ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٢

وأبو بكر عبد الله ابن النّقّور ، وغيرهم.

ولم يحدّث بشيء لاشتغاله بصناعته وإقباله على ما كان بصدده (١).

توفي ليلة الثلاثاء رابع شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٠ ـ محمد (٢) بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن محمد بن عليّ الدّامغانيّ ، أبو الفضل ابن القاضي أبي محمد ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.

كان أبو الفضل أحد الشهود المعدّلين ، شهد عند عمّه قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني يوم الاثنين ثاني رجب سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه القاضيان : أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ ، وأبو محمد عبيد الله بن محمد ابن السّاوي.

وتولّى النّظر في الوقوف على التّرب الشّريفة بالرّصافة ـ على ساكنيها أفضل السلام ـ إلا أنه بعد ذلك لم يشهد.

وقد سمع معنا بواسط من القاضي أبي طالب محمد بن علي ابن الكتّاني.

وتوفي شابا في شوال سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، ودفن عند أبيه بالجانب الغربي.

١٢١ ـ محمد (٣) بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد ابن العطّار ، أبو بكر ابن الحافظ أبي العلاء.

__________________

(١) ذكر الزكي المنذري في التكملة أنه حدث ولم يفصّل. (التكملة ١ / الترجمة ٣٤٨).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٨٣ ، ومحيي الدين القرشي في الجواهر ٢ / ٤٠.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٤٧ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٦ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٢٢.

٢٨١

من أهل همذان ، من أولاد الشيوخ المذكورين والرّواة المكثرين.

وأبو بكر هذا رجل صالح ثقة متدّيّن. سمع بهمذان من أبي الوقت السّجزي ، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان ، ووالده.

قدم بغداد حاجا ، وروى بها ؛ وسمع منه جماعة من الطّلبة ، وكتبوا عنه ؛ لدينه ، وبيته ، ومعرفته ، وكتب إلينا إجازة بها في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمس مئة. وعاد إلى بلده.

وكان المنظور إليه من بين إخوته الموصوف بالخير والمعرفة. حدّث هناك كثيرا ، وتوفّي بها يوم الثلاثاء ثالث عشر محرم سنة خمس وست مئة ، ودفن بمقبرة تعرف ببابا طاهر (١) ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٢ ـ محمد (٢) بن الحسن بن محمد بن الحسين الخيزرانيّ ، أبو جعفر بن أبي عليّ المقرىء.

من ساكني الظّفرية ، من أولاد الشيوخ والرّواة.

وأبو جعفر هذا كان حافظا للقرآن المجيد ؛ قد قرأ على جماعة من الشيوخ. ورحل إلى أبي العلاء الحافظ (٣) إلى همذان ؛ وقرأ عليه ، وسمع منه ، ومن غيره ببغداد ، ولم يظفر بشيء من مسموعاته. كتبنا عنه أناشيد ، وكان يحفظ الكثير.

أنشدنا أبو جعفر محمد بن الحسن ابن الخيزراني بجامع القصر من حفظه لأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرّي :

فلا تشرّف بدنيا عنك معرضة

فما التّشرّف بالدّنيا هو الشّرف

__________________

(١) هكذا في النسخة المنذرية واضح ، ولا نعرف من طاهر هذا.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٢٩.

(٣) هو الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد العطار العالم المشهور الآتية ترجمته في هذا الكتاب.

٢٨٢

واصرف فؤادك عنها مثل ما انصرفت

فكلّنا عن مغانيها سينصرف

يا أمّ دفر حباك الله والدة

فيك الخناء وفيك البؤس والشّرف (١)

لو أنك العرس أوقعت الطّلاق بها

لكنّك الأمّ ما لي عنك منصرف

وأنشدنا أيضا له :

قالوا : فلان للصداقة جيّد

لا تكذبوا ما في البرية جيّد

فغنيّهم نال الغنى بخساسة

وفقيرهم بصلاته يتصيّد

توفي أبو جعفر ابن الخيزراني في سنة عشر وست مئة تقريبا ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٣ ـ محمد (٢) بن الحسن بن عبد الجليل بن أبي تمّام الهاشميّ ، أبو الفضل بن أبي البركات المعروف بابن الشّنكاتي (٣).

من أهل الحريم الطاهري ، سكن باب البصرة. كان اسمه «الأفضل» فغيّره وسمّى نفسه «محمدا».

أحد الشّهود المعدّلين ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد

__________________

(١) ترك ناسخ «ب» مكان هذا البيت فارغا.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٢٨٣ وذكر وفاته وأنها كانت في ليلة الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة ٦٢٧ ه‍ ، وبها ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام مرتين ، الأولى باسم أفضل ١٣ / ٨٣٢ نقلا من التكملة ، والثانية باسم محمد ١٢ / ٨٤٣ نقلا من تاريخ ابن النجار ، وذكر ابن الدبيثي عمه أبا الفضائل كامل بن عبد الجليل كما دلّ عليه اختصار الذهبي ٣ / ١٦٢. وذكره المنذري أيضا في التكملة ٢ / الترجمة ٨٠٣ في وفيات سنة ٦٠٠ ه‍. وذكر الذهبي كامل ابن الشنكاتي في المشتبه ٤٠١ ولم يذكر أبا الفضائل هذا. قلت أيضا : وسيأتي ذكر شخص آخر من آل الشنكاتي اسمه : أحمد بن عبد الخالق بن أحمد بن القاسم الهاشمي ، أبو العباس ، في موضعه من هذا الكتاب.

(٣) قيّده الزكي المنذري بالحروف فقال : «بكسر الشين المعجمة وسكون النون وبعد الألف تاء ثالث الحروف».

٢٨٣

ابن الدّامغاني في ولايته الثانية وذلك في يوم الخميس ثامن محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ ، وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وعزل في سنة خمس وثمانين وخمس مئة. وأعيد في أواخر شهر رمضان سنة ثلاث وست مئة. وتولّى الخطابة بجامع المنصور مدة.

ولما توفّي أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي في سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، وكان خطيب جامع القصر الشّريف ، تولّى محمد بن الحسن هذا الخطابة ، إلى أن عزل عن العدالة ، كما ذكرنا ، ولما أعيد لم يعد خطيبا (١).

وقد سمع من جماعة منهم : أبو المعالي عمر بن بنيمان المستعمل وأخوه أبو العباس أحمد ، وأبو المكارم محمد بن أحمد ابن الطاهري ، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن شنيف ، والنقيب الطاهر أبو عبد الله أحمد بن عليّ ابن المعمّر العلوي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على الشّريف أبي الفضل محمد ، ويدعى الأفضل ، ابن الحسن ابن الشّنكاتي ، قلت له : أخبركم أبو الفضل أحمد بن محمد بن شنيف ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن مندة الأصبهاني ، قدم علينا ، إملاء بجامع المنصور ، قال : حدثنا أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد البقال وأبو الفتح منصور بن الحسين بن علي الكاتب ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عاصم ، قال : حدثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى الموصلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السّامي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن المختار ، قال : حدثني يحيى بن عتيق ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا عدوى ولا طيرة

__________________

(١) قال ابن النجار ، كما نقله الذهبي في تاريخ الإسلام : «كان شحيحا ، وسخا ، ذبيئا ، يرابي ولا يزكي».

٢٨٤

ويعجبني الفأل» (١).

١٢٤ ـ محمد بن الحسن بن محمد الغزنويّ الأصل الزّنجانيّ المولد والدار ، أبو حامد.

قدم بغداد للتفقه ، وأقام بها مدة عند شيخنا أبي القاسم بن فضلان ، وحصّل طرفا من الفقه. وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن زريق ، وأبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفّاف ، وأبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش وأمثالهم. وبالموصل من أبي الربيع سليمان بن محمد بن خميس ، وأبي طاهر أحمد بن عبد الله ابن الطوسي الخطيب وغيرهما. وبواسط من أبي جعفر المبارك بن علي الحمامي ، وأبي جعفر المبارك بن المبارك ابن الحدّاد ، والقاضي أبي الفتح ابن المندائي. وبالبصرة من أبي جعفر المبارك بن عبد الله البردعي وغيره.

ثم رحل إلى أصبهان ، وأقام بها مدة ، وسمع من أصحاب أبي عليّ الحدّاد ومن بعدهم ، وحصّل الكثير.

وكان قد لازم شيخنا الحافظ أبا بكر محمد بن موسى الحازمي وكتب أكثر مصنّفاته ، وسمعها منه. ثم عاد إلى بلده وحدّث به.

وكنت علّقت عنه شيئا بواسط وسألته عن مولده ، فقال : في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة.

«آخر الجزء الثالث من الأصل»

__________________

(١) حديث صحيح ، أخرجه مسلم في الطب من صحيحه ٧ / ٣٣ (٢٢٢٣) (١١٣) ، وابن حبان (٦١١٤) من حديث يحيى بن عتيق ، عن محمد بن سيرين به. وأخرجه أحمد ٢ / ٥٠٧ ، ومسلم ٧ / ٣٣ (٢٢٢٣) ، وابن حبان (٥٨٢٦) من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين ، به.

٢٨٥

١٢٥ ـ محمد (١) بن الحسن بن عليّ ابن النّجار المقرىء ، أبو الحسن الضرير (٢).

حافظ للقرآن العزيز ؛ قد قرأ بالقراءات الكثيرة ، المشهور منها والشّاذ ، على أبي الحسن عليّ بن عساكر البطائحي ، وغيره. وسمع الحديث منه ، ومن الكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد الإبري. وله مسجد يؤمّ فيه بدرب الخبّازين ، ويقرىء. سمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن محمد بن الحسن بن عليّ المقرىء : أخبرتكم الكاتبة شهدة بنت أبي نصر قراءة عليها وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالت : أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني (٣) ، قال : قرأت على أبي بكر الإسماعيلي : أخبركم أبو خليفة (٤) ، قال : حدثنا أبو الوليد والحوضي (٥) ، قالا : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني عبد الله بن دينار ، قال : سمعت ابن عمر يقول : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الولاء وعن هبته (٦).

__________________

(١) توفي في ليلة التاسع من جمادي الأولى سنة ٦١٧ كما ذكر المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٤٠ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٦ ، وترجمه في وفيات سنة ٦١٧ من تاريخه ١٣ / ٥٢٥.

(٢) لم يذكره الصلاح الصفدي في «نكت الهميان» مع أنه من شرط كتابه ، فيستدرك عليه.

(٣) البرقاني : منسوب إلى قرية من قرى كاث بنواحي خوارزم قد كانت خربت أيام السمعاني تدعى «برقان» وتوفى أبو بكر هذا سنة ٤٢٥ ه‍ كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير ، وهو من أشهر الرواة عن الدار قطني.

(٤) هو الفضل بن الحباب الجمحي الرواية المشهور.

(٥) هو أبو عمر حفص بن عمر العمري البصري ، منسوب إلى الحوض.

(٦) هو في الصحيحين من طريق شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر : البخاري ٣ / ١٩٢ (٢٥٣٥) ، ومسلم ٤ / ٢١٦ (١٥٠٦). ومن هذا الوجه أخرجه أحمد ٢ / ٤٦ و ٧٩ ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على التحفة ٥ / ٢٢٤ حديث (٧١٣٢).

٢٨٦

سألت ابن النجار هذا عن مولده ، فقال : في رجب سنة سبع وأربعين وخمس مئة.

١٢٦ ـ محمد (١) بن الحسن بن المبارك بن أبي سعد ابن البوّاب ، أبو بكر بن أبي علي.

من أهل الحريم الطاهري.

سمع أبا عليّ أحمد بن محمد ابن الرّحبي ، وأبا الحسن دهبل بن عليّ بن كاره وأخاه لاحقا ، ومحمد بن عليّ ابن السّقاء وغيرهم.

سألته عن مولده فذكر أنه في سنة أربع وخمسين وخمس مئة تقريبا.

سمع منه أصحابنا ، رحمهم‌الله وإيانا.

١٢٧ ـ محمد (٢) بن الحسن بن محمد بن علي ، أبو عبد الله بن أبي عليّ يعرف بابن الشطرنجيّ.

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا الوقت السّجزي ، وغيره. سمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله محمد بن أبي علي الخبّاز من أصل سماعه قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت

__________________

(١) ترجمه المنذري في وفيات سنة ٦٣٤ فقال : «وفي الثاني عشر من المحرم توفي الشيخ أبو بكر محمد ابن الشيخ أبي علي الحسن بن المبارك بن سعد الله البغدادي الحريمي الأمين المعروف بابن البواب ، ببغداد ، ودفن بمقبرة الإمام أحمد رضي‌الله‌عنه» ، وذكر أنه كان من قراء القرآن الكريم وأنه أجازه غير مرة من بغداد منها ما هو في سنة ٦٢٥ (التكملة ٣ / الترجمة ٢٦٩٠ ، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٥٥) وسيأتي ذكر والده الحسن المتوفى سنة ٦٠٦ ه‍ في موضعه من هذا الكتاب.

(٢) توفي في الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ٦١٩. ذكره المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٧٢ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٧ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٨٦ وذكر هناك أن ابن النجار سمى أباه «المبارك».

٢٨٧

تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرتنا أمّ الفضل بيبى بنت عبد الصّمد الهرثمية ، قالت : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : أخبرنا مصعب بن عبد الله ، قال : حدثني مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عائشة رضي‌الله‌عنهما أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الولاء لمن أعتق» (١).

__________________

(١) حديث ابن عمر عن عائشة ، أخرجه الشافعي في مسنده ٢ / ٧٢ ، وفي السنن المأثورة (٦١٠) ومن طريقه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٤٣٩٥) ، والبيهقي ١٠ / ٢٩٥ ، فرواية مصعب بن عبد الله تعضد رواية الشافعي.

على أن أكثر رواة الموطأ أخرجوه من حديث ابن عمر «أنّ عائشة» ، منهم :

أبو مصعب الزهري (٢٧٤٥) ومن طريقه البغوي (٢١١٣).

وإسحاق بن عيسى الطباع عند أحمد ٢ / ١١٣.

وإسماعيل بن أبي أويس عند البخاري ٨ / ١٩١ (٦٧٥٢) ، والبيهقي ٥ / ٣٣٨.

وحماد بن خالد عند أحمد ٢ / ١٥٦.

وسويد بن سعيد (٤٣١).

وعبد الله بن مسلمة القعنبي عند البيهقي ٥ / ٣٣٨.

وعبد الله بن وهب عند الطحاوي في شرح المعاني ٤ / ٤٢ ، وفي شرح المشكل (٤٣٩٤) ، والبيهقي ١٠ / ٢٩٨.

وعبد الله بن يوسف التنيسي عند البخاري ٣ / ٩٦ (٢١٦٩) و ١٩٩ (٢٥٦٢).

وقتيبة بن سعيد عند البخاري ٨ / ١٩٣ (٦٧٥٧) ، وأبي داود (٢٩١٥) ، والنسائي ٧ / ٣٠٠ ، والجوهري (٧١٥) ، والبيهقي ٦ / ٢٤٠ و ١٠ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨.

ومحمد بن الحسن الشيباني (٧٩٨).

ويحيى بن يحيى الليثي (٢٢٦٦). وينظر التمهيد لابن عبد البر ١٥ / ٣٢٥ وتعليقنا على الموطأ برواية الليثي.

٢٨٨

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه الحسين

١٢٨ ـ محمد بن الحسين بن أحمد بن حمدون بن يحيى المقرىء ، أبو غالب العدل.

من أهل واسط ، يعرف بابن أبي صالح ، واسم أبي صالح أحمد بن حمدون.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه مرتين : قال في الأولى : محمد بن الحسين بن أحمد بن حمدون المقرىء ، أبو غالب ، من أهل واسط. وقال مرة أخرى : محمد بن الحسين بن أبي صالح المقرىء العدل ، أبو غالب ، من أهل واسط. وهما رجل واحد ولعله ما وقف على اسم أبي صالح فظنه غير الأول. والصواب الأول لأن كنية أحمد بن حمدون «أبو صالح» وذلك مشهور عند الواسطيين ولكن عرف بابن أبي صالح وهي كنية جده دون اسمه.

قرأت على أحمد بن طارق القرشي : أخبركم أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ ، قراءة عليه ، قال (١) : سألت أبا الكرم خميس بن عليّ الحوزي بواسط في سنة خمس مئة عن أبي غالب بن أبي صالح ، فقال : كان شيخا صالحا جيّد الحفظ للقرآن وله بواسط مسجد يعرف به ، وعقب من جهة ابنته. حدّث عن أبي الحسين ابن دينار ، وابن خزفة (٢) ، وسمع ببغداد ابن مهدي. وشهد بأخرة فبلغه عن ابن فضلان اليهودي النّاظر ، كان بواسط من جهة السّلطان أنه قال : ترى هذا الشيخ يشهد عند منكر ونكير؟ فترك الشهادة ولم يعد فيها حتى مات. وكانت شهادته

__________________

(١) سؤالات السلفي لخميس الحوزي.

(٢) قيده الذهبي في المشتبه في حرف الخاء المعجمة فقال : «وبفتحها وزاي وفاء : علي بن محمد بن علي بن خزفة الواسطي ، راوي تاريخ أحمد بن أبي خيثمة ، عن الزعفراني عنه (٢٢٨) وذكر ابن ناصر الدين أن «الزاي» أيضا مفتوحة (توضيح المشتبه ٣ / ١٩١).

٢٨٩

عند إسماعيل قاضي واسط. وكان متقشّفا (١).

١٢٩ ـ محمد (٢) بن الحسين البصرويّ ، أبو بكر الزاهد.

كان ينزل بدرب هارون بأوانا ، منسوب إلى بصرى (٣) ، مدينة كانت تحت عكبرا.

وكان شيخا صالحا ، سمع من أبي الحسن عليّ بن محمد بن فهد العلاف ، وحدّث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه ، وقال : سمعت منه بأوانا.

قال أبو الحسن علي بن عبيد الله ابن الزّاغوني في تاريخه (٤) فيما قرأت بخطه : وفي يوم الأربعاء سابع عشري شهر رمضان سنة أربع عشرة وخمس مئة توفي أبو بكر البصروي الزّاهد بأوانا. وكان قد سمع الكثير ولم يحدّث إلا باليسير يقال إنه جاوز المئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٣٠ ـ محمد بن الحسين بن محمد ، أبو الفضائل الرّويدشتيّ.

ورويدشت (٥) المنسوب إليها من أعمال أصبهان.

__________________

(١) ب : «متعشقا» وقرأها أستاذنا العلامة الدكتور مصطفى جواد «متعففا» ، والصواب ما أثبتنا من النسخة المنذرية.

(٢) ذكره تاج الدين أبو طالب ابن الساعي البغدادي في كتاب «الزهاد» (الورقة ٢ ـ ٣ من نسخة دار الكتب المصرية رقم ٧٥ تاريخ) وهذا الكتاب من اكتشافنا (راجع بحثنا عنه في مجلة المورد التراثية البغدادية العدد الثالث من المجلد الثالث ، بغداد ١٩٧٤) وأظنه نقل من تاريخ ابن الدبيثي.

(٣) راجع معجم البلدان لياقوت ١ / ٤٤١.

(٤) ذيّل ابن الزاغوني على تاريخ أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني الذي كان وصل به إلى سنة ٥١٢ فكان ذيل ابن الزاغوني إلى سنة ٥٢٧ وهي سنة وفاته. (ابن الجوزي : المنتظم ١٠ / ٣٢ ، ابن الأثير ١١ / ٩ ، والذهبي : العبر ٤ / ٧٢ ، وابن كثير ٢١ / ٢٠٥ ، والعيني ج ١٧ ورقة ٥٣ ، وابن العماد ٤ / ٨٠).

(٥) ذكرها ياقوت في «روذدشت» من معجم البلدان ٣ / ٧٨ ، وقال : «ويقال : رويدشت ،

٢٩٠

قدم بغداد ، وحدّث بها عن القاضي أبي عمر محمد بن أحمد ابن النّهاوندي البصري ، سمع منه أيضا المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في معجمه عن أبي عمر هذا.

١٣١ ـ محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين ، أبو الفرج بن أبي عبد الله البزّاز يعرف بابن خصية.

واسطي الأصل ، انتقل أبوه إلى بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة الزّينبي وسيأتي ذكره فيمن اسمه الحسين إن شاء الله.

وأبو الفرج هذا سمع الكثير من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وغيرهم. وما أظنه حدّث بشيء لأنه لم يبلغ أوان الرّواية ، وتوفي شابا ، رحمه‌الله وإيانا.

١٣٢ ـ محمد بن الحسين بن إسماعيل ، أبو البركات.

أحد الشّهود المعدّلين ، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي (١) ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي ، قراءة عليه وأنت تسمع ، في «تاريخ الحكّام» له ، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته ، قال : وأبو البركات محمد بن الحسين بن إسماعيل يوم الاثنين سادس عشر شوّال سنة أربع وعشرين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو المعالي بن شافع وأبو منصور ابن الرّزاز.

__________________

ويقال : رودشت كله لقرية من قرى أصبهان ، وكان السمعاني قد ذكر مثل هذا في الأنساب ، ولذلك ذكر النسبة في «الروذدشتي».

(١) يعرف أيضا بالفزراني وبالبهجة وقد مرت ترجمته (رقم ٥٢).

٢٩١

قلت : وسمع أبو البركات هذا من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبي عبد الله الحسين بن عليّ الخياط سبط الشيخ أبي منصور المقرىء ، وغيرهما.

١٣٣ ـ محمد (١) بن الحسين ابن الآمدي ، أبو المكارم البغداديّ.

أحد الشعراء.

ذكره أبو المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي في كتابه الذي سمّاه «زينة الدّهر في ذكر شعراء العصر» وأنشد له شيئا من شعره.

وقال أبو شجاع محمد بن عليّ ابن الدّهّان في «تاريخ» له : ومن شعر محمد بن الحسين الآمدي :

ورثّ قميص اللّيل حتى كأنه

سليب بأنفاس الصّبا متوشّح

ورفّع منه الذّيل صبح كأنّه

وقد لاح شخص (٢) أشقر اللّون أجلح

ولاحت بطيئات النّجوم كأنّها

على كبد الخضراء نور مفتّح

قال ابن الدّهان : وكان قد جاوز الثمانين وهو يقول الشعر ، وكان من المكثرين. توفي في سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.

١٣٤ ـ محمد بن الحسين بن علي ، أبو المعالي الشّاعر ، لقبه المفيد.

ذكره أبو المعالي الكتبي أيضا في «زينة الدّهر» ، قال : ومن شعره في قصيدة قالها في الوزير أبي نصر نوشروان بن خالد :

حبّذا يوم رامة لو يعود

وليال بيض الصنائع سود

قد غنينا عن المصابيح

فيهنّ بنار زنادها العنقود

__________________

(١) ذكره ياقوت في «آمد» من معجم البلدان ١ / ٦٧ وترجمه ابن الفوطي في الملقبين ب «الكامل» من كتابه (٥ / الترجمة ١٠١) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٢ ، والصلاح الصفدي في الوافي ٣ / ١٧.

(٢) في معجم البلدان لياقوت : «مسح».

٢٩٢

١٣٥ ـ محمد (١) بن الحسين بن تركان ، أبو الفضائل بن أبي عبد الله الملقب شمس المعالي.

من أهل واسط ، من بيت أهل كتابة ورياسة ، سكن أبو عبد الله وابنه أبو الفضائل بغداد إلى أن توفيا بها.

وأبو الفضائل كان خصيصا بالوزير أبي المظفّر يحيى بن محمد بن هبيرة قريبا منه ، لم يزل في خدمته وصحبته حتى توفّي ، أعني الوزير ، وقد سمع كثيرا مما قرىء في مجلس الوزير من أبي الوقت السّجزي ، وغيره.

توفي شابا ؛ قال أحمد بن شافع فيما قرأت بخطه : توفي أبو الفضائل بن تركان يوم الاثنين ثاني عشر شعبان سنة إحدى وستين وخمس مئة ، ودفن عند أبيه بالمشهد (٢) بمقابر قريش.

١٣٦ ـ محمد (٣) بن الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد ، أبو شجاع الوزير ابن الوزير الرّبيب أبي منصور ابن الوزير أبي شجاع الرّوذراوريّ.

من بيت الوزارة والتقدّم ، وخدمة الأئمة الرّاشدين الخلفاء رضي الله

__________________

(١) جاء ذكره في أخبار الوزير القدير العالم عون الدين ابن هبيرة ، قال ابن رجب : «وكاتب الوزير ابن هبيرة السلطان نور الدين محمود بن زنكي يستحثه على انتزاع مصر من يد العبيديين. فسيّر إليها أسد الدين شير كوه ، وفي الثالثة خطب بها للمستنجد ، وجاء الخبر بذلك إلى بغداد سنة تسع وخمسين [وخمس مئة] وعمل أبو الفضائل بن تركان حاجب الوزير ابن هبيرة قصيدة يهنىء بها الوزير بفتح مصر ، ويذكر أن ذلك كان بسبب سعيه وبركة رأيه» (الذيل ١ / ٢٥٨).

(٢) يعني مشهد الإمام موسى بن جعفر ـ عليهما‌السلام ـ في الكاظمية.

(٣) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٦١ من تاريخ الإسلام (وجاءت في ٨ / ١٩٧ غلطا ، وموقعها في ١٢ / ٢٦٥) ، وسيأتي ذكر والده في موضعه من هذا الكتاب ، وأبو شجاع هذا ذكره ظهير الدين الكازروني في مختصره ، وحكى بعض ما هو في تاريخ ابن الدبيثي ص ٢١٨.

٢٩٣

عنهم. كان والده الرّبيب أبو منصور وزير الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد ، فلحق بالسّلطان محمد بن ملكشاه وخرج معه إلى أصبهان وأقام عنده. وتشفّع بالسّلطان محمد إلى الإمام المستظهر بالله أن يستخدم ولده أبا شجاع هذا وأن يستوزره ، فقبل الإمام المستظهر شفاعته ، واستوزر أبا شجاع وكان سنّه يومئذ تسع عشرة سنة في أواخر سنة إحدى عشرة وخمس مئة (١) ، واستنيب عنه بالدّيوان العزيز نقيب النّقباء أبو القاسم عليّ بن طراد الزّينبي ، فكان اسم الوزارة على أبي شجاع ، ونقيب النّقباء المذكور المدبّر للأمور.

ومدحه أبو محمد القاسم بن عليّ الحريري لما ولي ـ أعني أبا شجاع ـ فقال :

هنيئا لك الفخر فافخر هنيّا

كما قد رزقت مكانا عليّا

رئيت (٢) كآبائك الأكرمين

لدست الوزارة كفوا رضيّا

فقلّدت أعباءها يافعا

كما أوتي الحكم يحيى صبيّا

توفي الإمام المستظهر بالله في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وخمس مئة ، وبويع لولده الإمام المسترشد ، فأقرّه على وزارته ، وخلع عليه في يوم الجمعة ثامن جمادى الآخرة من السنة ولقّبه ظهير الدين ، فكان على ذلك إلى أن توفي والده الرّبيب أبو منصور بأصبهان في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وخمس مئة فلما وصله نعيه لزم بيته معزولا ، ولم يستخدم بعد ذلك إلى أن مات.

سمع القاضي أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء وغيره. وأظنه حدّث

__________________

(١) جعل ابن الأثير ذلك سنة ٥١٢ (راجع تاريخه في هذه السنة) وجاء في مختصر التاريخ للظهير الكازروني أن وزارة والده كانت سنة ٥٠٨ ه‍. قال في ذكر وزراء الخليفة المستظهر : «... وأعاد أبا القاسم علي بن جهير إلى أن توفي في شهر ربيع الأول من سنة ثمان وخمس مئة فوزر له بعده الرّبيب أبو منصور الحسين ابن الوزير أبي شجاع محمد».

(٢) قرأها شيخنا العلامة الدكتور مصطفى جواد «وبت» (المستدرك ٢ / ٢٧٥) مع أن حرف «الراء» واضح حتى في النّسخة الباريسية التي ينقل منها.

٢٩٤

بشيء قليل.

ومولده في سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة.

قال أبو الفضل بن شافع : توفّي أبو شجاع ابن الرّبيب يوم الأربعاء سلخ ذي القعدة سنة إحدى وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه بجامع القصر ، ودفن بتربة لهم بالحربية.

١٣٧ ـ محمد (١) بن الحسين بن القاسم التّكريتيّ ، أبو عبد الله الصّوفي ، ابن أخت أبي تمّام كامل (٢) بن الحسين التّكريتي شيخ رباط الزّوزني (٣).

ولد بتكريت ، وقدم بغداد في سنة ست عشرة وخمس مئة وهو فتى ، فأقام عند خاله برباط الزّوزني ، وصحب الصّوفية. وسمع الحديث الكثير بإفادة خاله ، وبنفسه ، من خلق منهم : أبو سعد أحمد بن عبد الجبار ابن الطّيوري ، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري. وأكثر من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ، وأبي سعد أحمد بن محمد ابن الزّوزني ، وأبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام.

وانحدر إلى واسط وسمع بها من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي ، والقاضي أبي عبد الله محمد بن علي ابن الجلّابي وغيرهما.

وكان حسن الخط ، جيّد النّقل ، صحيح الأصول ، يفهم ما يقرأ عليه.

__________________

(١) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٧.

(٢) أبو تمام كامل بن سالم بن الحسين التكريتي المتوفى سنة ٥٤٨ (ابن الجوزي : المنتظم ١٠ / ١٥٥ والعيني ج ١٧ الورقة ٢٣٩).

(٣) منسوب إلى أبي الحسن علي بن محمود الصوفي الزوزني المتوفى سنة ٤٥١ (ابن الجوزي : المنتظم ٨ / ١٢٤).

٢٩٥

حدّث بالكثير ببغداد ، والموصل ، والجزيرة ؛ سمع منه ببغداد الشريف أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السّميع في جماعة وحدّثنا عنه. وسمع منه بالموصل أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز وغيره.

قرأت على الشريف أبي طالب عبد الرحمن بن محمد ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله محمد بن الحسين التّكريتي بقراءتك عليه ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزّاز. وقرأته على أبي العباس أحمد بن علي بن سعيد الصّوفي من أصل سماعه قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزّاز ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم (١) بن ماسي (٢) البزّاز ، قال : أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا حميد ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «انصر أخاك ظالما كان أو مظلوما. قال : أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال : تمنعه من الظّلم فذلك نصرك إيّاه» (٣).

__________________

(١) شطح قلم الناسخ فكتب «محمد» ، ولا يصح البتة.

(٢) لم يذكره الذهبي في المشتبه (٥٦٥) ، فاستدركه عليه ابن ناصر الدين في توضيحه فقال : «ماسي : بسين مهملة مكسورة بعد الألف تليها الياء آخر الحروف ساكنة جد أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز صاحب أبي مسلم الكجي ، مشهور وآخر من روى عنه أبو إسحاق البرمكي» (توضيح ٨ / ١٧) ، قلت : توفي سنة ٣٦٩ ، وهو مترجم في تاريخ الخطيب ١١ / ٦٠ ، والمنتظم لابن الجوزي ٧ / ١٠٢ والذهبي في تاريخ الإسلام ٨ / ٣٠٤ ، وفي السير ١٦ / ٢٥٢.

(٣) حديث عبد الله بن محمد الأنصاري عن حميد عن أنس ، أخرجه الترمذي (٢٢٥٥) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه أحمد ٣ / ٢٠١ ، وعبد بن حميد (١٤٠١) ، والبخاري ٣ / ١٦٨ (٢٤٤٣) و (٢٤٤٤) ، وأبو يعلى (٣٨٣٨) ، وابن حبان (٥١٦٧) و (٥١٦٨) ، والطبراني في الصغير

٢٩٦

انتقل أبو عبد الله التّكريتي من رباط الزّوزني إلى رباط بهروز بالجانب الشّرقي ، وأقام به مدة يخدم الصوفية فيه. ثم خرج عن بغداد وأقام بالموصل مدة. ثم صار إلى الجزيرة (١) وأقام بقرية يقال لها باعيناثا (٢) إلى أن توفي هناك.

ومولده في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان سنة ثمان وخمس مئة بتكريت. وتوفي في سنة سبعين وخمس مئة تقريبا ، والله أعلم.

١٣٨ ـ محمد (٣) بن الحسين بن منصور ، أبو بكر الفقيه الشافعيّ.

من أهل البصرة.

ذكر أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني أنّه قدم بغداد ، وحدّث عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد ، وأبي علي أحمد بن سعد العجلي الأصبهانيّين ، وأنّه عاد إلى البصرة فتوفّي بها في ذي الحجة سنة ثمان وستين وخمس مئة.

١٣٩ ـ محمد (٤) بن الحسين بن أحمد بن عمر ابن الماذرائيّ ، أبو شجاع.

كان أحد الحجّاب بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ ومن ذوي الهيئات. سمع نقيب النّقباء أبا الفوارس طراد بن محمد الزّينبي ، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد

__________________

(٥٧٦) ، والقضاعي في مسند الشهاب (٦٤٦) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٦ / ٩٤ و ١٠ / ٩٠ ، وغيرهم من طرق عن حميد عن أنس ، به.

وأخرجه أحمد ٣ / ٧٩٩ والبخاري ٣ / ١٦٨ (٢٤٤٣) و ٩ / ٢٨ (٦٩٥٢) من طريق عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ، عن أنس.

(١) يعني جزيرة ابن عمر.

(٢) ذكرها ياقوت في معجم البلدان وقال عنها : «قرية كبيرة كالمدينة فوق جزيرة ابن عمر لها نهر كبير يصب في دجلة وفيها بساتين كثيرة وهي من أنزه المواضع تشبّه بدمشق ، وقد ذكرها أبو تمام في شعره» ١ / ٣٢٥.

(٣) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٧.

(٤) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٨ ، وترجمه في تاريخه ١٢ / ٤٢٣.

٢٩٧

ابن طلحة النّعالي ، وغيرهما. سمع منه المبارك بن كامل ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي. وحدثنا عنه العدل أحمد بن أحمد الأزجيّ.

قرأت على أبي العباس أحمد بن أحمد العدل ، قلت له : أخبركم الحاجب أبو شجاع محمد بن الحسين ابن الماذرائي بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا النّقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السّكري ، قال : أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرّمادي ، قال : حدثنا عبد الرزاق بن همّام ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزّهري ، عن رجل سمّاه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، فيقول : دعوت فلم يستجب لي» (١).

كان مولد أبي شجاع ابن الماذرائي في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربع مئة وتوفي في صفر سنة تسع وستين وخمس مئة.

١٤٠ ـ محمد (٢) بن الحسين بن محمد بن محمد ابن المعلّم ، أبو منصور القاضي الحنفي.

__________________

(١) حديث صحيح ، والرجل المبهم الذي روى عنه الزهري هذا الحديث هو سعد بن عبيد الزهري أبو عبيد المدني مولى عبد الرحمن بن أزهر ، ويقال مولى ابن عمه عبد الرحمن بن عوف ، وهو ثقة (تهذيب الكمال ١٠ / ٢٨٨) وقد سماه مالك بن أنس وعقيل وأبو أويس في روايتهم لهذا الحديث عن الزهري.

أما حديث مالك فهو في الموطأ (٥٦٩ برواية الليثي) ومن طريقه أخرجه الشيخان : البخاري ٨ / ٩٢ (٦٣٣٩) ، ومسلم ٨ / ٨٧ (٢٧٣٥) (٩٠) ، وأبو داود (١٤٨٤) ، والترمذي (٣٣٨٧) ، وابن ماجة (٣٨٥٣) وغيرهم.

وأما حديث عقيل فهو عند مسلم (٢٧٣٥) (٩١) من طريق الليث بن سعد ، عنه ، به.

وأما حديث أبي أويس فأخرجه أحمد ٢ / ٣٩٦ والطبراني في الدعاء (٨٥).

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٠٤ نقلا من هذا الكتاب ، ومحيي الدين القرشي في الجواهر ٢ / ٥٠ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣٨.

٢٩٨

تفقه ببغداد ، وسمع بها الحديث من جماعة منهم : أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبو الحسن عليّ بن أحمد الموحّد ، وغيرهما.

وناب في مجلس الحكم ببغداد عن قاضي القضاة أبي القاسم الزّينبي فيما ذكر القاضي أبو العباس ابن المندائي في «تاريخ الحكّام».

ودرّس ببغداد بالمدرسة الغياثية الشاطئية.

وكان له تعلّق بأمراء العجم فخرج إلى همذان واستناب في التّدريس عنه أبا الفتح المبارك بن نصر الله ابن الرّبّي (١). وأقام بهمذان مدة وتولّى القضاء بها ، وحدّث هناك. سمع منه أبو (٢) المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدمشقي بهمذان. وقدم بغداد رسولا مرّات ، وحدّث بها.

قال صدقة بن الحسين الفرضي في «تاريخه» : وفي يوم الثلاثاء عاشر شهر ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمس مئة وردت الأخبار بموت القاضي أبي منصور ابن المعلّم الحنفي بهمذان ، وقيل في غيرها.

وقال عبيد الله ابن المارستاني : كانت وفاته بنقجوان (٣) في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة. ومولده في سنة إحدى وتسعين وأربع مئة.

وقال أبو الحسن ابن الطّرّاح : توفي في ثامن ربيع الأول.

__________________

(١) قيد الذهبي هذا اللفظ في المشتبه (٣٠٧) في ترجمة الحسن بن علي بن الحسين بن قنان البغدادي المتوفى سنة ٦١٨ ه‍ وزاد عليه ابن ناصر الدين بأن قيده بالحروف وذكر أخاه الحسين المتوفى سنة ٦٠٢ وإن لم يذكر وفاته ، كما ذكر أباهما أبا الحسن علي بن الحسين الربي (توضيح ٤ / ١٣١). قلت : وقيده المنذري أيضا بالحروف في ترجمة الحسين والحسن المذكورين (٢ / الترجمة ٩٢٨ و ٣ / الترجمة ١٨٥٣) وسيأتي ذكرهم في مواضعهم من هذا الكتاب.

(٢) في الأصل : «أبا» وهم من الناسخ.

(٣) قيدها ياقوت بفتح النون وسكون القاف وضم الجيم ، وهي بلدة في أقصى بلاد أذربيجان. وتسمى أيضا «نخجوان» بالخاء المعجمة ، ولذلك ذكرها ياقوت مرتين في معجمه (٤ / ٧٦٧ و ٤ / ٨٠٣ ط. أوربا).

٢٩٩

١٤١ ـ محمد بن الحسين بن عبد الملك الجرجرائيّ (١) ، أبو سعد المعروف بالقاضي.

سمع أبا يعلى محمد بن محمد ابن الهبّارية الهاشمي ، وحبشي بن حبشي.

ذكر عبيد الله بن عليّ المارستاني أنّه سمع منه. وعدّه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق فيمن أجاز له.

١٤٢ ـ محمد (٢) بن الحسين بن علي الجفنيّ (٣) ، أبو الفرج يعرف بابن الدّبّاغ.

من أهل الكرخ.

أديب فاضل ، له معرفة باللغة العربية ، وله ترسّل حسن ، وشعر جيّد. قرأ على الشّريف أبي السعادات هبة الله بن علي ابن الشّجري ، وغيره. وأقرأ الناس مدة. أدركناه ولم يتفق لنا به اجتماع.

ومن شعره ما قرأت بخطه :

خيال سرى فازدار (٤) منّي لدى الدّجى

خيالا بعيدا عهده بالمراقد

عجبت له أنّى رآني وإنّني

من السّقم خاف عن عيون العوائد؟

__________________

(١) هذه النسبة إلى «جرجرايا» بلدة كانت بين بغداد وواسط ، قال ياقوت : «كانت مدينة وخربت مع ما خرب من النهروانات» (معجم البلدان ٢ / ٥٤ ـ ٥٥ ط. أوربا).

(٢) ترجمه القفطي في إنباه الرواة ٣ / ١١٣ ، و «المحمدون من الشعراء» ١ / ٣١٦ ـ ٣١٧ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٧ ، وابن مكتوم في تلخيص إنباه الرواة ، الورقة ٢٠٥ ، وابن فضل الله العمري في مسالك الأبصار ج ٤ م ٢ الورقة ٣٣٢ ، والصفدي في الوافي ٣ / ٥ ، وابن قاضي شهبة في طبقات النحاة ، الورقة ٢٢ ، والسيوطي في البغية ١ / ٩٢ ـ ٩٣ ، ونقل من تاريخ إربل لابن المستوفي الإربلي.

(٣) قال الصلاح الصفدي : «كان يزعم أنه من غسان من بني جفنة».

(٤) في الوافي للصفدي : «فازداد» والصواب ما أثبتنا لأنه افتعل من «زار».

٣٠٠