المغرب في حلى المغرب - ج ٢

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي

المغرب في حلى المغرب - ج ٢

المؤلف:

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي


المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٧
الجزء ١ الجزء ٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السابع

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب المملكة الجيانيّة

وهو

كتاب الوجنة المورّدة ، في حلى مدينة أبّدة (١)

ذكر الرازيّ : أنها من بنيان عبد الرحمن الأوسط. المروانيّ الكائن في المائة الثالثة ، وهي مجاورة لبياسة لكنها ليست على النهر ، ولها عين عظيمة تسقي الزعفران وغيره ، وهي كثيرة الخصب. ولاتها تتردّد عليها من جيّان ، وأخذها النصارى في عصرنا وسلطنة ابن هود.

٣٩٢ ـ أبو عبد الله محمد بن الخشاب

ذكر الحضرميّ : أنه اجتمع به في أبّده ، ونال من إحسانه وكان عميدها وشيخها ، وأخذ في الأسر ، وكان له أموال عظيمة. ومن شعره قوله لأحد بني عبد المؤمن : [السريع]

مولاي قد أفسد ما بيننا

إمالة السّمع لقول الحسود

ماذا تراه قائلا بعدما

أبصرني بالرغم منه أسود

__________________

(١) أبّدة : مدينة في منطقة جيّان (إسبانيا) دخلت في حوزة العرب بعد فتح الأندلس استرجعها الإسبان منهم ١٢٣٤ ه‍. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٦).

٦١

٣٩٣ ـ أبو الحسن علي بن مالك الأبّديّ الفقيه

مذكور في السمط ، وأنشد له قوله من قصيدة في الوزير أبي (١) الحسن ابن الإمام : [الطويل]

إياب كما وافى الوصال على الهجر

وعقبى جرت بالنّفع في عقب الصّبر

وبشرى جلتها للعيون ملمّة

فكانت كما انشقّ الظلام عن الفجر

فأهديت قلبي للبشير وزدته

بقيّة عمري والضّنانة بالعمر

عرفنا بعرف الرّيح أنّك خلفها

وقبل لقاء الروض يعرف بالنّشر

أتيت على يأس فزدت نفاسة

كما انهلّ بعد المحل منسكب القطر

ولحت فلم يطمح لغيرك ناظر

وفي البدر ما يغني عن الأنجم الزّهر

__________________

(١) سيترجم له ابن سعيد في هذا الجزء من المغرب.

٦٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثامن

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب المملكة الجيانيّة

وهو

كتاب الغبطة ، في حلى مدينة بسطة

البساط

قال الحجاري : بسطة مما آتاه الله في الحسن بسطة. لها خارج يأخذ بالأعين والأنفس ، وفيها يقول شعبان الغزّي واليها : [الطويل]

سقى الله صوب الغيث أكناف بسطة

ففيها انبساط النّفس والعين والقلب

العصابة

٣٩٤ ـ أبو مروان عبد الملك بن ملحان

نبّه أبو محمد الحجاري على بيت بني ملحان ببسطة ، وأن أهلها أكرهوا أبا مروان على الإمارة بها ، ولم يكن قائما بأعباء الفتنة ، لكونه نشأ على حفظ فقه ورواية حديث ومذاكرة في أدب

٦٣

وقول شعر. ومن يديه أخذها أمير المسلمين يوسف بن تاشفين. ومن شعره قوله : [السريع]

يا ليت شعري كيف ينساني

من ذكره عمري ، من شاني

أجهد في ودّي له دائبا

وكلّ خلّ عنه ينهاني

السلك

٣٩٥ ـ أبو عامر أحمد بن دريد الكاتب

مذكور في السمط ، والمسهب وبينه وبين صاحب السمط مراسلة ، وأحسن شعره قوله في رجل يلقّب بالفار تاب عن شرب الخمر : [الطويل]

أتاني عن الفار الحقير بأنّه

تحرّج عن شرب الكؤوس الدوائر

فقلت لهم سرّ جهلتهم مراده

وإني لعلّام بغيب السرائر

فما عاب شرب الخمر إلّا لأنها

تلوح بأعلاها عيون السّنانر

٣٩٦ ـ المقرىء أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن شفيع البسطيّ

من المسهب : أنه عالم بسطة وكان متصدّرا بالمريّة يقرأ عليه القرآن. ومن شعره قوله :

لي نفس لو أنّها ترد النا

ر لما كلّفت سواها الشّفاعه

قنعت بالعفاف من كلّ أمر

فاستراحت من دهرها بالقناعه

٣٩٧ ـ الأفوه الخرّاز البسطيّ

من المسهب : أنه كان خزّازا ببسطة ، وتولّع بالأدب وصار ينظم ، ومدح الأعيان ، فاشتهر اسمه. ومن نظمه قوله من قصيدة يمدح بها وزير ابن حبوس ملك غرناطة : [الطويل]

إليك رحلناها قلائص ضمّرا

لنبغي بها المجد المؤثّل والغنى

فأقسم لا ينتاب ربعك قاصد

ويرجع عنه دون أن يبلغ المنى

وكم رمت أن أبغي سواكم وإنما

ثناني لكم ما سار عنكم من الثّنا

وقوله :

أيّ قلب إذا رحلتم يقيم

سر فإني خلف الركاب أهيم

لا نعيم إلا بحيث حللتم

وإذا غبتم فليس نعيم

٦٤

كلّموني وعلّلوني بوعد

وصلوني فإنّ قلبي كليم

٣٩٨ ـ أبو الحسن علي بن شفيع البسطيّ

شاعر مشهور من شعراء عصرنا ، وقد توفي ، اشتهر من شعره قوله : [البسيط]

شريعة الحبّ شرعي والهوى ديني

به أدين ليوم الحشر والدين

قلوب أهل الهوى في الحبّ خافقة

مثل العصافير في أيدي الشّواهين

أو كالعبيد تعدّوا ما به أمروا

أو كالجناة بأبواب السّلاطين

قالوا علقت صغيرا قلت ويحكم

ما رقّت القضب رقّت عطفة اللّين

والسهم أمضى من الخطّيّ إنّ له

بأسا يروّع أبطال الميادين

قالوا فصف حسنه إن كنت تحسنه

فقلت يملأ أوراق الدواوين

الغصن قامته ، والبدر طلعته

والنجم يرقبه عن لحظ ذي هون

كأنّه كان صنو الشمس فاقتسما

ما أبرز الكون من حسن وتحسين

فسلّمت مثل حظّ الأنثيين له

شرعا وقالت أخي والثلث يكفيني

٦٥

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب التاسع

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب المملكة الجيانية

وهو

كتاب الخيزرانة ، في حلى حصن برشانة

من حصون بسطة ، على نهر المنصورة المشهور بالحسن ، لما عليه من الضياع والحصون والجنان.

٣٩٩ ـ أبو عبد الله محمد بن عياش (١)

كتب عن منصور بني عبد المؤمن ثم عن ابنه الناصر ثم عن المستنصر بن الناصر. وقد تقدمت له رسالة في صدر الكتاب تدل على علوّ طبقته في النثر.

أخبرني والدي : أنه كان في أول حاله ، يخدم الرشيد أبا حفص بن يوسف ابن عبد المؤمن فلما سخط. على الرشيد أخوه المنصور وضرب عنقه طلب أصحابه فكان ابن عيّاش في جملتهم ، فاختفى مدة ، وقاسى شدّة ، وقال : [الكامل]

__________________

(١) ترجمته في المعجب للمراكشي (ص ١٩٠) وزاد المسافر (ص ٩٤). توفي سنة ٦١٩ ه‍.

٦٦

بئس الحياة لخائف مترقّب

لم يلف في تخليصه من مذهب

قد غلّقت أبواب كلّ شفاعة

في وجهه جورا ولمّا يذنب

ما ذنب من وفّى بخدمة من به

عرف النّعيم وذاق عذاب المشرب

يا شمس قد أثّرت في بدر الدّجى

وخسفته لا تحفلنّ بكوكب

فوقف المنصور على هذه الأبيات ، فعلمت فيه ، وعفا عنه ، واستكتبه.

قال والدي : أنشدني لنفسه :

قالوا حبيبك أقلح

فقلت ذلك أملح

وكيف ينكر روض

غبّ النّدى قد تفتّح

وكان والدي يصفه بالمروّة ويثني عليه.

٤٠٠ ـ الكاتب أبو العباس أحمد بن أحمد البرشاني

ذكر والدي : أنه من صدور الكتّاب ، كتب عن أبي زيد بن بوجان ملك تلمسان. وله من رسالة يخاطب بها ابن عياش المذكور : يا سيدي ولا ينادي غير الكرام ، وعمادي ولا يعتمد إلّا على من يصرف صروف الأيام ، نداء من يمتّ بالجوار القديم ، ويشفع بنسب الأدب الذي لا يرعاه إلّا كريم ، مع ولاء لو والى به الصباح ما غرب عن ناظره ، وصفاء لو صافى به الدهر ما كدّر من خاطره.

وأحسن شعره قوله : [مجزوء الرجز]

قم هاتها ذهبيّة

تجلو دجى الليل البهيم

تجلى كما تجلى العرو

س وفوقها عقد نظيم

حلب الكروم وما يخ

صّ بشربها إلا كريم

ما زلت فيها باذلا

نشبي الحديث مع القديم

وأعدّها ذخرا لما

ألقى من الألم الأليم

عجبا لها تشفي السّقا

م ولونها لون السّقيم

٦٧

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب العاشر

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة جيّان

وهو

كتاب الفرائد المفصّلة ، في حلى حصن تاجلة

من عمل بسطة على وادي المنصورة

الكتّاب

٤٠١ ـ أبو القاسم بن طفيل

سكن مالقة ، وكان يكتب عن ولاتها من ملوك بني عبد المؤمن ، اجتمع به والدي ، ومما أنشده من شعره قوله في رثاء جارية :

أمسيت أندب في الفراش مكانها

وكأنه ما كان منها عامرا

وكأنني لم أجن منها روضة

وكأنني لم أثن غصنا ناضرا

وكأنني والليل أرخى ستره

لم يبد لي منها هلالا زاهرا

٦٨

٤٠٢ ـ أبو محمد عبد الله بن العالم أبي بكر بن طفيل

من كلام والدي فيه ، من أعيان كتّاب الأوان ، ومشاركهم في الأدب والبيان ، وله تواليف ، منها تأليفه معجم بلده الأندلس على منزع الحجاريّ ، وكتب عن عادل بني عبد المؤمن. ومن نثره : أيها الفريق الذين تمسّكوا بالضلال ، ولم يصغوا نحو موعظة ولا توقعوا فجأة نكال ، تيقّظوا لما آثرتموه ، وأصيخوا لما دعوتموه ، فكأني بخيل الله تصبّحكم وساء صباح المنذرين ، فتترككم في دياركم جاثمين ، هنالك يخسر المبطلون ، ويتلهّف المفرّطون ، وهذا طلّ يتبعه وابل ، وحركة يعقبها زلال. ومن شعره قوله :

وغدونا بكلّ خير ولكن

ليس في كفّنا سوى التّرهات

وهم ألكن الأنام بهاك

وهم أفصح الأنام بهات

العلماء

٤٠٣ ـ الطبيب الفيلسوف أبو بكر محمد بن طفيل (١)

قال والدي : لقيت علماء كثيرة يفضّلونه على فيلسوف الأندلس أبي بكر ابن باجّة ، وناهيك مدحا وتقديما ، وكان يوسف بن عبد المؤمن يجالسه ويستفيد منه ، ولما مات يوسف اتّهم بأنّه سمّه وقد خاف منه فجرت عليه محنة وخلد في منزله مسجونا في تاجله ، وكان له دار لمن يجتاز به من الأضياف وأصحاب الآلام.

وأشهر شعره وأحسنه قوله (٢) : [الطويل]

ألمّت وقد هام (٣) المشيح وهوّ ما

وأسرت إلى وادي العقيق من الخمى

وراحت على نجد فراح منجّدا

ومرّت بنعمان فأضحى منعّما

وجرت على ذيل (٤) المحصّب ذيلها

فما زال ذاك التّرب نهبا مقسّما

تقسّمه (٥) أيدي التّجار لطيمة (٦)

ويحمله الدّاريّ أيّان يمّما

__________________

(١) ترجمته في طبقات الأطباء (ج ٢ / ص ٧٨) والمعجب (ص ١٧٢) والتحفة (رقم : ٤٣).

(٢) الأبيات في تحفة القادم والمعجب (ص ١٧٢).

(٣) في تحفة القادم : نام الرقيب.

(٤) في تحفة القادم : ترب.

(٥) في تحفة القادم : تناقله.

(٦) في تحفة القادم : لطية.

٦٩

ولما رأت أن لا ظلام يكنّها (١)

وأنّ سراها فيه لن يتكتّما

أزاحت غمام العصب عن حرّ وجهها

فألقت شعاعا يدهش المتوسّما (٢)

فكان تجلّيها حجاب جمالها

كشمس الضّحى يعشى بها الطّرف كلّما

__________________

(١) في التحفة : يجنها.

(٢) في تحفة القادم : فأبدت شعاعا يرجع الصبح مظلما.

٧٠

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الحادي عشر

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة جيان

وهو

كتاب المسرات المسلية ، في حلى قولية

من عمل بسطة ، ينسب له بنو اليسع الأعيان

٤٠٤ ـ الأمير أبو الحسن بن اليسع (١)

قال في وصفه صاحب القلائد : عامر أندية النّشوة وطلّاع ثنايا الصّبوة ، وأنشد له في مخاطبة أبي بكر بن اللبّانة الشاعر ، وكانا على طريقين فلم يلتقيا (٢) : [الطويل]

تشرّق آمالي وسعيي (٣) يغرّب

وتطلع أوجالي وأنسي يغرب

سريت أبا بكر إليك وإنّما

أنا الكوكب الساري تخطّاه كوكب

__________________

(١) ترجمته في الحلة السيراء (ج ٢ / ص ١٧٢) وقلائد العقيان (ص ١٦٧) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ١٧١).

(٢) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٦٧) والحلة السيراء (ج ٢ / ص ١٧٢).

(٣) في قلائد العقيان : وسعدي.

٧١

فبالله إلّا ما منحت تحية

تكرّ بها السبع الدراري وتذهب

وبعد فعندي كلّ ذخر تصونه

خلائق لا تفنى (١) ولا تتقلّب

ووفد على المعتمد بن عباد في إشبيلية ، وولاه مملكة مرسية. وكتب إلى أبي بكر بن القبطورنة ببطليوس في يوم نفير للعدو (٢) :

عطشت أبا بكر وكفّك (٣) ديمة

وذبت اشتياقا والمزار قريب

فخفّف ولو بعض الذي أنا واجد

فليس بحقّ أن يضاع غريب

وأهد لنا من تلك حظّا نرى به (٤)

نشاوى وبعد الغزو سوف نتوب

فوجّه له ما طلب ، وكتب مع ذلك :

أبا حسن مثلي بمثلك عالم

ومثلك بعد الغزو ليس يتوب

٤٠٥ ـ أبو يحيى اليسع بن عيسى بن اليسع (٥)

هو مصنّف كتاب المعرب في آداب المغرب ، صنّفه بمصر ، وطرّزه بالدولة الصلاحية الناصرية ، وكان بالأندلس يكتب عن المستنصر بن هود.

ونثره كزّ ثقيل ، ونظمه مغسول ، ليس عليه طلاوة ، وكأنه أراد معارضة كتاب القلائد ، فنهق إثر صاهل ، ولم يأت في جميع ما أورد بطائل. وأول خطبة كتابه : الحمد لله الذي أحاط ، بكلّ شيء علما ، ووسع العصاة رحمة وحلما.

__________________

(١) في قلائد العقيان : تبلى.

(٢) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٦٩) والحلة السيراء (ج ٢ / ص ١٧٤).

(٣) في قلائد العقيان : وكفاك.

(٤) في قلائد العقيان : بها.

(٥) ترجمته في نفح الطيب (ج ١ / ص ١٢٩) والتكملة لابن الأبار (ص ٧٤٤). توفي سنة ٥٧٥ ه‍.

٧٢

كتاب

الكواكب المنيرة

في حلى مملكة إلبيرة

٧٣
٧٤

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثالث

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب موسطة الأندلس

وهو

كتاب الكواكب المنيرة ، في حلى مملكة إلبيرة

مملكة جليلة بين مملكتي قرطبة والمريّة ومملكتي جيّان ومالقة ، وهي كثيرة الكتان والأشجار والأنهار وما يطول ذكره من صنوف الخيرات.

وينقسم كتابها إلى اثني عشر كتابا :

كتاب الدرر النّثيرة ، في حلى حضرة إلبيرة

كتاب الإحاطة ، في حلى حضرة غرناطة

كتاب الحوش ، في حلى قرية شوش

كتاب السحب المنهلة ، في حلى قرية عبلة

كتاب نقش الراحة ، في حلى قرية الملّاحة

كتاب مؤانسة الأخدان ، في حلى قرية همدان

كتاب ، في حلى حصن شلوبينية

٧٥

كتاب المسرت ، في حلى البشرات

كتاب الرّياش ، في حلى وادي آش

كتاب حلى الصّباغة ، في حلى مدينة باغة

كتاب ، في حلى مدينة لوشة

كتاب الطالع السعيد ، في حلى قلعة بني سعيد

٧٦

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الأول

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة إلبيرة

وهو

كتاب الدرر النثيرة ، في حلى حضرة إلبيرة

المنصة

قال الحجاري : إلبيرة كانت قاعدة المملكة في القديم ، ولها ذكر شهير ، ومحلّ عظيم ، إلا أن رسمها قد طمس ولم يبق منها إلا بعض أثر ، وصارت غرناطة كرسيّا.

التاج

فيها كانت ولاة المملكة تتواتر إلى أن وقع بين العرب والمولّدين من العجم ، فاتصل القتال ، وانحاز العرب إلى غرناطة ، وكان الظّفر للعرب ، فخربت إلبيرة من حينئذ.

٧٧

السلك

الوزراء

٤٠٦ ـ أبو خالد هاشم بن عبد العزيز بن هاشم (١) وزير محمد بن عبد الرحمن المروانيّ سلطان الأندلس

أصله من موالي عثمان بن عفان حازوا الرياسة والجلالة بإلبيرة ، وعظم قدره بقرطبة ، عند السلطان الأندلسي محمد بن عبد الرحمن ، حتى صيّره أخصّ وزرائه وأسند إليه أمور بلاده وعساكره ؛ وكان تيّاها معجبا كثير الاعتماد على ما يحقد به قلوب العباد ، حتى ملأ الصدور من بغضه. وقدّمه محمد على جيش توجّه به إلى غرب الأندلس ، فهزم ، وحصل في الأسر ، واضطربت الأندلس بسوء تدبيره ، ثم فداه السلطان ، وعاد إلى مكانه ، وكان قد ملأ صدر المنذر بن محمد غيظا عليه ، فلما مات محمد وولي المنذر قتله شرّ قتلة ، بعد السجن والعذاب.

وذكره الحجاري ، وأنشد له قوله :

أهوى معانقة الملا

ح وشرب أكواس الطّلا

ويسرّني حسن الريا

ض وقد توشّت بالحلى

وأذوب من طرب إذا

ما الصبح جرّد منصلا

وأهيم في قود الجيوش

ش ونيل أسباب العلا

وأهزّ مرتاحا إذا

سرت المواضي في الطّلى

قل للذي يبغى مكا

ني هكذا أو لا فلا

من كتاب الرؤساء

٤٠٧ ـ أبو عمر أحمد بن عيسى الإلبيري (٢)

ذكر صاحب الذخيرة : أن أمر مدينة إلبيرة كان دائرا عليه مع زهده وورعه ، ووصفه بالأدب والنظم والنثر وذكر أنه أنشد في مجلسه هذان البيتان (٣) : [الكامل]

__________________

(١) ترجمته في بغية الملتمس (ص ٤٧٠) وجذوة المقتبس (ص ٣٤٢). وفي الحلة السيراء لابن الأبار (ص ٧٣).

(٢) ترجمته في الصلة لابن بشكوال (ص ٤٨) وفي الذخيرة لابن بسام (ج ٢ / ق ١ / ص ٨٤٧).

(٣) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٨٥٤) وقد نسبهما ابن بسام لأبي محمد غانم.

٧٨

وإذا الديار تنكّرت عن حالها

فذر الدّيار وأسرع التحويلا

ليس المقام عليك حتما واجبا

في بلدة تدع العزيز ذليلا

وسئل الزيادة عليهما ، فقال (١) : [الكامل]

لا يرتضى حرّ بمنزل ذلّة

لو (٢) لم يجد الخافقين مقيلا

فارض الوفاء بعزّ نفسك لا تكن (٣)

ترضى المذلّة ما وجدت (٤) سبيلا

واخصص بودّك من خبرت وفاءه

لا تتخذ إلا الوفيّ خليلا

ومن كتاب العلماء

٤٠٨ ـ أبو مروان عبد الملك بن حبيب السّلميّ الإلبيريّ (٥)

فقيه الأندلس الذي يضرب به المثل ، حج وعاد إلى الأندلس بعلم جمّ ، وجلّ قدره عند سلطان الأندلس عبد الرحمن الأوسط المرواني ، وعرض عليه القضاة فامتنع. وهو نابه الذكر في تاريخ ابن حيان والمسهب وغيرهما. ومن شعره قوله وقد شاع أنّ السلطان المذكور غنّى زرياب (٦) بين يديه بشعر أطربه ، فأعطاه ألف دينار (٧) :

ملاك (٨) أمري والذي أرتجي (٩)

هين على الرحمن في قدرته

ألف من الشّقر (١٠) وأقلل بها

لعالم أربى (١١) على بغيته

يأخذها زرياب في دفعة

وصنعتي أشرف من صنعته

__________________

(١) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٨٥٤).

(٢) في الذخيرة : إن.

(٣) في الذخيرة : فارض العلاء لحرّ نفسك لا تكن.

(٤) في الذخيرة : ما حييت.

(٥) ترجمته في جذوة المقتبس (ص ٣٦٢) وبغية الملتمس (ص ٣٦٤) وتاريخ علماء الأندلس (ج ١ / ص ٢٢٥) والمطمح (ص ٣٦) وفي الوافي للصفدي (ج ٦ / ص ٢١).

(٦) سبقت ترجمته في الجزء الأول من المغرب.

(٧) الأبيات في جذوة المقتبس (ص ٣٦٢).

(٨) في جذوة المقتبس : صلاح.

(٩) في جذوة المقتبس : أبتغي.

(١٠) في جذوة المقتبس : الحمر.

(١١) في جذوة المقتبس : أوفى.

٧٩

وتوفّي سنة تسع وثلاثين ومائتين :

ومن كتاب الشعراء

٤٠٩ ـ أبو القاسم محمد بن هانىء الأزديّ (١)

أصله من بني المهلّب الذين ملكوا إفريقية ، وانتقل أبوه منها إلى جزيرة الأندلس ، وسكن إلبيرة ، فولد بها محمد بن هانىء المذكور ، وبرع في الشعر ، واشتهر ذكره ، وقصد جعفر بن عليّ الأندلسيّ ملك الزّاب من الغرب الأوسط. فوجد بابه معمورا بالشعراء وعلم أن وزيره وخواصّه فضلاء ، لا يتركون مثله يقرب من ملكهم : فتحيّل بأن تزيّا بزيّ بربريّ ، وكتب على كتف شاة مجرود من اللحم :

الليل ليل والنهار نهار

والبغل بغل والحمار حمار

والديك ديك والدجاجة زوجه

وكلاهما طير له منقار

ووقف بهذا الشعر للوزير ، وقال أنا شاعر مقلق أريد أنشد الملك هذا الشعر ، فضحك الوزير وأراد أن يطرف الملك به فبلغه ذلك فأمر بوصوله إليه ومجلسه غاصّ ، فلما دخل عليه قام وعدل عن ذلك الشعر ، وأنشد قصيدته الجليلة التي يصف فيها النجوم : [الطويل]

أليلتنا إذا أرسلت واردا وحفا

وبتنا نرى الجوزاء في أذنها شنفا (٢)

وبات لنا ساق يصول على الدجى

بشمعة صبح لا تقطّ ولا تطفا

أغنّ غضيض خفّف اللين قدّه

وأثقلت الصهباء أجفانه الوطفا

ولم يبق إرعاش المدام له يدا

ولم يبق إعنات التثنّي له عطفا

نزيف قضاه السكر إلا ارتجاجة

إذا كلّ عنها الخضر حمّلها الرّدفا

يقولون حقف فوقه خيزرانة

أما يعرفون الخيزرانة والحقفا (٣)

ثم مرّ فيها في وصف النجوم إلى أن قال :

__________________

(١) ترجمته في جذوة المقتبس (ص ٨٩) وفي المطرب (ص ١٩٢) وبغية الملتمس (ص ١٣٠) والمطمح (ص ٧٤) والإحاطة (ج ٢ / ص ٢١٢) وفي الرايات لابن سعيد (ص ٥٥) والمسالك (ج ١١ / ص ١٧٧).

(٢) الشّنف : القرط الأعلى والجمع (شنوف).

(٣) الحقف : المعوجّ من الرمل. والجمع : حقاف. والخيزران بضم الزاي : شجر وهو عروق القناة والجمع : خيازر.

٨٠