المغرب في حلى المغرب - ج ٢

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي

المغرب في حلى المغرب - ج ٢

المؤلف:

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي


المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٧
الجزء ١ الجزء ٢

ماذا حمّلوا

فؤاد الشجي يوم ودّعوا

مالي بالنوى

يد تستطاع

ونار الجوى

يذكيها الوداع

وسرّ الهوى

بدموعي يذاع

بالحبّ تهمل

عيون وتلتاع أضلع

هل يرجى إياب

لعهد الحبائب

إذ غصن الشباب

مطلول الجوانب

ووصل الكعاب

مبذول لطالب

فلا تبخل

بالوصل ولا الصبّ يقنع

لا أسلو ولا

أصغي للّاحي

بل أصبو إلى

هضيم الوشاح

يجيل الطّلا

ما بين الأقاح

فلو يعدل

لما بتّ أظما وينقع

كم ذا تهجع

وجفني ساهر

بدر يطلع

في الصبح لناظر

له برقع

من سود الضفائر

أسيمر حلو

بياض كلّ عاشق يبيت مّع

٣٦١

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثاني

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب الثّغر

وهو

كتاب نفش التّكّة ، في حلى قرية أشكركة

منها :

٦٣٤ ـ أبو الطاهر يوسف بن محمد الأشكركيّ (١)

من المسهب : إمام في علم اللغة ، صحبه عمّي ، وأخبرني أنه كان في هذا الفن بحرا ، وكان له جاه ومكان عند ملوك الثّغر بني هود وغيرهم من ملوك الطوائف. وأكثر أمداحه في المعتصم بن صمادح ملك ألمريّة.

ومن السمط روض الأدب العاطر ، وغمامه المنهمر الهامر. الغرض من نظمه قوله (٢) : [مخلع البسيط]

__________________

(١) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٩٠٩) وورد باسم : محمد بن يوسف الأشكوري.

(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٩٠٩).

٣٦٢

يا غصنا هزّه نداه

يمنعه الحلم أن يميدا

لم يثن منك الشباب عطفا

ولا استمال الفخار جيدا

إن تلقه فالأنام طرّا

وإن غدا بينهم (١) وحيدا

يهزّ منه (٢) القريض عطفا

والمدح يثني إليه (٣) جيدا

وقوله من قصيدة يخاطب بها الرفيع بن المعتصم بن صمادح (٤) : [الطويل]

ألا مبلغ عني الرفيع تحيّة

كما نبّه الروض النسيم المخلّق

عدمت رسولا بالتحيّة نحوه

فسار بها عني الهوى والتّشوق

ونازعني ذكراه شوق مبرّح

كما علّل الشّرب الرحيق المعتّق

فيا ليت شعري هل يعرّج خاطر

عليّ وهل يجري بذكري منطق

وقوله من قصيدة فيه (٥) : [الطويل]

إليك رفيع الملك تهدى المحامد

وباسمك تسمو (٦) في الزمان المشاهد

ملكت (٧) سبيلا في المكارم أوّلا

لك الفضل هاد تقتفيه ورائد (٨)

وقوله : [الوافر]

أضاحية وقد ضفت الظّلال

وصادرة وقد نقع الزّلال

أفيقي إنه أندى جناب

وأكرم من تشدّ له الرحال

فما برق سريت له جهام

ولا بحر سموت إليه آل

__________________

(١) في الذخيرة : واحدا فريدا.

(٢) في الذخيرة : منك.

(٣) في الذخيرة : إليك.

(٤) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٩١٠) دون تغيير عمّا هنا.

(٥) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٩١٠).

(٦) في الذخيرة : تبهى.

(٧) في الذخيرة : سلكت.

(٨) في الذخيرة : وراشد.

٣٦٣

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثالث

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب الثّغر

وهو

كتاب زهر الخميلة ، في حلى مدينة تطيلة (١)

المنصة

باشتهارها في الحرث وطيب الزرع يضرب المثل في الأندلس ، وهي محدثة بنيت في مدة سلاطين بني مروان.

التاج

كان فيها في مدة بني مروان بنو موسى ، تغلبوا على الثّغر.

وكان لهم في طلب الملك دويّ ، ولما ثارت ملوك الطوائف صارت تابعة لسرقسطة ، داخلة في دولة بني هود.

__________________

(١) تطيلة : بلدة في الأندلس شمالي غربي سرقسطة. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ١٨٨).

٣٦٤

السلك

الزهّاد

٦٣٥ ـ أبو بكر يحيى التّطيلي

سكن غرناطة وصار من أعيانها وذوي النباهة فيها. أدركته هنالك في آخر عمره وقد تزهّد ، واقتصر على قول الشعر في طريقة الزهد. كتب له الشاعر مرج كحل بقصيدة منها قوله :

لأبي بكر التّطيليّ برّ

يتبع الإخوان شرقا وغربا

فأجابه بقصيدة منها :

يا أبا عبد الإله المفدّى

من جميعا الناس عجما وعربا

ثمرات الأنس ترتاد عندي

وهي من روضك تجنى وتجبى

قد بلوت الناس شرقا وغربا

ودعوت الصبر حزنا فلبّى

فالتزم حالك صبرا وإلّا

زدت بالعجز إلى الخطب خطبا

العلماء

٦٣٦ ـ الأديب أبو الحسن علي بن خير التّطيليّ (١)

من المسهب : أخبرت بسرقسطة أنه كان أحفظ أهل عصره بالآداب ، وأعرفهم بالتواريخ والأنساب. رحل من بلده تطلية إلى حضرة الملك سرقسطة ، فتوصل بآدابه وأمداحه إلى المقتدر بن هود ، وحل عنده محل الواسطة من العقود ، والعلم من البرود ، ومن شعره قوله : [الكامل]

أخطأت في برّ الذي لم يرعه

وغدا يلاحظني بمقلة ساخر

إن التواضع للذي يعتده

ضعة لجهل ما له من عاذر

وقوله : [الطويل]

إذا غبت عنكم لا يربكم تطاول

لبعد فودّي زائد الصّفو والبرّ

كما عتقت صهباء من طول عهدها

وجاءتك باستحيائها في حلى التّبر

__________________

(١) انظر الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٨١٨) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٦٠).

٣٦٥

الشعراء

٦٣٧ ـ أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هريرة الأعمى التّطيليّ (١)

من الذخيرة : له أدب بارع ، ونظر في الغوامض واسع ، وفهم لا يجاري ، وذهن لا يباري ، ونظم كالسحر الحلال ، ونثر كالماء الزلال ، جاء في ذلك بالنادر المعجز ، في الطويل منه والموجز ، وكان في الأندلس مسرى للإحسان ، ومردّا في الزمان ، إلا أنه لم يطل زمانه ، ولا امتد أوانه ، فاغتبط عند ما به اغتبط.

ومن القلائد : له ذهن يكشف الغامض الذي يخفى ، ويعرف رسم المشكل وإن عفا ، أبصر الخفيّات بفهمه ، وقصر فكّها على خاطره ووهمه.

الغرض من شعره قوله (٢) : [البسيط]

مللت حمص وملّتني فلو نطقت

كما نطقت تلاحينا على قدر (٣)

وسوّلت لي نفسي أن أفارقها

والماء في المزن أصفى منه في الغدر

ومنها : [البسيط]

أما اشتفت منّي الأيام في وطني

حتى تضايق فيما عن من وطري (٤)

ولا قضت من سواد العين حاجتها

حتى تكرّ على ما كان (٥) في الشعر

وقوله من قصيدة :

سطا أسدا وأشرق بدر تمّ

ودارت بالحتوف رحى زبون

وأحدقت الرّماح به فأعيا

عليّ أهالة هي أم عرين

وقوله (٦) : [البسيط]

__________________

(١) ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٧٢٨) والقلائد (ص ٢٧٣) والخريدة (ج ٣ / ص ٥١١) وبغية الملتمس (رقم : ٤٢٩) والروض المعطار (ص ١٣٢ ـ ١٩٦) وبدائع البدائه (ص ٢٤٦ / ٢٥٥ / ٢٥٦ / ٢٦٤) والذيل والتكملة (ص ١٦٧) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٦٢).

(٢) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٧٤٥) والرايات (ص ٩٠).

(٣) في الذخيرة : صدر.

(٤) في الذخيرة : في ما عنّ من وطر.

(٥) في الذخيرة : على ما ظلّ.

(٦) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٧٣٥) والديوان (ص ٢٤٠) وبغية الملتمس (ص ١٧٥) والقلائد (ص ٢٧٤) والمسالك (ج ١١ / ص ٣٩٠).

٣٦٦

هذا (١) الهوى وقديما كنت أحذره

السّقم مورده والموت مصدره

جدّ من الشوق كان الهزل أوّله

أقلّ شيء إذا فكّرت أكثره

ولي حبيب دنا لولا تمنّعه

وقد أقول نأى لولا تذكّره

وله الرثاء الطويل المشهور الذي أنشده صاحب القلائد ، أوله : [الطويل]

خذا حدّثاني عن فل وفلان

لعلي ، أرى ، باق على الحدثان

ومنه (٢) : [الطويل]

أبا حسن أما أخوك فقد مضى

فيا لهف نفسي (٣) ما التقى أخوان

ونبّهني ناع مع الصبح كلما

تشاغلت عنه عنّ لي وعناني

أغمض أجفاني كأنّي نائم

وقد لجّت الأحشاء في الخفقان

ومنها : [الطويل]

يقولون لا يبعد ولله درّه

وقد حيل بين العير والنّزوان

ويأبّون إلا ليته ولعلّه

ومن أين للمقصوص بالطيران

ومن فرائده قوله : [الكامل]

بحياة عصياني عليك عواذلي

إن كانت القربات عندك تنفع

هل تذكرين لياليا بتنا بها

لا أنت باخلة ولا أنا أقنع

وقوله في مطلع قصيدة : [الطويل]

أعد نظرا في صفحتي ذلك الخدّ

فإني أخاف الياسمين على الورد

وقوله من قصيدة : [الوافر]

إذ صدق الحسام ومنتضيه

فكلّ قرارة حصن حصين

وما أسد العرين بذي امتناع

إذا لم يحمه إلا العرين

الأهداب

موشحة للأعمى مشهورة (٤) :

__________________

(١) في الذخيرة : هو.

(٢) الأبيات في القلائد (ص ٢٧٤). والذخيرة (ج ١ / ق ٢ / ص ٤٨٧).

(٣) في القلائد : فيا طول لهفي.

(٤) ورد مطلع هذه الموشحة في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٦٢) والموشحة في ديوان الأعمى التطيلي ـ ـ (ص ٢٥٣ ـ ٢٥٤) ودار الطرز (ص ٥٧ ـ ٥٨).

٣٦٧

ضاحك عن جمان

سافر عن بدر

ضاق عنه الزمان

وحواه صدري

اه مما أجد

شفّني ما أجد

قام بي وقعد

بإطش متّئد

كلما قلت قد

قال لي أين قد

وانثنى غصن (١) بان

ذا فنن نضر

لاعبته (٢) يدان

للصّبا والقطر

ليس لي بك بد

خذ فؤادي عن يد

لم تدع لي جلد

غير أني أجهد

مكرع من شهد

واشتياقي يشهد

ما لبنت الدّنان

ولذاك الثّغر

ليس محيّا الأمان (٣)

من حميّا الخمر

بي جوى مضمر

ليت جهدي وقفه

كلما يذكر (٤)

ففؤادي أفقه

ذلك المنظر

لا يداوي عشقه

بأبي كيف كان

فلكيّ درّي

رقّ حتى استبان

عذره وعذري

هل إليك سبيل

أو إلى أن آيسا (٥)

ذبت إلا قليل

عبرة أو نفسا

ما عسى أن أقول

ساء ظني بعسى

وانقضى كل شان

وأنا أستشري

خالعا من عنان

جزعي أو صبري

__________________

(١) في الطراز : خوط.

(٢) في الطراز : عابثته.

(٣) في الطراز : أين محيّا الزمان.

(٤) في الطراز : يظهر.

(٥) في الطراز : أيأسا.

٣٦٨

ما على من يلوم

لو تلاهى (١) عنّي

هل سوى حبّ ريم

دينه التّجنّي

أنا فيه أهيم

وهو بي يغنّي

قد رأيتك عيان

آش عليك ساتدري

سايطول الزمان

وتجرّب غيري

موشحة أخرى له :

غصن يميس على كثبان

ريّان أملد

بين القوام وبين اللّين

يكاد ينقد

بمهجني أوطف تيّاه

مهفهف ينثني عطفاه

بالأسد قد فتكت عيناه

سطا فسلّ من الأجفان

سيفا مؤيّد

أنا القتيل به في الحين

دمي تقلّد

راموا مرامهم عذالي

ولست عن حبّه بالسّالي

إن السلوّ من المحال

وكيف يحسن بي سلواني

عن حبّ أغيد

لو بعت به نفسي وديني

لكنت أرشد

صل مستهامك يابا بكر

قد بلغت المدى من هجر

كم قد طوتك ضروب فكري

والشوق يفضح لي كتماني

والدّمع يشهد

وقد حرّمت الكرى أجفاني

ولست أسعد

قدّ كمثل القضيب الناعم

يهتزّ مثل اهتزاز الصارم

_________________

(١) في الطراز : تناهى.

٣٦٩

بدر بدا تحت ليل فاحم

قد مازج الورد بالسّوسان

منه على الخد

ونفحه عن شذا دارين

أذكى من النّدّ

يا حسنها من فتاة رود

زارته يوم صباح العيد

غنّت على رأسه في العود

خلّ سواري وخذ همياني

حبيبي أحمد

واطلع معي السرير حيّوني

ترقد مجرّد

وقيل إنه حضر مع ابن بقيّ وغيرهما من الوشّاحين في إشبيلية ، واتفقوا على أن يصنع كل واحد منهما موشحة ، ويحضروا جميع ما قالوه في مجلس حكم ، فصنعوا ذلك ، واجتمعوا في المجلس ، فابتدأ الأعمى وأنشد.

ضاحك عن جمان

سافر عن بدر

ضاق عنه الزمان

وحواه صدري

فخرّق الجميع الورق الذي كتبوا فيه موشحاتهم ، فإنهم سمعوا ما يفتضحون بمعارضته.

٣٧٠

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الرابع

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب الثّغر

وهو

كتاب المعونة ، في حلى مدينة طرسونة

من المسهب : مدينة مشهورة الذكر في الحديث والقديم. منها :

٦٣٨ ـ أبو إسحاق إبراهيم بن معلّى الطّرسونيّ (١)

شاعر ممتد النّفس ، شديد المرس ، قدير على التطويل ، اشتهر ذكره بمدح ملك الثّغر المقتدر بن هود ، وجال على بلاد الأندلس وهو ، ممن ذكره ابن بسام وقال فيه : قدح البلاغة المعلّى ، وسيفها المحلّى. ومما أثبته من شعره قوله في رثاء (٢) : [الكامل]

هل بين أضلعنا قلوب جنادل

أم خلف أدمعنا سدود (٣) جداول

في كل يوم حزن نجم ساقط

ما بيننا وكسوف بدر زائل (٤)

__________________

(١) انظر ترجمته في الذخيرة (ق ٣ / ص ٨٤٠) ونفح الطيب (ج ١ / ص ١٧٧) والمسالك (ج ١١ / ص ٤٥٣).

(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٨٤٠).

(٣) في الذخيرة : مدود.

(٤) في الذخيرة : آفل.

٣٧١

سدكت بنا الأرزاء غير مغبّة

وألحّت النكبات غير غوافل

وهي الليالي ليس يخفى نقضها (١)

فلذاك تطلب كلّ حرّ كامل

وقوله من أخرى (٢) : [الوافر]

فلا يغررك (٣) بهجة مستجدّ (٤)

إذا ما الجمر عاد إلى الرّماد

أبا الحجّاج لو لم يؤت بدع

لحجّ الناس قبرك في احتشاد

وزارك من بني الآمال حفل

يصمّ (٥) الأرض من هيد وهاد

فقد بارت بضائعهم عليهم

وحلّوا (٦) السّوق مفرطة الكساد

وقوله (٧) : [الكامل]

رزء بكت منه العلا ومصاب

شقّت عليه جيوبها الأحباب (٨)

وطفقت ألتمس العزاء فخانني

نفس يذوب (٩) ومدمع (١٠) ينساب

وتلجلج الناعي به فسألته

عود الحديث لعله يرتاب

__________________

(١) في الذخيرة : نقصها.

(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٨٤١).

(٣) في الذخيرة : تغررك.

(٤) في الذخيرة : مستحيل.

(٥) في الذخيرة : يضمّ.

(٦) في الذخيرة : وخلّوا.

(٧) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٨٤٤).

(٨) في الذخيرة : الأحساب.

(٩) في الذخيرة : تذوب.

(١٠) في الذخيرة : وأدمع تنساب.

٣٧٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الخامس

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب الثّغر

وهو

كتاب الغصون المائدة ، في حلى مدينة لاردة

مدينة مشهورة من مدن الثغر على نهر ، وقد أخذها النصارى. ومنها :

٦٣٩ ـ الففيه أبو محمد عبد الله بن هارون الأصبحي اللّارديّ (١)

من المسهب : كفى لاردة أن كان منها هذا الفاضل العالم ، الزاهد ، المحسن فيما ينظم ، فمن نظمه قوله : [الخفيف]

أين قلبي أضاعه كلّ طرف

فاتر يصرع الحليم لديه

كلما زاد ضعفه ازداد فتكا

أيّ صبر ترى يكون عليه

__________________

(١) انظر الصلة (ص ٢٦٩) والمطرب (ص ٨٨) والجذوة (ص ٢٤٨).

٣٧٣

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السادس

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب الثّغر

وهو

كتاب الرّشقة ، في حلى مدينة وشقة (١)

من مشاهير مدن الثغر ، أخذها النصارى في أول تلك الفتنة ، ومنها :

٦٤٠ ـ أبو الأصبغ عيسى بن أبي درهم قاضي وشقة (٢)

من المسهب : أنه كان عالما فاضلا ، ولاه المستعين بن هود قضاءها ، وكان له أدب ، ومن شعره قوله : [الطويل]

دفعت إلى ما لم أرده كراهة

ولو أنّني أبغيه ما ناله جهدي

فتعلم أنّ الدهر ليس أموره

تسير على عرف وتنزع في قصدي

وقوله :

يا حبّذا نهرنا وقد عبثت

به صباه والموج يتبعها

والأفق يرثي لما به فعلت

فالسّحب تجري عليه أدمعها

__________________

(١) مدينة في شمال شرقي إسبانيا فتحها العرب ٧١٣ المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٧٤٢).

(٢) انظر الصلة (ص ٤٢٩).

٣٧٤

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السابع

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب الثّغر

وهو

كتاب هجعة الحالم ، في حلى مدينة سالم

من المدن الجليلة المشهورة ، وفيها قبر المنصور بن أبي عامر ، وهي الآن للنصارى. منها :

٦٤١ ـ أبو الحسن باق بن أحمد بن باق (١)

أثنى الحجاريّ على بيته وذاته ، وذكر أنه صحب أبا أمية بن عصام قاضي مرسية ، وله فيه أمداح ، من ذلك قوله : [الطويل]

وما سدت إلا بالمكارم والعلا

ولولا ضياء البدر ما كان يعتلي

لخلّصتني من سطوة الدهر بعد ما

أراد شتاتي بالنّوى وترحّلي

وقوله : [الكامل]

لله يوم قد غدوت منادمي

فيه فتسقيني وطورا تشرب

__________________

(١) انظر أخباره في الخريدة (ج ١٢ / ص ١٨٩) وقلائد العقيان (ص ٢٩٧) وبغية الملتمس (ص ٢٣٥).

٣٧٥

والكأس قد طلعت على آفاقنا

شمسا ولكن في المباسم تغرب

يا ليت شعري وهي في ضعف وفي

خجل وموردها يلذّ ويعذب

لم أصبحت في الحكم أجور جائر

فغدت بها الألباب طرّا تذهب

وقوله : [الرمل]

لا تقل جدّي فلان وأبي

مثله في كلّ مجد وحسب

وترم رفعة قدر بنهي

سيّما إن كنت فذّا في الأدب

حر أمّ المجد والعلم إذا

لم يكن عندك شيء من ذهب

وقوله : [الرمل]

ليتني كنت لمن لا يرتقي

لمعال وفقدت الحسبا

إنما يربح من إسناده

سمة العجز ويبغي التّعبا

٦٤٢ ـ جعفر بن عنق الفضة (١)

ذكر الحجاريّ : أنه مدح قاضي قرطبة ابن حمدين ، وهو ممن تفخر به مدينة سالم ، وأنشد له : [مجزوء الرمل]

لي على الأطلال دمع

مثل ما تهمي السحاب

وفؤاد خافق ما

حدّثت عنهم ركاب

ليت شعري كيف أهوا

هم وقلبي قد أذابوا

__________________

(١) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٩٠٢).

٣٧٦

كتاب

اللمعة البرقيّة

في حلى المملكة الميورقيّة

٣٧٧
٣٧٨

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السادس

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب شرق الأندلس

وهو

كتاب اللمعة البرقيّة ، في حلى المملكة الميورقيّة

هذه جزر في البحر مضافة إلى الأندلس وكتبها ثلاثة

كتاب الغبقة ، في حلى جزيرة ميورقة

كتاب النشقة ، في حلى جزيرة ميورقة

كتاب الأراكة المائسة ، في حلى جزيرة يابسة

٣٧٩

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد ونبيه وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الأول

من كتب الجزر

وهو

كتاب الغبقة ، في حلى جزيرة ميورقة

المنصة

طول هذه الجزيرة أربعون ميلا ، من أخصب بلاد الله ، وفيها بحيرة دورها تسعة أميال ، وفيها حصون ، وقاعدتها مدينة ميورقة بالجهة القبلية من الجزيرة وتدخلها ساقية جارية على الدوام وواد شتويّ يشقّ المدينة ، وبها قلعة للملك ، وفيها يقول ابن اللبّانة (١) : [الكامل]

بلد أعارته الحمامة طوقها

وكساه حليّة ريشه الطاووس

وكأنما تلك المياه (٢) مدامة

وكأنّ قيعان الديار كؤوس (٣)

التاج

أول من فتحها من أيدي النصارى عبد الله بن موسى بن نصير الذي فتح أبوه جزيرة

__________________

(١) سبقت ترجمته في هذا الجزء. وورد هذان البيتان في نفح الطيب (ج ١ / ص ١٦٦) ووردا في ديوان ابن حمديس (ص ٥٥٣).

(٢) في النفح : فكأنما الأنهار فيه.

(٣) في النفح : وكأن ساحات الديار كؤوس.

٣٨٠