ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٢

المعروف بابن البقّال.

من أهل الظّفرية.

فقيه متميز من أصحاب الشافعي. تفقه في مدّة قريبة ، وحصّل طرفا حسنا من المذهب والخلاف. وكان حسن الكلام في المسائل ، له يد جيدة في الجدل.

أعاد بالمدرسة النّظامية والمدرّس بها الشّيخ أبو الحسن عليّ بن عليّ الفارقي.

وخرج عن بغداد في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة متوجها إلى الشام ، وناظر الفقهاء في طريقه ، وظهر كلامه واستحسن إيراده ، ودخل دمشق مريضا فبقي بها أياما وتوفّي في النصف من شعبان منها ودفن بدمشق وكان شابا.

٨١ ـ محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسن بن إسحاق بن موسى ابن إسحاق بن الحسين (١) بن الحسن بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو الفتح بن أبي عبد الله العلويّ الموسويّ.

من أهل مرو ، يعرف بالسيّد الأجل ، من بيت مشهور ببلده بالصّلاح والخير والرّياسة والتّقدم.

قدم بغداد رسولا في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وخمس مئة من شهاب الدين أبي المظفر محمد بن سام ملك غزنة وأكرم من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وولّي عند انصرافه نقابة الطالبين ببلده وما يليه ، وخلع عليه الخلع الجميلة.

وحدث ببغداد عن والده بمنام رواه عن يوسف (٢) بن أيوب الهمذاني

__________________

المقترح في المصطلح في اللعب بالبندق ، منه نسخة بدار الكتب الوطنية بباريس ضمن مجموع برقم ٤٦٣٩.

(١) في ب ومستدرك المختصر : «الحسن» ، خطأ.

(٢) توفي سنة ٥٣٥ ه‍ (ابن الجوزي : المنتظم ١٠ / ٩٤ ؛ وسبط ابن الجوزي : مرآة ٨ / ١٨٠).

٢٤١

الزّاهد ، وبالإجازة له من أبي سعد عبد الكريم بن محمد ابن السّمعاني. سمع منه بعض الطلبة ، وقد لقيته ببغداد ولم يتفق لي منه سماع.

وتوجه إلى بلده في صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة. ومولده في يوم الثلاثاء ثالث عشري شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وخمس مئة بمرو.

٨٢ ـ محمد (١) بن إسماعيل بن مسلم بن سلمان ، أبو الحسن الصّوفيّ.

من أهل إربل. وهو ابن عمّ محمد بن إبراهيم الذي قدّمنا ذكره (٢).

ولد ببغداد ، وسمع بها حضورا من أبي بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ، ومن أبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار. ثم سمع بها في حال تمييزه من جماعة ، وحدّث عنهم بإربل (٣).

سمعنا منه ببلده ، وسألته عن مولده فقال : ولدت ببغداد في أوائل سنة تسع وخمسين وخمس مئة. وتوفي بإربل في يوم السبت خامس ربيع الآخر سنة ثماني عشرة وست مئة.

* * *

__________________

(١) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ٢١٣ ـ ٢١٤ ، والزكي المنذري ٣ / الترجمة ١٨٠٢ وقال في اسمه : «أبو الحسن محمد ، ويقال علي ، ابن الشيخ الأجل الصالح أبي محمد وأبي علي وأبي العزيز إسماعيل بن مسلم بن سلمان الإربلي الأصل البغدادي المولد الصوفي». وترجمه ابن الفوطي في الملقبين ب «فخر الدين» (ج ٤ الترجمة ٣٣٣) والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٦٨ ، واختاره في مختصره ١ / ٢٣ ـ ٢٤.

(٢) الترجمة ٧٧.

(٣) منهم : شهدة بنت الإبري الكاتبة المشهورة (التكملة ٣ / الترجمة ١٨٠٢).

٢٤٢

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه إسحاق

٨٣ ـ محمد (١) بن إسحاق بن محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم ابن هلال بن زهرون ، أبو الحسن بن أبي نصر بن أبي الحسن بن أبي الحسين ابن أبي علي بن أبي إسحاق الصّابىء الكاتب.

وأبو الحسن جدّه يعرف بغرس النّعمة كان يتولى ديوان الزّمام في أيام الإمام المقتدي بأمر الله ، وله ترسّل حسن ، وتاريخ مشهور. وأبو الحسن هذا كان يسكن بباب المراتب ، وهو من بيت مذكور بالتقدم والكتابة والفضل.

سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي (٢) ، وأبا عبد الله الحسين بن علي ابن البسري ، وغيرهما مثل أبي بكر أحمد بن عليّ بن بدران الحلواني ، وأبي غالب شجاع بن فارس الذّهلي.

وكان ثقة صحيح السّماع.

سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأبو منصور عبد السلام بن عبد الوهّاب بن عبد القادر الجيلي. وحدثنا عنه أبو العباس أحمد بن أحمد الشاهد وغيره.

قرأت على أبي العبّاس أحمد بن أحمد المعدّل : أخبركم أبو الحسن محمد ابن إسحاق بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن

__________________

(١) آل الصابي من بيوتات بغداد المشهورة بالعلم والفضل والكتابة. وأبو الحسن محمد بن إسحاق هذا من شيوخ ابن مسلمة ، كما في مشيخته ، الترجمة ٣٣ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٢٤ وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٠٦ ، والعبر ٤ / ١٨٢ ، وترجمه ابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٨٠ وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٠٩.

(٢) نسبة إلى «النعال» جمع النعل ، وتوفي أبو عبد الله سنة ٤٩٣ ه‍ (المنتظم ٩ / ١١٥) وهو مشهور جدا.

٢٤٣

رزقوية ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطّان ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن شهريار الرّقي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن ابن عون ، عن محمد ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» (١).

أنبأنا محمد بن المبارك بن مشّق ، قال : مولد أبي الحسن ابن الصابىء في سابع عشري ذي القعدة من سنة إحدى وثمانين وأربع مئة.

وحدّثنا أبو العباس أحمد بن أحمد من لفظه وكتابه قال : توفي أبو الحسن ابن الصابىء في سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

قال ابن مشّق : يوم الأربعاء تاسع ربيع الأول من السنة المذكورة ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٨٤ ـ محمد (٢) بن إسحاق بن محمد بن إسحاق بن محمد بن هلال بن المحسّن ، أبو الحسين بن أبي نصر بن أبي الحسن المذكور وحفيده.

سمع أبو الحسين هذا من أبي محمد عبد الله بن منصور ابن الموصلي ، وغيره. كتبنا عنه.

__________________

(١) ابن عون : هو عبد الله بن عون بن أرطبان ، أبو عون البصري الثقة الثبت الفاضل ، من رجال الشيخين ، ومحمد هو ابن سيرين ، وهذا إسناد غريب لهذا المتن ، فالمحفوظ أن هذا الحديث يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ، (كما أخرجه أحمد ٢ / ١٩٥ و ٥٢٧ ، والبخاري في الأدب المفرد (٩٠١) ، ومسلم ٨ / ٤١ ، وابن حبان (٦١٦٨) ، وأبو الشيخ في الأمثال (١٠٢) ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ٢ / ٩٤ ، والخطيب في تاريخ مدينة السلام ٤ / ٥٢٨ و ٥ / ٥٧٨) ، كما يرويه يزيد الأصم عن أبي هريرة كما في صحيح مسلم ٨ / ٤١ وسنن أبي داود (٤٨٣٤) ومسند الحميدي (١٠٤٦) ومسند أحمد ٢ / ٥٣٩ وغيرها. وهو عند البخاري (٣٣٣٦) من حديث عائشة.

(٢) توفي في سلخ رجب سنة ٦١٩ ه‍ ، وقد ذكره المنذري في وفيات السنة المذكورة من التكملة ٣ / الترجمة ١٨٨٦ وفصّل الكلام في آبائه واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٢٤ ـ ٢٥ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٨٣. وترجمه أيضا الصفدي في الوافي ٢ / ١٩٩.

٢٤٤

وكان خيّرا حافظا لكتاب الله تعالى ، يؤم في مسجد الشيخ أبي إسحاق الشّيرازي بباب المراتب.

قرأت على أبي الحسين محمد بن إسحاق بن محمد من أصل سماعه قلت له : أخبركم أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله ابن الموصلي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء قال : حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني ، قال : حدثنا مالك (١) ، عن يحيى بن سعيد ، قال : أخبرني عبادة ابن الوليد بن عبادة بن الصّامت أنّ أباه أخبره عن عبادة بن الصّامت قال : بايعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على السّمع والطّاعة في العسر واليسر ، والمنشط والمكره ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، وأن نقول الحقّ ، أو نقوم بالحقّ ، حيثما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم».

سألت أبا الحسين هذا عن مولده ، فقال : في ذي القعدة سنة خمس ، ومرة أخرى سنة ست ، وخمسين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) الموطأ (١٢٨٧ برواية الليثي).

وهو في البخاري ٩ / ٩٦ (٧١٩٩) من طريق مالك ، به ، وعند مسلم من طرق عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه ، به ٦ / ١٦ (١٧٠٩) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على ابن ماجة (٢٨٦٦).

٢٤٥

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أسعد

٨٥ ـ محمد (١) بن أسعد بن محمد بن نصر البغداديّ ، أبو المظفّر المعروف بابن حليم الفقيه الحنفيّ الواعظ.

سكن دمشق إلى أن توفّي بها ، وكان يعظ بها.

ذكره أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه ، وقال : لقيته بدمشق. وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

سمع منه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدّمشقي ، وذكره في معجم شيوخه.

أنبأنا الحسن بن أبي الغنائم التّغلبي ، قال : محمد بن أسعد بن محمد بن نصر العراقي البغدادي الفقيه الحنفي أبو المظفر يعرف بابن الحليم الواعظ ، توفي في سنة سبع وستين وخمس مئة ، ودفن بباب الصغير ، وقد جاز الثمانين ، رحمه‌الله وإيانا.

٨٦ ـ محمد (٢) بن أسعد بن محمد بن الحسن بن القاسم ، أبو منصور

__________________

(١) ترجمة ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٢ / ٤٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩ ، وفي العبر ٤ / ١٩٩ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٥. وترجمه الصفدي في الوافي ٢ / ٢٠٣ وساق له بعض الأشعار ، ومحيي الدين القرشي في الجواهر المضيئة ٢ / ٣٢ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢١٨.

(٢) ترجمه السمعاني في التحبير ٢ / ٨٩ ـ ٩٠ ، وابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٧٩ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٤ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، وابن الفوطي في الملقبين بعمدة الدين من تلخيصه ٤ / الترجمة ١٣٢٥ ونقل عن ابن النجار ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٠٢ ـ ٥٠٣ و ٥٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٣٩ ـ ٥٤٠ ، والعبر ٤ / ٢١٣ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٣٣ ـ ١٣٣٤ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٦ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٥ ، والصفدي

٢٤٦

المعروف بحفدة (١) العطّار.

من أهل طوس.

فقيه فاضل شافعيّ المذهب ، تفقه على حجة الإسلام أبي حامد الغزالي. وله معرفة حسنة بالتفسير ، والوعظ.

قدم بغداد ، وحدّث بها في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة عن أبي محمد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي ، وعن أبي الفتيان عمر بن أبي الحسن الدّهستاني الحافظ ، وغيرهما.

سمع منه جماعة ؛ وحدّثنا عنه الشيخان : أبو أحمد عبد الوهّاب بن علي الأمين ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر.

قرأت على أبي أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ قلت له : أخبركم أبو منصور محمد بن أسعد الطّوسي ، قدم عليكم ، بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسين بن مسعود الفرّاء ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمد القاضي ، قال : حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن حبيب النّيسابوري ، قال : حدثنا أبو الوليد حسّان بن محمد الفقيه ، قال : حدثنا القاسم ابن زكريا المطرّز أبو بكر ، قال : حدثنا سعيد بن يحيى ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : قلنا : يا رسول الله ، أيّ الإسلام أفضل؟ قال : «من سلم المسلمون من لسانه ويده» (٢).

__________________

في الوافي بالوفيات ٢ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣ ، والسبكي في طبقاته ٦ / ٩٢ ـ ٩٣ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٤٤١ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٦٠٩ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٧٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤٠.

(١) قيده ابن خلكان بالحروف بفتح الحاء المهملة والفاء والدال المهملة وقال : «لا أعلم لم سمي بهذا الاسم مع كثرة كشفي عنه» (الوفيات ٤ / ٢٣٩).

(٢) هو في الصحيحين من حديث سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه ، به (البخاري ١ / ١٠

٢٤٧

ذكر شيخنا أبو الفرج ابن الجوزي (١) أن حفدة توفي في رجب سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة (٢).

قال غيره : بتبريز ، ودفن بها.

* * *

الأسماء المفردة في حرف الألف من آباء من اسمه محمد

٨٧ ـ محمد (٣) بن أعز بن عمر بن محمد بن عبد الله بن سعد بن الحسين بن القاسم بن النّضر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الصّدّيق ـ هكذا نقلته من خط ابن عم أبيه الشيخ أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله ابن محمد ـ أبو عبد الله بن أبي الحارث السّهرورديّ الأصل البغداديّ المولد والدّار الصوفيّ.

من أولاد المشايخ المشهورين وأبناء الرّواة المذكورين. حدّث أبو عبد الله هذا ، وأبوه ، وجده ببغداد.

سمع جدّه أبا حفص عمر بن محمد ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي الأصبهاني ، وأبا الوقت

__________________

(١١)) ، ومسلم ١ / ٤٨ (٤٢) ، وينظر تام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٥٠٤).

(١) المنتظم ١٠ / ٢٧٩.

(٢) وذكر بعضهم أنه توفي سنة ٥٧١ ، ولذلك ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام مرتين ، ولكنه رجح سنة ٥٧٣.

(٣) ترجمه معين الدين ابن نقطة في إكمال الإكمال وذكر أنه سمع منه ١ / ١٤٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٢٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين ج ٤ الترجمة ٢٣٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٣٥. والسهرورديون من كبار العوائل البغدادية موجودون إلى اليوم ، وهم أهل بيت تصوف وصلاح ورواية.

٢٤٨

عبد الأول بن عيسى السّجزي وغيرهم. كتبنا عنه.

قرأت على أبي عبد الله محمد بن أعز بن عمر الصّوفي برباط سعادة ، قلت له : أخبركم أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني ، قدم عليكم بغداد ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد ابن إسحاق بن مندة ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن حيوة ، قال : حدثنا أحمد ابن محمد اللّنباني (١) ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا ، قال : حدثنا إسحاق بن حاتم ، قال : حدثنا يحيى بن سليم ، عن محمد بن مسلم ، قال : بلغني أنّ رجلا جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله أوصني ولا تكثر عليّ ، قال : «لا تتهم الله في شيء قضاه لك» (٢).

سألت محمد بن أعز هذا عن مولده ، فقال : في سنة سبع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الثلاثاء ثالث شوّال سنة ست وست مئة ، وصلّي عليه يوم الثّلاثاء ، ودفن بمقبرة جامع المدينة المعروفة بالسّهلية.

__________________

(١) اللّنباني : بضم اللام وسكون النون ، هذه النسبة إلى محلة كبيرة بأصبهان ولها باب يقال له باب لنبان. توفي أبو بكر محمد بن أحمد هذا سنة ٣٣٢ ه‍ وهو من المحدثين المشهورين (أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير في «اللنباني»).

(٢) إسحاق بن حاتم هو المدائني ، ويحيى بن سليم هو القرشي الطائفي المكي الحذاء من رجال التهذيب ، وهو صدوق حسن الحديث (تحرير التقريب ٤ / ٨٦ ـ ٨٧) ، ومحمد بن مسلم هو الطائفي ، صدوق حسن الحديث من رجال مسلم (تحرير التقريب ٣ / ٣١٧) ، وإسناده ضعيف لإرساله.

وقد روي ضمن حديث لعبادة بن الصامت أخرجه الإمام أحمد ٥ / ٣١٩ وغيره وأسانيده ضعيفة. وقال السندي : لا تتهم الله : أي لا تر أنه أساء إليك فيما قضى به عليك ، بل اعتقد أنّ كل ذلك مما هو مقتضى الحكمة.

٢٤٩

٨٨ ـ محمد بن أكمل بن عليّ بن عبد الرحيم بن محمد بن عليّ بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى ، واسمه عيسى ، ابن أحمد بن محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ ، أبو عبد الله الخطيب بجامع الحربية.

من أهل باب البصرة. من بيت أهل خطابة وشرف. وأبوه أبو محمد أكمل كتبنا عنه ، وسيأتي ذكره في حرف الألف من هذا الكتاب إن شاء الله (١).

ومحمد هذا تولى الخطابة مدّة إلى أن مرض وانقطع في منزله.

٨٩ ـ محمد (٢) بن أنجب بن الحسن بن عليّ بن نقيش ، أبو الفتوح.

شاب من أهل درب القيّار ، كان يسمع معنا ، ويحضر عند الشيوخ كأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، وأبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن ابن زريق ، وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بن بكروس ، وغيرهم ، ويلازم مجالس القرّاء ويخالط الصّالحين.

توفي في أواخر سنة ست وسبعين وخمس مئة ، أو أوائل سنة سبع ، ولم يبلغ أوان الرواية ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

__________________

(١) توفي سنة ٦٠٠.

(٢) ذكره ابن الصابوني في استدراكه على ابن نقطة في باب «نفيس» و «نقيش» ونقل ترجمته بتمامها عن ابن الدبيثي (تكملة إكمال الإكمال ص ٢٤١ ـ ٢٤٢) ولم يذكره الذهبي في المشتبه (٦٤٧).

٢٥٠

حرف الباء في آباء من اسمه محمد

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بركة

٩٠ ـ محمد (١) بن بركة بن خلف بن الحسن بن كرما (٢) الصّلحي (٣) الأصل ، أبو بكر.

من أهل بغداد.

مقرىء ، قرأ بالقراءات على الشيخ أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط الشّيخ أبي منصور الخياط ، وعلى غيره ، وسمع منه ، ومن أبي القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين ، وأبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّهان المرتّب ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم.

وسافر عن بغداد ، وأقام بمكة مدة ثم صار إلى الشام. وحدّث في أسفاره ؛ روى عنه أبو الفدا إسماعيل بن عبيد الموصلي. وذكر أبو بكر محمد بن المبارك ابن مشّق أنه أجاز له.

أنبأنا إسماعيل بن عليّ بن عبيد الله الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد ابن بركة بن كرما الصّلحي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن الدّهان المرتّب ، قال : أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن أحمد ابن المهتدي. وقرأته على أبي نصر محمد بن سعد الله بن نصر الواعظ ، قلت : أخبركم أبو الحارث محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الصمد ابن المهتدي قراءة عليه ، فأقرّ

__________________

(١) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٢ / ١٤٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٢ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٧ ، والصفدي في الوافي ٢ / ٢٤٨ ، وذكروا أن وفاته بدمشق سنة ٥٦٦ وأنه دفن بسفح قاسيون. على أن الذهبي أدرجه ضمن وفيات سنة ٥٦٥ من تاريخه مع أنه نصّ على وفاته في سنة ست وستين ، وكذلك ذكره في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ ضمن المتوفين في سنة ٥٦٥.

(٢) بفتح الكاف ، كما هو مجوّد التقييد في النسخة المنذرية.

(٣) الصّلحي : بكسر الصاد وسكون اللام ، هذه النسبة إلى قرية «فم الصلح» كانت فوق واسط (كما في معجم البلدان وأنساب السمعاني ولباب ابن الأثير).

٢٥١

به ، قال : أخبرنا أبي أبو الغنائم محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبي أبو الحسن محمد بن أحمد ، قال : أخبرنا الحسين بن أحمد بن بكير ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان ، قال : حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا النّضر بن حميد ، عن أبي إسحاق السّبيعي (١) ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عليّ كرم الله وجهه أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ما من أهل بيت فيهم اسم نبيّ إلا بعث الله إليهم ملكا يقدّسهم بالغداة والعشيّ» (٢).

٩١ ـ محمد (٣) بن بركة بن عمر العطّار ، أبو عبد الله الحلّاج ، والد شيخنا أبي بكر ترك بن محمد.

ومحمد هذا يعرف بسوادا ، كان يسكن درب يعقوب بشارع دار الرّقيق.

وكانت له إجازة من جماعة من الشيوخ منهم : أبو القاسم عليّ بن الحسين الرّبعي المعروف بابن عريبة (٤) ، وأبو غالب شجاع بن فارس الذّهلي ، وأبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي. روى بها عنهم ؛ وسمع منه أبو طاهر عبد الجبّار بن هبة الله ابن البندار ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وغيرهما.

أنبأنا ابن مشّق ، قال : توفي سوادا يوم الأربعاء خامس عشري ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

__________________

(١) هو عمرو بن عبد الله بن علي السبيعي الكوفي المتوفى سنة ١٢٧ ، من رجال التهذيب.

(٢) موضوع ، أصبغ بن نباتة متروك الحديث ، ومحمد بن حميد الرازي ضعيف ، أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ١ / ٢٦٦ والخطيب في تاريخه ١٦ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦ عن يحيى بن محمد المؤدب ، عن محمد بن عبد الله الكوفي بإسناده ومتنه ، ومن طريقه الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات ١ / ١٥٤.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٦٣ ، واختاره في مختصره ١ / ٢٧ ـ ٢٨.

(٤) قيده الذهبي في المشتبه ٤٥٧ قال في كلامه على «عرينة» : «وبموحدة : أبو القاسم الرّبعي شيخ السّلفي يعرف بابن عريبة» قلت : توفي أبو القاسم الرّبعي سنة ٥٠٢ (سبط ابن الجوزي ٨ / ٣٠ والذهبي في العبر ٤ / ٥ وابن تغري بردي ٥ / ١٩٩ وابن العماد ٤ / ٤).

٢٥٢

ذكر من اسمه محمد واسم أبيه بختيار (١)

٩٢ ـ محمد (٢) بن بختيار بن عبد الله ، أبو عبد الله الشّاعر المعروف بالأبله (٣).

كان يسكن درب الشاكرية ، ويقول الشعر بغير علم. وله «ديوان» مجموع (٤) ، وذكر مشهور. أكثر القول في المدح والهجاء والغزل والنّسيب ، وغير ذلك.

لقيناه وكنّا نطلب السّماع منه لشيء من شعره فيعدنا وإذا جئنا إليه يعتذر إلينا ، وطال علينا التّردد ولم نسمع منه شيئا.

توفي فيما قال شيخنا أبو الفرج ابن الجوزي في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وخمس مئة.

وقال غيره : في سنة ثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب أبرز محاذي التّاجية.

٩٣ ـ محمد (٥) بن بختيار بن عبد الله ، أبو عبد الله ، أخو أبي الحسن

__________________

(١) فتح باء بختيار مجود في النسخة المنذرية.

(٢) ترجمه العماد في الخريدة ١ / ٨٥ (قسم العراق) ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٥٠٣ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٧٩ وابن خلكان في الوفيات ٤ / ٤٦٣ ـ ٤٦٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٣١ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٣٢ والعبر ٤ / ٢٣٨ ، والصفدي في الوافي ٢ / ٢٤٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ، وغيرهم.

(٣) إنما قيل له الأبله لأنه كان فيه طرف بله وقيل : لأنه كان في غاية الذكاء ، وهو من أسماء الأضداد ، كما قيل للأسود كافور (ابن خلكان ٤ / ٤٦٥).

(٤) يراجع كتاب بروكلمان : تاريخ الآداب العربية ١ / ٢٨٨ ، وملحقه ١ / ٤٤٢ بالألمانية.

(٥) ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٤٠ ، وابن الشعار في عقود الجمان ٦ / ورقة ٦٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٨٥ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٦٦ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب (ج ٤ الترجمة ٤٠١) والصفدي في الوافي ٢ / ٢٤٦ ، والعيني في عقد الجمان ج ١٧ ورقة ٣١٦ ـ ٣١٧.

٢٥٣

علي بن بختيار الذي تولى أستاذية الدار العزيزة ، شيّد الله قواعدها بالعز.

كان في زي الجند ، وكان فيه تميّز ، ويقول الشّعر.

حدثني أحمد (١) ، ابن علي أخيه ، قال : أنشدت عمّي محمدا بيتا قلته ، وهو :

قسما بمن سكن الفؤاد وإنّه

قسم به لو تعلمون عظيم

فأجازه ارتجالا وأنشد في ذلك :

إني به صبّ كئيب مدنف

قلق الفؤاد مولّه مهموم

لا أستطيع مع التنائي سلوة

حتى الممات وإنني لسليم

فتعطّفوا بالوصل بعد تهاجر

فالصّبر ينفد والرّجاء مقيم

ولقد شكوت صبابتي وتيتّمي

حتى تجود به وأنت رحيم

يا مالكين بحبّهم زمر الحشا

ظام على تيّاركنّ يحوم

توفي محمد بن بختيار هذا في سنة خمس وست مئة بالبصرة ، ودفن بها ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

__________________

(١) تأخرت وفاة أحمد هذا إلى سنة (٦٤٢) أي بعد خمس سنوات من وفاة المؤلف ، وكان متأدبا فاضلا ، حسن الطريقة ، متدينا صالحا ، له معرفة بالأدب ، وكان مقيما برباط والده بباب الجعفرية في الجانب الشرقي من بغداد ، أخذ عنه ابن النجار وذكره في تاريخه كما دلّ على ذلك المستفاد للدمياطي (الترجمة ٣٧) ، وترجمه الذهبي في وفيات سنة ٦٤٢ من تاريخ الإسلام ١٤ / ٤٠٣ ، والصفدي في الوافي ٧ / ١٨٩ نقلا من تاريخ ابن النجار ، ولم يترجمه المؤلف.

٢٥٤

الأسماء المفردة في حرف الباء في آباء من اسمه محمد

٩٤ ـ محمد (١) بن بدر بن عبد الله الشّيحيّ ، أبو الرّضا.

كان أبوه بدر (٢) مولى لأبي منصور عبد المحسن (٣) بن محمد الشّيحي فنسب إليه. وقد روى بدر وحدّث.

وابنه محمد سمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلاف ، وأبا القاسم عليّ ابن أحمد بن بيان ، وأباه بدرا ، وغيرهم. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، وغيره. وحدثنا عنه أبو محمد بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز : أخبركم أبو الرّضا محمد بن بدر بن عبد الله الوكيل ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد ابن العلاف ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمود بن إسحاق الفاكهي ، قال : حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا ، قال : حدثنا إبراهيم بن عمرو بن أبي صالح ، قال : حدثنا ابن أبي حبيبة (٤) ، عن عبد الله بن أبي سفيان ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) ذكره الذهبي في المشتبه ٣٤٩ وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٢٨ نقلا من هذا الكتاب ، وهو في المختصر المحتاج إليه ١ / ٢٨ ، وذكر السمعاني والده بدرا في «الشيحي» من الأنساب وتابعه ابن الأثير في اللباب ، ونقل عنه ياقوت في معجم البلدان. والشيحي : نسبة إلى «شيحة» من قرى حلب كما في أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير ومعجم البلدان ومشتبه الذهبي وهي بكسر الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وحاء مهملة.

(٢) في ش : «بدرا» ولا يصح ، توفي سنة ٥٣٢ ه‍ وكان من كبار المحدّثين (ابن الجوزي : المنتظم ١٠ / ٧٤ ، وابن منظور : مختار ذيل السمعاني ، الورقة ١٥٦ ، والسمعاني في «الشيحي» من الأنساب ، والعيني ج ١٦ الورقة ١٠٣ ـ ١٠٤ ، وابن تغري بردي ٥ / ٢٦٢).

(٣) توفي سنة ٤٨٩ ه‍ (السمعاني : الأنساب ، وابن الجوزي : المنتظم ٩ / ١٠٠ وغيرهما).

(٤) هو إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري المدني من رجال التهذيب ، ضعيف.

٢٥٥

الأحمري ، قال : كنت أعد امرأتي حجة ثم بدا لي فغدوت فوجدت من ذلك وجدا شديدا فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «مرها تعتمر في شهر رمضان فإنها تعدل حجة» (١).

أنبأنا القرشي ، قال : توفي أبو الرّضا بن بدر الشّيحي يوم الأحد سلخ شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.

٩٥ ـ محمد (٢) بن بنيمان بن محمد بن علي بن الحسين الأصبهانيّ ، أبو المجد الصّوفيّ.

روى عن أبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش الكاتب ، سمع منه شيخنا عبد العزيز بن الأخضر ، وحدثنا عنه.

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك فيما قرأته عليه من كتابه وقلت له : أخبركم أبو المجد محمد بن بنيمان بن محمد الصّوفي ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش قراءة ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستوية النحوي ، قال : حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان ، قال : حدثنا عيسى بن هليل السّلمي ، قال : حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ ، عن أيوب بن سليمان بن مينا (٣) عمن حدّثه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أوسع على أهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سنته كلّها» (٤).

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة المدني. على أن حديث «عمرة في رمضان تعدل حجة» حديث صحيح روي عن عدد من الصحابة ، فهو في البخاري ٣ / ٢٤ (١٨٦٣) من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري.

(٢) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٢٨.

(٣) راجع عن ضبط الاسم مشتبه الذهبي ٦٢٥.

(٤) إسناده ضعيف ، لجهالة شيخ أيوب بن سليمان بن مينا.

وحديث أبي سعيد الخدري أخرجه الطبراني في الأوسط (٩٣٠٠) وفيه محمد بن

٢٥٦

٩٦ ـ محمد (١) بن بقاء بن الحسن بن صالح بن يوسف ، أبو الحسين البرسفيّ ، وبرسف (٢) المنسوب إليها قرية بطريق خراسان.

مقرىء ضرير ، كان يذكر أنه قرأ القرآن على الشيخ أبي محمد سبط أبي منصور الخيّاط بشيء من القراءات ولكن لم يكن معه خط. وسمع القاضي أبا القاسم علي بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ ، وأبا الفضل محمد بن ناصر السلامي ، وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السّجزي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي الحسين محمد بن بقاء البرسفيّ من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم القاضي أبو القاسم علي بن عبد السيد بن محمد ابن الصباغ ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصّريفيني ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا عليّ بن الجعد ، قال : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني يحيى بن أبي إسحاق ، قال : سمعت سليمان بن يسار يحدّث عن الفضل بن عباس أنّ رجلا قال : يا رسول الله إنّ

__________________

إسماعيل الجعفري منكر الحديث. وأخرجه الطبراني في الكبير (١٠٠٠٧) من حديث ابن مسعود وإسناده ضعيف جدا. ورواه العقيلي في الضعفاء ٤ / ٦٥ من حديث أبي هريرة وإسناده ضعيف جدا. والخلاصة : لا يوجد لهذا الحديث طريق صحيح. وينظر العلل المتناهية لابن الجوزي ٢ / ٦٢ ـ ٦٣ ، وتنزيه الشريعة ٢ / ١٥٧.

(١) ترجمه ياقوت في «برسف» من معجم البلدان ١ / ٣٨٤ وتصحف فيه اسم أبيه إلى «بعار» ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٥٧. واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٢٩ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٢١ ، والمشتبه ٦٦ وتصحف فيه تاريخ وفاته إلى ٦٥٠ ، والصفدي في نكت الهميان ٢٤٦ ـ ٢٤٧ وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤٥٤.

(٢) قيدها ياقوت بضم السين بالحروف ، وقيدها بضم الباء وسكون الراء المهملة بالقلم (معجم البلدان ١ / ٣٨٤) وكذلك قيده الذهبي في المشتبه ـ أعني بضم الباء والسين ـ بالقلم (المشتبه ٦٦) وحكى المنذري في التكملة (٢ / الترجمة ١٠٥٧) كسر السين.

٢٥٧

أبي شيخ كبير لا يستطيع الحجّ كلّما حملته على راحلته لم يستمسك ، قال : «حجّ عن أبيك» (١).

سألت أبا الحسين هذا عن مولده ، فقال : في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ببرسف. وتوفي ببغداد في ليلة الاثنين تاسع عشر جمادى الأولى (٢) سنة خمس وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بمقبرة الوردية من مقابر الجانب الشرقي.

* * *

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد منقطع ، فإن سليمان بن يسار لم يسمعه من الفضل ، لأن الفضل ابن عباس توفي في زمن عمر بن الخطاب بالشام في طاعون عمواس سنة ١٨ ه‍ ، وسليمان إنما ولد في خلافة عثمان فلا يمكن أن يدركه (تنظر تحفة الأشراف ٧ / ٥٠٠ بتحقيقنا) والصواب أن هذا الحديث رواه سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس عن الفضل ، كما في مسند أحمد ١ / ٢١٢ ، والصحيحين : البخاري ٣ / ٢٣ (١٨٥٣) ، ومسلم ٤ / ١٠١ (١٣٣٥) وغيرها. أما حديث سليمان عن الفضل فأخرجه أحمد ١ / ٢١٢ ، والنسائي في الحج ٥ / ١١٩ وفي القضاء ٨ / ٢٢٩.

(٢) قال زكي الدين المنذري بعد أن ذكره في هذا التاريخ من كتابه : «ويقال كانت وفاته في جمادى الآخرة».

٢٥٨

حرف التّاء في آباء من اسمه محمد

٩٧ ـ محمد بن تركانشاه ، أبو الوفاء الحاجب.

من أهل بروجرد (١).

كان صاحبا للوزير أبي شجاع (٢) وزير الإمام المقتدي بأمر الله رضي‌الله‌عنه. قدم بغداد ، واستوطنها ، وحدّث بها عن أبي عيسى عبد الرحمن بن محمد ابن زياد الأصبهاني. وهو والد تركانشاه ومنوجهر ابني محمد المحدّثين.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في حرف الواو وسماه : وفاءا ، وقال : اسمه محمد. ولم يذكره فيمن اسمه محمد ، ووهم في تسميته «وفاء» بل اسمه محمد وكنيته أبو الوفاء.

سمع منه أبو بكر بن كامل ، وابنه منوجهر بن محمد.

أنبأنا أبو الفضل منوجهر (٣) بن محمد بن تركانشاه ، قال : أخبرنا أبي قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد في شعبان سنة ثمان وخمس مئة ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن زياد ، قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الحروري ، قال : حدثنا محمد

__________________

(١) بروجرد : قيدها السمعاني في «البروجردي» من الأنساب وتابعه ابن الأثير في اللباب : بضم الباء الموحدة والراء المهملة وسكون الواو وكسر الجيم وسكون الراء وبعدها دال مهملة. وتابعهما في ذلك ابن خلّكان في ترجمة أبي المظفر بركياروق ابن السلطان ملكشاه السلجوقي وقيدها بالحروف مثل الذي ذكرنا ١ / ٢٦٩ ولكن ياقوتا الحموي قيدها بفتح الباء ولم يشر إلى ضمّها (معجم البلدان ١ / ٤٠٤) ، ومعلوم أنّ السمعاني أعلم بهذه البلاد.

(٢) هو ظهير الدين محمد بن الحسين الروذراوري صاحب «الذيل» على تجارب الأمم لمسكويه ، والمتوفى سنة ٤٨٨ ه‍ وسيرته مشهورة جدا.

(٣) توفي سنة ٥٧٥ ه‍ (الدمياطي : المستفاد ١٧٩ والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٦٧ والعبر ٤ / ٢٦٦ وابن العماد ٤ / ٢٥٤. وترجمه ابن الدبيثي كما دلّ على ذلك اختصار الذهبي).

٢٥٩

ابن سليمان لوين ، قال : حدثنا فرج بن فضالة ، عن عبد الله بن عامر الأسلمي ، عن نافع ، عن ابن عمر أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ من الشّعر حكمة» (١).

توفي محمد هذا بعد سنة ثمان وخمس مئة (٢) ، والله أعلم.

٩٨ ـ محمد (٣) بن تميم بن أحمد بن أحمد بن كرم بن غالب البندنيجيّ ، أبو بكر بن أبي القاسم.

من أهل باب الأزج.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف فرج بن فضالة وشيخه عبد الله بن عامر الأسلمي ، وهو غير محفوظ من حديث ابن عمر ، وهو محفوظ من حديث أبي بن كعب عند البخاري ٨ / ٤٢ (٦١٤٥) وغيره ، ومن حديث ابن عباس عند أحمد ١ / ٢٦٩ و ٢٧٣ و ٣٠٣ و ٣٠٩ و ٣١٣ و ٣٢٧ و ٣٣٢ والبخاري في الأدب المفرد (٨٧٢) ، وأبي داود (٥٠١١) ، والترمذي (٢٨٤٥) ، وابن ماجة (٣٧٥٦) ، ومن حديث ابن مسعود عند الترمذي (٢٨٤٤) والصواب في حديث ابن مسعود أنه موقوف ، لذلك ضعّفه الترمذي.

(٢) أضاف شيخنا العلامة مصطفى جواد كلمة (وخمسين) بعد ثمان فأصبح تاريخ وفاته سنة ثمان وخمسين وخمس مئة. والذي دفعه إلى ذلك أنه قال معلقا على ترجمته : «في دار الكتب الوطنية بباريس نسخة من كتاب «الإقناع» في العروض للصاحب بن عباد أرقامه ٦٠٤٢ جاء في أوله «صاحبه كاتبه محمد بن تركانشاه» وتاريخ نسخها سنة ٥٥٩ لا سنة ٥٦٩ كما جاء في الصفحة «ط» من النسخة المطبوعة من ذلك الكتاب بتحقيق العالم الأديب محمد حسن آل ياسين «راجع ص ٨٧ من النسخة المذكورة» ثم قال شيخنا رحمه‌الله تعليقا على الزيادة التي ارتآها : «زيادة اقتضاها المقام لأن نسخه لكتاب الإقناع في العروض المقدّم ذكره كان في سنة ٥٥٩ ، يراجع الكتاب المذكور ص ٨٧ فقد جاء في آخره «تم الكتاب .. في سلخ رجب سنة تسع وخمسين وخمس مئة» (المختصر ٢ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥) قال بشار : وكلام شيخنا ـ رحمه‌الله ـ لا يصح بوجه من الوجوه فقد ذكر ابن الدبيثي في ترجمته هذه أنه كان «صاحبا للوزير أبي شجاع» وعلّق شيخنا نفسه على ذلك بذكره وفاة أبي شجاع وأنها كانت سنة ٤٨٨ ه‍ فهل عاش بعده ٧١ عاما! بله سمع منه ابنه سنة ٥٠٨ وهي سنة وفاته كما هو مذكور في هذه الترجمة.

(٣) تأخرت وفاته إلى ذي القعدة من سنة ٦٤٣ ، وقد ترجمه الذهبي في وفيات السنة المذكورة من تاريخ الإسلام ١٤ / ٤٦٩.

٢٦٠