُعيُدها إليَّ أبداً. اللّهُمَّ إنّك عَفُوٌّ تُحِبّ العفو فاعفُ عَني. اللّهُمَّ كُنتَ إذ لا شيء مَحسُوساً وتكوُنُ أخيراً ،

__________________

(١) في نسخة المجلسي : الاثام.

١٦٠