علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي
المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٧
الشعراء
٥٦٦ ـ أبو جعفر أحمد بن الدّودين (١)
من الذخيرة : هو أحد من لقيته ، وأملى عليّ نظمه ونثره بأشبونة سنة سبع وسبعين وأربعمائة. ومما أنشدني من شعره قوله (٢) :
علمّني في الهوى عليّ |
|
كيف التّصابي على وقاري |
اطلع لي من دجاه بدرا |
|
لم يدر ما ليلة السّرار |
فحاد بي طريق نسكي |
|
وظلت مستأهلا لنار |
وقوله (٣) : [الكامل]
خطّ العذار بصفحتيه كتابا |
|
مشقت به أيدي المشيب جوابا |
فغدت غواني الحيّ عنك غوانيا |
|
وأسلن ألحاظ الرّباب ربابا |
فلأبكينّ على الشباب وطيبه (٤) |
|
ولأجعلنّ دم الفؤاد خضابا |
٥٦٧ ـ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عطية المشهور بابن الزّقّاق (٥)
من سمط الجمان : المطبوع بالإصفاق ، ذو الأنفاس السحرية الرقاق ، المتصرف بين مطبوع الحجاز ومصنوع العراق ، الذي حكى بأشعاره زهر الرياض ، وأخجل بإشاراته عثرات الجفون المراض ، وراض طبعه على شأو الرّضا وطلق السّرى الموطّأ فانقاد له وارتاض.
ومن المسهب : من فتيان عصرنا الذين اشتهر ذكرهم ، وطار شعرهم ، وهو جدير بذلك ، فلشعره تعشّق بالقلوب ، وتعلّق بالسمع ، وأعانه على ذلك مع الطبع القابل ، كونه استمدّ من خاله أبي إسحاق بن خفاجة ، ونزع منزعه ، وأنت إذا سمعت قوله :
وأغيد طاف بالكؤوس ضحى |
|
وحثّها والصباح قد وضحا |
__________________
(١) ذكره المقري في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٩٥) وابن بسام في الذخيرة (ق ٣ / ص ٧٠٣ ، ٧٠٤). والمسالك (ج ١١ / ص ٤٤٩).
(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٠٣) دون تغيير عمّا هنا.
(٣) البيت الثاني في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٩٦) والذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٠٤).
(٤) في الذخيرة : ملاوة.
(٥) انظر ترجمته في فوات الوفيات (ج ٣ / ص ٤٧) والمطرب (ص ١٠٠) والذيل (ج ٥ / ص ٢٦٥). ونفح الطيب (ج ١ / ص ٢١) توفي سنة ٥٢٨ ه.
والرّوض أهدى لنا شقائقه |
|
وآسه العنبريّ قد نفحا |
قلنا وأين الأقاح؟ قال لنا |
|
أودعته ثغر من سقى القدحا |
فظلّ ساقي المدام يجحد ما |
|
قال فلما تبسّم افتضحا |
وقوله (١) : [الخفيف]
ورياض من الشّقائق أضحى |
|
يتهادى بها نسيم الرياح |
زرتها والغمام يجلد منها |
|
زهرات تروق لون الرّاح |
قلت ما ذنبها؟ فقال مجيبا |
|
سرقت حمرة الخدود الملاح |
لم تحتج معه إلى شاهد غيره ، على حسن تهدّيه واحتياله ، على أن يظهر الخلق في حلية الجديد. فلله درّه. الغرض من ديوانه : قوله من قصيدة : [الكامل]
والطيف يخفى في الظلام كما اختفى |
|
في وجنة الزّنجيّ منه حياء |
طلعت بحيث الباترات بوارق |
|
والزّرق شهب والقتام سماء |
ومنها : [الكامل]
هذي القصائد قد أتتك برودها |
|
موشيّة وقريحتي صنعاء |
ومديح مثلك مادحي ولربّما |
|
مدحت بمن تتمدّح الشعراء |
وقوله :
أفديك من نبعيّة زوراء |
|
مشغوفة بمقاتل الأعداء |
ألفت حمام الأيك وهي نضيرة |
|
واليوم تألفها بكسر الحاء |
وقوله (٢) : [السريع]
يا شمس خدر ما لها مغرب |
|
أرامة دارك أم غرّب (٣) |
ذهبت فاستعبر طرفي دما |
|
مفضّض الدمع به مذهب |
الله في مهجة ذي لوعة |
|
تيّمه يوم النّقا الرّبرب |
شام بروقا للّوى فامترى |
|
أضواءه أم ثغرك الأشنب |
__________________
(١) الأبيات في كتاب السفينة لابن مبارك.
(٢) الأبيات في ديوان ابن الزقاق ابلنسي (ص ٨٠ ـ ٨١) وبعضها في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٥٧)
(٣) في النفح : أرامة خدرك أم يثرب.
أشبه فيها ليله يومه |
|
حتى استوى الأدهم والأشهب |
سروره بعدكم ترحة |
|
وصبحه بعدكم غيهب |
ناشدتك الله نسيم الصّبا |
|
أين (١) استقلّت بعدنا زينب |
لم تسر (٢) إلّا بشذا عرفها |
|
أو لا فماذا النّفس الطّيّب |
ويا سحاب المزن ما بالنا |
|
يشوقنا ذيلك إذ تسحب |
هات حديثا عن مغاني اللّوى |
|
فعهدك اليوم بها أقرب |
إيه وإن عذّبني ذكرها (٣) |
|
فمن عذاب النفس ما يعذب |
هل لعبت بالعرصات الصّبا |
|
فعجّ منها للصّبا ملعب |
أم ضرّها سقياك إذ جدتها |
|
كم غص ظمآن بما يشرب |
يا من شكا من زمن قسوة |
|
أين السّرى والعيس والسّبسب |
أفلح من خاض بحار الدّجى |
|
وصهوة العزّ له مركب |
أليس في البيداء مندوحة |
|
إن ضاق يوما بالفتى مذهب |
لأخبط الليل ولو أنّه |
|
ذو لبد أو حيّة تلسب |
تحمل كورى فيه عيرانة |
|
إلى سوى مهرة لا تنسب |
وإنما يعرف سبل العلى |
|
يسلكها الأنجب فالأنجب |
إن كان للفضل أب إنّه |
|
نجل بني عبد العزيز الأب |
المنتضى من حجرات الألى |
|
على السّماكين لهم منصب |
ومنها في السيف :
يبتزّ عن صفحته غمده |
|
كما انجلى عن مائه الطّحلب |
وفي الفرس (٤) : [السريع]
يخترق النّقع على أشقر |
|
ينقضّ منه في الوغى كوكب |
تطير في الحضر به أربع |
|
يطوى لها المشرق والمغرب |
له تليل مثل ما ينثني |
|
غصن به ريح الصّبا تلعب |
يجيل في صهوته ضيغما |
|
ليس سوى السيف له مخلب |
__________________
(١) في النفح : أنّى. وفي الديوان : أين استقرّت.
(٢) في النفح : لم نسر.
(٣) في النفح : حبّها.
(٤) الأبيات في كتاب السفينة ببعض الاختلاف عمّا هنا.
وقوله : [مجزوء الكامل]
قم سقّني ذهبيّة |
|
إن الأصيل مذهّب |
وليسبقن زهر الكوا |
|
كب للزّجاجة كوكب |
أو يا ترى ذيل السحا |
|
ب على الحدائق يسحب |
والقضب ترقص والغدي |
|
ر مع الحمائم يصخب |
وإذا ترنّم أورق |
|
فيه تدفّق مذنب |
والطّلّ دمع سائل |
|
أو درّ سلك ينهب |
والبرق صفحة صارم |
|
أو مارج يتلهّب |
ومهفهف يصبو إلي |
|
ه الشّادن المترقّب |
طابتت حميّاه وريّ |
|
اه أنمّ وأطيب |
شرب المدام وعلّني |
|
من ثغره ما يشرب |
حتى إذا انبرت الشّمو |
|
ل بمعطفيه تلعّب |
عانقت منه اصبح حتّى |
|
لاح صبح أشهب |
فغدا اصطباحي من ثنا |
|
ياه الرّضاب الأشنب |
وقوله من مرثية (١) : [الطويل]
تضمّن منه القبر حلى مكارم |
|
فخيّل لي أن التّراب ترائب |
لئن صفرت منه يد المجد والعلى |
|
فقد ملئت من راحتيه الحقائب |
ووالله ما طرفي عليك بجامد |
|
وهل تجمد العينان والقلب ذائب |
ولا لغليل البرح بعدك ناضج |
|
ولو نشأت بين الضلوع سحائب |
ومنها : [الطويل]
هو القدر المحتوم إن جاء مقدما |
|
فلا الغاب محروس ولا الليث واثب |
وما الناس إلّا خائضو غمرة الرّدى |
|
فطاف على ظهر التراب وراسب |
وقوله : [الوافر]
أعدّ الهجر هاجرة لقلبي |
|
وصيّر وعده فيها سرابا |
وقوله : [الرمل]
__________________
(١) الأبيات في كتاب السفينة ببعض الاختلاف عمّا هنا.
أقبلت تحكي لنا مشي الحباب |
|
ظبية تفترّ عن مثل الحباب |
كلما مال بها سكر الصّبا |
|
مال بي سكر هواها والتّصاب |
أشعرت من عبراتي خجلا |
|
إذ تجلّت فتغطّت بنقاب |
مثل شمس الدّجن مهما هطلت |
|
عبرة المزن توارت بحجاب |
وقوله :
وحبّب يوم السّبت عندي أنّه |
|
ينادمني فيه الذي أحببت |
ومن أعجب الأشياء أنّي مسلم |
|
حنيف ولكن خير أيّامي السبت |
وقوله (١) : [الكامل]
يحنيه طول ضرابه هام العدا |
|
حتى يرى بيديه منه صولج |
من كلّ وقّاد السّنان كأنّما |
|
في كل ذابلة ذبال يسرج (٢) |
وقوله : [الطويل]
ألمّت فبات الليل من قصر بها |
|
يطير ولا غير السرور جناح |
وبتّ وقد زارت بأنعم حالة |
|
يعانقني حتى الصباح صباح |
على عاتقي من ساعديها حمائل |
|
وفي حصرها من ساعديّ وشاح |
وقوله : [الوافر]
سرت إذ نامت الرّقباء حولي |
|
ومسك الليل تهديه (٣) الرياح |
وقد غنّى الحليّ على طلاها |
|
بوسواس فجاوبه الوشاح |
تحاذر من عمود الصبح نورا |
|
مخافة أن يلمّ بنا افتضاح |
ولم أر قبلها والليل داج |
|
صباحا بات يذعره صباح |
وقوله (٤) : [البسيط]
وربّ (٥) مائسة الأعطاف مخطفة |
|
إذا دنا نزعها فالعيش منتزح |
__________________
(١) الأبيات في السفينة ببعض الاختلاف عمّا هنا.
(٢) في السفينة : مسرج.
(٣) في السفينة : تمريه.
(٤) الأبيات في السفينة ببعض الاختلاف عمّا هنا.
(٥) في السفينة : فلم.
ظلّت ترقّ وظلّ النّزع يعطفها |
|
كما ترنّم نشوان به مرح |
وقد تألّق نصل السّهم مندفعا |
|
عنها فقل كوكب يرمى به قزح |
وقوله :
شبّوا ذبال الزّرق في يوم الوغى |
|
فأنار كلّ مذرب مصباحا |
سرج ترى الأرواح تطفي غيرها |
|
عبثا وهذي تطفىء الأرواحا |
وقوله :
نثر الورد بالخليج وقد درّ |
|
جه بالهبوب مرّ الرياح |
مثل درع الكميّ مزّقها الطّع |
|
ن فسالت بها دماء الجراح |
وقوله :
وكأنّ البرق في أرجائها |
|
أرسلت نقطا به قوس قزح |
وقوله : [الطويل]
وليل طرقت الخدر فيه وللدّجى |
|
عباب تراه بالكواكب مزبدا |
وقوله : [الكامل]
ذرني ونجدا لا حملت نجادي |
|
إن لم أخطّ صعيدها بصعادي |
وأخضخضنّ حشا الظلام إلى الدّمى |
|
وأصافحنّ سوالف الأجياد |
ولقد مررت على الكثيب فأرزمت |
|
إبلي ورجعّت الصهيل جيادي |
ما بين ساحات لهم ومعاهد |
|
سقيت من العبرات صوب عهاد |
ضربوا ببطن الواديين قبابهم |
|
بين الصوارم والقنا والمنآد (١) |
والورق تهتف حولهم طربا بهم |
|
في كل محنية ترنّم حادي (٢) |
يا بانة الوادي كفى حزنا بنا |
|
ألا نطارح غير بانة واد |
أين الظباء المشرئبّة بالضحى |
|
في منحناك وأين عهد سعاد |
وردوا ومن بيض المناهل أدمعي |
|
ونأوا وبعض الظاعنين فؤادي |
فسقتهم حيث التقت برحالهم |
|
هوج الركاب روائح وغوادي |
ينهلّ وابلها كما تنهلّ من |
|
يمنى أبي الفضل الكريم أيادي |
__________________
(١) في السفينة : المياد.
(٢) في السفينة : شادي.
الأريحيّ إلى السماحة مثل من |
|
يرتاح للماء المروّق صادي |
والمعتلي فوق السّماك أرومة |
|
والمزدري في الحلم بالأطواد |
قاض لدن يمّمت عدل قضائه |
|
لم أعط جور الحادثات قيادي |
متواضع لله يرفع قدره |
|
عن أن يقاس بسائر الأمجاد |
ما قلد الأحكام دون تقى وهل |
|
يتقلّد الصّمصام دون نجاد |
طلق المحيّا واليدين إذا احتبى |
|
وإذا حبا رحب النّدى والنّاد |
لو ألبس الليل البهيم خلاله |
|
لم تشتمل أرجاؤه بحداد |
طاب الثناء تصوّغا منه على |
|
حلو الشمائل طيّب الميلاد |
ومنها : [الكامل]
يا غرّة الزّمن البهيم وعصمة ال |
|
رّجل الطريد ونجعة المرتاد |
خذ من ثنائي ما يكاد نظامه |
|
ينسي فصاحة يعرب وإياد |
ومنها : [الكامل]
وبنو الزمان وإن بدا ملق لهم |
|
أضغانهم كالجمر تحت رماد |
لا غرو أنّك قد نبّت خلالهم |
|
قد ينبت النّوار بين قتاد |
عجبا لمن قد رام سبقك منهم |
|
أنّى العيس سبق جواد |
جلّ اعتلاؤك أن تساجله علا |
|
من ذا يضاهي لجّة بثماد |
لا زلت ترفل في سوابغ أنعم |
|
فضفاضة الأذيال والأبراد |
وبقيت زينا للبلاد ورفعة |
|
إن الصوارم زينة الأغماد |
وقوله : [الكامل]
وتنفّست وقد استحرّ تنهّدي |
|
فوشى بذاك النّدّ هذا المجمر |
وقوله : [البسيط]
علوت كلّ عظيم الشأن مرتبة |
|
إن الخلاخيل تعلوها التقاصير |
وقوله : [الكامل]
ومرنّة قدحت زناد صبابتي |
|
والبرق يقدح في الظلام شراره |
ورقاء تأرق مقلتي لبكائها |
|
ليلا إذا ما هوّمت سمّاره |
إيه بعيشك يا حمامة خبّري |
|
كيف الكثيب ورنده وعراره |
أترنّحت بتنفّسي أثلاثه |
|
أم أينعت بمدامعي أزهاره |
أما الفوارس فاستداروا حوله |
|
حيث استقلّ كما استدار سواره |
ونضوا شفارهم الصقيلة دونه |
|
حتى حسبنا أنّها أشفاره |
في وجنتيه من المهنّد ما اكتسى |
|
يوم الوغى وبمقلتيه غراره |
وقوله (١) : [الطويل]
وزائرة (٢) زارت مع الليل مضجعي |
|
فعانقت غصن البان منها إلى الفجر |
أسائلها أين الوشاح وقد أتت |
|
معطّلة منه معطّرة النّشر |
فقالت وأومت للسّوار نقلته |
|
إلى معصمي لما تقلقل في خصري |
قوله (٣) : [البسيط]
رقّ النسيم راق الرّوض بالزّهر |
|
فنبّه الكأس والإبريق بالوتر |
ما العيش إلا اصطباح الراح أو شنب |
|
يغنى عن الراح من سلسال ذي أشر |
قل للكواكب غضّي للكرى مقلا |
|
فأعين الزّهر أولى منك بالسّهر |
وللصباح ألا فانشر رداء سنا |
|
هذا الدّجى قد طوته راحة السّحر |
وقام بالقهوة الصهباء ذو هيف |
|
يكاد معطفه ينقدّ بالنّظر |
يطفو عليها إذا ما شجّها درر |
|
من عقده اختلست أو ثغره الخصر (٤) |
فالكأس في كفّه بالراح مترعة |
|
كهالة أحدقت في الأفق بالقمر |
وقوله (٥) : [المتقارب]
وما شقّ وجنته عابث (٦) |
|
ولكنها آية للبشر |
جلاها لنا الله كيما نرى |
|
بها كيف كان انشقاق القمر |
وقوله :
كتبت ولو أنني أستطيع |
|
لإجلال قدرك دون البشر |
قددت اليراعة من أنملي |
|
وكان المداد سواد البصر |
__________________
(١) الأبيات في المطرب (ص ١٠٠).
(٢) وآنسة : في المطرب.
(٣) الأبيات في المطرب.
(٤) في المطرب : تخالها اختلست من ثغره الخصر.
(٥) البيتان في ديوان ابن الزقاق (ص ١٧٩) والمطرب (ص ١٠١) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٥٨).
(٦) في النفح : عابثا.
وقوله : [الوافر]
ومقلة شادن أودت بنفسي |
|
كأنّ السّقم لي ولها لباس |
يسلّ اللحظ منها مشرقيا |
|
لقتلي ثم يغمده النّعاس |
وقوله (١) : [الكامل]
مطلول أملود الصّبا ميّاسه |
|
خلع الشباب عليه فهو لباسه |
بدر وأكناف الحشا آفاقه |
|
ظبي وأحناء الضلوع كناسه |
لم ندر (٢) إذ جاءت بنكهته الصّبا |
|
أتضوّع الكافور أم أنفاسه |
ولقد عيينا إذ توالى سكره |
|
ألحاظه مالت بنا أم كاسه |
للحسن مرقوما على وجناته |
|
سطر وصفحة خدّه قرطاسه |
إن خالفت تلك المحاسن فعله |
|
فالسيف يطبع من سواه رئاسه |
وقوله : [الرمل]
يا ضياء الصّبح تحت الغبش |
|
أطراز فوق خدّيك وشي |
أم رياض دبّجتها مزنة |
|
وبدا الصّدغ بها كالحنش |
لست أدري أسهام اللّحظ ما |
|
أتّقى أم لدغ ذاك الأرقش |
ربّ ليل بتّه ذا أرق |
|
ليس إلا من قتاد فرشي |
سابحا في لجّة الدمع ول |
|
كنّني أشكو عليل العطش |
وبروق الليل في أسدافه |
|
كسيوف بأكفّ الحبش |
وسهيل خافق في أفقه |
|
كضرام بيدي مرتعش |
وسماء الله تبدي قمرا |
|
واضح الغرّة كابن القرشي |
وقوله : [الكامل]
بأبي وغير أبي أغنّ مهفهف |
|
مجدول ما تحت الوشاح خميصه |
لبس الفؤاد ومزّقته جفونه |
|
فأتى كيوسف حين قدّ قميصه |
وقوله (٣) : [الوافر]
__________________
(١) الأبيات في السفينة ببعض الاختلاف عمّا هنا.
(٢) في السفينة : لم أدر.
(٣) الأبيات في السفينة.
أديراها (١) على الروض المندّى |
|
وحكم الصبح في الظّلماء ماضي |
وكأس الراح تنظر عن حباب |
|
ينوب لنا عن الحدق المراض |
وما غربت نجوم الأفق لكن |
|
نقلن من السماء إلى الرياض |
وقوله : [الكامل]
وعشيّة لبست رداء شقيق |
|
تزهو بلون للخدود أنيق |
أبقت بها الشمس المنيرة مثل ما |
|
أبقى الحياء بوجنة المعشوق |
لو أستطيع شربتها كلفا بها |
|
وعدلت فيها عن كؤوس رحيق |
تسري بكلّ فتى كأنّ رداءه |
|
خضلا بأدمعه رداء غريق |
وقوله : [البسيط]
تبدو هلالا ويبدو حليها شهبا |
|
فما نفرّق بين الأرض والأفق |
غازلتها والدّجى الغربيب قد خلعت |
|
منه على وجنتيها حمرة الشّفق |
حتى تقلّص ظلّ الليل وانفجرت |
|
للفجر فيه ينابيع من الفلق |
وقوله : [البسيط]
إذا أردت كؤوس الرّاح مترعة |
|
أومت إليّ يد الإصباح بالشفق |
وقوله : [الرمل]
أطلعت خجلته في خدّه |
|
شفقا في فلق تحت غسق |
وقوله : [السريع]
غفرت للأيام ذنب الفراق |
|
أن فزت في توديعهم بالعناق |
ما أنس لا أنس لهم وقفة |
|
كالشّهد والعلقم عند المذاق |
كم ليلة لي بعقيق الحمى |
|
قضرتها باللّثم والاعتناق |
ما أدرع الليل بظلمائه |
|
حتى كساه الصبح منه رواق |
فانحفزت أنجمه يشتكي |
|
للبعض منها البعض وشك الفراق |
وانتبه الصبح بعيد الكرى |
|
كذي هوى من غشية قد أفاق |
في روضة علّم أغصانها |
|
أهل الهوى العذريّ كيف العناق |
هبّت بها ريح الصّبا سحرة |
|
فالتفّت الأغصان ساقا بساق |
__________________
(١) في السفينة : أديريها.
وقوله : [الطويل]
سمحت بقلبي والهوى يورث الفتى |
|
طباع الجواد المحض وهو بخيل |
ولم تخل من حسن القبول مطامعي |
|
وظنّي بالوجه الجميل جميل |
إذا قبل المعشوق تحفة عاشق |
|
فيوشك أن يرجى إليه وصول |
وقوله : [البسيط]
خليليّ انظرا منّي عليلا |
|
يعلّل نفسه نفس عليل |
أما غير الجمال لنا لقاء |
|
وما غير النسيم لنا رسول |
وقوله : [البسيط]
تبرية اللّون مثل الغصن قد لبست |
|
ثوب الرّدى معرضا في موقف الجذل |
تشدو وقد مسحت عنها مدامعها |
|
«أنا الغريق فما خوفي من البلل» |
ومن مرثية : [الكامل]
أعزز عليّ بضيغم ذي سطوة |
|
أجماته بعد الرّماح رجام |
أعزز عليّ بزهرة مطلولة |
|
أمست ولا غير الضريح كمام |
ما كان إلا التّبر أخلص سبكه |
|
فاسترجعته تربة ورغام |
إن راح مهجور الفناء فطالما |
|
هجرت به أرواحها الأجسام |
كثر العويل عليه يوم حمامه |
|
حتى كأنّ العالمين حمام |
يا حاملين النّعش أين جياده |
|
يا ملبسة التّرب أين اللّام |
ضجّت لمصرعك النوادب ضجّة |
|
سدّت مسامعها لها الأيام |
وقوله : [الكامل]
ولقد طرفت الحيّ في غسق الدّجى |
|
والليل في شية الجواد الأدهم |
متنكّبا زوراء مثل هلاله |
|
نصّلت أسهمها بمثل الأنجم |
ينساب بي بين الصوارم مثل ما |
|
أبصرت في الغدر انسياب الأرقم |
وقوله : [البسيط]
نادمته فقرعت السّنّ من ندم |
|
في جنح ليل كحالي ، حالك الظّلم |
غنّى يردّد : واشوقي لظعنهم |
|
فردّد السمع : واشوقي إلى الصّمم |
وقوله : [الوافر]
وفتيان مصاليت كرام |
|
صحبتهم على خوض الظّلام |
وقد خفق النّعاس بهم فمالوا |
|
به ميل النزيف من المدام |
وكلّ تحته هو جاء تمطو |
|
سوالفها بإرخاء الزّمام |
سريت بهم وللظلماء سجف |
|
يمزّقه ببارقه حسامي |
أجرّ ذوابلي من أرض نجد |
|
خلال مجرّ أذيال الغمام |
على ميثاء رفّ بها الخزامى |
|
فأضحى الزهر مفضوض الختام |
تلفّ غصونها ريح بليل |
|
فيعتنق الأراك مع البشام |
ألا يا صاحبيّ استروحاها |
|
شآميّة فمن أهوى شآم |
عسى نفس النّعامى بعد وهن |
|
يبشّر من سليمى بالسّلام |
وقوله :
وليل قطعت دياجيره |
|
بعذراء حمراء كالعندم |
أدبرت كواكب أقداحها |
|
عليّ فأغربتها في فمي |
فقال وقد طار من خيفة |
|
وإصباحه واضح المبسم |
رأيتك تشرب زهر النجوم |
|
فولّيت خوفا على أنجمي |
وقوله : [الطويل]
ووافى كمثل الصّبح عريان كلما |
|
تكذّبه عين البصير يبين |
وقد كان بالسّمر الذوابل في الوغى |
|
مصونا كما صان العيون جفون |
وقوله : [الكامل]
ولقد تروعهم الكواكب رهبة |
|
لمّا حكين أسنّة المرّان |
ولربما عطشوا فحلّاهم عن ال |
|
غدرة اشباه البيض بالغدران |
والسّيف دامي المضربين كجدول |
|
في ضفّتيه شقائق النعمان |
ومنها :
ما لاح في الهيجاء نجم مثقّف |
|
وهلال كلّ حنيّة مرنان |
وقوله : [الوافر]
دع الخطّيّ يثني معطفيه |
|
فإنّ لأسهمي فضلا عليه |
إذا كان العلا قتل الأعادي |
|
أيفضل غير أسرعنا إليه |
وقوله : [البسيط]
ويا لغصن نقا لدن معاطفه |
|
سقيته الدمع حتى أثمر القبلا |
وقوله : [البسيط]
والليل يسترني غربيب سدفته |
|
كأنني خفر في خدّ زنجيّ |
٥٦٨ ـ أبو علي الحسين النّشّار (١)
من شعراء زاد المسافر. من إحسانه قوله (٢) : [الوافر]
ألوّامي على كلفي بيحيى |
|
متى من حبّه أرجو (٣) سراحا |
وبين الخدّ والشفتين خال |
|
كزنجيّ أتى روضا صباحا |
تحيّر في جناه فليس يدري |
|
أيجني الورد أم يجني الأقاحا |
وقوله :
في خد أحمد خال |
|
يصبو إليه الخليّ |
كأنه روض ورد |
|
جنّانه حبشيّ |
وقوله (٤) : [السريع]
قلبي ترى أي طريق سلك |
|
فحقّ يا جسمي أن أسألك |
أنينه دلّ عليه فهل |
|
أنحله السّقم (٥) الذي أنحلك |
ويا رشا خوّل الشّرى |
|
هناك ربّ العرش ما خوّلك |
قتلت يا بدر جميع الورى |
|
فمن إلى قتل الورى أنزلك |
ما ملك الموت كما حدّثوا |
|
بل لحظك الموت وأنت الملك |
يا يوسفا أزرى بحسن الذي |
|
آمن في الجبّ وقوع الهلك |
أقسمت لو أنك في عصره |
|
بآية الحسن (٦) الذي دلّلك |
__________________
(١) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٨١٠) وزاد المسافر (ص ٥٧).
(٢) الأبيات في نفح الطيب (ج ٤ / ص ١٨٠) وزاد المسافر (ص ٥٧).
(٣) في النفح : ألقى.
(٤) الأبيات في زاد المسافر ببعض الاختلاف عمّا هنا.
(٥) في الزاد : الشوق.
(٦) في زاد المسافر : الحب.
ما خلت الحسناء يوما به |
|
تيها (١) ولا قالت له هيت لك |
إن قطّعت أيدي نساء له |
|
فكم قلوب قطّع الناس لك |
الأهداب
موشّحة لابن حريق :
سل حارسي روضه الجمال |
|
وصولجي ذلك العذار |
من توّج الغصن بالهلال |
|
وأنبت الورد في البهار |
أيّ أقاح وجلّنار |
|
حاما على منهل الرّضاب |
وأيّ صلّين من عذار |
|
دبّا كلامين في كتاب |
وأيّ ماء وأيّ نار |
|
ضمّتهما نعمة الشباب |
فقل حيا مورد زلال |
|
يحرسه الثغر بالشّفار |
وقل جنان وقل لآل |
|
يعلّ بالمسك والعقار |
من لي به والمنى غرور |
|
وسنان طاوي الحشا غرير |
النّور من خدّه منير |
|
على فؤادي ولا نصير |
يا نفس ما منك بالوصال |
|
بدّ ولا منّي انتصار |
فقد دعا جفنه نزال |
|
فأين من فتكه الفرار |
يا قلبي المبتلي بحبّه |
|
باعتك عيني بلا شرا |
من باخل في الهوى بقربه |
|
حتى على الطيف بالكرى |
صبرا على هجره وعتبه |
|
فليس إلا الذي ترى |
لعل رفقا من الوصال |
|
يدال من قسوة النّفار |
أو بعض ما تحدث الليال |
|
يفك من ذلك الإسار |
وناصح قال يا غريب |
|
أسرفت في البثّ والحزن |
للمرء من دمعه نصيب |
|
والروح ما إن له ثمن |
ويحك لا عيشة تطيب |
|
ولا نديم ولا سكن |
فخلّ عينيّ في انهمال |
|
يقر للدّمع من قرار |
وابك معي رقّة لحالي |
|
بكاء غيلان في الديار |
جعلت لبس الهوى شعارا |
|
واختلت في برده القشيب |
__________________
(١) في الزاد : ... في خدرها به ...
ولي حبيب سطا وجارا |
|
بالنفس أفديه من حبيب |
شدوت إذ مرّ بي سرارا |
|
من خشية السامع الرقيب |
محمد اللّنق يا غزال |
|
يا صاحب العينين الكبار |
قطفت قلبي ولم تبال |
|
لس ذا علك يا حبيبي عار |
من زجل لأبي زيد الحداد البكّازور البلنسي :
إيش تستر يا بن أبي العافية |
|
لس تخفى عن حدّ هذا الخافية |
إش تستر لس به شي إن يستتر
ذا القصّا لا بد لها أن تشتهر
أي صفقا كان يشتريها من حضر
بصلبا ولس تكون لي غالية |
|
لأنك من الفلك العالية |
إيش تدهب عند البطون من العقول
جُجَّ الكاس ومدّ ساقك لا تزول
وإبليس يضحك يجيها ويقول
اطمن قط ان الشريب باليه |
|
والفتيان عزّاب ودار خاليه |
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الثاني
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب المملكة البلنسية
وهو
كتاب الحلة السندسيّة ، في حلى الرّصافة البلنسيّة
مناظر وبساتين ومياه جارية ، تصاقب حضرة بلنسية ، وهي من أبدع متفرّجاتها ، وقد كثر ذكرها في الشعر. منها :
٥٦٩ ـ أبو عبد الله محمد بن غالب الرّصافيّ (١)
أملى عليّ والدي في شأنه : هو شاعر الأندلس في أوانه ، بما اشتهر عند الخاص والعام من إحسانه ، قال : وكان عمي أبو جعفر بن سعيد يقول عنه : هو ابن رومي الأندلس لما رآه من حسن اختراعه وتوليده ، كمعناه في الحائك ، ومعناه في النجار ، وذكره للأصيل ، وما تقف عليه من شعره ، مما يدلك على عظم قدره ، وقد وفد على عبد المؤمن ، وأنشده وهو في جبل الفتح قصيدة أولها.
لو اقتبست الهدى من جانب الطّور |
|
أعطيت ما شئت من هدي ومن نور |
__________________
(١) انظر ترجمته في التحفة (رقم : ٣٤) والتكملة (ص ٢٣٧) والمعجب (ص ١٥٤).
الغرض من ديوانه : قوله من قصيدة في أبي جعفر الوقّشي وزير ابن همشك (١) : [الكامل]
لمحلّك التّرفيع والتعظيم |
|
ولوجهك التقديس والتكريم |
ولراحتيك الحمد في أرزاقنا |
|
والرزق أجمع منهما مقسوم |
يا منعما تطوى البلاد هباته |
|
ومن الهبات مسافر ومقيم |
إيه ولو بعض الحديث عن التي |
|
حيّا بها ربعي أجشّ هزيم |
قد زارني فسقيت من وسميّه |
|
فوق الذي أروي به وأسيم |
سرت الجياد به إليّ وفتية |
|
سفروا فقلت أهلّة ونجوم |
نعماء جدت بها إن لم نلتقي |
|
فيمن يدندن حولها ويحوم |
وأعزّ من سقيا الحيا من لم يبت |
|
في الحيّ يرقب برقه ويشيم |
ولقد أضنّ على الحيا بسؤاله |
|
والجوّ أغبر والمراد هشيم |
وإن استحبّ القطر سقيا موضعي |
|
فمكان مثلي عنده معلوم |
لما أدرت إلى صنيعك ناظري |
|
فرأيت ما أوليت فهو عميم |
قلّدت جيد الشكر من تلك الحلى |
|
ما شاءه المنثور والمنظوم |
وأشرت قدّامي كأني لاثم |
|
وكأن كفّك ذلك الملثوم |
يا مفضلا سدك السخاء بماله |
|
حتّام تبذل والزمان لئيم |
تتلوّن الدنيا ورأيك في العلا |
|
والحمد دأبك والكريم كريم |
ومن المتمّم في الزمان صنيعة |
|
إلا كريم شأنه التّتميم |
مثل الوزير الوقشيّ ومثله |
|
دون امتراء في الورى معدوم |
رجل يدوس النيّرات بنعله |
|
قدم ثبوت في العلا وأروم |
وصل البيان به المدى فكلامه |
|
سهل يشقّ وغامض مفهوم |
من معشر والاهم في سلكه |
|
نسب صريح في العلاء صميم |
قوم على كتف الزمان لبوسهم |
|
ثوب بحسن فعالهم موسوم |
آثارهم في الحادثين حديثة |
|
وفخارهم في الأقدمين قديم |
لو لم يعدوّا من دعائم بيتهم |
|
رمح السّماك لخانه التقويم |
ماتوا ولكن لم يمت بك فخرهم |
|
فالمجد حيّ والعظام رميم |
يا أحسد الدنيا وقد يغني بها |
|
عن كنية واسم العظيم عظيم |
أجري حديثك ثم أعجب أنّه |
|
قول يقال وعرفه مشموم |
__________________
(١) الأبيات في ديوان الرصافي (ص ١٣١ ـ ١٣٤) والبيت الأول في نفح الطيب (ج ٣ / ص ٩٧).
فبكلّ أرض من ثنائك شائع |
|
عبق كما ولج الرّياض نسيم |
يجري فلا يخفى على مستنشق |
|
لو أنّه عن أذنه مكتوم |
يطوى فينشره الثناء لطيبه |
|
ذكر الكريم بعنبر مختوم |
صحبتك خالدة الحياة وكل ما |
|
تجتاز بابك جنّة ونعيم |
في ظل عزّ دائم وكرامة |
|
وفناء دارك بالوفود زحيم |
من كل ذي تاج تعلّة قصده |
|
مرآك والإلمام والتسليم |
وقوله من أخرى في المذكور :
ألأجرع تحتلّه هند |
|
يندى النسيم ويأرج الرّند |
ويطيب واديه بموردها |
|
حتى ادّعى في مائه الورد |
نعم الخليط نضجت جانحتي |
|
بحديثه لو يبرد الوجد |
يحييك من فيه بعاطرة |
|
لو فاه عنها المسك لم يعد |
يا سعد قد طاب الحديث فزد |
|
منه أخا نجواك يا سعد |
فلقد تجدّد لي الغرام وإن |
|
بلي الهوى وتقادم العهد |
ذكر يمرّ على الفؤاد كما |
|
يوحي إليك بسقطه الزّند |
وإذا خلوت بها تمثّل لي |
|
ذاك الزمان وعيشه الرّغد |
ولقاء جيرتنا غداتئذ |
|
متيسّر ومرامهم قصد |
وخيامهم أيام مضربها |
|
سقط الّلوى وكثيبه الفرد |
أعدو بها طورا وربّتما |
|
رعت الفلا والليل مسوّد |
لكواكب هي في تراكيبها |
|
حلق الدروع يضمّها السّرد |
من كلّ أروع حشوة مغفره |
|
وجه أغرّ وفاحم جعد |
ذكر الوزير الوقّشيّ لهم |
|
فأثارهم للقائه الودّ |
مترقّبين حلول ساحته |
|
حتى كأنّ لقاءه الخلد |
قد رنّحتهم من شمائله |
|
ذكر كما يتضوّع النّدّ |
نعم الحديث الحلو تملكه ال |
|
ركبان حيث رمى بها الوخد |
يا صاحبيّ أخبره عجب |
|
لكما على ظمإ به ورد |
أم ذكره تتعلّلان به |
|
إذ ليس منه لذي فم بدّ |
شفتيكما فالنّحل جاثمة |
|
مما يسيل عليهما الشّهد |
رجل إذا عرض الرجال له |
|
كثر العديد وأعوز النّدّ |
من معشر نجم المقال بهم |
|
زهر كما يتساوق العقد |
لبسوا الوزارة معلمين بها |
|
ومع الصّنائف يحسن البرد |
مستأنفين قديم مجدهم |
|
يبني الحفيد كما بنى الجدّ |
حمدوا إلى جدّ وأعقبهم |
|
حمد بأحمد ما له حدّ |
وكأنما فاق الأنام بهم |
|
نسب إلى القمرين ممتدّ |
فيرى وليدهم المنام على |
|
عبر المجرّة أنه مهد |
ويرى الحيا في مزنه فيرى |
|
أنّ الرّضاع لريّه صدّ |
وكأنما ولدوا ليكتفلوا |
|
حيث السّنا والسؤدد العدّ |
فعلت كرائمهم بهم وعلا |
|
فوق السماء النّهد والجهد |
ومنها :
ضمن النوال بأن تروح إلي |
|
ه العيس معلمة كما تغدو |
ولقد أراني بالبلاد وآ |
|
مال البلاد ببابه وفد |
وهباته تصف النّدى بيد |
|
علياء أقدم وفدها المجد |
خففت بها في الطّرس بارقة |
|
حدق المنى من دونها رمد |
محمولة حمل الحسام وإن |
|
خفي النّجاد هناك والغمد |
يسطو بها فأقول يا عجبا |
|
ماذا يري علياءه الجدّ |
حتى اليراعة بين أنمله |
|
يا قوم مما تطبع الهند |
وقوله منها :
والأمر أشهر في فضائله |
|
ما إن يلبّسها لك البعد |
هيهات يذهب عنك موضعه |
|
هطل الغمام وجلجل الرّعد |
أعربت عن مكنون سؤدده |
|
ما تعجم الورقاء إذ تشدو |
سورا من الأمداح محكمة |
|
من آيهنّ الشكر والحمد |
ولعل ما يخفى وراء فمي |
|
من وده أضعاف ما يبدو |
وقوله : [الطويل]
سقى العهد من نجد معاهده بما |
|
يغار عليها الدمع أن تشرب القطرا |
ومنها : [الطويل]
فيا عينة الجرعاء ما حال بيننا |
|
سوى الدهر شيء فارجعي نشتكي الدّهرا |
تقضّت حياة العيشءلا حشاشة |
|
إذا سألت لقياك علّلتها ذكرا |
وكم بالنّقا من روضة مرجحنّة |
|
تضمّخ أنفاس الرياح بها نشرا |
ومن نطفة زرقاء تلعب بالصّدا |
|
إذا ما ثنى ظلّ مدار بها سمرا |
ومنها :
وبرد نسيم أنثنى عند ذكره |
|
على زفرات تصدع الكبد الحرّا |
وإنّ لبانات تضمّنها الحشا |
|
قليل لديها أن تضيق بها صدرا |
وقوله من مرثية :
رميّ الموت إن السهم صابا |
|
ومن يدمن على غرض أصابا |
إلام أشبّ من نيران قلبي |
|
عليك لكل قافية شهابا |
وقد ودّعت قبلك كلّ سفر |
|
ولكن غاب حينا ثم آبا |
وأهيج ما أكون لك ادّكارا |
|
إذا ما النجم صوّب ثم غابا |
وقوله : [الخفيف]
لا تسل بعد قتل يوسف عنّي |
|
ففؤادي مثلّم كسلاحه |
لو تأمّلت مقلتي يوم أودى |
|
خلتني باكيا ببعض جراحه |
وقوله : [الكامل]
يا وردة جادت بها يد متحف |
|
فهمى لها دمعي وهاج تأسّفي |
حمراء عاطرة النسيم كأنّها |
|
من خدّ مقتبل الشبيبة مترف |
عرضت تذكّرني دما من صاحب |
|
شربت به الدنيا سلافة قرقف |
فنشقتها شغفا وقلت لصاحبي |
|
هي ما تمجّ الأرض من دم يوسف |
وقوله من قصيدة : [الرمل]
أيّها الآمل خيمات النّقا |
|
خف على قلبك تلك الحدقا |
إنّ سربا حشي الخيم به |
|
ربّما غرّك حتى ترمقا |
لا تثرها فتنة من ربرب |
|
ترعد الأسد لديه فرقا |
وانج عنها لحظة سهميّة |
|
طال ما بلّت ردائي علقا |
وإذا قيل نجا الركب فقل |
|
كيفما سالم تلك الطّرقا |
يا رماة الحيّ موهوب لكم |
|
ما سفكتم من دمي يوم النّقا |
ما تعمّدتم ولكن سبب |
|
قرّب الحين وأمر سبقا |
والتفاتات تلقّت عرضا |
|
مقتل الصّبّ فخلّته لقا |