ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٢

سألت محمدا الجلالي عن مولده ، فقال : ولدت في النّصف من رجب سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة. وتوفي في أوائل شهر رمضان (١) سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة فيكون له مئة وشهران ، والله أعلم.

٢٢٧ ـ محمد (٢) بن عبد الله بن علي بن غنيمة بن يحيى بن بركة ، أبو منصور بن أبي القاسم الخيّاط يعرف بابن حواوا.

من أهل الحربية ، سكن الجانب الشرقي.

سمع أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وغيرهما ، وحدّث عنهما. كتبنا عنه.

قرأت على أبي منصور محمد بن أبي القاسم بن حواوا ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال (٣) : حدثني أبي ، قال : حدثنا سريج (٤) ، قال : حدثنا عبد العزيز ، يعني الدّراوردي (٥) ، قال : حدثنا ابن أسلم (٦) ، عن زيد بن خالد الجّهنيّ ، قال :

__________________

وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (١٢٦٢) و (٣٥٠٧) من طريق سويد بن عبد العزيز ـ وهو ضعيف ـ عن النعمان بن المنذر ، عن مكحول ، عن أم مالك : سألت رسول الله : من أعظم الناس أجرا ، فقال : رجل ... إلخ.

(١) ذكر المنذري أن وفاته كانت في الرابع من رمضان.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٧٢ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٥٩ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٤٣.

(٣) مسند أحمد ٥ / ١٩٤.

(٤) هو سريج بن النعمان.

(٥) هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي ، وهو من أهل المدينة ، وكان أبوه من أهل دارابجرد ، وكان مولى لجهينة ، فاستثقلوا أن يقولوا دارابجردي ، فقالوا : دراوردي.

(٦) هو زيد بن أسلم.

٣٨١

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صلّى سجدتين لا سهو فيهما غفر الله له ما تقدّم من ذنبه» (١).

توفّي أبو منصور بن حواوا بدسكرة نهر الملك يوم الجمعة خامس عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه بها ، وحمل إلى بغداد فدفن بمقبرة باب حرب وقد نيّف على الثّمانين ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٨ ـ محمد (٢) بن عبد الله بن عمر بن محمد بن الحسين بن عليّ ابن الظّريف ، أبو الحياة بن أبي القاسم البلخي الواعظ.

ولد ببلخ ، ونشأ بها. وسمع هناك من أبي شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي ثم البلخيّ ، وغيره. وسافر الكثير ، وجال في الآفاق ما بين خراسان والعراق والشام وديار مصر والإسكندرية ، وسمع في تطوافه ، وتكلّم في الوعظ. وقدم بغداد غير مرّة واستوطنها في آخر عمره إلى أن توفّي بها. وحدّث باليسير.

وكان حسن الكلام ، مليح العبارة ، لطيف الإشارة ، له صنعة جيّدة في الكلام على النّاس. حضرت مجلسه كثيرا ، وسمعت منه أحاديث كان يوردها من حفظه في مجلس وعظه (٣) ولم أعلّق عنه شيئا. وقد أجاز لنا.

__________________

(١) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن زيد بن أسلم لم يسمع من زيد بن خالد ، بينهما فيه عطاء بن يسار. وقد رواه أحمد ٤ / ١١٧ وأبو داود (٩٠٥) وعبد بن حميد (٢٨٠) ، والطبراني في الكبير (٥٢٤٢) و (٥٢٤٣) ، والحاكم ١ / ١٣١ من طرق عن هشام بن سعد المدني ـ وهو ضعيف عند التفرد ـ عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن زيد بن خالد الجهني.

(٢) ترجمه محب الدين ابن النجار في تاريخه كما دلّ على ذلك المستفاد للدمياطي (١٢) ، والمنذري في التكملة (١ / الترجمة ٥١٨) وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٤٧٤ ـ ٤٧٥ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٥. واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٦٠ وترجمه في تاريخه ١٢ / ١٠٨٥ ، وبدر الدين العيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٤٥ ـ ٢٤٦.

(٣) ذكر المنذري أنه صنّف في الوعظ كتابا.

٣٨٢

بلغني أنّ مولده في شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ببغداد بموضع كان يسكنه أعلى الحريم الطّاهري يوم الجمعة تاسع عشر صفر سنة ست وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٩ ـ محمد (١) بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد الخلّال ، أبو الحسن بن أبي القاسم الوكيل بباب القضاة.

من أولاد المحدّثين ، والرواة المذكورين. وأبو الحسن هذا كان وكيلا مدة ثم صار حاجبا من حجاب الدّيوان العزيز ، وتولّى النّيابة بباب النّوبي المحروس قبل موته. وكان قد سمع من أبيه أبي القاسم ومن القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وغيرهما ، وروى شيئا يسيرا. سمع منه آحاد الطّلبة. وقد رأيته وما سمعت منه.

قرأت مولده بخط أبيه : ولد ابني أبو الحسن محمد في ليلة الخميس ثامن جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الثلاثاء رابع ذي الحجة سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

«آخر الجزء الخامس من الأصل»

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٢٣ ، وابن الفوطي في الملقبين ب «عز الدين» من تلخيصه ونقل من تاريخ ابن الدبيثي تصريحا (٤ / الترجمة ٤٣١) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٢١ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٦٠.

٣٨٣

٢٣٠ ـ محمد (١) بن عبد الله بن الحسين بن عليّ بن أبي طلحة الهرويّ الأشكيذبانيّ ، أبو عبد الله (٢).

من أهل هراة قدم بغداد ، وسكن الحريم الطّاهري مدة يطلب الحديث ويسمع من الشيوخ ويكتب. وكان قد سمع في طريقه بهمذان أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السّجزي (٣) ، وأبا المحاسن هبة الله بن أحمد ابن السّمّاك. وسمع ببغداد أبا المعالي محمد بن محمد ابن الجبّان المعروف بابن اللحاس (٤) العطّار ، وأبا المعمّر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة الوزّان ، وأبا الفتح محمد ابن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبا الحسن دهبل وأبا محمد لاحق ابني عليّ بن كاره ، وخلقا من طبقتهم. وخرج إلى مصر ، وحدّث بها ، ثم صار إلى مكة ـ شرّفها الله ـ واستوطنها إلى حين وفاته. وأمّ بالحرم الشريف في مقام الحنابلة سنين. ورأيته بمكة ولم يتفق لي السماع منه وقد أجاز لي. وحدّث بمكة بالكثير ، وسمع منه أهلها والقادمون إليها. وكان صالحا.

توفي نحو سنة تسعين وخمس مئة ، أو قبلها بيسير بمكة ، ودفن بالمعلى.

٢٣١ ـ محمد (٥) بن عبد الله بن محمد بن أحمد الصّالحانيّ ، أبو شجاع الجمّال.

__________________

(١) ترجمه ياقوت في (أشكيذبان) من معجم البلدان (١ / ٢٨٢ ط. أوربا) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٥٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩١٨ ، وفي المختصر المحتاج ١ / ٦٠ ـ ٦١ ، والفاسي في العقد الثمين ونقل عن المنذري تصريحا ٢ / ٥٢ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥.

(٢) ويقال «أبو الفتح» كما ذكر المنذري وغيره.

(٣) في معجم البلدان لياقوت ١ / ٢٨٢ : «الشجري» مصحّف.

(٤) في العقد الثمين للفاسي ٢ / ٥٢ : «النحاس» محرف.

(٥) من البيت الصالحاني الأصبهاني المشهور.

٣٨٤

من أهل أصبهان ، وصالحان (١) من نواحيها. قدم بغداد مرارا كثيرة للحج وغيره. وحدّث بها عن محمد بن أبي القاسم بن أبروية. سمع منه أصحابنا ، وابني أبو المعالي سعيد ، وأخذوا لنا منه إجازة. وما لقيته.

٢٣٢ ـ محمد (٢) بن عبد الله بن محمد بن أحمد ابن الخلّال الأنباريّ ، أبو المظفر بن أبي الفرج.

من بيت أهل عدالة وقضاء ورواية بالأنبار. وأبو الفرج والد أبي المظفر هذا استوطن بغداد ، وتولّى ديوان الزّمام المعمور وغيره على ما سيأتي ذكره عند اسمه إن شاء الله.

نشأ أبو المظفر نشوءا صالحا ، وطلب العلم ، وقرأ على الشيوخ الفقه والأدب. وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن زريق ، والقاضي أبو العباس أحمد بن عليّ ابن المأمون الهاشمي ، وأبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش وغيرهم. وصحب الصّوفية والصالحين.

وتوفي شابا قبل أوان الرواية في ليلة السبت سابع عشري صفر سنة تسع وست مئة ببغداد ، وصلّي عليه يوم السبت ، ودفن بمقبرة الشّونيزي.

٢٣٣ ـ محمد (٣) بن عبد الله بن عليّ بن أحمد بن الفرج بن إبراهيم يعرف بابن أخي نصر ، العكبريّ الأصل ، أبو نصر البغداديّ الدّبّاس.

من أبناء الشيوخ المذكورين. سمع أبو نصر هذا من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبي طالب المبارك بن عليّ بن خضير ، وأبي بكر أحمد

__________________

(١) ياقوت : معجم البلدان ٣ / ٣٨٩.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٣١ ، وابن الفوطي في الملقبين ب «عز الدين» من تلخيصه ٤ / الترجمة ٤٣٠.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٨٨. واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٦١ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤٩.

٣٨٥

ابن المقرّب الكرخي ، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، وأبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقّال ، وغيرهم. وحدّث قبل موته بقريب. سمعنا منه.

قرأت على أبي نصر محمد بن عبد الله بن عليّ الدباس ، من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن محمد الخطيب ، قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطّار ، قال : حدثنا طاهر بن خالد بن نزار ، قال : حدثني أبي ، قال : أخبرني إبراهيم بن طهمان ، قال : حدثني الحجّاج بن الحجاج (١) ، عن قتادة ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا خاف قوما قال : «اللهمّ إنّا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم» (٢).

سألت أبا نصر هذا عن مولده ، فقال : في جمادى الأولى سنة خمسين وخمس مئة. وصلّى أبو نصر هذا على جنازة بالمدرسة النّظامية يوم الأربعاء النصف من شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وست مئة وتبعها إلى مقبرة باب حرب وعاد بعد دفنها في يوم حار فبلغ قريبا من باب مشهد الإمام موسى بن جعفر

__________________

(١) هو الباهلي البصري الأحول ، ثقة من رجال الشيخين.

(٢) رجاله ثقات ، لكن قتادة ـ وهو ابن دعامة السدوسي ـ مدلس وقد عنعنه. وقد أخرجه أبو عوانة ٤ / ٨٧ ، وابن حجر في الأمالي المطلقة ١٢٧ من طريق الحجاج بن الحجاج ، به ، وقال الحافظ ابن حجر : هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بردة بن أبي موسى لم يروه عنه إلا قتادة ، وقال : هو عزيز عن قتادة.

وقد رواه أحمد ٤ / ٤١٥ ، والطيالسي (٥٢٤) ، وأبو داود (١٥٣٧) ، والنسائي في الكبرى (٨٦٣١) و (١٠٤٣٧) ، وابن حبان (٤٧٦٥) ، والحاكم ٢ / ١٤٢ ، والبيهقي في السنن ٥ / ٢٥٣ وفي الدعوات (٤٢٠) من طرق عن قتادة

٣٨٦

عليهما‌السلام فلحقه حرّ وعطش فسقط إلى الأرض فحمل إلى شاطىء دجلة عند باب شارع دار الرّقيق فمات من وقته ، فغسّل هناك وصلّي عليه ، ودفن عصر اليوم المذكور بالموضع ، أعني باب شارع دار الرّقيق على دجلة.

٢٣٤ ـ محمد (١) بن عبد الله بن موهوب بن جامع بن عبدون الصّوفيّ ، أبو عبد الله بن أبي المعالي يعرف بابن البنّاء.

من أصحاب الشيخ أبي النجيب السّهروردي ومريده. شيخ حسن ، فيه كياسة وحسن عشرة. صحب الصّوفية ، وسكن الأربطة ، وخالط القوم ، وتأدب بآدابهم. وسمع الحديث الكثير ، وروى عن أبي الفضل محمد بن ناصر السّلامي بإفادة أبيه في صغره وبنفسه في كبره ، وعن أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري المقرىء ، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبي النّجيب عبد القاهر بن عبد الله السّهروردي وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن البنّاء ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزّاغوني ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد ابن السّيبي ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التّميمي ، قال : حدثنا عبد الله بن إسحاق المعدّل ، قال : حدثنا عليّ بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، قال : حدثنا شبيب بن غرقدة ، عن عروة البارقي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخير معقود ، أو معقوص ، بنواصي الخيل

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٣٨ ، وابن الفوطي في التلخيص ٤ / الترجمة ٣٦٢ ، ولقبه فخر الدين ، ثم عاد وترجمه مرة أخرى باللقب ذاته والاسم نفسه مرة أخرى ٤ / الترجمة ٢٣٦٤. واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٦١ ـ ٦٢ ، وترجمه في سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٨ ـ ٥٩ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤٩ ، وترجمه أيضا الفاسي في العقد الثمين ٢ / ٩١ ـ ٩٢ ونقل عن المنذري والرشيد العطار ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢١٥ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٥٣.

٣٨٧

إلى يوم القيامة» (١).

سألت محمد ابن البنّاء هذا عن مولده ، فقال : ولدت في سنة ست وثلاثين وخمس مئة. وخرج قبل موته بسنين إلى مكة شرّفها الله فأقام بها مجاورا مدة ثم توجه منها إلى مصر (٢) وصار إلى الشام فأقام بدمشق مديدة وتوفي بها يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن بجبل قاسيون.

٢٣٥ ـ محمد (٣) بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن المعمّر بن محمد بن المعمّر بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن عليّ بن عبيد الله بن عليّ بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ،

أبو الفضل ، النقيب الطاهر ابن النقيب الطاهر أبي طالب ابن النقيب الطاهر أبي عبد الله ابن النقيب الطاهر أبي الحسن ابن النقيب الطاهر أبي الغنائم.

من بيت شريف ، أهل نقابة وإمارة وتقدّم. تولّى أبو الفضل نقابة نقباء الطّالبيين بعد وفاة أبيه في اليوم التاسع والعشرين من رجب سنة إحدى وثمانين وخمس مئة ، ولم يخلع عليه في هذا الوقت ولا كتب عهده ، ثم خلع عليه ، الجبة

__________________

(١) إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، أبو الأحوص هو سلام بن سليم.

أخرجه من حديث سفيان بن عيينة عن شبيب بن غرقدة : البخاري في علامات النبوة من صحيحه ٤ / ٢٥٢ (٣٦٤٢). وأخرجه مسلم من حديث أبي الأحوص عن شبيب ، به ٦ / ٣٢ (١٨٧٣) (٩٩) ، وله في الصحيحين وغيرهما طرق أخرى. فانظر تعليقنا على الترمذي (١٦٩٤).

(٢) قال الزكي المنذري : «سمعت منه بمكة شرفها الله تعالى سنة ست وست مئة ، ثم قدم علينا مصر سنة سبع وست مئة ونزل بالخانقاه السعيدية بالقاهرة ، وحدّث بها ، وسمعت منه بها. وسمع منه شيخنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي ، وسمع هو أيضا من شيخنا الحافظ» (التكملة ٢ / الترجمة ١٤٣٨).

(٣) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٦٢٤ من تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٨٢ ـ ٧٨٣ ، وذكر أن عزله كان في سنة سبع وثمانين ، وأنه توفي في سادس صفر من السنة ، فكأنه نقل الترجمة من تاريخ ابن النجار.

٣٨٨

السّوداء والعمامة الكحلية والطّيلسان وقلّد سيفا محلّى يوم عيد الفطر من السنة المذكورة بالدّيوان العزيز ، فركب ومعه العلويون وأتباع ديوان النّقابة إلى منزله بالكرخ. ولم يزل على أمره وولايته إلى أن عزل في العشر الثاني من ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.

٢٣٦ ـ محمد (١) بن عبد الله بن الحسين السّامرّي (٢) ، أبو عبد الله.

قدم بغداد وتفقه في صباه على أبي حكيم إبراهيم بن دينار النّهرواني الحنبلي ، وحصّل ، طرفا من معرفة المذهب ، وسمع شيئا من الحديث منه ، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي. وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية وذلك في يوم الثلاثاء تاسع شهر رمضان سنة سبعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان : أبو المظفر أحمد بن أحمد بن حمدي والشريف أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وتولّى الحسبة بمدينة السلام في يوم الأحد سابع عشر شعبان من سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، وعزل عنها في رجب سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. ورتّب مشرفا بالديوان العزيز ـ مجّده الله ـ في سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، وعزل في سنة خمس وتسعين ، والله أعلم ، وألزم بيته. ثم تقدّم إليه بالخروج إلى بلده سامراء فخرج إلى هناك وأقام به ، وعاد إلى بغداد وتوفي بها ليلة الثلاثاء سابع عشري رجب سنة ست عشرة وست مئة.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٢٣٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٨١ وذكر أنه يعرف بابن سنينة ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٤٤ ـ ١٤٥ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٤٨٥ وابن رجب في الذيل ٢ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٧٠ ـ ٧١ ، والقنوجي في التاج ص ٢٢٨ ـ ٢٢٩. وسماه الذهبي : محمد بن عبد الله بن محمد بن إدريس ، فكأنه نقل من تاريخ ابن النجار ، وما هنا يوافق ما ذكره المنذري في التكملة.

(٢) منسوب إلى مدينة سامراء في العراق.

٣٨٩

٢٣٧ ـ محمد (١) بن عبد الله بن المبارك بن كرم بن غالب البندنيجيّ ، أبو منصور بن أبي محمد البيّع يعرف والده بعفيجة (٢).

من أهل باب الأزج.

سمع أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي. وكانت له إجازة من جماعة من الشيوخ كأبي محمد عبد الله بن عليّ المقرىء سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط ، ومن أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري ، ومن أبي الحسن عليّ ابن هبة الله بن زهموية ، وأبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري وغيرهم. سمعنا عليه بها.

قرأت على أبي منصور محمد بن عبد الله بن المبارك البيّع ، قلت له : أخبركم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد ، قراءة عليه وأنت تسمع ، في ذي الحجة سنة ست وأربعن وخمس مئة ، فعرفه وقال : نعم ، قال : أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحدّاد قدم علينا ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن الحسين اليقطيني (٣) ، قال :حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا عمر بن محمد ، قال : أخبرني

__________________

(١) لم يذكر ابن الدبيثي وفاته لتأخرها عن نشرته الأخيرة حيث توفي المترجم سنة ٦٢٥. وقد ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٦٠٣ ، والمنذري في وفيات السنة المذكورة وذكر أن وفاته في الثاني عشر من ذي الحجة (٣ / الترجمة ٢٢١٧) وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٠١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٨٠ ـ ٢٨١ ، والعبر ٥ / ١٠٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٦٢ ـ ٦٣ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٧ / ٢٥٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٧١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١١٧.

(٢) قيده المنذري بالحروف فقال : «بضم العين المهملة وبعدها فاء وياء آخر الحروف ساكنة وجيم مفتوحة وتاء التأنيث».

(٣) اليقطيني : نسبة إلى «يقطين» أحد أجداد المنتسب ، وهو أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي ابن محمد بن عيسى بن يقطين اليقطيني البغدادي المتوفى سنة ٣٦٧ ه‍ كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير ، وترجمته في تاريخ الخطيب ٢ / ٦١٤ ـ ٦١٥.

٣٩٠

زاذان بن سليمان ، قال : وجدت في كتاب أبي ، عن أبيه ، عن حصين ، عن مسعر ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يهلك ابن آدم ويهرم فتبقى منه اثنتان : الحرص والأمل» (١).

سألت أبا منصور هذا عن مولده فلم يحققه ، وذكر ما يدل أنّه في سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة ، والله أعلم.

٢٣٨ ـ محمد (٢) بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن عبد الصّمد بن القاسم الملقب بالمؤتمن ابن الرشيد أبي جعفر هارون ابن المهدي أبي عبد الله محمد ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو العباس الهاشميّ الرّشيديّ الضّرير.

هكذا أملى عليّ نسبه من حفظه. وهذا النسب عند أهل المعرفة بالأنساب لا يصح ؛ لأن القاسم ابن الرشيد الملقب بالمؤتمن لم يعقب ذكرا بل توفّي عن

__________________

(١) حديث صحيح أخرجه أحمد ٣ / ١١٥ و ١١٩ و ١٦٩ و ٢٧٥ ، ومسلم ٣ / ٩٩ (١٠٤٨) من حديث شعبة عن قتادة ، به. وأخرجه أحمد ٣ / ١٩٢ و ٢٥٦ ، ومسلم ٣ / ٩٩ (١٠٤٨) ، وابن ماجة (٤٢٣٤) ، والترمذي (٢٣٣٩) و (٢٤٥٥) من طريق أبي عوانة عن قتادة ، به. وأخرجه البخاري ٨ / ١١١ (٦٤٢١) ، ومسلم ٣ / ٩٩ (١٠٤٧) من حديث هشام الدستوائي عن قتادة ، به.

وهذا إسناد ضعيف ، فزاذان بن سليمان وأبوه وجده لا أعرفهم ، وقد قال البرقاني في ترجمة اليقطيني : «رأيت في جمعه لحديث مسعر أحاديث منكرة» لكن ذكر البرقاني أن الحمل فيها على غيره (ينظر تاريخ الخطيب ٢ / ٦١٥).

(٢) توفي في الرابع من شعبان سنة ٦١٨ كما ذكر المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٢٦. وترجمه ابن الفوطي في الملقبين ب «فخر الدين» من تلخيصه ٤ / الترجمة ٢٣٦١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٥٧ ، واختاره في مختصره المحتاج ١ / ٦٣ ـ ٦٤ ومعرفة القراء ٢ / ٦٠٧ ، وترجمه الجزري في غاية النهاية ٢ / ١٧٦ ولم يذكره الصلاح الصفدي في نكت الهميان مع أنه من شرط كتابه المذكور فيستدرك عليه.

٣٩١

بنت واحدة. كذا سمعته ممن له معرفة بهذا العلم ، والله أعلم.

وأبو العباس هذا حفظ القرآن الكريم وقرأ بالروايات على الشيخ أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري وغيره. وسمع الحديث منه ، ومن أبي القاسم عبد الله بن أحمد ابن الخلّال الوكيل ، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السّجزيّ وغيرهم ، وروى عنهم (١). وسمعنا منه.

قرأت على أبي العباس محمد بن عبد الله بن أحمد ، قلت له [أخبركم](٢) : أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصّوفي قدم عليكم قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الدّاودي سنة خمس وستين وأربع مئة ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن حمّوية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه ، قال (٣) : حدثنا أبو عاصم ومكي بن إبراهيم ، قالا : حدثنا يزيد وهو ابن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا من أسلم أن أذّن في الناس : «من كان أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم فإنّ اليوم يوم عاشوراء».

٢٣٩ ـ محمد (٤) بن عبد الله بن محمد بن جرير القرشيّ ، أبو عبد الله ابن أبي محمد.

__________________

(١) قال الزكي المنذري : «ويقال أنه آخر من روى القراءات والحديث سماعا عن ابن الشهرزوري. ولنا منه إجازة كتبت لنا عنه من بغداد في صفر سنة سبع عشرة وست مئة» (التكملة ٣ / الترجمة ١٨٢٦).

(٢) زيادة مني يقتضيها السياق كأنها سقطت من الأصل.

(٣) البخاري ٣ / ٣٨ (١٩٢٤).

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٧٦. واختاره الذهبي في مختصره المحتاج ١ / ٦٤ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٨٥ ، وابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٢٣٩. وسيأتي ذكر والده أبي محمد عبد الله في موضعه من هذا الكتاب.

٣٩٢

وقد تقدّم ذكر نسبه عند ذكر جده محمد بن جرير (١).

من أهل شارع دار الرّقيق ، من أولاد الشيوخ الرّواة المعروفين بالحديث وحسن الخطّ.

سمع محمد هذا من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، ومن أبي القاسم يحيى بن بندار ابن البقّال ، ومن أبيه ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الكاتب ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ المالكي ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى الهاشمي إملاء ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزيّ بمكة ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى ، قالا : حدثنا عبد الله ابن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعمتان المغبون فيهما كثير من الناس : الصّحة والفراغ» (٢).

__________________

(١) الترجمة (١٠٥).

(٢) إسناده صحيح رجاله ثقات فيما عدا صاحب الترجمة فهو متكلّم فيه ، ولا يضر فقد روي من غير طريقه. وكذا كلام البرقاني في ابن الصلت. وأما قول الحافظ ابن حجر في عبد الله بن سعيد بن أبي هند الفزاري «صدوق ربما وهم» ، فقد بينا في التحرير ٢ / ٢١٦ أنه ثقة حيث قال فيه أحمد : ثقة ثقة ، وفي رواية : ثقة مأمون ، ووثقه علي بن المدني ويحيى بن معين ، وأبو داود ، وابن سعد ، ويعقوب بن سفيان ، والعجلي وابن البرقي ، وابن عبد الرحيم ، وابن شاهين ، وابن خلفون ، والذهبي. وأخرج له البخاري ومسلم في صحيحيهما ، ولم يضعفه سوى أبي حاتم الرازي ، وقال يحيى القطان : كان صالحا تعرف وتنكر ، ومع ذلك فقد روى عنه هذا الحديث بعينه.

أخرجه ابن المبارك في الزهد (١) ، وابن أبي شيبة ١٣ / ٢٣٤ ، وأحمد ١ / ٢٥٨ و ٣٤٤ ، ووكيع في الزهد (٨) ، وهناد بن السري في الزهد (٦٧٣) ، وعبد بن حميد (٦٧٥) ، والدارمي (٢٧١٠) ، والبخاري ٨ / ١٠٩ (٦٤١٢) ، والترمذي (٢٣٠٤) و (٢٣٠٤ م) ، وابن ماجة (٤١٧٠) ، والطبراني في الكبير (١٠٧٨٦) ، وأبو نعيم في الحلية ٣ / ٧٤ و ٨ / ١٧٤ ،

٣٩٣

سألت أبا عبد الله هذا عن مولده ، فقال : في سنة ست وخمسين وخمس مئة. وتوفي يوم السبت خامس عشري جمادى الآخرة (١) سنة ست عشرة وست مئة ودفن بباب حرب.

٢٤٠ ـ محمد (٢) بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصّمد ابن المهتدي بالله أبي عبد الله محمد ابن الواثق بالله أبي جعفر هارون ابن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد ابن الرشيد أبي جعفر هارون ابن المهدي أبي عبد الله محمد ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو الحسن بن أبي جعفر بن أبي الغنائم بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الهاشميّ.

من بيت الخطابة والعدالة. وأبو الحسن هذا أحد الشّهود المعدّلين ، ووالده أبو جعفر كان له معرفة حسنة بالأنساب الهاشمية.

شهد أبو الحسن هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدّامغاني في يوم الأحد سادس المحرم سنة ثمان وست مئة ، وزكاه العدلان : أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير وأبو محمد عبد المنعم بن محمد الباجسرائي. وسمع الحديث من أبي الحسن عليّ بن محمد بن بركة الزّجّاج ، وأبي عبد الله محمد بن نسيم عتيق ابن عيشون ، وأبي العز محمد بن محمد ابن الخراساني. سمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن محمد بن عبد الله الهاشمي : أخبركم عليّ بن

__________________

والحاكم ٤ / ٣٠٦ ، والقضاعي في مسند الشهاب (٢٩٥) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ٣٧٠ ، وفي الشعب (٤٥٤٣).

(١) في ش : «الآخر» سبق قلم من الناسخ.

(٢) ترجمه المنذري في وفيات سنة ٦٤٠ من التكملة ٣ / الترجمة ٣٠٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٣٢٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٦٤ ، والصفدي في الوافي ٣ / ٣١٤.

٣٩٤

محمد بن بركة ، قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون قال : أخبرنا طاهر بن عبد الله بن طاهر ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد الجرجاني ، قال : أخبرنا عليّ بن داهر الورّاق ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ابن أخت سليمان بن حرب ، قال : حدثنا بشر بن عبد الوهّاب ، قال : حدثنا وكيع بن الجرّاح ، قال : حدثنا سفيان الثّوري ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : حدثنا عطاء ابن أبي رباح ، قال : حدثنا ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قرأ القرآن فكأنّما شافهته به ثم قرأ : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ...)(١) [الأنعام : ١٩].

سألت أبا الحسن ابن المهتدي عن مولده ، فقال : في شهر رمضان سنة سبع وخمسين وخمس مئة.

٢٤١ ـ محمد (٢) بن أبي بكر ـ واسمه عبد الله ـ بن يوسف بن غنيمة بن جندل ، أبو عبد الله السّقلاطونيّ.

من أهل الحربية.

سمع أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن يوسف ، وروى عنه. كتبنا عنه شيئا يسيرا.

قرىء على محمد بن أبي بكر بن جندل وأنا أسمع قيل له : أخبركم أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد الحربي ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعلى الآجريّ ، قال : حدثنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد القزويني الزّاهد ، قال : قرأت على أبي الفتح

__________________

(١) إسناده تالف ، وآفته بشر بن عبد الوهاب الأموي فإنه وضاع كما في الميزان ١ / ٣٢٠ ، فهذا حديث لا يصح.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٢٧ وقال في وفاته : ليلة السادس أو السابع والعشرين من شهر رمضان.

٣٩٥

يوسف بن عمر القوّاس ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد إملاء ، قال : حدثنا بندار (١) ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ـ يعني غندر ـ قال : حدثنا شعبة ، عن واصل ، عن مجاهد ، عن أبي ذر ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأحلّت لي الغنائم ولم تحل لنبي غيري ، ونصرت بالرّعب مسيرة شهر على عدوي ، وبعثت إلى كلّ أحمر وأسود ، وأعطيت الشّفاعة وهي نائلة لمن مات لا يشرك بالله شيئا» (٢).

توفي في ليلة سابع عشري شهر رمضان سنة خمس عشرة وست مئة.

٢٤٢ ـ محمد (٣) بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد المجيد ، أبو عبد الله بن أبي القاسم بن أبي عبد الله المصريّ.

وقد تقدّم ذكر جده أبي عبد الله (٤). وأبو القاسم والد هذا أبي عبد الله كان شيخ الصّوفية برباط الزّوزني وأضيف إليه رباط المأمونية الذي أنشأته الجهة

__________________

(١) هو محمد بن بشار العبدي البصري المعروف ببندار ، من شيوخ الستة ، وبه سمّيت ولدي محمدا ، جعله الله خيرا من أبيه المسكين.

(٢) إسناده منقطع ، فإن مجاهد بن جبر لم يسمعه من أبي ذر ، بينهما عبيد بن عمير الليثي ، كما سيأتي بيانه ، واصل هو الأحدب.

أخرجه أحمد ٥ / ١٦١ ـ ١٦٢ عن غندر وبهز وحجاج ، عن شعبة ، به.

وأخرجه البزار في مسنده (٤٠٧٧) من طريق غندر وحده ، كما هنا.

وأخرجه ابن أبي شيبة ١١ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ، وأحمد ٥ / ١٤٥ و ١٤٨ ، والدارمي (٢٤٦٧) ، وأبو داود (٤٨٩) ، وابن حبان (٦٤٦٢) ، والحاكم ٢ / ٤٢٤ ، وأبو نعيم في الحلية ٣ / ٢٧٧ ، والبيهقي في دلائل النبوة ٥ / ٤٧٣ من طرق عن سليمان بن مهران الأعمش عن مجاهد بن جبر ، عن عبيد بن عمير الليثي ، عن أبي ذر ، وهو صحيح من هذا الوجه.

(٣) ترجمه المنذري في وفيات سنة ٦٣٩ من التكملة ٣ / الترجمة ٣٠٥١ ، والذهبي في وفيات السنة المذكورة من تاريخه ١٤ / ٣٠٠ ، والصفدي في الوافي ٣ / ٣٥٣. ووفاته في الثالث من ذي القعدة منها.

(٤) الترجمة ٢١٣ من هذا المجلد.

٣٩٦

الشّريفة والدة سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام أبي العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه وقدّس روحها ـ فكان فيه إلى أن توفي في شوال سنة إحدى وتسعين وخمس مئة (١). وابنه محمد هذا سنّه يومئذ اثنتا عشرة (٢) سنة فأنعمت عليه وجعلته مقدّما في الرّباط المذكور بالمأمونية وشيخا فيه على قاعدة أبيه ، وأجرت له ما كان يصل إلى أبيه من جراية ومشاهرة ، فكان على ذلك مدّة حياتها وبعد وفاتها إلى أن عزل في ثاني عشري شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وست مئة.

وقد سمع الحديث من جماعة منهم : أبو ياسر عبد الوهّاب بن هبة الله بن أبي حبّة (٣) ، وأبو سعد فارس بن أبي القاسم الحفّار ، وأبو القاسم ذاكر بن كامل الحذّاء ، وأبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهّاب ابن الصّابوني ، وأبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش وغيرهم.

ومولده يوم الأحد رابع عشرين من جمادى الأولى سنة ثمانين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) سيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب.

(٢) في الأصل : «اثنا عشر» وهو من وهم الناسخ.

(٣) الذهبي : المشتبه ص ٢١٣ ، قال في «حبّة» : «وعبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بن أبي حبّة ، أبو ياسر العطار ، روى بحران عن ابن الحصين وغيره».

٣٩٧

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه عبيد الله

٢٤٣ ـ محمد (١) بن عبيد الله العلويّ الحسينيّ ، أبو الحسن الملقب بشرف السّادة.

من أهل بلخ. شاعر فاضل حسن الشّعر. ذكر شجاع الذّهلي أنّه قدم بغداد رسولا (٢) وأنه سمع منه شيئا من شعره.

وذكره أبو المعالي سعد بن علي الحظيريّ في كتاب «زينة الدهر».

ومن شعره ما أنشد النّقيب أبو عبد الله أحمد بن عليّ بن المعمّر ، قال :أنشدني لنفسه :

أفدي بروحي من قلبي كوجنته

في الوصف (٣) لا الحكم فالأحكام (٤)تفترق

أعجب بحرقة قلب ما له لهب

ومن تلهّب خدّ ليس يحترق

٢٤٤ ـ محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد ، أبو الوفاء.

من أهل الأنبار ، والد شيخنا الكمال أبي البركات عبد الرحمن (٥) بن محمد

__________________

(١) ترجمه الباخرزي في الدمية ٢ / ١٠٧ ـ ١٢٧ (ط. الدكتور سامي العاني الثانية) وطوّل في ترجمته وأورد له طائفة من شعره ، وترجمه أيضا الصلاح الصفدي في الوافي ٤ / ٢١ ـ ٤٢ ونقل قسما من الترجمة عن الباخرزي وأصعد نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهما وأورد البيتين المذكورين هنا. وترجمه الذهبي في وفيات سنة ٤٦٥ من تاريخ الإسلام ١٠ / ٢٢٦ وسماه : محمد بن عبيد الله بن علي ، ونقل ترجمته من السياق لعبد الغافر الفارسي ، وهو في منتخب السياق (١١٩).

(٢) قدم بغداد رسولا من السلطان ألب أرسلان إلى الإمام القائم بأمر الله الخليفة العباسي في سنة ٤٥٦ ه‍ ومدح القائم ، وحدّث عن الفقيه أبي علي الحسن بن أحمد الزاهد. (الوافي ٤ / ٢١).

(٣) في الوافي : بالوصف.

(٤) في الوافي : والأحكام.

(٥) هو صاحب كتاب «نزهة الألباء في طبقات الأدباء» المتوفى سنة ٥٧٧ ه‍ والآتية ترجمته في

٣٩٨

الأنباري النّحوي. سمع أبا المعالي محمد بن محمد ابن النجار ، وحدّث عنه. سمع منه ابنه عبد الرحمن ، وروى عنه.

٢٤٥ ـ محمد (١) بن عبيد الله بن عليّ بن عبيد الله الخطيبيّ ، أبو حنيفة ابن أبي القاسم.

من أهل أصبهان. من بيت مشهور بالعلم والفضل والرواية هو ، وأبوه ، وأهله.

قدم أبو حنيفة بغداد حاجا في سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبيه ، وعن جدّه لأمه حمد بن محمد بن أحمد بن صدقة ، وعن أبي الفتح أحمد (٢) بن محمد الحداد ، وأبي مطيع محمد (٣) بن عبد الواحد المصري ، وأبي بكر أحمد بن محمد بن مردوية (٤) ، وعبد الرحمن بن حمد الدّوني (٥) وغيرهم.

__________________

هذا الكتاب. وقد حقق كتابه هذا صديقنا العالم الدكتور إبراهيم السامرائي ، يرحمه‌الله.

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٥٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٠٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٦٥ ، والمشتبه ٢٤٢ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ٢ / ٨٨ ، والصفدي في الوافي ٤ / ١١ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٢ / ٥٠٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٧٧.

(٢) ذكره أبو مسعود عبد الرحيم الحاجي في «الوفيات» ، فقال : «ومات أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد أبو الفتح الحداد في ذي القعدة سنة خمس مئة. رأيت جنازته في الجامع وشهدها خلق كثير ولم أسمع منه شيئا» (الترجمة ٣ بتحقيقنا).

(٣) توفي سنة ٤٩٩ ه‍ على ما ذكر أبو مسعود الحاجي الأصبهاني (الترجمة ٢).

(٤) هو أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردوية بن فورك بن موسى بن جعفر بن بكر سبط أبي بكر بن مردوية المتوفى سنة ٤٩٨ ه‍ (الحاجي : الوفيات / الترجمة رقم ٢٠٨).

(٥) لم يذكر السمعاني هذه النسبة في الأنساب فاستدركها عليه ابن الأثير في اللباب ، فقال : «قلت : وفاته الدوني ، بضم الدال المهملة وسكون الواو وبعدها نون ، نسبة إلى دون من قرى الدينور ، ينسب إليها أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرحمن الصوفي الدوني راوي كتاب السنن لأبي عبد الرحمن النسائي ... ومولده سنة سبع وعشرين وأربع مئة ووفاته» ولم نجد في النسخة المطبوعة من لباب الأثير ذكرا لوفاته فهي مبيضة

٣٩٩

وأملى مجالس كتبها الناس عنه ؛ سمع منه الشريف أبو الحسن الزّيدي ، والقاضي عمر القرشي ، وأحمد بن شافع ، وأبو القاسم المبارك بن أنشتكين (١) السّيّديّ ، وإبراهيم ابن الشّعّار ، وأحمد ابن البندنيجي. وروى لنا عنه أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي بواسط ، وأبو الفضل محمد بن أبي الحسن المقرىء ببغداد ، وغيرهما.

حدثنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن أبي المظفّر الهاشمي ، لفظا وقرأته عليه ثانيا ، قال : أخبرنا أبو حنيفة محمد بن عبيد الله بن عليّ الأصبهاني ببغداد حين قدمها علينا في شوال سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حسنوية ، قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد ، قال : حدثنا يحيى بن مطرّف ، قال : حدثنا مسلم ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة ، قال : حدثنا ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنّ شجرة كانت على الطريق تؤذي الناس فقطعها رجل فغفر له». أخرجه مسلم (٢) عن محمد بن حاتم ، عن بهز ، عن حماد.

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر ، ومن خطّه نقلت ، قال : مولد أبي حنيفة الخطيبي في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وأربع مئة.

وقال غيره : توفي بأصبهان في صفر سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.

__________________

فيها ١ / ٤٣٢ ، وتوفي سنة ٥٠١. وقد ذكره ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٦٣٠ ، والذهبي في العبر ٤ / ٢ ، وصاحب العسجد المسبوك ، الورقة ٤٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ١٩٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣ وتصحف اسم والده في جميع هذه المصادر إلى «محمد».

(١) ويكتب أيضا بصورة «أنوشتكين».

(٢) في الأدب من صحيحه ٨ / ٣٤ (١٩١٤) (١٣٠) ، وبهز هو ابن أسد العمي. وأخرجه من حديث حماد بن سلمة أحمد ٢ / ٣٠٤ ، وأبو يعلى (٦٤٢٤).

٤٠٠