المسالك والممالك

أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الفارسي الإصطخري

المسالك والممالك

المؤلف:

أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الفارسي الإصطخري


المحقق: الدكتور محمّد جابر عبد العال الحيني
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة
الطبعة: ١
ISBN: 977-305-734-8
الصفحات: ٢٣٦

٤ فراسخ ، ومن خلان إلى الخرارة ـ قرية كبيرة قليلة الماء (١) ـ ٥ فراسخ ، ومن الخرارة إلى الكركان ـ قرية ـ (٢) ٥ فراسخ ، ومن الكركان إلى النوبنجان ـ مدينة كبيرة ـ ٦ فراسخ ، ومن النوبنجان إلى الخوروان ـ قرية ـ ٤ فراسخ ، ومن الخوروان إلى درخيد ـ قرية ـ ٤ فراسخ ، ومن درخيد إلى خان حمّاد ـ قرية ـ ٤ فراسخ ، ومن خان حمّاد إلى بندك ـ قرية ـ ٨ فراسخ ، ومن بندك إلى قرية العقارب ـ وتعرف نهير (٣) ـ ٤ فراسخ ، ومن هير إلى راسين ٤ فراسخ ، ومن راسين إلى أرّجان ٧ فراسخ ، ومن أرّجان إلى سوق سنبيل ٦ فراسخ ، والحد بينهما قنطرة تكان تكون من أرّجان على غلوة ، فذلك من شيراز إلى أرّجان ستون فرسخا.

فأما المسافات بين المدن الكبار بفارس : فمن فسا إلى كارزين ١٨ فرسخا ، ومنها إلى جهرم ١٠ فراسخ ، ومن فسا (٤) إلى كارزين ٨ فراسخ ، وقد مرّ أن من شيراز إلى اصطخر ١٢ فرسخا ، ومن شيراز إلى كوار ١٠ فراسخ ، ومن شيراز إلى جور ٢٠ فرسخا ، ومن شيراز إلى فسا ٢٧ فرسخا (٥) ، ومن شيراز إلى البيضاء ٨ فراسخ ، ومن شيراز إلى دارابجرد ٥٠ فرسخا ، وقد مرّ أن من شيراز إلى سيراف ٦٠ فرسخا ، ومن شيراز إلى النوبنجان ٢٥ فرسخا ، ومن شيراز إلى يزد ٧٤ فرسخا ، ومن شيراز إلى توّج ٣٢ فرسخا ، ومن شيراز إلى جنّابة ٥٤ فرسخا (٦) ، ومنها إلى أرّجان ٦٠ فرسخا ، وقد مرّ ذلك ، ومنها إلى سابور ٢٥ فرسخا ، ومن شيراز إلى كازرون ٢٠ فرسخا (٧) ، ومن شيراز إلى خرّه ٢٥ فرسخا ، ومن شيراز إلى خرّمة ١٤ فرسخا ، ومن شيراز إلى جهرم ٣٠ فرسخا ، ومن جور إلى كازرون (٨) ١٦ فرسخا ، ومن سيراف إلى نجيرم ١٢ فرسخا ، ومن مهروبان إلى حصن ابن عمارة ـ وهو طول فارس على البحر ـ نحو ١٦٠ فرسخا ؛ والذي يحيط بالمفازة من حدّ كرمان إلى حد اصبهان من الروذان إلى أبان ١٨ فرسخا ، ومن أبان إلى فهرج ٢٥ فرسخا ، ومن فهرج إلى كثه ٥ فراسخ ، ومن كثه إلى ميبد ١٠ فراسخ ، ومن ميبد إلى عقدة ١٠ فراسخ ، ومن عقدة إلى نائين ١٥ فرسخا ، ومن نائين إلى اصبهان ٤٥ فرسخا (٩) ، فمن روذان إلى نائين ثلاثة وثمانون فرسخا. ومسافة الحدّ الذي يلى كرمان : من حد السيف من لدن حصن ابن عمارة

__________________

(١) هذه العبارة غير موجودة فى ا ، ب ، ج ويظهر أنها ساقطة لوجودها فى ابن حوقل ص ٢٠٢ ليدن.

(٢) زيادة عن ا.

(٣) فى ا : وهى هير قرية ولكن عبارة ابن حوقل ص ٢٠٢ مثل م.

(٤) زيادة عن ا ويظهر أن الناسخ أضافها للتوضيح.

(٥) فى ابن حوقل ص ٢٠٢ ليدن : ٢٦ فرسخا.

(٦) فى م : ٤٤ فرسخا إلا أن ا وابن حوقل ص ٢٠٢ يجعلان المسافة ٥٤ فرسخا.

(٧) هذه العبارة غير موجودة فى ا ولا فى ابن حوقل طبعة ليدن.

(٨) فى ب ج كارزين.

(٩) فى ا ب ج وفى مخطوطتين من المخطوطات التى اعتمد عليها دى جويه ٢٥ فرسخا هامش ص ١٣٥ أما ابن حوقل فى ص ٢٠٣ ليدن فقد جعلها ٤٥ فرسخا وهذا هو الأرجح الذي اعتمده دى جويه.

٨١

إلى أن ينتهى إلى تارم ، ثم يمتد إلى الروذان حتى ينتهى إلى برية خراسان ، مثل ما من البحر على خط شيراز إلى أن ينتهى ألى مفازة خراسان وهو ١٢٠ فرسخا ؛ والحد الذي يلى خوزستان ومهروبان حتى ينتهى إلى أرّجان وبلاد سابور والسّردن إلى أول حدّ اصبهان نحو ٦٠ فرسخا.

ذكر الماء والهواء والتربة بفارس.

أرض فارس مقسومة على خط من لدن أرّجان إلى النوبنجان إلى كازرون إلى خرّه ، تمر على حدود السيف إلى كارزين (١) ، حتى تمتد إلى الزموم ودارابجرد إلى فرج وتارم ، فما كان من ناحية الجنوب فجروم ، وما كان يلى الشمال فصرود ، ويقع فى جرومها أرّجان والنوبنجان ومهروبان وشينيز وجنّابة وتوّج ودشت الدستقان وخرّه وداذين ومورق (٢) وكازرون (٣) ودشت بارين وجيبرين ودشت البوسقان وزم اللّوالجان وكيرزين وأبرز (٤) وسميران وخمايجان والخربق وكران وسيراف (٥) ونجيرم وحصن ابن عمارة وما فى أضعاف ذلك.

ويقع فى الصرود اصطخر والبيضاء ومائين وايرج وكام فيروز وكرد وكلّار وسروستان والاوسبنجان والارد والرون وصرام وبازرنج والسردن وخرّمة والحيرة والنّيريز والماسكانات والإيج والاصطهبانان (٦) وبرم ورهنان وبوّان وطرخنيشان والجوبرقان واقليد والسّرمق وأبرقوه ويزد وجارين ونائين وما أضعاف ذلك. وعلى الحد مدن فيها ما فى الصرود والجروم من النخيل والجوز ، مثل فسا وجور وشيراز وسابور والنوبنجان وكازرون. فأما الصرود فإن فيها أما كن يبلغ من شدة البرد فيها ألا ينبت عندهم شىء من الفواكه سوى الزرع ، كالأرد والرون وكرد والرساتيق الاصطخرية والرهنان ؛ وأما الجروم فإن بها ما يبلغ من شدة الحر فى الصيف الصائف ألا يثبت (٧) عندهم شىء من الطيور من شدة الحر ، مثل الاغرستان وهى رستاق ، ولقد خبرنى بعض الناس أنه كان فى بيت يشرف على واد فيه حجارة ، فرأى نصف النهار تتفلّق فيه الحجارة كما تتفلّق فى النار ؛ والصرود كلها صحيحة الهواء ، والجروم الغالب عليها فساد الهواء وتغيير الألوان ، وليس فيها أكثر وباء من مدينة دارابجرد ثم توّج ، وأصح الهواء فى الجروم أرّجان وسيراف وجنّابة وشينيز ، وأعدل هذه المدن ما كان فى هذين الحدّين مثل شيراز وفسا وكازرون وجور وغير ذلك ، وليس بجميع فارس هواء أصح من هواء كازرون ، ولا أصلح أبدانا وبشرة من أهلها. وأما المياه فإن أصح المياه بها ماء نهر كرّ ، وأردأ المياه ماء دارابجرد.

__________________

(١) كازرون فى ، ج.

(٢) فى ا ، ب ، ج وابن حوقل ص ٢٠٣ موز وكذلك فى مخطوطتين اعتمد عليهما دى جويه (هامش ص ١٣٦).

(٣) كارزين فى ابن حوقل ص ٢٠٣.

(٤) فى ابن حوقل ص ٢٠٤ ايرز وكذلك فى م.

(٥) فى ب ، ج شيراز.

(٦) الاصبهبزات فى ابن حوقل ص ٢٠٤ ليدن.

(٧) فى ا : يبيت وهى تحريف يثبت ، والعبارة فى ابن حوقل ص ٢٠٤ : ألا ينبت عندهم شىء من الفواكه والبقول سوى الزرع.

٨٢

ذكر صور أهل فارس وزيّهم ولسانهم (١) وأديانهم.

أما صورهم فإن أهل الجروم الغالب على خلقتهم نحافة الخلق (٢) ، وخفة الشعر وسمرة اللون ، وأهل الصرود أعبل (٣) أجساما وأكثر شعورا وأشد بياضا ؛ ولهم ثلاثة ألسنة : الفارسية التى يتكلمون بها ، وجميع أهل فارس يتكلمون بلغة واحدة يفهم بعضهم عن بعض ، إلا ألفاظا تختلف لا تستعجم على عامّتهم ، ولسانهم الذي به كتب العجم (٤) وأيامهم ومكاتبات المجوس فيما بينهم هو الفهلوية ، التى تحتاج إلى تفسير حتى يعرفها الفرس ، ولسان العربية به (٥) مكاتبات السلطان والدواوين وعامة الناس وأمراؤهم (٦) ؛ وأمّا زيّهم فإن زىّ السلطان بها الأقبية ، وربما لبسوا الدراريع (٧) التى هى أوسع فرجة ، وأعرض جربّانا (٨) وجيوبا من دراريع الكتّاب ، والعمائم التى تحتها قلانس مرتفعة ، ويلبسون السيوف بحمائل ، وفى أوساطهم المناطق ، وخفافهم تصغر عن خفاف أهل خراسان. وأما قضاتهم فإنهم يلبسون الدّنيّات ، وما أشبهها من القلانس المشمّرة عن الأذنين مع الطيالسة والقمص والجباب ، ولا يلبسون درّاعة ولا خفا بكسر ولا قلنسوة تغطى الأذنين. وأما زى الكتّاب فإنهم يلبسون الدراريع والعمائم ، فإن لبسوا تحت العمائم قلانس جعلوها خفيّة ، توقى الوسخ ولا تظهر ، ويلبسون الخف المكسّر ألطف من خف السلطان ، ولا يلبسون قباء ولا طيالسة. وأما التنّاء (٩) والتجار والملوك فلباسهم شىء واحد ، من الطيالسة والعمائم والخفاف التى لا كسر فيها والقمص والجباب والمبطّنات ، وإنما يتفاضلون فى الجودة فى الملابس ، فأما الزىّ فواحد ، وزيّهم زىّ أهل العراق. وأما أخلاق ملوكهم والتنّاء منهم والمخالطين للسلطان من عمال الدواوين وغيرهم (١٠) فالغالب عليهم استعمال المروّة فى أحوالهم ، والنزاهة عما يقبح به الحديث من الأخلاق الدنيّة ، والمبالغة فى تحسين دورهم ولباسهم وأطعمتهم ، والمنافسة فيما بينهم فى ذلك. والآداب الظاهرة فيهم ؛ وأما تجارهم فالغالب عليهم محبة جمع المال والحرص (١١) ؛ فأما أهل سيراف والسواحل فإنهم يسيرون فى البحر حتى ربما غاب أحدهم عامة عمره فى البحر ، ولقد بلغنى أن رجلا من سيراف ألف البحر ، حتى ذكر أنه لم يخرج من السفينة نحوا من أربعين سنة ، وكان إذا قارب البر أخرج صاحبه لقضاء حوائجه ، فى كل مدينة يتحوّل من سفينة إلى أخرى إذا انكسرت أو تشعثت فاحتيج إلى اصلاحها ، وقد أعطوا من ذلك حظا جزيلا ، حتى إن أحدهم يبلغ ملكه أربعة آلاف ألف دينار ، وفى عصرنا

__________________

(١) فى ا : لباسهم.

(٢) فى ا : الجسم.

(٣) فى ا ، ب : أكبر ، وفى ج أكثر.

(٤) فى ا : المجوس. أما فى ابن حوقل ص ٢٠٥ : العجم مثل م.

(٥) فى م. التى بها والخطأ واضح والتعبير هكذا جميع المخطوطات.

(٦) هذه زيادة من ا ، وهى فى المخطوطةC

(٧) الدرّاعة جبة مشقوقة المقدم ولا تكون إلا من صوف.

(٨) جربّان القميص طوقه الذي فيه الأزرار فإذا أريد ضمه أدخلت الأزرار فى العرى فضم الصدر إلى النحر.

(٩) هم أهل البلد الذين أصلهم منها

(١٠) هذه زيادة من ا.

(١١) هذه زيادة من ا.

٨٣

قد بلغنى ما هو أكثر من ذلك ، فتراه فى لباسه لا يتميز من أجيره (١) ، وأما أهل كازرون وفسا وغيرهم (٢) ، فهم أهل تجارات فى البرّ ، وقد أعطوا من ذلك حظا جزيلا ، حتى أن أحدهم ليبلغ ملكه الكثير (٣) ، وهم أهل صبر على الغربة وحرص على جمع المال (٤) ، وفيهم اليسار الظاهر حيثما كانوا ، وما علمت مدينة فى برّ ولا بحر فيها قوم من الفرس مقيمون إلا وهم عيون تلك المدينة ، والغالب عليهم اليسار واستقامة الحال والعفّة.

وأما أديانهم فإن السواحل من سيراف إلى مهروبان إلى أرّجان وأكثر الجروم الغالب عليهم مذاهب أهل البصرة فى القدر وأقلهم المعتزلة ، وأهل جهرم الغالب عليهم الاعتزال ، وأهل خرّة هم شيعة (٥) ؛ وأما الصرود فإن شيراز واصطخر وفسا الغالب عليهم مذاهب أهل الجماعة على مذاهب أهل بغداد ، والغالب على أهل فارس فى الفتيا مذهب أهل الحديث. فأما أهل الملل منهم فإن فيهم اليهود والنصارى والمجوس ، وليس فيهم صابئة ولا سامرة (٦) ، ولا من سائر النحل أحد ظاهر ، وأكثر هذه الملل المجوس ، وهم الغالبون على سائر الملل فى الكثرة ، ثم النصارى ثم اليهود أقلهم ، فأما كتب المجوس وبيوت نيرانهم وأديانهم (٧) وما كانوا عليه فى أيام ملوكهم فإنهم يتوارثونه ، وذلك فى أيديهم ويتدينون به ؛ وليس المجوس ببلد أكثر منهم بفارس ، لأن بها دار ملوكهم (٨) وأديانهم وكتبهم.

ذكر طبقات الناس بفارس

أما طبقات الناس بفارس فإن لهم فى قديم الأيام ـ على ما يذكره الفرس فى كتبهم ـ ملوكا ملكوا الدنيا ، مثل الضحّاك وجم وأفريدون فى آخرين ، كانوا ملوك الأرض حتى قسم أفريدون الأرض بين بنيه ، فصار ملوك الفرس سكان ايرانشهر إلى أن قتل ذو القرنين دار الملك ، فصارت الممالك طوائف ، حتى كان أيام أردشير فعادت المملكة إلى واحد ، فما زالت فيهم يتولاها مثل سابور وبهرام وقباذ وفيروز وهرمز وسائر الأكاسرة ، حتى جاء الإسلام فزال الملك عنهم ، وإنما سكن بابل الأكاسرة فى آخر أيامهم ، وانتقلوا من ديارهم

__________________

(١) تزيد ا بعد ذلك : وخبرنى أبو الحسين محمد بن عبد الملك أنه حضر البصرة سنة أربع وعشرين وثلاثمائة فورد كتب التجار من عمان أنه وقع بها حريق والريح جنوبية حتى تحوّلت شمالية فاحترقت ، فوجد لرجل يعرف بأبى مروان ـ تاجر معروف ـ ما احترق له من العبيد السود دون البيض اثنا عشر ألف تسمة سودا ، واحترق له فى ذلك من الأمتعة والعطر ما لم يحد إلا الكافور أربعمائة بركة.

والبركة زورق معروف عندهم تسمع كل بركة عشرين وقرا. وهذه القصة غير موجودة فى ابن حوقل. ولكنها موجودة أيضا فى المخطوطةC

(٢) فى م : وغير ذلك والتصحيح عن ا.

(٣) هذه العبارة من ا وهى غير موجودة فى م.

(٤) فى م : على الجمع والتصحيح عن ا.

(٥) فى م : شيعية والتصحيح عن ا.

(٦) العبارة فى م : وليس بهم صابى ولا سامرى والتصويب عن ا.

(٧) فى ب ج : آدابهم.

(٨) فى م : دار ملكهم والتصويب عن ا.

٨٤

عن فارس إلى قرب من الروم والعرب ، كما انتقل التتابعة من اليمن لما ملكوا الآفاق ، وكما انتقل ملوك الإسلام من العرب عن ديار العرب إلى بابل ، لتوسط الممالك والاشراف على كل ناحية ، ولسنا نكثر فى ذكر ملوك الفرس لانتشار أخبارهم وعلم الناس بأيامهم ؛ فأما فى الإسلام فإن لهم ملوكا منهم فى تقليد الإمارات ، ومنهم من قعد عنها على استقلاله بها وكفايته من الفرس ، والعرب الذين توطنوا فارس فصاروا من أهلها ـ والذين تغرّبوا عنها فمنهم الهرمزان من الأساورة ، أسر فى أيام عمر فقدم به (١) عليه فأطلقه وآمنه فأسلم ، وله إلى آل أبى طالب صهر ، فاتهم بقتل عمر بن الخطاب مع أبى لؤلؤة عبد للمغيرة بن شعبة ، فقتله عبيد الله بن عمر بعد موت عمر ، ويقال إن سلمان الفارسي من ولد الأساورة ، وأنه تزهّد وخرج يطلب الدين ويتصفح الملل ، حتى وقع إلى المدينة فأسلم عند ورود النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، ومنهم آل عمارة ويعرفون بآل الجلندى ، ولهم مملكة عريضة وضياع كثيرة وقلاع على سيف البحر بفارس متاخمة لحد كرمان ، ويزعمون أن ملكهم هناك قبل موسى عليه‌السلام (٢) ، وأن الذي قال الله عزوجل (٣)(وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) هو الجلندى ، وهم قوم من أزد اليمن ، ولهم إلى يومنا هذا منعة وعدة وبأس وعدد ، لا يستطيع السلطان أن يقهرهم (٤) ، وإليهم أرصاد البحر وعشور السفن ، وقد كان عمرو بن الليث ناصب حمدان بن عبد الله الحرب نحو سنتين فما قدر عليه ، حتى استعان عليه بابن عمه العباس بن أحمد بن الحسن وأحمد بن الحسن الذي نسبنا إليه زم الكاريان ، وهو من آل الجلندى أزدى ، وابنه حجر بن أحمد هو على الزم فى منعة وقوة إلى يومنا هذا ؛ وآل الصفّار الذين نسب إليهم سيف بنى الصفّار هم آل الجلندى ، وهؤلاء أقدم من ملوك الإسلام بفارس ، وأمنعهم جانبا ؛ ومنهم آل أبى زهير المدينى ينسب إليهم سيف بنى زهير ، وهم من سامة بن لؤى ملوك ذلك السيف ، ولهم منعة وعدد ؛ ومنهم أبو سارة الذي خرج متغلبا على فارس يدعو إلى نفسه ، حتى بعث المأمون من خراسان محمد بن الأشعث فواقعه فى صحراء كس من شيراز ، وفرّق جيشه وقتله ، وكان الوالى بفارس حينئذ يزيد بن عقال : وجعفر بن أبى زهير الذي قال فيه الرشيد وقد وفد عليه فى ملوك فارس لو لا طرش به لاستوزرته ؛ والمظفّر بن جعفر الذي كان يملك عامة الدستقان ، وله مملكة السيف من حدّ جنّابة إلى حد نجيرم ، وسائر آل أبى زهير من حد نجيرم إلى حد بنى عمارة ، ومسكن آل أبى زهير كران ، ومسكن المظفّر على ساحل البحر بصفارة ؛ ومنهم آل حنظلة بن تميم من ولد عروة بن أديّة ، الذين عبروا من البحرين إلى فارس فى أيام بنى أمية ، بعد قتل عروة بن أديّة فسكنوا اصطخر ونواحيها ، وملكوا الأموال الكثيرة والقرى النفيسة ؛ وكان منهم عمرو بن عيينة ، وبلغ من يساره أنه ابتاع بألف ألف درهم مصاحف فوقفها

__________________

(١) زيادة عن ا.

(٢) زيادة عن ا.

(٣) زيادة عن ا ، والآية هى ٧٩ : سورة الكهف.

(٤) فى م : يغيرهم

٨٥

فى مدن الإسلام ؛ وكان مبلغ خراج أهل (١) هذا البيت فى ضياعهم نحو عشرة آلاف ألف درهم ، وكان المأمون ولّى عمر بن ابراهيم غزو البحر لقتال القطرية ، وابنه مرداس بن عمر المكنى بأبى بلال بلغ من ماله أن كان خراجه نحو ثلاثة آلاف ألف درهم ، وكان ابن عمه محمد بن واصل ملكه مثل ملك هذا ، وخراجه مثل خراجه ، لا يتفاوت بكبير شىء ، وكان أجلّ أهل هذا البيت عمرو بن عيبنة ، وكانت من قوة أهل (٢) هذا البيت أن الأتراك لما استولوا على الخلافة ـ فلم يطقهم الخلفاء ـ فرقوا فى اقطاعات عريضة ، وولّوا فارس ليبعدوا عن الباب (٣) ، وكان منهم من عظماء الأتراك نحو من أربعين أميرا ، ورئيسهم المولد ، وكان يمنعهم الظلم فتشغبوا عليه وهمّوا به (٤) حتى استجار بمرداس بن عمر فأجاره وأخرجه إلى بغداد ، وولّوا على أنفسهم ابراهيم بن سيما ، وكتب عبيد الله ابن يحيى عن المعتمد إلى مرداس فى قتلهم فاستعفى ، وكتب إلى محمد بن واصل فجمع حاشيته وأهل طاعته حتى قتل هؤلاء الأمراء عن آخرهم ، إلا إبراهيم بن سيما وأربعة نفر ، وكان رئيس الأتراك بعد المولد بفارس ، واستولى محمد بن واصل على فارس ، فبعث إليه من بغداد عبد الرحمن بن مفلح ، وكان على جيشه طاشم فى جيش عظيم ، فهزم جيش عبد الرحمن وقتل طاشم ، وأسر عبد الرحمن وقتله ، فصفت له فارس ، حتى قصد ابن عمه مرداس بالخنق مخالفة على نفسه ، فاستدعى يعقوب بن الليث ، فدخل يعقوب بن الليث فارس لمعاضدة مرداس ، حتى حارب محمد بن واصل بمروسدان بناحية البيضاء ، راجعا من محاربة عبد الرحمن بن مفلح ، فهزمه وفرّق جيشه وأسر بسيراف فى البحر ، فسلم إلى يعقوب وأنفذه إلى قلعة ثمّ فحبسه بها سنتين ، حتى كان يعقوب بجنديسابور فتغلب هو والمحبّسون على القلعة ، فبعث يعقوب من قتلهم إلا القليل ؛ ومن ملوك الفرس ممّن ملك بغير فارس آل سامان ، فإنهم من ولد بهرام ، وكان بهرام من أهل خبر من أردشيرخرّه فسكن الرىّ ، ثم ولى محاربة الأتراك فقصد بلخ (٥) وفرق جمع الأتراك ، وأثر فيهم فاستفحل أمره وقويت شوكته ، حتى خافه كسرى ذلك العصر على نفسه وملكه ، فهمّ بمحاربته وازالة ملكه ، فاضطره بهرام إلى أن استجار بملك الروم (٦) ، وأخلى مملكته إلى أن يقصد ملك الروم ، فرجع وكان من حديثه ما قد ذكر فى الكتب ، وآل سامان من ولده فكانوا ملوك ما وراء نهر بلخ (٧) المعروف بجيحون وأمراءه يتوارثونه بينهم ، إلى أن انتهت الامارة إلى اسماعيل بن أحمد بن أسد ، فبلغ من سلطانه وتمكّن أمره أن أزال ما كان استصعب على المعتضد ـ فى شهامته وصولته وبأسه ـ من ملك عمرو ابن الليث ، وتفريق جمعه حين (٨) ملك خراسان كلها وما وراء النهر وجرجان وطبرستان وقومس والرى

__________________

(١) إضافة عن ا.

(٢) إضافة عن ا ، ب ، ج.

(٣) فى م : البلد والتصحيح عن ا. والمعنى ابعادهم عن دار الخلافة

(٤) فى م : عليه. وفى ا : وهمّوا بقتله

(٥) فى ا : هراة.

(٦) هذه العبارة فى ا : فاضطر كسرى إلى أن استجار بملك الروم.

(٧) فى ا : ما وراء النهر.

(٨) فى ا : حتى.

٨٦

وقزوين (١) وأبهر وزنجان ، وهذه مملكة ما علمت أن الأكاسرة جمعتها لرجل واحد ، وقمع مع هذه المملكة الأتراك وذلّلهم ، حتى بلغت صولته وهيبته حدود الصين ، وهابته ملوك الترك حتى صار مما يلى مملكة الإسلام من (٢) بلدان الأتراك من الأمن مثل دار الإسلام ، ثم ملك بعده ابنه أحمد بن اسماعيل ، فزاد إلى هذه المملكة فتح سجستان واذلال بقايا السّجزيّة ، وبسط من حسن النظر للرعية ما انتشر به ذكره ، ثم ملك بعده نصر بن أحمد ، وبلغ من بأسه وقمع من عارضه فى ملكه وقوة دولته أنه ما اعترض فى ملكه أحد إلا قمعه وكانت الغلبة له ؛ وأما من ملك من فارس من غير الفرس فغلب عليه فإن منهم على بن الحسين بن بشر من الأزد المقيمين الذين كانوا ببخارى فانتقل إلى فارس ، وكان من الشّحنة (٣) وقوى فى أيام المعتز والمستعين فغلب على فارس ، وكان له بأس ومنعة ، حتى حار به يعقوب بن الليث بقنطرة سكّان بقرب شيراز فهزمه وأسره ، فأقام فى حبسه مدة ثم قتله ؛ وأما ملوك الزموم الذين على أبوابهم الجيوش الدائمة من ألف رجل إلى ثلاثة آلاف رجل ـ فإن منهم فى زم الزميجان المعروف بزم جيلويه المهرجان بن روزبه ، وهو أقدم من جيلويه وأعظم شوكة ومنزلة ، وأخوه سلمة (٤) ابن روزبه بعده ، وكان جيلويه ناقلة إليهم من خمايجان السفلى من كورة اصطخر ، وكان يخدم سلمة فلما مات تغلب جيلويه على هذا الزم ، واستفحل أمره حتى نسب الزمّ إليه إلى يومنا هذا ، وبلغ من شوكته أن أوقع بآل أبى دلف ، وقتل معقل بن عيسى أخا أبى دلف ، ثم قصده أبو دلف فقتله وحمل رأسه فكان لآل أبى دلف إلى أن انقضت أيامهم ، يقيمون برأسه فى الحروب يحمل بين أيديهم على رمح ، وقد صبّب القحف (٥) بالفضة حين وقع فى يد عمرو بن الليث ، لما هزم أحمد بن عبد العزيز بالزرقان فكسره ، ورياسة هذا الزم فى أولاد جيلويه إلى يومنا هذا ؛ وأما زمّ الديوان فكان رئيسهم آزاد مرد بن كوشهاذ من الأكراد ، فملكه دهرا ثم عصى ، فقصده السلطان فهرب إلى عمان وبها مات ، وصار الأمر بعده إلى الحسين بن صالح من الأكراد ، فصار الزمّ فى يده ويد أولاده إلى أيام عمرو بن الليث ، فنقله عنهم إلى ساسان بن غزوان من الأكراد ، فهو فى أهل بيته إلى يومنا هذا ؛ وأما زم اللوالجان فكان فى أيدى آل الصفّار ، إلى أن ولى محمد بن ابراهيم الطاهرى فارس (٦) فجعله فى يدى أحمد ابن الليث رجل من الأكراد ، فهو فى يدى أهل بيته إلى يومنا هذا ، ومحمد بن ابراهيم هو الذي أوقع بآزادمرد ابن كوشهاذ حتى هرب ؛ وأما زم الكاريان فهو فى يدى آل الصفّار إلى يومنا هذا على قديم الأيام ، ورئيسهم اليوم حجر بن أحمد بن الحسن ؛ وأما زم البازنجان فإن رئيسهم كان يسمى شهريار من الأكراد ، والزم منسوب إليه وكان مصاهرا لجيلويه ، وصار بعده للقاسم بن شهريار ثم انتقل إلى موسى بن القاسم ، والبازنجان الذين هم

__________________

(١) زيادة عن ا وهى فى E أيضا.

(٢) ساقطة من ا.

(٣) من المشاغبين.

(٤) فى ا : مسلمة.

(٥) العظم الذي فوق الدماغ.

(٦) هذه زيادة عن ا.

٨٧

فى حدّ أصبهان هم من هذا الزم فانتقلوا عن فارس ، إلا أن لهم فى حدود فارس ضياعا كثيرة ، وكان رئيسهم موسى بن عبد الرحمن ثم صارت لموسى بن مهراب ، وصارت بعده لابنه أبى مسلم محمد بن موسى ومن بعده لأخيه فارس بن موسى ، ومن بعده لأحمد بن موسى ، والرئاسة فيهم إلى يومنا هذا.

وأما من صلح من الفرس للدواوين من الكتّاب والعمال والأدباء فإن منهم عبد الحميد بن يحيى ، وكان له فى بنى أمية ولاء ينسب إليهم ، وكان من كتابته واستقلاله ما أغنى عن ذكره لاشتهاره ، ومنهم عبد الله بن المقفع ، كان فارسيا أقام بالبصرة ، وقتل فى أيام المنصور بالبصرة ، وكان كتب أمانا لعبد الله بن على من المنصور ، فشرط فيه براءة المسلمين من بيعته لو خان فى أمانه (١) ، فوجد المنصور عليه فأمر عامل البصرة بقتله سرا فقتله سرا ، ومنهم سيبويه وكان مقيما بالبصرة ، ويقال إنه من أهل اصطخر فأقام بالبصرة ، إلا أنه مات بفارس ، وقبره بشيراز بباب يعرف بباب إبرذه فى مفترشة يعرف بالمزدكان ، وله (الكتاب) المنسوب إليه فى النحو ؛ والفرس هم شحنة دواوين الخلافة والعمّال الذين بهم قوام السياسة ، من الوزراء وسائر عمال الدواوين ، منهم البرامكة وآل ذى الرئاستين وإلى يومنا هذا من المادرائيّين والفيريابيين وسائر شحنة الخلافة من أولاد الفرس ، الذين انتقلوا إلى السواد فى أيام الأكاسرة فأقاموا فى أرض النبط ، وأما قوادها فمنها وهم أولاد الفرس (٢) ، وليس فى سائر دواوين الإسلام ديوان هو أصعب عملا وأكثر أنواعا من ديوان فارس ، لاختلاف ربوعها وتقارب (٣) الأخرجة على أصناف زروعها واختلاف أبواب أموالها ، وتشعب الأعمال بها (٤) على المتقلدين لها ، حتى لا يكاد يبلغ الرجل الواحد الاستقلال بتلك الأعمال كلها إلا فى الفرد ، وما علمنا أحدا منهم جمع من العلم بأبواب (٥) الدواوين إلا نفرا يسيرا ، منهم المعلى (٦) بن النضر كاتب الحسن بن رجاء ، وكان من أهل العراق توطن شيراز فمات بها ، وكذلك الحسن بن رجاء جمع له الحرب وأعمال الدواوين ، مات بشيراز وقبره عند دار الأمارة يعرف بدار هدّاب (٧) بن ضرار المازنى ، التى كان المأمون ابتناها لما أرجف باختياره بفارس ، ويكنى المعلى بأبى على ، فكان يتقلب فى أعمال الدواوين نحو خمسين سنة ، وعاش بعد الحسن بن رجاء نحوا من ست سنين ؛ وماهان بن بهرام من أهل سيراف كتب لعلى بن الحسين بن بشر (٨) ومحمد بن واصل وجمع له الدواوين فاستقل بها ؛ وأخوه كامل بن بهرام ويكنى بأبى الليث ، كان لا يوصف فى الاستقلال إلا بديوان الرسائل فقط ؛ ومنهم الحسن بن عبد الله ويكنى بأبى

__________________

(١) فى م : أمانته والتصحيح عن ا.

(٢) هذه العبارة زائدة وعن ا.

(٣) فى ا : تفاوت

(٤) زيادة عن ا.

(٥) فى م : ما يولد والتصويب عن ا.

(٦) فى م : معلى بدون ال التعريف والتصويب عن ا وذكر بأل فى م بعد ذلك.

(٧) فى ا : هواد.

(٨) فى ب ، ج : قريش.

٨٨

سعيد (١) ، واسم عبد الله بزرجمهر بن خدايداد بن المرزبان ، وبلده فسا ، توطن شيراز (٢) ، وهو من جانب أمه (٣) منسوب إلى بنى مروان ، ومنهم محمد بن يعقوب من أهل يزد ، استقل بدواوين فارس وتوطن بخارى. وبفارس قوم يقال لهم أهل البيوتات ، يتوارثون فيما بينهم أعمال الدواوين (٤) ، منهم آل حبيب وكان مشايخهم مدرك وأحمد والفضل بنو حبيب ، وأصلهم من كام فيروز ومنشؤهم شيراز ، قطنوها وتقلدوا الأعمال الجليلة الشريفة ، وكان المأمون الخليفة استدعى مدرك بن حبيب إلى بغداد للحساب وغيره من وجوه الخدمة ، وحظى عنده وقرأ عليه (٥) ومات ببغداد أيام المعتصم ، واتهم يحيى بن أكثم به (٦) ؛ وآل أبى صفيّة من موالى باهلة ، منهم يحيى وعبد الرحمن (٧) وعبد الله بنو محمد بن اسماعيل ، ناقلة توطنوا بها فى زمان المأمون وتقلدوا أعمال (٨) الديوان بها (٩) ؛ وأما آل المرزبان بن زادية ، فإنهم كانوا من أهل شيراز ، وكان الحسن بن المرزبان بندارا لمحمد بن واصل (١٠) ، ومن بعده ليعقوب ابن الليث ؛ وكان جعفر بن سهل بن المرزبان كاتب أبى الحارث بن فريغون من أهل هذا البيت (١١) ، وخدم علىّ بن المرزبان عمرو بن الليث على ديوان الاستدراك ، وآل المرزبان بن خدايداد الذين يقال إن أصلهم من فسا ، وهم أقدم أهل هذه البيوتات (١٢) ، وأكثرهم عددا ، ومنهم أبو سعيد (١٣) الحسن بن عبد الله ونصر بن منصور بن المرزبان ، وعبد الرحمن بن الحسين بن المرزبان ، وخدايداد بن مردشاد بن المرزبان ، وأحمد بن خدايداد فى جماعة تركنا تقصى عددهم ، يتولون طرفا من أعمال الديوان إلى يومنا هذا ، وآل مردشاد بن نسبة ، منهم على بن مردشاد وأولاده الحسن والحسين وأحمد ، وإلى يومنا هذا منهم عمّال العمالات ، فهؤلاء مع آخرين لم نذكرهم أهل بيوت يتوارثون هذه الأعمال (١٤).

__________________

(١) فى ا : سعيد وكذلك ابن حوقل ص ٢٠٩ ، وفى م : سعد

(٢) فى ب ج بعد شيراز ما يأتى : ومنهم أبو سعد الحسن بن عبد الله ونصر بن منصور بن المرزبان وعبد الرحمن بن الحسين ابن المرزبان وخدايداذ بن مردشاد بن المرزبان وأحمد بن خدايداد فى جماعة تركنا تقصى عددهم يتولون طرفا من أعمال الديوان إلى يومنا هذا فهم العمالات ، فهؤلاء مع آخرين لم تذكرهم أهل بيوت يتوارثون هذه الأعمال. هذا النص موجود بعضه فى ابن حوقل ص ٢٠٩ وبعضه بمعناه بعد ١٤ سطرا ويظهر أن هذا الجزء من الإصطخرى لم يكن واضحا فتعرض لزيادات أو حذف كما يدل على ذلك ما يأتى بعد.

(٣) من أول وهو من جانب أمه فى ا كالآتى : ويرجع من قبل أمه فى الولادة إلى مروازند باك (بدون نقط) بنت يزدجرد ، عمل غاية أعمال الدواوين مفردا ومجموعا ، ومنهم محمد بن يعقوب ويكنى بأبى عبد الله من أهل يزد ونشأ فى دواوين فارس واستقل بالعمل بأبوابها فتوطن بخارى ...

(٤) فى ا : وبفارس أهل بيوت يتوارثون فيما بينهم أعمال الدواوين على قديم الأيام إلى يومنا إلى يومنا هذا.

(٥) العبارتان : إلى بغداد للحساب وغيره من وجوه الخدمة ، وقرأ عليه ـ غير موجودتين فى ا

(٦) فى ا : بأنه دس عليه من قتله ولكن ابن حوقل ص ٢٠٨ يتفق مع م.

(٧) فى ا : عبد الرحيم وفى ابن حوقل ص ٢٠٨ عبد الرحمن.

(٨) زيادة عن ا.

(٩) زيادة عن ا.

(١٠) تضيف ا : على ديوان الاستدراك ، وإلى يومنا هذا تجرى بهم أعمال الدواوين. هذا والعبارة الآتية بعد : وخدم على بن المرزبان ......... غير موجودة فى ا وهو خطأ من الناسخ أو المصدر المنقول منه.

(١١) من أهل هذا البيت زيادة عن ا وساقطة فى م.

(١٢) تضيف ا : فى العجم.

(١٣) فى ا : أبو سعيد وكذلك فى ابن حوقل ص ٢٠٩ وأيضاD أما فى م : أبو سعد.

(١٤) هذه هى العبارة التى سبق أن ذكر أن ب ج قد ألحقناها قبل ذلك بقليل راجع هذا الهامش رقم ٢.

٨٩

وقد انتحل قوم من الفرس ديانات خرجوا بها عن (١) المذاهب ، فدعوا إليها وانتصبوا (٢) لها ، لو لا أن إهمال أمرهم ضرب من العصبية وباب من التحامل ، فنذكر المحاسن ولا نذكر غيرها ، لكان من الواجب إهمال ذكرهم لشناعة أمرهم وفظاعة أخبارهم ، ولكن الوقوف على ما أمكن من أخبار الناس وسيرهم ـ من محمود ومذموم ـ غير مكروه ، فممّن عرف من هؤلاء واشتهر ذكر الحسين بن منصور المعروف بالحلّاج ـ من أهل البيضاء ، وكان رجلا حلاجا ينتحل النسك ، فما زال يرتقى به طبقا عن طبق حتى انتهى به الحال إلى أن زعم : أن من هذّب فى الطاعة جسمه ، وأشغل بالأعمال الصالحة قلبه ، وصبر على مفارقة اللذات ، وملك نفسه فى منع الشهوات ، ارتقى به الى مقام المقربين ، ثم لا يزال يتنزّل فى درج المصافاة ، حتى يصفو عن البشرية طبعه ، فإذا لم يبق فيه من البشرية نصيب ، حلّ فيه روح الله ، الذي كان منه عيسى بن مريم ، فيصير مطاعا ، فلا يريد شيئا إلا كان من كلّ ما ينفذ فيه أمر الله ، وأن جميع فعله حينئذ فعل الله ، وجميع أمره أمر الله ، فكان يتعاطى هذا ويدعو إلى نفسه بتحقيق ذلك كله ، حتى استمال جماعة من الوزراء وطبقات من حاشية السلطان وأمراء الأمصار وملوك العراق والجزيرة والجبال وما والاها ، وكان لا يمكنه الرجوع إلى فارس ولا يطمع فى قبولهم إياه ، فخاف على نفسه منهم لو ظهر لهم ، فأخذ وما زال فى دار السلطان ببغداد ، إلى أن خيف من قبله أن يستغوى كثيرا من أهل دار الخلافة من الحجاب والخدم وغيرهم ، فصلب حيا إلى أن مات. ومنهم الحسن الجنّابى ويكنى بأبى سعيد من أهل جنّابة ، كان دقاقا أظهر مذهب القرامطة فنفى عن جنّابة ، فخرج منها إلى البحرين ، فأقام بها تاجرا يستميل العرب بها ويدعوهم إلى نحلته حتى استجابوا له ، وملك البحرين وما والاها ، فكان من كسره عساكر السلطان وعيثه وعدوانه على أهل عمان ، وسائر ما يصاقبه من بلدان العرب ما قد انتشر ذكره ، حتى قتل وكفى الله أمره ، ثم قام ابنه سليمان بن الحسن فكان من قتله الحاج ، وانقطاع طريق مكة فى أيامه والتعدى فى الحرم ، وانتهاب كنوز الكعبة وقتل المعتكفين بمكة ـ ما قد اشتهر ذكره ، ولما اعترض الحاجّ بما كان منه أخذ عمه أخو أبى سعيد وقراباته فحبسوا بشيراز مدة ـ وكانوا مخالفين له فى الطريقة ، يرجعون إلى صلاح وسداد ، وشهد لهم بالنزاهة من القرمطة ـ فخلّى عنهم ، والله الحافظ للاسلام وأهله ، والشر لمن حادّ الله فى أمره.

وسنذكر الخاصيات بها : بناحية اصطخر أبنية حجارة عظيمة الشان ، من تصاوير وأساطين وآثار أبنية عادية ، يذكر الفرس أنه مسجد سليمان بن داود صلى الله عليهما (٣) ، وأن ذلك من عمل الجن ، وهى تشبه أبنية رأيتها ببعلبك وأرض الشام ومصرفى العظم ، ومما يعجز عن مثله أهل هذا العصر ، وبناحية اصطخر تفاح تكون التفاحة الواحدة منه بعضها حامض وبعضها حلو ، حدّث مرداس بن عمر بن الحسن بن رجاء ، فرأى فى وجهه

__________________

(١) فى م : من والتصويب عن ا.

(٢) فى ا : وانتسبوا إليها وهو تحريف.

(٣) هذه زيادة فى ا ، ب ، ج.

٩٠

انكارا لذلك فأحضره حتى رآه ؛ وبقرية عبد الرحمن بئر عمقها قامات كثيرة ، جافة القعر عامة السنة ، حتى إذا كان الوقت المعروف من السنة ينبع منها ماء ، يرتفع إلى وجه الأرض ويجرى منه ما يدير الرحى ، حتى ينتفع به فى سقى الزروع وغير ذلك ثم يغور. وبناحية سابور جبل قد صوّر فيه صور كل ملك وكل مرزبان معروف للعجم ، وكل مذكور من سدنة النيران وعظيم من موبذ وغيره ، وتتابع صور هؤلاء وأيامهم وقصصهم فى أدراج ، وقد خصّ بحفظ ذلك قوم سكّان بموضع بناحية أرّجان يعرف بحصن الجص ، وبجور بركة على باب البلد مما يلى شيراز تعرف بنزّ ، قد أكبّ على قعرها قدر نحاس عظيمة ، يخرج من ثقبة فى أعلى تلك القدر ضيقة جدا ماء عظيم ، ليس فى تقدير رأى العين أن مثل ذلك الماء على كثرته يخرج من ذلك الثقب على ضيقه ؛ وبقرب أبرقوه تلال عظيمة من رماد يزعم قوم أنها نار نمرود بن كنعان ، التى أوقدها لإحراق ابراهيم عليه‌السلام (١) وهذا خطأ ، لأن الصحيح فى الأخبار أن نمرود كان مقيما ببابل ، وكذلك ملوك الكنعانيين قبل ملوك الفرس ؛ وقد ذكرنا (٢) المومياى فى جملة ما يرتفع من ناحية (٣) دارابجرد. وبكورة أرّجان بقرية يقال لها صاهك الغرب بئر ، يذكر أهلها أنهم امتحنوا قعرها بالمثقلات والأرسان ، فلم يقفوا منها على عمق ، يفور منها الدهر كله ماء بقدر ما يدير رحى ويسقى تلك القرية. وبكورة سابور رستاق يعرف بالهنديجان فيها بئر بين جبلين ، يخرج منها دخان فيعلو حرها (٤) ، حتى لا يتهيأ لأحد أن يقربها ، وإذا طار فوقها طائر سقط فيها واحترق ؛ وبدشت بارين قرية تعرف بجور هى نحيسة لا شجر فيها ، فيها أهل بيت ينسبون إلى السحر ويسألون عن الأخبار ، ويحكى عنهم ما أستفظع حكايته فى كتابى. وبكورة أردشير خرّه على باب شيراز عين ماء يشرب منه الناس لتنقية الجوف ، فمن شرب منه قدحا أقامه مجلسا ، ومن زاد فلكل قدح مجلس ؛ وبناحية كام فيروز بقرية تعرف بالمورجان بين جبال شاهقة كهف فيه جرن ، وفى سقف هذا الكهف ماء ينقطر إلى الجرن ، فيزعم الناس أن عليه طلّسما ، فإن دخل ذلك الكهف رجل خرج ما يكفى رجلا ، وإن دخله ألف رجل خرج بقدر حاجتهم. وعلى باب أرّجان مما يلى خوزستان قنطرة على نهر طاب ، تنسب إلى الديلمى طبيب الحجّاج ، وهى طاق واحد ـ سعة الطاق على الأرض ما بين العمودين نحو ثمانين خطوة ، وارتفاعه مقدار ما يجوز فيه راكب الجمل بيده علم من أكبر ما يكون ؛ وبناحية كران طين أخضر كالسلق يؤكل ، ليس فيما علمته فى بلد مثله ؛ وبناحية جنّابة فى البحر مكان يعرف بخارك معدن اللؤلؤ ، يقال إن النادر منه لا يفوقه شىء ، وأن الدرة اليتيمة منه إن صح ذلك ، وبناحية شيراز ريحان يعرف بسوسن نرجس ، ورقه مثل ورق السوسن ، وداخله مثل عين النرجس سواء ، وبناحية داذين نهر ماء عذب يعرف بنهر إخشين ، يشرب منه ويسقى الأراضى ، وإذا غسلت به ثياب خرجت خضرا ؛ وبدشت بارين فى جبالها ـ بقرية تسمى

__________________

(١) زيادة فى ا.

(٢) سيتحدث عن المومياى بعد ذلك بقليل.

(٣) زيادة فى ا.

(٤) زيادة فى ا.

٩١

بر ـ عين ماء قليل ، يعرف بماء نوح ، يتداوى به من العلل والعين ، ويقال إنه ربما حمل منه إلى حدود الصين لاشتهاره واستعمال الناس إياه ، فينتابه الناس من خراسان والبلدان النائية.

فأما ما يرتفع من بلدان فارس مما ينقل إلى الأمصار ، وما يفضّل فى جنسه على سائر ما يرتفع فى البلدان : فمن ذلك ماء الورد الذي يرتفع من جور فانه يفضّل فى جنسه ، وينقل إلى البحر فيفرّق فى الحجاز واليمن والشام ومصر والمغرب وخوزستان وخراسان والجبال (١) ؛ ويرتفع من غير جور ما هو أجود إلا أن معظم الجهاز منه ، ويرتفع بجور ماء الطلع وماء القيصوم الذي لا نعرفه فى بلد غير جور ، وماء الزعفران المسوسن وماء الخلاف الذي يفضّل على جنسه فى سائر البلدان. ويرتفع من سابور الأدهان من كل جنس ما يفضّل على أدهان سائر المدن إلا الخبرىّ والبنفسج ، فإن الذي بالكوفة منهما خير ، والإنبجات التى تحمل إلى الآفاق منها.

ويرتفع من سينيز وجنّابة وكازرون وتوّج ثياب كتان ، وللسلطان فى كل بلد منها طراز غير كازرون ، وتحمل هذه الثياب إلى الآفاق من بلدان الإسلام كلها ، ويرتفع من فسا أنواع من الثياب التى تجلب إلى الآفاق ، وبها طراز الوشى والشعر والسوسنجرد للسلطان ، فأما الوشى فإن المذهب المرتفع منه أجود مما يكون بغيره من الأمصار ، وأما غير المذهب فإن الذي بجهرم أجود وأكثر منه ، وأما الشعر فإنه يعمل للسلطان ثياب مثقالية تأخذ قيمة كبيرة ، وكلل مرتفعة وسائر أصناف الشعر ، ويتخذ من القز للسلطان ستور معلمة معينة (٢) ، ويرتفع من ثياب القز والشعر ما يحمل إلى كثير من أمصار الإسلام ، والسوسنجرد الذي يكون بها أرفع مما يكون بقرقوب (٣) وتوّج وتارم ، وبها أكسية القز التى تبلغ قيمة كبيرة ، ويرتفع من جهرم ثياب الوشى المرتفع والبسط والنخاخ والمصليات والزلالىّ المعروفة بالجهرمىّ ، ويرتفع من يزد وأبرقوه ثياب قطن تحمل إلى الآفاق ، ويرتفع من الغندجان ـ قصبة دشت بارين ـ من البسط والستور والمقاعد وأشباه ذلك ما يوازى به عمل الأرمينى ، وبها طراز للسلطان ، وتحمل منها إلى الآفاق ، وإنما فضّل سوسنجرد فسا على سوسنجرد قرقوب لأن القرقوبى إبريسم وهذا صوف ، والصوف أجود من الابريسم فى الصنعة ، ويحمل من سيراف ما يقع إليها من أمتعة البحر ، من العود والعنبر والكافور والجواهر والخيزران والعاج والأبنوس والفلفل والصندل وسائر الطيب والأدوية والتوابل ـ التى يكثر تقصيها ـ إلى جميع فارس (٤) والدنيا كلها ، وهى فرضة لهذه المواضع ، وأهلها أيسر أهل فارس ، ومنهم

__________________

(١) زائدة فى ا.

(٢) زائدة فى ا ولها مقابل فى ابن حوقل ص ٢١٣ ليدن.

(٣) تزيد ا : لأن القرقوبى ابريسم وهذا صوف والصوف خير من الابريسم وهذه العبارة غير موجودة فى ابن حوقل هذا وهذه العبارة سترد فى النص فوجودها هنا خطأ.

(٤) فى ا : إلى جميع فارس والجبال والعراق وخراسان وسائر المواضع.

٩٢

من يجوز (١) ما له ستين ألف ألف درهم ، ما اكتسبه إلا من تجارة البحر ، وهم الغالبون على مدن تلك السواحل وعلى البحر كله ؛ ويرتفع من أرّجان دوشاب يكون بآسك ، وآسك هذه التى كان بها وقعة الأزارقة ، وكانوا أربعين رجلا ، فقصدهم نحو ألفى رجل من أصحاب البصرة ، فقتلوا الألفين عن آخرهم ، ويفضّل هذا الدوشاب على ما يكون بالعراق وسائر المدن ، إلا السيلان الذي يكون بالاحساء وهجر فانه يفوقه (٢) ؛ وبأرّجان زيت (٣) يحمل إلى الآفاق منه فيفضّل على غيره ، وبكازرون (٤) تمر يفال له الجيلاندار ، يتفرد به ذلك الموضع ، ولا يكون بالعراق والحجاز وكرمان وسائر مواضع النمور ، ويحمل منها إلى العراق (٥) على كثرة تمورها.

وبدارابجرد سمك بالخندق الذي يحيط بالبلد ، لا شوك فيه ولا عظم ولا فقار ، وهو من ألذ السموك ، ويرتفع من دارابجرد مثل العمل الطبرىّ الذي يكون بطبرستان. ويرتفع من كازرون ثياب كتان تنقل إلى الآفاق ؛ ويرتفع (٦) من قرية من دارابجرد المومياى الذي يحمل إلى السلطان ، وهو غار فى جبل قد وكّل به من يحفظه ، فيفتح فى كل سنة فى وقت معروف ، وقد استجمع فى نقر حجر هناك ماء قد اجتمع المومياى فى أسفله ، فإذا جمع يكون مثل الرمّانة ، فيختم ويشهده ثقات السلطان من الحكام وأصحاب البرد والمعدّلين ، ويرضخ للذى يحضره بالشيء اليسير ، وهو المومياى الصحيح ، وما عدا هذا (٧) المومياى الذي يحمل إلى السلطان فشىء مزوّر ، يشبه المومياى وليس بالصحيح ، وبقرب هذا الغار قرية تسمى آبين ، فينسب هذا إليها ويسمى موم قرية آبين ؛ وبناحية دارابجرد جبال من الملح الأبيض والأصفر والأخضر والأسود والأحمر ، تنحت من هذه الجبال موائد وغير ذلك مما ينحتونه (٨) ويحمل إلى سائر المدن ، والملح الذي فى سائر المدن إنما هو من باطن الأرض أو ماء يجمد ، وهذا هو جبل ملح ظاهر (٩) ؛ وبدارابجرد دهن رازقى يقال إنه ليس فى مكان مثله يحمل إلى الآفاق (١٠) ؛ ويكون بأرض فارس عامة المعادن من الفضة والحديد والآنك والكبريت والنفط ، وأشباه ذلك مما يستقل به أهلها مما يكون فى سائر الأقطار ، إلا أن الفضة بها قليلة بناحية يزد بموضع يعرف بنائين ، ولا أعرف بها معدن الذهب (١١) ، ومعدن الصفر بالسّردن يحمل منها إلى البصرة وإلى سائر النواحى ، والحديد يرتفع من جبال اصطخر ، وبقرية من كورة اصطخر تعرف بدارابجرد معدن الزئبق (١٢) ؛ ويعمل بفارس مداد أسود للدواة والصبغ يفضّل على

__________________

(١) فى ا : يحزر.

(٢) هذه العبارة ساقطة فى ا ، ب ، ج

(٣) فى ا : وقد.

(٤) فى م : كارزين والتصحيح عن ا. هذا وبالرجوع إلى معجم البلدان لياقوت الحموى نجده يؤيد التصحيح قال : [وبكازرون تمر يقال له الجيلان ينفرد به ذلك الموضع ولا يكون بالعراق ولا بكرمان مثله ويحمل منه إلى العراق فى الهدايا على كثرة التمور بالعراق]. وا تسمى هذا التمر كما فى معجم البلدان لا الجيلاندر كما فى م وبعض المخطوطات الأخرى

(٥) فى ا : ويحمل إلى الآفاق والعراق منها

(٦ و ٧) زيادة فى ا.

(٨) مما ينحتونه. زيادة فى ا.

(٩) هذه العبارة فى م : وهو ملح جبل ظاهر والتصويب عن ا.

(١٠) يحمل إلى الآفاق : زيادة فى ا.

(١١) فى م : ذهب بدون ال التعريف والتصويب عن ا.

(١٢) فى م : للزئبق والتصويب عن ا.

٩٣

غيره (١) ؛ وبشيراز أبراد تحمل إلى الآفاق ، وبجانات من كورة اصطخر ثياب قطن مستحسنة تعرف بالجاناتى (٢) رقيقة.

فأما نقودهم وأوزانهم ومكاييلهم ، فالبيع والشراء بجميع فارس بالدراهم ، وإنما الدنانير عندهم كالعرض (٣) ، وليس على سكة الدراهم والدنانير التى تعرف بفارس إلا اسم أمير المؤمنين ، من أيام السجزية إلى يومنا هذا ؛ فأما أوزانهم فإن وزن الدراهم (٤) كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل ، وليس مثل اليمن وغيرها من المواضع التى تختلف مقادير أوزان الدرهم بها ؛ وأما ما توزن به الأمتعة فإن المنا بشيراز اثنان صغير وكبير ، فالكبير ألف درهم وأربعون درهما ، وما رأيت ولا بلغنى أن فى موضع من المواضع المنا على هذا الوزن إلا بأردبيل ، والآخر هو منا (٥) بغداد وزن مائتين وستين درهما ، وهذا المن مستعمل بجميع فارس وعامة ما دخلته من أمصار المسلمين ، وإن كان لهم أوزان غير هذا ، والمنا بالبيضاء وزن ثمانمائة درهم ، وباصطخر وزن أربعمائة درهم ، وبخرّة المنا مائتان وثمانون درهما ، وبسابور المنا ثلاثمائة درهم ، وببعض (٦) نواحى أردشير خرّه المنا بها مائتان وأربعون درهما. وأما الكيل فإن بشيراز الجريب عشرة أقفزة ، والقفيز ستة عشر رطلا فى التقدير ، يزيد وينقص القليل إذا كان المكيل حنطة ، والرطل وزن مائة وثلاثين درهما ، ولهذا القفيز كيل على حدة (٧) ، ولهذا القفيز نصف وربع ، كل واحد منهما كيل قائم بنفسه ، وكيل صغير هو جزء من أربعة وعشرين من هذا القفيز ، وجريب اصطخر وقفيزها على النصف من جريب شيراز ، ومكاييل البيضاء تزيد على مكاييل اصطخر بنحو العشر ونصف العشر ، ومكاييل كام فيروز وما يتصل بها على الخمسين من مكاييل البيضاء ، ومكاييل أرّجان تزيد على مكاييل شيراز الربع ، ومكاييل سابور وكازرون تزيد على مكاييل شيراز العشرة ستة ، ومكاييل فسا تنقص عن مكاييل شيراز العشر.

أبواب المال

لبيت المال على الناس والزموم أبواب المال ، التى تطبق عليها الدواوين ، من خراج الأرضين والصدقات وأعشار السفن وأخماس المعادن والمراعى والجزية وغلّة دار الضرب والمراصد والضياع والمستغلات وأثمان الماء وضرائب

__________________

(١) فى ا : مداد سائر البلدان.

(٢) مرسومة فى م وفى المخطوطات [بالامانى] بنقط الحرف الأول باء والحرف قبل الأخير نونا والمرجح أنها الجاناتى. إذ المألوف آنئذ نسبة المصنوع من الثياب إلى بلده كما هو الأمر فى البغدادى إلى بغداد والأرمينى إلى أرمينية والقرقوبى إلى قرقوب والطبرى إلى طبرستان ، ويؤيد هذه القراءة أن المخطوطة ا تثبت العبارة ... ثياب قطن تحمل إلى السلطان لحسنها وتعرف بالجانات رقيقة جدا.

وهذا النوع من الثياب لم يذكر فى القواميس ولا فى دوزى.

(٣) فى م : بالعرض والتصويب عن ا وابن حوقل ص ٢١٥.

(٤) فى م : الدرهم والتصويب عن ا.

(٥) فى ا وابن حوقل ص ٢١٥ المن.

(٦) فى ا وابن حوقل ص ٢١٥ وفى م : وبعض.

(٧) فى ا : والمد والقفيز كل على حدة.

٩٤

الملاحات والآجام ؛ فأما خراج الأرضين فعلى ثلاثة أصناف (١) : على المساحة والمقاسمة والقوانين التى هى مقاطعات معروفة لا تزيد ولا تنقص زرع أم لم يزرع ؛ وأما المساحة والمقاسمة فإن زرع أخذ خراجه ، وإن لم يزرع لم يؤخذ ، وعامة فارس مساحة إلا الزموم فإنها مقاطعات إلا شيئا يسيرا من المقاسمات ، وتختلف الأخرجة فى البلدان على المساحة ، فأثقلها بشيراز ، وعلى كل صنف من الزرع شىء مقدّر ، فعلى الجريب الكبير من الأرض يزرع فيه الحنطة والشعير السيح مائة وتسعون درهما (٢) ، والشجر (٣) بالسيح مائة واثنان وتسعون درهما ، والرطاب والمقاثى السيح للجريب الكبير مائتان وسبعة وثلاثون درهما ونصف (٤) ، وعلى الجريب الكبير من القطن السيح مائتان وستة وخمسون درهما وأربعة دوانيق ، وعلى الجريب الكبير من الكروم (٥) ألف وأربعمائة وخمسة وعشرون درهما ، والجريب الكبير ثلاثة أجربة وثلثان بالجريب الصغير ، والجريب الصغير ستون ذراعا فى ستين ذراعا بذراع الملك ، وذراع الملك تسع قبضات ، هذا خراج شيراز للسيح.

وخراج كوار (٦) على الثلثين من هذا ، لأن جعفر بن أبى زهير السامى (٧) كلّم الرشيد فردّه إلى ثلثى الربع ؛ وخراج اصطخر ينقص من خراج شيراز فى الزرع بشىء يسير ، هذا خراج السيح. والبخوس خراجه على ثلث السيح ، والطّويّ والمنضح (٨) والمندّى على ثلثى الخراج ، والسقى ما ندّى وسقى سقية فينقص (٩) الربع من الخراج ، وإذا ندى وسقى سقيتين فهو السيح ، وقد استتم الخراج ؛ وكور دارابجرد وأرّجان وسابور زراعتهم ومقادير الخراج على أراضيهم بخلاف هذا يزيد أو ينقص. وأما المقاسمة فإنها على وجهين ، ضياع فى أيدى قوم من أهل الزموم وغيرهم ، ومعهم عهود من علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام (١٠) ومن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وغيرهما من الخلفاء ، فيقاسمون على العشر والثلث والربع وغير ذلك ، والوجه الآخر مقاسمات على قرى صارت لبيت المال ، فيزراع الناس عليها. وأما أبواب أموال الضياع فإن الضياع السلطانية خارجة عن المساحة ، وإنما تؤخذ من السلطان بالمقاسمة أو المقاطعة ، وعلى الأكرة فيها ضرائب من الدراهم يؤدونها. وأما الصدقات

__________________

(١) فى ا : أقسام وفى ابن حوقل ص ٢١٦ أصناف.

(٢) فى ابن حوقل ص ٢١٦ مائة وسبعون.

(٣) فى م : الجرجر والتصحيح من ابن حوقل ص ٢١٦ وفى ا : الجريب السيح.

(٤) يزيد ابن حوقل ص ٢١٦ وثلثا درهم.

(٥) الكرم فى م والتصويب عن ا وابن حوقل ص ٢١٦.

(٦) فى م : جور والتصحيح عن ا وابن حوقل ص ٢١٦.

(٧) فى ا ، ب ، ج الشامى وفى ابن حوقل ص ٢١٦ السامى نسبة إلى سامة بن لؤى كما سبق

(٨) فى م : النضح والتصويب عن ا.

(٩) فى ا ب ج فينقص وفى ابن حوقل ص ٢١٧ : وإذا سقى السيح سقية قبض السلطان ربع الخراج.

(١٠) فى ا : على بن أبى طالب وعمر رضى الله عنهما وكذلك فى ب.

٩٥

وأعشار السفن وأخماس المعادن والجزية ودار الضرب والمراصد وضرائب الملّاحات والآجام وأثمان الماء والمراعى فإنها تقرب فى الرسم مما فى سائر الأمصار. وليس بفارس دار ضرب إلا بشيراز ، وأما المستغلات فإنها تربة أسواق بشيراز وغير شيراز ، أبنيتها للناس ويؤدون أجرة الأرض والطواحين للسلطان وأجرة الدور التى يعمل فيها ماء الورد ، وكان الرسم القديم بفارس أن كل حومة بفارس لا خراج على الكروم فيها ، ولا على الأشجار بجميع فارس ، إلى أن ولى على بن عيسى الوزارة ، سنة اثنتين وثلاثمائة فألزمهم فيها كلها الخراج ، وبفارس ضياع قد ألجأها أربابها إلى الكبراء من حاشية السلطان بالعراق ، فهى تجرى بأسمائهم وخفّف عنهم الربع ، فهى فى أيدى أهلها بأسماء هؤلاء يتبايعونها ويتوارثونها.

٩٦

بلاد كرمان

وأما كرمان فإن شرقيّها أرض مكران ومفازة ما بين مكران والبحر من وراء البلوص ، وغربيّها أرض فارس ، وشماليها مفازة خراسان وسجستان ، وجنوبيّها بحر فارس ، ولها فى حدّ الشيرجان دخلة فى حد فارس مثل الكم ، وفيما يلى البحر لها تقويس.

وكرمان لها صرود وجروم ، وصرودها تقصر عن صرود فارس فى البرد ، وليس فى جرومها شىء من الصرود ، وفى صرودها ربما عرض بعض الجروم ؛ وأما ما يقع فيها من المدن التى أعرفها فهى الشّيرجان وجيرفت وبمّ وهرموز ، وفى أضعاف ذلك ما بين فارس وجيرفت مدينة روبين (١) ، وبعضهم يزعم أنها مدينة ليست من كرمان ، وبعضهم يقول إنها من كرمان ، ومدينة كشيستان (٢) وجيروقان ومرزقان والسورقان وولاشكرد ومغون ، ومما يلى جيرفت إلى الشيرجان ناجت (٣) وخير ، وما بين الشيرجان وبمّ : الشامات وبهار وخنّاب وغبيرا وكوغون ورائين وسروستان ودارجين ، وما بين جيرفت وبمّ مدينة هرمز تعرف بقرية الجوز (٤) ، وما بين الشيرجان وفارس أناس وكردكان وبيمند ، وبين الشيرجان وبين فارس أيضا إلى حدود دارابجرد حسناباذ وكاهون ، ومن الشيرجان إلى ما يلى المفازة بردشير وجنزروذ وزرند وفيرزين وماهان وخبيص ، ومما يلى المفازة بناحية بمّ نرماشهر وفهرج وسنيج ، إلا أن سنيج فى وسط المفازة منقطعة عن حدود كرمان وإن كانت مضمومة إليها ، وصوّرناها فى مفازة فارس وخراسان والأخواش (٥) ، على أن منهم من زعم أن الأخواش من عمل سجستان ، فصورناها على حدود ؛ وحوالى جبل بارز : الريقان ومدينة قفير وحومة قوهستان أبى غانم ، وفيما يلى هرموز وجيرفت مدينة كومين ونهر زنجان ومنوجان ، فأما شهروا (٦) على البحر فليس بها منبر ، وهذا ما علمته.

ومن مشاهير جبالها المنيعة جبال القفص وجبال البارز وجبال معدن الفضة ، وليس ببلاد كرمان نهر عظيم

__________________

(١) فى ابن حوقل ص ٢١٩ روئين.

(٢) قال المقدسى فى أحسن التقاسيم ص ٤٦٨ ط ١٩٠٦ : وبين السيرجان وفارس : كشستان وجيروقان ومرزوقان والسورقان ومغون لم أدخلهن ولم أر عاقلا أدبر معه فى بابهن وإلى أين وجب أن يضمن.

(٣) يرجح لوسترينج Le STrange فى كتابه The Lands of the Eastern Caliphates فى هامش ص ٣١٢ أنها بافت ويقول إن موضعها الآن ما يسميه الجغرافيون العرب ناجت وأن الخطأ خطى.

(٤) فى ا دون نقط وفى ب ج : الخور ويؤيد م ابن حوقل ص ٢١٩.

(٥) فى م : الخاش وفى ا الخواش وفى ابن حوقل ص ٢٢٠ الأخواش وتذكر م والمخطوطات الاسم صحيحا بعد ذلك.

(٦) هكذا فى جميع المخطوطات ويسميها ابن حوقل ص ٢٤٤ : سورو ، كذلك لوسترينج فى كتابه بلاد الخلافة الشرقية ٣١٩.

٩٧

ولا بحور إلا بحر فارس ، إلا أن خليجا من بحر فارس يخترق إلى هرموز يسمى الجير ، فتدخل فيه السفن من البحر وهو مالح ، وفى أضعاف مدن كرمان مفاوز كثيرة ، وليس اتصال عماراتها مثل اتصال عمارات فارس ؛ وجبال القفص هى جبال جنوبيّها البحر ، وشماليّها حدود جيرفت والرّوذبار وقوهستان أبى غانم ، وشرقيها الأخواش ومفازة بين القفص ومكران ، وغربيّها البلوص (١) وحدود المنوجان ونواحى هرموز ، ويقال إنها سبعة أجبل ، وبها نخيل كثير وخصب من زرع وضرع ، وهى جبال منيعة ، ولكل جبل رئيس ، وهم ممتنعون ، وللسلطان عليهم جراية يستكفهم بها ، وهم مع ذلك يقطعون الطريق فى عامة كرمان إلى مفازة سجستان وإلى حدّ فارس ، وهم رجّالة لا دوّاب لهم ، والغالب على خلقتهم النحافة والسمرة وتمام الخلق ، ويزعمون أنهم من العرب وتوصف بلادهم (٢) أن بها من الأموال المجموعة والذخائر ما يكثر عن الوصف ؛ وأما البلوص فهم فى سفح جبل القفص ، ولا يخاف القفص من أحد إلا من البلوص ، وهم أصحاب نعم وبيوت شعر مثل البادية ، ولا يقطعون الطريق ولا يتأذى بهم أحد ؛ وأما جبال البارز فإنها جبال خصبة ، فيها أشجار بلد الصرود ، وتقع فيها الثلوج ، وهى جبال منيعة ، وأهلها لا يتأذى بهم أحد ، ولم يزل أهلها على المجوسية أيام بنى أمية كلها لا يقدر عليهم ، وكانوا شرا من القفص ، فلما ولى الأمر بنو العباس أسلموا ، وكانوا مع ذلك فى منعة شديدة إلى أيام السجزية ، فأخذ يعقوب وعمرو ابنا الليث رؤوسهم وملوكهم وأخلوا تلك الجبال من عيالهم ، وهى أخصب من جبال القفص وبها معادن حديد ؛ وأما جبال المعادن فهى جبال بها فضة ، وتمتد من ظهر جيرفت على شعب يعرف بدرباى إلى جبل الفضة مرحلتين ، ودرباى (٣) هذه شعب خصب عامر بالبساتين والقرى نزه جدا. وجروم كرمان أكثر من صرودها ، ولعل صرودها نحو الربع ، وهى مما يلى الشيرجان فيما حواليها إلى جهة فارس والمفازة وإلى ما يلى بمّ ، والجروم فيها من حدّ هرموز إلى حدّ مكران وحد فارس وحدّ الشيرجان ، فيقع فى أضعافها هرموز والمنوجان وجيرفت وجبال القفص ودشت رويست وبشت خمّ ، وما فى أضعاف ذلك من المدن والرساتيق (٤) ، وكذلك بمّ وما فى أضعافها إلى المفازة ، وإلى حدّ مكران وإلى خبيص ؛ والغالب على أهل كرمان نحافة الجسم والسمرة لغلبة الحرّ ، وليس بعد جيرفت وبمّ مما يلى المشرق شىء من الصرود ، ومما يلى المغرب من جيرفت صرود ، تقع فيها الثلوج ما بين جبل الفضة إلى درباى ، إلى أن تشرف على جيرفت ، وكذلك فى وجه جبل بارز ، وبقرب جيرفت موضع يعرف بالميجان (٥) ، وعامة فواكه جيرفت والحطب والثلوج تحمل إليها من ميجان ودرباى ، ويخترقها نهر يعرف بديوروذ (٦) ، شديد الجرى له وجبة (٧) وخرير شديد ، يجرى بالصخور ولا يستطع أحد أن ينزله ، إلا متوقيا على رجليه من تلك الحجارة ،

__________________

(١) فى ب ج : البلوط وهو تحريف.

(٢) فى م : ويوصف من بلادهم.

(٣) يسميها المقدسى فى أحسن التقاسيم ص ٤٦٧ ، ص ٤٧١ درفانى وهى درفارد فى ابن حوقل ص ٢٢٥ ليدن.

(٤) فى ا : ومما فى أضعافها.

(٥) كثرة الجغرافيين يسمونها الميزان.

(٦) فى ا : وبجيرفت نهر يعرف بديوروذ ، له وجبة وجرى شديد ، يجرى بالصخور ...

(٧) السقطة مع الهدّة.

٩٨

وهو مقدار ما يدير عشرين رحى ؛ وهرموز إنما هى مجمع تجارة كرمان ، وهى فرضة البحر وموضع السوق ، وبها مسجد جامع ورباط (١) ، وليس بها كثير مساكن وإنما مساكن التجار فى رستاقها ، متفرقين فى القرى نحو فرسخين ، وبلدهم كثير النخل ، والغالب على زرعهم الذرة.

وأما جيرفت فإن طولها نحو ميلين ، وهى متجر خراسان وسجستان ، ويجتمع فيها ما يكون بالصرود والجروم ، من الثلج والرطب والجوز والأترجّ ، وماؤهم من نهر ديوروذ ، وهى خصبة جدا وزروعهم سقى ، وأما بمّ فإن فيها نخيلا ، ولها قرى كثيرة ، وهى أصح هواء من جيرفت ، ولها قلعة منيعة مشهورة (٢) وهى فى المدينة ؛ وبمدينة بمّ ثلاثة مساجد يجمّعون فيها الجمعات ، فمنها مسجد للخوارج فى السوق عند دار منصور بن خردين ، ومسجد جامع فى البزّازين لأهل الجماعة ، ومسجد جامع فى القلعة ، وفى المسجد الجامع للخوارج بيت مالهم للصدقات ، وشراتهم (٣) قليلون ، إلا أن لهم يسارا ، وبمّ أكبر من جيرفت. وفهرج مدينة صغيرة ، وعامة حشيشها النرجس والسوسن وحطبهم كله من الآس (٤). وأما الشيرجان فمياههم من القنّى فى المدينة ، ومياه رساتيقها من الآبار ، وهى أكبر مدينة بكرمان ، وأبنيتها من (٥) آزاج لقلة الخشب بها ، والغالب على أهل الشيرجان مذهب أهل الحديث ، والغالب على أهل جيرفت الرأى ، والغالب على أهل الروذبار (٦) وقوهستان أبى غانم والبلوص والمنوجان التشيع ، ومن حد مغون وولا شجرد إلى ناحية هرموز يزرع النيل والكمّون ويحمل منها إلى الآفاق ، ويتخذ بها الفانيذ (٧) وقصب السكر ، والغالب على طعامهم الذرة ، وبها نخيل كثير حتى ربما بلغ بها وبسائر الجروم من جيرفت التمر مائة منّ بدرهم ، ولهم سنّة حسنة لا يرفعون من تمورهم ما أسقطه الريح ، فيأخذه غير أربابه ، وربما كثرت الرياح فيصير إلى الضعفاء من التمور فى التقاطهم إياها أكثر مما يصير للأرباب ، وليس عليهم فيها إلا العشور للسلطان ، مثل ما بالبصرة. وأما ناحية رويست فإنه بلد قشف ، والغالب على أهلها اللصوصية. وشهروا (٨) قرية على البحر بها صيادون ، وإنما هى منزل لمن أراد أن يأخذ من فارس إلى هرموز ، وليس بها منبر. ولسان أهل كرمان الفارسية ، إلا أنّ القفص لهم مع لسان الفارسية لسان القفص (٩) ، وكذلك البلوص والبارز لهم مع لسان الفارسية لسان آخر.

ويرتفع من بمّ ثياب قطن تحمل إلى الآفاق ؛ ومن ناحية زرند ترفع بطائن معروفة تحمل إلى فارس والعراق.

__________________

(١) زيادة عن ا موجودة فى C D ويؤيدها ابن حوقل ص ٢٢٢.

(٢) زيادة عن ا ، C D وهي فى ابن حوقل ص ٢٢٣.

(٣) الخوارج.

(٤) من أول. وفهرج ... إلى الآس زيادة عن ا وهذه الزيادة موجودة فى النسخةC.

(٥) زيادة عن ا.

(٦) فى ا ب ج الروذبال وهو تحريف من النساخ.

(٧) تزيد ا ، C : السجزى.

(٨) هكذا فى جميع المخطوطات إلاD ، وهى سورو فى D وابن حوقل ص ٢٢٤ ولوسترينج.

(٩) فى م القفصية والتصويب عن ا.

٩٩

والخواش إنما هى أخواش مثل البرارى (١) ، وهم بادية أصحاب إبل وغنم (٢) ومراع ، ولهم أخصاص ينزلون فيها ، ولهم نخيل كثير ؛ وأما الأخواش فإنه يرتفع منها الفانيذ (٣) ، الذي يحمل إلى سجستان.

وأما نقودهم فإن الغالب عليها الدراهم (٤) ، ولا يستعملون الفلوس ولا شيئا من النقرة (٥) ، والدنانير فيما بينهم كالعرض لا يتبايعون بها.

وأما المسافات بين مدن كرمان فإن من الشيرجان (٦) إلى رستاق الرستاق من حد فارس : من الشيرجان إلى كاهون مرحلتان ، ومن كاهون إلى حسناباذ نحو من فرسخين ، ومن حسناباذ إلى رستاق الرستاق نحو من مرحلة ؛ ومن الشيرجان إلى الروذان مما يلى فارس : منها إلى بيمند ٤ فراسخ ، ومن بيمند إلى كردكان فرسخان ، ومن كردكان إلى أناس مرحلة كبيرة ، ومن أناس إلى الروذان من حد فارس مرحلة خفيفة ؛ ومن الشيرجان إلى رباط السرمقان من (٧) حدّ فارس مرحلتان كبيرتان ، وليس فيما بينهما منبر ، وبشت خم بين الشيرجان وبين رباط السرمقان منزل (٨) ، ومن الشيرجان إلى بم : أول مرحلة منها الشامات وتعرف بكوهستان ، ومن الشامات إلى بهار مرحلة خفيفة ، ومن بهار إلى خنّاب مرحلة خفيفة ، ومن خنّاب إلى غبيرا مرحلة خفيفة ، ومن غبيرا إلى كوغون فرسخ ، ومن كوغون إلى رائين مرحلة ، ومن رائين إلى سروستان مرحلة خفيفة ، ومن سروستان إلى دارجين مرحلة ، ومن دارجين إلى بمّ مرحلة ؛ ومن (٩) الشيرجان إلى جيرفت ـ إن شئت سرت على طريق بمّ إلى سروستان ، ثم تعطف عن يمينك إلى هرمز ـ قرية الجوز ـ مرحلة ، ومنها إلى جيرفت مرحلة ، وإن شئت خرجت من الشيرجان إلى ناجت مرحلتين ، ومن ناجت إلى خير مرحلة ، ومن خير إلى جبل الفضّة مرحلة ، ومن جبل الفضّة إلى درباى مرحلة ، ومن درباى إلى جيرفت مرحلة. ومن الشيرجان إلى خبيص : منها إلى فرزين مرحلتان ، ومن فرزين إلى ماهان مرحلة ، ومن ماهان إلى خبيص ٣ مراحل ؛ ومن الشيرجان إلى زرند : منها إلى بردشير مرحلتان ، ومن بردشير إلى جنزروذ مرحلة كبيرة ، ومن جنزروذ إلى زرند مرحلة كبيرة ، ومن زرند إلى حدّ المفازة مرحلة كبيرة ؛ ومن بمّ إلى المفازة : منها إلى نرماشهر مرحلة ، ومن نرماشهر إلى الفهرج على طرف المفازة مرحلة ،

__________________

(١) فى م النواحي والتصحيح عن ا. (٢) زبادة عن ا.

(٣) نوع من السكر الأبيض. (٤) فى م : الدرهم والتصويب عن ا ، C D.

(٥) فى ا : النقود.

(٦) هكذا فى جميع المخطوطات وهى عند غير المؤلف السيرجان بالسين.

(٧) فى م وحدّ ، والتصويب عن ا.

(٨) زيادة عن ا.

(٩) ومن الشيرجان إلى جيرفت فى ا كالآتى : من الشيرجان إلى جيرفت على طريق بمّ إلى سروستان ثم تعطف عن يمينك إلى هرمز قرية الجوز مرحلة ، ومنها إلى جيرفت مرحلة ، ومن جيرفت إلى جبل الفضة مرحلة ، ومن جبل الفضة إلى درباى مرحلة ، ومن درباى إلى جيرفت مرحلة.

وفى ابن حوقل ص ٢٢٥ : ومن السيرجان إلى جيرفت إن مررت على طريق بم فإلى سروستان ثم تعطف الطريق إلى هرمز قرية الجوز مرحلة ، ومنها إلى جيرفت مرحلة ، ومن شاء من السيرجان إلى ناحية مرحلتين ، ومن ناحية إلى خير مرحلة ، ومنها إلى جبل الفضة مرحلة ، ومن جبل الفضة إلى درفارد مرحلة ، ومن درفارد إلى جيرفت مرحلة.

١٠٠