ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٢

١٩٠ ـ محمد (١) بن سعد بن محمد بن محمد بن محمد الدّيباجيّ ، أبو الفتح.

من أهل مرو.

وكانت له معرفة جيّدة بالنّحو وله فيه تصنيف. وشرح «المفصّل» في النّحو تصنيف محمود بن عمر الزّمخشري وسماه «المحصّل في شرح المفصّل» (٢) ، وغير ذلك. وهو مشهور عند أهل بلده بالفضل والمعرفة.

سمع شيئا من الحديث على علوّ سنه من تاج الإسلام أبي سعد ابن السمعاني وغيره. وأقرأ الأدب مدة ببلده ، وحدّث به.

قدم بغداد حاجا في سنة ست وست مئة فحجّ وعاد ، ولم يقم بها ، فاستجزناه فأجاز لنا في شهر ربيع الأول سنة سبع وست مئة ، وكتب لنا بخطه : مولده في محرم سنة سبع عشرة وخمس مئة. وسأله غيرنا فقال : في ثالثه.

وتوفّي بعد عوده إلى مرو بها في يوم الأحد ثامن عشر صفر سنة تسع وست مئة عن اثنتين وتسعين سنة وشهر ونصف.

__________________

(١) ترجمه القفطي في الإنباه ٣ / ١٣٩ ـ ١٤٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٣٠ ، وأبو شامة في الذيل ٨٠ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٥١ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٢٤ ، والصفدي في الوافي ٣ / ٨٩ ـ ٩٠ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٦٤ ، وابن قاضي شهبة في طبقات النحاة ، الورقة ٢٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٤٠ ، وابن الفرات في تاريخه ٩ / الورقة ٥٣ ، والسيوطي في البغية ١ / ١١١ ـ ١١٢.

(٢) قال ابن القفطي في الإنباه ٣ / ١٣٩ : «وقال لي ياقوت مولى عسكر الحموي : لما دخلت مرو ، حضرت الجامع فرأيت به خزانة كتب وقف يعرف بوقف الفقاعي ، وفيها كتب جميلة ، خازنها ختن هذا الرجل ، فذاكرته بتصنيفه فقال : قد كان صنّف شرحا للمفصل فطلبته منه فقال لي : لم يأت فيه بغريب ولم يتكلم على عبارة المصنف ، وإنما أتى بنفس النحو ، قال : فسألته أن يريني منه ، فأراني كراسة بخط المصنف من مسوداته وأحضرها إلى حلب بصحبته فرأيتها ، فكان الأمر كما قال».

٣٤١

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعيد

١٩١ ـ محمد (١) بن سعيد بن محمد بن عمر ابن الرّزّاز ، أبو سعد بن أبي منصور.

أحد العدول الأعيان ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا محمد بن أحمد النّحوي عن القاضي أبي العباس أحمد بن بختيار الواسطي ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته : وأبو سعد محمد بن سعيد ابن الرّزّاز يوم السبت سابع عشري ربيع الأول سنة ثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه الشريف أبو الفضل محمد بن عبيد الله ابن المهتدي بالله الخطيب والقاضي أبو القاسم عليّ بن عبد السيّد ابن الصّبّاغ.

وتولّى النّظر في التّركات الحشرية وعقود الأنكحة مدة.

وسمع من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبي عليّ محمد بن سعيد ابن نبهان ، وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وغيرهم. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وغيره. وحدّثنا عنه أبو نصر عمر بن محمد الصّوفي.

قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن أحمد الدّينوري ، قلت له : أخبركم أبو سعد محمد بن سعيد بن محمد الرّزّاز ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب ، قال : أخبرنا أبو عليّ

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٦٨ ، وابن الأثير في الكامل (في وفيات سنة ٥٧١) ١١ / ٤٣٥ ، والصفدي في الوافي ٣ / ١٠١. وقيّد الذهبي «الرّزّاز» في المشتبه وذكر والد المترجم وولده فقال : «ومعين الدين أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرزاز ، مدرس النظامية. وحفيده سعيد شبخ المقداد القيسي» (المشتبه ٣١٢). واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٥١ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥١٣ نقلا من تاريخ ابن النجار.

٣٤٢

الحسين بن أحمد بن شاذان البزّاز ، قال : أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج ، قال : أخبرنا عليّ بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام الجمحي ، قال : حدثنا أبو اليقظان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، بله ما اطّلعتم عليه» (١).

ولد أبو سعد ابن الرّزّاز يوم الجمعة ثاني محرم سنة إحدى وخمس مئة.

قال صدقة بن الحسين الورّاق : وتوفي أبو سعد ابن الرّزّاز صبيحة الخميس ثالث ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه بالمدرسة النظامية ، ودفن عند أبيه بتربة الشيخ أبي إسحاق الشّيرازي بباب أبرز.

١٩٢ ـ محمد (٢) بن سعيد بن الحسين بن محمد ، أبو عبد الله الهاشميّ المأمونيّ.

أحد الصوفية ، قدم مع أبيه في حداثته بغداد ، وسمع بها من أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي ، وغيره. وسافر عنها منتقلا على عادة الصّوفية حتى استقرّ به المقام بمصر ، ونزل بالقاهرة في دار سعيد السّعداء التي

__________________

(١) أبو اليقظان لا أعرفه ، وباقي رجاله ثقات. والحديث في الصحيحين ، فهو في البخاري ٦ / ١٤٥ (٤٧٨٠) من رواية أبي أسامة حماد بن أسامة وأبي معاوية الضرير عن الأعمش ، به. وهو في مسلم ٨ / ١٤٣ (٢٨٢٤) (٤) من رواية عبد الله بن نمير عن الأعمش ، به.

(٢) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٥٢ ، ولم يذكر تاريخ وفاته مع أنه ذكرها في تاريخ الإسلام وأنها في سنة (٦٠٣) ١٣ / ٨٣. وترجمه الزكي المنذري المصري في وفيات سنة (٦٠٣) من التكملة فقال : «وفي الثالث عشر من رجب توفي السيد الشريف أبو عبد الله محمد ابن السيد الشريف أبي المفاخر سعيد بن الحسين بن محمد بن علي بن محمد الهاشمي المأموني الشافعي الصوفي الواعظ ، بالقاهرة ، ودفن بسفح المقطم ... سمعت منه ، وسألته عن مولده فقال : ولدت بنيسابور يوم الاثنين خامس عشر رجب سنة ست وأربعين وخمس مئة» ثم ذكر المنذري نشاطاته في البلاد المصرية إلى أن قال : «فانقطع بالخانقاه بالقاهرة ، وبها كان أكثر قراءتي عليه ، ولم يزل بها إلى أن توفي» (٢ / الترجمة ٩٦٧).

٣٤٣

جعلت رباطا للصوفية. وحدّث هناك عن أبي الوقت ووقع إلى هناك شيء من أصول سماعاته فرواه. وسمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محاسن بن شاذي البغدادي وغيره هناك.

وبلغنا أنّه كان في سنة ست مئة حيا ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٣ ـ محمد (١) بن سعيد بن المظفّر بن الحسين ابن الظّهيريّ ، أبو شجاع.

أحد الحجّاب بالديوان العزيز ـ مجّده الله ـ وتولّى الحجابة بباب النّوبي المحروس في يوم الاثنين سابع شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة فكان على ذلك إلى أن عزل في ثاني ذي الحجة سنة خمس وثمانين وخمس مئة. ثم تولى حجابة باب المراتب بعد ذلك (٢).

وسمع أبا المعالي عبد الملك بن علي ابن الهرّاسي. سمعنا منه.

قرأت على أبي شجاع محمد بن سعيد بن المظفّر ، قلت له : قرىء على أبي المعالي عبد الملك بن عليّ بن محمد ابن الطّبري بدار الوزير أبي الفرج ابن رئيس الرؤساء وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان. وأخبرناه عاليا أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد وأبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن أبي غالب وأبو الفرج عبد المنعم بن أبي الفتح التّاجر ، بقراءتي على كلّ واحد بانفراده ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : حدثنا أبو عليّ

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٩٤ وترجمه ابن الفوطي في الملقبين بكمال الدين من تلخيصه ٥ / الترجمة ٥١٠.

(٢) قال تاج الدين ابن الساعي في أخبار سنة ٦٠٢ : «وفي سابع عشري رمضان رتب الأجل كمال الدين أبو شجاع محمد ابن الظهيري حاجب باب المراتب المحروس وخلع عليه» (الجامع المختصر ٩ / ١٦٧).

٣٤٤

إسماعيل ابن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري ، عن أبيه ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتيت في المنام بعسّ (١) مملوء لبنا فشربت حتّى امتلأت فرأيته يجري في عروقي ففضّلت فضلة فأخذها عمر بن الخطّاب فشربها ، أولوا. قالوا : هذا علم آتاكه الله حتّى إذا امتلأت فضّلت فضلة فأخذها عمر بن الخطاب. قال : أصبتم» (٢).

سألت أبا شجاع هذا عن مولده فقال : في ليلة الجمعة تاسع رجب سنة خمس وثلاثين وخمس مئة. وتوفي ليلة الاثنين سادس عشري جمادى الأولى سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن يوم الاثنين.

١٩٤ ـ محمد (٣) بن سعيد بن الموفّق بن عليّ الصّوفيّ النّيسابوريّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو بكر يعرف بابن الخازن.

صوفي من أولاد المشايخ ؛ صحب شيخ الشيوخ أبا القاسم عبد الرحيم بن

__________________

(١) العس : القدح الكبير.

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف عبد الله بن عمر العمري ، لكن متنه صحيح ، فهو في الصحيحين باختلاف لفظي يسير من حديث حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه ابن عمر : البخاري ١ / ٣١ (٨٢) و ٥ / ١٢ (٣٦٨١) و ٩ / ٤٥ (٧٠٠٦) و (٧٠٠٧) و ٥٠ (٧٠٢٧) و ٥٢ (٧٠٣٢) ، ومسلم ٧ / ١١٢ (٢٣٩١) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على جامع الترمذي (٢٢٨٤). وهو عند عبد الرزاق (٢٠٣٨٤) ، وأحمد ٢ / ١٣٠ و ١٤٧ وغيرهما من طريق سالم ، عن أبيه ابن عمر.

(٣) توفي في ذي الحجة سنة ٦٤٣ ه‍ ، وقد ذكره الشريف عز الدين الحسيني في وفيات السنة المذكورة من «صلة التكملة لوفيات النقلة» (الورقة ٣٨ ـ ٣٩ من النسخة التي بخطه) ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٥٢ ـ ٥٣ ولم يذكر تاريخ وفاته ، وذكرها في تاريخ الإسلام حين ترجمه في وفيات سنة ٦٤٣ من تاريخه ١٤ / ٤٦٩ ، وترجمه في العبر ٥ / ١٧٩ وتصحف هناك اسم أبيه إلى «سعد». وله ترجمة في النجوم لابن تغري بردي ٦ / ٣٥٥ ، والشذرات لابن العماد ٥ / ٢٢٦ ، وغيرها.

٣٤٥

إسماعيل هو وأبوه وجده ، وأقام برباطه (١) مدة ، وتولّى خدمة الصّوفية برباط العميد بالجانب الغربي مدة. وسمع أبا زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي ، وأبا العلاء محمد بن جعفر بن عقيل البصري ، وشيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل ، وأباه أبا محمد سعيد بن الموفق ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرىء على أبي بكر محمد بن أبي محمد الصّوفي وأنا أسمع قيل له : أخبركم أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر ، قدم عليكم ، قراءة عليه وأنت تسمع فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن مكيّ بن منصور بن علّان (٢) ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي (٣) ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ، قال (٤) : أخبرنا ابن عيينة ، عن محمد بن إسحاق ، عن ابن أبي عتيق ، عن عائشة رضي‌الله‌عنها أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «السّواك مطهرة للفم ، مرضاة للرّبّ» (٥).

سألنا أبا بكر ابن الخازن هذا عن مولده ، فقال : ولدت يوم الخميس خامس صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة ببغداد.

__________________

(١) يعني رباط شيخ الشيوخ.

(٢) قيده الذهبي في المشتبه (٤٧٨) فقال في «العلائي» : «... وبالتثقيل ونون العلاني : السّلار مكي بن منصور بن محمد بن علّان العلّاني الكرجي ، شيخ للسلفي».

(٣) منسوب إلى بني الحريش بن كعب كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير.

(٤) مسند الشافعي ١ / ٣٠ (بترتيب السندي) ، ومن طريقه البيهقي في السنن ١ / ٣٤ ، وفي معرفة الآثار (٥٨٢). وأخرجه الحميدي (١٦٢) عن سفيان به أيضا.

(٥) إسناده صحيح ، ابن إسحاق صرّح بالتحديث عند أحمد ، وابن أبي عتيق هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وروايته عن عائشة رضي‌الله‌عنها في الصحيحين ، وفي رواية الحديث اختلاف في الأسانيد بينها المزي في تحفة الأشراف ١١ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩ عقيب حديث رقم (١٦٢٧١) ، وينظر العلل للدارقطني ١ / ٢٧٧. وهو في مسند أحمد ٦ / ٤٧.

٣٤٦

١٩٥ ـ محمد بن سعيد بن عليّ بن أحمد بن الحسين بن حديدة ، أبو عبد الله ابن الوزير أبي المعالي.

سمع مع والده من الشيخ أبي الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني ، إلا أنه من غير أهل هذا الفن ، قرىء عليه مع أبيه لمّا حدّث ، فلذلك ذكرناه ، والله الموفق.

* * *

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سعد الله

١٩٦ ـ محمد بن سعد الله بن محمد بن عمر بن سالم ، أبو عبد الله.

من أهل الحريم الطّاهري ، والد أبي محمد عبد الله الفقيه الحنفي الواعظ.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الورّاق ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وغيرهم.

وابنه عبد الله سيأتي ذكره.

١٩٧ ـ محمد (١) بن سعد الله بن نصر بن سعيد ابن الدّجاجيّ ،

أبو نصر

__________________

(١) ترجمه كمال الدين ابن الشعار في عقود الجمان ٦ / الورقة ١١٤ ـ ١١٧ (من نسخة أسعد أفندي بإستانبول) والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٢٧ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٥٢ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٥٥ ـ ١٥٦ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٥٣ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٨ ، والصفدي في الوافي ٣ / ٩١ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٤٢ وتصحف فيه : «الدجاجي» إلى «الارتاحي» وابن رجب في الذيل ٢ / ٣٤ ـ ٣٦ ونقل عن ابن الدبيثي وابن النجار وغيرهما ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٧٧ ـ ٢٨١ وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨٧.

٣٤٧

ابن أبي الحسن الواعظ.

شيخ حسن فيه فضل وتميّز. سمعّه والده في صغره. وسمع هو بنفسه وكتب بخطّه. وروى عن أبي جعفر محمد بن عليّ ابن السّمناني المعروف بابن الرّحبي ، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، والشريف أبي الحارث محمد بن محمد ابن المهتدي ، ووالده أبي الحسن سعد الله. ورحل إلى الكوفة فسمع بها من أبي الحسن محمد ابن محمد بن غبرة الحارثي. وحدّث بالكثير ببغداد ، والموصل ، وواسط. سمعنا منه ، وكتبنا عنه ، ونعم الشيخ كان.

قرأت على أبي نصر محمد بن سعد الله بن نصر الواعظ ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو جعفر محمد بن عليّ بن محمد الشّروطي ، قراءة عليه وأنت تسمع ، في جمادى الأولى سنة ثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت الخطيب ، قراءة عليه ، قال : قرأت على القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد ابن أحمد اللؤلؤي ، قال : حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث بن عامر الأزدي ، قال (١) : حدثنا حفص بن عمر النّمري ، قال : حدثنا همّام ، عن قتادة ، عن يحيى ابن يعمر ، عن ابن عبّاس أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم انتهس من كتف ثم صلّى ولم يتوضّأ (٢).

أنشدنا أبو نصر محمد بن سعد الله ابن الدّجاجي لنفسه :

نفس الفتى إن أصلحت أحوالها

كان إلى نيل التّقى أحوى لها

__________________

(١) سنن أبي داود (١٩٠).

(٢) إسناده صحيح ، وهمام هو ابن يحيى.

وأخرجه أحمد ١ / ٢٧٩ و ٣٦١ ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٦٤ وأبو داود كما بينا في الهامش السابق. وقوله : انتهس من كتف ، أي : أخذ منه بفيه.

٣٤٨

وإن تراها (١) سدّدت أقوالها

كان على حمل العلى أقوى لها

فلو تبدّت حال من لها لها

في قبره عند البلى لها لها

وأنشدنا أيضا لنفسه :

تقول عيسي حين أدميتها

بالسّير رفقا بي يا هاشمي (٢)

إن شئت أن تلقى الغنى والمنى

عج بإمام من بني هاشم

فقلت إذ لاح سنا قصره

يا نوق هذا نوره هاشمي (٣)

سألت أبا نصر ابن الدّجاجي عن مولده ، فقال : ولدت في رجب سنة أربع وعشرين وخمس مئة.

وتوفّي في ليلة الأربعاء خامس عشر شهر ربيع الأول سنة إحدى وست مئة ، وصلّي عليه يوم السادس عشر بجامع المدينة المعروف بجامع السّلطان ، وحضر خلق كثير ، ودفن بباب حرب.

* * *

__________________

(١) قال الصلاح الصفدي : «اشتغل بالجناس عن الإيطاء الذي وقع له ولم يجزم «تراها» الواقعة بعد أن الشرطية» (الوافي ٣ / ٩١).

(٢) هاشمي : أي مهشمي ومحطمي.

(٣) أراد «ها» : للتنبيه ، و «شمي» : فعل أمر بمعنى : انظري.

٣٤٩

الأسماء المفردة في حرف السين في آباء من اسمه محمد

١٩٨ ـ محمد (١) بن سالم بن عبد السّلام بن علوان البوازيجيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو عبد الله بن أبي المرجّى الصوفيّ.

شاب صالح من أولاد المشايخ. حفظ القرآن الكريم ، وتفقه على مذهب الإمام أبي عبد الله الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وسمع من جماعة من شيوخنا. وكان خيرا.

توفي قبل أوان الرواية ؛ توفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٩ ـ محمد (٢) بن سليمان بن قتلمش بن تركانشاه السّمرقنديّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو منصور.

من أولاد الأمراء ، له معرفة حسنة بالأدب ، وشيء من العلوم الرياضية ، وشعر جيّد. كتبنا عنه قطعا من شعره.

أنشدني أبو منصور محمد بن سليمان الأمير لنفسه وكتبه لي بخطه :

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٦٤ ، وابن الفوطي في الملقبين ب «معين الدين» من تلخيصه ٥ / الترجمة ١٤٩٩.

(٢) توفي في السادس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ٦٢٠ ه‍ كما ذكر المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٢٦ وغيره. وترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٦ / ٢٥٤١ ـ ٢٥٤٢ ، وابن الشعار في عقود الجمان ٦ / الورقة ٨١ ـ ٨٣ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٣٥ ، وابن الفوطي في الملقبين ب «فخر الدين» من تلخيصه ٤ / الترجمة ٢٣٥٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦١٧ ، والصفدي في الوافي ٣ / ١٢٥ ـ ١٢٧ ، وابن شاكر الكتبي في الفوات ٢ / ٤١٩ ـ ٤٢٠ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ١٠٢ ـ ١٠٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٤٤٠ ـ ٤٤١ ، والسيوطي في البغية ١ / ١١٥ ـ ١١٦. ونقل الذهبي عن ابن النجار ما يشينه من نحو الإفطار في رمضان وعدم الصلاة وارتكاب المحرمات والذهاب مذهب الفلاسفة

٣٥٠

لي في هواك وإن عذّبتني أرب

ينفي السّلوّ ولو قطّعت آرابا

لا أطلب الرّوح من كرب الغرام ولو

صابت عليّ سماء الحبّ أوصابا

ولست أبغي ثواب الصّبر عنك ولو

ألبستني من سقام الجسم أثوابا

وشقوتي بك لا أرضى النعيم بها

وساعة منك تسوى (١) النار أحقابا

وأنشدني أيضا لنفسه :

ومهفهف غضّ الشباب أنيقه

كالبدر غصنيّ القوام وريقه

نازعته مشمولة فأدارها

من مقلتيه ووجنتيه وريقه (٢)

سألت أبا منصور بن سليمان هذا عن مولده ، فقال : في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) في الأصل : (تساوي) ، وهو غير مستقيم في الوزن والأصوب ما ثبتنا ، وهو الذي في الوافي ٣ / ١٢٦ وغيره.

(٢) أورد هاتين القطعتين كثير ممن ترجم له.

٣٥١

حرف الصّاد في آباء من اسمه محمد

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه صدقة

٢٠٠ ـ محمد (١) بن صدقة بن محمد ابن البوشنجي ، أبو المحاسن الكاتب.

كان يتولى أشغال الأمراء ويكتب لهم. وله شعر جيد بالفارسية والعربية. أدركته وما قدّر لي السماع منه. وكان قد سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد المعروف

بقاضي المارستان ، وما أعلم أنه حدث عنه ، بل كتب الناس عنه شيئا من شعره.

أنشدني أبو العباس أحمد بن عليّ بن حيّان الأسدي ، قال : أنشدني خواجا أبو المحاسن محمد بن صدقة ابن البوشنجي لنفسه يرثي يزدن (٢) بن قماج :

سقى الله قبرا ضمّ أزدن (٣) عارضا

شآبيبه منهلّة كنواله

فو الله لا جاد الزمان بمثله

ولا برحت عين العلى عن خياله

توفي أبو المحاسن ابن البوشنجي ليلة الأحد ثالث عشري شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الأحد بالمشهد بباب أبرز ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠١ ـ محمد (٤) بن صدقة بن سبتي ، أبو علي يعرف بالخفاجي.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٠١ ، ونقل عن ابن الدبيثي وإن لم يشر لذلك كعادته ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٠٦ ، والصفدي في الوافي ٣ / ١٥٩.

(٢) ويقال فيه «أزدن» كما جاء في الشعر وتحرف في الوافي إلى «أزدق» وكان من كبار القواد والأمراء في الدولة العباسية ، وتوفي سنة ٥٦٨ ه‍ (ابن الجوزي ١٠ / ٢٤٢).

(٣) في الوافي : «ضم أزدق» ، محرف.

(٤) توفي سنة ٦٢٢ وترجمه ابن الشعار في عقود الجمان ٦ / الورقة ٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٢٤ ، والصفدي في الوافي ٣ / ١٥٩ ، وأورد له طائفة من شعره لكنه لم

٣٥٢

أحد شعراء الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وممن ينشد المدائح في سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام ، الناصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ـ في الهناءات.

سمعت منه كثيرا من شعره وقت إنشاده. ومما أنشدني من قصيدة مدحه بها ـ أدام الله أيامه ـ :

جذذت أصول الملحدين فأصبحوا

كأنهم زرع وسيفك حاصد

فما خسروا إلا وجأشك رابح

ولا نقصوا إلا وجيشك زائد

* * *

الأسماء المفردة في حرف الصاد في آباء من اسمه محمد

٢٠٢ ـ محمد بن صالح بن شافع بن صالح بن أبي حاتم بن أبي عبد الله الجيليّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو الفرج بن أبي المعالي ، أخو أبي محمد شافع وأبي الفضل أحمد ، وسيأتي ذكرهما.

من أولاد الشيوخ وأهل العلم والعدالة. كان أبو الفرج شابا صالحا مشتغلا بالخير.

ذكره أخوه أبو الفضل في «تاريخه» ، فقال : كلان مشتغلا بالعلم ، مقبلا على الخير. وأثنى عليه ثناءا حسنا.

قلت : سمع أبو الفرج من القاضي أبي الخير محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبي القاسم هبة الله بن عبد الله الشّروطي ، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، وأبي النّجم بدر بن عبد الله الشّيحي ، وغيرهم. ولم يبلغ سن الرواية لأنّه توفي شابا.

__________________

يذكر هذين البيتين.

٣٥٣

قال أبو الفضل : كان مولد أخي أبي الفرج في محرم سنة تسع عشرة وخمس مئة. وتوفّي ليلة السبت سادس جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة وصلّي عليه بجامع القصر ، ودفن بباب حرب بعد أن صلّى عليه الخلق الكثير ، وأمّهم أخي الأكبر أبو محمد شافع لكون والدي كان مريضا.

٢٠٣ ـ محمد بن صاعد ، أبو جعفر البسطاميّ.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وروى عنه. سمع منه أبو المفاخر عليّ بن محمد الواعظ المعروف بختن العبّادي (١). كتب إلينا عنه حديثا بخطه.

٢٠٤ ـ محمد (٢) بن صافي بن عبد الله ، أبو المعالي النّقّاش.

من ساكني درب القيّار.

سمع أبا بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرىء ، وأبا عبد الله يحيى بن

__________________

(١) منسوب إلى «سنج عباد» ، قال ياقوت في «سنج» من معجم البلدان ٣ / ١٦١ (ط. أوربا) : «بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره جيم : قريتان بمرو يقال لهما سنج عباد ينسب إليها أبو منصور المظفر بن أردشير الواعظ العبادي مات في سنة ٥٤٧ ه‍».

(٢) ذكره الزكي المنذري مرتين في التكملة : الأولى في وفيات سنة ٦٠٠ (٢ / الترجمة ٧٩٠) ، قال : «وفي الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ أبو المعالي محمد بن صافي بن عبد الله البغدادي النقاش ، بالمارستان العضدي ، ودفن بمقبرته». والثانية في وفيات سنة ٦٠٨ ولم يفطن إلى أنه ترجمه في وفيات سنة ٦٠٠ (٢ / الترجمة ١١٩٢) وبين الترجمتين بعض زيادات في سيرة المترجم ، لكنه ذكره في المرة الثانية في اليوم والشهر نفسهما. وقيد في الثانية «القيّاري» وذكر أنه نسبة إلى سكنه بدرب القيار ببغداد وقال : «وهو بفتح القاف وتشديد الياء آخر الحروف وفتحها وبعد الألف راء مهملة» وقد نقل ابن الصابوني هذه الترجمة ، أعني الترجمة الثانية ، عن المنذري وإن لم يشر إليه (تكملة إكمال الإكمال ٢٧٩ ـ ٢٨٠) ولذلك ذكر أنه توفي سنة ٦٠٨. واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٥٤ ، وترجمه الذهبي في وفيات سنة ٦٠٠ من تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٢٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٤٧.

٣٥٤

الحسن ابن البنّاء ، وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي المعالي محمد بن صافي بن عبد الله ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن الحسين بن عليّ الحاجب الفرضي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عليّ ابن المهتدي بالله ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة ، قال : حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة عن أبي المهلّب ، عن عمران بن حصين ، أنّ رجلا أعتق ستة أعبد عند موته لم يكن له مال غيرهم فبلغ ذلك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعاهم فجزأهم ثلاثة أجزاء فأقرع بينهم فأعتق اثنين وأرقّ أربعة (١).

سألت أبا المعالي النّقّاش عن مولده فقال : في يوم الخميس ثالث رمضان

__________________

(١) إسناده صحيح ، أيوب هو ابن أبي تميمة السختياني ، وأبو قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي ، وأبو المهلب هو الجرمي البصري.

أخرجه الطيالسي (٨٤٥) ، والشافعي ٢ / ٦٧ ، وعبد الرزاق (١٩٥٣٢) ، وابن أبي شيبة ٧ / ٣٥١ و ١٤ / ١٥٨ ، وأحمد ٤ / ٤٢٦ ، ومسلم ٥ / ٩٧ (١٦٦٨) ، وأبو داود (٣٩٥٨) ، والترمذي (١٣٦٤) ، والنسائي في الكبرى (٤٩٧٤) ، والطحاوي في شرح المشكل (٧٤٣) ، وابن حبان (٤٥٤٢) ، والطبراني في الكبير ١٨ / حديث (٤٣١) و (٤٥٧) و (٤٥٨) و (٤٥٩) ، والدار قطني ٤ / ٢٣٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٢٨٥ ، وابن عبد البر في التمهيد ٢٣ / ٤١٨ ـ ٤١٩ من طرق عن أيوب ، به.

وأخرجه الطيالسي (٨٤٥) ، وأبو داود (٣٩٥٩) ، وابن ماجة (٢٣٤٥) من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة ، به.

وأخرجه أحمد ٤ / ٤٣٨ و ٤٤٥ ، ومسلم ٥ / ٩٧ (١٦٦٨) ، وأبو داود (٣٩٦١) من طريق محمد بن سيرين ، عن عمران.

وأخرجه الحميدي (٨٣٠) ، والبزار في مسنده (٣٥٢٩) ، والطبراني في الكبير ١٨ / حديث ٣٠٣ و ٣٠٤ و ٣٠٥ و ٣٥١ و ٣٥٧ و ٣٥٨ و ٣٥٩ و ٣٦١ و ٣٦٥ و ٣٦٨ و ٤٠٨ و ٤٢٩ من حديث الحسن عن عمران.

وللحديث طرق أخرى عن عمران بن حصين.

٣٥٥

سنة ثماني عشرة وخمس مئة.

وتوفي يوم الاثنين ثاني عشري شهر ربيع الآخر من سنة ست مئة بالمارستان العضدي.

* * *

حرف الطاء في آباء من اسمه محمد

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طاهر

٢٠٥ ـ محمد بن طاهر الأندلسيّ ، أبو عبد الله.

شيخ من أهل المغرب ، قدم بغداد ، وكان زاهدا وله كلام على لسان أهل الحقيقة. كتب عنه بها محمد بن داود الأصبهاني شيئا من كلامه وحكايات وأشعارا.

٢٠٦ ـ محمد (١) بن طاهر بن محمد ابن الخوارزميّ ، أبو عليّ الشاهد القاضي.

من أهل محلة أبي حنيفة ، أحد العدول بمدينة السلام.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الضّرير ، قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن عليّ الواسطي في «تاريخ القضاة والحكّام» له ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته : أبو عليّ محمد بن طاهر ابن الخوارزمي يوم الاثنين سادس عشر ذي الحجة من سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه القاضيان : أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي وأبو منصور إبراهيم بن سالم الهيتي.

وتولى قضاء واسط ، وصار إليها في ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس

__________________

(١) ترجمه القرشي في الجواهر ٢ / ٦٢ ، والصفدي في الوافي ٣ / ١٦٨ ونقل عن ابن النجار.

٣٥٦

مئة ؛ ولّاه ذلك قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني. ولم يزل حاكما إلى أن استدعي وعزل في سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.

وكان قد سمع من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، ومن أبي وهب منبّه ابن محمد بن أحمد الفرواني (١) الغزنوي ، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهم.

وكان له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة. حدّث بواسط لمّا كان قاضيها ؛ سمع منه بها القاضيان : أبو البقاء هبة الكريم بن الحسن بن حبانش ، وأبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي الواسطيان وغيرهما.

أنبأنا أبو البقاء هبة الكريم بن الحسن بن الفرج وأبو الفتح محمد بن أحمد ابن بختيار ، قالا : أخبرنا القاضي أبو عليّ محمد بن طاهر ابن الخوارزمي قاضي واسط ، قراءة عليه بها ونحن نسمع في محرم سنة إحدى وخمسين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو وهب منبّه بن محمد بن أحمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو نصر أحمد ابن محمد بن حمدان الحدّادي ، قال : حدثنا أبو سليمان داود بن علي ، قال : حدثنا أبو القاسم زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي ، قال : حدثنا أبي أبو سعد عبد الله بن مسعود ، قال : حدثنا محمد بن منصور ، قال : حدثنا أبو سلمة موسى ابن إسماعيل ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة ، عن أبي هارون ، قال : كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال : مرحبا بوصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمعته يقول : «سيأتيكم قوم من أقطار الأرض يطلبون العلم فاستوصوا بهم خيرا» (٢).

__________________

(١) منسوب إلى «فروان» بليدة عند غزنة وتوفي أبو وهب منبه هذا في حدود سنة ٥٠٠ ه‍.

(أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير في «الفرواني» ومعجم البلدان لياقوت في «فروان» ٣ / ٨٨٦ من ط. أوربا).

(٢) إسناده ضعيف جدا ، فإن أبا هارون هو العبدي ، وهو متروك ومدار الحديث عليه.

أخرجه عبد الرزاق (٢٠٤٦٦) ، والترمذي (٢٦٥١) ، وابن ماجة (٢٤٧) و (٢٤٩) ، وابن عدي في الكامل ٥ / ١٧٣٣ ، وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي

٣٥٧

قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الذي بخطّه ، قال :

توفّي أبو عليّ ابن الخوارزمي في ليلة الأربعاء ثاني شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، ودفن بباب الطاق.

٢٠٧ ـ محمد بن طاهر بن محمد ، أبو عبد الله يعرف أبوه بصاحب ابن الكرخي.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي وذكره في معجم شيوخه ، وغيره أيضا.

__________________

هارون عن أبي سعيد.

وأخرجه الحاكم ١ / ٨٨ وغيره من حديث عباد بن العوام ، عن سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي نضرة العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، وقال : «هذا حديث صحيح لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سليمان وعباد بن العوام ثم الجريري ، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة فقد عددت له في «المسند الصحيح» أحد عشر أصلا للجريري ، ولم يخرجا هذا الحديث الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث ، ولا يعلم له علة. ولهذا الحديث طرق يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد ، وأبو هارون سكتوا عنه». وقد اغتر بهذا القول العلامة ناصر الدين الألباني يرحمه‌الله فساقه في صحيحته (رقم ٢٨٠) ، وهو حديث لا يصح ، فإن علته اختلاط الجريري ، وعباد بن العوام ممن سمع منه بعد اختلاطه حيث لم يذكر ضمن الذين سمعوا منه قبل الاختلاط ، فأخطأ في قوله «أبو نضرة» إذ صواب ذلك : «أبو هارون» ، كما بيناه مفصلا في تعليقنا على جامع الترمذي (٢٦٥١).

٣٥٨

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه طلحة

٢٠٨ ـ محمد (١) بن طلحة بن عليّ بن أحمد بن الحسين بن عمر العامريّ ، أبو أحمد المالكيّ.

من أهل البصرة.

شيخ فاضل صالح. له معرفة بمذهب مالك بن أنس ، وبالأدب ، وإليه كان المرجع بالبصرة في الفتوى وإملاء الحديث ، وإقراء القرآن الكريم والنظر في المصالح الدينية.

قدم بغداد بعد سنة أربعين وخمس مئة فيما ذكر شيخنا أبو الحسن ابن المعلّمة البصري ، قال : وكنت معه ، وسمع من أبي الفضل محمد بن ناصر وعاد إلى بلده وحدّث عنه ، وعن غيره بالكثير.

لقيته بواسط سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وجلست إليه ، وطلبت منه شيئا من مسموعاته فلم يحضره ثم كتب إليّ بخطه أحاديث من مسموعاته وأناشيد له ولغيره. وكان نعم الشيخ دينا وعلما.

مولده بالبصرة في سنة عشرين وخمس مئة. وتوفي بها يوم الجمعة ثامن عشري شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، ودفن بموضع يعرف بالعقيق هناك ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٩ ـ محمد (٢) بن طلحة بن عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ابن هاشم الهاشمي ، أبو المظفر ابن نقيب النقباء أبي أحمد طلحة الزّينبي.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة (في القسم غير المطبوع ، الورقة ١٦) والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٥٤.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٨.

٣٥٩

منسوب إلى زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ، المقدّم ذكره ، وهي أم عبد الله بن محمد بن إبراهيم ، وبنوها بها يعرفون.

وأبو المظفر هذا من بيت النقابة والشّرف والتقدّم. وهو أخو النقيبين أبي الحسن عليّ وأبي القاسم قثم (١) ابني طلحة بن عليّ الزّينبي ، وسيأتي ذكرهما.

ناب أبو المظفر في ديوان النّقابة للعباسيين بعد أخيه أبي الحسن إلى أن تولّى أخوه أبو القاسم قثم. ثم صار حاجبا بالدّيوان العزيز ـ مجده الله ـ وكان يحضر في الجمع مع الخطيب في المقصورة بسيف ومنطقة. إلا أنه عزل قبل موته.

وكان يدّعي معرفة أنساب الهاشميين إلا أنه لم يكن ثقة فيما يقوله وينقله ، سامحه الله.

توفي في المحرم سنة إحدى وست مئة ، وصلّى عليه أخوه أبو القاسم قثم وهو يومئذ حاجب الباب المحروس (٢) في جماعة ، ودفن بمقابر الشّهداء بباب حرب.

* * *

__________________

(١) توفي في رجب سنة ٦٠٧ وهو في القسم الضائع من الكتاب وقد اختاره الذهبي في مختصره ٣ / ١٦١. وترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٥٧ ، وياقوت في معجم الأدباء ٥ / ٢٢٣٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٧٢ وغيرهم.

(٢) تولى أبو القاسم قثم حجابه الباب (يعني باب النوبي) يوم الخميس خامس عشر ذي القعدة سنة ٦٠٠ ثم عزل عنها في رمضان سنة ٦٠١ ولم يستخدم بعد ذلك ، كما في معجم الأدباء.

٣٦٠