الدّروع الواقية

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الدّروع الواقية

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-32-9
الصفحات: ٣١٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

اللّهُمّ باسمِكَ الّذي سألكَ به عَبدكَ الّذي عندَه عِلمٌ من الكتابِ فأتيتهُ بالعرشِ قَبلَ أن يرتدَ إليه طَرفُهُ.

وأسألك اللّهُمَّ ب‍ ( لا إله إلاّ هَو الحَيّ القيّومُ لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نَومٌ لهُ ما في السمّاوات وما في الأرضِ من ذا الّذي يَشفعُ عِندهُ إلاّ بإذنِهِ يَعلمُ ما بَين أيديهم وما خَلْفَهُم ولا يُحيطُون بشَيءٍ من عِلِمهِ إلاّ بما شاءَ وَسِعَ كُرسيُّهُ السّماوات والأرضَ ولا يؤدُهُ حِفظُهُما وهو العليُّ العظيمُ ) (١).

وَأسألُكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ بالقُرآنِ العظيمِ الّذي أنزلتَ على خاتَمِ النّبييّنَ ، وسيّد المرسلينَ ، ورسولِكَ يا ربَّ العالمينَ محمّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله الطّاهرينَ.

وَأسألُكَ اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنتَ بكُلّ اسم سمّاكَ به أحدٌ من خَلقكَ في السّماوات السّبع والارضَينَ السبّعِ وما بينهُما ، ربّنا فَقَد مدَدنا إليكَ أيدينا وهي ذليلةٌ بالاعترافِ بربُوبيتكَ موسومةٌ ، ورجَوناكَ ( بقلوبٍ ) (٢) بسوالف (٣) الذّنُوبِ مَهمومُةٌ ، اللّهُمَّ فاقسِم لَنا مِن خَشيتكَ ما يحوُلُ بيننا وبين معصِيتكَ ، ومن طاعتِنا لكَ ما تبلُغنا به جنّتكَ ، وَمتّعنا باسماعِنا وأبصارنا ، ولا تَجعلْ مُصيبتَنا في دينِنا ولا الدّنيا أكبر همّنا ، ولا تجَعلها مبلَغَ علمنا ، ولا تُسلّط عَلينا من لا يرحَمُنا ، ونَجّنا من كُلّ هم وشدةٍ

__________________

(١) البقرة ٢ : ٢٥٥.

(٢) في نسخة « ك » : بذنوب ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٣) سوالف : جمع سالف وهو الماضي. انظر : الصحاح ـ سلف ـ ٤ : ١٣٧٧.

١٢١

وغَمٍ يا أرحَمَ الرّاحمينَ (١).

اليوم السادس عشر :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم نحس ، من سافر فيه هلك ، ويكره فيه لقاء السُّلطان ، ويصلح للتجارة والبيع والمشاركة والخروج إلى البحر ، ويصلح للأبنية ووضع الأساسات ، ومن هرب فيه رجع ، ومن ضلّ فيه سلم ، ومن مرض فيه برأ عاجلاً ، ومَن وُلد في صبيحته إلى الزوال كان مجنوناً ، وإن ولد بعد الزوال وإلى آخره صلحت حاله » والله أعلم.

قال سلمان رحمة الله عليه : روز مهر اسم الملكُ الموكل بالرحمة ، وهو يوم نحس من ولد فيه يكون مجنوناً لابد من ذلك ، ومن سافر فيه يهلك ، ويصلح فيه عمل الخير ، وتتقى فيه الحركة ، والأحلام تصح فيه بعد يومين ، والله أعلم.

الدعاء فيه :

أسألك اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنتَ باسمك الّذي عَزَمت به عَلى السّماوات السبع والارَضين السّبعِ ، وما خَلقَتَ بينُهما وفيهِما منشَيءٍ وأستجيرُ بذلكَ الاسمِ ، اللّهُمّ لا إله إلاّ أنتَ الجأُ إليكَ بذلك الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنتَ أُومن بذلكِ الاسم ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ أستغيثُ بذلك الاسمَ ، اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنتَ أتضرّعُ بِذِلكَ الاسمِ ، اللّهُمَّ لاإلهَ إلاّ أنتَ أسألكُ بمِا دعوتكَ بذلِك

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية : ١٩ : ٢ و ٣ و ٤ و ٨ ، وأورد الدعاء في : ٢٥ ، ونقله المجلسي في البحار. ١٥٧ باختلاف يسير.

١٢٢

الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنتَ أسألُكَ بما دَعوتكَ بذلكِ الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ يا الله يا الله يا الله ، أنتَ وحدكَ لا شَريكَ لكَ ، أسألُكَ يا كريمُ يا كريمُ يا كريمُ بجدّكَ وجودِكَ وفَضلكَ وَمنّك ورأفتِكَ ورحمتِكَ ومغفرتِكَ وجمالكَ وجلالِكَ وعزّتكَ ، لما أوجبتَ لي على نَفسكَ التي كَتبْتَ عَليها الرّحمةَ أن تَقولُ قَد آتيْتُكَ يا عَبدي مَهما سألتني في عافيَةٍ إلى رِضواني ، وأن تَبعثني مِنَ الشّاكرينَ.

أستجيرُ وألوُذُ بذلِك الاسمِ ، اللّهُمَّ بلا إلهَ إلاّ أنتَ ، وبكُلّ قَسَمٍ أقسمَتَ به في أُم الكِتابِ المكنونِ في زُبرُ الاوّلينَ ، وفي الصُحُف وفي الزَبُور وفي الصُحُفِ والألواحِ وفي التوراةِ والإنجيلِ وفي الكتابِ المُبين وفي القُرآن العظيمِ ، وأتوجّه إليكَ بمُحمّدٍ نبي الرّحمةِ عليه وآله السّلامُ والصّلواتُ والبَركاتُ ، يا مُحّمدُ بأبي أنتَ واُمي ، أتَوجّهُ بكَ في حاجتي هذه وجَميعِ حَوائجي الى رَبّكَ وَربي ، لا إلهَ إلاّ هُو الرحّمنُ الرحيمُ.

اللّهُمَّ اجعَلني من أفضَل عبادكَ نصيباً في كُلّ خيرٍ تقسمه في هذه الغَداة ، من نورٍ تهدي به ، أو رَحمةٍ تَنشرُها ، أو عافيةٍ تجللها ، أو رزقٍ تَبسُطُهُ ، او ذَنبٍ تغفرُهُ ، أو عَملٍ صالحٍ تُوفّقُ له ، أو عدوٍ تقمعه (١) ، أو بَلاءٍ تصرِفُهُ ، أو نحسٍ تُحوِّلُهُ إلى سعادةٍ.

__________________

(١) ترده وتقهره. انظر الصحاح ـ قمع ـ ٣ : ١٢٧٢.

١٢٣

يا أرحَمَ الرّاحمينَ أسألك باسمِكَ الواحِدِ الأحدِ ، الفَرد الصّمد ، الوِتر المُتعَال ، ربّ النّبيّينَ ، وَربّ إبراهيمَ ، وربّ مُحمّدٍ ، فاني اُومنُ بكَ وبأنبيائكَ ورُسُلك ، وجَنّتك وناركَ ، وبَعثك ونُشوركُ ، وُوعدكُ ووعيدكُ ، فاجنُبني يا إلهي ممّا تكرهُ الى ما تُحِب ، واقضِ لي بالحسنى في الآخرِةِ والاولى ، إنّك وليُّ الخيرِ والموفقُ وأنتَ أرحم الرّاحمينَ (١).

اليوم السابع عشر :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم متوسّط الحال ، تحذر فيه المنازعة ، ومن أقرض فيه شيئاً لم يرد إليه وإن رُدّ فيجهد ، ومن استقرض فيه لم يرده ، ومن ولد فيه صلحت حاله وتربيته ».

وقال سلمان الفارسي رحمة الله عليه : روز سروش ، اسم ملك موكلّ بحراسة العالم ، وهو يوم ثقيل غير صالح لعمل الخير ، فلا تلتمس فيه حاجة.

الدعاء فيه :

لا إله إلاّ الله المُفرّجُ عَن كُلّ مكروبٍ ، لا إله إلاّ الله عِزُّ كُلِّ ذليلٍ ، لا إله إلاّ الله اُنس كُلِّ وحيدٍ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ غنى كُلّ فقير ، لا إلهَ إلاّ أنتَ قوة كُلّ ضَعيفٍ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ كاشفُ كُلّ كربةٍ ، لا إله إلاّ أنتَ قاضي كُلّ حاجةٍ ، لا إله إلاّ أنتَ دافع كُلّ بليةٍ ، لا إله إلاّ أنتَ

__________________

(١) رواه الحلي في العدد القوية : ٩٢ / ١ و ٢ و ٣ ، واورد الدعاء في : ٩٧ ، ونقله المجلسي في البحار: ٩٧ : ١٥٩ باختلاف فيه.

١٢٤

عالم كُلِّ خفيِّةٍ ، لا إله إلاّ أنتَ حاضر كُلّ سريرةٍ ، لا إله إلاّ أنتَ شاهدكُلِّ نجوى ، لا إله إلاّ أنتَ كاشف كُلِّ بَلوى ، لا إله إلاّ أنتَ كُلّ شيءٍ ضارع إليك ، لا إله إلاّ أنتَ كُلّ شيءٍ هارب إليك ، لا إله إلاّ أنتَ كُلّ شيءٍ قائم بك ، لا إله إلاّ أنتَ كُلّ شيءٍ مفتقر إليك ، لا إله إلاّ أنتَ كُلّ شيءٍ منيب إليك ، لا إله إلاّ أنتَ ( وحدَكَ لا شريكَ ) (١) لك إلهاً واحداً أحداً ، لك الملكُ ولكَ الحمدُ ولكَ المجدُ تُحيي وتُميتُ وأنتَ حيٌّ لا تموتُ بيدِكَ الخيرُ وأنتَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، لا إله إلاّ أنتَ كُلُّ شيءٍ راغبٌ إليك ، لا إله إلاّ أنتَ قبل كُلّ شيءٍ ، لا إله إلاّ أنتَ بعد كُلّ شيءٍ ، ولا إله إلاّ أنتَ منتهى كُلِّ شيءٍ.

أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدهُ لا شريكُ لَهُ ما دامتِ الجبالُ الرّاسِيَةُ وَبعد زواِلها أبداً ، أشهَد أن لا إلهَ إلاّ اللهُ ما دامتِ الرُّوحُ في جَسَدي وَبعدَ خروجها أبداً ، وَأسألُكَ اللّهُمَّ باسمِكَ العظيمِ الّذي أنزلتَهُ في القرآنِ العظيمِ الّذي لا تَمنعُ سائِلاً سألكَ به ما سألكَ من صغيرٍ وكبير ، أسألكَ يا حنّانُ يا منانُ يا ذا الجلالِ والإكرامِ ، يا حيُّ يا غنيّ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، صلّ على مُحمّدٍ وآله وَهب لي العافيةَ في جَسَدي ، وفي سمعي ، وفي بَصري ، وفي جميع جَوارِحي ، وارزقني ذِكرك وشُكرك في كُلّ حالٍ أبداً.

__________________

(١) في « ك » بياض ، وما اثبتناه من « ن ».

١٢٥

أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ ما عَملَتِ اليَدانِ وما لم تَعملا وَبَعدَ فَنائهِما وعلى كُلّ حال أبداً ، أشهدَ أن لا إله إلاّ الله وحدهُ لا شريكَ لهُ ما أبصرتِ العينان وَبَعد ما لم تُبصرا وعلى كُلّ حالٍ أبَداً ، أشهدُ أن لا إله إلاّ اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ ما تَحَركت الشفتان واللّسان وما لم يتحركاً وَعَلى كُلّ حالٍ أبداً ، أشهد أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدهُ لا شريكَ له قَبلَ دخُول قَبري وَعلى كُلّ حالٍ أبداً ، أشهدُ أن لا إله إلاّ اللهُ وحدهُ لا شريك له شهادةً يَسمعُ بها سَمعي وَبَصري ولحمي ودَمي وعَظمي وَشعري وبشري ومُخي وَعَصبي وَما تستقلّ به قَدَمي ، أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ الله شهادةً أرجو بها الجوازَ على الصراطِ والنّجاةِ من النارِ والدُّخُولَ في الجنةِ ، وأشهدُ أن لا إله إلاّ الله شهادةً أرجو بها أن ينطلِقَ لساني عندَ خروج نفسي (١) أشهدُ أن لا إله إلاّ الله شهادةً أرجوُ بها أن يُسعدَني رَبّي في حياتي وبعد موتي من طاعةٍ يَنشُرُها ، وذُنُوبٍ يَغفرها ، ورزقٍ يبسُطُهُ ، وشرٍ يدفعه ، وخَير يُوفّقُ لفِعْلِهِ ، حَتى يَتَوفّاني وقد ختم بخيرٍ عملي ، آمين آمين ربّ العالمين (٢).

اليوم الثامن عشر :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم سعيد صالحٌ لكُلّ شيء ، من بيعٍ

__________________

(١) في « ك » : خروجي ، واثبتنا ما في « ن ».

(٢) روى الحلي الحديث في العدد القوية : ١٠٢ / و ٦ ، وذكر الدعاء : ١٠٦. ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٦٠.

١٢٦

وشراءٍ ، وسفرٍ وزرع ، ومن خاصم عدوهُ فيه خصمهُ وظفر به ، ومن تزوج فيه وأقرض قرضاً رد الى من اقترض منه ، ومن مرض فيه يوشك أن يبرأ ، والمولود فيه تصلح حاله ».

وقال سلمان رحمه‌الله : روز رش ، اسم الملكُ الموكل بالميزان ، يصلح للسفر وطلب الحوائح وهو يومٌ خفيفٌ.

الدعاء فيه :

لا إله إلاّ الله عَدَدَ رضاهُ ، لا إلهَ إلاّ الله عَدَدَ خلقهِ ، لا إله إلاّ الله عَدَدَ كلماته ، لا إله إلاّ الله زِنة عَرشِهِ ، لا إله إلاّ الله ملء سماواتهِ ِوأرضِهِ ، لا إله إلاّ الله المجيدُ الحميدُ ، لا إله إلاّ الله الغفورُ الرحيمُ ، لاإلهَ إلاّ اللهُ المؤمنُ المُهيمنُ العزيزُ الجبّارُ المُتكبّرُ القَهّارُ ، لا إله إلاّ اللهُ القابضُ الباسطُ ، العليُّ الوفيُّ ، الواحدُ الأحدُ ، الفردُ الصمدُ ، القاهِرُ لِعبادِهِ ، الرؤوفُ الرحيمُ ، لا إلهَ إلاّ الله الأوّلُ الآخرُ ، والظاهرُ والباطِنُ ، المغُيثُ القريبُ المُجيبُ ، الغفورُ الشكورُ ، اللطيفُ الخبيرُ ، الصادقُ الأوّلُ ، العالمُ الأعلى ، الطالبُ الغالبُ ، النورُ الجليلُ ، الرّازقُ ، البارئ ، المُصوّر ، البَديعُ المبتدِعُ ، المنّانُ ، الخاِلقُ الكافي المعُافي ، المُعِزُّ المُذِلُ ، السميعُ البَصيرُ ، القديرُ الحليمُ ، الدافعُ النافعُ المانعُ ، المُتكبرُ ، الخالقُ البارِئ ، الباعثُ الوارثُ ، القديمُ الرفيعُ الواسعُ ، الجبّارُ المصوّرُ ، لهُ الأسماءُ الحُسنى يُسَبّحُ لهُ ما في السّماواتِ والأرضِ وهُو العزيزُ الحكيمُ.

هُو اللهُ الجبّارُ في ديمومَتِهِ فلا شيء يُعادِلُهُ ، ولا يُشبهُهُ ، لَيسَ

١٢٧

كمثِلِه شيءٌ وهُوَ السّميعُ البَصيرُ ، وهُو اللّطيفُ الخبيرُ ، أسرعُ الحاسِبين ، وأعطَى الفاضِلين ، المُستجيبُ دعوة المضطرينّ والطّالبين إلى وجههِ الكريم ، أسألُ الله بمنتهى كَلِمتهِ ، وبعزتِهِ وقدرتِهِ وسلطانهِ ، ان يُصلّي على مُحمّد وآلِ مُحمّدٍ ، وأن يباركَ لنا في مَحيانا ومَماتنا ، وأن يُوجبَ لنا السلامَةَ والمُعافاةَ والعافيةَ في أجسادِنا ، والسِّعة في أرزاقِنا ، والأمنَ في سِربِنا ، وأن يُوفّقنا أبداً للأعمالِ الصالحةِ ، فإنه لا يُوفّق للخيرِ إلاّ هُو ، ولا يصرفُ السوءَ المحذوُرَ إلاّ هو ، وهو أرحمُ الراحمينَ (١).

اليوم التاسع عشر :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم سعيد ولد فيه إسحاق بن إبراهيم ، وهو صالح للسفر والمعاش والحوائج وتعلّم العلم وشراء الرقيق والماشية ، ومن ضل فيه أو هرب قدر عليه بعد خمس عشرة ليلة ، ومن ولد فيه كان صالحالحال متوقعاً لكُلّ خير ».

قال سلمان رحمة الله عليه : روز فروردين ، اسم الملكُ الموكُلّ بالأرواح وقبضها ، وهو يوم مبارك.

الدعاء فيه :

الحمدُ لله بِما حَمِدَ به نفسهُ ولا إلهَ إلاّ اللهُ بما هَللَ به نَفسهُ ،

__________________

(١) روى الحلي الحديث في العدد القوية : ١٦١ / و ٣ ، وذكر الدعاء في : ١٦٤ ، ونقله المجلسي في البحار : ٩٧ : ١٦١ باختلاف يسير.

١٢٨

وسُبحانَ اللهِ بما سَبَّح الله بهِ نفسهِ في عَرشهِ ومن تَحتهِ ، والحَمدُ للهِ بما حَمِدَ اللهُ به نَفسَهُ ، واللهُ أكبرُ بما كَبرَ اللهُ به خلقهُ ، وسُبحانَ الله بما سَبَّحَ اللهُ به خَلقهُ ، والحمدُ لله مُنتهى حلمِهِ ، ومَبلغَ رضاهُ ، حَمداً لا نفادَ لهُ ولا إنقضاءَ ، وصلّى الله على سيدنا مُحمدٍ النَّبي الاُمّي وأهل بيتهِ الطاهرينَ.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ على أثر تهليلِكَ وتمجيدِكَ وتسبيحِكَ وتكبيركَ والصلاةِ على نَبيّكَ ، أن تغفرَ لي ذُنوبي كُلّها ، صغيرها وكبيرها ، سرها وعلانيتها ، قديمها وحديثها ، ما أحصيتَهُ منها واُنسيتُهُ أيّامَ حياتي ، وأن تُوفِقني للاعمالِ الصّالحةِ حتى تَتوفاني عليها على أحسنِ الأحوالِ ، وأسعِدني في جَميع الآمالِ ، ولا تُفرق بيني وبين العافيةِ والمعافاةِ أبداً ما أبقيتني ، ولا تُقَتِّر عَلَيَّ رِزقي واجعلهُ اللّهُمَّ واسعاً عليَّ عِند كِبَرَ سِنّي ، واقترابَ أجلي ، واقضِ لي بالخيرةِ في جميعِ الاُمور ، وصلى الله على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وسلم تَسليماً (١).

اليوم العشرون :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم متوسط الحال ، صالح للسَّفر والحوائجِ والبناءِ ووضع الأساس ، وحصادِ الزِّرع وغرس الشَجرِ والكرم ، واتخاذِ الماشية. ومن هرب [ فيه ] كان بعيد الدرك ، ومَن ضل فيه خفِيَ أمره ، ومَن مَرضَ

__________________

(١) روى الحلي الحديث في عدده القوية : ٢٠٤ / ١ و ٥ ، وذكر الدعاء في : ٢٠٨ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٦٢ باختلاف يسير.

١٢٩

فيه صَعُبَ مَرَضه ، وكذا من ولد فيه يكون في صعوبة من العيش إلاّ ان يشاء الله غير ذلك ».

وقال سلمان رحمة الله عليه : روز بهرام ، اسم الملكُ الموكُلّ بالنصر والخذلان في الحروب والجدل ، إلاّ أنه يوم خفيف مبارك.

دعاء الصادق عليه‌السلام فيه :

« اللّهُمَّ صلّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ صلاةً يَبلُغ بها رِضوانَكَ والجنّةَ ، وينجُو ( بها ) (١) مِن سَخطِكَ والنّارِ ، اللّهُمَّ ابَعث ( محمداً ) (٢) مقاماً محموداً يغبِطُهُ بهِ الاّولُون والاخِرُونَ ، اللّهُمَّ واخصُص مُحمداً بأفضل قسمٍ ، وَبلّغه أفضل سؤددٍ ومَحلٍ ، وخُصّ محمداً بالذّكر المحمودِ ، والحوض المورودِ.

اللّهُمَّ شَرّف مُحمّداً بمقامِهِ ، وعظّم بُرهانهُ ، وأوردنا حوضَهُ ، واسقِنا بكاسِهِ ، واحشرنا في زُمرتهِ ، غير خَزايا ولا نادمينَ ، ولا شاكّينَ ولا جاحدينَ ولا مفتونينَ ، ولا ضالين ولا مُضلينَ ، قد رضينا الثوابَ ، وامِنَّا العِقابِ إنّكَ أنتَ العزيزُ الوهّابُ.

اللّهُمَّ صلّ على مُحمَّد إمامِ الخيرِ ، وقائِدِ الخيرِ ، والدّاعي إلى الخيرِ ، وَبَركَةً توفي على جميعِ العبادِ.

اللّهُمَّ أعط مُحمَّداً من كُلّ كرامةٍ أفضلَ تلك الكرامةَ ، ومِن كُلّ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) اثبتناها من نسخة « ن ».

١٣٠

نعمةٍ أفضلَ تلك النعمةِ ، ومن كُلّ قسمٍ أفضلَ ذلك القسمِ ، حتى لا يكونَ أحدٌ من خَلقِكَ أقربُ منه مجلِساً ، ولا أحظى عِندكَ مَنزلاً ، ولا أقربَ وسيلَةً ، ولا أعظمَ عِندكَ شرفاً ولا شفاعةً منهُ. صلواتُك عليه وآلهِ في بردِ العيشِ والروحِ (١) ، وقرارِ النّعمة ، ومُنتهى الفضليةِ ، وسَرورُ الكرامةِ ، ومُنى الّلذاتِ ، وَبَهجةٍ لا تُشبهها بَهجاتِ الدّنيا.

اللّهُمَّ اتِ مُحمَّداً الوسيلةِ ، وأعظمَ الرفعةِ والفضيلةِ ، واجعَل في العلّيين دَرَجتهُ ، وفي المُقرّبين ذكرهُ ، فنحنُ نَشهدُ أنّه بلَّغَ رسالاتِكَ ، ونَصحَ لعبادكَ ، وتَلا آياتِك ، وأقامَ حدُودكَ ، وصَدَعَ بأمركِ ، وبيّن حُكمكَ ، ووفى بَعهدكَ ، وجاهَدَ في سَبيلكَ ، وعَبَدكَ حقّ عِبادتكَ حتّى أتاهُ اليقينُ. وإنّه أمر بطاعَتكِ وائتمرَ بها ، ونَهى عن معصيتكَ وانتَهى عنها ، ووالى وليّك وعادى عَدُوَّكَ ، فصلواتُكَ على سيّدنا مُحمَّد سيد المُرسلينَ ، وإمام المُتقينَ ، وخاتمِ النَّبِيّينَ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وآل مُحمَّدٍ الطيبين ، في الليلِ اذا يَغشى ، وفي النّهارِ إذا تَجَلى ، وفي الآخِرَة والأُولى ، واعطِهِ الرِّضا بَعدَ الرِّضا ، اللّهُمَّ أقرّ عَينَ نبيّنا بِمن يَتبعُهُ من ذُرّيّتهِ وأهلِ بيتهِ وأزواجهِ واُمتهِ جميعاً ، واجعلنا وأهل بُيُوتنا ، ومن أوجَبتَ حقهُ علينا ، الأحياءَ منهم والامواتِ ، فيمَن تُقِرُّ بهِ عَينُهُ ،

__________________

(١) الروح والراحة من الاستراحة ، ويقال ايضاً : يوم رَوْح وريوح ، أي طيب ، وروح وريحان ، أي رحمة ورزق. الصحاح ـ رَوْح ـ ١ : ٣٦٨.

١٣١

واقرر عُيُوننا جميعاً بِرؤيتِهِ ، ولا تُفرق بينَنا وبينه ، اللّهُمَّ وأورِدنا حوضهُ ، وأسقِنا بكَاسِهِ ، واحشُرنا في زُمرَتِهِ ، وتوفّنا على ملّتِهِ ، ولا تَحرِمنا أجرهُ ومرافَقَتهُ ، إنّكَ على كُلِّ شيء قَديرٌ.

اللّهُمَّ ربّ الموَتِ والحياة ، وَربِّ السَّماءِ والأرضِ ، وَربّ العالمين ، وَربَّنا وَربَّ آبائنا الأوّلين ، أنتَ ( الاحد ) (١) الصَّمدُ لم يلِد ولم يُولَد ولم يَكن له كفواً أحدٌ ، مَلكتَ المُلُوك بِعزّتِكَ ، واستعبدتَ الأربابَ بقدُرتك ، وسُدتَ العُظماءَ بِجودِكَ ، وَبذَذتَ (٢) الأشرافَ بِتَجبُّركَ ، وهَددتَ (٣) الجبال بِعَظمتِكَ ، واصطَفيتَ المجدَ والكبرياءَ لِنفسكَ ، فلا يقدِرُ على شيءٍ مِن قُدرتكَ غَيرُكَ ، ولا يَبلغُ عزيزِ عزّك سِواكَ ، أنتَ جارُ المستجرينَ ، ولَجَأ اللاجِئينَ ، ومُعتمدُ المؤمنينَ ، وسبيل حَاجة الطالبينَ.

اللّهُمَّ إنّي أسألكَ وأتَوجّهُ إليكَ بنبيّنا نبي الرّحمةِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن تَصرِفَ عَنّي فتنةَ الشَّهواتِ ، وَأسألُكَ أن ترحَمني وتثُبّتني عندَ كُلِّ فِتنةٍ مَضَلّةٍ ، أنتَ إلهي وَموضِع شكوايَ وَمسألتي ، لَيس لي مِثلكَ أحدٌ ، ولا يقدِرُ على قدرتك أحدٌ ، أنتَ أكبرُ وأجلُ وأمجدُ وأفضلُ ، وما يَقدِرُ الخلائق كُلّهم على صِفتكَ ، وأنتَ كما وَصفتَ نَفسكَ ، يا مالِكَ يومِ الدّين.

اللّهُمَّ إني أسألُكَ بكُلّ اسمٍ هو لك تُدعى به ، وبكُلّ دعوةٍ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) بذَّه يبذُّه بَذّا ، أي غلبه وفاقه. الصحاح ـ بذ ـ ٢ : ٥٦١.

(٣) الهدُّ : الهدم الشديد والكسر. لسان العرب ـ هدد ـ ٣ : ٤٣٢.

١٣٢

دَعاكَ بها أحدٌ مِن خَلقكَ من الأوّلينَ والاخِرينَ فاستجبتَ لهُ بِها ، أن تَغفر لي ذُنُوبي كُلّها ، صغيرِها وكبيرِها ، حديثها وقَديمها ، سِرّ هاوعَلانيتِها ، وما أحصَيتَ عَليّ منها ونَسيتُهُ أيّام حياتي. وأن تُصلحَ أمر ديني ودُنياي صلاحاً باقياً على كُلّ شيءٍ من رَغائبي إليك ، وحوائجي ومسائِلي لك.

اللّهُمَّ صَلّ على مُحمَّد وآل مُحمّدٍ الطّيّبين الأخيارِ الأبرار المُبرَّئينَ مِنَ النّفاق ( والرجسِ ) (١) أجمعينَ يا رَبّ العالمين »(١).

اليوم الحادي والعشرين :

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هذا يوم نحس لا تطلب فيه حاجة ، ويتقى فيه السلطان ، ومن سافر فيه لم يرجع وخيف عليه ، وهو يوم رديء لسائر الامور ، ومن ولد فيه يكون فقيراً محتاجاً ». والله أعلم.

قال سلمان رحمة الله عليه : روز برام (٣) ، اسم الملكُ الموكُلّ بالفرح ، يَصلحُ فيه إهراق الدم ، لا تطلب فيه حاجة ، ويتقى ما فيه من الأذى ، والله أعلم.

الدعاء فيه :

اللّهُمَّ إنّكَ جَعَلتني مِنَ ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) روى الحلي الحديث في عدده القوية : ٢١١ / ٤ و ٥ ، وذكر الدعاء في ٢١٥ باختلاف يسير ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٦٣ باختلاف أيضاً.

(٣) في نسخة « ن » : ماه.

١٣٣

وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) (١) فاجَعلني على هُدىً مِنك ، ولقِني الكلماتِ التي لَقنتَ آدم عليه‌السلام وتُبتَ عليه إنكَ أنتَ التوابُ الرّحيمُ ، اللّهُمَّ إنك خَلَقْتني ( في مَن يُقيمونَ الصلاةَ ويؤتون الزكاةَ ، اللّهُمَّ فاجعلني ممن يقيمُالصلاة ويؤتي الزكاة ) (٢) واجعلني مِنَ الخاشِعين في الصّلاة الّذَينَ لا خوفٌ عليهم ولا هُم يحزَنُونَ.

اللّهُمَّ اجعَلني مِنَ الصّابرينَ الّذين إذا اصابتهُم مُصيبةٌ قالوا إنّا لله وإنّا إليهِ راجعونَ ، واجعل عَلَيّ صلاةً مِنكَ ورَحمةً ، واجعَلني من المُهتدينَ ، اللّهُمَّ ثَبتني بالقولِ الثابتِ في الحياةِ الدّنيا وفي الآخرةِ ، ولا تجعلني من الظالمين.

اللّهُمَّ اجعلني من الّذين تَتَوفاهم الملائكُة طَيّبين يَقُولُون : سَلامٌ عليكُم ادخُلُوا الجنةَ بما كُنتُم تَعملونَ ، اللّهُمَّ اجعلني مِنَ الّذين صَبَروا وعلى ربّهم يتوكَّلُون ، اللّهُمَّ آتنا في الدّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ ، واجعلني مِنَ الّذين اتقوا والّذينَ هُم مُحسنُونَ ، سُبحانَكَ إني كُنتُ من الظالمينَ ، فاستَجب لي ونجني من النارِ يا أرحمَ الرّاحمين.

اللّهُمَّ اجعلني من المُخبتين (٣) الّذين إذا ذُكِرَ اللهُ وجِلَت قلوبهُمُ

__________________

(١) البقرة ٢ : ٣.

(٢) في « ك » : فيمن يقمن الصلاة ويؤتين الزكاة. وفيها اضطراب واضح كما لا يخفى ، ولم نجد في « ن » ما يتفق مع الدعاء ، بحيث ورد بشكُلّ مختلف ، إلا ان العلامة الحلي رحمه‌الله اورد نص الدعاء في كتابه الموسوم بالعدد القوية فاقتطعنا منه ما اثبتناه اعلاه.

(٣) اخبت لله : خشع وتواضع. لسان العرب ـ خبت ـ ٢ : ٢٧.

١٣٤

والصابرينَ على ما أصابَهُم والمُقيمي الصَّلاة وممّا رزقناهم يُنفقونَ.

اللّهُمَّ اجعلني من ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) (١) اللّهُمَّ اجعلني من الوارِثينَ ( الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (٢) الّذينَ هُم من خَشيَتكَ مُشفِقُونَ.

اللّهُمَّ إنّكَ جَعَلتني من الّذينَ هُم بآياتِكَ يُؤمِنُونَ ، والّذينَ هُم برِبّهِم لا يُشركُونَ ، فَاجعَلني من ( الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) (٣) اللّهُمَّ اجعلني من الّذين ( يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) (٤) اللّهُمَّ اجعَلني من حِزبكَ فإنَّ حِزبَكَ هُمُ المُفلِحونَ ، اللّهُمَّ اجعلني من جُندكَ فإنَّ جُندكَ هُم الغالبونَ ، اللّهُمَّ اسقِني من الرَّحيقِ المختُومِ خِتامُهُ مِسكٌ وفي ذلك فَليَتَناَفسِ المُتنافِسوُنَ ، اللّهُمَّ اسقِني ( مِن تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا المُقَرَّبُونَ ) (٥) اللّهُمَّ إني ظَلَمتُ نَفسي وإلاّ تَغفر لي وتَرحمني أُكُن مِنَ الخاسِرينَ.

__________________

(١) المؤمنون ٢٣ : ٢ ـ ٦.

(٢) المؤمنون ٢٣ : ١١.

(٣) المؤمنون ٢٣ : ٦٠.

(٤) المؤمنون ٢٣ : ٦١.

(٥) المطففين ٨٣ : ٢٧ ـ ٢٨.

١٣٥

اللّهُمَّ ( سُؤالي التّيسير بَعدَ التّعسير ) (١) ، واجعَل لي أجراً غَيرَممنون ( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعَادَ ) (٢).

اللّهُمَّ ارفعَ لي عِندكَ دَرَجةً ورزقاً كريماً ، اللّهُمَّ اجَعلني من الّذين يُوفُونَ بِعهدِكَ ولا يَنقُضُونَ الميثاقَ ، وِمنَ ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) (٣).

اللّهم اجعلني من ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) (٤) وممّن جَعلتَ لَهُم عُقبى الدّار ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (٥) (٦).

__________________

(١) في هامش « ك » اللهم يسر لي التيسير بعد التعسير.

(٢) آل عمران ٣ : ١٩٣ ـ ١٩٤.

(٣) الرعد ١٣ : ٢١.

(٤) الرعد ١٣ : ٢٢.

(٥) البقرة ٢ : ٢٠١.

(٦) روى الحلي في العدد القوية الحديث ٢٢٨ / ١ ، وذكر الدعاء في : ٢٣٢ باختلاف فيهما. ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٦٥.

١٣٦

اليوم الثاني والعشرون :

قال ابو عبد الله عليه‌السلام : «هذا يومٌ صالح للحوائج والشراء والبيع ، والصَّدقة فيه مقبولةٌ ، ومن دخل فيه على سلطان قضيت حاجتهُ ، ومن مَرض فيه يبرأ سريعاً ، ومن سافر فيه يرجع معافى ».

قال سلمان رحمة الله عليه : روز باد (١) ، اسم الملك الموكل بالريح ، يومٌ خفيف يصلح لكل حاجَة يرادُ قضاؤها.

الدعاء فيه :

اللّهُمَّ اجعَلني ممَّن يلقاكَ مُؤمناً قد عَمِلَ الصالحات ، وممَّن تسكنُهُ الدَّرجات العُلى جناتُ عِدنٍ تجري من تحتها الأنهار ، واجعلنا ممّن تَزَكّى ، رَبّنا آمنّا فَاغْفر لنا رَبّنا وارحمنا وأنتَ خيرُ الراحمينَ الغافِرينَ وارحمُ الراحمينَ.

اللّهُمَّ اجعلنا من عِبادِك ( الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ

__________________

(١) في نسخة « ن » : روز ماحر.

١٣٧

يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * ... وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ) (١).

اللّهُمَّ اجعَلني من ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) اللّهُمَّ اجعَلني منَ الّذينَ ( يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا )(٣).

اللّهُمَّ اجعَلني منَ الّذينَ تَحِلّهُم دارُ المُقامَةِ من فضلِكَ ، لا يَمسهُم فيها نَصبٌ ولا يمسهُم فيها لُغُوب ، اللّهُمَّ اجعلني في جناتِ النعيمِ ، في جناتٍ ونهرٍ في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مُقتدرٍ ، اللّهُمَّ وقني شُحَ نفسي ، واغفِر لي ولوالديّ ولمِن دخلَ بيتَي مؤمِناً وللمُؤمنينَ والمُؤمنَاتِ يَومَ يَقومُ الحِسابُ.

اللّهُمَّ ( اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا

__________________

(١) الفرقان ٢٥ : ٦٣ ـ ٧٣.

(٢) الفرقان ٢٥ : ٧٤.

(٣) الفرقان ٢٥ : ٧٥ ـ ٧٦.

١٣٨

غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (١).

( اللّهُمَّ اجعلني ممن ) (٢) ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ) (٣) اللّهُمَّ قِني كما وَقيتهُم ، ولَقني جَنَةً وحَريراً مُتكئينَ فيها على الأرائِكِ لا يرونَ فيها شمساً ولا زمهريراً ، اللّهُمَّ امنّي يَوماً كان شرُهُ مُستطيراً ، ولقني نضرةً وسُرُوراً ، اللّهُمَّ واسقِني كما سقيتهُم شراباً طهُوراً ، وحلّني كما حلّيتهُم أساورَ من فضةٍ ، وارزُقني كما رَزقتهُم سعياً مشكوراً.

( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) (٤) واجعلني من الصّابرينَ والصّادقين والقانتَينَ والمنفقِينَ والمُستغفرين بالاسحارِ.

( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) (٥).

__________________

(١) الحشر : ٥٩ : ١٠.

(٢) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٣) الانسان ٧٦ : ٨ ـ ١٠.

(٤) آل عمران ٣ : ٨.

(٥) البقرة ٢ : ٢٨٦.

١٣٩

اللّهُمَّ إني اسألُكَ أن تختم لي بصالحِ الأعمالِ ، وأن تُعطِيني الّذي سَألتك في دُعائي يا كريمَ الفِعالِ. ( وَللهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ) (١).

اللّهُمَّ إني أسألُكَ إنّكَ رؤفٌ رَحيمٌ ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا للهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ * وَللهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) (٢).

اللّهُمَّ اجعلني من الّذينَ يؤمنونَ بالغَيبِ ويُقيُمونَ الصلاة ويؤتُونَ الزكاة ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) (٣).

اللّهُمَّ اجعلني من الّذين أنعمتَ عَليهم من النّبيّينَ والصّدّيقينَ والشُّهداء والصّالحينَ وَحَسُنَ اوُلئك رفيقاً ، اللّهُمَّ اجعلني ممّن هديتَ واجبتَبَيتَ الّذينَ ( إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) (٤)

__________________

(١) الرعد ١٣ : ١٥.

(٢) النحل ١٦ : ٤٨ ـ ٥٠.

(٣) الأسراء ١٧ : ١٠٧ ـ ١٠٩.

(٤) مريم ١٩ : ٥٨.

١٤٠