علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي
المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٧
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الأول
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب شرق الأندلس
وهو
كتاب التثمير ، في حلى مملكة تدمير
ينقسم إلى :
كتاب النغمة المنسية ، في حلى حضرة مرسية
كتاب رونق الجدّة ، في حلى قرية كتندة
كتاب الاستعانة ، في حلى قرية منتانة
كتاب الأيكة ، في حلى حصن يكّة
كتاب الكثب المنهالة ، في حلى حصن تنتالة
كتاب المودة الموصولة ، في حلى مدينة مولة
كتاب الليانة ، في حلى مدينة بليانة
كتاب الأرش ، في حلى مدينة ألش
كتاب النّحت ، في حلى مدينة لقنت
كتاب النشقة ، في حلى مدينة لورقة
كتاب البرد المطرّز ، في حلى قرية برزز
كتاب النعمة المبذولة ، في حلى مدينة أريولة
كتاب الأشهر المهلّة ، في حلى مدينة الحرلّة
عدة هذه الكتب ثلاثة عشر.
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الأول
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب مملكة تدمير
وهو
كتاب النغمة المنسية ، في حلى حضرة مرسية
هي عروس لها تاج ، ومسلك. وأهداب.
المنصة
من كتاب الرّازي : هي من بنيان عبد الرحمن بن الحكم المروانيّ سلطان الأندلس.
ومن المسهب : مرسية أخت إشبيلية : هذه بستان شرق الأندلس ، وهذه بستان غربها : قد قسم الله بينهما النهر الأعظم ، فأعطى هذه الدراع الشرقيّ ، وأعطى هذه الذراع الغربيّ ، ولمرسية مزيّة تيسير السقيا منه ، وليست كذلك إشبيلية لأنّ نهر مرسية يركب أرضها ، وإشبيلية تركب نهرها ، ولمرسية فضل ما يصنع فيها من أصناف الحلل والديباج ، وهي حاضرة عظيمة شريفة المكان ، كثيرة الإمكان.
وقال الحضرميّ : كما يتجهز الفارس من تلمسان ، كذلك تتجهز العروس من مرسية ، ومن
متفرّجاتها المشهورة الرشاقة ، والزنقات (١) وجبل أيل ، وهو جبل شعبذات ، وتحته بساتين ، وبسيط تسرح فيه العيون.
التاج
تملّكها بالثّيارة في مدّة بانيها :
٥١١ ـ عبد الله بن سلطان الأندلس عبد الرحمن بن معاوية بن هشام المروانيّ (٢)
ذكر صاحب السقط : أنه سمت نفسه بعد أبيه لطلب الأمر ، فناقض أخاه هشام بن عبد الرحمن سلطان الأندلس ، وشايع أخاه الخارج عليه سليمان ابن عبد الرحمن وكان حريصا محروما مما طلبه ، حارب أخاه هشاما ، ثم حارب ابن أخيه الحكم بن هشام ثم حارب عبد الرحمن بن الحكم. وفي مدة كل واحد منهم يهزم ويقصى ، وبعد ذلك لا يني عن طلب الأمر ، وآل أمره مع عبد الرحمن إلى أن خطب في جامع مرسية ، ودعا على الظالم بينهما ، فعاجله الله بالمنية. دون بلوغ أمنيّة.
وثار بها في مدة ملوك الطوائف.
٥١٢ ـ المرتضى بن عبد الرحمن بن محمد المروانيّ الناصريّ (٣)
وبايعه الموالي العامرية الذين تغلبوا على الممالك ، وزحفوا به إلى غرناطة ، فهزمه عليها صنهاجة ، وقتل في تلك الوقعة ، وصارت مرسية إلى تدبير :
٥١٣ ـ أبي عبد الرحمن بن طاهر (٤)
وهو أحد أعيانها وترجمته في القلائد ، ومن كلام الفتح في شأنه : به بدىء البيان وختم ،
__________________
(١) الزنقات : من متفرّجات مرسية التي سار مثلها في الآفاق ، وتبرقع وجه جمالها بغرة الإصفاف. نفح الطيب (ج ١ / ص ١٧٠).
(٢) انظر ترجمته في الحلة السيراء (ص ٥٨).
(٣) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ١ / ص ٤٠٥) وأعمال الأعلام (ص ١٥٢).
(٤) ترجمته في قلائد العقيان (ص ٥٦) وأعمال الأعلام (ق ٢ / ص ٢٠١) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ١٧٣). والخريدة (ج ٢ / ص ٩٨).
وعليه ثبت الإحسان وارتسم ، وعنه افترّ الزمان وابتسم. وأورد له نثرا ، وذكر أخذ ابن عمّار مرسية من يده ، وانحيازه إلى بلنسية ، وحضوره وفاته بها سنة سبع وخمسمائة ، وقد نيف على التسعين.
عنوان من نثره :
من كتاب خاطب به المأمون بن ذي النون صاحب طليطلة :
الآن عاد الشباب خير معاده ، وابيضّ الرجاء بعد سواده ، وترك الزمان فضل عنانه ، فلله الشكر المردّد بإحسانه ووافاني ـ أيّدك الله ـ كتاب كريم ، كما طرّز البدر النّهر ، أو كما بلّل الغيث الزّهر ، وطوّقني طوق الحمامة ، وألبسني ظلّ الغمامة ، وأثبت لي فوق النجم منزلة ، وأراني الخطوب نائية عني ومعتزلة ، فوضعته على رأسي إجلالا ، ولثمت كلّ سطوره احتفاء واحتفالا.
وأخذها منه أبو بكر بن عمار وزير ابن عبّاد ، وثار فيها لنفسه ، وقد ذكرت ترجمته في جهة شلب.
وثار فيها على ابن عمار :
٥١٤ ـ القائد عبد الرحمن رشيق (١)
ولم يزل يدبّر أمر مرسية ، إلى أن ثار عليه بمعقل لورقة ، صاحبها :
٥١٥ ـ أبو الحسن بن اليسع
فملك مرسية باسم المعتمد بن عباد ، وولاه ابن عباد مملكتها ، وترجمته في القلائد ، ومن ذكره فيها : عامر أندية النّشوة ، وطلّاع ثنايا الصّبوة ، كلف بالحميّا كلف حارثة بن بدر ، وهام بفتى سماط وفتاة خدر ، فجعل للمجون موسما ، وأثبته في جبين أوانه ميسما.
وذكر أنّ أهل مرسية عزموا على قتله ، ففرّ عنهم.
وأنشد له يخاطب أبا بكر بن اللّبّانة ، وكانا على طريقين ، فلم يلتقيا (٢) [الطويل]
تشرّق آمالي وسعيي (٣) يغرّب |
|
وتطلع أوجالي وأنسي يغرب |
سريت أبا بكر إليك وإنما |
|
أنا الكوكب الساري تخطّاه كوكب |
__________________
(١) انظر ترجمته في أعمال الأعلام (ص ١٨٦ ـ ٢٣٢).
(٢) الأبيات في قلائد العقيان (ص ١٦٧).
(٣) في قلائد العقيان : وسعدي.
فبالله إلّا ما منحت تحية |
|
تكرّ بها السبع الدّراري وتذهب |
كتبت على حالين : بعد وعجمة |
|
فيا ليت شعري كيف يدنو فيعرب |
وذكر : أنه وصل إلى المعتمد بن عباد ، ووصل إلى زيارته أبو الحسين ابن سراج ، وأبو بكر بن القبطورنة ، فخرج وهو دهش على غفلة ، ولما انصرفا كتبا إليه بما اقتضاه الحال ، التي قدّراها : [الهزج]
سمعنا خشفة الخشف |
|
وشمنا طرفة الطّرف |
وصدّقنا ولم نقطع |
|
وكذّبنا ولم ننف |
وأغضينا لإجلال |
|
ك عن أكرومة الظرف |
ولم تنصف وقد جئنا |
|
ك ما ننهض من ضعف |
وكان الحقّ أن تحم |
|
ل أو تردف في الرّدف |
فراجعهما بقطعة منها :
أيا أسفي على حال |
|
سلبت بها من الظّرف |
ويا لهفي على جهلي |
|
بضيف كان من صنف |
وصارت مرسية بعد ذلك للملثّمين ، وتوالت عليها ولاتهم ، إلى أن ملكها في الفتنة التي كانت عليهم :
٥١٦ ـ الأمير المجاهد أبو محمد عبد الله بن عياض (١)
وكان من أبطال المسلمين غازيا للنصارى. وآل أمره إلى أن جاء سهم من نصرانيّ قتله رحمة الله عليه ، وقد ثار بعده صهره :
٥١٧ ـ أبو عبد الله محمد بن سعد المشهور بابن مرذنيش (٢)
وقد عظّمه صاحب فرحة الأنفس ، وذكر : أنه أولى من ذكرت مفاخره من ملوك تلك الفتنة ، وجلّ قدره ، حتى ملك مدينة جيّان ، ومدينة غرناطة وما بينهما ، ومدينة بلنسية ، ومدينة طرطوشة ، وصادف دخول عساكر بني عبد المؤمن إلى الأندلس ، فكابد منهم من العظائم والهزائم ، ما ثبت له
__________________
(١) انظر ترجمته في أعمال الأعلام (ص ٢٠٤ / ٢٩٩) وتاريخ ابن خلدون (ج ٤ / ص ١٦٦).
(٢) انظر ترجمته في أعمال الأعلام (ق ٢ / ص ٢٥٩) ونفح الطيب (ج ١ / ص ٢٨٥).
وظهرت فيه صرامته ، إلا أنه استحال حين اشتدّت الأمور عليه ، فصار يعذّب على الأموال ، ويرتكب في شأن تحصيلها القبائح ، ويسلخ الوجوه ، وينفخ في الأدبار ، وقتل حتى أخته وأولادها ، ولم يزل في ملكه إلى أن مات على فراشه.
وبعده صارت مرسية ليوسف بن عبد المؤمن وتوالت عليها ولاة بني عبد المؤمن ، إلى أن ثار بها منهم عبد الله بن المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن ، وصحت له الخلافة ، إلى أن ثار بهجاتها :
٥١٨ ـ المتوكل محمد بن يوسف بن هود الجذاميّ (١)
وادّعى أنه من بني هود الذين كانوا ملوكا بثغر سرقسطة ، وآل أمره إلى أن ملك مرسية ، ونهض إليه مأمون بني عبد المؤمن ، وحصره بها ، فانصرف عنه ، فثارت بلاد الأندلس على المأمون ، وانقادت لابن هود. وكان ذلك في سنة خمس وعشرين وستمائة ، وصدرت المخاطبات عنه بأمير المسلمين المتوكل على الله. وكان عامّيا جاهلا مشؤوما على الأندلس ، كأنما كان عقوبة لأهلها ، فيه زويت محاسنها ، وطوي بساطها ، ونثر سلكها ، جبرها الله.
تحرك أوّل أمره إلى غربها ، فهزمه النصارى على المدينة العظمى ماردة ، ثم أخدوها ، وسلسلوا في أخذ ما حولها ؛ وما زالوا يأخذون المدن والمعاقل في حياته ، ويهزمونه هزيمة بعد أخرى ، إلى أن أراح الله منه على يد وزيره محمد ابن الرميمي قتله بالليل غيلة في مدينة المريّة ، وقد نقب نقبا في قصره.
وثار أعيان الأندلس بعده في البلاد ، ولم ينقادوا لوالده الذي لقبه بالواثق ، وأخرجه عمّه من مرسية.
وآل أمر مرسية إلى أن جعلت لعمّ المتوكل بن هود ، بفريضة للنصارى وخدمة. ومما اشتهر من حكاياته المضحكة في الجهل أنه لما دخل مرسية ، وبايعه أهلها على الملك ، وصلّى الجمعة خلف الإمام ، سلّم الإمام ، فردّ رأسه إليه ابن هود ، وقال بصوت عال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. فأضحك من حضر.
وولي قرابته الأرذلين من بين شعّار ، وخبّاز ، وقيّم حمّام ، ومناد ، على ممالك الأندلس ، فقضى ذلك بتشتيت شملها ، والله يعيد بهجتها.
__________________
(١) انظر ترجمته في أعمال الأعلام (ص ٢٧٧) ونفح الطيب (ج ١ / ص ٢٠٧).
وثار بها على بني هود :
٥١٩ ـ عزيز بن خطاب (١)
وكان عالما مشهورا بالزهد والانقباض عن الدنيا ، فصار ملكا جبارا سفاكا للدماء ، حتى كرهته القلوب ، وغضّت عن طلعته الأعين ، وارتفعت في الدعاء عليه الألسن ، فقتله الله على يد زيّان بن مرذنيش. ثم أخرج أهل مرسية ابن مرذنيش المذكور ، وصارت لبني هود والنصارى.
ومن شعر عزيز بن خطاب المذكور قوله : [الكامل]
أربأ بنفسك أن تكون متابعا |
|
ما الحرّ إلّا من يؤم فيتبع |
لا يدفعنّ الذلّ عنك مقدّرا |
|
ما بالخضوع تنال ما يتوقّع |
السلك
من الكتّاب
٥٢٠ ـ أبو عامر بن عقيد
من المسهب : من جهات مرسية ، ناظم ناثر غير خامل المكان ، ولا منكر الإحسان ، كتب عن ملك شرق الأندلس إبراهيم بن يوسف ابن تاشفين ، ورفع عنه إليه أنه يفشي سره ، ويقع فيه ، فاعتقله ، فكتب إليه شعرا ، ومنه قوله : [الوافر]
أتأخذني بذنب ثم تنسى |
|
من الحسنات ألفا ثم ألفا |
وتتركني لأسياف الأعادي |
|
وليس يهزّ قولي منك عطفا |
كأنك ما ثنيت إليّ لحظا |
|
كأنك ما مددت إليّ كفّا |
جعلت أبي على رجلي وما إن |
|
له ذنب يهان به ويجفى |
فأعجبه ما دعب به في البيت الأخير وأعاده إلى ما كان عليه.
ومن كتاب فرحة الأنفس (٢) : أنه كتب عن ابن تاشفين المذكور في عبور أخيه أمير
__________________
(١) هو أبو بكر عزيز بن عبد الملك بن سليمان بن خطاب القيسي ، من بيت مشهور قتل بمرسية سنة ٦٣٦ ه. ترجمته في الذيل والتكملة (ج ٥ / ص ١٤٤) واختصار القدح المعلى (ص ١٤٦) وأعمال الأعلام (ص ٣١٥) ونفح الطيب (ج ١ / ص ٢١٣) و (ج ٧ / ص ٢١١).
(٢) هو كتاب فرحة الأنفس في فضلاء العمى من أهل الأندلس ـ لأبي عبد الله محمد بن غالب البلنسي ـ ـ الكاتب الوزير المتوفي سنة ٧٦٧ ه. كشف الظنون (ج ٤ / ص ١٨٦).
المسلمين عليّ بن يوسف إلى الأندلس : كان جوازه ـ أيده الله ـ من مرسى جزيرة طريف على بحر ساكن قد ذلّ بعد استصعابه ، وسهل بعد أن أرى الشامخ من هضابه ، وصار حيّه ميتا ، وهدره صمتا ، وأمواجه لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، وضعف تعاطيه ، وعقد السلم بين موجه وشاطيه ، فعبره آمنا من لهواته ، متملكا لصهواته ، على جواد يقطع الخرق سبحا ، ويكاد يسبق البرق لمحا ، لم يحمل لجاما ولا سرجا ، ولا عهد غير اللّجّة الخضراء مرجا ، عنانه في رجله ، وهدب العين تحلّي بعض شكله.
٥٢١ ـ أبو يعقوب يوسف بن الجذع كاتب ابن مرذنيش
وقع بينه وبين أخيه ما أوجب أن كتب له : [الخفيف]
يا أخي ما الذي يفيد الإخاء |
|
وطريق الوداد منا خلاء |
ولقد كنت لي كما أنا عضدا |
|
فأحالت صفاءك القرناء |
فسلام عليك منّي يأسا |
|
لي إباء كما لديك إباء |
٥٢٢ ـ أخوه أبو محمد عبد الله
جاوبه عن الأبيات بقوله : [الخفيف]
يا أخي لا يضع لديك الإخاء |
|
وتثبّت فليس عنك غناء |
وكما كنت لست أبرح عضدا |
|
لم يحلني عن الهوى القرناء |
فعليك السلام منّي ودّا |
|
لي انقياد كما لديك إباء |
٥٢٣ ـ أبو جعفر أحمد السلميّ (١)
كتب عن ابن مرذنيش ، وعن ابن همشك ، وكان فيه لطف وخفّة روح ، يرقّيانه إلى منادمة الملوك ، فنادمه ابن مرذنيش ، وهو القائل في مجلسه :
أدرس كؤوس المدام والدّزّ |
|
فقد ظفرنا بدولة العزّ |
ومكّن الكفّ من قفا حسن |
|
فإنّه في ليانة الخزّ |
الدّزّ بزّ القفا وخلعته |
|
فاخلع علينا من ذلك البزّ |
__________________
(١) انظر ترجمته في زاد المسافر (ص ٣٦).
٥٢٤ ـ أبو علي بن حسّان كاتب ابن مرذنيش
ومن شعره قوله : [الطويل]
أيا بوم دلّوني فقد حرت في أمري |
|
وتهت بليل لا يؤول إلى فجر |
أرى خدمة السّلطان كدّا ملازما |
|
وحربا لحسّاد يجيش بها صدري |
وفي تركها فقر وطول مذلّة |
|
أبى الله أن يصفو جناب من الدّهر |
٥٢٥ ـ أبو محمد عبد الله بن حامد (١) كاتب العادل من بني عبد المؤمن
وصل معه إلى إشبيلية لما فتحها ، فقال قصيدة منها : [الرمل]
هذه حمص فقد تمّ الأمل |
|
سارت الشّمس فحلّت بالحمل |
كنت كالسّيف ثوى في خلل |
|
ثم لما همّ لم يبق خلل |
العمال
٥٢٦ ـ أبو رجال بن غلبون (٢)
ولي أعمال مرسية في مدة يوسف بن عبد المؤمن ، وأنشد له صاحب زاد المسافر من قصيدة : [البسيط]
بشرى بها تتهادى الضمّر القود |
|
وخيرها بنواصي الخيل معقود |
وأيّة سلكت من سهل أو جبل |
|
طلع نضيد بها أو جنّة رود |
ذوو البيوت
٥٢٧ ـ أبو العلاء بن صهيب (٣)
من القلائد : نبيل المشارع ، جميل المنازع ، كريم العهد ، ذو خلائق كالشّهد ، مع فخر متأصّل ، وفهم إلى كل غامض متوصّل. وذكر الفساد الذي وقع بينه وبين أبي أمية قاضي مرسية ، وأهاجيه فيه ، وأثر له قوله (٤) : [الطويل]
__________________
(١) انظر ترجمته في التكملة (ص ٥١٣) وزاد المسافر (ص ٤٠).
(٢) انظر زاد المسافر (ص ٣٠)
(٣) انظر ترجمته في المسالك (ج ١١ / ص ٣٩٤) والخريدة (ج ٢ / ص ١٨٣) وقلائد العقيان (ص ٢٨٣).
(٤) الأبيات في قلائد العقيان (ص ٢٨٣).
ذكرت وقد نمّ الرياض بعرفه |
|
فأبدى جمان الطلّ في الزّهر النّضر |
حديثا ومرأى للسعيد يروقني |
|
كما راق حسن (١) الشمس في صفحة الزّهر |
سريت وثوب الليل أسود حالك |
|
فشقّ بذلك السير عن غرّة البدر |
فلا أفق إلّا من جبينك نوره |
|
ولا قطر إلّا في أناملك العشر |
وعندي حديث من علاك علقته |
|
يسير كما سار النسيم (٢) عن الزّهر |
٥٢٨ ـ أبو علي الحسين ابن أم الحور (٣)
كان منادما لأبي جعفر الوقشي وزير ابن همشك ، وعينا من أعيان مرسية ، ومن شعره قوله (٤) : [الوافر]
وزنجيّ أتى بقضيب نور |
|
وقد حفّت (٥) بنا بنت الكروم |
فقال فتى من الفتيان صفه (٦) |
|
فقلت الليل أقبل بالنجوم |
الحكّام
٥٢٩ ـ قاضي مرسية أبو أمية إبراهيم بن عصام (٧)
من القلائد : هضبة علاء لا تفرعها الأوهام ، وجملة ذكاء لا تشرحها الأفهام ؛ هزم الكتائب بمضائه ، ونظم الرياسة في سلك قضائه ؛ إذا عقد حباه أطرق الدّهر توقيرا ، وخلته من تهيّبه عقيرا.
كتب إليه ابن الحاج (٨) : [الكامل]
ما زلت أضرب في علاك بمقولي |
|
دأبا ، وأورد في رضاك وأصدر |
واليوم أعذر من يطيل ملامة |
|
وأقول زد شكوى فأنت مقصّر |
__________________
(١) في قلائد العقيان : نور.
(٢) في قلائد العقيان : على الزّهر.
(٣) انظر ترجمته في الحلة السيراء (ج ٢ / ص ٢٦٦) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٨٩).
(٤) البيتان في الحلة السيراء ونفح الطيب.
(٥) في النفح : زفّت لنا.
(٦) في النفح : صفها.
(٧) انظر ترجمته في بغية الملتمس (ص ٢٠٧) والتكملة لابن الأبار (ص ١٧٣) وفي قلائد العقيان (ص ٢٠٣).
(٨) البيتان في قلائد العقيان دون تغيير عما هنا.
فراجعه أبو أمية (١) : [الكامل]
الفخر يأبى والسيادة تحجر |
|
أن يستبيح حمى الوقار مزوّر |
وعليك أن ترضي بسمع ملامة |
|
عين السّناء وعهده لا يخفر (٢) |
ولديّ إن نفث الصديق لراحة |
|
صبر الوفاء (٣) وشيمة لا تغدر |
٥٣٠ ـ ابنه أبو محمد عبد الحق قاضي لورقة
أثنى عليه الحجاريّ وذكر أنه ارتجل بمحضره في غلام راع لغنم : [السريع]
وا بأبي أغيد في قفرة |
|
كأنّه ظبي غدا شاردا |
أقسمت لولا أعين حولنا |
|
لكنت في القفر له صائدا |
العلماء
٥٣١ ـ أبو الحسن عليّ بن إسماعيل بن سيده الأعمى اللغويّ (٤)
من المسهب : لا يعلم بالأندلس أشدّ اعتناء من هذا الرجل باللغة ، ولا أعظم تواليف ، تفخر مرسية به أعظم فخر ، طرّزت به برد الدهر ، وهو عندي فوق أن يوصف بحافظ أو عالم ، وأكثر شهرته في علم اللغة ومن شعره قوله : [الكامل]
لا تضجرنّ فما سواك مؤمّل |
|
ولديك يحسن للكرام تذلّل |
وإذا السحاب أتت بواصل درّها |
|
فمن الذي في الرّيّ عنها يسأل |
أنت الذي عوّدتنا طلب المنى |
|
لا زلت تعلم في العلا ما يجهل |
وذكر الحميديّ : أنه كان في خدمة الموفّق مجاهد العامريّ ملك دانية.
٥٣٢ ـ أبو إسحاق إبراهيم بن عامر النحويّ (٥)
__________________
(١) الأبيات في قلائد العقيان.
(٢) في قلائد العقيان : يختر.
(٣) في القلائد : الوفي.
(٤) انظر ترجمته في المطمح (ص ٦٠) وبغية الملتمس (ص ٤٠٥) وجذوة المقتبس (ص ٢٩٣) والصلة (ص ٤١٠) وبغية الوعاة (ص ٣٢٧).
(٥) انظره في بغية الوعاة (ص ١٨١).
لقيه والدي ، وذكر : أن ابن زهر وقع له على ورقة شعر ، كتب له به ، فلم يرضه : (وما أوتيتم من الشعر إلا قليلا).
وله : [البسيط]
لبّيك لبّيك ألفا غير واحدة |
|
يا من دعاني نحو العزّ والشّرف |
وما كنت دونك إلا الشمس في سحب |
|
والماء في حجر والدرّ في صدف |
٥٣٣ ـ أبو البحر صفوان بن إدريس (١)
هو أنبه الأندلس في عصره ، وله كتاب زاد المسافر في أعلام أوانه في النظم ، وساد عند منصور بني عبد المؤمن ، واشتهر أنه قصد حضرة مرّاكش ، ومدح أعيانها ، فلم يحصل منهم على طائل ، فأقسم ألا يعود لمدح أحد منهم ، وقصر أمداحه على أهل البيت عليهمالسلام وأكثر من تأبين الحسين رضياللهعنه ، فرأى المنصور في منامه النبي صلىاللهعليهوسلم يشفع له فيه وسمّاه له ؛ فقام المنصور وسأل عنه ، فعرف قصّته ، فأغناه عن الخلق من يومئذ.
وله الأبيات التي يغنّى بها في الآفاق ، وهي (٢) :
يا حسنه والحسن بعض صفاته |
|
والسّحر مقصور على حركاته |
بدر لو أنّ البدر قيل له اقترح |
|
أملا لقال أكون من هالاته |
يعطي ارتياح الحسن (٣) غصن أملد |
|
حمل الصباح فكان من زهراته |
والخال ينقط في صحيفة خدّه |
|
ما خطّ مسك (٤) الصدغ من نوناته |
__________________
(١) انظر ترجمته في معجم الأدباء (ج ٢ / ص ١٠١) وزاد المسافر (ص ١١٩). وفي التحفة (رقم : ٥٢) والرايات (ص ٧٩) وفي التكملة (ص ٤٢٩).
(٢) الأبيات في التحفة ببعض الاختلاف عما هنا.
(٣) في التحفة : الغصن.
(٤) في التحفة : حبر.
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الثاني
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب مملكة تدمير
وهو
كتاب الاستعانة ، في حلى قرية منتانة
من قرى مرسية ، منها :
٥٣٤ ـ أبو العباس أحمد المنتانيّ كاتب أبي سعيد بن أبي حفص صاحب إفريقية
صحبه والدي. ومن شعره قوله في غلام من أبناء الفلاحين : [الرمل]
ربّ ظبي قد تصدّى للأسد |
|
أشعث الطّمرين مغبرّ الجسد |
لاح كالسّيف علاه صدأ |
|
فدرى الناظر ما فيه انتقد |
وقد مات رحمهالله.
وله من موشحة :
اشرب على مبسم الزهر |
|
حين رقّ الأصيل |
والشمس تجنح للغرب |
|
والنسيم عليل |
وكلنا مثل ورق |
|
لها لدينا هديل |
والكأس في كفّ ساق |
|
قد ماس مثل القضيب |
فيه خلعت عذاري |
|
يا حسنه من حبيب |
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الثالث
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب مملكة تدمير
وهو
كتاب رونق الجدّة ، في حلى قرية كتندة
من قرى مرسية ، منها :
٥٣٥ ـ أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الكتندي (١)
قال والدي : هو من نبهاء شعراء عصره ، سكن غرناطة ، وانتفع به من قرأ عليه من أهلها ، ولازمها حتى حسب من شعرائها ، وهو ممن صحب أبا جعفر بن سعيد عم والدي. وأبا الحسن بن نزار حسيب وادي آش ، وأبا عبد الله الرّصافي شاعر عبد المؤمن. كان أهول غرناطة يستحسنون له قوله في مطلع قصيدة ، رثى بها عثمان بن عبد المؤمن ملكها : [الرمل]
يذهب الملك ويبقى الأثر |
|
هذه الهالة أين القمر |
__________________
(١) ترجمته في زاد المسافر (ص ٥٣) والتكملة (ص ٥٣٥) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ٦٠) وأدباء مالقة (ص ٢٧) ، توفي سنة ٥٨٤ ه وقيل ٥٨٣ ه.
ومن مستعذب شعره قوله : [السريع]
هذا لسان الدّمع يملي الغرام |
|
في صفحة أثّر فيها السّقام |
فهل يماري في الهوى منكر |
|
والبدر لا ينكر حين التّمام |
عهد لهند لم يكن بالّذي |
|
تقدح فيه نفثات الملام |
يا نهر إشنيل ألا عودة |
|
لذلك العهد ولو في المنام |
ما كان إلا بارقا خاطفا |
|
ما زلت مذ فارقني في ظلام |
آه من الوجد على فقده |
|
وليس تجدي آه للمستهام |
لله يوم منه لم أنسه |
|
وذكر ما أولاه أولى ذمام |
إذ هند غصن بين أغصانها |
|
كالدّوح يثنيه هديل الحمام |
يا هند يا هند ألا عطفة |
|
أما لهذا الصّرم حين انصرام |
أتذكرين الوصل ليل المنى |
|
بمرقب العطف وجزع الإكام |
وإن تذكّرت فلا تذكري |
|
إلا على ساعة والدي الحمام |
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الرابع
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب مملكة تدمير
وهو
كتاب الأيكة ، في حلى يكّة
حصن من حصون مرسية. منه :
٥٣٦ ـ أبو بكر يحيى بن سهل اليكّي (١) هجّاء المغرب
من المسهب : هذا الرجل هو ابن روميّ عصرنا ، وحطيئة دهرنا ، لا تجيد قريحته إلا في الهجاء ، ولا تنشط به في غير ذلك من الأنحاء ، وقس على قوله في الهجاء ما أوردت (٢) : [الكامل]
أعد الوضوء إذا نطقت به |
|
متذكّرا (٣) من قبل أن تنسى |
واحفظ ثيابك إن مررت به |
|
فالظلّ منه ينجّس الشّمسا |
__________________
(١) ترجمته في بغية الملتمس (ص ٥٠٣) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ١٨١) وزاد المسافر (ص ٧٧) والمطرب (ص ١٢٥).
(٢) البيتان في النفح (ج ٤ / ص ٣٠٩).
(٣) في النفح : مستعجلا.
وقوله : [الوافر]
أبا عمرو إليك به حديثا |
|
ألذّ إليك من شرب العقار |
أتذكر ليلة قد بتّ فيها |
|
سليب الدّرع محلول الإزار |
أقبّل منك طغيانا وكفرا |
|
مكان الرّقمتين من الحمار |
وقوله (١) : [الطويل]
ثماني خصال في الفقيه (٢) وعرسه |
|
وثنتان والتحقيق بالمرء أليق |
.......... |
|
.......... |
ويكذب أحيانا ويحلف حانثا |
|
ويكفر تقليدا ويرشى ويسرق |
وعاشرة والذّنب فيها لأمّه |
|
إذا ذكرت لم يبق للشّتم منطق |
وقوله : [الطويل]
عصابة سوء قبّح الله فعلهم |
|
أتوا في رشيد بالدّناءة والقبح |
فزاروه من وقت الصّباح إلى المسا |
|
... من وقت المساء إلى الصّبح |
إذ جاء منهم واحد قام واحد |
|
كما اختلفت نحل الرّبيع على الجبح |
وقوله في ابن الملجوم أحد أعيان فاس : [الطويل]
وما سمّي الملجوم إلّا لعلّة |
|
وهل تلجم الأفراس إلا لتركبا |
وقوله : [الكامل]
في كلّ من ربط اللّثام دناءة |
|
ولو أنه يعلو على كيوان |
ما الفخر عندهم سوى أن ينقلوا |
|
من بطن زانية لظهر حصان |
المنتمون لحمير لكنّهم |
|
وضعوا القرون مواضع التيجان |
لا تطلبنّ مرابطا ذا عفّة |
|
واطلب شعاع النار في الغدران |
ولقيه عمر بن ينستان الملثّم ، فقال : يا فقيه ، مدحتنا فبلغت غاية رضانا بقولك (٣) : [الكامل]
__________________
(١) الأبيات في زاد المسافر (ص ٧٧).
(٢) في الزاد : بالوزير.
(٣) البيتان في نفح الطيب (ج ٤ / ص ١٨١).
قوم لهم شرف العلا في حمير |
|
وإذا انتموا صنهاجة (١) فهم هم |
لمّا حووا إحراز كلّ فضيلة |
|
غلب الحياء عليهم فتلثّموا |
ثم بلغنا أنك هوتنا بقولك : في كل من ربط اللّثام دناءة ... الأبيات.
وذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها ، فقال له : إني لم أقل ذلك ، ولكنّي أقول : [الكامل]
إن المرابط لا يكون مرابطا |
|
حتى تراه إذا تراه جبانا |
تجلو الرعيّة من مخافة جوره |
|
لجلائه إذ يلتقي الأقرانا |
إن تظلمونا ننصف لنفوسنا |
|
يجني الرّجال فنأخذ النّسوانا |
وله يخاطب أمير الملثمين عليّ بن يوسف بن تاشفين في شأن بني معيشة ، وكانوا قد ظهرت منهم حركة بباديس :
عليّ حمى الملك من ساسة |
|
وما أنت للملك بالسّائس |
من السّوس أصبحت تخشى النفاق |
|
وقد جاءك النحس من بادس |
وقال في رثاء مصلوب : [الخفيف]
حكمت علاك بأن تموت رفيعا |
|
وعلوت جذعا للحمام صريعا |
وقرنت نفسك بالبرامكة الألى |
|
لما علوا عند الممات جذوعا |
يا ليتهم صلبوك بين جوانحي |
|
فأضمّ إشفاقا عليك ضلوعا |
وقال وقد صلب محبوب له : [الخفيف]
ساءني أن يرى العدوّ الحبيبا |
|
فوق جذع من الجذوع صليبا |
أشعثا باسطا ذراعيه كرها |
|
مثل من شقّ للسرور جيوبا |
عاريا من ثيابه يتلقّى |
|
شدّة الحرّ ولصّبا والجنونا |
وقوله :
قصدت جلّة فاس |
|
أسترزق الله فيهم |
فما تيسّر منهم |
|
دفعته لبنيهم |
__________________
(١) في النفح : لمتونة.
وقوله : [السريع]
أيا بن خيار بلغت المدى |
|
وقد يكشف البدر عند التمام |
فأين الوزير أبو جعفر |
|
وأين المقرّب عبد السلام |
والصحيح أنها للجراويّ. ولليكي :
يوسف يا بغيتي وأنسي |
|
صيّرني مغرما هواكا |
حويت قلبي وأنت فيه |
|
كيف حويت الذي حواكا؟ |
وقوله : [السريع]
وصارم أبصرت ذي فلّة |
|
فقلت يا صارم من فلّكا |
فقال لي لحظ غلام رنا |
|
ونهد عذراء كما فلّكا |
ومن ذيل الخريدة : توفي في حدود سنة ستين وخمسمائة. ومن شعره قوله : [الطويل]
تسمّع أمير المسلمين لنبأة |
|
تصمّ لها الآذان في كل مشهد |
بمرسية قاض تجاوز حدّه |
|
وأخطأ وجه الرّشد في كلّ مقصد |
يطالبه الأيتام في جلّ مالهم |
|
ويطلبه في حقّه كلّ مسجد |
فما بيّضت كفّاك بالعدل لم تزل |
|
تسوّده بالجوز كفّ ابن أسود |
وقوله : [البسيط]
ولا تهب كلّ فاسيّ مررت به |
|
وإن تقل فيه خيرا حوّل الدّرقه |
وألعنه شيخا وكهلا إن مررت به |
|
.... طفلا ولو ألفيته علقه |
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب السادس
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب مملكة تدمير
وهو
كتاب المودّة الموصولة ، في حلى مدينة مولة
مدينة في غربي مرسية ، ذات بساتين بهجة. منها :
٥٣٧ ـ أبو جعفر أحمد بن سعدون المولي
من المسهب : لموله أن تفخر بانتسابه ، وتشمخ بما بهر من آدابه ، وكانت قراءته بمرسية وبلنسية ، وتردّد على ملوك الطوائف ، فأنهي مكانه ، معظّما شأنه ، وأكثر الإقامة عند ابن رزين ملك السّهلة ، ومن شعره قوله : [الكامل]
لا تعدمنك المكرمات فإنّها |
|
تاج عليك مدى الزمان يروق |
أرويت من أظمأ الزمان جنابه |
|
من عارض للبشر فيه بروق |
ولحظته إذ غضّ كلّ طرفه |
|
إن الكريم على الكريم شفوق |