المغرب في حلى المغرب - ج ٢

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي

المغرب في حلى المغرب - ج ٢

المؤلف:

علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي


المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٧
الجزء ١ الجزء ٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب السابع

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة تدمير

وهو

كتاب اللّيانة ، في حلى مدينة بليانة

مدينة مليحة المنظر ، ذات مياه وبساتين ، في الشمال من مرسية ، منها :

٥٣٨ ـ أبو الحسن راشد بن سليمان

من المسهب : أصله من بليانة ، وله فيها مال موروث ، وسكن حضرة مرسية ، وجلّ قدره ، وكتب عن صاحب أمرها أبي عبد الرحمن بن طاهر ، ومن شعره قوله : [المجتث]

واصل نواك فإني

أغناني الله عنكا

صوّرت عندي شخصا

فكان آنس منكا

٢٢١

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثامن

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة تدمير

وهو

كتاب الأرش ، في حلى مدينة ألش

قال ابن اليسع : ليس في الأندلس ثمر طيّب إلا في ألش. قال ابن سعيد : وقد مررت على هذه المدينة ، وأرضها تغلب عليها السّبخة ، ويقولون إنها تشبه مدينة النبي عليه‌السلام. ومنها :

٥٣٩ ـ أبو عبد الرحمن محمد بن غالب

أخبرني والدي : أنه كان من أعيان ألش ، وولي قضاء المريّة ، ومات شابا في أول دولة ابن هود ، قال وأنشدني لنفسه قوله : [الخفيف]

جعل العذر في لسان الإياب

ذو دلال قد زار بعد اجتناب

فنسينا بعاده بالتداني

وغفرنا ذنوبه بالمتاب

٢٢٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب التاسع

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة تدمير

وهو

كتاب البخت ، في حلى مدينة لقنت

لها عمل كبير مخصوص بالتين والزيت ، وخمرة مذكورة ، مفضّلة مشهورة بالقوّة ، ولهذه المدينة ميناء للمراكب ، وهو مرسى مرسية ، يقلع الناس منه إلى إفريقية ، ولها قلعة أخذت بأزرار السماء ، ولم أر في الأندلس أمنع منها ، ومنها :

٥٤٠ ـ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن سفيان السّلميّ (١)

من بني سفيان أعيان لقنت ، تولّع بطريقة الكتابة ، فبرع فيها ، وكتب عن ولاتها ، وسكن مدينة تلمسان ، ومن شعره قوله :

حيث لا نسبة إليك دعتني

بل دعتنا للألفة الأحساب

لي أصل يحكيه أصلك مجدا

والمعالي في أهلها أنساب

__________________

(١) انظر ترجمته في التكملة (ص ٢١٠).

٢٢٣

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب العاشر

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة تدمير

وهو

كتاب النشقة ، في حلى مدينة لورقة (١)

البساط

من المسهب : قد مررت على هذه المدينة ، فلم أر أحسن من بساطها وبهجة واديها وما عليه من البساتين ، وأما منعة قلعتها فمشهورة معروفة يضرب بها المثل في ذلك.

العصابة

ملكها في مدة ملوك الطوائف : أبو محمد عبد الله بن لبّون ، وتوفي فورثها أخوه أبو عيسى (٢) بن لبّون الذي ملك معقل مربيطر في أعمال بلنسية ، ووليها بعده أخوه أبو الأصبغ سعد الدولية بن لبّون.

__________________

(١) مدينة في إسبانيا الشرقية بين غرناطة ومرسية. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٦١٥).

(٢) انظر ترجمته في الحلة السيراء (ج ٢ / ص ١٦٧) وأعمال الأعلام (ص ٢٤١).

٢٢٤

وصارت للمعتمد بن عباد ، إلى أن تداول عليها ولاة الملثّمين ، إلى أن كانت الفتنة عليهم ، فقدّم أهلها :

٥٤١ ـ أبا محمد عبد الله بن جعفر بن الحاج (١)

أخبرني والدي : أنه كره ذلك خوفا من العاقبة ، واستخفى من الناس عشيّ ذلك اليوم الذي بايعوه فيه ، ولم يظهر لهم ، حتى نظروا في خلعه ، فظهر ، ورجع إلى ما كان بسبيله من معاقرة المدام ، ومن شعره قوله : [الخفيف]

لست أرضى إلا النجوم سميرا

لا أرى غيرها لمجدي نظرا

بيننا في الظلام أسرار وحي

يرجع الليل من سناها منيرا

ولقد أفهمت وأفهمت عنها

وجعلنا حديثنا مستورا

وقال في وصفه صاحب السمط : روض الأدب الزاهر ، وطود الشّرف الباهر ، الذي ملأ الزمان زينا ، وأعاد آثار المكارم عينا.

وتوالى عليها ولاة بني عبد المؤمن ، ثم ولاة بني هود ، وثار بها الآن ابن أحلى ، وهو من أعيانها ، وقد رزق حظّا عظيما في النصارى والنّيل منهم. أعانه الله.

السلك

ذوو البيوت

٥٤٢ ـ أبو الحسن جعفر بن الحاجّ (٢)

هو والد أبي محمد عبد الحق ، الذي ارتضاه أهل لورقة للقيام بأرضهم ، فلم يرض ، ومن القلائد : شيخ الجلالة وفتاها ، ومبدأ الفضائل ومنتهاها مع كرم كانسجام الأمطار ، وشيم كالنسيم المعطّار ، أقام زمنا على المدامة معتكفا ، ولثغور البطالة مرتشفا ، وجوده أبدا هاطل ، وجيده إلا من المعالي عاطل ، ثم فاء ، عن تلك السّاحة ، واختار تعب النّسبك على تلك الرّاحة. ومن شعره قوله في أبي أمية بن عصام (٣) : [الكامل]

__________________

(١) انظر ترجمته في الخريدة (ج ١١ / ص ١٩٨) وقلائد العقيان (ص ١٤٤).

(٢) ترجمته في المعجم في أصحاب القاضي الصدفي (ص ٧٧) والمطرب (ص ١٧٨) وقلائد العقيان (ص ١٣٩) وبغية الملتمس (ص ٢٥٧) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ٣٢٢).

(٣) الأبيات في المصادر السابقة الذكر عدا المعجم ولكن ببعض الاختلاف عما هنا.

٢٢٥

لي صاحب عميت عليّ شؤونه

حركاته مجهولة وسكونه

يرتاب بالأمر الجليّ توهّما

وإذا (١) تيقّن نازعته ظنونه

ما زلت أحفظه على شرفي (٢) به

كالشّيء (٣) تكرهه وأنت تصونه

وقوله :

أسهر عيني ونام في جذل

مدرك حظّ سعى إلى أمل

قد لفّقت بالمحال نعمته

من خدع جمّة ومن حيل

كم محنة قد بليت منه بها

وهو يرى أنها يد قبلي

وقوله : [الوافر]

أخ لي كنت آمنه غرورا

يسرّ بما أساء به سرورا

هو السّمّ الزّعاف لشاربيه

وإن أبدى لك الأرى المشهورا

ويوسعني أذى فأزيد حلما

كما جذّ الذّبال فزاد نورا

ومن شعره قوله (٤) : [الرمل]

من عذيري من فاتر ذي جفون

صلن بي (٥) صولة القدير الضعيف

فرع مجد علّقته وقديما

همت بالحسن في النّصاب الشريف

يطلع الشمس في الظلام (٦) ويهدى

زهر الورد في زمان الخريف

يا مديرا من سحر عينيه خمرا

أنا مما أدرت جدّ نزيف

علّل المستهام منك بوعد

وإليك الخيار في التسويف

وقوله :

آه لما ضمّت عليه الجيوب

من زافرات وقلوب تذوب

جاء بي الحبّ إلى مصرعي

في طرق سالكها لا يئوب

واستلبت عقلي خمصانة

نابت مناب الشمس عند الوجوب

__________________

(١) في النفح : فإذا.

(٢) في النفح : إني لأهواه على شرقي به.

(٣) في النفح : كالشّب.

(٤) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٣٩).

(٥) في القلائد : في.

(٦) في القلائد : المساء.

٢٢٦

يسحرني منها إذا كلّمت

وجه مليح ولسان خلوب

تقول إذ أشكو إليها الهوى

سبحان من ألّف بين القلوب

وقوله (١) : [الطويل]

أزورك مشتاقا وأرجع مغرما

وأفتح بابا للصبابة مبهما

أمدّعي السقم الذي آد حمله

عزيز علينا أن نصحّ وتسقما

منعت محبّا منك أيسر لحظة

تبلّ غليل الشوق أو تنفع الظّمأ

وما ردّ ذاك السّجف حتى رميته

عن القلب سيفا (٢) من هواك مصمّما

هوى لم تعن عين عليه بنظرة

ولم يك إلا سمعة وتوهّما

وملتقطات من حديث كأنما

نثرن به سلك الجمان المنظّما

دعون إليك القلب بعد نزوعه

فأسرع لما لم يجد متلوّما

وقوله لابن عصام (٣) : [الطويل]

تقلّص ظلّ منك وازورّ جانب

وأحرز حظّي من رضاك الأجانب

وأصبح طرقا من صفائك مشربي

وأيّ صفاء لم تشبه الأشائب

رويدا فلي قلب على الخطب جامد

ولكن على عتب الأحبّة ذائب

وحسبك إقراري بما أنا منكر

وأنّي مما لست النكر (٤) تائب

أعد نظرا في سالف العهد إنّه

لأكد مما تقتضيه المناسب

ولا تعقب العتبى بعتب فإنما

محاسنها في أن تتمّ العواقب

وأغلب ظني أن عندك غير ما

ترجّمه تلك الظنون الكواذب

لك الخير هل رأى من الصلح ثابت

لديك وهل عهد من السمح آيب

يخبّ ركابي أنني بك هائم

ويثني عناني أنني لك هائب

وإن سؤتني بالسّخط (٥) من غير معظم

فها أنا منك اليوم نحوك هارب

وقوله (٦) : [مجزوء الكامل]

__________________

(١) الأبيات في المطرب (ص ١٧٨).

(٢) في المطرب : سهما.

(٣) في النفح : الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٤٠).

(٤) في قلائد العقيان : أعلم.

(٥) في قلائد العقيان : بالسّخط في.

(٦) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ / ص ١٣٥) وبغية الملتمس (ص ٢٥٨ / ٢٥٩) والقلائد (ص ١٤٢).

٢٢٧

عجبا لمن طلب المحا

مد وهو يمنع ما لديه

ولباسط آماله

في المجد (١) لم يبسط يديه

لم لا أحبّ الضّيف أو

أرتاح من طرب إليه

والضيف يأكل رزقه

عندي ويحمدني عليه

وقوله : [الرمل]

كلّ من تهوى صديق ممحض

لك ما لا تتّقي أو ترتجي

فإذا حاولت نصرا أو جدا

لم تقف إلا بباب مرتج

وقوله (٢) : [الطويل]

وبيضاء ينبو اللّحظ عند لقائها (٣)

وهل تستطيع العين تنظر في الشّمس

وهبت لها نفسا عليّ كريمة

وقد علمت أن الضّنانة بالنّفس

أعالج منها السّخط في حالة الرّضا

ولا أعدم الإيحاش في حالة الأنس

وقوله مع تفّاح : [الوافر]

بعثت بها ولا آلوك حمدا

هديّة ذي اصطناع واعتلاق

خدود أحبّة وافين صبّا

وعدن على ارتماض واحتراق

فحمّر بعضها خجل التلاقي

وصفّر بعضها وجل الفراق

وقوله في المعتمد بن عباد : [الطويل]

تعزّ عن الدنيا ومعروف أهلها

إذا عدم المعروف من (٤) آل عبّاد

أقمت بهم ضيفا ثلاثة أشهر

بغير قرى ثم ارتحلت بلا زاد

وقوله :

كفى حزنا أن المشارع جمّة

وعندي إليها غلة وأوام

ومن نكد الأيام أن يعدم الغنى

كريم وأنّ المكثرين لئام

وقوله : [المتقارب]

__________________

(١) في النفح : للغير.

(٢) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٤٢).

(٣) في قلائد العقيان : التفاتها.

(٤) في قلائد العقيان : في.

٢٢٨

أبا جعفر مات فيك الجمال

فأظهر خدّك لبس الحداد

وقد كان ينبت زهر الرياض

فأصبح ينبت شوك القتاد

أبن لي متى كان بدر السما

ء يدرك بالكون أو بالفساد

وهل كنت في الملك من عبد شمس

فأخشى عليك ظهور السّواد

الشعراء

٥٤٣ ـ أبو بكر بن ظهّار اللّورقي (١)

من الذخيرة : كان من فتيان الأدباء في ذلك الأوان ولولا أنه اعتبط ـ وماء معرفته غير مماح ، وغصن ابتداعه غير مراح ، في شبيبته وأوان ظهوره ـ لبذّ أهل الآفاق ، رقّة وحسن مساق.

وأكثر ماله من النظم ، في مدح أبي المغيرة بن حزم. وأخبر شخص أنه انتجع إلى ابن ظهار هذا بخمسة أبيات ، وصادفه مقلا ، فباع ابن ظهار ثوبه ، وبعث بثمنه إليه ، وكتب مع ذلك إليه (٢) : [الطويل]

يعزّ على الآداب أنّك ربّها

وأنّك في أهل الغنى خامد النار

وخمسة أبيات كأنك قلتها

بهاء وإشراقا من القمر السّاري

طلبت لها كفؤا كريما من القرى

فقصّر باع المال عن نيل أوطاري

سوى فضلة لا تستقلّ بنفسها

وأقلل بها لو أنها ألف دينار

بعثت بها لا راضيا لك بالذي

بعثت بها إلا فرارا من العار

وقوله (٣) : [الكامل]

صبغوا غلالته بحمرة خدّه

وكسوه ثوبا من لمى شفتيه

فتخاله في ذا وتلك كأنما

نثر البنفسج والشقيق عليه

وقوله (٤) : [السريع]

__________________

(١) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٨٨ وما بعدها).

(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٨٨) دون تغيير عمّا هنا.

(٣) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٨٩) دون تغيير عما هنا.

(٤) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٩٠).

٢٢٩

أما ترى وجه (١) الدّجى ضاحكا (٢)

يبسم (٣) من نور بلا ضحك؟

كأنما ينثر من نوره

في الأرض كافورا على مسك

وقوله (٤) : [المجتث]

إذا أردت صباحا

فانظر إلى وجه ساقيك

فقد أطلت سؤالا

يا قوم هل غرّد الدّيك

ماذا تريد بصبح

وأين (٥) ترقى أمانيك

وللنجوم مدار

عليك والبدر يسقيك

وقوله (٦) : [الكامل]

والله ما أملي (٧) من الدّنيا

إلا المدام ووجه من أهوى

فإذا نظرت إلى صفائهما

لم نبق (٨) لي أمل ولا دعوى

وقوله (٩) : [مخلع البسيط]

من لي بداني المحل ناء

تراه عيني ولا أناله

لا وصل لي منه غير أنّي

أقول للناس كيف حاله

الأهداب

٥٤٤ ـ أبو عبد الله بن محمد بن ناجية اللّورقيّ

من أئمة الزجّالين ، كان رقّاما بالمريّة ، وقال في ذكره الدباغ في كتاب الأزجال : شيخ الزمان ، وخليفة الإمام ، ابن قزمان ، وأنشد له قوله من زجل :

__________________

(١) في الذخيرة : بدر.

(٢) في الذخيرة : مشرقا.

(٣) في الذخيرة : يضحك.

(٤) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٩٠).

(٥) في الذخيرة : أو أين.

(٦) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٨٩).

(٧) في الذخيرة : ما أربي.

(٨) في الذخيرة : لم يبق.

(٩) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٨٩) دون تغيير عمّا هنا.

٢٣٠

كلما ذكرت فيه

والذي بقي لي أبدع

لم يراقط منّ أملح

لم يراقط من أشجع

ريت ذاك عنتر وما كان

كان يرى الثعبان ويفزع

وهي تأخذ ست

ثعابين وتراهم صغيرا

وقوله :

نخليه وكف نقدر أن نخليه

ولس جمالا يقال بتشبيه

جمع البياض والتعنين جمع فيه

قد استلف للبستان قضيب

واسودّ في عين اللّبّان حليب

وقوله :

ذهب والله ه معمول من ذهب

يفرح القائد إذا جاه عن سبب

والذي يعجبني منّ ه العجب

اهتزاز هذا المدح للغنا

من بعيد ولكن نوال اقترب

زجل له مشهور :

قالوا عنّي والحقّ ما قالوا

انّ نعشق فلان

واتّهمنا بسرقة الكتّان

وكذلك بالله كان

سبحان الله لغز في ذا الاشيا

آي للسائلين

سرّ في قلبي قلب في صدري

صدري حصنا حصين

وعليه من ضلوع سبع أقفال

وه تمّ في كمين

وبحال من يحلّ اقفال

ويراه ثمّ عيان

ويبيّن أموري للإخوان

بأشد البيان

٢٣١

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الحادي عشر

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة تدمير

وهو

كتاب البرد المطرّز ، في حلى قرية برزز

قرية كبيرة تزاحم المدن ، لها بساتين. ومنها.

٥٤٥ ـ الكاتب أبو عبد الله محمد بن مسعود

كاتب أبي عبد الله محمد بن أبي يحيى بن أبي حفص (١) صاحب إشبيلية ، من شعره قوله : [الطويل]

أهاج إليكم كلما التاج بارق

ويتبعه من دمع مقلتي القطر

وذكركم عندي مدى الدهر قهوة

يرنّحني من صرفها أبدا سكر

لعمرك ما ينسى المشوق دياره

وإن بعدت عنه فما يبعد الذكر

__________________

(١) انظر المعجب (ص ١٩٠).

٢٣٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثاني عشر

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة تدمير

وهو

كتاب النعمة الموصولة ، في حلى مدينة أريولة

لما رحلت من مرسية إلى البحر مررت بأريولة ، فرأيتها في موضع كأنه اقتطع من جنة الخلود ، نهر سائل ، ودواليب نعّارة ، وطيور شادية ، وأشجار متعانقة ، ولها قلعة في نهاية من الامتناع. ومنها :

٥٤٦ ـ أبو الحسن علي بن الفضل (١)

هو ممن لقيته بحضرة إشبيلية ، وكان بينه وبين والدي صداقة متمكنة ، وسكن إشبيلية وساد فيها ، وولي بها خطّة الزكاة والمواريث ، وهي نبيهة ، هنالك ، وأحسن معاشرة أهلها ، فعاش سعيدا ، ومات فقيدا ، رحمه‌الله.

وبنو الفضل أعيان أريولة ، وهو عينهم. وأنشد مأمون بني عبد المؤمن ـ أول ما بويع في

__________________

(١) ذكره المقري في نفح الطيب (ج ١ / ص ٩٢) ترجمته في اختصار القدح (ص ١٠٨). وزاد المسافر (ص ٦٤). توفي سنة ٦٢٧ ه‍.

٢٣٣

إشبيلية بالخلافة ، وقد صدرت عنه الكتب والكتائب إلى البلاد ـ قصيدة مطلعها (خدمتك السيوف والأقلام) فلم يرض هذه البدأة وانتقدها. وقال حين توجه إلى غرناطة في أول دولة ابن هود ، ولم يسله حسنها عن إشبيلية (١).

سئمت المقام بغرناطة

وألسن حالي بذا تنطق

وما أنكرت مقلتي حسنها (٢)

ولكنها غيرها تعشق

ومن شعره قوله : [الوافر]

فيا أسفي أتدركني المنايا

ولم أبلغ من الدنيا مرادي

وما هو غير أن أدعى وحسبي

حيا الإخوان أو موت الأعادي

وقوله من قصيدة يخاطب بها صفوان بن إدريس :

أنكرت أن راع الزمان أدبي

وهل رأيت ذا نهى مؤمنا

وفيك لم نقض الفروض حقّها

أفيّ ترجو أن تقيم السّننا

ومنها :

وصاحب حلو المزاح ممتع

يحيي السرور ويميت الحزنا

أضحكنا لما غدا ما بيننا

محتجنا لقوسه مضطغنا

يبدي لنا ما شاءه من ظرفه

ويزدهي برمية تمجّنا

ويدّعي التّصميم في أغراضه

ولو رمى بغداد أصمى عدنا

حتى تدلّى طائر من أيكه

لم يبق إلا أن يقول هل أنا

قلنا له قد أكثب الصيد فقم

فأرنا من بعض ما حدّثتنا

فقام كسلان يمطّ حاجبا

وبتمطّى بين أين وونى

وبينما أوترها وبينما

عادت تشظّى في يديه إحنا

وعند ما رمى حمام أيكة

أخطأه وما أصاب الفننا

أستغفر الله له إن لم يكن

أطعمنا الصيد فقد أضحكنا

٥٤٧ ـ أبو محمد عبد الله بن تابجه

من شعراء المائة السابعة. وذكر والدي : أنه رحل إلى مرّاكش ، ومدح بها ناصر بني

__________________

(١) البيتان في اختصار القدح (ص ١٠٨).

(٢) في الاختصار : شخصها.

٢٣٤

عبد المؤمن ، ثم ابنه المستنصر ، ومن شعره قوله : [الوافر]

مددت لراحة بذراك راحي

وحثّ الشوق نحوكم جناحي

فجئت لكي أفسّر ما ألاقي

ولا يشفي الغليل سوى القراح

وقوله : [الوافر]

دعوتك للغياث فكن مجيبي

وسكّن ما بقلبي من لهيب

فإني ما شكوت لغير أهل

وهل يشكى الضّنى لسوى طبيب

الأهداب

موشحة لابن الفضل

ألا هل إلى ما تقضّى سبيل

فيشفى العليل وتوسى الكلوم

رعى الله أهل اللّوى واللّوى

ولا راع بالبين أهل الهوى

فو الله ما الموت إلا النّوى

عرفت النّوى بتوالي الجوى

ومما تخلّلل جسمي النّحيل

لقد كدت أنكر حشر الجسوم

فواحسرتا لزمان مضى

عشيّة بان الهوى وانقضى

وأفردت بالرغم لا بالرّضا

وبتّ على جمرات الغضا

أعانق بالفكر تلك الطّلول

وألثم بالوهم تلك الرسوم

حبيبة النّفس أمّ العلى

سقاك الهوى كأسه سلسلا

وخصّ به عهدنا الأوّلا

فياما ألذّ وما أجملا

إذ الوصل ظلّ علينا ظليل

تقينا القطيعة وهي السّموم

لأصميت يوم النّوى مقتلي

٢٣٥

بلحظك والثغر والأنمل

وأشمتّ عند الجفا عذّلي

وبعد التعتّب غنّيت لي

أطلت التعتّب يا مستطيل

ولحظي يغنّيك قالت ظلوم

غيرها له :

عرّج بالحمى

واسأل بالكثيب

عنهم أينما

هذي الأربع

منهم بلقع

أين الأدمع

ضرّجها دما

وقم بالنّحيب

نقم مأتما

شاقتني البروق

لثغر يروق

بأن يلثما

ومن للجديب

بماء السّما

لم يدر الكئيب

من أين أصيب

لكنّ الحبيب

درى إذ رمى

يا عيني حبيبي

موتي أنتما

دهري في اغتراب

وشأني عجاب

أظما في الشّباب

لوصل الدّمى

فهل في المشيب

يزول الظّما

بين مستدام

وأخشى الحمام

يا ربّ الأنام

تدري قدر ما

بقلب الكئيب

فارحم مغرما

ومن غيرها :

في طرف من أهواه

سيف المنون

والقلب في بلواه

ممن يخون

٢٣٦

يا قدّ غصن البان

إذا انثنى

الرّاح والريحان

بل المنى

في ذلك الوسنان

إذا رنا

يا ربّ ما أقساه

ترى يهون

والصبّ ما أرجاه

ما لا يكون

٢٣٧

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد

أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :

الكتاب الثالث عشر

من الكتب التي يشتمل عليها :

كتاب مملكة تدمير

وهو

كتاب الأشهر المهلّة ، في حلى قرية الحرلّة

هي حسنة المنظر على نهر مرسية. منها.

٥٤٨ ـ أبو بكر محمد بن عبد المجيد

من المسهب : من علماء مذهب مالك رحمه‌الله ، وهو من ذوي التعيّن في مرسية والمال والعلم والأصل. ومن شعره قوله : [الطويل]

أيا حاسدا عبد العزيز وحاكيا

له منزعا قد سار فيه على أصل

فهبك تحاكيه بعبد وبغلة

فمن لك أن تحكيه في القول والفعل

تروم مكان البدر دون تصاعد

وتهوى ثناء الناس من دون ما فضل

٢٣٨

كتاب

الروضة النّرجسية

في حلى المملكة البلنسية

٢٣٩
٢٤٠