المغرب في حلى المغرب - ج ٢

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي

المغرب في حلى المغرب - ج ٢

المؤلف:

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي


المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٧
الجزء ١ الجزء ٢

٥٩٩ ـ الأمير أبو محمد عب الله بن محمد بن عبد الله (١)

ومنه أخذ هذا الحصن أمير الملثّمين يوسف بن تاشفين ، ومن القلائد : رجل زهت به الرياسة والتدبير ، وجبل دونه يلملم وثبير ، ووقار ، لا يستفز ولو دارت عليه العقار ، إذا كتب باهت البدر رقعته ، وقرطست أفئدة المعاني نزعته ، وضعته الدولة في مفرقها ، وأطلعت شمسه في مشرقها ، فأظهر جمالها ، وعطّر صباها وشمالها ، فسهّل لراجيها حزنها ، وصاب بأحسن السّير مزنها ، ولاح بشرها ، ونفح نشرها ، وجادت يده بالحيا ، وعادت به أيام الفضل بن يحيى ، إلا أن لأيام اتّقته ، فما أبقته ، وخشيه مكرها ، فغشيه نكرها ، فتخلّت عنه الدولة تخلّي العقد عن عنق الحسناء ، وأعرضت عنه إعراض النسيم عن الروضة الغنّاء ، وإنها لعالمة بسنائه ، هائمة بغنائه ، ولكن الزمان لا يريد شفوفا ، ولا يرى أن يكون بالفضائل محفوفا ، وهو اليوم قد انقبض عن الناس وأجناسهم ، واستوحش من إيناسهم ، وأنس بنتائج أفكاره ، وهام بعيون العلم وأبكاره.

الغرض مما أورد له. كتب إلى الوزير أبي بكر بن عبد العزيز مجاوبا عن كتاب خاطبه به مسليا عن نكبته :

ولو لم أفلّ شباة الخطوب

بحدّ ظبا الصارم

ولم ألق من جندها ما لقيت

بصبر لأبطالها هازم

ولم أعتبر حادثات الزمان

بخبر خبير بها عالم

لكان خطابك لي ذكرة

تنبّه من سنه النائم

ورداء يردّ صعاب الأمور

على عقب الصاغر الراغم

فكيف وقد قرعت النائبات إصغارا ، ولقيت من هبوبها إعصارا ، ولم أستعن في شيء منها بمخلوق ، ولا فوّضت في جميع أمورها إلا إلى أعدل فاتح وأحفظ موثوق ، وأسأله أن يجعلها كفارة للسيئات ، وطهارة من درن الخطيئات بمنّه وكرمه. وإن خطاب السيد وصل ، غبّ ما تجافي ومطل ، فكان الحبيب المقبّل ، من حقه أن يستمال ويستنزل ، ولا عتاب عليه فيما فعل. وقد علمت أنه مهما أبطأ برهة متّصلة ، فما أخطأ حفاظا بظهر الغيب وصلة ، وإنما نهته عن مقتضى نظره ، ليبينه بفحوى تأخره. وعلى أن العوائد أحمد من البديّات ، والفوائد في النتائج لا في المقدمات ، كما ختم الطعام بالحلواء ، بل كما نسخ الظلام بالضياء ، وبعث محمد آخر الأنبياء. وإن احتفاءه لمقدور حق قدره ، ووفاءه لجدير بالمبالغة في شكره ، ولقد بلغت مكارمه مداها ، وسلت مساهمته عما اقتضاها ، وقد آن أن يدع من ذكرى نهب صيح في حجراته ، واستبيح من جهاته.

__________________

(١) انظر ترجمته في قلائد العقيان (ص ١٢٧).

٣٢١

وكتب له أبو العباس بن عشرة قاضي سلا ، وقد حلّ أبو محمد سلا ، وظنّ أنه يجد منه مؤانسة ، فانقبض عنه واعتذر بالسلطان : [البسيط]

واحسرتا لصديق ما له عوض

إن قلت من هو لا يلقاك معترض

ألقاه بالنفس لا بالجسم من حذر

لعلّة ما رأيت الحرّ ينقبض

فجاوبه أبو محمد : [البسيط]

شرّ الجياد إذا أجريت منقبض

ما للوجيه على الميدان معترض

أنّى تضاهيه فرسان الكلام ومن

غباره في هواديهنّ ما نفضوا

ومرّ في الشعر إلى أن قال بعد العتاب (١) : [البسيط]

والحرّ حرّ وأمر (٢) الله منتظر

والذكر يبقى وعمر المرء منقرض

وأثنى عليه وعلى بيته صاحب المسهب ، وقال في وصفه : ملك قمري الوجه ، سحابيّ اليد روضيّ الجناب ، ملّك طفيلي السماح على الأقارب والأباعد ، ما فرّجت أبوابه إلا تفرّجت الشدائد. وأنشد له قوله :

خلعت عن الملك لكنّني

عن الصبر والمجد لا أخلع

رماني الزمان بأرزائه

وغيري من خطبه يجزع

فليس فؤادي بالملتظى

ولا مقلتي حسرة تدمع

ولي أمل ليته لم يكن

فكم ذا يعزّ وكم يخدع

__________________

(١) البيت في قلائد العقيان (ص ١٢٨).

(٢) في قلائد العقيان : وصنع.

٣٢٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الحادي عشر

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب المملكة البلنسية

وهو

كتاب حنين السانية ، في حلى أعمال دانية

هي محسوبة من المملكة البلنسية ، وانقطعت عنها في مدة ملوك الطوائف ، وينقسم كتابها إلى :

كتاب القطوف الدانية ، في حلى مدينة دانية

كتاب تغريد السكران ، في حلى حصن بكيران

كتاب أنس العمران ، في حلى حصن بيران

٣٢٣

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الأول

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب أعمال دانية

وهو

كتاب القطوف الدانية ، في حلى مدينة دانية (١)

المنصة

كاد هذا العمل يكون مملكة منقطعة عن بلنسية ، لعظم ما احتوى عليه ، وشهرة حاضرته مدينة دانية وما تأثّل من ملك من يذكّر.

ومن المسهب : مدينة عظيمة مشهورة الذكر ، جليلة القدر ، متوارثة المملكة في مدة ملوك الطوائف ، وكثرت إليها الأسفار ، وشدّت نحوها الرجال من الأقطار ، وامتلأت من العلماء والكتاب والشعراء ، وهي على البحر ، كثيرة الخيرات.

التاج

اقتطعها في مدة ملوك الطوائف :

__________________

(١) دانية : قصبة الناحية الشمالية من كورة القنب الإسبانية ازدهرت تحت الحكم العربي بعد فتح الأندلس على يد طارق بن زياد ، المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٢٨١).

٣٢٤

٦٠٠ ـ الموفق مجاهد بن عبد الله ملك الجزر (١)

وصيّرها حضرة لملكه ، وكان جليل القدر ، له غزوات في النصارى في البحر مشهورة ، ومن أعظم ما فتحه جزيرة سردانية الكبيرة. وكان محبّا في العلماء محسنا لهم كثير التولع بالمقرئين للكتاب العزيز ، حتى عرف بذلك بلده ، وقصد من كلّ مكان ، وشكر في الأقطار بكل لسان. وقد أثنى عليه ابن حيان في كتاب المتين بهذا الشأن ، وقد وفد عليه أفراد الشعراء كإدريس ابن اليمان وجلّة العلماء كابن سيده. وولي بعده ابنه :

٦٠١ ـ إقبال الدولة عليّ بن مجاهد (٢)

وحذا حذو أبيه في الإقبال على العلماء إلا أنه كان ذلك تطبّعا لا طبعا وكانت همته في التجارة وجمع الأموال إلى أن أخذها منه المقتدر بن هود.

قال الحجاريّ : وكانت مدته ومدة أبيه في ملك دانية ستين سنة. ثم توالت عليها ولاة الملثمين وولاة ابن مرذنيش وولاة بني عبد المؤمن. ثم كانت لزيان بن مرذنيش صاحب بلنسية ، ومنه أخذها النصارى ، أعادها الله.

السلك

الكتّاب

٦٠٢ ـ الكاتب أبو محمد عبد الله بن العالم أبي عمر ابن عبد البر النّمريّ (٣)

من الذخيرة : كان أبو محمد قد حلّ من كتّاب الإقليم ، محل الغفر من النجوم ، وتصرّف في التأخير والتقديم ، تصرّف الشّفرة في الأديم. وتصرّف ثم ذكر مكان أبيه في العلم وشهرة تصانيفه ، ونبّه على ما جرى على أبي محمد عند المعتضد بن عباد حين وشى به ابن زيدون ، وزعم أنه يطعن في الدولة ، فكاد أن يهلك على يديه ، حتى وصل أبوه ، وخلصه منه.

الغرض من نثره : قوله من رسالة عن ابن مجاهد وقد زفّ ابنته إلى المعتصم ابن صمادح :

__________________

(١) انظر ترجمته في البيان المغرب (ج ٣ / ص ١٥٥) وتاريخ ابن خلدون (ج ٤ / ص ١٦٤). وأعمال الأعلام (ص ٢٥٠).

(٢) انظر البيان المغرب (ج ٣ / ص ١٥٧) وتاريخ ابن خلدون (ج ٤ / ص ١٦٤) وأعمال الأعلام (ص ٢٥٣).

(٣) ترجمته في القلائد (ص ١٨١) والخريدة (ج ٢ / ص ٢١٣ ، ٤٧٨ ، ١٦٦ ، ٤٥٩) وبغية الملتمس (رقم : ٩٦٥) والذخيرة (ج ١ / ق ٣ / ص ١٢٥) والصلة (ص ٢٧٠) والمسالك (ج ٨ / ص ٢٤٦).

٣٢٥

وقد توغّلت معك في أسباب الألفة ، وهتكت بيني وبينك أسباب المراقبة والكلفة. فأنا أستريح إليك بخفيات سرّي ، وأجلو عليك بنيّات صدري ، خروجا إليك عما عندي ، وجريا معك على ما يقتضيه إخلاص ودي ، وجلاء لشواغل بالي ، واستظهارا بك على حالي ، وشفاء لمضض نفسي ، واستدعاء لما نفر وشرد من أنسي ، كما ينفث المصدور ، ويتلقى برد النسيم المحرور ، وكما تفيض النفس عند امتلائها ، وتجود العين طلبا للراحلة بمائها. وكنت أشرت في كتابي بتوجه من توجه من قبلي ، ممن كان روح أنسي ، وريحان جذلي ونفسي ، إلى أن قرع ما قرع من لوعة الفراق ولذع ما لذع من لوعة الاشتياق ، وأنا أظن ذلك عاقبة الصبر تغلبه ، والجلد يعقبه ، وأن انصرام الأيام ينسيه ويذهبه ، فإذا هو قد أفراط وزاد ، وغلب أو كاد (١).

ومن القلائد : بحر البيان الزاخر ، وفخر الأوائل ، والأواخر ، ومن شعره قوله في رجل مات مجذوما :

مات من كنا نراه أبدا

سالم العقل سقيم الجسد

بحر سقم ماج في أعضائه

فرمى في جلده بالزّبد

كان مثل السيف إلا أنه

حسد الدهر عليه فصدي

وقوله (٢) :

لا تكثرنّ تأمّلا

واحبس عليك عنان طرفك

فلربّما أرسلته

فرماك في ميدان حتفك

٦٠٣ ـ الكاتب أبو جعفر أحمد بن أحمد الداني (٣)

من الذخيرة : قدّمته قدمته إذ كان أسناهم موضعا ، وأرفعهم عند ملوك الطوائف مطارا وأحسن موقعا ، وله إحسان كثير ، بين منظوم ومنثور. وكان أبوه شرطيّا بدانية ، فتميّز هو بالأدب وقال في أخيه ، وكان يكثر من هجائه (٤) : [مجزوء الشعر]

جار ذا الدهر علينا

وكذا الدهر يجور

__________________

(١) انظر النص في الذخيرة (ج ١ / ق ٣ / ص ١٢٧).

(٢) البيتان في القلائد وبغية الملتمس والخريدة (ج ٢ / ص ١٣ ، ٤٧٨) والذخيرة (ج ١ / ق ٣ / ص ١٢٨) دون تغيير عمّا هنا.

(٣) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٥٧ وما بعدها).

(٤) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٥٨) دون تغيير عمّا هنا.

٣٢٦

كان شرطيا أبونا

وأخي اليوم وزير

أنا مأبون صغير

وهو مأبون كبير

وقوله (١) : [الكامل]

وعصا أبينا إنها لأليّة

شوهاء إنك شوهة الوزراء

وله نثر قي القصور العبّادية بإشبيلة ، وقد تقدم ذلك هنالك. وذكره الحجاري وأنشد له قوله : [الوافر]

ألا يا سائلا عن شرح حالي

عناه من أموري ما عناني

حويت من الفضائل ما علمتم

وحرت الخصل في يوم الرّهان

وما إن نلت في الأيام إلا

سباب أخي وحسبي من أماني

٦٠٤ ـ الكاتب أبو عبد الله محمد بن مسلم الداني (٢)

من الذخيرة : آية الزمن ، ونهاية الفطنة واللسن ، نفث بالسحر ، واغترف من البحر ، ونظم الدراري بدلا من الدّر. ومما أورده من نثره قوله : من رسالة خاطب بها صاحب ميورقة.

إن أغببت على بعد الديار مكاتبتك ، وأقللت مع شحط المزار مخاطبتك ، فإني أكاتبك بلسان وداد ، وأناجيك بخلوص الفؤاد ، وإنما يتخاطب أهل بعد المكان ، ويتكاتب ذوو النأي عن العيان ، وأنت في الضمير ماثل ، فما تزيد الرسائل ، وبين الجفون جائل ، فما تفيد الوسائل ، لكن العين لا تبرأ من الأرق ، حتى تطبق جفنها على الحدق ، والنفس لا نهدأ من القلق ، حتى تجمع شطريها إلى أفق ، فلهذا يجب على الصديق تأكيد العهد ولو بإهداء السلام ، إذا لم يستطل على الإلمام ، وتجديد الود ولو بالكتاب ، فإنه قد يغني عن الخطاب ، لكن قد يأتي من عوائق الزمان ، وعوارض الحدثان ، ما يحول بين المرء وقلبه ، حتى يسهو في الصلاة وهو بين يدي ربه.

ومن المسهب : كاتب بليغ الكتابة ، كثير الإصابة. وأنشد له :

أما ترى الصبح أقبل

فالكأس لم لا تعجّل

هات المدام دراكا

فإنني لست أمهل

ما العيش إلا مدام

ومنظر ومقبّل

وهاكها طوع ملكي

فكلّ ما شئت أفعل

__________________

(١) البيت في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٥٨).

(٢) انظر ترجمته في المسالك (ج ٨ / ص ٣٤٢) والذخيرة (ج ١ / ق ٣ / ص ٤٢٧).

٣٢٧

٦٠٥ ـ الكاتب أبو الربيع سليمان بن أحمد الداني (١)

صحبه والدي وكتب معه لعبد الواحد بن منصور بني عبد المؤمن ، واجتمعت به أنا في حضرة مراكش ، فتركته بها ، ومدح يحيى بن الناصر بقصيدة نال فيها من عمه إدريس ، فقال فيها :

وملك يحيى حياة لا نفاد لها

وملك إدريس واهي الركن مندرس

وذكر الخشني في كتاب فصل الربيع : أنه حضر ليلة مع الأديب أبي شهاب المالقي فقدّم أمامهما عنقودان من عنب أبيض وأسود ، فأخذ أبو الربيع الأبيض ، وقال : [الوافر]

أتانا بابن كرم كان أشهى

لدى نفس الظريف من الحميّا

بعنقود كأن الحبّ منه

لآل كنّ للحسناء زيّا

فقال جماله صفه وأوجز

فقلت البدر قد حمل الثّريّا

٦٠٦ ـ الكاتب أبو عامر أحمد بن غرسية (٢)

من المسهب : من عجائب دهره ، وغرائب عصره ، إن كان نصابه في العجمية ، فقد شهدت له رسالته المشهورة بالتمكّن من أعنّة العربية ، وهو من أبناء نصارى البشكنس ، سبي صغيرا ، وأدّبه مجاهد مولاه ملك الجزر ودانية ، وكان بينه وبين أبي جعفر بن الجزار (٣) الشاعر صحبة أوجبت أن استدعاه من خدمة المعتصم بن صمادح ملك المريّة ، ناقدا عليه ملازمة مدحه ، وتركه ملك بلاده.

ومن شعره قوله من قصيدة في إقبال الدولة لما ولاه أبوه عهده : [البسيط]

الآن أطلع في ليل الرجاء سنا

وقابل الصبح والإظلام قد ظعنا

عهد حباك به من ليس يشبهه

ملك فأخلص عليه السّرّ والعلنا

ولتلقه بانتهاض لا كفاء له

ما إن يبعّد لا مصرا ولا عدنا

وقوله : [الخفيف]

إنّ أصلي كما علمت ولك

نّ لساني أعزّ من سحبان

وأنا من خير الملوك بصدر

هل ترى بالقناة صدر السّنان

__________________

(١) انظر ترجمته في اختصار القدح (ص ١٢٣ ـ ١٢٧) والمقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٨٣) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٧٧). توفي بمراكش سنة ٦٤١ ه‍.

(٢) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٠٤).

(٣) ترجمته في التكملة لابن الأبار (ص ٤٢٣) والذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٠٤) وقد ذكره ابن بسامباسم «ابن الخراز»

٣٢٨

العلماء

٦٠٧ ـ الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد البر النّمري (١)

من المسهب : إمام الأندلس في علم الشريعة ورواية الحديث ، لا أستثني من أحد ، وحافظها الذي حاز خصل السبق واستولى على غاية الأمد ، وانظر إلى آثاره ، تغنك عن أخباره.

وشاهده ما أورده في تمهيده واستذكاره ، وعلمه بالأنساب ، يفصح عنهما أورده في الاستيعاب.

مع أنه في الأدب فارس ، وكفاك دليلا على ذلك كتاب بهجة المجالس ، وبالأفق الداني ظهر علمه ، وعند ملوكه خفق علمه. ومن شعره قوله : [الوافر]

إذا فاخرت فافخر بالعلوم

ودع ما كان من عظم رميم

فكم أمسيت مطّرحا بجهل

وعلمي حلّ بي بين النجوم

وكائن من وزير سار نحوي

فلازمني ملازمة الغريم

وكم أقبلت متئدا مهابا

فقام إليّ من ملك عظيم

وركب سار في شرق وغرب

بذكري مثل عرف في نسيم

وقوله وقد قصد المعتضد بن عباد من دانية إلى إشبيلية : [الوافر]

قصدت إليك من شرق لغرب

لتبصر مقلتي ما حلّ سمعي

وتعطفك المكارم نحو أصل

دعاكم راغبا في خير فرع

فإن جدتم به من بعد عفو

فليس الفضل عندكم يبدع

فوعدك كي يسكّن خفق قلبي

ويرقأ من جفوني سكب دمعي

الشعراء

٦٠٨ ـ ابن هندو الداني (٢)

من شعراء ملوك الطوائف المذكورين في كتاب الذخيرة. من شعره قوله وقد عرض ابن هود جنده ، وفيهم بعض الأعلاج في نهاية [من](٣) الجمال ينفخ في قرن (٤) : [الطويل]

__________________

(١) انظر ترجمته في ابن خلكان (ج ٧ / ص ٦٦) وتذكرة الحفاظ (ص ١٢٢٨) والديباج المذهب (ص ٣٥٧) والصلة (ص ٦٤٠) والجذوة (ص ٣٤٤) والذخيرة (ج ١ / ق ١ / ص ١٦٠) وبغية الملتمس (رقم : ١٤٤٢).

(٢) ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٨٩٦ / ٨٩٧) والخريدة (ج ٢ / ص ١٨٦) وورد اسمه في الذخيرة «ابن هند».

(٣) زيادة من الذخيرة يقتضيها السياق.

(٤) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٨٩٨) دون تغيير عمّا هنا.

٣٢٩

أعن بابل أجفان عينيك تنفث

وعن قوم موسى قد جعلت تحدّث

أفي الحق أن تحكي سرافيل نافحا

وأمكث في رمس الصّدود وألبث

٦٠٩ ـ أبو بكر محمد بن عيسى المشهور بابن اللّبّانة (١)

من الذخيرة : كان أبو بكر شاعرا يتصرف ، وقادرا لا يتكلف ، مرصوص المباني ، منمّق (٢) الألفاظ والمعاني ، وكان من امتداد الباع ، والانفراد والانطباع كالسيف الصقيل الفرد ، توحّد بالإبداع وانفرد. وذكر أن أمه كانت تبيع اللّبن ، وأخبر بوفائه مع المعتمد بن عباد وتفجعه لدولته حين خلع عن ملكه ، ومما أنشده من شعره قوله (٣) : [مخلع البسيط]

بدا على خدّه عذار

في مثله يعذر الكئيب

وليس ذاك العذار شعرا

لكنما سرّه غريب

لما أراق الدماء ظلما

بدت على خدّه الذنوب

وقوله (٤) : [مخلع البسيط]

يا شادنا حلّ في السّواد (٥)

من لحظ عيني ومن فؤادي

وكعبة للجمال طافت

من حولها أنفس العباد

وما زدتني في الوصال حظّا

إلا غدا الشّوق في ازدياد

أعشى سنا ناظريك طرفي

فليس يلتذّ بالرّقاد

وقوله (٦) : [البسيط]

بدا على خدّه خال يزيّنه

فزادني شغفا فيه إلى شغف

كأنّ حبّة قلبي حين رؤيته

طارت فقال لها في الخدّ منه قفي

وقوله (٧) : [الطويل]

__________________

(١) انظر ترجمته في قلائد العقيان (ص ٢٤٤) والذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٦) والمطرب (ص ١٧٨) وفوات الوفيات (ج ٤ / ص ٢٧) ونفح الطيب (ج ١ / ص ١٦٦) والوافي بالوفيات (ج ٤ / ص ٢٩٧) والمسالك (ج ١١ / ص ٢٧٠). توفي بميورقة سنة ٥٠٧ ه‍.

(٢) في الذخيرة : ممتزج.

(٣) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٩) دون تغيير عمّا هنا.

(٤) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٩).

(٥) في الذخيرة : بالسواد.

(٦) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٩) دون تغيير عمّا هنا.

(٧) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٩).

٣٣٠

يروقك في أهل الجمال ابن سيّد

كترجمة راقت وليس لها معنى

حكى شجر الدفلاء حسنا ومنظرا

فما أحسن المجلى وما أقبح المجنى

وقوله في المتوكل بن الأفطس (١) : [الطويل]

مضيت حساما لا يفلّ له غرب

وأبت غماما لا يحدّ له سكب

وأضحيت (٢) من حاليك تقسم في الورى هبات وهبّات هي الأمن والرّعب وقد كان قطر (٣) الجوف كالجوف يشتكي سقاما فلما زرته زاره الطّبّ

فلا مقلة إلا وأنت لها سنى

ولا كبد إلا وأنت لها خلب

ومنها (٤) : [الطويل]

ومالوا إلى التسليم فوق جيادهم

كما مالت الأغصان من تحتها كثب

فقفّوك (٥) ما قفّوا وهم للعلا رحى (٦)

وداروا كما دارت وأنت لهم قطب

وقوله من قصيدة في المعتضد بن عباد (٧) : [البسيط]

كلني إلى أحد الأبناء ينعشني

إن لم يكن منك (٨) بحر فليكن نهر

قد طال بي أقطع البيداء متّصلا

وليس يسفر عن وجه المنى سفر

جد بالقليل وما تدري (٩) تجود به

يا ماجدا يهب الدنيا ويعتذر

وقوله (١٠) : [الكامل]

يا من عليه من المكارم والعلا

برد بتطريز المحامد معلم

وقوله (١١) : [الطويل]

__________________

(١) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٧٠).

(٢) في الذخيرة : وأصبحت.

(٣) في الذخيرة : جوف القطر.

(٤) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٧١).

(٥) في الذخيرة : فقضّوك ما قضّوا.

(٦) في الذخيرة : ردا.

(٧) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٧٦).

(٨) في الذخيرة : ما لم يكن لي.

(٩) في الذخيرة : وما نزر.

(١٠) البيت في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٩٨٠).

(١١) البيت في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٨٠).

٣٣١

أحدّث عن يوم الوغى ملء منطقي

وأسأل عن يوم النّوال فأسكت

وقوله (١) : [الكامل]

أنا مثل مرآة صقيل وجهها (٢)

ألقى الوجوه بمثل ما تلقاني

كالماء ليس يريك من لون سوى

ما تحته من سائر (٣) الألوان

ومنها (٤) : [الكامل]

ملك إذا عقد المغافر (٥) للوغى

حلّ الملوك معاقد التّيجان

وإذا غدت راياته منشورة

فالخافقان لهنّ في خفقان

ومن سمط الجمان : سموأل الشعراء ، وريحانة الأمراء ، الذي ارتضع أخلاف الدول حافلة الشّطور ، وأطلع السّحر الحلال في أثناء السطور. وأنشد له قصيدة منها (٦) : [الكامل]

والروض إن بعدت عليك قطوفه

وفدتك عنه الريح وهي بليل

حسب النسيم من اللطافة أنّه

صحّت به الأجسام وهو عليل

ومن أخرى قوله (٧) : [الكامل]

هلّا ثناك عليّ قلب مشفق (٨)

فترى فراشا في فراش يحرق

أنت المنيّة والمنى ، فيك استوى

ظلّ الغمامة والهجير المحرق

ويقال إنّك أيكة حتّى إذا

غنّيت قيل هي الحمام الأورق

يا قدّ ذابلة الوشيج ولونها

لكن سنانك أكحل لا أزرق

يا (٩) من رشقت إلى السلوّ فردّني

سبقت جفونك كلّ سهم يرشق

جسدي من الأعداء فيك لأنه

لا يستبين (١٠) لطرف طيف يرمق

__________________

(١) البيت في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٨٧).

(٢) في الذخيرة : صفحها.

(٣) في الذخيرة : من صبغة.

(٤) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٨٧).

(٥) في الذخيرة : الغفائر.

(٦) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٩٠).

(٧) الأبيات في القلائد (ص ٢٤٧) والذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٩٣ ، ٦٩٤).

(٨) في الذخيرة : يخفق.

(٩) في الذخيرة : لك قدّ.

(١٠) في الذخيرة : لا يستفيق.

٣٣٢

لم يدر طيفك موضعي من مضجعي

فعذرته في أنه لا يطرق

خفيت لديه منابغي ومنا بتي

فالدّمع ينشع والصبابة تورق

وكأنّ أعلام الأمير ميسّر (١)

نشرت على قلبي فأصبح يخفق

ومن القلائد : المديد الباع ، الفريد الانطباع ، الذي ملك للمحاسن مقادا. وغدا له البديع منقادا. ونبّه على مكانه من ابن عباد ووفائه له ، وأنشد له قوله (٢) [الكامل]

حنيت جوانحه على جمر الغضى

لما رأى برقا أضاء بذي الأضا

واشتمّ من ريح الصّبا (٣) روح الصّبا

فقضى حقوق الشوق فيه بأن قضى

والتفّ في حبراته فحسبها

من فوق عطفيه رداء فضفضا

قالوا الخيال حياته لوزارة

قلت الحقيقة قلتم لو غمّضا

يهوى العقيق وساكنيه وإن يكن

خبر العقيق وساكنيه قد انقضى

ويودّ عودته إلى ما اعتاده

ولقلّما عاد الشباب وقد مضى

ألف السّرى فكأن نجما ثاقبا

صدع الدّجى منه وبرقا مومضا (٤)

طلب الغنى من ليله ونهاره

فله على القمرين مال يقتضى

ومنها : [الكامل]

والليل قد سدّى وألحم ثوبه

والفجر يرسل فيه خيطا أبيضا

وطلب من ناصر الدولة صاحب ميورقة السّراج وقد خاف في داره ، فكتب إليه (٥) : [المتقارب]

عسى رأفة في سراح كريم

أبلّ ببرد نداه الغليلا

وعليّ أراح من الطالبين

فأسكن للأمن ظلا ظليلا

ومن بلّه الغيث في بطن واد

وبات فلا يأمننّ السيولا

لقد أوقدوا لي نيرانهم

فصيّرني الله فيها الخليلا

أفرّ بنفسي وإن أصبحت

ميورقة مصرا وجدواك نيلا

__________________

(١) في الذخيرة : مبشر.

(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٠٢) والقلائد (ص ٢٤٩).

(٣) في الذخيرة : في روح الصبا.

(٤) في الذخيرة : أومضا.

(٥) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٨٤) والقلائد (ص ٢٤٩).

٣٣٣

ومن مشهور شعره قوله (١) : [الكامل]

عرّج بمنعرجات واديهم عسى

تلقاهم نزلوا الكثيب الأوعسا

أطلبهم حيث الرياض تفتّحت

والريح فاحت والصباح تنفّسا

مثّل وجوههم بدورا (٢) طلّعا

وتخيّل الخيلان شهبا كنّسا

وإذا أردت تنعّما بقدودهم

فاهصر بنعمان الغصون الميّسا

بأبي غزال منهم لم يتّخذ

إلا القنا من بعد قلبي مكنسا

لبس الحديد على لجين أديمه

فعجبت من صبح توشّح حندسا

وأتى يجرّ ذوابلا (٣) وذوائبا

فرأيت روضا بالصّلال تحرّسا

وقوله : [السريع]

أبصرته قصّر في المشيه

لما بدت في خدّه لحيه

قد كتب الشّعر على خدّه

أو «كالذي مرّ على قريه»

الأهداب

موشحة لابن اللبانة (٤) :

كم ذا يؤرّقني ذو حدق

مرضى صحاح لا بلين بالأرق

قد باح معي بما أكتمه

وحنّ قلبي لمن يظلمه

رشا تمرّنّ في لا فمه

كم بالمنى أبدا ألثمه

يفترّ عن لؤلؤ في نسق

من الأقاح بنسيمه العبق

هل من سبيل لرشف القبل

هيهات في نيل ذاك الأمل

كم دونه من سيوف المقل

__________________

(١) الأبيات في القلائد (ص ٢٤٩ ، ٢٥٠) والذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٨٤).

(٢) في الذخيرة : نجوما.

(٣) في الذخيرة : ذوائبا وذوابلا.

(٤) الموشحة في دار الطرز لابن سناء الملك (رقم : ١١).

٣٣٤

سلّت بلحظ وقاح خجل

أبدى لنا حمرة في يقق

خدّ الصباح فيه حمرة الشّفق

من لي بمدح بني عبّاد

ومن محمّدهم إحمادي

تلك الهبات بلا ميعاد

عذرت من أجلها حسّادي

حكتني الورق بين الورق

راشوا جناحي ثم طوّقوا عنقي

لله ملك عليه اعتمدا

من يعرب وهو أسناهم يدا

وهم إذا عنّ وفد وفدا

سالوا بحارا وصالوا أسدا

إن حاربوا أودعوا في نسق

راحوا براح للنّدى وللعلق

طاب الزمان لنا واعتدلا

في دولة أورثتنا جذلا

ردّت علينا الصّبا والغزلا

فقلت حين حبيبي رحلا

أهد السلام لصبّ قلق

مع الرياح والأنام لا تثق

وله الموشحة التي منها (١) :

كذا يقتاد سنا الكوكب الوقاد

إلى الجلّاس مشعشعة الأكواس

أقم عذري

فقد آن أن أعكف

على خمر

يطوف بها أوقف

كما تدري

هضيم الحشا أهيف

فإذا ما ماد في مخضرّة الأبراد

رأيت الآس في أوراقه قد ماس

ومنها في مدح الرشيد بن المعتمد بن عباد :

سطا وجاد رشيد بني عبّاد

فأنسى الناس رشيد بني العباس

__________________

(١) الموشحة في دار الطرز (رقم : ١٢).

٣٣٥

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثاني

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب المملكة الدانية

وهو

كتاب تغريد السكران ، في حلى حصن بكيران

من حصون دانية منه :

٦١٠ ـ المشرّف أبو بكر محمد بن أحمد بن رحيم (١)

من القلائد : رجل الشرف سؤددا وعلاء ، واشتمالا على الفضائل واستيلاء ، استقل بالنقض والإبرام ، وأوضح رسم المجاملة والإكرام. وذكر أنه غنّي له بهذين : [الطويل]

خليلي سيرا واربعا في المناهل

وردا تحيّات الخليط المزايل

فإن سأل الأحباب عنّي تشوّقا

فقولا تركناه رهين البلابل

فزاد عليهما قوله (٢) : [الطويل]

__________________

(١) انظر ترجمته في المسالك (ج ٨ / ص ٢٢٤) والخريدة (ج ١٢ / ص ١١٨) وفي قلائد العقيان (ص ١١٥).

(٢) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١١٥).

٣٣٦

وإن يتناسوني لعذر فذكّرا

بأمري ولا يشعر بذاك عواذلي

لعل الصّبا تأتي فتحي بنفحة

فؤادي من تلقاء من هو قاتلي

فيا ليت أعناق الرياح تقلّني

وتنزلني ما بين تلك المنازل

وغنّي له بهذه الأبيات : [مجزوء الوافر]

بدا فكأنما قمر

على أزراره طلعا

يفتّ المسك عن يقق ال

جبين بنانه ولعا

وقد خلعت عليه الرّا

ح من أثوابها خلعا

فزاد عليها قوله : [مجزوء الوافر]

فأهدى من محاسنه

إلى أبصارنا بدعا

فلما فتّ أكبدنا

وجاز قلوبنا رجعا

ففاضت أعين أسفا

وفاظت أنفس جزعا

وله في مطلع قصيدة في تميم ابن أمير الملثمين : [الطويل]

على المرهقات البيض والسّمر الملد

تدور رحى الملك المتوّج بالمجد

ومنها : [الطويل]

بلقيا تميم تمّ لي كلّ مطلب

ونلت المنى تفترّ سافرة الخدّ

٣٣٧

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثالث

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب أعمال دانية

وهو

كتاب أنس العمران ، في حلى حصن بيران

من المسهب : من أعمال دانية ، منه :

٦١١ ـ أبو القاسم بن خيرون (١)

سكن دانية ، وكان في شعراء إقبال الدولة ، ولما دخل المقتدر بن هود دانية أنشده : [الوافر]

ألا فاطلع بها بدرا منيرا

وكن لله مانحها شكورا

فيا ملك الملوك نداء عبد

تكاد تشبّ زفرته سعيرا

أيجمل أن أراك أمام لحظي

وأبقى خاملا كلا فقيرا

__________________

(١) ترجمته في الذخيرة (ج ١ / ق ٣ / ص ٢٠١).

٣٣٨

كتاب

الفصوص المنقوشة

في حلى مملكة طرطوشة

٣٣٩
٣٤٠