ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٢

ولو لا أنيني ما اهتدى لمضاجعي

ولم يدر ملقى رحلنا بالفدافد (١)

توفي أبو الفرج الجفني في رجب سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٤٣ ـ محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد ابن الحكيم ، أبو الفتح ابن أبي عبد الله الخيّاط ، أخو شيخنا أبي عمرو عثمان (٢).

من أهل الحريم الطاهري.

سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وحدّث عنه بشيء من «مسند» أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل.

سمع منه القاضي عمر بن علي الدّمشقي ، وقال : مولده في سنة عشر وخمس مئة تقريبا.

١٤٤ ـ محمد (٣) بن الحسين بن الحسن بن خليل بن الحسين ، أبو الفرج الأديب.

ولد بهيت ، وقدم بغداد في صباه ، وسكن باب البصرة. وسمع بها الحديث من أبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، وعبد الوهاب الأنماطي ، وإسماعيل ابن السّمرقندي وغيرهم. وقرأ العربية على الشّريف هبة الله ابن الشّجري ، وروى عنهم ؛ سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأبو بكر بن مشّق ، وجماعة.

وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في «تاريخه» ، وذكرناه نحن لأنّ

__________________

(١) في إنباه القفطي والوافي للصفدي : «الفراقد» والفدافد : جمع الفدفد ، وهو الفلاة ، وهو الموافق لما جاء في «المحمدون من الشعراء».

(٢) سيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب ، ووفاته في ذي القعدة من سنة ٥٩٦.

(٣) ترجمه العماد الكاتب في الخريدة (القسم العراقي ج ٤ ص ٢٨٦ ـ ٢٨٨) وابن النجار في تاريخه كما دل عليه المستفاد منه (٤) ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٩ ، وترجمه في تاريخه ١٢ / ٥٥٩.

٣٠١

وفاته تأخرت عن وفاته.

أنبأنا أبو المحاسن الدمشقي ، قال : أنشدني أبو الفرج محمد بن الحسين الهيتي لنفسه :

أمغرى بالملال ، دع الملالا

فمن يدم السّرى يجد الكلالا (١)

ولا تنس الإخا واذكر عهودا

عهدنا للسّرور بها اتّصالا

فلو حمّلت ما حمّلت صبّا

من الهجران لم تطق احتمالا

ولست وإن حملت رسيس وجد (٢)

بهجرك مزمعا عنك انتقالا

فهب لمتيّم يهواك قلبا

يحاذر من تقلّبك اغتيالا

أنبأنا القرشي ، قال : سألت أبا الفرج بن خليل عن مولده ، فقال : فيما أظن سنة سبع وتسعين ، يعني وأربع مئة ، بهيت.

وقرأت بخط محمد بن مشّق ، قال : توفي ابن خليل الأديب ليلة الخميس رابع عشر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٤٥ ـ محمد (٣) بن الحسين بن يحيى ابن المعوّج ، أبو بكر القزّاز ، أخو شيخنا عمر.

من أهل الحريم الطاهري.

سمع أبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزّاز ، وأبا البدر إبراهيم ابن محمد الكرخي الفقيه ، وأبا بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر الدّلال ، وغيرهم. سمع منه أبو بكر بن مشّق البيّع ، وغيره. ولم يتفق لنا لقاؤه. وقد أجاز لنا.

__________________

(١) أورد العماد هذا البيت الأول في الخريدة ٤ / ٢٨٧ ، وأورد بيتا آخر ليس في هذه القطعة. وقد تحرفت عند أستاذنا الدكتور مصطفى جواد «الملال والملالا» إلى «الدلال والدلالا» مع أنها واضحة في النسخة الباريسية (راجع مستدرك المختصر ج ١ ص ٢١).

(٢) رسيس الوجد : خافيه.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٥٩ واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٩ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٦٦.

٣٠٢

أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين ابن المعوّج ، وقرأته على أخيه عمر ، قالا : أخبرنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي ، قال : حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي ، قال (١) : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور» (٢).

قال محمد بن مشّق : توفي أبو بكر ابن المعوّج في رابع عشري محرم سنة إحدى وتسعين وخمس مئة.

١٤٦ ـ محمد (٣) بن الحسين بن عباس الفقير ، أبو عبد الله ، ابن أخت جميل بن نجيح الخزرجي الزّاهد.

من أهل دار القز.

سمع مع خاله من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي المعروف بابن صهر هبة ، وروى عنه شيئا يسيرا. سمع منه بعض الطّلبة ، وكان صالحا.

__________________

(١) سنن أبي داود (٥٩).

(٢) والد أبي المليح هو أسامة بن عمير بن عامر الهذلي ، صحابي معروف. وهذا حديث صحيح أخرجه الطيالسي (١٣١٩) ، وابن أبي شيبة ١ / ٥ ، وأحمد ٥ / ٧٤ و ٧٥ ، والدارمي (٦٩٢) ، وابن ماجة (٢٧١) ، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٣٠٤ ، والنسائي ٥ / ٥٦ ـ ٥٧ ، وفي الكبرى (٢٣٠٣) ، وأبو عوانة ١ / ٢٣٥ ، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (٩٩٦) ، والطحاوي في شرح المشكل (٣٣٠٠) ، وابن الأعرابي في معجمه (٣٨١) ، وابن حبان في الإحسان (١٧٠٥) ، والطبراني في الكبير (٥٠٥) ، وأبو نعيم في الحلية ٧ / ١٧٦ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ٤٢ و ٢٣٠ وغيرهم من طرق عن شعبة ، به. وله طرق أخرى عن قتادة. وينظر تحفة الأشراف ١ / ١٨٧ حديث ١٣٢.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٧٧ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٩ ـ ٤٠ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٢٠.

٣٠٣

أنبأنا محمد بن الحسين الفقير ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءة عليه وأنا أسمع. وقرأته على أبي عبد الله الحسين بن سعيد الأمين ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرني أبي أبو طاهر عبد الباقي بن محمد بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، قال (١) : حدثنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (٢).

توفي محمد بن الحسين الفقير في محرّم سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

١٤٧ ـ محمد (٣) بن الحسين بن طاهر بن مكي النّهروانيّ ، أبو بكر بن أبي عبد الله بن أبي الفتح الحذّاء.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا عبد الله محمد بن محمد ابن السّلال الشّروطي ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبا بكر محمد ابن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وغيرهم ، وحدّث عنهم. ورأيته وما سمعت منه شيئا.

بلغني أنّ مولده في سنة ثماني عشرة وخمس مئة (٤). وتوفي يوم الخميس

__________________

(١) الموطأ ، برواية أبي مصعب الزهري (١٨٩٠) بتحقيقنا.

(٢) تقدم تخريجه في هذا الكتاب (الترجمة ١٩) وساقه هناك من رواية سفيان بن عيينة عن الزهري ، وخرجناه هناك من طريق مالك عن الزهري أيضا فراجعه.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٠٦ ، وذكر أنّ له منه إجازة وزاد في نسبته بعد الحذاء «النعّال» ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٤٠ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٨٣.

(٤) ذكر الزكي المنذري أن مولده في صفر من السنة المذكورة.

٣٠٤

خامس صفر سنة تسع وتسعين وخمس مئة.

١٤٨ ـ محمد (١) بن الحسين بن محمد بن عليّ بن أحمد ، أبو إبراهيم الحنفيّ.

من أهل طبرستان ، قدم بغداد بعد الستين وخمس مئة ، وسكن محلة أبي حنيفة ، وتفقه بالمدرسة التي هناك ، وبمشهد أبي حنيفة ، وأقام بها إلى حين وفاته.

سألته : هل سمعت شيئا من الحديث؟ فذكر أنّه سمع شيئا على سبيل الاتفاق ، ولم يكن معه شيء من مسموعاته فأنشدني لبعض المتقدمين :

كلّ سيذكر فعله من بعده

فاختر لنفسك حسن فعل يذكر

توفي في ليلة الجمعة سابع عشر رجب سنة إحدى عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة.

١٤٩ ـ محمد (٢) بن الحسين بن أحد بن عليّ بن محمد بن علي الدّامغانيّ ، أبو عبد الله ابن القاضي أبي المظفّر ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.

من بيت القضاء والتقدم. وأبو عبد الله هذا أخو قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله ، وهو الأسن.

استنابه أخوه قاضي القضاة يوم ولايته ، وهو الثلاثاء خامس عشري شهر رمضان سنة ثلاث وست مئة ، في الحكم بدار الخلافة المعظّمة وما يليها ، وأذن للشهود بالشهادة عنده وعليه فيما يسجله ، ثم قبل شهادته يوم السّبت العشرين من

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٥١ ، والقرشي في الجواهر ٢ / ٤٩ ونقل عن المنذري ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / الورقة ٢٤٣ من نسخة التيمورية.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦١٥ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٤٠ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤٨ ، والقرشي في الجواهر ٢ / ٤٨ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٩١ ، والتميمي في طبقاته ٣ / الورقة ٢٤٠ ـ ٢٤١.

٣٠٥

شوال من السنة المذكورة ، وزكّاه العدلان : أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرّزاز وسعد بن أحمد ابن الخلّال الأنباري. ولم يزل على ولايته وحكمه وأسجاله إلى أن عزل أخوه قاضي القضاة يوم الأربعاء لثمان بقين من رجب سنة إحدى عشرة وست مئة فانعزل.

وقد سمع من عمّه قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني ، وغيره.

ومولده سنة ستين وخمس مئة (١). توفي يوم الأربعاء سادس عشر شعبان سنة خمس عشرة وست مئة (٢) ، ودفن بالشونيزي.

* * *

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حمزة

١٥٠ ـ محمد بن حمزة بن محمد بن عبد العزيز بن عليّ ، أبو عبد الله.

من أهل همذان ، قدم بغداد فيما ذكر أبو البركات هبة الله بن المبارك السّقطي ، وحدّث بها عن عبد الجبار بن برزة (٣) الرّازي.

ذكر ابن السّقطي أنه سمع منه ، ووصفه بكثرة الورع والدّين ؛ أنبأنا بذلك القاضي عمر بن عليّ القرشي عن وجيه بن هبة الله ، عن أبيه.

__________________

(١) قال محيي الدين القرشي : «قال ابن النجار : سمعت قاضي القضاة أبا القاسم الدامغاني يقول : ولد أخي في سنة إحدى وستين وخمس مئة» (الجواهر ٢ / ٤٨).

(٢) في النسختين : «وخمس مئة» سبق قلم من الناسخ.

(٣) قيده شمس الدين الذهبي في المشتبه (٥٦) فقال : «وبالضم : عبد الجبار بن عبد الله بن برزة مشهور ، حدّث بدمشق ، كتب عنه ابن ماكولا» (وراجع توضيح ابن ناصر الدين ١ / ٤٠٦ و ٤٣٧).

٣٠٦

١٥١ ـ محمد بن حمزة بن يوسف ، أبو محمد الشّروطيّ (١).

والد أبي بكر عبد الرحمن بن محمد ابن الشّروطي الصّوفي صاحب الشيخ حمّاد الدباس ، وسيأتي ذكره فيمن اسمه عبد الرحمن من هذا الكتاب. ومحمد هذا روى عن أبي البركات محمد بن عبد المنعم الخطيب.

أخبرنا القاضي عمر بن عليّ الدّمشقي إذنا ، قال : محمد بن حمزة ابن الشّروطي ، سمع منه ابنه عبد الرحمن ، وسألته عن وفاته ، فقال : في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة عن قريب سبعين سنة ، يعني أنّه عاش قريبا من سبعين سنة.

١٥٢ ـ محمد (٢) بن حمزة بن عليّ بن الحسن بن الحسين السّلميّ ، أبو المعالي بن أبي طاهر يعرف بابن الموازيني.

من أهل دمشق ، أحد عدولها.

سمع بدمشق جده أبا الحسن علي (٣) بن الحسن ، ورحل إلى العراق ، وسمع ببغداد من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان وغيره. وعاد إلى بلده ، وحدّث عنه ، وعن غيره ؛ سمع منه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدمشقي ، والحافظ يوسف بن أحمد البغدادي ، وغيرهما.

كتب إلينا الحسن بن أبي الغنائم التّغلبي من دمشق يخبرنا أنّ أبا المعالي ابن الموازيني توفي في أواخر جمادى الآخرة سنة خمس وستين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة باب الصّغير ، وقد قارب الثمانين.

١٥٣ ـ محمد بن حمزة بن أبي العلاء الصباغ ، أبو زيد الفقيه.

__________________

(١) الشروطي : بضم الشين المعجمة والراء ، هذه النسبة إلى «الشروط» وهي كتابة الوثائق بالديون والمبيعات وغير ذلك ، كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير.

(٢) ترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٢ / ٣٦٩ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٤١ ، وترجمه في تاريخه ١٢ / ٣٤٢ ، وسيأتي ذكر أخيه أبي الحسين أحمد المتوفى سنة ٥٨٥ في موضعه من هذا الكتاب.

(٣) توفي سنة ٥١٤ ه‍ (الذهبي : العبر ٤ / ٣٣ ، ابن العماد : شذرات ٤ / ٤٦).

٣٠٧

من أهل همذان ، قدم بغداد وسمع بها أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان ، وعاد إلى بلده ، وحدث به عنه.

ذكر الحافظ يوسف بن أحمد أنّه كتب عنه بهمذان وأخرج عنه حديثا في «الأربعين» (١) التي خرّجها على البلدان.

١٥٤ ـ محمد (٢) بن حمزة بن عليّ بن طلحة بن عليّ الرّازيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو عبد الله ابن كمال الدين أبي الفتوح.

كان والده أحد الصّدور الأعيان ، ومن أرباب الولايات والتّقدم وعلو الشأن ، وسيأتي ذكره فيما بعد فيمن اسمه حمزة.

وابنه أبو عبد الله هذا سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وغيره ، وحدّث عنهم ؛ سمع منه القاضي عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

واشتغل في آخر عمره بطريقة التّصوف ، وأقام برباط بهروز (٣) على دجلة متقدما فيه ومتوليا لوقفه مدة إلى أن توفّي.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الأموي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن حمزة بن عليّ الرّازي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وقرأته على أبي الحسن عليّ بن محمد بن علي بن يعيش الكاتب ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : حدثنا

__________________

(١) يعني «أربعين حديثا» وقد تكلمنا على الأربعينيات.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤٤ نقلا من هذا الكتاب.

(٣) منسوب إلى مجاهد الدين بهروز ، قال أبو الفرج ابن الجوزي في حوادث سنة ٥٠٢ ه‍ : «شرع في عمارة جامع السلطان وأتمه بهروز الخادم وفوض إليه السلطان محمد عمارة دار المملكة وملاحظة الأعمال بالعراق ... وبنى رباطا للصوفية قريبا من النظامية» (المنتظم ٩ / ١٥٩) ، وذكره أيضا سبط ابن الجوزي في حوادث السنة نفسها ٨ / ٢٧.

٣٠٨

أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، قال : حدثنا محمد بن غالب ، قال : حدثنا عبد الصمد بن النعمان ، قال : حدثنا ورقاء ، عن سليمان ، عن الشّعبي ، عن عائشة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الولاء لمن أعتق» (١).

قال عبيد الله بن عليّ المارستاني : مولده في رجب سنة ست عشرة وخمس مئة.

وذكر صدقة بن الحسين في «تاريخه» ، قال : وفي يوم الخميس سادس عشر شهر رمضان سنة سبعين وخمس مئة توفي أبو عبد الله ابن كمال الدين ابن طلحة.

وقال غيره : سابع عشر الشهر المذكور ، وزاد : ودفن بالحربية في تربة أبيه ، رحمهما‌الله وإيانا.

١٥٥ ـ محمد (٢) بن حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة بن أبي جميل القرشيّ ، أبو عبد الله بن أبي يعلى الشّروطيّ ، يعرف بابن أبي الصّقر.

من أهل دمشق ، أحد شيوخها الرواة ومحدثيها الثّقات. سمع بدمشق من

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه والكلام عليه من حديث ابن عمر عن عائشة (الترجمة ١٢٧) ، وحديث عامر الشعبي عن عائشة ساقه المصنف من «الغيلانيات» (٣٦٧) ، وهي رواية غريبة من هذا الوجه ، وهو منقطع فإن الشعبي لم يسمع من عائشة. وحديث عائشة يرويه غير واحد عنها ، وأشهرها رواية ابن أختها عروة بن الزبير عنها فهي في الصحيحين : البخاري (٢٥٦١) ، ومسلم (١٥٠٤) ، ورواية الأسود عنها (عند أحمد ٦ / ٤٢ وسعيد بن منصور ١٢٦٠ وغيرهما) ، وابن أخيها القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (عند ابن سعد ٨ / ٢٥٨ ، وأحمد ٦ / ١٦١ و ١٧٨ ، والطحاوي في شرح المعاني ٤ / ٤٣) ، ومن رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (عند أحمد ٦ / ١٠٣ و ١٢١ وسعيد بن منصور ١٢٦٣).

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٤٣ ، والعبر ٤ / ٢٣٩ ، واختاره في مختصره ١ / ٤٢ ، وترجمه ابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٩٨ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٦٨.

٣٠٩

أبي محمد ابن الأكفاني ، وعبد الكريم (١) بن حمزة ، وأبي الحسن بن قبيس (٢) ، وعلي (٣) بن المسلّم السّلمي ، وغيرهم.

أنبأنا أبو المواهب الحسن بن هبة الله الشاهد فيما كتب إليّ من دمشق ، قال : محمد بن حمزة بن أبي جميل ولد في رجب سنة تسع وتسعين وأربع مئة ، وسمع بنفسه من ابن الأكفاني وغيره ، ورحل إلى بغداد سنة تسع وعشرين وخمس مئة ، وسمع من قاضي المارستان ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وأبي القاسم الحريري وجماعة. ولم يزل مشتغلا بالسماع وإفادة الطلبة ، وبذل أصوله إلى أن توفي يوم السبت سابع عشري صفر سنة ثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب الصغير ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٦ ـ محمد بن حمزة بن محمد بن أيوكا (٤) ، أبو عبد الله.

من أهل أصبهان ، قدم بغداد ، وحدّث بها في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة عن أبي بكر محمد بن أبي نصر اللّفتواني الأصبهاني ، فسمع منه بها يوسف عن الحسن العاقولي ، وأبو السعادات محمد بن المبارك الجبّي ، وأبو السعود محمد بن محمد البصري ، وأبو القاسم بن أسعد الصّوفي.

* * *

__________________

(١) أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي المتوفى سنة ٥٢٦ ه‍ (سبط ابن الجوزي ٨ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، والذهبي في العبر ٤ / ٦٩ ، والعيني ١٦ الورقة ٤٥ ـ ٤٦ وغيرها).

(٢) أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس المالكي المتوفى سنة ٥٣٠ ه‍ (القفطي : إنباه ٢ / ٢٣٢ ، والذهبي : العبر ٤ / ٨٢ ، والعيني : عقد الجمان ١٧ / الورقة ٩٠ ، وتلخيص ابن كلثوم الورقة ١٢٧ ـ ١٢٨).

(٣) توفي سنة ٥٣٣ ه‍ (سبط ابن الجوزي ٨ / ١٧٠ ـ ١٧١ والذهبي : العبر ٤ / ٩٢ ، والعيني : عقد الجمان ١٧ / الورقة ١١١).

(٤) هكذا مجودة التقييد والضبط في النسخة المنذرية.

٣١٠

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حامد

١٥٧ ـ محمد (١) بن حامد بن فارس بن الحسين الذّهليّ ، أبو الحسين ، ابن أخي أبي غالب شجاع بن فارس الذّهلي المحدّث المشهور.

وأبو الحسين هذا سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسي ببغداد ، وأبا علي الحسن بن أحمد الحدّاد بأصبهان ، وحدّث عنه ببغداد.

سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه الذين كتب عنهم.

١٥٨ ـ محمد (٢) بن حامد بن حمد بن عبد الواحد بن عليّ بن أبي مسلم ، أبو سعيد الواعظ.

من أهل أصبهان ، يعرف بابن سرمس.

قدم بغداد حاجا ، وحدّث بها عن أبي محمد لا حق بن محمد بن أحمد التّميمي الأصبهاني فيما ذكر عبيد الله بن عليّ المارستاني ، قال : وتوفّي بأصبهان في شهر رمضان سنة أربع وستين وخمس مئة. وهذا القول منه فيه نظر وسيأتي ما يخالفه ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٩ ـ محمد (٣) بن حامد بن حمد بن سرمس ، أبو سعيد الحافظ.

من أهل أصبهان.

أحد من جدّ في الحديث ، وطلبه ، وجمعه ، وبرع فيه. قدم بغداد في سنة

__________________

(١) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٢٦ من تاريخه ١١ / ٤٥٢ فكأنه نقل ترجمته من تاريخ ابن النجار.

(٢) هذا المترجم هو الآتي بعده.

(٣) راجع الترجمة السابقة ، وقد اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٤٣ ، وترجمه في وفيات سنة ٥٧٦ من تاريخه ١٢ / ٥٨٩.

٣١١

ثمان وخمسين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي العلاء صاعد (١) بن سيّار الإسحاقي. هكذا ساق عبيد الله بن عليّ المارستاني ذكر هذا الرجل بعد الأول وجعلهما اثنين ، وفرّق بينهما في ذكر من حدّثا عنه مع اتحاد اسميهما ونسبهما في الأب والجد. والأشبه أنهما رجل واحد ، لا كما ذكر ، وهو المشهور بين أهل أصبهان ، اللهم إلا أن يكون الآخر منهما أخا للأول ويكون اسم كل واحد منهما «محمدا» ومثل ذلك كثير. بقي اتفاقهما في الكنية وذلك يدل على اتحادهما ، والله أعلم.

قال عبيد الله بن عليّ : وتوفي محمد بن حامد هذا في شعبان سنة ست وسبعين وخمس مئة بأصبهان.

هما واحد حققت ذلك (٢).

١٦٠ ـ محمد (٣) بن حامد بن عبد المنعم بن أبي القاسم ، أبو الماجد ابن أبي الفخر.

من أهل أصبهان أيضا ، قدم بغداد في سنة ست وخمسين وخمس مئة ، وحدّث بها عن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية ؛ سمع منه جماعة منهم : القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وغيره.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن ، ومن خطه نقلت ، قال : أخبرنا أبو الماجد محمد بن حامد بن عبد المنعم المضريّ الأصبهانيّ ، قدم علينا ، بقراءتي

__________________

(١) توفي سنة ٥٢٠ ه‍ وترجمته في : ابن الجوزي : المنتظم ٩ / ٢٦٢ ، والذهبي : العبر ٤ / ٤٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٦١.

(٢) هذه العبارة في أصل النسخة وكذلك في النسخة الباريسية التي استرجحنا أنها منقولة عن نسخة شهيد علي باشا. ولعل المؤلف أضافها بعد تأليف الكتاب بمدة ، أو في نشرته الأخيرة.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٩٨ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٤٣ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٦.

٣١٢

عليه في شوّال سنة ست وخمسين وخمس مئة ، قلت له : أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله بن أحمد ، قالت : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني ، قال (١) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرزاق (٢) ، قال : أخبرنا معمر ، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه (٣).

قال القرشي : سألته عن مولده ، فقال : في سنة عشرين وخمس مئة.

وتوفي بأصبهان في رجب سنة إحدى وست مئة.

__________________

(١) المعجم الكبير (١٧٤٥) ، والمعجم الأوسط (٣٠٠٧) ، والمعجم الصغير (٢٧١).

(٢) مصنف عبد الرزاق (٢٩٢٢).

(٣) إسناده صحيح ، معمر هو ابن راشد ، ومنصور هو ابن المعتمر.

أخرجه أحمد ٣ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥ ، وأبو يعلى (٢٠١٠) ، وابن خزيمة (٦٤٩) ، والبيهقي ٢ / ١١٥.

وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني ١ / ٢٣١ ، والخطيب في تاريخه ١٢ / ٣٤ من طريق هشام بن يوسف الصنعاني ، عن معمر بن راشد ، ولفظه عنده : «كان إذا سجد جافى بين جنبيه».

وأخرجه الخطيب أيضا ١٢ / ٣٤ من حديث الفضيل بن عياض ، عن منصور بن المعتمر ، به.

٣١٣

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حمد

١٦١ ـ محمد بن حمد بن إسماعيل الهمذانيّ.

سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد الزّينبي ، وحدّث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل وسمّاه : الأمير ، وقال : سمعت منه ببغداد. وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه ، رحمهم‌الله وإيانا.

١٦٢ ـ محمد (١) بن حمد بن محمد بن منأن ـ بتحريك النّون والهمزة ـ ، أبو جعفر.

من أهل نهاوند ، سمع الكثير ، وطاف البلاد ، ولقي الشيوخ ، وقدم بغداد ، وسمع بها مع تاج الإسلام أبي سعد ابن السّمعاني وكان رفيقه في رحلته إلى الأنبار وواسط والبصرة ، وكتب عن شيوخها. وخرج إلى خراسان وسمع بقطعة من بلادها واستوطن مرو.

وذكره فخر الدين أبو المظفر عبد الرحيم (٢) بن عبد الكريم ابن السّمعاني في «معجم شيوخه» ، ووصفه بالفضل والعلم والدّين ، وأثنى عليه ، وذكر أنه علّمه القرآن والفقه وأفاده السماعات الكثيرة ، وقال : جمع له والدي معجما عن شيوخه ، وسمعته منه. قال : ومولده ما بين سنة عشر وخمس مئة إلى سنة عشرين وخمس مئة.

أنشدنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد المروزي في كتابه إلينا منها (٣) ، قال : أنشدني أبو جعفر محمد بن حمد بن منأن قال : أنشدني أبو سالم هبة الله بن أحمد الأنصاري ، قال : أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن

__________________

(١) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٤٣.

(٢) سيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب.

(٣) يعني من مرو.

٣١٤

سليمان المعرّي لنفسه :

وإنّي مذ لاح القتير بعارضي

أفتّش عن هذا الورى وأكشّف

فما إن صحبت النّاس إلا ذممتهم

جزى الله خيرا كلّ من ليس أعرف!

* * *

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه حيدرة

١٦٣ ـ محمد (١) بن حيدرة بن عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو المعمّر بن أبي المناقب العلويّ الحسينيّ الزّيديّ.

من أهل الكوفة ؛ من بيت الحديث والرواية هو ، وأبوه ، وجده ، وجد أبيه.

وأبو المعمّر هذا سمع بالكوفة أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسي الملقب أبيّا ، وأبا غالب سعيد بن محمد ابن الثّقفي ، وجده أبا البركات عمر (٢) بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٢١ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٤٣ ـ ٤٤ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، والعبر ٤ / ٢٨٢. وترجمه أيضا الصفدي في الوافي ٣ / ٣٢ وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٤ وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣١٥.

(٢) توفي سنة ٥٣٩ ه‍ وترجمه ابن النجار في تاريخه وأثنى عليه ثناءا جميلا وطوّل في ترجمته ونقل عن السلفي قوله : «الشريف عمر هذا أديب نحوي وفي المذهب زيدي ، وكان يفتي بالكوفة على مذهبه. وسمع معنا على جماعة من شيوخنا الكوفيين. وكان من عقلاء الرجال حسن الرأي في الصحابة مثنيا عليهم متبرءا ممن تبرأ منهم (الورقة ٨٥ ـ ٨٦ نسخة الظاهرية) ، وانظر أيضا : ابن الجوزي : المنتظم ١٠ / ١١٤ ، والذهبي : العبر ٤ / ١٠٨ ، وابن كثير : البداية ١٢ / ٢١٩ والعيني عقد الجمان ١٧ / الورقة ١٤٤ وابن تغري بردي :

٣١٥

إبراهيم ، وغيرهم ، وحدّث بالكوفة عنهم.

قدم بغداد مرارا وحدّث بها في سنة تسع وثمانين وخمس مئة ولم أكن يومئذ بها ، فسمع منه بها أبو الرّضا أحمد بن طارق القرشي ، وأبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وأبو بكر محمد بن عليّ بن صالح المدائني ، وغيرهم. وأجاز لنا.

أخبرنا أبو المعمّر محمد بن حيدرة بن عمر العلوي فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، مع البراءة من معتقده ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسي ، قراءة عليه وأنا أسمع بالكوفة في سنة عشر وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو المثنى دارم بن محمد بن زيد النّهشلي ، قال : حدثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم ابن السّري التّميمي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة ، قال : أخبرنا أحمد بن يحيى بن زكريا ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي الحكم ، قال : حدثنا شاذان ، عن عمران بن مسلم ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن عمر رضي‌الله‌عنه أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (١).

سمعت أبا القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي يذكر أبا المعمّر هذا فأساء القول فيه ، ووصفه بالرّفض وتناول الصّحابة ، وإن كان سماعه صحيحا.

بلغني أن مولده في سنة أربع وخمس مئة. وتوفي في سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة بالكوفة تقريبا ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

النجوم ٥ / ٢٧٦ وابن العماد : شذرات ٤ / ١٢٢ ـ ١٢٣.

(١) متن هذا الحديث صحيح ورد من طرق كثيرة ، وإن كان في الكثير منها كلام ، وألف الذهبي كتابا في طرقه ، وذكر في السير ٨ / ٣٣٥ أن متنه متواتر ، ونشره محققا صديقنا العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي يرحمه‌الله ، وطبع في طهران سنة ١٤١٦ ه‍.

أخرجه الذهبي في جزء «طرق حديث من كنت مولاه» (٢) من طريق ابن أبي داود وزكريا الساجي ، عن أحمد بن يحيى ، بإسناده ومتنه ، وقال : لم يصح عنه. وينظر كلام العلامة الطباطبائي عليه.

٣١٦

١٦٤ ـ محمد (١) بن حيدرة بن حمدان ، أبو فراس الشاعر.

من أهل الكرخ ، كان يذكر أنه من ولد أبي فراس بن حمدان التّغلبي الشاعر (٢). وكان فيه فضل وأدب ، وله شعر حسن. كتب الناس عنه شيئا من شعره. وما وقع لي به اجتماع.

قرأت بخطه من شعره ما كتبه في صدر مكاتبة إلى صديق له :

أأحبابنا إن كنتم قد سمحتم

ببعدي فإنّي بالبعاد شحيح

تغيرتم عمّا عهدت من الوفا

وودّي على مرّ الزّمان صحيح (٣)

خرج ابن حمدان هذا عن بغداد في آخر عمره فبلغنا أنّه توفي بنصيبين في سنة اثنتين وست مئة.

١٦٥ ـ محمد (٤) بن حيدرة بن عمر ، أبو عليّ العلويّ ابن أبي المناقب الكوفي ، أخو أبي المعمّر محمد الذي قدّمنا ذكره (٥) ، وكان الأصغر.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٤٥ ونقل من ابن الدبيثي على عادته وإن لم يشر إلى ذلك ، وابن الفوطي في تلخيصه ٥ / الترجمة ١٤٦ ونقل عن ابن النجار ، والصفدي في الوافي ٣ / ٣١ ، وابن الفرات في تاريخه م ٩ الورقة ١٩.

(٢) قال ابن النجار : «ذكر لي أنه من أولاد أبي فراس بن حمدان وذكر لي نسبه متصلا إليه ولم أكتبه» (الوافي ٣ / ٣١).

(٣) أورد الصفدي هذين البيتين عن ابن النجار ، وذكر ابن النجار أن أبا فراس أنشده إياهما (الوافي ٣ / ٣١).

(٤) توهم شيخنا العلامة الدكتور مصطفى جواد يرحمه‌الله فخلط بين هذا وأخيه. فذكر هذه الأبيات لأبي المعمر في مستدركه على الجزء الأول من المختصر ١ / ٢١ ـ ٢٢ ثم ظن أنّ الذهبي لم يترجم أبا المعمر محمد بن حيدرة في مختصره فأورد ترجمته من النسخة الباريسية في مستدركه على الجزء الثاني من المختصر ٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ وهو أمر غريب على عالم جليل من مثله ، رحمه‌الله.

(٥) الترجمة (١٦٣).

٣١٧

واعظ يرتفق (١) بالوعظ ، ويتنقّل في البلدان ، ويتكلّم على الناس ، رأيته بواسط ، وببغداد ، وبالكوفة ، وسمعت منه ، وعلّقت عنه شيئا يسيرا.

أنشدنا أبو علي محمد بن حيدرة بن عمر العلوي الزّيدي ببغداد بمسجد فخر الدولة ابن المطّلب قريبا من الرّحبة في سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، وزعم أنها لنفسه :

أمرّ سؤال الرّبع عندك أم عذب

أمامك فاسأله متى نزل الرّكب؟

على أنّ وجدي والأسى غير نازح

قصرن اللّيالي أو تطاولت الحقب

نشدت الحيا لا تحدث الدمع إنّه

يغادر قلبي مثل ما تفعل السّحب

ففي الدمع إطفاء لنار صبابة

وزفرة شوق في الضّلوع لها لهب

فدع ذا ولكن ربّ ركب تحمّلوا

وسيرهم ما أن يفارقه الحبّ

وهذه الأبيات كما تراها ليست بالجيدة اللفظ ولا المعنى ، أوردناها عن هذا الشيخ كما سمعناها منه لأجل الرواية لا إنّا نستحسنها ، والله الموفق للصواب.

* * *

__________________

(١) يرتفق : ينتفع ويتعيش.

٣١٨

الأسماء المفردة في حرف الحاء في آباء من اسمه محمد

١٦٦ ـ محمد بن حاتم بن ثابت بن يعقوب ، أبو عبد الله الخيّاط.

من أهل نصيبين.

سمع أبا الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري نزيل بغداد ، وحدّث عنه ببلده. سمع منه هناك القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، وأخرج عنه في «معجمه».

١٦٧ ـ محمد (١) بن حمّاد بن جوخان ، أبو بكر الضرير.

من أهل قطفتا.

تفقه على أبي الفتح نصر بن فتيان ابن المنّي. وتكلّم في مسائل الخلاف على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل. وسمع شيئا من الحديث. وما أعلم أنه حدّث بشيء.

توفي يوم الأربعاء سلخ شهر رمضان سنة عشر وست مئة (٢) ، ودفن عشية يومه بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري ٢ / الترجمة ١٣١٤ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٦٨ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٤٣ ، وهو في الكتابين الأخيرين : «محمد بن حماد بن محمد ابن جوخان البغدادي» ، ولم يذكره الصفدي في «نكت الهميان» مع أنه من شرط كتابه المذكور.

(٢) قال ابن رجب : «وقد ناطح السبعين» (الذيل ٢ / ٦٨).

٣١٩

حرف الخاء في آباء من اسمه محمد

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه خلف

١٦٨ ـ محمد بن خلف ابن الخشّاب ، أبو الحسن البزّاز.

روى عن الوزير أبي نصر منصور بن محمد الكندري (١) وزير طغرل بك (٢) السّلجوقي بيتين كتبهما عنه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين ـ فيما قرأت بخطه من تعاليقه ـ وسمعهما منه في سنة خمس وتسعين وأربع مئة.

١٦٩ ـ محمد (٣) بن خلف بن راجح ، أبو عبد الله المقدسيّ الأصل الدّمشقيّ المولد والدار.

__________________

(١) الكندري : بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة ، هذه النسبة إلى «كندر» وهي اسم لعدة أماكن ، لكن أبا نصر الكندري هذا منسوب إلى «كندر» قرية من قرى طريثيث من نواحي نيسابور. قتل أبو نصر سنة ٤٥٦ ه‍ وسيرته مشهورة (راجع أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير ومعجم البلدان في «كندر» وغيرها).

(٢) وتكتب أيضا «طغرلبك».

(٣) لم يذكر المؤلف وفاته ، وذكرها الزكي المنذري في وفيات سنة ٦١٨ من التكملة فقال : «وفي التاسع والعشرين من صفر توفي الشيخ الأجل الفقيه الصالح أبو عبد الله محمد بن خلف بن راجح بن بلال بن هلال بن عيسى بن موسى بن الفتح بن زريق المقدسي الأصل الدمشقي الدار المنعوت بالشهاب ، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون بمقبرة لهم عند الجامع المظفري ... لقيته بدمشق وسمعت منه» ٣ / الترجمة ١٧٩١. وترجمه أيضا : سبط ابن الجوزي ٨ / ٦٢٢ ـ ٦٢٣ ، وابن الشعار في عقود الجمان ٦ / الورقة ٢٤٥ من نسختي المصورة ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٣٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٥٥ ـ ٥٥٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٥٦ ، والصفدي في الوافي ٣ / ٤٥ ـ ٤٦ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٩٦ ، وابن رجب في الذيل ٢ / ١٢٤ ـ ١٢٥ والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٤٢٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٥١ ، وابن الفرات في تاريخه ١٠ / الورقة ٢٤ (نسخة فينا) وغيرهم.

٣٢٠