ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٢

له معرفة جيدة بالنحو والعربية. وأثنى عليه رحمه‌الله تعالى.

٧ ـ محمد (١) بن أحمد بن محمد ابن الشّبلي ، أبو الغنائم القصّار (٢) ، أخو أبي المظفر هبة الله ، وكان الأكبر.

سمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن النّقّور البزّاز ، وأبا نصر محمد بن محمد الزّينبي ، وأبا الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدّقاق ، وغيرهم. وروى القليل.

أخبرنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدّمشقي في كتابه ، قال : قرأت على أبي محمد عبد الله بن أحمد النّحوي (٣) : أخبركم أبو الغنائم محمد بن أحمد القصّار ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور قراءة عليه في سنة ثمان وستين وأربع مئة ، قال : حدثنا القاضي الحسين بن هارون الضّبّي ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل الضّبّي أنّ محمد بن عمرو بن أبي مذعور حدّثهم ، قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حج هذا البيت فلم يرفث (٤) ولم يفسق فرجع ، كان كما ولدته أمه» (٥).

قال القاضي أبو المحاسن : سمع ابن الخشاب من هذا الشيخ في سنة عشرين وخمس مئة ، وسألته عنه فقال : كان قصّارا ، توفي بعد أن سمعنا منه بقريب.

__________________

(١) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٣ ، وترجمه في تاريخه ١١ / ٣٢٢ نقلا من ابن الدبيثي.

(٢) القصار : نسبة إلى قصارة الثياب.

(٣) يعني ابن الخشاب النحوي المشهور.

(٤) الرفث : الجماع والفحش ، وقال الأزهري : كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة.

(٥) حديث منصور بن المعتمر عن أبي حازم عن أبي هريرة في الصحيحين : البخاري ٣ / ١٤ (١٨١٩) و (١٨٢٠) ، ومسلم ٤ / ١٠٧ (١٣٥٠). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٨١١).

١٦١

٨ ـ محمد بن أحمد بن القاسم الخشّاب ، أبو بكر ، والد أبي الفرج مصعب (١) بن محمد الخشّاب.

سمع أبو بكر أبا عبد الله الحسين (٢) بن عليّ ابن البسري (٣) وغيره. وسمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه ، وأبو محمد ابن الخشّاب وغيرهما.

قرأت في كتاب أبي محمد عبد الله بن أحمد الذي سمعه من أبي بكر الخشّاب : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن القاسم بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد ابن البسري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان. وأخبرناه سماعا أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل الحنفي قراءة عليه من أصل سماعه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو المعالي المبارك بن أبي المكارم البزّاز قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد ابن عبد الكريم بن خشيش (٤) ، قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو

__________________

(١) في النسختين : «مسعب» ، وليس بشيء ، فهو مصعب ، وهو مترجم في المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٠٠ ، وترجمه الذهبي في المتوفين على التقريب من أصحاب الطبقة (٥٦) من تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

(٢) في ب ومستدرك المختصر : «الحسن» وهو وهم (راجع الهامش أدناه).

(٣) في ب : «الفسوي» وعلق عليه شيخنا العلامة رحمه‌الله في مستدركه على «المختصر» بأنه منسوب إلى «فسا» مدينة بفارس ... إلخ وهو وهم. قال السمعاني في الأنساب وتابعه ابن الأثير في اللباب : «البسري : بضم الباء الموحدة وسكون المهملة وفي آخرها الراء ... وهي أيضا نسبة إلى بيع البسر وشرائه وفيهم كثرة ... وظني أن أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد البسري البندار منهم ... وولده أبو عبد الله الحسين بن علي توفي سنة سبع وتسعين وأربع مئة». قلت : وقد تقدم ذكر أبي القاسم علي في هذا الكتاب عرضا (الترجمة ٥) ، وترجمة أبي عبد الله الحسين ابن البسري هذا في تاريخ الإسلام (١٠ / ٧٨٩).

(٤) راجع مشتبه الذهبي ٢٦٥ في تقييد هذه اللفظة. وتوفي أبو سعد هذا سنة ٥٠٢ ه‍ (راجع ابن الجوزي : المنتظم ٩ / ١٦٠ وتصحفت فيه كنيته إلى «سعيد» ، والذهبي : العبر ٤ / ٥ ابن

١٦٢

عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد الجمّال (١) ، قال : حدثنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان الثّوري [عن الأعمش](٢) ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يبعث كلّ عبد على ما مات عليه» (٣).

سمع ابن الخشّاب من هذا الشيخ بعد سنة عشرين وخمس مئة ، رحمه‌الله.

٩ ـ محمد بن أحمد بن علي ابن الدباس ، أبو عبد الله المعروف بابن الطّيبي (٤) ، والد أبي العباس أحمد (٥) بن محمد ابن الطّيبي الشاهد.

وأبو عبد الله هذا جد والدي لأمه. سمع أبا علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وغيره. وكانت له إجازة من شيوخ أصبهان بعد سنة خمس مئة إلا أن

__________________

العماد : شذرات ٤ / ٥).

(١) قيده الذهبي بفتح الجيم وتشديد الميم (المشتبه ١٧١) وأيده ابن ناصر الدين في توضيحه وقد ذكره لاشتباهه «بالجمال» ـ بالتخفيف ـ «والحمّال» بالحاء المهملة.

(٢) ما بين الحاصرتين إضافة لا بد منها لا يستقيم الإسناد إلا بها ، وهي مذكورة في تخريج الحديث ، وإلا فالسند منقطع ، فإن سفيان الثوري لا يروي عن أبي سفيان.

(٣) أبو سفيان هو طلحة بن نافع الواسطي الإسكاف ، وهو صدوق حسن الحديث ، وإنما روى له البخاري مقرونا ، وحديثه عن جابر صحيفة ، وأحاديث الأعمش عنه مستقيمة ، وهذا منها إن كان ما أضفته بين حاصرتين قد سقط من الأصل.

أخرجه أحمد ٣ / ٣٣١ و ٣٦٦ ، وعبد بن حميد (١٠١٣) ، ومسلم ٨ / ١٦٥ (٢٨٧٨) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٥٥) ، والحاكم ٢ / ٤٥٢ و ٤٩٠ ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ٢ / ٤٩ ، والبغوي (٤٢٠٧). وروى ابن ماجة في الزهد من سننه (٤٢٣٠) من طريق شريك عن الأعمش نحوه : «يحشر الناس على نياتهم».

(٤) أظنه منسوب إلى «الطيب» ـ بكسر الطاء وسكون الياء ـ بلفظ الطيب وهو الرائحة الطيبة ، بليدة بين واسط وخوزستان معروفة إلى اليوم (راجع أنساب السمعاني ولباب ابن الأثير في «الطيبي» من كتابيهما ، كذلك معجم البلدان لياقوت).

(٥) توفي سنة ٥٨١ ه‍ وسيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب (الترجمة ٨٤٤).

١٦٣

الرواية عنه لم تنشر.

وكان أحد الموسرين الأعيان ينزل بدار الخلافة المعظّمة مما يلي باب النّوبي.

توفي بعد العشرين وخمس مئة.

١٠ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن بغراج (١) ، أبو البركات.

سمع أبا عليّ الحسن بن أحمد ابن البنّاء ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه الذي جمعه ، وقرأت ذلك بخطّه.

١١ ـ محمد بن أحمد المرثديّ (٢) ، أبو بكر.

روى عنه المبارك بن كامل بيتين من الشعر ذكر أنه أنشده إياهما لإبراهيم النّظام (٣) أوردهما في معجمه أيضا.

١٢ ـ محمد (٤) بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن

__________________

(١) قرأها شيخنا العلامة مصطفى جواد رحمه‌الله «العراج» وعلّق عليها بقوله : «هكذا ورد ولعل الأصل «الفراج» (المختصر ٢ / ٢١٩) ولم يكن تخمينا جيدا ، والاسم واضح في نسخة شهيد علي باشا ، وهي نسخة المنذري.

(٢) ورد هذا اللفظ في «ب» مهملا ، ونقل شيخنا العلامة هذه الترجمة في مستدركه على المختصر وعلق عليه بقوله : «ولعله (المرندي) نسبة إلى مرند من مدن أذربيجان ، وإلا فهو (المزيدي) ولم أقف على ترجمة له في كتاب آخر ، قال بشار : لعله نسبة إلى «مرثد» أحد أجداد المنتسب إليه.

(٣) هو إبراهيم بن سيار بن هانىء البصري ، أبو إسحاق النظام الإمام المعتزلي المشهور المتوفى سنة ٢٣١ ه‍ ، وسيرته مشهورة جدا.

(٤) ترجم له القرشي في الجواهر المضيئة ٢ / ١٩ ونقل من تاريخ محب الدين ابن النجار. وبيت الدامغانيين من أكابر الأسر البغدادية علما ورياسة ، وهم حنفية مشهورون سيأتي ذكر غير واحد منهم في هذا الكتاب. وهم منسوبون إلى «دامغان» بلد كبير بين الري ونيسابور. والذي ولد من أجداد المترجم بالدامغان هو والد جده أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد ،

١٦٤

عبد الملك الدّامغانيّ ، أبو منصور بن أبي الحسين بن أبي الحسن بن أبي عبد الله ، أخو قاضي القضاة أبي الحسن علي (١) بن أحمد.

كان أبو منصور فقيها حسنا له معرفة بمذهب أبي حنيفة. استنابه أخوه قاضي القضاة أبو الحسن لما تولّى قضاء القضاة في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة في الحكم والقضاء بمدينة السلام ، فلم يزل على ذلك إلى أن توفي.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، وأبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وغيرهم. وما أعلم أنه حدّث بشيء لأنه لم يبلغ سنّ الرواية. وكان جميلا سريّا.

ذكر صدقة بن الحسين الفرضي في تاريخه أنّ أبا منصور أخا قاضي القضاة توفي يوم الأربعاء سابع عشر ربيع الأول سنة ست وأربعين وخمس مئة. وصلّي عليه بجامع القصر الشريف ، ودفن عند أبيه بنهر القلّائين.

١٣ ـ محمد (٢) بن أحمد بن محمد بن سعدان ، أبو المظفر الحنبليّ.

من أهل باب الأزج.

تفقه على أبي بكر أحمد بن محمد الدّينوري ، وأبي الحسين ابن الفرّاء. وسمع من أبي الحسين هذا ، ومن أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وغيرهما.

وروى اليسير ؛ أخرج عنه المبارك بن كامل حكاية في معجم شيوخه سمعها منه غير مسندة.

__________________

ولد بها سنة ٤٠٠ وقدم بغداد وولي قضاء القضاة بها وتوفي ببغداد سنة ٤٧٨ ه‍ وسيرته مشهورة. (راجع مثلا أنساب السمعاني في «الدامغاني»).

(١) توفي سنة ٥٨٣ وسيأتي ذكره في موضعه من الكتاب.

(٢) ترجم له الصفدي في الوافي ٢ / ٦٧ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٢٣٠ ونقل من تاريخ صدقة ابن الحسين وأنه سمّاه مظفرا ؛ وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٦٣ ـ ١٦٤.

١٦٥

قال صدقة بن الحسين في تاريخه : وفي ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة توفي أبو المظفر بن سعدان الفقيه الحنبلي الأزجي ، وكان فقيها كيّسا من أصحاب الدّينوري ، ودفن بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله.

١٤ ـ محمد (١) بن أحمد بن محمد بن علي بن حمديّة (٢) ، أبو عبد الله العكبريّ البيّع ، والد شيخينا أبي منصور عبد الله وأبي طاهر إبراهيم (٣).

سكن بغداد ، وسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي السعود ابن المجلي (٤) ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وأمثالهم.

وبلغني أنه حدّث بشيء من مسموعاته ؛ سمع منه ابنه أبو طاهر إبراهيم ، ويلتكين بن أخبار التّركي وابنه أبو بكر محمد (٥) ، وغيرهم.

١٥ ـ محمد (٦) بن أحمد بن علي ابن الأبراديّ ، أبو الحسن ابن

__________________

(١) له ذكر في التكملة للمنذري ١ / الترجمة ٣١٠.

(٢) قيد زكي الدين المنذري هذا الاسم في ترجمة ولده أبي منصور عبد الله بن محمد فقال : «وحمديّة : بفتح الحاء المهملة وفتح الميم وتخفيفها وكسر الدال المهملة وتشديد الياء آخر الحروف وآخره تاء تأنيث» (التكملة ١ / الترجمة ٣١٠).

(٣) توفيا في صفر سنة ٥٩٢ وسيأتي ذكرهما في موضعهما من هذا الكتاب.

(٤) قيده الذهبي في المشتبه ٥٧٣ وقال : «وبسكون الجيم : أبو السّعود أحمد بن علي ، ابن المجلي من شيوخ ابن الجوزي ، وأخوه أبو نصر هبة الله بن علي ابن المجلي ، مات كهلا» وتصحف في المنتظم ١٠ / ٢١ إلى «المحلي» بالحاء المهملة ، ولم ينتبه لذلك الأستاذ سالم الكرنكوي مصحح الكتاب. قلت : وتوفي أبو السعود أحمد هذا سنة ٥٢٥ ه‍ وذكره السمعاني في كتابه كما دل عليه اختيار ابن منظور منه (الورقة ٧١) وذكره الذّهبي في العبر ٤ / ٦٤ والعيني في عقد الجمان ج ١٦ الورقة ٣٣ ـ ٣٤ وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣.

(٥) محمد بن يلتكين بن أخبار التركي ذكره السمعاني في ذيل تاريخ بغداد كما دل على ذلك ما نقل منه الفتح بن علي البنداري (الورقة ١١٢ من نسخة باريس) وذكره ابن الفوطي في «القائمي» من تلخيص مجمع الآداب ج ٤ الترجمة ٢٧١٧ ونقل عن ابن النجار.

(٦) ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٥٥٣ نقلا من المؤلف ، وابن رجب في الذيل ١ / ٢٣٦ ونقل عن صدقة بن الحسين وابن نقطة وابن النجار. وذكره ابن العماد ٢ / ١٧٢

١٦٦

أبي البركات.

كان يسكن بالبدرية ، وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل. وصحب أبا الوفاء عليّ بن عقيل الحنبليّ ، وقرأ عليه ، وسمع منه ، ومن أبي الحسن علي بن المبارك بن الفاعوس المقرىء ، وغيرهما.

وحدّث بقليل ؛ سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع.

توفي يوم الجمعة خامس شعبان سنة أربع وخمسين وخمس مئة ، وصلّي عليه وقت العصر من اليوم المذكور ، ودفن عند رأس المختارة (١) ؛ ذكر ذلك صدقة بن الحسين في تاريخه.

١٦ ـ محمد (٢) بن أحمد بن عليّ بن المعمّر بن محمد بن المعمّر بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن عليّ بن عبيد الله بن عليّ بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو الغنائم ابن النقيب الطّاهر أبي عبد الله ابن النّقيب الطاهر أبي الحسن ابن النقيب الطاهر أبي الغنائم.

كان أبوه أبو عبد الله مرض في سنة سبع وأربعين وخمس مئة مرضا أشرف منه على الموت فسأل الإمام المقتفي لأمر الله أمير المؤمنين أن يولّي ابنه أبا

__________________

وقال ابن رجب : «وقد اشتبه على بعض الناس وفاته بوفاة أبيه» وكان قال في ترجمة والده ٢ / ١٨٩ : «والذي رأيت في تاريخ مختصر ابن شافع لابن نقطة : في هذه السنة وفاة أبي الحسن محمد بن أبي البركات أحمد الأبرادي. وقد تابعه على ذلك ابن الجوزي في تاريخه ، وترجماه بترجمة أبي البركات. وهو وهم». قال بشار : ووهم ابن الجوزي ثابت في المنتظم ١٠ / ٧٠ وتابعه أيضا بدر الدين العيني (ج ١٧ الورقة ٩٥ من نسخة دار الكتب ١٥٨٤ تاريخ) لأنه ينقل عن ابن الجوزي في هذه المدة.

(١) المختارة : محلة كبيرة بين باب أبرز وقراح القاضي والمقتدية بالجانب الشرقي من بغداد ، كما في معجم البلدان ٥ / ٧١.

(٢) ستأتي ترجمة أبيه النقيب أبي عبد الله أحمد في موضعها من هذا الكتاب ، وقد تأخرت وفاته بعد وفاة ابنه هذا بثلاث سنوات.

١٦٧

الغنائم هذا ما كان إليه من نقابة العلويين وعرّفه مرضه وعجزه ، فأجابه إلى ذلك وولّاه نقابة العلويين ، وخلع عليه يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمس مئة وكان خلعته : جبّة سوداء وعمامة سوداء وطيلسان وحنك وسيف محلّى بذهب ، وركب إلى داره. فكان على ذلك مديدة ، ثم إنّ أباه أبلّ من مرضه ، وركب وعاد إلى ولايته وعزل ابنه أبا الغنائم.

ومولده يوم الثلاثاء سادس ربيع الآخر سنة ثمان وخمس مئة. وتوفي في ثاني عشر جمادى الآخرة من سنة ست وخمسين وخمس مئة ، رحمه‌الله تعالى.

١٧ ـ محمد (١) بن أحمد بن صدقة ، أبو الرّضا الملقب جلال الدين ، وزير الراشد ، وهو ابن عمّ الوزير أبي عليّ الحسن بن علي بن صدقة وزير المسترشد.

لما أفضت الخلافة إلى أبي جعفر منصور ابن المسترشد بالله بعد قتل أبيه بمراغة وبويع بمدينة السلام في ذي القعدة سنة سبع وعشرين وخمس مئة استوزر أبا الرّضا بن صدقة ، فكان هو المدبّر لأموره. وكان الراشد مهيبا ذا سطوة فخاف الوزير أبو الرّضا منه واستشعر ، وببغداد زنكي بن آق سنقر أمير الموصل ، واحتاج الراشد إلى إنفاذ الوزير أبي الرّضا إليه في تدبير بعض الأمور ، فحضر عنده بالجانب الغربي من مدينة السّلام وخاطبه فيما جاء به ثم أطلعه على خوفه من الراشد واستشعاره منه ، وسأله أن يكون عنده ويفارق خدمة الراشد ، فأجابه فلبث عنده وطلبه الرّاشد فأعلم بحاله فتركه. ثم صار مع زنكي إلى الموصل فأقام عنده إلى أن أصلح حاله مع الراشد وعاد إلى منصبه. فلما خرج الراشد عن بغداد في سنة ثلاثين وخمس مئة تأخر الوزير أبو الرّضا عنه وخلع الراشد وبويع

__________________

(١) من بيت مشهور بالوزارة والتقدم وأخباره في كتب التاريخ المستوعبة لعصره ، وقد ترجم له مفردا غير واحد منهم : ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٢٠ والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٧ والعبر ٤ / ١٦١ والصفدي في الوافي ٢ / ١١١ والعيني ج ١٧ الورقة ٣٤٤ وغيرهم. وسيأتي ذكر ولده أبي الفتح المتوفى سنة ٥٩٧ ه‍ في موضعه من الكتاب.

١٦٨

للإمام المقتفي لأمر الله ، واستخدم أبو الرضا في غير الوزارة. وكان خيّرا.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد بن علي ابن العلّاف وغيره. سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، والشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والقاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو الخير صبيح بن عبد الله العطّاري (١) ، وأبو الفرج المبارك بن عبد الله بن النّقّور وغيرهم.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : قرأت على الوزير أبي الرّضا محمد بن أحمد بن صدقة ، قلت له : أخبركم أبو الحسن علي بن محمد بن عليّ ابن العلّاف ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمّامي (٢) ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن يوسف البخاري ، قال : حدثنا خلف ابن محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : حدثنا عمران بن موسى بن الضّحّاك ، قال : حدثنا نصر بن الحسين أبو الليث ، قال : حدثنا عيسى بن موسى ، قال : حدثنا أبو حمزة ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أعتق نصيبا من عبد كلّف عتق ما بقي» (٣).

__________________

(١) منسوب إلى أبي القاسم نصر بن منصور العطار المتوفى سنة ٥٥٣ ه‍ ، وستأتي ترجمة صبيح في موضعها من هذا الكتاب.

(٢) الحمّامي : بتشديد الميم هذه النسبة إلى الحمام الذي يغتسل فيه الناس ، وتوفي أبو الحسن هذا في حدود سنة ٤٢٠ ه‍ وكان مقرىء العراق (أنساب السمعاني ومشتبه الذهبي ٢٤٥).

(٣) عيسى بن موسى ، هو محدث بخارى أبو أحمد المعروف بغنجار ، رواياته عن الثقات مستقيمة إذا صرّح بالسماع كما بينه ابن حبان والحاكم والذهبي مفصلا (تحرير التقريب ٣ / ١٤٤) وهذا منها ، وأبو حمزة هو السكري ، وهو محمد بن ميمون المروزي وهو ثقة ، وقد صرّح بالسماع منه.

وحديث يحيى بن سعيد الأنصاري هذا في صحيح مسلم ٤ / ٢١٢ (١٥٠١) ، وهو عند أحمد ٢ / ٢ و ٧٧ ، وأبي داود (٣٩٤٤) ، والنسائي في الكبرى (٤٩٥٨) و (٤٩٥٩) و (٤٩٦٠) ، والدار قطني في السنن ٤ / ١٢٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٢٧٧ و ٢٨٠. وعلقه البخاري عقيب حديث (٢٥٢٥).

١٦٩

توفي الوزير أبو الرّضا بن صدقة ببغداد يوم الثلاثاء رابع عشر شعبان سنة ست وخمسين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الأربعاء النصف من الشهر المذكور ، ودفن.

وقال أحمد بن صالح بن شافع : سألته عن مولده فقال : في ثالث عشر شعبان سنة ثمان وسبعين وأربع مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٨ ـ محمد (١) بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمود بن عبد الله بن إبراهيم بن خالد الثّقفيّ ، أبو المظفر ، من أهل أصبهان.

ذكر أبو بكر عبيد الله بن أبي الفرج المارستاني فيما رسمه من التاريخ وسماه «ديوان الإسلام الأعظم بمدينة السلام» ولم يتممه ، أنّ أبا المظفر هذا ـ وساق نسبه كما ذكرنا ومن كتابه نقلت ـ قدم بغداد في سنة ست وخمسين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي علي الحسن (٢) بن أحمد الحدّاد ، وأنه سمع منه إملاء وسأله عن مولده ، فقال : في سنة ثمان وخمس مئة. وأبو بكر هذا ممن لا يعتمد عليه ولكن حكينا ما ذكره. وقد سمع من الثّقفي هذا غير عبيد الله كالقرشي (٣) ، رحمه‌الله.

__________________

وأخرجه عبد الرزاق (١٦٧١٣) و (١٦٧١٤) ، والبخاري (٢٥٠٣) و (٢٥٢٥) ، ومسلم (١٥٠١) ، وأبو داود (٣٩٤٥) ، والنسائي في الكبرى (٤٩٥١) و (٤٩٥٢) و (٤٩٦١) ، وغيرهم من طرق أخرى عن نافع ، كما بيناه مفصلا في المسند الجامع ١٠ / ٤٢٧ حديث (٧٧١٧) وفي تعليقنا على التحفة ٥ / ٣٤١ حديث (٧٤٨١).

(١) لم أقف له على ترجمة.

(٢) من شيوخ أصبهان المشهورين وقرائها المعروفين ، له معجم شيوخ ، عندي قسم منه بخطي نقلته من نسخة بمصر أيام الطلب سنة ١٩٦٥. وتوفي أبو علي الحداد سنة ٥١٥ ه‍ وترجم له كثير من المؤرخين منهم : السمعاني في التحبير ١ / ١٧٧ ـ ١٨٢ وابن الجوزي في المنتظم ٩ / ٢٢٨ والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٥ والعبر ٤ / ٣٤ والعيني في عقد الجمان ج ١٥ الورقة ٧٩٤ وغيرهم.

(٣) هو أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي القرشي.

١٧٠

١٩ ـ محمد (١) بن أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الله التّميميّ ، أبو محمد المعروف بابن المادح وبابن النائح (٢).

من أهل باب البصرة.

شيخ مسن ، روى في آخر عمره وسماعه قليل. ويقال : جميع ما وجد من سماعه ستة أجزاء. روى عن أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزّينبي ، وأبي الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان ، وأبي الحسن عليّ بن محمد الخطيب الأنباري ، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر (٣).

سمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزّيدي ، وأبو أحمد العباس بن عبد الوهاب البصري ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي ، وأبو الرّضا أحمد بن طارق بن سنان الكركي (٤). وحدثنا عنه جماعة منهم : أبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله ، والشريف أبو البركات عمر بن أحمد الزّيدي ، وأبو نصر عمر بن محمد الدّينوري ، وغيرهم.

قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن أحمد بن الحسن الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التّميمي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزّينبي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة ثمان وسبعين وأربع مئة ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن

__________________

(١) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٤ ـ ٥ وترجمه في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٨ ، وذكره في العبر ٤ / ١٦٠ ـ ١٦١ وترجم له ابن تغري بردي ٥ / ٣٦١ وابن العماد ٤ / ١٧٨ وقد سمع منه أبو الخير صبيح بن بكّر المتوفى سنة ٥٨٤ ه‍ كما في تكملة المنذري ١ / الترجمة ٣٦.

(٢) عرف بذلك لأن أباه كان ينوح على الصحابة بالقصائد ، ويمدحهم في المواسم بصوت طيب ملحن ، كما ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام.

(٣) قيده الذهبي في المشتبه (٦٤٥) لاشتباهه ب «نظر».

(٤) هذا من الكرك ـ بسكون الراء ـ قرية بجبل لبنان.

١٧١

زنبور الورّاق ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل وجدي أحمد بن منيع (١) وزهير بن حرب وسريج بن يونس وابن المقرىء ، قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : مرّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (٢).

قرأت على أبي البركات عمر بن أحمد بن محمد العلوي وعلى أبي المعالي أحمد بن يحيى بن أحمد الخازن ، قلت لكل واحد منهما : أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد ابن المادح قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد ابن الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري ، قال : حدثني أبو بكر محمد بن أحمد السّقطي ، قال : حدثني عمر بن محمد النّسائيّ ، قال :

__________________

(١) لم يذكر الذهبي «منيع» في المشتبه لظنه عدم اشتباهها بلفظة أخرى ، فاستدركه عليه ابن ناصر الدين لاشتباهه ب «منبع» وذكر أبا جعفر أحمد بن منيع هذا (راجع هامش المشتبه ص ٦١٨).

(٢) حديث سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابن عمر هذا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١ / ٣٤٢ ، والحميدي (٦٢٥) ، وأحمد ٢ / ٩ ، ومسلم ١ / ٤٦ (٣٦) ، والترمذي (٢٦١٥) ، وابن ماجة (٥٨) ، وأبو يعلى في مسنده (٥٤٢٤) و (٥٤٨٧) ، وابن مندة في الإيمان (١٧٤) ، وقال الترمذي : حسن صحيح.

وأخرجه البخاري في الأدب من صحيحه ٨ / ٣٥ (٦١١٨) ، وفي الأدب المفرد (٦٠٢) من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، عن الزهري به.

وأخرجه مالك في الموطأ (٢٦٣٥ برواية الليثي) ومن طريقه أحمد ٢ / ٥٦ ، والبخاري في الإيمان من صحيحه ١ / ١٢ (٢٤) ، وفي الأدب المفرد (٦٠٢) ، وأبو داود (٤٧٩٥) ، والنسائي ٨ / ١٢١ وفي الكبرى (١١٧٦٤) عن الزهري ، به.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (٢٠١٤٦) ، وأحمد في مسنده ٢ / ١٤٧ ، وعبد بن حميد في منتخب المسند (٧٢٥) ، ومسلم ١ / ٤٦ (٣٦) من طريق معمر بن راشد عن الزهري به.

١٧٢

حدثني العباس بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت عبد الله بن إدريس يقول : مرّ بي ابن أبي مالك وأنا أتنفّل في صحن المسجد فسنحت به (١) ، ليعطف إليّ فقال : أقبل على من أنت بين يديه فإنّك بين يدي ربّ العالمين. قال ابن إدريس : فأقرعني والله وأقبلت على القبلة بعد الكلمة سنة.

سئل أبو محمد ابن المادح عن مولده فلم يحقّقه وقال : كان لي في غرق بغداد في خلافة القائم عشر سنين. وكان هذا الغرق في سنة ست وستين وأربع مئة (٢) ، فعلى هذا يكون مولده في سنة ست وخمسين وأربع مئة ، والله أعلم.

وأخبرنا القاضي عمر بن عليّ القرشي في كتابه ، ومن خطّه نقلت ، قال : سألته ـ يعني ابن المادح ـ عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة ثمان وخمسين وأربع مئة.

وأنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك ابن مشّق ، قال : مولد ابن المادح في سنة سبعين وأربع مئة. قالا (٣) جميعا : وتوفي يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ست وخمسين وخمس مئة. زاد ابن مشّق : ودفن بمقبرة جامع المنصور.

٢٠ ـ محمد (٤) بن أحمد بن الحسين بن محمود (٥) الكاتب ، أبو نصر.

__________________

(١) سنحت به : عرضت له.

(٢) تفاصيل غرق بغداد في المنتظم ٨ / ٢٨٤ ـ ٢٨٧ وغيره وهو مشهور.

(٣) يعني القرشي وابن مشق.

(٤) ذكره العماد الأصبهاني في الخريدة (القسم العراقي ج ٤ م ١ ص ٥ ـ ٢٢) وهو أول المترجمين. وذكره ياقوت في «أوانا» من معجم البلدان ١ / ٢٧٥ ، وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٣١ ، والصفدي في الوافي ٢ / ١٠٩ ـ ١١٠ ، وابن شاكر الكتبي في الفوات ٢ / ٣٤٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٨٠ ، وغيرهم.

(٥) في الخريدة : «محمد بن أحمد بن محمود» فأسقط «الحسين» من نسبه.

١٧٣

من أهل أوانا (١) ، والد شيخنا أبي الفتح محمود بن محمد.

كان كاتبا سديدا ، وشاعرا مجيدا ، له رسائل حسنة ، وأشعار مبتكرة ؛ فمن رسائله رسالة ربيعية ضمّنها مفاخرة الرّياحين ووصف السّحاب والغمام وتفضيل زمانه على سائر الأزمنة ، أجاد فيها وأحسن في رصفها ومعانيها. أنبأنا بها عنه ولده أبو الفتح محمود. فمنها ما قرأت على السّديد أبي الفتح محمود بن محمد ابن أحمد بن محمود ، قلت له : أخبرك والدك أبو نصر محمد بن أحمد ، قال : «أما بعد ، فإنّ الزّمان جسد وفصل الربيع روحه وسر حكم الاهيّة ، وبه كشفه ووضوحه ، وعمر مقدور وهو الشّبيبة فيه ، ومنهل جمّ ، وهو نميره وصافيه ، ودوحة خضرة ، وهو ينعها وجناها ، وألفاظ مجموعة وهو نتيجتها ومعناها. ومن لم يستهو طباعه نسيم هوائه ولم يدرك شفاء دائه في صفاء دوائه لم يذق لطعم حياته نفعا ، ولم يجد لخفض حظه من أيامه رفعا» (٢).

وأنشدنا عنه أيضا ولده قصيدة ضمنها الفرق بين الضاد والظاء حسنة في فنّها (٣).

بلغني أنّ أبا نصر بن محمود توفي بأوانا في سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، ودفن بها بمقبرة تعرف بمقبرة برنداس رحمه‌الله.

٢١ ـ محمد بن أحمد بن محمد المؤدب ، أبو السعادات يعرف بابن حنفصة (٤).

من أهل باب البصرة.

__________________

(١) بلدة من نواحي دجيل ما زال اسمها باقيا يطلق محرفا بصيغة «وانه».

(٢) أشار إليها الصفدي في الوافي ٢ / ١١٠ وقال : «صنف عدة رسائل منها : «رسالة في الربيع».

(٣) أوردها العماد الأصبهاني في الخريدة نقلا عن ولده محمود أيضا ج ٤ م ١ ص ١٥ ـ ٢١.

(٤) هكذا في النسختين ـ بالحاء المهملة والنون وكسر الفاء ـ وقيده شيخنا العلامة مصطفى جواد «جنفصة» ـ بالجيم (المختصر ٢ / ٢٢٦) ، والحنفص : الصغير الجسم.

١٧٤

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في «معجم شيوخه» ، وقال : سمعت منه ، وكان فقيها واعظا. توفي في سنة تسع وخمسين وخمس مئة ؛ أنبأنا بذلك فيما أجازه لنا.

٢٢ ـ محمد (١) بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن الحسن بن حمدي (٢) ، أبو الفرج بن أبي جعفر الزاهد ، أخو أبي المظفر أحمد بن أحمد الشاهد.

رجل صالح ، حسن الطّريقة ، حميد السيرة ، كثير العبادة. قرأ القرآن الكريم بالقراءات الكثيرة على أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط وعلى غيرهما (٣). وسمع الكثير بإفادة أخيه في صغره ، وبنفسه ، وكتب بخطه ، من أبي القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، والقاضي أبي بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام ، وأبي منصور بن خيرون ، وأبي محمد المقرىء ، وخلق كثير.

وانقطع في مسجد بسوق الثّلاثاء وأقام به في زاوية له يسرد الصوم ويكثر التّلاوة ويؤم به في أوقات الصّلوات.

سمع منه جماعة من أقرانه والطلبة تبرّكا به مثل أبي الفضل أحمد بن صالح ابن شافع ، والشريف أبي الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والقاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبي حفص عمر بن أحمد بن بكرون ، وغيرهم.

أخبرنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو الفرج بن حمدي الزاهد ، قال : أخبرنا عليّ بن هبة الله الكاتب ، قال : أخبرنا أبو

__________________

(١) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٦ ، وترجمه في تاريخه ١٢ / ٣٠٥ نقلا من هذا الكتاب.

(٢) راجع مشتبه الذهبي (١٦٩) في تقييد «حمدي».

(٣) لم يذكره ابن الجزري في «غاية النهاية» مع أنه من شرطه.

١٧٥

محمد عبد الله بن محمد الصّريفيني (١). وقرأته على أبي العباس أحمد بن يحيى ابن بركة البزّاز ، قلت له : أخبركم أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصّريفيني. قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة (٢) ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي (٣) ، قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا زهير ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا عدوى ولا طيرة ولا غول» (٤).

__________________

(١) هذه النسبة إلى «صريفين» وهما قريتان : إحداهما من أعمال واسط ، والثانية صريفين بغداد وأبو محمد هذا من أهل صريفين بغداد توفي سنة ٤٦٩ كما في أنساب السّمعاني ولباب ابن الأثير. وأخطأ محقق الجزء الثالث من كتاب العبر للذهبي حينما جزم أنه من صريفين واسط (٣ / ٢٧١) ومثله فعل أيضا الدكتور صلاح الدين المنجد ناشر الجزء الرابع منه (٤ / ١٤) مع أنهما رجعا وأحالا إلى لباب ابن الأثير كما هو ظاهر من الهوامش ، وهذا عجيب.

(٢) ذكر الذهبي أن أبا محمد الصريفيني روى عن أبي القاسم بن حبابة (العبر ٣ / ٢٧١) وتوفي ابن حبابة هذا سنة ٣٨٩ (العبر ٣ / ٤٤) ، وقيده الذهبي في المشتبه ٢٠٦ بالفتح والتخفيف لاشتباهه بجملة أسماء مثل «حبّانة» وحبّانة» و «خنابة» و «ختانة» وغيرها.

(٣) الجعديات ، لأبي القاسم البغوي (٣٢٥١).

(٤) حديث صحيح ، وزهير هو ابن معاوية الجعفي أبو خيثمة الكوفي ، وأبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي.

أخرجه من طريق زهير : أحمد في مسنده ٣ / ٢٩٣ ، ٣١٢ ، ومسلم في صحيحه ٧ / ٣٢ (٢٢٢٢) (١٠٧).

وأخرجه ابن أبي شيبة ٩ / ٤٣ ، ومسلم ٧ / ٣٢ (٢٢٢٢) (١٠٨) ، وابن أبي عاصم في السنة (٢٨١) ، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (٣١٨٣) من طريق يزيد بن إبراهيم التستري عن أبي الزبير ، به.

وأخرجه أحمد ٣ / ٣٨٣ ، ومسلم ٧ / ٣٢ (٢٢٢٢) (١٠٩) وابن أبي عاصم في السنة (٢٦٨) ، والطبري في مسند علي من تهذيب الآثار ، ص ١٣ ، والطحاوي في شرح المعاني ٤ / ٣٠٨ ، وفي شرح المشكل (٧٨٤) ، وابن حبان (٦١٢٨) من طريق عبد الملك بن جريج

١٧٦

قال القرشيّ ـ فيما قرأت بخطه ـ : أبو الفرج بن حمدي الحنبلي (١) كان فاضلا ثقة كتبت عنه شيئا يسيرا.

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع في تاريخه : كان مولد خالي أبي الفرج بن حمدي في رجب سنة ست عشرة وخمس مئة. وقال هو وغيره : وتوفي في ليلة السبت سابع عشر صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وصلّى عليه الخلق الكثير يوم السبت بجامع القصر الشّريف ، وحمل إلى مقبرة باب حرب ، ودفن بها على أبيه ، رحمهما‌الله تعالى.

٢٣ ـ محمد (٢) بن أحمد بن الفرج الدّقاق (٣) ، أبو المعالي ، ابن أخت الشيخ أبي الفضل (٤) بن ناصر.

وهو أحد الإخوة الأربعة وهم : أبو القاسم عبد الله ، وأبو الفتح يوسف ، وأبو المعالي محمد ، وأبو منصور محمد ، وكلّهم قد سمعوا.

وأبو المعالي هذا سمع مع إخوته بإفادة خاله من جماعة منهم : أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان ، وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسي ، وأبو

__________________

عن أبي الزبير ، به.

وأخرجه ابن طهمان في مشيخته (٣٨) و (٣٩) ومن طريقه الطحاوي في شرح المشكل (٧٨٣) عن أبي الزبير ، به.

وأخرجه أبو يعلى (١٧٨٩) من طريق حماد بن سلمة ، عن أبي الزبير ، به.

(١) لم يذكره زين الدين ابن رجب في «الذيل» مع أنه من شرطه.

(٢) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٦ ، وترجمة في تاريخه ١٢ / ٥٥٩ نقلا من هذا الكتاب.

(٣) الدقاق : نسبة إلى الدقيق وعمله وبيعه.

(٤) أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر السلامي ، محدث مشهور كان شافعيا وصار حنبليا ، توفي ببغداد سنة ٥٥٠ ه‍ (ابن الجوزي ١٠ / ١٦٢ ـ ١٦٣ ، وابن الأثير ١١ / ٨٢ ، والبنداري : تاريخ بغداد ورقة ٨٤ ـ ٨٥ ، وسبط ابن الجوزي ٨ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦ ، والذهبي : العبر ٤ / ١٤٠ ـ ١٤١ وتاريخ الإسلام ١١ / ٩٩١ ، وابن كثير ١٢ / ٢٣٣ والعيني ج ١٦ ورقة ٢٦١ وغيرها).

١٧٧

محمد سعيد بن أحمد بن محمد الشّيرازي ، وأبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبو البركات محمد بن محمد ابن الخرزي (١) ، وغيرهم. وحدثنا عنه جماعة.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك البزّاز ، قلت له : أخبركم أبو المعالي محمد بن أحمد بن الفرج الدّقّاق بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «آتي يوم القيامة باب الجنّة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت» فأقول : محمد. فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك» (٢).

سمعت أبا العباس أحمد بن أحمد الشاهد يقول : توفي أبو المعالي محمد ابن أحمد بن الفرج يوم السبت قبل الظهر سادس ذي القعدة من سنة أربع وستين وخمس مئة. وكان ثقة.

٢٤ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن طارق بن عبد الرحمن ابن محمد بن أخيف الكنانيّ ، أبو عبد الله القرطبيّ.

من أهل المغرب. قدم بغداد في سنة أربع وستين وخمس مئة وسمع بها من شيوخ ذلك الوقت ، وروى بها عن أبي بكر محمد بن علي بن عربي ، وأبي

__________________

(١) الخرزي : نسبة إلى الخرز وبيعه ، وقد ذكر الذهبي في المشتبه ١٥٥ ـ ١٥٦ جملة ممن نسب كذلك ولكنه لم يذكر أبا البركات محمد بن محمد هذا ولا استدركه عليه ابن ناصر الدين في توضيحه.

(٢) حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس حديث صحيح أخرجه أحمد ٣ / ١٣٦ ، وعبد ابن حميد (١٢٧١) ، ومسلم ١ / ١٣٠ (١٩٧) ، وأبو عوانة ١ / ١٥٨ ـ ١٥٩ ، وابن مندة في الإيمان (٨٦٧) ، والبيهقي في دلائل النبوة ٥ / ٤٨٠ ، والبغوي في شرح السنة (٤٣٣٩).

١٧٨

نصر الفتح بن موسى القيسي المغربيين.

زعم أبو بكر عبيد الله بن نصر المارستاني أنه أنشده ، قال : أنشدني أبو نصر الفتح بن موسى الوزير للأستاذ أبي محمد بن سارة (١) :

يا من يصيخ إلى داعي السّفاه وقد

نادى به الناعيان : الشّيب والكبر (٢)

إن كنت لا تسمع الداعي ففيم ثوى

في رأسك الواعيان : السّمع والبصر

ليس الضّرير ولا الأعمى سوى رجل

لم يهده الهاديان : العين والأثر

لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك

الأعلى ولا النّيّران : الشمس والقمر

ليرحلنّ عن الدّنيا وإن كرها

فراقها الثّاويان : البدو والحضر

٢٥ ـ محمد (٣) بن أحمد بن الحسن بن جابر الدّينوريّ الأصل البغداديّ ، أبو بكر الصوفيّ ، والد شيخنا أبي نصر عمر بن محمد.

شيخ صالح من أصحاب الشّيخ أبي النّجيب السّهروردي والملازمين له ، سمع معه من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي المعروف بابن صهر هبة (٤) ، ومن أبي سعد أحمد بن محمد الأصبهاني المعروف بابن البغدادي ، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السّجزي وغيرهم. وحدّث باليسير ؛ روى لنا عنه ابنه أبو نصر عمر بن محمد.

قرأت على عمر بن أبي بكر الصّوفي ، قلت له : أخبركم والدك أبو بكر

__________________

(١) أبو محمد بن سارة الشنتريني ذكره ابن خاقان في قلائد العقيان (٢٧١ ـ ٢٨٥ القاهرة ١٣٢٠ ه‍) وذكر له جملة من أشعاره منها هذه الأبيات.

(٢) السفاه : جمع سفيه.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٥٤ نقلا من هذا الكتاب.

(٤) هو صهر هبة الله البزاز ، وهو لقب لوالد أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المحدث المشهور المعروف أيضا بقاضي المارستان المتوفى سنة ٥٣٥ ه‍ (ابن الجوزي ١٠ / ٩٢ ـ ٩٤ ، وابن الأثير ١١ / ٣٣ ، وسبط ابن الجوزي ٨ / ١٧٨ ـ ١٨٠ ، والذهبي في العبر ٤ / ٩٦ ـ ٩٧ ، وابن كثير ١٢ / ٢١٧ ـ ٢١٨ ، والعيني ج ١٦ ورقة ١٢١ ـ ١٢٢).

١٧٩

محمد بن أحمد بن الحسن لفظا ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد المعدّل قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن موسى البزّاز ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد ابن إبراهيم التيمي ، عن علقمة بن وقّاص الليثي ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّما الأعمال بالنّيّات وإنّما لامرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» (١).

سمعت أبا نصر عمر بن محمد يقول : سألت والدي عن مولده ، فقال : ولدت في صفر سنة ثلاث وخمس مئة. قال عمر : وتوفّي بدمشق في سنة ست وستين وخمس مئة تقريبا ، والله أعلم.

٢٦ ـ محمد (٢) بن أحمد بن محمد ابن الطّاهريّ ، أبو المكارم.

من أهل الحريم الطّاهري ؛ من بيت مشهور بالرواية ، حدّث منهم جماعة.

وأبو المكارم هذا سمع أبا عبد الله الحسين بن علي ابن البسري ، وأبا العز محمد ابن المختار الهاشمي وغيرهما ، واشتغل بالتجارة.

__________________

(١) حديث صحيح ، افتتح به الإمام البخاري صحيحه ١ / ٢ (١) ورواه في عدة مواضع من صحيحه : ٢١ (٥٤) ، و ٣ / ١٩٠ (٢٥٢٩) ، و ٥ / ٧٢ (٣٨٩٨) ، و ٧ / ٤ (٥٠٧٠) ، و ٨ / ١٧٥ (٦٦٨٩). وأخرجه الحميدي (٢٨) ، وابن المبارك في الزهد (١٨٨) ، والطيالسي (٣٧) ، وأحمد ١ / ٢٥ و ٤٣ ، ومسلم (١٩٠٧) ، وأبو داود (٢٢٠١) ، والترمذي (١٦٤٧) ، والنسائي ١ / ٥٨ و ٦ / ١٥٨ و ٧ / ١٣ ، وفي الكبرى (٧٨) و (٤٧٣٦) و (٥٦٣٠) ، وابن ماجة (٤٢٢٧) ، وابن الجارود (٦٤) ، وابن خزيمة (١٤٢) و (١٤٣) و (٤٥٥) وغيرهم. وقد رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري أكثر من مئتي راو.

(٢) اختاره الذهبي في مختصره ١ / ٧.

١٨٠