ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٢

الفتوح حمزة بن علي صاحب المخزن ، وأبو علي ابن الملقب وغيرهم من الخدم والحواشي (١).

٣١١ ـ محمد بن عمر بن يوسف ، أبو المجد الوقاياتيّ يعرف بابن المزارع.

من أهل باب البصرة.

كان من حفّاظ القرآن المجيد. وقد سمع الحديث من جماعة منهم : أبو بكر محمد بن الحسين المقرىء المعروف بالمزرفيّ ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهما. وحدث ؛ سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك ابن مشّق البيّع وأخرج عنه في «معجم شيوخه». وخرج إلى الشام فأدركته منيّته بحلب في أوائل جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمس مئة فدفن بها.

٣١٢ ـ محمد بن عمر بن أبي بكر ، واسمه محمد ، بن أميرك الأنصاريّ الخازميّ (٢) ، أبو بكر.

__________________

(١) كانت قراءة الحديث النبوي الشريف في مثل هذه الظروف تبركا ودعاءا بالنصر على الأعداء ومثلها قراءة القرآن ، قال ابن الجوزي في ذكر الحرب بين الخليفة ودبيس : «ولم يسمع في عسكر الخليفة إلا القرآن والتسبيح والتكبير والدّعاء والبكاء. وفي هذه الليلة ـ يعني ليلة الحرب ـ اجتمع أهل بغداد على الدعاء في المساجد وختم الختمات والابتهال في النصر» (المنتظم ٩ / ٢٤٢) ، ويذكر أنّ السلطان محمدا الفاتح العثماني قد أمر المحدثين بالسّير بين يديه وقراءة «صحيح البخاري» بينما كان متوجها لفتح القسطنطينية ، رضي‌الله‌عنهم.

(٢) ذكره معين الدين ابن نقطة الحنبلي في «الخازمي» من «إكمال الإكمال» وقيده بالخاء المعجمة ٢ / ٣٣٢ ، ونقل عن عبد القادر الرهاوي ، وقال الذهبي في المشتبه ص ٢٠٢ ـ ٢٠٣ : «وبخاء : الخازمي ... والإمام الكبير شيخ هراة أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر الخازمي من كبار مشيخة الرّهاوي». وقال ابن ناصر الدين بعد الذي ذكره الذهبي : «قلت : روى عن أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ، ووجيه وزاهر ابني طاهر ، وعنه أيضا أبو المظفر عبد الرحيم ابن السمعاني». (توضيح المشتبه ٣ / ٢٧). وقد اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٨٣ ، وترجم له في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٠ ـ ٣٣١ وقيّد «الخازمي» فقال :

٤٦١

من أهل هراة.

فقيه فاضل ، شافعيّ المذهب ، له معرفة بالأدب. سمع ببلده أبا الفتح نصر ابن أحمد الحنفي ، وأبا الفضل محمد بن إسماعيل الفضلي ، وأبا الفتح المختار ابن عبد الحميد البوشنجي ، وغيرهم.

قدم بغداد حاجا في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة ، وحدّث بها ؛ وسمع منه بها أبو العباس أحمد بن منصور الكازروني ، وحدّثنا عنه.

قرأت على القاضي أبي العباس أحمد بن منصور بن أحمد ، قدم علينا واسطا ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر الخازميّ الأنصاريّ الهرويّ ، قدم عليكم بغداد قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد النّيسابوري ، قال : أخبرنا عبد القاهر بن طاهر ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، قال : أخبرنا إبراهيم بن عليّ الذّهلي ، قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن (١) ، عن عثمان بن واقد ، عن أبي نصيرة ، قال : لقيت مولى لأبي بكر ، فقلت : هل سمعت من أبي بكر شيئا؟ قال : نعم ، سمعته يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لم يصرّ من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة» (٢).

قال شيخنا أبو العباس أحمد بن منصور : كان أبو بكر الخازمي حسن السّيرة ، كثير العبادة آثارها ظاهرة عليه.

__________________

«بخاء منقوطة» ، ونقل عن السمعاني ويوسف بن أحمد الشيرازي وعبد القادر الرهاوي ، وترجمه الصفدي في الوافي ٤ / ٢٤١ ووقع فيه «الحازمي» بالحاء المهملة ، مصحف.

(١) هو الحماني.

(٢) إسناده ضعيف ، لجهالة مولى أبي بكر.

أخرجه أبو داود (١٥١٤) ، والترمذي (٣٥٥٩) ، والمزي في تهذيب الكمال ٣٤ / ٣٤٧ ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب (يعني : ضعيف) ، إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة ، وليس إسناده بالقوي».

٤٦٢

ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني أبا بكر الخازمي هذا في كتابه ، وقال : سمعت منه بهراة (١). وذكرناه نحن لأن وفاته تأخرت عن وفاته كما شرطنا.

قال أبو الفتح عمر بن محمد بن أبي بكر الخازمي : توفّي جدي في سنة أربع وستين وخمس مئة بهراة ، ودفن بكازباركاه (٢).

٣١٣ ـ محمد (٣) بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن أبي عيسى المدينيّ ، أبو موسى بن أبي بكر بن أبي عيسى الحافظ.

من أهل أصبهان ، منسوب إلى المدينة العتيقة المعروفة بشهرستانة المتّصلة بأصبهان.

فاضل ، عالم ، حافظ للقرآن المجيد ، له معرفة بالأدب. قد سمع الكثير ، وكتب بخطه ، ورحل ، وطلب ، ولقي الشيوخ والحفّاظ. سمع ببلده أبا منصور محمد بن عبد الله بن مندوية ومن أبي سعد محمد بن محمد المطرّز ، ومن أبي سعد محمد بن علي سرفرتج ، وأبي غالب أحمد بن العباس الكوشيذي ، وأبي

__________________

(١) ولكنه لم يذكره في «الخازمي» من الأنساب.

(٢) الضبط من النسخة المنذرية.

(٣) ترجم له السّمعاني في «المديني» من الأنساب ، وابن الأثير في اللباب ، وابن النجار في تاريخه ، كما في المستفاد ، الترجمة ٢٤ ، وأبو شامة في الروضتين ٢ / ٦٨ ، وابن خلكان في الوفيات ٤ / ٢٨٦ وأبو الفدا في المختصر ٣ / ٧٤ ، وابن الوردي في تاريخه ٢ / ٨٩٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٥٢ ، والعبر ٤ / ٢٤٦ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٣٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٨٣ ، والمقتنى ، الورقة ١٣٥ ، والصفدي في الوافي ٤ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، والسبكي في الطبقات ٦ / ١٦٠ ـ ١٦٣ ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ٤٣٩ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٤٢٣ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٣١٨ ، والجزري في غاية النهاية ٢ / ٢١٥ ـ ٢١٦ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٤٢٣ ـ ٤٢٤ وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٠١ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / ورقة ٢١ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٧٣ وغيرهم.

٤٦٣

بكر محمد بن الفضل القصّار ، وأبي عدنان محمد بن أحمد بن المطهّر ، وأبي القاسم غانم بن محمد البرجي ، وأكثر من أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد.

وقدم بغداد في سنة أربع وعشرين وخمس مئة ، وسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وغيرهم. وعاد إلى بلده ، وعاش حتى صار أوحد وقته وشيخ الناس في زمانه ؛ إسنادا وحفظا.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه وأثنى عليه وقال : سمعت منه وكتب عني ، يعني بأصبهان. وذكرناه نحن لتأخر وفاته عن وفاته.

سمعت الحافظ أبا بكر محمد بن موسى الحازمي ببغداد وبواسط مرارا يذكر الحافظ أبا موسى ويثني عليه الثّناء الحسن ويصفه بالحفظ والمعرفة وحسن السّمت والطّريقة.

كتب إليّ أبو غانم المهذّب بن الحسن الواعظ بخطه من أصبهان يقول : الحافظ أبو موسى محمد بن عمر المدينيّ كان من الحفّاظ المتقنين وتصانيفه كثيرة ومسموعاته.

وقال تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني : هو صدوق ثقة. أنبأنا أبو موسى محمد بن عمر بن أحمد الحافظ ، قال : قرأت على أبي بكر محمد بن الحسين بن عليّ الفرضي ببغداد في سنة أربع وعشرين وخمس مئة ، قلت له : أخبركم أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ ابن عمر بن أحمد الدّار قطني ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النّيسابوري ، قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيّب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «العجماء جرحها جبار والبئر جبار

٤٦٤

والمعدن جبار وفي الرّكاز الخمس» (١).

قال ابن شهاب : والجبار : الهدر. والعجماء : البهيمة.

سمعت الحافظ أبا بكر محمد بن موسى بن عثمان الحازمي يقول : سمعت الحافظ أبا موسى بأصبهان يقول : سمعت أبا عبد الله يحيى بن الحسن ابن البنّاء ببغداد يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن أبي نصر الحميديّ يقول : قرأت بخط القاضي أبي الفرج المعافى بن زكريا النّهروانيّ قال : حججت سنة وكنت بمنى أيام التّشريق فسمعت مناديا ينادي : يا أبا الفرج. فقلت في نفسي لعله يريدني ، ثم قلت : في الناس خلق كثير ممن يكنى أبا الفرج فلعله ينادي غيري ، ولم أجبه.

فلما رأى أنّه لا يجيبه أحد نادى يا أبا الفرج المعافى. فهممت أن أجيبه ، ثم قلت : وقد يتفق من يكون اسمه المعافى وكنيته أبو الفرج ، فلم أجبه. فرجع فنادى : يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النّهرواني. فقلت : لم يبق شك في مناداته إياي إذ ذكر اسمي وكنيتي واسم أبي وما أنسب إليه ، فقلت له : ها أنا. فقال : ومن أنت؟ فقلت : أبو الفرج المعافى بن زكريا النّهرواني [فقال](٢) : فعلّك من نهروان الشّرق. فقلت : نعم ، فقال : نحن نريد نهروان الغرب! فعجبت من اتفاق

__________________

(١) ابن وهب هو عبد الله ، ويونس هو ابن يزيد الأيلي ، وقد تابع ابن وهب على هذه الرواية أبو الطاهر بن السرح وحرملة بن يحيى.

أخرجه مسلم ٥ / ١٢٨ (١٧١٠) (٤٥) ، والنسائي ٥ / ٤٥ ، وفي الكبرى (٢٢٧٥).

ورواه مالك (الموطأ ٦٧١ و ٢٥٤١ برواية الليثي) ومن طريقه البخاري ٢ / ١٦٠ (١٤٩٩) ، ومسلم ٥ / ١٢٨ (١٧١٠) (٤٥) عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة ابن عبد الرحمن ، كلاهما عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم ٥ / ١٢٨ (١٧١٠) (٤٥) ، وأبو داود (٣٠٨٥) و (٤٥٩٣) ، والترمذي (١٣٧٧) ، والنسائي ٥ / ٤٥ ، وابن ماجة (٢٥٠٩) ، و (٢٦٧٣) من طرق عن سفيان بن عيينة عن سعيد بن المسيب وحده ، به.

وله طرق أخرى بيناها في تعليقنا على تحفة الأشراف ٩ / ٣٣٥ حديث (١٣١٢٨).

(٢) إضافة من الوافي للصفدي يقتضيها السياق.

٤٦٥

الاسم والكنية واسم الأب وما انتسب إليه ، وعلمت أنّ بالغرب موضعا يعرف بالنّهروان غير نهروان العراق (١).

وفيما كتب إلينا أبو غانم بن أبي ثابت العدل بخطه من أصبهان يقول : مولد أبي موسى الحافظ في ذي القعدة سنة إحدى وخمس مئة. وتوفي في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٣١٤ ـ محمد بن عمر بن محمد بن عليّ اللّيثيّ ، أبو الفتح.

من أهل هراة.

سمع بها أبا الوقت عبد الأول بن عيسى الصّوفي. قدم بغداد في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة حاجا فحج ، وحدث بمكة ـ شرّفها الله ـ عن أبي الوقت ، فسمع منه هناك أبو الخليل أحمد بن أسعد البغدادي ، وأبو الخير بدل بن أبي المعمّر التّبريزي ومن كتابه نقلت وسألته عنه ، فقال : شيخ من أصحاب الحديث لقيناه بمكة وسمعنا منه.

٣١٥ ـ محمد (٢) بن عمر بن إبراهيم بن محمد ، أبو عبد الله التاجر المورّق يعرف والده بالذّهبي.

من ساكني الظفرية ، ويؤمّ بها في مسجد.

سمع أبا القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدّقّاق والكاتبة شهدة بنت أحمد الإبريّ وغيرهما. وهو رجل خيّر مقبل على ما يعنيه ، قليل المخالطة للناس. سمعنا منه كتاب «الغرباء» لأبي بكر الآجري.

قرىء على أبي عبد الله محمد بن عمر بن إبراهيم الورّاق من أصل سماعه

__________________

(١) هذه الحادثة مشهورة ذكرتها كثير من الكتب للدلالة على اتفاق الأسماء وضرورة الإصعاد في النسب حتى يتميز الناس.

(٢) توفي سنة ٦٢٧ وقد ترجم له المنذري في وفيات السنة المذكورة من التكملة ٣ / الترجمة ٢٢٧٩ ، والذهبي في المشتبه ٢٨٩ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٨٤٥ ، واختاره في المختصر المحتاج ١ / ٨٥ ، وترجمه ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٥٠.

٤٦٦

وأنا أسمع ظاهر سور مدينة السلام ، قيل له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طاهر عبد الملك بن أحمد ابن السّيوري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ، قال : حدثنا أبو عبد الله بن مخلد ، قال : حدثنا حفص بن عمرو الرّبالي (١) ، قال : حدثنا الهذيل بن الحكم الأزدي ، قال : حدثني عبد العزيز بن أبي روّاد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «موت الغريب شهادة» (٢).

سئل أبو عبد الله ابن الذّهبي عن مولده وأنا أسمع فقال : في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وخمس مئة.

٣١٦ ـ محمد (٣) بن عمر بن عليّ ، أبو الفضل العطّار.

من أهل الحربية.

سمع أبا المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي المكبّر وغيره. كتبنا عنه شيئا يسيرا.

__________________

(١) منسوب إلى جده «ربال» بفتح الراء والباء الموحدة ، وهو من رجال التهذيب.

(٢) إسناده ضعيف ، الهذيل بن الحكم الأزدي ، قال البخاري : منكر الحديث ، وقال العقيلي : لا يقيم الحديث ، وقال ابن معين : هذا حديث منكر.

أخرجه ابن ماجة (١٦١٣) ، وأبو يعلى (٢٣٨١) ، وينظر تعليقنا على ابن ماجة.

(٣) توفي سنة ٦٢٣. وقد ترجم له ياقوت في معجم البلدان ٣ / ٧٥ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٧٤٩ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٠٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٠٥ ، وقال فيه : «محمد بن عمر بن علي بن خليفة بن الطيب ، أبو الفضل الواسطي الحربي الروباني العطار» ، وقال : «روى عنه الدبيثي ، وابن نقطة وجماعة ، وحدثنا عنه الشهاب الأبرقوهي ... وهو من واسط قرية بدجيل» ، واختاره في مختصره ١ / ٨٥ ، وفي المشتبه ٣٢٦ ، وذكره ابن ناصر الدين في توضيحه ٤ / ٢٣٨ ، وابن حجر في التبصير ٢ / ٦٣٥.

٤٦٧

قرأت على أبي الفضل محمد بن عمر بن عليّ العطّار بدكانه بالحربية ، قلت له : أخبركم أبو المظفّر هبة الله بن أحمد بن محمد القصّار قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبيّ ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حرب الطائي ، قال : حدثني جد أبي عليّ بن حرب بن محمد ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه» (١).

سألنا أبا الفضل محمد بن عمر هذا عن مولده ، فقال : ولدت في جمادى الآخرة من سنة سبع وأربعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٣١٧ ـ محمد (٢) بن عمر بن يوسف بن محمد بن بيروز (٣) بن عبد الجبار ، أبو بكر سبط محمود ابن الشّعّار.

ولد ببغداد ، ونشأ بها ، وحفظ القرآن الكريم. وتفقه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وأقام بالمدرسة النّظامية سنين ، وحصّل طرفا صالحا من الفقه. وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت أبي نصر ، ومن أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، ومن جدّه أبي المجد محمود بن نصر ابن الشّعّار ،

__________________

(١) أخرجه البخاري ٣ / ٥٩ (٢٠١٤) عن علي ابن المديني عن سفيان ، به. وكذا أخرجه من حديث سفيان : الحميدي (٥٩٠) و (١٠٠٧) ، وأحمد ٢ / ٢٤١ ، وأبو داود (١٣٧٢) ، وللحديث طرق كثيرة عن أبي سلمة جمعناها في تعليقنا على التحفة ١٠ / ٣٨٢ فراجعها هناك إن شئت استزادة.

(٢) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٨٦ ، وترجمه فيمن توفي بعد العشرين وست مئة من تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٤٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٢٠.

(٣) بالباء الموحدة ، وقال الذهبي بعد أن ذكرها بالباء الموحدة بخطه في تاريخ الإسلام : «كذا هذه الكلمة في تاريخي ابن الدبيثي وابن النجار ... وقال أبو محمد البرزالي : هو ابن هرور ـ برائين». وقيده ابن ناصر الدين : «بهرور» بالحروف فقال : بفتح أوله وآخره راء : الإمام أبو بكر محمد بن عمر بن يوسف بن بهرور البغدادي الخطيب» (توضيح المشتبه ١ / ٦٢٠).

٤٦٨

وغيرهم. وسافر عن بغداد نحو الشّام وسكن معرّة النّعمان وأقام بها يدرّس الفقه ويشتغل بالتّعليم ، والله الموفق.

٣١٨ ـ محمد (١) بن عمر بن أبي بكر المقدسيّ الأصل الدمشقيّ المولد ، أبو عبد الله يعرف بالقاضي.

قدم بغداد ، وأقام بها مدة مشتغلا بطلب الحديث وسماعه من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، وأبي السّعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزّاز ، وأبي الفتح محمد بن يحيى البرداني ، وأبي محمد يوسف بن الحسن العاقولي وطبقته. وانحدر إلى واسط وكتب بها عن جماعة من أصحاب خميس الحوزي ، والقاضي أبي عليّ بن برهون الفارقي ، وأبي الكرم بن مخلد الأزدي. وعاد إلى بغداد. ورحل إلى أصبهان ، وسمع هناك من أصحاب أبي عليّ الحدّاد ومن بعده ، ثم عاد إلى بغداد ولقيته بها. وقد كان سمع معنا من جماعة وتوجه مصعدا.

بلغني أنه استوطن سروج وأقام بها يحدّث ويروي ، وهو على ذلك ، والله أعلم.

وتوفي بسروج في سنة ست عشرة وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٣١٩ ـ محمد (٢) بن عمر بن عبد الغالب الأمويّ ، أبو عبد الله.

من أهل دمشق ، قدم بغداد بعد التسعين وخمس مئة وسمع بها وعاد إلى الشام ولم يقدمها مرة أخرى ، وكتب بها عن من تخلّف من أصحاب أبي القاسم

__________________

(١) ترجم له ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٦٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٥١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٨٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ٨٦.

(٢) ترجمه المنذري في وفيات سنة ٦١٨ من التكملة ٣ / الترجمة ١٧٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٦٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٦٠ ، والعبر ٥ / ٧٥ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٨٦ ، وابن الفرات في تاريخه ١ / الورقة ٢٤. وذكروا أن وفاته بالمدينة النبوية في وسط المحرم.

٤٦٩

ابن الحصين وأبي غالب ابن البنّاء وأبي القاسم الحريري ومن بعدهم. وخرج إلى نيسابور فسمع هناك من أصحاب أبي عبد الله الفراوي وزاهر بن طاهر الشّحّامي وأخيه وجيه ونحوهم ، ثم قفل إلى الشام.

* * *

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عثمان

٣٢٠ ـ محمد (١) بن عثمان بن أبي الفضل البندنيجيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو عبد الله المقرىء الأديب ، صهر أحمد بن ناجية الحربي.

كان يسكن بدرب ثمل بباب الأزج.

شيخ خيّر لقّن القرآن الكريم خلقا من الناس ، وأقرأ النّحو مدة ، وأخذ عنه جماعة. سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء وغيرهما.

ذكره شيخنا أبو العباس أحمد بن هبة الله ابن الزّاهد فأثنى عليه وقال : قرأت عليه القرآن وأفادني وأسمعني الحديث ، وترحّم عليه.

حدّثنا عنه العدل أبو العباس أحمد بن أحمد البندنيجي الأزجيّ.

قرأت على الشيخ أبي العباس أحمد بن أبي بكر البزّاز ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله محمد بن عثمان البندنيجي ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وقرأته على أبي طاهر إبراهيم بن محمد بن أحمد الكاتب في آخرين ، قلت لهم : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه ، فأقرّوا به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد الواعظ ،

__________________

(١) ترجمه ابن قاضي شهبة في طبقات النحويين واللغويين ١٨٦.

٤٧٠

قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان. قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن أحمد بن محمد بن حنبل ، قال (١) : حدثني أبي ، قال : حدثنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم التّيمي ، عن علقمة بن وقّاص ، قال : سمعت عمر ابن الخطاب يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنما الأعمال بالنيّة ولكلّ امرء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى ما هاجر إليه ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» (٢).

بلغني أنّ مولد محمد بن عثمان هذا في شعبان سنة إحدى وخمس مئة.

وسمعت أبا العباس أحمد بن أحمد يقول : توفي محمد بن عثمان البندنيجي في يوم الأربعاء سلخ رجب سنة أربع وستين وخمس مئة ، ودفن مستهل شعبان بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٣٢١ ـ محمد (٣) بن عثمان بن عبد الله العكبريّ الأصل البغداديّ ، أبو عبد الله الواعظ.

كان يسكن بالظّفرية.

سمع بنفسه وكتب بخطّه من جماعة. وجمع لنفسه «معجما» عن شيوخه. وكان سماعه من أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب وأخيه أبي الحسن عليّ بن أحمد ، وأبي محمد عبد الله بن منصور ابن الموصلي ، والكاتبة شهدة

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٢٥.

(٢) هو في الصحيحين من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري ، وبه افتتح البخاري صحيحه فرواه ١ / ٢ (١) من حديث الحميدي عن سفيان بن عيينة ، ورواه في مواضع متعددة من صحيحه ، وأخرجه مسلم ٦ / ٤٨ (١٩٠٧) من طريق سفيان عن يحيى ، وساقه من تسعة طرق أخرى عن يحيى أيضا ، وقد تقدم في الترجمة (٢٥) ، وسيأتي في ٣٢٠ و ٣٤٤.

(٣) ترجم له المنذري ١ / الترجمة ٧٢٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٨٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٨٦ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٤٣٥ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٤٣.

٤٧١

بنت أحمد ، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، وطبقتهم. وما أظنّه روى شيئا ، وإن كان فيسيرا ، والله أعلم.

توفي في ليلة الاثنين ثامن عشر جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الاثنين بباب أبرز.

٣٢٢ ـ محمد (١) بن عثمان بن محمد بن يحيى بن مسلّم ، أبو عبد الله.

يعرف جده محمد بالزّبيديّ ، لأنّه كان من أهل زبيد ، بلدة مشهورة من بلاد اليمن ، قدم بغداد ووطنها إلى حين وفاته وله بها عقب يأتي ذكر كل واحد منهم في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.

ومحمد هذا تفقه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه على شيخنا جمال الدين أبي القاسم بن فضلان. وسمع الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، ومن الكاتبة شهدة بنت أحمد ، وغيرهما. وصحب الصّوفية برباط شيخ الشيوخ. وكان فيه تميّز. وما أعلم أنه روى شيئا.

خرج مع جماعة من الصّوفية إلى جزيرة قيس التي تسمى كيش فتوفي بها في شعبان سنة ثمان وست مئة ودفن هناك رحمه‌الله وإيانا.

٣٢٣ ـ محمد بن عثمان بن إبراهيم ، أبو بكر القارىء.

من أهل كاسان من بلاد ما وراء النّهر ، ولد بها ونشأ ، وقرأ القرآن بالألحان وخرج منها في حال صباه ، وقدم بغداد بعد الستين وخمس مئة واستوطنها. وكان أحد القرّاء بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ والمؤذّنين بباب الحجرة الشريفة ، وشيخا حسنا. كتبنا عنه أناشيد لتعذر سماعاته.

أنشدني أبو بكر محمد بن عثمان بن إبراهيم الكاساني ببغداد من حفظه لبعضهم :

__________________

(١) ترجم له المنذري ٢ / الترجمة ١٢٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٨٧.

٤٧٢

إذا ذكرتك كاد الشّوق يقتلني

وأرّقتني أحزان وأوجاع

فإن نطقت فكلّي فيك ألسنة

وإن سكتّ فكلّي منك أسماع

هذا وكلي قلوب فيك دامية

للسّقم فيها وللآلام إسراع

وأنشدني أيضا وذكر أنها للحسين بن منصور الحلاج :

أيها السّائل عن قصتنا

لو ترانا لم تفرّق بيننا

نحن روحان حللنا بدنا

أنا من أهوى ومن أهوى أنا

نحن مذ كنّا على عهد الوفا

تضرب الأمثال للناس بنا

سألت أبا بكر الكاساني عن مولده ، فقال : ولدت في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بكاسان.

٣٢٤ ـ محمد (١) بن عثمان بن الحسن بن إبراهيم بن حسنوية السّلماسيّ الأصل ، أبو بكر البزّاز.

ولد ببغداد ونشأ بها ، وسمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزيّ وغيره. سمعنا منه.

قرأت على أبي بكر محمد بن أبي عمرو البزّاز ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت حاضر تسمع ، فأقرّ بذلك وقال : نعم وأعرف أبا الوقت وأحق سماعي منه ، قيل له : أخبركم أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الدّاوديّ قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربريّ (٢) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه ، قال (٣) : حدثنا إسماعيل ، يعني ابن أبي أويس ،

__________________

(١) ترجم له المنذري ٣ / الترجمة ١٧٣٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٢٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٨٧.

(٢) وقد تكسر الفاء كما رجح ياقوت ، والضبط هنا من أنساب السّمعاني ولباب ابن الأثير.

(٣) البخاري ٩ / ١٦٥ (٧٤٥٤).

٤٧٣

قال : حدثني مالك ، عن أبي الزناد (١) ، عن الأعرج (٢) ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لمّا قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه : إن رحمتي سبقت غضبي».

سألت أبا بكر ابن السّلماسي عن مولده ، فقال : ولدت في رجب سنة تسع وأربعين وخمس مئة.

وتوفّي يوم السبت ثالث شهر ربيع الآخر سنة سبع عشرة وست مئة ودفن في هذا اليوم بمقبرة الشونيزي ، رحمه‌الله وإيانا.

آخر الجزء السابع من الأصل وأول الثامن

__________________

(١) عبد الرحمن بن هرمز.

(٢) عبد الله بن ذكوان.

٤٧٤

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عليّ

٣٢٥ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن الحسين ابن الحرّاني ، أبو المواهب.

سمع أبا الحسن أحمد بن محمد السّمناني وحدّث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجمه». وقرأت بخطّه في تعاليقه : توفّي أبو المواهب ابن الحرّاني في أوائل سنة تسع وخمس مئة.

وذكر أبو محمد يحيى بن علي ابن الطّرّاح الوكيل فيما قرأت بخطه ومنه نقلت ، قال : توفي القاضي أبو المواهب ابن الحراني يوم الأربعاء خامس عشري رجب سنة تسع وخمس مئة ، ودفن بمقبرة أحمد ، يعني بباب حرب.

٣٢٦ ـ محمد (١) بن عليّ بن الطّيّب ، أبو منصور الأديب الشاعر يعرف بالقنّائيّ.

منسوب إلى دير قنّا من نواحي النّهروان.

شاعر مكثر ، حسن القول في كلّ فنّ. كتب عنه أبو الوفاء أحمد بن محمد ابن الحسين كثيرا من شعره وقفت عليه في تعاليق أبي الوفاء. وقد سمع منه غير أبي الوفاء أيضا.

٣٢٧ ـ محمد بن عليّ بن الحسن بن أبي عمر ، أبو المعالي البزاز ، أخو أبي منصور الحسن.

سمع أبا الحسن أحمد بن عليّ ابن التّوّزيّ (٢) وروى عنه. سمع منه أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني ، وحدّث عنه في «مشيخته» من أهل بغداد ، قال : وسألته عن مولده ، فقال : في سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة.

__________________

(١) ترجم له الصفدي في الوافي ٤ / ١٦٣ نقلا عن ابن النجار.

(٢) بفتح التاء المثناة وتشديد الواو كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير.

٤٧٥

٣٢٨ ـ محمد بن عليّ بن الحسن الميانجيّ (١).

من شيوخ أبي بكر بن كامل ، غير مكنّى ، ذكره في «معجمه» ، وقال : كتب إليّ في سنة سبع عشرة وخمس مئة يقول : أخبرني أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ ، وذكر حديثا.

٣٢٩ ـ محمد (٢) بن عليّ بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبد الملك الدّامغانيّ ، أبو عبد الله القاضي ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله يلقب تاج القضاة.

من بيت القضاء والولاية والتّقدّم. وأبو عبد الله هذا قبل والده شهادته بتوقيع برز في حقّه من الإمام المستظهر بالله رضي‌الله‌عنه.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي في «تاريخ الحكّام» الذي جمعه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن محمد الدّامغانيّ شهادته ، قال : وأبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن محمد الدّامغاني في شوّال سنة إحدى وخمس مئة وبرز في حقّه توقيع شريف من الإمام المستظهر بالله يتضمن ذكر ثبوت عدالته ووضوح تزكيته بحضرته ، وقال : وفي يوم السبت رابع عشري شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمس مئة ولّاه والده قضاء الجانب الغربي من مدينة السّلام وواسط وغير ذلك ، وحضر بجامع المنصور وشافهه بالولاية.

وفي سنة خمس عشرة وخمس مئة قدم أبو عليّ الحسن بن علي

__________________

(١) هذه النسبة إلى موضعين ، الأول إلى موضع بالشام يقال له «الميانج» أو إلى موضع يقال له «ميانه» من أذربيجان ، كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير ، ولا أعرف إلى أي من هذين الموضعين نسب محمد بن علي هذا.

(٢) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥١٩ من تاريخه ١١ / ٣٠٦ ، وفي المختصر المحتاج إليه ١ / ٨٧ ، والصفدي في الوافي ٤ / ١٣٩ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ٢ / ٩٦.

٤٧٦

الأمشيّ (١) الفقيه رسولا من محمد خان بن سليمان ملك ما وراء النّهر إلى الديوان العزيز ـ مجّده الله تعالى ـ فقضى أشغاله ونفّذ معه تاج القضاة أبو عبد الله هذا رسولا من الدّيوان العزيز ـ مجده الله ـ فخرج من بغداد متوجها إليه في العشر الأول من محرم سنة ست (٢) عشرة وخمس مئة فوصل إليه وأقام عنده مقتضيا ما خرج فيه فأدركته منيته هناك ودفن بسمرقند ، ووصل نعيه إلى بغداد في رجب سنة تسع عشرة وخمس مئة. وقد كان سمع شيئا من الحديث من أبي الحسن ابن الطّيوريّ وغيره ، رحمه‌الله وإيانا.

٣٣٠ ـ محمد بن عليّ بن صدقة بن حلب ، أبو البركات الصائغ.

كان يسكن محلة الميدان بباب الأزج.

يقال : إنه تفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين ابن الفرّاء ، وسمع منه ، ومن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي.

توفي في رجب سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة ، والله أعلم.

٣٣١ ـ محمد بن علي بن أبي الغارات ، أبو بكر الدّقوقيّ ، من أهل دقوقا.

سكن بغداد ، وسمع بها أبا الغنائم محمد بن عليّ بن أبي عثمان الدّقاق ، وأبا الحسن عليّ بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري ، وغيرهما. وحدث عنهما.

سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٣٣٢ ـ محمد (٣) بن عليّ بن ميمون الدّبّاس ، أبو بكر.

__________________

(١) الضبط من النسخة المنذرية حيث جوّد فيها ضم الميم.

(٢) تحرفت في الوافي إلى «تسع».

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٣٢٤ نقلا من هذا الكتاب.

٤٧٧

سمع أبا نصر محمد بن محمد الزّينبيّ ، ومن بعده جماعة ، وروى عنه.

سمع منه أيضا أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجمه» وكان أضرّ في آخر عمره.

توفي يوم السبت ثالث جمادى الآخرة سنة عشرين وخمس مئة.

٣٣٣ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش الأنباريّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو عبد الله.

أحد الشهود المعدّلين هو وأبوه وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله فيمن اسمه عليّ. وأبو عبد الله هذا والد شيخينا أبي الحسن عليّ وأبي الفرج عبد الرحمن ابن محمد بن يعيش. وهو ختن قاضي القضاة أبي الحسن ابن الدّامغاني على ابنته ، وابناه المذكوران منها.

شهد أبو عبد الله عند حميّه فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النّحوي ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار الواسطي في «تاريخ الحكّام» له فيمن قبل قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن محمد الدّامغاني شهادته وأثبتت تزيكته ، قال : أبو الحسن عليّ بن محمد بن يعيش وولده أبو عبد الله محمد جميعا في شعبان من سنة أربع وخمس مئة ، وزكاهما أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي والقاضي أبو سعد المبارك بن علي المخرّميّ (١) ، وتولّى قضاء باب الأزج والحسبة بعد وفاة القاضي أبي العباس ابن الرّطبيّ وذلك في سنة سبع وعشرين وخمس مئة.

وكان قد سمع من أبي محمد جعفر بن أحمد السّرّاج ، وأبي الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وغيرهما. وما أعلم أنه حدث بشيء.

سمعت أبا الفرج عبد الرحمن بن محمد بن يعيش يقول : كان مولد والدي في سنة ثمانين وأربع مئة.

__________________

(١) بكسر الراء وتشديدها ، نسبة إلى «المخرّم» المحلة المشهورة ببغداد.

٤٧٨

وأخبرنا محمد بن أحمد النّحوي ، قال : أخبرنا أحمد بن بختيار القاضي ، قال : توفي أبو عبد الله بن يعيش القاضي يوم الاثنين سابع عشر صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة. وقال غيره : ودفن بباب أبرز.

٣٣٤ ـ محمد بن عليّ بن أبي العشائر الفارقيّ.

هكذا جاء ذكره غير مكنّى في «معجم» أبي بكر بن كامل ، وقال : أنشدني شيئا من شعره ، وذكر عنه أبياتا.

٣٣٥ ـ محمد بن عليّ الفارقيّ.

آخر ذكره ابن كامل بعد الأول وروى عنه حكاية رواها له عن أبيه ، ولم أر له ذكرا في غير «معجم» ابن كامل ، والله أعلم.

٣٣٦ ـ محمد (١) بن عليّ بن محمد ابن الصّائغ ، أبو البركات المعلّم ، والد رضوان بن محمد ابن الصائغ الوكيل الذي يأتي ذكره.

كان أبو البركات من أصحاب الشيخ أبي النّجيب السّهروردي ، وسمع معه من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني وغيرهما. وكان له شعر.

بلغني أنّ مولده في مستهل صفر سنة اثنتين وسبعين وأربع مئة. وتوفي في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٣٣٧ ـ محمد (٢) بن عليّ بن أحمد بن عليّ ابن الخرّاز ، أبو محمد ، أخو شيخنا أبي منصور يحيى بن عليّ ابن الخرّاز.

من أهل الحريم الطاهري ؛ من أهل بيت معروفين بالصّلاح والرّواية.

__________________

(١) ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٤ وذكر أنه كان مليح الخط وأن المبارك بن كامل روى عنه. والظاهر أنه نقل ترجمته عن ابن النجار.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤١٦ ، والذهبي في المشتبه ١٦١ ، وابن حجر في التبصير ١ / ٣٣١ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٢ / ٣٤٧.

٤٧٩

سمع أبو محمد هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأهل طبقته.

ذكر أبو بكر عبيد الله بن عليّ بن حمرة المارستاني أنه سمع منه وأنه خرج إلى الشام فتوفي بمنبج في صفر سنة أربع وخمسين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٣٣٨ ـ محمد (١) بن عليّ بن إبراهيم بن زبرج ، أبو منصور النّحويّ العتّابيّ.

من أهل محلة العتّابيين إحدى محال الجانب الغربي ، سكن الجانب الشرقي.

كانت له معرفة بالنّحو واللّغة العربية. قرأ على الشّريف أبي السعادات هبة الله بن عليّ ابن الشّجريّ ، وعلى أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي. وسمع الحديث من أبي العباس أحمد بن عليّ بن قريش ، وأبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي الدمشقي وغيره.

أنبأنا عمر بن أبي الحسن القرشي ، قال : قرأت على أبي منصور محمد بن عليّ بن إبراهيم النّحوي : أخبركم أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد الدّينوري ، فأقرّ به. وقرأته على أبي محمد عبد الخالق بن عبد الوهّاب بن محمد الصّابوني من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٦ / ٢٥٧٠ ، والقفطي في إنباه الرواة ٣ / ١٨٨ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٤ / ٣٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٨٨ ، والصفدي في الوافي ٤ / ١٥٢ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ١٧٣.

٤٨٠